إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المواقع الأثرية في الجزيرة العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    نموذج للمقابر الركامية الحجرية، من موت بالقرب من مرات غرب الرياض.


    مواقع العُبيد.


    وجد في الجزيرة العربية ما يقرب من خمسين موقعًا عرفت باسم مواقع العُبيد نسبة إلى ثقافة العُبيد التي عرفت أولاً في جنوب بلاد الرافدين. وتعود هذه المواقع الخمسون لهذه الثقافة بتقسيماتها الثلاثة: المبكرة، والمتوسطة، والمتأخرة، وتغطي جميعًا الامتداد الزمني البادئ بمنتصف الألف السادس قبل الميلاد والمنتهي بمنتصف الألف الرابع قبل الميلاد تقريبًا. وقد وجد أربعون موقعًا في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في المنطقة الشرقية، ووجد أن بعضها يقع على ساحل الخليج العربي وبعضها الآخر يقع في البر. ومما تجدر الإشارة إليه، أن مواقع فترة العُبيد تتفاوت في أحجامها؛ فمنها الصغير ومنها ذو المساحة الواسعة. واستنادًا إلى نتائج الأعمال الميدانية المنشورة، فإن أهم تلك المواقع هي الدوسرية وأبو خميس وعين قناص. ومن أهم المواد الأثرية العائدة إلى هذه الفترة مجموعات من الفخار الملون وغير الملون، والأصداف البحرية الحلزونية، وأدوات حجرية تشمل رؤوس سهام وحراب بأشكال عديدة.
    [CENTER] [/CENTER]

    تعليق


    • #32
      عين قناص.


      تقع في الجزء الشمالي لواحة العيون وهي جزء من واحة الأحساء، على بعد كيلومتر واحد إلى الشرق من قرية المرة، بين خط العرض 25,37 وخط الطول 49,36. تم التعرف على هذا الموقع في أوائل السبعينيات على إثر جهود بعض موظفي شركة أرامكو السعودية. وفي عام 1972م قام عبدالله حسن مصري بمسح سطحه وحفر بعض المجسات فيه. وتبين من تلك المجسات أن الموقع قد مر باستيطان يسبق ظهور فترة العُبيد، ثم استمر لتصبح المادة الآثارية العائدة لفترة العُبيد هي الشائعة. ويتضح من نتائج تحليل الطبقات في أحد الخنادق أن الموقع يحتوي على أربع عشرة طبقة أثرية. اكتشف في الطبقات الأربع العليا كسر فخارية، وأدوات حجرية، وأساسات جدران حجرية وطينية، وبقايا تدل على وجود جدار يحيط بتلك الجدران مشيد من الأخشاب وأغصان الأشجار. بينما اكتشف في الطبقات السفلى أدوات حجرية فقط، وفي أسفل طبقة في الحفرية اكتشفت فتحة بئر مطمورة يعتقد أنها تعود لبداية الاستيطان في الموقع. ويبدو أن شيئًا ما حدث في المنطقة مما أدى بالتكدس السكاني إلي التحول ناحية الخليج العربي مباشرة؛ نهاية الفترة، ربما حدثت بعض التحركات السكانية مما أدى إلى انتقال الثقل البشري إلى الساحل وبخاصة المثلث الذي تشغله الإمارات العربية المتحدة في اليوم الحاضر حيث اكتشفت حضارة عرفت باسم حضارة هيلي.
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #33
        موقع هيلي


