اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
تنام اعين الناس وعين الله لاتنام-
دعوة المظلوم لاترد -
هنيئا لسعيد الشهادة والجنة -
وجهنم وبئس المصير - للحجاج -
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
سعيد بن جبير والحجاج
تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
-
الحجاج : تفر من الجواب ؟ !
سعيد : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس .
الحجاج : ما رأيك فى اقتتال على ومعاوية ؟
سعيد : تلك دماء طهر الله منها أيدينا، فلنطهر منها ألسنتنا .
الحجاج : ولو .. أريد أن أعرفه .
سعيد : اعفنى .
الحجاج : لا عفا الله عنى إن اعفيتك .
سعيد : إنى لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدى الراشدين من خلفائه , ترى من نفسك أمورا تريد بها هيبتك وتمكين سلطانك وهى تقحمك الهلكة وسترد غدا على الله فتعلم .
الحجاج : ألا ترى ما نجمع لأمير المؤمنين ؟
سعيد : لم أر شيئا .
فأمر( الحجاج ) باللؤلؤ والزبرجد والياقوت
الحجاج : يا غلام ، أحضر من الذهب والفضة والكسوة والجوهر .
(فأحضره فوضعه بين يدى سعيد )
الحجاج: ما قولك فى هذا ؟
سعيد : هو حسن إن قمت بشرطه .
الحجاج : وما شرطه ؟
سيعد : أن تأخذه من حله ، فتضعه فى حقه ، ولا تبخل به عن أهله ، والا ففزعة واحدة يوم القيامة تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها .
الحجاج : دعنا من هذا كل ه، يقولون إنك لم تضحك قط !! فما سر هذا ؟
سعيد : لم أجد فى الحياة مايضحكنى !! وكيف يضحك امرؤ طريقه من فوق جهنم ؟ لا يدرى أيمر من هناك ناجيا أم يسقط فيها جاثيا ؟! "وإن منكم الا ورادها، كان على ربك حتما مقضيا" .
الحجاج : فما بالنا نحن نضحك ؟
سعيد: لم تستو القلوب ! . وكل ميسر لما خلق له .
الحجاج: (فى غضب) فاختر لنفسك أى قتلة تريد أن أقتلك !!
سعيد: (فى صرامة) بل أختر لنفسك أنت يا حجاج. فوالله ما تقتلنى قتلة الا قتلك الله مثلها فى الآخرة .
الحجاج: أما والله لأقلتلنك قتلة لم أقتلها أحد قبلك ، ولا أقتلها أحدا بعدك !!
سعيد: إذن تفسد على دنياى، وأفسدى عليك آخرتك .
الحجاج: يا غلام. السيف والنطع .
(يحضر الغلام النطع والسيف)
الحجاج: خذوه .
(يأخذه الغلام. فلما خرج سعيد ضحك ، فأخبر الحجاج بذلك ).
الحجاج : ردّوه.. ألم تقل أنك لم تضحك قط ، فما الذى أضحكك الساعة ؟
سعيد : عجبت من جرأتك على الله تعالى ، ومن حلم الله عليك .
الحجاج : اقتلوه.. اقتلوا هذا الرجل .
سعيد : (وقد اتجه الى القبلة): "وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا ، وما أنا من المشركين".
الحجاج: شدوه لغير القبلة ..
سعيد: (مبستما): " ولله المشرق والمغرب، فأينما تولوا فثم وجه الله".
الحجاج: (يشتد غيظه) كبوه لوجهه . اجعلوا وجهه الى الأرض .
سعيد: " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى".
الحجاج: اذبحوه فما أسرع لسانه بالقرآن .
سعيد : أما أنى أشهد وأحاج أن لا اله الا الله وحده لاشريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله . خذها منى حتى تلقانى يوم القيامة "اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدى" .
وذبح "سعيد" على النطع , عقوبة على جرأته فى الحق .. !
ولما قتل سعيد سال منه دماً كثير ، استنكره الحجاج وهاله كثرته فدعا بطبيب وسأله عن ذلك فقال : قتلته ونفسه مجتمعه ، غير هائب لما فعلت به .
ولم يعش ( الحجاج ) بعدها إلا ليالى معدودات قضاها مذعوراً تلاحقه الرؤى و أشباح جريمته النكراء ...
ويقال أن الحجاج عاش بعد مقتل سعيد بستة عشر ليلة ثم وقعت الآكلة في بطنه فدعا بطبيب ينظر إليه ، فلما نظر إليه دعا بلحم فعلق في خيط أسود ثم استخرجه وقد لزق به الدود فعلم بأنه ليس بناج .
وكان الحجاج في مرضه ينادي ويقول : مالي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي ، ثم يأخذ بمجمع ثوبي ويقول لي : يا عدو الله فيم قتلتني . فيستيقظ الحجاج مذعوراً وهو يقول مالي ولسعيد بن الجبير .
