إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تقنية كشف الآثار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تقنية كشف الآثار

    هذا الموضوع هو نص برنامج بعنوان تقنية كشف الآثار والذي هدمته قناة المجد الوثائقية
    أرجو لكم الإفادة


    المعلق:
    يشهد علم الآثار التاريخي في هذه الفترة ثورة مهمة، يتجه علماء الآثار على نحو متزايد إلى التكنولوجيا الحديثة خلال رحلاتهم إلى الماضي، وتبدو النتائج مذهلة حقًا.
    منذ أكثر من مائة عام، أعاد "هينريتس شليمان" مدينة طروادة، وحوّل الفسحة التاريخية إلى موقع بناء ضخم، في أيام "شليمان"، كان حوالي مائتي رجل يقومون بالحفر هناك طوال الوقت، ولكن علماء الآثار هذه الأيام يرون أن تلك التقنيات دمرّت بعض الاكتشافات التاريخية.
    من البديهي القول إن مثل ذلك الحفر المركز أدى إلى اكتشافات جديدة، ولكن لا شك في أنه توجد تقنيات حديثة قادرة على القيام باكتشافات جديدة.
    كشف معرض "طروادة الحلم والحقيقة" بشكل علني عن منهج جديد في علم الآثار، إنه مشروع يضم عدة حقول دراسية واسمه "علم الآثار الافتراضي".
    هذا المشروع الذي أطلقته جامعة "توبينجين" الألمانية يشمل النتائج التي توصل إليها العديد من الباحثين، الذين قاموا بأبحاث حول مدينة "طروادة"، يجمع الحاسوب جداول البيانات لتمثيل صور ثلاثية الأبعاد تمنح رؤيا جديدة للمدينة القديمة.
    راينر ثيم:
    نحن نعرف أن الصور تغني عن ألف كلمة، إنها أكثر موضوعية، وتوفر مصدرًا كثيفًا للمعلومات، وتسمح لنا بالتحقق من فرضياتنا حول الماضي المفقود، لنرى إن كانت الأمور كما نفترض أنها كانت، أم أن علينا التخلي عن افتراضاتنا كلها دفعة واحدة.
    المعلق:
    قامت شركة "أرت بلاس كوم" في "برلين" ببرمجة مشروع "طروادة الافتراضية"، والمواد التي يستخدمونها تتألف من النصوص والخرائط وبيانات الأقمار الصناعية، وحتى خطط التنقيب والصور، كل التفاصيل موثقة ويمكن التدقيق فيها، إن عملية جمع هذه المعرفة التخصصية، التي غالبًا ما تستخدم بشكل منفصل، تسمح بالقيام ببحوث موجهة لملئ أي فراغ.
    إن صناّع مدينة "طروادة" الافتراضية مستعدون لتقديم نسخة "بي سي" والتي ستسمح لعلماء الآثار بالعودة إلى المعلومات الموجودة عبر الحاسوب النقال أثناء قيامهم بأعمال التنقيب، كما أنه يمكن إضافة البينات الجديدة بشكل فوري إلى النظام، والتي يتم شرحها مباشرة وتظهر كصورة ثلاثية الأبعاد.
    موّلت هذا المشروع الوزارة الفدرالية للتربية والأبحاث في ألمانيا، والسياسيون متحمسون لرؤية المشروع يتوسّع، كي لا يكون علماء الآثار المستفيدين الوحيدين من الرحلة المثيرة إلى المدينة القديمة.
    راينر ثيم:
    نحن نتبع هدفين رئيسيين ضمن مشروعنا "علم الآثار الافتراضي"، فمن ناحية، نحن نريد عصرنة مكان العمل لعلماء الآثار، مما يعني تزويدهم بالتقنية الحديثة، التي توجّه وتمثّل المعلومات بشكل أفضل، كما أننا نريد أن نقدم المعرفة الآثارية أيضًا في المعارض والمتاحف بشكل يناسب أجهزة الإعلام.
    المعلق:
    بوجود وحدة تقديم محمولة، يمكن تقديم مشروع "طروادة الافتراضية" في كل متاحف العالم، وإذا نجحت المعارض الأولى له، فهذا بسبب الاهتمام الكبير للجمهور بهذه النظرة التفاعلية لعلم الآثار، ويجد الأطفال والشباب خاصة سهولة في التعاطي مع التعلم الإلكتروني المتعدد الأوساط، الذي يتوقف حاليًا على النظرة التقليدية للأشياء المليئة بالغبار، المصفوفة على الرفوف.
    بسبب كل مزاياه المعاصرة، هناك خطر بسيط بأن يضيف مشروع "طروادة الافتراضية" الابتذال إلى هذا الموضوع بأكمله، وبالتالي تحويل تمثيل الفترات الماضية إلى نوع من مجلة رسوم متحركة تاريخية.
    لتفادي حدوث ذلك، عمل المبرمجون بحذر لإبقاء البشر والحيوانات خارج المشروع قدر الإمكان، ويتم عرضهم بشكل شفاف عندما يكون هناك حاجة إلى ذلك.
    سبحانك اللهم و بحمدك
    أشهد أن لا إله إلا أنت
    أستغفرك وأتوب إليك


