أحبتي في الله :
أبناؤنا سيكونون حجر عثرة في طريقنا إلى الجنة إن أهملنا توجيههم وتذكيرهم الدائم تجاه ما خلقوا لأجله.. [ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ] سيكونون عثرة حجر في طريقنا إذا تركناهم لأهوائهم يرون ما يشاؤون ويسمعون ما يشاؤون ويتعلقون بما يشاؤون [ إن النفس لأمارة بالسوء إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ، ولقد جاءهم من ربهم الهدى ]أهملنا تذكيرهم بهدى ربهم الذي فيه نجاتهم وسعادتهم وبقاءهم في نعيم لا ينفد ولا ينقطع ونحن نعلم أن الإيمان يخلق في أجوافنا ولولا التذكير بالقرآن والسنة لطفئ نوره وأظلمت قلوبنا بدونه فلا بد من التذكير الدائم لأن التذكير للروح بمثابة الأكل والشرب للجسد قال تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وقال تعالى ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
كم يحز في النفس أن نجد أصغر أبناءنا يحيط بأسماء أعجمية للاعبين أجانب فضلا عن لاعبين عرب ولا يعرف شيئا عن نبيه صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فيمتلئ هذا الذهن الصافي النقي بغير القرآن ،،، كم يحز في النفس أن نجد أبناءنا يتعلقون بالألعاب الملهية ونحن من يوفر لهم هذا فيقضون أعمارهم ويقتلون أوقاتهم فتمتلئ قلوبهم وعقولهم بتلك الشوائب فيميلوا لها ميلاً عظيما وتستشرب تلك القلوب الطاهرة الزكية ذلك الضر وتلك السموم فتميت ثمرة الإيمان في قلوبهم وتطفئ نوره.. أي حرية هذه التي منحناها لأبنائنا المراهقين فتركناهم يتصفحون النت على مصراعيه دون محاسبة أو معاتبة أو مراقبة وقد ملئ بنساء حسان متبرجات فاجرات فأثقلت جوارحهم عن الطاعات وإن في الجسد مضغة إذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ،،،فسد القلب فثقلت عليهم العبادات وأضاعوا الصلوات فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا.
يا إلهي ماذا دهانا.. أي قسوة منا تجاه أبناءنا وأي رحمة تلك ونحن نراهم يسيرون لطريق مظلم لا يدركون خطر ما سيصلون إليه..أي عذر لنا أمام الله حين نسأل عنهم وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ،،، أي شغل هذا الذي لم يمكننا من ساعة نجلس معهم للتذكير والترغيب والترهيب..أي جناية جنيناهم عليهم وعلى أنفسنا..هل نعجز في ساعة كل أسبوع أن نقرأ فيها شيئا من الرقائق عن القبر والحشر والنشر.. هل نعجز في ساعة كل أسبوع أ، نقرأ ونتعلم فيها كيف نؤدي العبادات الأداء الصحيح ،،هل نعجز أن نجمعهم يوما أمام التلفاز ونأمرهم بالإنصات لكلمة أو موعظة أو فائدة وقد من الله علينا بقنوات إسلامية كثيرة..هل نعجز أن نقتبس لهم من مرئيات النت بعض المواعظ والفلاشات المؤثرة فنعرضها لهم بعد تحميلها وتنزيلها على شاشة الكمبيوتر في لقاء أسري إيماني.. إن ذلك والله كله يسير.. وقد يسر لنا الله تعالى في النت ما نحتاجه ويحتاجه أبناؤنا فلا عذر لنا في التهاون والتخاذل والتكاسل ،، فكم في مرئيات النت من مقاطع عن كيفية الوضوء.. والصلاة.. وكم فيها من مواعظ عن الموت.. وعن النار.. وعن الجنة.. وهذا دورنا وهذه مسئوليتنا.. وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
كم من أبناءنا لا يحسن الصلاة ونحن لا نأبه بذلك.. كم من أبناءنا ينام عن الصلوات المكتوبة ونحن لا نبالي ،،، أي قسوة هذه منا ،،،من منا يعقد مجلسا إيمانيا لأسرته يزرع فيهم العقيدة ويبذر في نفوسهم الخوف من الآخرة ويحذرهم من التمادي في الملهيات من منا يوزن أوقاتهم بميزان الشرع ولكن ساعة وساعة ،،، هل تناسينا وتجاهلنا اليوم الذي ستتطاير فيهم الصحف فمن آخذ بيمينه وآخذ بشماله ،،،، هل تناسينا وتجاهلنا يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ،،، هل تناسينا وتجاهلنا قول الله تعالى قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامه أي رحمة في قلبك أن ترى ولدك يذهب به إلى النار أمام بصرك ولم تقل له يوما من الدهر قل رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين..أي رحمة في قلبك حين تركت الشهوات تغرر بإبنك المسكين حتى أخذ على بغته وواجه مصيرا لم يتنبه له ولم يجد من يبصره به.. أي ظلم منك هذا، أي قسوة ..أي جبروت هذا.
كيف تطيب نفسك بغش رعيتك وقد علمت أن جهنم نار لا تطاق ،،، ماؤوها حميم ،،، وهواؤها سموم وظلها من يحموم وأكلها شجر من زقوم ومقامعها من حديد ولباسهم من نار ،،، أخي إن في العمر بقية والأمر مستدرك ومن جد وجد ومن زرع حصد فلا تجعل الدنيا لنفسك وأبناءك أكبر همك واجمع لهما بين الدارين واجعل الآخرة الهم الأكبر لهم فو الله لا تدري متى يؤخذون منك فأعنهم على أن يلقوا ربهم راضين مرضيين فتجتمع معهم في جنة الرضوان ،،،، والآخرة خير وأبقى ،،،، قال تعالى [والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شئ].
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
تعليق