        المتعدد الفترات الذي استمر منذ منتصف الألف الرابع ق.م. حتى الربع الأول من الألف الثالث ق.م. (صورة من الشمال الشرقي).
        حضارة هيلي. تنسب حضارة هيلي إلى منطقة هيلي في الإمارات العربية المتحدة حيث شخصت مادتها الحضارية لأول مرة التي أرخت ـ بعد دراسة مستوطنة هيلي رقم "8" ـ إلى ما بين منتصف الألف الرابع قبل الميلاد وحتى الربع الأول من الألف الثالث قبل الميلاد. وهذه الحضارة أقدم الحضارات المميزة التي ظهرت بعد اختفاء فترة العُبيد التي لم يوجد من مادتها الحضارية في مستوطنة هيلي شيئًا. وقد بينت نتائج الدراسات الميدانية في مستوطنة هيلي رقم "8" بشكل قاطع أن الإنسان أصبح قاطن قرى تتوافر فيها مستلزمات الاستقرار الرئيسية، كالزراعة والمياه التي وجد من مصادرها عدد من الآبار والمساكن، والصناعة كصناعة الأدوات الحجرية والمعدنية. واستخدم في عمارة المنازل الحجر بالإضافة إلى الطين. وتتميز مستوطنات تلك الفترة بأنها صغيرة في حجمها ومتجاورة في انتشارها المكاني. كما أفادت أعمال المسح التي أجريت هناك أن لكل مستوطنة مقبرة غير بعيدة عنها.
        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #34
          تشمل المادة الثقافية لهذه الفترة مجموعات من الآنية الفخارية التي تحتوي على الكثير من الأصناف والأنماط والصناعات المتغايرة في تقنيتها، ويظهر في تلك المجموعات أنماط مزخرفة استخدم اللون الأسود في تشكيل عناصر زخرفتها. ووصلت صناعة الأواني الحجرية درجة من التقدم مكّنت الإنسان من الاستفادة من عدة أنواع من الصخور أوفرها رواجًا حجر الكلسيت. كما وجدت أوان ثبت من خلالها أن الإنسان كانت لديه القدرة على زخرفة بعض أوانيه الحجرية بالحز على الرغم من صلابة سطوحها. كما وجدت مشغولات معدنية تفيد أن هذه الفترة عرفت صهر المعادن وقولبتها وتشكيلها في صناعة الأسلحة والحلي؛ فقد التقطت معثورات مصنوعة من النحاس مثل: أنصال السكاكين، والمخارز، والمثاقب، وأدوات تدل على قدرة إنسان تلك الفترة ومهارته؛ وهي نتاج مقدرته على مزج القصدير بالنحاس. وبتفحص الكتل الطينية الساقطة من جدران المنازل وسقوفها، تبين أن الإنسان احترف صناعة الحُصر والسلال التي تظهر طباعتها على تلك القطع الطينية. ولصناعة حليه، استخدم الإنسان الأصداف البحرية التي شكل منها الخواتم والخرز، بالإضافة إلى مواد أخرى وبخاصة الأحجار الكريمة.
          [CENTER] [/CENTER]

          تعليق


          • #35
            مدفن هيلي الكبير


            يقع داخل حديقة هيلي بعد إعادة بنائه في الألف الثالث قبل الميلاد.
            شكلت الزراعة المروية من الآبار المحفورة، دعامة من دعائم الاقتصاد، حيث تكشّف في ضوء التحاليل العلمية أن الزراعة اشتملت على النخيل والشمام والشوفان والقمح والذرة والشعير. أما التجارة، فتدل الكتابات المسمارية في بلاد الرافدين على أن بعض السلع كانت تستورد من الجنوب، وعلى وجه التقريب من الركن الجنوبي الشرقي للجزيرة العربية، وعليه فإنها كانت تمر عبر الأراضي التي سيطرت فيها الثقافة الهيلية. ويدل وجود القصدير في مستوطنة هيلي "8" على أنه كان يجلب من منطقة أفغانستان حيث توجد مصادره، ثم يصنّع ويعاد تصديره. وتمثل المعادن شاهدًا على التجارة؛ فيبدو أنها كانت تجلب من مناجم عُمان وتصدر إلى بلاد الرافدين حيث كانت الحاجة إليها قائمة. ومن بقايا العظام التي وجدت وحللت عُرف أن المعز والأغنام والأبقار والجمال كانت من الحيوانات التي استفاد منها إنسان فترة هيلي.
            وتفيد الدراسات الآثارية أنه في نهاية الربع الأول من الألف الثالث قبل الميلاد، ظهرت حضارة أخرى لم تلبث أن طغت على قوة حضارة هيلي فانتزعت منها القيادة، علمًا أن الاستيطان في منطقة هيلي استمر حتى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد. ولكن الجديد أن نمطية الاستيطان المكانية تحولت من البر وحياة الواحات إلى القرب من ساحل الخليج العربي والجزر الواقعة فيه، وعرفت هذه الحضارة باسم حضارة أم النار. ويبدو أن العناصر البشرية التي أحدثت تحورًا في الاستيطان قد قدمت إلى الجزيرة العربية من الشرق نظرًا لوجود التشابه بين الأواني الفخارية العائدة إلى فترة أم النار، وبين الأواني الفخارية التي وجدت في مستوطنة بمبور الواقعة في الهضبة الإيرانية. وبعد قدوم تلك العناصر البشرية، اندمجت بالسكان السابقين مكونة حضارة جديدة عرفت باسم حضارة أم النار.
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #36
              حضارة أم النار.


              سميت هذه الحضارة بذلك الاسم نسبة إلى جزيرة "أم النار" الواقعة في الخليج العربي على بعد عشرين كيلومترًا من مدينة أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، وقد وجدت فيها البعثة الدنماركية عام 1959م ـ لأول مرة ـ المخلفات الحضارية المميزة لهذه الفترة. ووجد الانتشار المكاني الرئيسي لهذه الفترة في الإمارات العربية المتحدة حيث وجدت المستوطنات الساحلية والبرية وتلك التي تقع في جزر الخليج العربي. ويُعدّ موقع تل تاروت في جزيرة تاروت، في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية، من أهم مواقع تلك الفترة إضافة إلى مواقع جنوب الظهران.


              وقد أفادت التقارير الآثارية المنشورة في حولية الآثار في الإمارات العربية المتحدة بأعدادها الخمسة، أن الفترة من أقوى الفترات الحضارية في الجزيرة العربية السابقة على ظهور الممالك. وتدل على تلك القوة، وفرة المادة الحضارية التي تمثلت بمواد ثابتة مثل العمارة السكنية وعمارة المقابر التي تحتوي واجهاتها على رسوم حيوانات منحوتة كالغزلان وبعض الزواحف مثل الثعابين، وتمثلت كذلك في مادة آثارية منقولة تشتمل على: الأختام، والتماثيل، والنقوش، والآنية الفخارية، والآنية، من الحجر الصابوني وآنية المرمر الأبيض، وخواتم، وأساور، وخلاخيل، وسهام، وشفرات حلاقة، وأزاميل، ومخازر، وصنارات لصيد الأسماك. وبالنسبة للخرز فقد وجد منه كميات كبيرة صنعت من مواد مختلفة شملت: الحجر الصابوني، والعقيق، والأصداف، واللؤلؤ، والحجر البركاني، والصوان، والصلصال.
              في نهاية منتصف الألف الثالث، يبدأ ذكر مركز حضاري آخر في الكتابات المسمارية في بلاد الرافدين، مما يشير إلى أن تحولاً قد حدث ولم يلبث أن ظهرت على إثره الحضارة التالية. ويعتقد الباحثون، وعلى رأسهم جيفري بيبي رائد الدراسات ذات الصلة بهذه الفترة، أن هجرات بشرية حدثت من وسط الجزيرة العربية ـ وبخاصة من منطقة اليمامة باتجاه الخليج العربي ـ تبلورت بعد أن اندمجت بالسكان المحليين في ظهور قوة جديدة نقلت الثقل الاستيطاني إلى جزر الخليج العربي وبخاصة جزيرة البحرين في البحرين وجزيرة تاروت في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية، كما انتعش الاستيطان الداخلي في البر.


              وعرفت هذه الحضارة باسم حضارة دلمون.
              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #37
                حضارة دلمون.