  • #2
    رينر ثيم:
    من المؤكد أن صناع البرامج الترفيهية كانوا سيعالجون الموضوع بطريقة مختلفة، إذ كانوا سيقومون ببناء قصة حول الموضوع، وتعتمد واقعية القصة على مؤلفها بشكل فردي، نحن نريد أن تكون قصتنا مسلية أيضًا، وبهذا نعني أن تكون غنية بالمعلومات، وكلما كان المشهد غنيًا بالمعلومات أكثر، لفتت القصة الانتباه إليها أكثر، ولكننا لا نريد الانزلاق إلى التفسيرات التي لا أساس لها، والتي تشكل فقط نوعًا من التأثيرات الخاصة، هذا ليس هدفنا، إذ أننا نهدف إلى التسلية على مستوى ثقافي عالي.
    المعلق:
    الهدف الطويل الأمد لهذه العروض الفعالة للمعرفة العلمية العامة هو بالطبع جمع الأموال لفرع علمي مفلس منذ القدم، بشكله الحالي يعد عالَم علم الآثار عالمًا يتغذى بشكل كلي من التمويل الرسمي، وهو واقع يعتقد صانعوا البرنامج أنه سيساعدهم على استمالة العلماء، يمكن سماع صدى بعض أصوات المشككين من بين العلماء التقليديين، ولكن بشكل عام يبدو أن علماء الآثار منفتحون على هذه الفرصة الجديدة.
    رينر ثيم:
    سيكون من الغباء القول إنه بمجرد كون شخص ما يتعامل مع الماضي، يجب أن يكون متجذرًا فيه، هؤلاء الأشخاص يعيشون في هذا العصر، وهم يواكبون زمنهم بشكل جدي، لهذا لن يجدوا صعوبة في العمل مع هذه القدرات الحديثة.
    المعلق:
    مر مقر عمل علماء الآثار بتغييرات كبيرة جدًا خلال السنوات الأخيرة، إذ اختار العديد من علماء الآثار التخصص في مجال معين، أحد هؤلاء المرشحين هو "فيل كلاوس ليدورف" وهو عالم آثار جوي في الخامسة والأربعين من عمره، ويعمل في مكتب "بافاريا" الإقليمي للعناية بالأنصاب التاريخية، وهو يسافر عبر ولاية "بفاريا" بحثًا عن أراضٍ فيها قطع فنية قديمة.
    تفرض الأسباب المالية أن يعمل "فيل" وحده وهو يعمل طيّارًا وعالم آثار، ومصوّرًا فوتوغرافيًا في آن واحد، يصوّر كل عام آلاف الصور لأشياء واضحة في ما يعد عملاً مميزًا.
    فاسبايندر:
    أهم شيء بالنسبة إلى عالم الآثار الجوي والسبب الأساسي لضرورة كونه عالم آثار هو أنه قادر على التعرف إلى جميع الأنصاب التاريخية من مسافة بعيدة جدًا من الجو، وقادر على أخذ صور لها، إنه لا يقوم بالتحليق فقط بالأجواء ولكنه يقوم بمسح الأرض، وعندما يرى شيئًا لافتًا، يصوره فورًا.
    المعلق:
    يبحث "كلاوس ليدورف" عن الاختلافات بالألوان والتراكيب التي تشير إلى مخططات الأبنية القديمة على الأرض تحته، عندما يجد شيئًا ويصوّره، يقوم بإضافته إلى الخريطة ليتم إخضاعه للمزيد من المعاينة.
    ولكن ليس من السهل دائمًا التعرف على هذه المواقع القديمة من الجو، هذه حالة واضحة نسبيًا إذ يسهل تحديد قصر روماني موجود بين حقول الزرع، وهو واحد من ثلاثين أو أربعين موقعًا أثريًا تم إيجاده وتسجيله في "بافاريا" وحدها.
    يتم تفحص الاكتشافات عن قرب ولكن ليس بواسطة المجارف، إنما بطرق جيوطبيعية حديثة.
    تم اكتشاف هذا الموقع الأثري الكبير من الجو، والآن يقوم خبراء من السلطات البافارية المتخصصون بالأنصاب التاريخية باستكشاف الأرض عن قرب مع ما يُسمى بجهاز "الماجنيتو سكانر"، تستخدم هذه الآلة التي قاموا بتطويرها بأنفسهم أربعة مجسات لقياس أقل الاختلافات في الحقل المغناطيسي على الأرض، مما يسمح بتحديد دقيق للأسس القديمة، هذه التقنية حساسة جدًا، لدرجة أن عربة القياس يجب أن تكون مصنوعة من الخشب أو البلاستيك، فحتى وجود أصغر جزيئات المعدن قد يؤدي إلى نتائج خاطئة، بالرغم من أن استخدام المغناطيس ليس الأسلوب الجيوطبيعي الوحيد المستخدم في هذا النوع من الاختبارات ولكنه فعّال جدًا.
    فاسبايندر:
    إن فائدة هذا المنهج المغناطيسي هي ببساطة أنه يمكننا من تسجيل مساحات واسعة، أي حوالي هكتارين من الأرض في اليوم، وقادرة على إثبات ما نراه في الأرض مع صور مفصلة، الأمر شبيه بتصوير الصور الطبية، حيث يحصل المريض على صور مغناطيسية، كصورة الأشعة السينية، لما يوجد تحت الأرض، هذا يسمح لعلماء الآثار بتسجيل المشاكل التي تعترضهم بقليل من الجهد كي يصلوا فيما بعد لنتيجة أفضل.
    المعلق:
    في مكاتب المكتب البافاري للاهتمام بالأنصاب التاريخية، يقوم العلماء بنقل المقاييس المسجلة إلى الحاسوب لإيجاد نوع من صورة مقلدة للأرض.
    تستخدم برامج طباعة الصور الرقمية لتحويل صفوف الأرقام إلى صورة واضحة، وتكون النتائج عبارة عن صور واضحة للتراكيب المخبأة تحت أفرشة التراب، هذا الجهاز المغناطيسي قادر على تحديد الأشياء على عمق مترين، ولكن العلماء ليسوا راضين عن ذلك تمامًا.
    فاسبايندر:
    النتائج التي توصلنا إليها حتى الآن تشمل البداية فقط، فنحن غالبًا ما نحصل على نتائج صور مغناطيسية لا يمكننا تفسيرها لأننا لا نملك معلومات خلفية كافية عن الخصائص المغناطيسية لمساحات محددة من الأرض التي لنم تصادفها بعد، ولكن هناك أشياء أيضًا لم نكن نستطيع تفسيرها قبل عشر سنوات، وأصبح بإمكاننا القيام بذلك الآن.
    المعلق:
    وعندما تعجز طريقة استخدام المغناطيس عن إيجاد كل الأجوبة، يستخدم العلماء طرق توقع إضافية.
    وهناك ما يعرف بتخطيط المقاومة الذي يستخدم قدرة الأرض على توصيل الكهرباء، إذ إن التغييرات في مقاومة الأرض يمكن أن تكون دليلاً على وجود الأسس المصنوعة من الحجارة أو الشوارع، فمثل هذه الأشياء التي لا تحتوي على المعادن، لا يمكن إيجادها باستخدام طريقة الحقل المغناطيس.
