إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سعيد بن جبير والحجاج

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سعيد بن جبير والحجاج

    جاء رسل ( الحجاج ) يطلبون " سعيد بن جبير " .

    فقال سعيد : ما أرانى إلا مقتولاً ! لقد كنت أنا وصاحبان لي دعونا لله -تعالى- حين وجدنا حلاوة الدعاء , وسألناه الشهادة , فكلا صاحبى رُزقها , وأنا أنتظرها ...

    وبكى ابنه ...
    فقال له : ما يبكيك , ما بقاءُ أبيك بعد سبع وخمسين سنة ؟

    وخرج سعيد من مكة إلى العراق مكبلاً في قيده ومعه عشرون رجلاً من رجال الحجاج
    وفى الطريق رأوا منه عجباً !!!!! ولم يلبثوا أن قالوا : ياخير أهل الأرض ! ليتنا لم نعرفك ! ولم نرسل إليك ! الويل لنا طويلاً ! كيف ابتلينا بك ؟ أعذنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر ! فهو العدل الذى لايجور ...

    فقال سعيد : ما أعذرنى لكم ! وأرضانى لما سبق من علم الله -تعالى- فىّ ! ؛ فبكوا .

    ولما جاء الليل تركوه خالياً إلى ربه , حتى إذا انشقَّ عمود الصبح قرع عليهم الباب , يوقظهم .
    فقالوا : صاحبكم ورب الكعبة , وخرجوا إليه يبكون ......

    كان الحجاج جالساً في مجلس إمارته متكئاً على أريكته .. وعلى يساره حاشيته فصاح الحجاج قائلا لرجال الشرطة :

    أتيتمونى بــ " سعيد بن جبير " ؟

    قالوا : نعم ! .

    قال : هاتوا شيخ السوء، ورأس الفتنة .

    فلما أُدخل عليه بادره ( الحجاج ) متجاهلاً

    _ ما أسمك ؟

    قال : سعيد بن جبير .

    فقال ( الحجاج ) : بل شقى بن كسير .

    سعيد: لعل أمى كانت أعلم باسمى واسم أبى منك .

    قال الحجاج : شقيت وشقيت أمك .

    سعيد : إنما يشقى من كان من أهل النار ، فهل اطلعت على الغيب ؟!

    الحجاج : لماذا فررت واختفيت هذه المدة كلها ؟

    سعيد : أقول ما قال موسى عليه السلام: "ففرت منكم لما خفتكم" .

    الحجاج : (محتدا) أتعرّض بى ؟

    سعيد : (هادئا) بل أقرر واقعا .

    الحجاج : أكافر أنت أم مؤمن ؟

    سعيد : (فى قوة) ما كفرت بالله منذ آمنت .

    الحجاج : تدعى الإيمان أيها المنافق !! والله لأوردنك حياض الموت !

    سعيد : (فى ثقة وارتياح) إذن أصابت أمى حين سمتنى سعيداً . فأى السعادة أعظم من الشهادة فى سبيل الله وجوار سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ؟

    الحجاج : ( ساخرا ومهددا) لن تجاور الا الخوراج والمارقين ولأبدلنك بالدنيا نارا تلظى ! .

    سعيد : (واثقا) لو علمت أن ذلك بيدك، لا تخذتك إلها من دون الله !

    الحجاج: (مغتاظا) ويلك يا شقى !!

    سعيد : إنما الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار .

    الحجاج : فما قولك فى محمد رسول الله ؟ ..

    سعيد : سيد ولد آدم نبي الرحمة وإمام الهدى وخير الماضين وخير الباقين .

    الحجاج : فما قولك فى " أبى بكر " ؟ .

    سعيد : الصديق مضى حميداً وعاش سعيداً , سلك منهاج نبيه -صلى الله عليه وسلم- لم يغير ولم يبدل , وأعز الله به الدين وجمع به بعد الفرقة .

    الحجاج : فما تقول فى "عمر " ؟

    سعيد : عمر الفاروق , خيرة الله وخيرة رسوله مضى حميداً على منهاج صاحبيه ولم يغير ولم يبدل .

    الحجاج : فما تقول في عثمان بن عفان ؟

    سعيد : مجهز جيش العسرة المشتري بيتاً في الجنة الحافر بئر رومة , المقتول ظلماً .

    الحجاج : فما تقول فى "على" ؟

    سعيد : من أول من أسلم ، زوجه الرسول الله صلى الله عليه وسلم أحب بناته إليه أبو الحسن والحسين .

    الحجاج : فما تقول فى " معاوية " ؟

    سعيد : لقد شغلنى أمر نفسى عن تتبع أعمال الرجال والحكم عليهم .
    سبحان الله وبحمده
    سبحان الله العظيم
    استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه






    إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
    ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
    أرسطو

  • #2
    الحجاج : تفر من الجواب ؟ !

    سعيد : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس .

    الحجاج : ما رأيك فى اقتتال على ومعاوية ؟

    سعيد : تلك دماء طهر الله منها أيدينا، فلنطهر منها ألسنتنا .

    الحجاج : ولو .. أريد أن أعرفه .

    سعيد : اعفنى .

    الحجاج : لا عفا الله عنى إن اعفيتك .