                عرفت هذه الفترة باسم حضارة دلمون ودلمون اسم أطلقه سكان بلاد الرافدين على الأراضي الواقعة إلى الجنوب من بلادهم وكانوا يتاجرون معها. وربما كانت هذه الفترة أقدم فترة حضارية يمكن أن تسمى باسم مملكة؛ فقد ورد في الكتابات القديمة ما يشير إلى وجود ملوك لها جرت لهم أحداث مع مجاوريهم في بلاد الرافدين والهلال الخصيب. وقد عرفت معبوداتها، وقواربها البحرية، وتجارتها، وصادراتها، ووارداتها، وملوكها، ونظام إدارتها، وأهميتها للعالم القديم. ويتضح أن جميع أجزاء الجزيرة العربية كانت عامرة بالاستيطان خلال الزمن المشار إليه آنفًا؛ فقد اكتشفت مواقع في مختلف أرجائها تؤرخ إلى زمن سيادة دلمون.


                والمادة الآثارية لهذه الحضارة متنوعة، وتشتمل على الثابت مثل :


                المنازل، وما يتصل بها، والأسوار، والآبار المطوية، والمعابد، والمقابر المتنوعة في تصاميمها ومساحاتها. أما المادة المنقولة فهي متنوعة أيضًا، وتشمل بشكل عام: المصنوعات المعدنية، مثل المجسمات الحيوانية والآدمية، والأوزان، وأدوات الزينة، وشفرات الحلاقة، والمرايا البرونزية، والأسلحة المعدنية. وهناك مجموعات من الآنية الفخارية، ومجموعات من الآنية الحجرية المصنوعة من عدة أنواع من الصخور مثل: الحجر الصابوني، والحجر اللين، والمرمر الأبيض.
                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق


                • #38
                  اعتمدت الحياة الاقتصادية لحضارة دلمون على دعامتين أساسيتين؛ الأولى التجارة، والثانية الزراعة. وقد كانت دلمون معبرًا لصادرات مكّان الذي يعتقد أنه الاسم القديم لعُمان أو الركن الجنوبي الشرقي للجزيرة العربية، وملوخا الذي يعتقد أنه الاسم القديم لبلاد السند. فمن الأولى استوردت دلمون المواد المعدنية والثمار والمواد العطرية، ومن الثانية استوردت الأحجار الكريمة والأخشاب النفيسة وسلعًا أخرى. وتفيد النصوص القديمة المكتوبة أن بلاد الرافدين كانت تستورد من دلمون: الذهب، والبرونز، والنحاس، والفضة، والعاج، ومصنوعات من العاج، والأخشاب، والمرجان الأبيض، والعقيق الأحمر، واللازورد، وعددًا آخر من أنواع الأحجار الكريمة، ومحار اللؤلؤ، والتمور، والبصل، والعطور، وبعض الحيوانات. وقد شكّلت التجارة ـ بشكل عام ـ المورد الأساسي لدلمون وتجارة المعادن بشكل خاص، كما تاجر الدلمونيون بالأواني المصنوعة من الحجر الصابوني والمعادن. ولا شك أن الزراعة، وخاصة زراعة النخيل، كانت تمثل أحد موارد الاقتصاد الرئيسية؛ وتدل المصادر المكتوبة على أن شجر النخيل كان ينتشر في المنطقة بكثافة، وتمثل ثماره أحد الصادرات المهمة.


                  بنهاية الربع الأول من الألف الثاني، يبدأ ذكر أمة عرفت من المصادر التاريخية باسم أمة مدين، فتأخذ القيادة من مراكز الحضارة الدلمونية في شرقي الجزيرة العربية، ومعها ينتقل الثقل الاستيطاني إلى الشمال الغربي للجزيرة العربية وتشكّل حضارة عرفت بحضارة مدين.
                  [CENTER] [/CENTER]

                  تعليق


                  • #39
                    مدخل لضريح نبطي في المملكة العربية السعودية.


                    رسم صخري لقافلة عثر عليه في شمالي الجزيرةالعربية.


                    العمارة المبكرة في وادي حنيفة في وسط شبه الجزيرة العربية.


                    بقايا آثار البلدة الإسلامية بالعلا.


                    نموذج للرسوم الصخرية من موقع كهف القويع بالقرب من حوطة بني تميم.
                    [CENTER] [/CENTER]

                    تعليق


                    • #40
                      حضارة مدين.