    هذه الطريقة التي تعتمد على الحقل الكهربائي والتي تستغرق وقتًا أطول بكثير تستخدم كثيرًا في المواقع الرومانية، باختصار يمكن القول إن الطريقة المغناطيسية توفر النظرة العامة بينما تزودنا الطريقة الكهربائية بالتفاصيل.
    ثم يتم استخدام الحاسوب لجمع النتائج التي أنتجتها الطرق المختلفة، حتى البيانات التي تم جمعها بواسطة الاختبارات المغناطيسية تزوّد بالكثير من المعلومات، عما يوجد تحت الأرض، وعندما تُضاف نتائج الاختبارات الكهربائية إلى المقاييس الموجودة، يصبح لدى العلماء انطباعًا متميزٌ للاكتشافات الأثرية.
    هذه العملية الكاملة تسمح بإعادة بناء مفصلة، وثلاثية الأبعاد للأبنية القديمة المنسية دون الحاجة إلى حفر الأرض.
    كما أن من الممكن تصور فيلم لصور متحركة بسيط للأبنية، ويرى الباحثون إمكانيات أفضل في المستقبل، فعلماء الفيزياء في مدينة "جينا" الألمانية مثلاً قاموا بتطوير جهاز قياس مغناطيسي ممتاز.
    فاسبايندر:
    ولكنه لم يصبح جاهزًا للاستخدام بعد، وعندما يصبح جاهزًا للاستخدام بعد ثلاث أو أربع سنوات، سنكون قد زدنا حساسية الجهاز مائة طيّة، وهذا سيسمح لنا باكتشاف الاختلافات الأصغر في الأرض، إضافة إلى الاختلافات الكبيرة التي نحن قادرون على قياسها الآن.
    المعلق:
    قد تتمكن الفيزياء الجيولوجية من الاستغناء عن عمليات التنقيب القديمة وغير الضرورية، ولكن أعمال التنقيب تكون ضرورية لعرض التحف الفنية القديمة، لإجراء المزيد من الأبحاث حولها.
    خلال عملية التقيب هذه التي تقوم بها جامعة "ميونيخ"، يتعلم طلاب علم الآثار طرق وتقنيات التنقيب الصحيحة، إن استخدام كاشف المعادن هو تطبيق معياري، يُستخدم قبل البدء بحفر الأرض، وهو جزء من العدة النموذجية لأي حفّار قبور واعد.
    إن التقنيات المساعدة كجهاز القياس "لايزر تاتش ميتر" الذي بدأ استخدامه منذ فترة صغيرة، توفر وسائل سريعة وبسيطة ومساعدة بواسطة الحاسوب لتوثيق عمليات الحفر، يتم قياس الطبقات والمخططات للأشياء المكتشفة بدقة كبيرة، ويتم تخزين البيانات في ذاكرة متكاملة، وهذا التوثيق المفصّل مهم جدًا، لأنه متى تم الكشف عن أي موقع فهو يتوقف عن البحث.
    إو شولتز:
    نحن ندمر الأشياء التي تكتشفها، وكل الأشياء التي لا نتمكن من توثيقها تصبح مع الوقت معلومات ضائعة، لذا فإن استخدام التقنيات الحديثة يمكّننا من الحصول على المزيد من المعلومات، لتقييم مزيد من العمليات بشكل علمي عندما نعود إلى المكتب ونطرح أسئلة لم نفكر في طرحها ونحن في موقع التنقيب.
    سبحانك اللهم و بحمدك
    أشهد أن لا إله إلا أنت
    أستغفرك وأتوب إليك