    سعيد : إنى لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدى الراشدين من خلفائه , ترى من نفسك أمورا تريد بها هيبتك وتمكين سلطانك وهى تقحمك الهلكة وسترد غدا على الله فتعلم .

    الحجاج : ألا ترى ما نجمع لأمير المؤمنين ؟

    سعيد : لم أر شيئا .

    فأمر( الحجاج ) باللؤلؤ والزبرجد والياقوت

    الحجاج : يا غلام ، أحضر من الذهب والفضة والكسوة والجوهر .

    (فأحضره فوضعه بين يدى سعيد )

    الحجاج: ما قولك فى هذا ؟

    سعيد : هو حسن إن قمت بشرطه .

    الحجاج : وما شرطه ؟

    سيعد : أن تأخذه من حله ، فتضعه فى حقه ، ولا تبخل به عن أهله ، والا ففزعة واحدة يوم القيامة تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها .

    الحجاج : دعنا من هذا كل ه، يقولون إنك لم تضحك قط !! فما سر هذا ؟

    سعيد : لم أجد فى الحياة مايضحكنى !! وكيف يضحك امرؤ طريقه من فوق جهنم ؟ لا يدرى أيمر من هناك ناجيا أم يسقط فيها جاثيا ؟! "وإن منكم الا ورادها، كان على ربك حتما مقضيا" .

    الحجاج : فما بالنا نحن نضحك ؟

    سعيد: لم تستو القلوب ! . وكل ميسر لما خلق له .

    الحجاج: (فى غضب) فاختر لنفسك أى قتلة تريد أن أقتلك !!

    سعيد: (فى صرامة) بل أختر لنفسك أنت يا حجاج. فوالله ما تقتلنى قتلة الا قتلك الله مثلها فى الآخرة .

    الحجاج: أما والله لأقلتلنك قتلة لم أقتلها أحد قبلك ، ولا أقتلها أحدا بعدك !!

    سعيد: إذن تفسد على دنياى، وأفسدى عليك آخرتك .

    الحجاج: يا غلام. السيف والنطع .

    (يحضر الغلام النطع والسيف)

    الحجاج: خذوه .

    (يأخذه الغلام. فلما خرج سعيد ضحك ، فأخبر الحجاج بذلك ).

    الحجاج : ردّوه.. ألم تقل أنك لم تضحك قط ، فما الذى أضحكك الساعة ؟

    سعيد : عجبت من جرأتك على الله تعالى ، ومن حلم الله عليك .

    الحجاج : اقتلوه.. اقتلوا هذا الرجل .

    سعيد : (وقد اتجه الى القبلة): "وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا ، وما أنا من المشركين".

    الحجاج: شدوه لغير القبلة ..

    سعيد: (مبستما): " ولله المشرق والمغرب، فأينما تولوا فثم وجه الله".

    الحجاج: (يشتد غيظه) كبوه لوجهه . اجعلوا وجهه الى الأرض .

    سعيد: " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى".

    الحجاج: اذبحوه فما أسرع لسانه بالقرآن .

    سعيد : أما أنى أشهد وأحاج أن لا اله الا الله وحده لاشريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله . خذها منى حتى تلقانى يوم القيامة "اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدى" .

    وذبح "سعيد" على النطع , عقوبة على جرأته فى الحق .. !

    ولما قتل سعيد سال منه دماً كثير ، استنكره الحجاج وهاله كثرته فدعا بطبيب وسأله عن ذلك فقال : قتلته ونفسه مجتمعه ، غير هائب لما فعلت به .

    ولم يعش ( الحجاج ) بعدها إلا ليالى معدودات قضاها مذعوراً تلاحقه الرؤى و أشباح جريمته النكراء ...

    ويقال أن الحجاج عاش بعد مقتل سعيد بستة عشر ليلة ثم وقعت الآكلة في بطنه فدعا بطبيب ينظر إليه ، فلما نظر إليه دعا بلحم فعلق في خيط أسود ثم استخرجه وقد لزق به الدود فعلم بأنه ليس بناج .

    وكان الحجاج في مرضه ينادي ويقول : مالي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي ، ثم يأخذ بمجمع ثوبي ويقول لي : يا عدو الله فيم قتلتني . فيستيقظ الحجاج مذعوراً وهو يقول مالي ولسعيد بن الجبير .

    ويقال أنه ابتلي بالبرد والزمهرير ، فكانوا يجمعون حوله الكوانين قد ملئت جمراً ويدثرونه باللحف والثياب ولا يشعر بالدفء ، ثم مات بعد أن دام مرضه خمس عشرة ليلة ، تحرقت فيها ثيابه وتشقق جلده من حر النار وحوله تسعة كوانين .

    وما أكثر ماسمعه القريبون منه يحدث نفسه ويصيح :

    مالى ولسعيد بن جبير .. ! مالى ولسعيد بن جبير .. !
    سبحان الله وبحمده
    سبحان الله العظيم
    استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه






    إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
    ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
    أرسطو

    تعليق


    • #3
      ألله أكبر عليك يا حجاج...غلبك في الحكمة فانتقمت منه...
      إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

      تعليق


      • #4
        اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك

        تنام اعين الناس وعين الله لاتنام-

        دعوة المظلوم لاترد -

        هنيئا لسعيد الشهادة والجنة -

        وجهنم وبئس المصير - للحجاج -

        تعليق

        يعمل...
        X