                      تحت ظروف لا تعرف تفاصليها، يبدو أن الثقل الاستيطاني قد تحول ابتداءً من نهاية الربع الأول من الألف الثاني قبل الميلاد إلى الشمال الغربي من الجزيرة العربية، حيث تشير الأبحاث الأثرية إلى اكتشاف مستوطنات كبيرة تحتوي على مادة أثرية تعود لذلك الزمن. ومن أهم المواقع التي تعود إلى تلك الحضارة مواقع: قُريِّة، وتيماء ومغاير شعيب، والبدع. واكتشف حديثًا في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية ما يقرب من عشرين موقعًا تحتوي على المادة الأثرية المميزة لحضارة مدين. وتمثل قُريِّة المستوطنة الرئيسية والنموذجية لتلك الفترة.



                      قُريِّة.


                      تقع قُريِّة على بعد سبعين كيلومترًا إلى الشمال الغربي من مدينة تبوك. ويتكون الموقع من مستوطنة مدنية بها سور مشيد بالحجارة، ولا تزال بعض أجزائه قائمة. ووجد أن السور مزود بأبراج للمراقبة وعدد من البوابات الرئيسية. إضافة إلى ذلك، يوجد عدد من المنشآت الحجرية تقوم على تلّة مطلة على المستوطنة اعتقد أنها بقايا حصن قديم. وفي سفح الجبل المحاذي للمستوطنة، وجدت مغارتان بحجم كبير كلاهما يحمل ما يدل على أنهما منحوتتان. وفي الشعاب القريبة من المستوطنة وجدت بقايا أنظمة تصريف مائي مثل القنوات والحواجز، كما وجد ما اعتقد أنه بقايا حظائر لحفظ الحيوانات. وخارج المستوطنة وجد قصران يعتقد أنهما يؤرخان إلى الفترتين النبطية والرومانية.
                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق


                      • #41
                        يعرف من المصادر التاريخية،


                        أن هذه الفترة عاشت نشاطًا اقتصاديًا قويًا مع بلاد الشام ومصر القديمة، كما كان هذا الموقع معبرًا لصادرات جنوب الجزيرة العربية ووارداتها، كما تدل على ذلك النشاط التجاري المادة الأثرية التي وجدت في المستوطنات الرئيسية في فلسطين والأردن. وكان الجمل وسيلة النقل الرئيسية؛ فإلى جانب الروايات التاريخية، يظهر كأحد العناصر الزخرفية التي يزين بها فخار مدين. والواضح أن الزراعة شكلت دعامة رئيسية للاقتصاد ومكملة للتجارة، فإلى جانب ما جاء في الكتب التاريخية عن نشاطات أمة مدين الزراعية، اكتشفت أحواض زراعية، وسواقي لريها، وآبار لتوفير الماء، وحواجز لمنع مياه الشعاب من الضياع وجمعه للاستخدام في الأراضي الزراعية. ولاشك أن الرعي كان من الأعمال الشائعة خلال تلك الفترة؛ حيث تحتوي الرسوم الصخرية على مناظر لعدد من الحيوانات، كما تدل على ذلك أيضًا المباني الجدارية التي اكتشفت في موقع قُريِّة وفسرت على أنها أجزاء من جدران حظائر لحفظ الحيوانات. وعلى الشيء نفسه، تدل المغارات الموجودة في الجبال المكتنفة للمستوطنة التي يعتقد البعض أنها كانت تستخدم لحفظ الحيوانات.


                        وتدل آخر الدراسات المنشورة عن شمال غرب المملكة العربية السعودية، أن الاستيطان في الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية استمر حتى منتصف القرن الحادي عشر قبل الميلاد تقريبًا. ويعتقد أنه بسبب اضطرابات سكانية وتحركات بشرية في الهلال الخصيب، نتج عنها حروب وتدهور اقتصادي حدث مع نهاية الألف الثالث قبل ميلاد المسيح، تدهور الاستيطان في الجزيرة العربية، وبخاصة في شمالها الغربي الذي مثل فيما قبل مركز الثقل الاستيطاني مما قاد إلى التحول إلى حياة البادية التي أصبحت النمط الاستيطاني الشائع وبقيت هكذا لمدة قرنين من الزمان تقريبًا. ومع حلول الألف الأول قبل الميلاد، بدأ يرد ذكر لوجود كيانات سياسية تبلورت في أنحاء مختلفة من شبه الجزيرة العربية.
                        [CENTER] [/CENTER]

                        تعليق


                        • #42
                          في جنوب شبه الجزيرة العربية

                          عرفت ستة كيانات سياسية رئيسية هي: معين، وسبأ، وقتبان، وحضرموت، وأوسان، وحمير. حكمت تلك الكيانات مرة متعاقبة ومرة متزامنة. وبشكل عام تؤرخ بداية أقدمها إلى بداية الألف الأول قبل الميلاد ونهاية آخرها إلى الربع الأول من القرن السادس الميلادي. وفي وسط شبه الجزيرة العربية قامت مملكة طسم وجديس ومملكة كندة وكيان بني حنيفة. وهناك أمة ثمود ومملكة آدوم، ومملكة ديدان، ومملكة لحيان، ومملكة الأنباط في شمالي شبه الجزيرة العربية وشمالها الغربي.


                          وخلال هذا المد الزمني البالغ ما يقرب من ألف وستمائة سنة، ترك الإنسان مئات المستوطنات التي لم يتعرض أغلبها لأي عمل أثري. وتحتوي مستوطنات إنسان ذلك المد الزمني على كميات ضخمة من الآثار الثابتة والمنقولة. ومن أهم تلك المستوطنات شبوة، وهجر بن حميد، والأخدود، والفاو، والسيح في الأفلاج، والخضرمة في الخرج، وتيماء، والعلا، ومدائن صالح في منطقة تبوك، وثاج في المنطقة الشرقية، والرميلة في الإمارات العربية المتحدة.
                          [CENTER] [/CENTER]

                          تعليق


                          • #43
                            شبوة


                            عاصمة دولة حضرموت، وتقع في وادي عرمة في الاتجاه الشمالي الشرقي. تشكل تلال الموقع مثلثًا طول ضلعه الأول 900م والثاني 550م. وعلى الرغم من أن هناك إشارات إلى هذه المستوطنة في أعمال قديمة، إلا أن كشف حقيقة المستوطنة جاء مع بداية مجيء بعثة فرنسية بدأت العمل فيه عام 1976 - 1977م، وبعد توقف لمدة عامين، استمر العمل حتى عام 1987م. ونتيجة للدراسات التي أجرتها تلك البعثة ونشرتها، عرف أن الاستيطان في الموقع يعود في بدايته إلى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد واستمر حتى القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد. أما المادة الآثارية فقد وجد منها الثابت والمنقول؛ فالثابت تمثل بعمارة المساكن التي استخدم الحجر في أساساتها والطين والحجر في جدرانها. وهناك القصرا لملكي الذي وجد ما يدل على مخططه، وبعض اللوحات المزخرفة التي كانت تستند على الجدران، وكذلك القبور، ومنها قبور كهفية شيدت بالحجارة وسقفت بالأخشاب وتظهر بهيئة كهف. كما وجد سور للمدينة مزود بأبراج للمراقبة. وهناك عمارة خارج السور المحيط بالمدينة، كما وجدت حواجز مياه في الشعاب المحيطة بالمستوطنة. ووجد من الآثار الثابتة مجموعة من الأواني الفخارية تمثل مختلف الأحجام المعروفة في العصور القديمة وتتفاوت في درجة إتقان صناعتها. وهناك كمية من المجامر التي يبلغ عددها أربعين مجمرة أغلبها من النمط المربع الصغير، وتظهر عليها زخارف محفورة ومحزوزة بأشكال هندسية وحيوانية. كما اكتشفت كميات من الخرز بأنواع متعددة، وقطع عملة من بينها قطع يونانية، وخناجر معدنية، وأختام بعضها مصنوع من الذهب. كما وجد فيها أكثر من مائة قطعة من العاج من بينها صندوق تظهر عليه زخارف متعددة.
                            [CENTER] [/CENTER]

                            تعليق


                            • #44
                              رميلة.


                              تقع مستوطنة رميلة في منطقة هيلي في الإمارات العربية المتحدة. وعلى الرغم من أن المستوطنة قد تعرضت للتخريب، إلا أن مساحتها المتبقية تبلغ 800م طولاً ومائة متر عرضًا. وتعود بداية الأعمال الآثارية في المستوطنة إلى أيام البعثة الدنماركية عندما نفذت كارن فرايفلت فيها أسبارًا اختبارية عام 1969م. ونفذت إدارة الآثار والسياحة في الإمارات العربية المتحدة عام 1974م - 1975م أسبارًا أخرى. وبدأ العمل الذي أماط اللثام عن آثار المستوطنة عام 1980م عندما شرعت بعثة فرنسية بإجراء مسح لها وبحفر أسبار اختبارية، واستمر العمل من عام 1981م حتى عام 1983م. وفي ضوء ما جاء في التقارير المنشورة بخصوص تلك الأعمال تبين أن المستوطنة واحدة من أهم مستوطنات الألف الأول قبل الميلاد في شرقي شبه الجزيرة العربية؛ حيث تبين أن استيطانها يمتد ليشمل فترتين رئيسيتين: الأقدم تؤرخ للنصف الأول من الألف الأول، والأحدث تؤرخ للنصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد. واتضح أيضًا أنها تشمل آثارًا ثابتة وأخرى منقولة.


                              تتمثل الآثار الثابتة في المنازل السكنية التي تم الكشف عنها التي اتضح أنها تحتفظ بارتفاع قدره أربعين سنتيمترًا وأنها مشيدة من الطين بأحجام مختلفة وغالبًا ما تأخذ شكل المستطيل، ووجد فيها مواقد بعضها مربع الشكل وبعضها مستطيل.
                              [CENTER] [/CENTER]

                              تعليق


                              • #45
                                أما المادة الآثارية المنقولة فتشمل مجموعات من الأواني الفخارية المتنوعة الأشكال والأحجام وتنقسم إلى صنفين؛ أحدهما يتمثل بالأواني المزخرفة بالألوان وبخاصة اللونين الأسود والأحمر. وتظهر على الأواني عناصر زخرفية متعددة أكثرها ظهورًا عنصر الشبكة المتقاطعة التي قد تكون منتظمة وقد تكون غير ذلك. وهناك العناصر الأخرى كالخطوط المتموجة والأشرطة الأفقية. ويتمثل الصنف الثاني في الأواني غير المزخرفة التي تمثل الغالبية العظمى في المجموعة المكتشفة، وتظهر عليها أحيانًا زخارف محزوزة تمثل الشبكة المتقاطعة أو أشكالاً هندسية كتلك التي تظهر على الأول. وتعكس المجموعة تنوعًا في جودة الصناعة ودرجة نقاء العجينة الصلصالية. ومن المواد الآثارية المنقولة، مجموعة من الأواني المصنوعة من الحجر كحجر الستيتايت والتيتش، وتشمل المجموعة الكؤوس وأواني متنوعة الأشكال ويظهر على بعضها مقابض ومصبات وزخارف متنوعة العناصر. ووجد في المستوطنة مجموعة من الأدوات والأسلحة المعدنية صنع معظمها من البرونز. ومن تلك الأدوات والأسلحة: حلقات ورؤوس سهام متنوعة الأطراف، وخنجر وسواران ومثاقب وإبر؛ منها إبر مخصصة لخياطة الجلود. كما اكتشفت مجموعة من الأدوات الحجرية كأدوات السحق والمطارق والمدقات. ووجدت مجموعات من الخرز المتنوع الأشكال مصنوع من أحجار مختلفة مثل: اليشت، والعقيق، والجمشيت، والجزع، والعقيق اليماني، والزجاج، والذهب، ومواد متكلسة. وجاء من الموقع مجامر فخارية، ودمى طينية تمثل حيوانات وفيها واحدة تمثل إنسانًا، وأختام عليها رسوم محزوزة بطريقة هندسية وصور رمزية.
                                [CENTER] [/CENTER]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X