    تعليق


    • #3
      المعلق:
      حتى المنساخ الرقمي يعد وسيلة جديدة لتوثيق المعلومات، يلمس أشعة الليزر التي يبثها الأجسام المكشوفة، ويقوم بإرسال البيانات الجديدة بشكل مباشر إلى حاسوب نقال، حيث يتم تسجيل الاكتشافات على مقياس من واحد إلى واحد.
      كشفت أعمال التنقيب موقعًا قربانيًا قديمًا يعود إلى العصر الهالستي، والسؤال المهم الذي يطرحه العلماء هو إذا ما كانت مواقع الحجارة عرضية، أم أنها وُضعت ضمن نظام محدد على أيدي البشر.
      بعد العودة إلى الجامعة في وقت لاحق، سيتم استخدام البيانات من جهاز "تاتش ميتر"، والصور لإيجاد نموذج ثلاثي الأبعاد للموقع، الذي سيمكنهم من الإجابة على السؤال الملح.
      ألف العديد من الطلاب الطرق العالية التقنية للقيام بالبحوث، ولكن رغم ذلك تستمر الجامعات في وضع أهمية كبيرة على تعلّم الخدع الكلاسيكية لمهنة علم الآثار، بما فيها الطريقة الصحيحة لاستخدام المساحة والفراشي والمناخل، دون ذكر اتصال المعلومات التاريخية العامة والحاسمة.
      ولكن في ضوء الفرص التقنية الجديدة، يجد بعض علماء الآثار الواعدين أنفسهم يتساءلون فيما إذا كان محتوى دراساتهم ليس خاطئًا تاريخيًا بالنسبة إلى القرن الحادي والعشرين.
      إو شولتز:
      العنصر الأكثر أهمية في عمليات التنقيب لا يزال العمل اليدوي، وهذا أمر لن نتمكن أبدًا من استبداله، سنصادف المزيد من المعلومات، ولكن يجب أن يتم التنقيب عنها واكتشافها بواسطة الأبحاث المتخصصة بعلم الآثار، هذه العملية الرئيسية في العمل الآثاري ستظل موجودة دائمًا مهما تحسنت التقنيات المستخدمة.
      المعلق:
      يدعم مختبر "راثجين" للبحوث في متحف "برلين" للثقافة البروسية علماء الآثار الذين قاموا باكتشافات لا يمكن تخمين عمرها أو أصالتها بالضبط، يقوم الأستاذ "جوزيف ريدير" وزملائه حاليًا بالتدقيق ببعض الآثار بمساعدة طرق تحليل علمية حديثة جدًا.
      يقوم الباحثون في مختبر "راثجين" بفحص الآثار المكتشفة المصنوعة من السيراميك أو المعدن.
      ويمكن مثلاً تحليل هذا القدر البرونزي بشكل أولي، بواسطة مجهر المعادن، لتحديد تركيبه وطريقة صنعه، من الواضح أن الوعاء قد صُنع من قالب، وهذه معلومة مهمة في تحديد أصل وعمر القطعة المحتملين.
      تتطلب الخطوة التالية استخدام التحليل الطيفي لامتصاص الذرّة، لتحديد التركيب الدقيق للمعدن، فبعض الخلطات تُشكل ميزة عصور ومناطق مختلفة، ومن المهم تحديد أنواع وكميات المعادن الموجودة في القطعة الأثرية، غالبًا ما تمكّن هذه المعلومات الباحثين من تحديد إذا ما كانوا يتعاملون مع قطعة أثرية حقيقية أو مزيفة.
      يتطلب التحليل أن يقوم الباحثون بتذويب عينة من المعدن في الأسيد، ثم يتم حرقها في لهب خليط الأسيتيلين حيث تتذرر.
      يتم تحليل الطيف الذي يظهر نتيجة عملية الحرق لمعرفة توزيع المعادن الموجودة في العينة، في الأيام التي لم تكن هذه العمليات ممكنة، كان على علماء الآثار ببساطة الاعتماد على خبرتهم لتخمين أصالة القطعة الأثرية.
      ريدرير:
      الاختلاف هو أن التقويم الشخصي للآثار يكون شخصيًا، بينما يقدم تحليل المعادن معلومات موضوعية، لدينا الفرصة لتحديد عمر القطعة بشكل دقيق، وبالطريقة نفسها يمكننا أن نفحص الخلطات التي كانت موجودة في العصور القديمة، ونعرف الخلطات التي لم تكن موجودة، استخدام عمليات الفحص العلمية يساعدنا على التمييز بين القطع الأصلية والمزيفة.
      المعلق:
      خلال تفحصهم لأصالة السيراميك، يستخدم العلماء في مختبر "رتثجان" عملية التحليل "ثيرمولومينسين" وهي عملية تسمح لهم بتحديد متى تم شيّ قطعة الخزف، عندما يتم شيّ قطعة الخزف ينخفض النشاط الإشعاعي الطبيعي المخزن في الخزف إلى الصفر، مع مرور الوقت تًسبب الإشعاعات المشعة المتواصلة إعادة ارتفاع في مستويات النشاط الإشعاعي في الخزف.
      في هذه الآلة، يتم تلدين العينة على حرارة خمسمائة درجة مئوية، مما يبعث النشاط الإشعاعي المخزّن في المادة منذ أن تم شيّها على شكل طاقة ضوئية، يتم قياس الكمية، وكلما كان هناك إشعاعات كانت العينة أقدم، في هذه الحالة اتضح أن القطعة الأثرية التي يتم فحصها هي قطعة مزيفة، إنها جديدة، ففي حالة الخزفيات القديمة يسير القوسان بشكل متوازٍ، إنه أمر يتمتع به عدد قليل من علماء الآثار.
      ريدرير:
      هناك فصل أكاديمي واحد في ألمانيا يدرب الأشخاص ليصبحوا علماء آثار مؤهلين، ويتعلمون فيه تفاصيل تحليل المواد، وعمليات البحث العلمية، حتى في عالم علم الآثار فإن التخصص أمر شائع جدًا، مما يجعلني أعتقد أننا ذات يوم سنرى ظهور حقل متخصص في علم الآثار يهتم بالمواد والتقنيات الأثرية.
      المعلق:
      ولكن الآن أصبح بإمكان العلماء النظر عبر الغلافات المقفلة، في قسم الأشعة السينية في مستشفى "إبيندورف" في جامعة "هامبورج"، يجري العمل على مشروع مشترك بين علماء الآثار والأطباء، وخبراء تقنية المعلومات، يتم تحضير التصوير بالأشعة للمريض غير العادي لفحص لاحق للمومياء، بواسطة نظام حاسوب متخصص، يتم تصوير المومياءات المصرية التي ماتت منذ ألاف السنوات لساعات، أي أنه يتم تعريضها لكمية كبيرة من الإشعاعات التي لا يستطيع للإنسان الحي تحملها، يأخذ الفريق مئات من الصور المفصلة للجسم المحنط، ليتم استخدامها لاحقًا قاعدة للحصول على نظرة أقرب لما يوجد تحت الجلد.
      قام العلماء في المعهد بمعالجة البيانات في القسم الطبي لمستشفى الجامعة، بتطوير عملية تسمح لهم باستخدام صور "سي تي يو" لتطوير صور ثلاثية الأبعاد لما يوجد داخل المومياءات، وهذا الأمر يوازي فك غلاف المومياء.
      تم تطوير هذه التقنية أصلاً للتدريب الطبي في علم التشريح، وبالرغم من كونها عملية معقدة جدًا، إلا أنه أصبح بالإمكان استخدامها الآن على مومياوات عمرها ألاف السنوات.
      بوميرت:
      إنها مشكلة صعبة، فإذا أظهرنا البيانات فقط فسنرى الحافة الخارجية كما نرى الوجه الخارجي، لذا علينا تعليم الحاسوب أي قطع من بيانات التي يجب عرضها، يمكننا القيام بذلك من خلال استخدام الـ"سي تي" لتحديد الكثافة، فالعظام مثلاً كثيفة جدًا، لذا يمكننا أن نطلب من الحاسوب إظهار كل الأقسام ذات الكثافة العالية، والضمادات الكتانية القليلة الكثافة أيضًا، لذا يمكننا برمجته لإظهار الأقسام ذات الكثافة المنخفضة لاختيار أشياء مشابهة.
      المعلق:
      كل ما يتطلبه ذلك هو النقر على صورة "سي تي" على الطبقة الخارجية للضمادات الكتانية، ليقوم الحاسوب بالبحث عن كل المناطق ذات الكثافة نفسها، تبدو الخطوط العامة للمومياء مرئية، والخطوة التالية موجهة إلى الجلد، ويظهر وجه المومياء الميت بشكل واقعي.
      الافتقار إلى الوضوح في الصورة يمكن إزالته من خلال الطلب من الحاسوب عرض المناطق المرتبطة بالكثافة نفسها.
      إن كان الحاسوب مبرمجًا لكشف العظام، فمن الممكن أيضًا النظر إلى الجمجمة الكاملة، مع عيون المومياء الاصطناعية المصنوعة من الراتنج أو الطين، والهدف من وضعها منع الوجه المحنط من الانهيار، ومنحه مظهرًا أكثر طبيعية.
      كما أن العلماء قادرون على تقليد صور إشعاعية ثلاثية الأبعاد من هذه البيانات، لذا فلا عجب أن مجالات أخرى بالإضافة إلى علم الآثار مهتمة بالتقنيات الحديثة، بغض النظر عن كلفتها.
      بوميرت:
      نحن مثلاً نعمل كفريق مع علماء الأحياء المتخصصين بعلم الإنسان، الذين يحاولون استخدام هذه الطريقة لفتح الجماجم، التي تعود إلى ما قبل التاريخ، وإنها غالبًا ما تكون اكتشافات متحجرة لا يريدون تحطيمها، ويمكن فتحها ودراستها كما تدرس المومياوات.
      المعلق:
      العمل بين الحقول العلمية بهذه الطريقة بدأت تزداد أهميته، وفي المستقبل قد نرى أنه سيكون لدى علماء الآثار القدرة على استخدام الطرق التقنية الجديدة من مجالات علمية أخرى، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن تنقرض طرق العمل الكلاسيكية، وربما هذه المعرفة بالذات هي التي تجعل علماء الآثار منفتحين كثيرًا على التقنيات الجديدة.
      سبحانك اللهم و بحمدك
      أشهد أن لا إله إلا أنت
      أستغفرك وأتوب إليك

      تعليق


      • #4
        شكرا لك اخي ابو مازن
        [SIZE=7][/SIZE]

        تعليق


        • #5
          ما شاء الله عليك اخي ابو مازن
          متألق بمواضيعك المميزة
          ادعوا لي بالشهادة في سبيل الله

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك ، معلومات راااااااااااااااااااااااائعة ومفيدة .

            تعليق


            • #7
              مشكووور على المعلومات
              اللهم أنت ربي لا إله الا أنت
              خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت
              أعوذ بك من شر ما صنعت
              أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي
              فاغفر لي
              فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

              تعليق


              • #8
                شكرا على المرور
                فرحت لان الموضوع أعجبكم
                سبحانك اللهم و بحمدك
                أشهد أن لا إله إلا أنت
                أستغفرك وأتوب إليك

                تعليق


                • #9
                  شكرا اخي ابو مازن معلومه في غايه الروعه
                  [url=http://www.0zz0.com][img]http://www7.0zz0.com/2009/11/18/03/578242682.gif[/img][/url]

                  [url=http://www.0zz0.com][img]http://www7.0zz0.com/2009/11/18/04/704365040.gif[/img][/url]

                  تعليق


                  • #10
                    معلومة قيمة بارك الله فيك
                    اخي ابو مازن

                    سأحمل روحي على راحتي ---
                    والقي بها في مهاوي الردا
                    فأما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدا
                    *****

                    تعليق


                    • #11
                      الف شكر لك اخى ابو مازن معلومات رائعه.
                      شكرا

                      تعليق


                      • #12
                        {اللهم أغفر للمؤمنين وللمؤمنات الأحياء منهم والاموات

                        تعليق

                        يعمل...
                        X