ويقال أنه ابتلي بالبرد والزمهرير ، فكانوا يجمعون حوله الكوانين قد ملئت جمراً ويدثرونه باللحف والثياب ولا يشعر بالدفء ، ثم مات بعد أن دام مرضه خمس عشرة ليلة ، تحرقت فيها ثيابه وتشقق جلده من حر النار وحوله تسعة كوانين .
وما أكثر ماسمعه القريبون منه يحدث نفسه ويصيح :
مالى ولسعيد بن جبير .. ! مالى ولسعيد بن جبير .. !
اترك تعليق:
-
سعيد بن جبير والحجاج
جاء رسل ( الحجاج ) يطلبون " سعيد بن جبير " .
فقال سعيد : ما أرانى إلا مقتولاً ! لقد كنت أنا وصاحبان لي دعونا لله -تعالى- حين وجدنا حلاوة الدعاء , وسألناه الشهادة , فكلا صاحبى رُزقها , وأنا أنتظرها ...
وبكى ابنه ...
فقال له : ما يبكيك , ما بقاءُ أبيك بعد سبع وخمسين سنة ؟
وخرج سعيد من مكة إلى العراق مكبلاً في قيده ومعه عشرون رجلاً من رجال الحجاج
وفى الطريق رأوا منه عجباً !!!!! ولم يلبثوا أن قالوا : ياخير أهل الأرض ! ليتنا لم نعرفك ! ولم نرسل إليك ! الويل لنا طويلاً ! كيف ابتلينا بك ؟ أعذنا عند خالقنا يوم الحشر الأكبر ! فهو العدل الذى لايجور ...
فقال سعيد : ما أعذرنى لكم ! وأرضانى لما سبق من علم الله -تعالى- فىّ ! ؛ فبكوا .
ولما جاء الليل تركوه خالياً إلى ربه , حتى إذا انشقَّ عمود الصبح قرع عليهم الباب , يوقظهم .
فقالوا : صاحبكم ورب الكعبة , وخرجوا إليه يبكون ......
كان الحجاج جالساً في مجلس إمارته متكئاً على أريكته .. وعلى يساره حاشيته فصاح الحجاج قائلا لرجال الشرطة :
أتيتمونى بــ " سعيد بن جبير " ؟
قالوا : نعم ! .
قال : هاتوا شيخ السوء، ورأس الفتنة .
فلما أُدخل عليه بادره ( الحجاج ) متجاهلاً
_ ما أسمك ؟
قال : سعيد بن جبير .
فقال ( الحجاج ) : بل شقى بن كسير .
سعيد: لعل أمى كانت أعلم باسمى واسم أبى منك .
قال الحجاج : شقيت وشقيت أمك .
سعيد : إنما يشقى من كان من أهل النار ، فهل اطلعت على الغيب ؟!
الحجاج : لماذا فررت واختفيت هذه المدة كلها ؟
سعيد : أقول ما قال موسى عليه السلام: "ففرت منكم لما خفتكم" .
الحجاج : (محتدا) أتعرّض بى ؟
سعيد : (هادئا) بل أقرر واقعا .
الحجاج : أكافر أنت أم مؤمن ؟
سعيد : (فى قوة) ما كفرت بالله منذ آمنت .
الحجاج : تدعى الإيمان أيها المنافق !! والله لأوردنك حياض الموت !
سعيد : (فى ثقة وارتياح) إذن أصابت أمى حين سمتنى سعيداً . فأى السعادة أعظم من الشهادة فى سبيل الله وجوار سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ؟
الحجاج : ( ساخرا ومهددا) لن تجاور الا الخوراج والمارقين ولأبدلنك بالدنيا نارا تلظى ! .
سعيد : (واثقا) لو علمت أن ذلك بيدك، لا تخذتك إلها من دون الله !
الحجاج: (مغتاظا) ويلك يا شقى !!
سعيد : إنما الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار .
الحجاج : فما قولك فى محمد رسول الله ؟ ..
سعيد : سيد ولد آدم نبي الرحمة وإمام الهدى وخير الماضين وخير الباقين .
الحجاج : فما قولك فى " أبى بكر " ؟ .
سعيد : الصديق مضى حميداً وعاش سعيداً , سلك منهاج نبيه -صلى الله عليه وسلم- لم يغير ولم يبدل , وأعز الله به الدين وجمع به بعد الفرقة .
الحجاج : فما تقول فى "عمر " ؟
سعيد : عمر الفاروق , خيرة الله وخيرة رسوله مضى حميداً على منهاج صاحبيه ولم يغير ولم يبدل .
الحجاج : فما تقول في عثمان بن عفان ؟
سعيد : مجهز جيش العسرة المشتري بيتاً في الجنة الحافر بئر رومة , المقتول ظلماً .
الحجاج : فما تقول فى "على" ؟
سعيد : من أول من أسلم ، زوجه الرسول الله صلى الله عليه وسلم أحب بناته إليه أبو الحسن والحسين .
الحجاج : فما تقول فى " معاوية " ؟
سعيد : لقد شغلنى أمر نفسى عن تتبع أعمال الرجال والحكم عليهم .
اترك تعليق: