إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفكر الديني في مصر القديمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الأساطير الأوزيرية



    وهي تلك الأساطير التي ارتبطت بالعقيدة الأوزيرية، والصراع الطويل بين "حورس" وعمه "ست" على العرش. وهي بذلك اتسمت بطابع سياسي بجانب طابعها الديني الأساسي، وذلك علاوة على اعتبارها مثالاً لقصص وأساطير الصراع بين الخير والشر.

    فقد كان "أوزير"، بمثابة مرآة لدورة الحياة في الطبيعة، وذلك من خلال ما عُرف أو حيك عن حياته ومماته، ثم بعثه من جديد، والصراع الطويل الذي صاحب موته وبعثه. وكان لقدم العقيدة الأوزيرية وتأصلها الأثر البالغ في أن حيكت الكثير من الأساطير حولها.




    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #17
      العقيدة الأوزيرية

      انتشرت العقيدة الأوزيرية مع بداية الأسرة السادسة، فقد وردت الإشارة إليه في الكثير من فقرات "نصوص الأهرام"، وصيغ القرابين. وكان الملك المتوفى يتحد معه في العالم الآخر، ويصبح أوزير. ولم تلبث عقيدته أن امتدت بشكل هائل خلال عصر الانتقال الأول، حيث أصبح كل متوفى عادي يُلقب بـ(أوزير: فلان)، بمعنى (المتوفى: فلان).

      وقد ارتبط "أوزير" بالعديد من الاحتفالات والأعياد الدينية، ومن بينها عيد (Prt aAt)، أي: (عيد الطلعة الكبرى، أو: الخروج الكبير)، أو عيد "أوزير" الكبير في "أبيدوس"، وهو احتفال كان يجري في الشهر الأول للفيضان في مطلع العام. وكان اليوم الكبير للعيد هو يوم (22) من نفس الشهر، حيث كان الحجاج يتوجهون إلى "أبيدوس" خلال هذا العيد . كما كانت تجري احتفالات أخرى في بعض العواصم الدينية الكبرى في الدلتا، مثل "بـه" في "بوتـو" (تل إبطـو، و: تل الفراعين" بمركز دسوق حالياً)، و"سـايس" (صـا الحجر، بمركز "بسيون" حالياً).
      وقد انتشرت عبادة "أوزير" في كافة أرجاء البلاد، وعبد في كل أقاليم مصر، حيث حظي كل إقليم بعضو مقدس من أعضاء "أوزير" بعد أن قتله أخوه "ست"، وذلك وفقاً لأسطورة "أوزير". إلا أن هناك مدينتين رئيستين اشتهرتا كمركزين لعبادة "أوزير" في الدلتا والصعيد، وهما "بوزيرس" (أبو صير بَنـا) في الدلتا، و"أبيـدوس" في الصعيد.
      و"بوزيرس" (وهي "ﭽـدو") أو "أبو صير بَنَـا" كانت عاصمة للإقليم التاسع لمصر السفلى، وتقع جنوب غرب "سمنود" الحالية، حيث حل محل ربها المحلي القديم "عنـﭽتي"، والذي يُعتقد أنه كان رباً ملكاً، استعار منه "أوزير" شاراته (المَذبَّة، والعصا المعقوفة)، ويسري الاعتقاد بأنها كانت الموطن الأصلي لعبادة "أوزير"، والذي انتشرت منه عبادته في أرجاء البلاد بعد ذلك.
      أما المدينة الثانية فهي "أبيدوس" أو كما تعرف الآن بـ (العرَّابة المدفونة، مركز البلينا، محافظة سوهاج). وقد ظهر ارتباط "أوزير" بها منذ أواخر عصر الأسرة الخامسة، وبداية السادسة؛ حيث استحوذ "أوزير" على صفات ربها المحلي القديم "خنتـي-إمنتيـو" (أي: إمام الغربيين، كناية عن الموتى في الجبانة)، وارتبط هناك بمنطقة طالما ارتبطت في الأذهان بعد ذلك بأحداث الأسطورة الأوزيرية، وهي منطقة "بِكر" (Pqr)، والتي تعرف الآن باسم "أم الجعاب"؛ وهي المنطقة التي عُثر فيها على مقابر ملوك الأسرتين الأولى والثانية في "أبيدوس". وقد عُرفت مقبرة الملك "ﭽـر" منذ عصر الدولة الوسطى بالمعبود "أوزير" كمقبرة له.
      وقد ارتبط "أوزير" كرب للموتى والبعث في العالم الآخر ببعض الظواهر الطبيعية التي ترمز للتجدد والبعث والإحياء من جديد. فقد رمز "أوزير" إلى خصوبة النيل والتربة، وكان للونه الأسود علاقة مباشرة بالتربة وخصوبتها.
      وعلى ذلك فإن عقيدة "أوزير" قد نمت من الرب المختص بالخصوبة لارتباطه بالأرض، لمعبود ذي صفات وأدوار متعددة. وقد اغتصب "أوزير" خلال ذلك العديد من الصفات والأدوار التي ارتبطت بأرباب محليين أقدم في أماكن مختلفة، مما كان له الأثر الأكبر في نمو وازدهار عقيدته كإحدى أهم العقائد المصرية على الإطلاق.
      ولقد استمرت عقيدة "أوزير" أكثر من ألفي عام، منذ أن تأسست في أواخر الأسرة الخامسة، حيث ظهر اسم ودور المعبود من خلال "نصوص الأهرام" أو "النصوص الجنائزية" في مقابر الأفراد منذ الدولة القديمة، واستمرت هذه العقيدة في النمو والازدهار عبر العصور التاريخية، وحتى نهاية التاريخ المصري القديم، حيث حظي "أوزير" بالعديد من مراكز العبادة.
      وقد اكتسبت بعض الأماكن أهميتها من خلال ما ورد عن دفن أحد أعضاء "أوزير" بها؛ مثل "أتريب" (في "بنها الحالية)، والتي دفن فيها قلب الإله، و"بيجا"، و"إدفـو"، و"هيراكونبوليس" (الكوم الأحمر) و"سبنيتيوس" (سمنود)، والتي حظي كل منها بإحدى قدمي الإله. وكانت "أبيدوس" و"بوزيريس" (أبو صير بنـا) هما أكثر الأماكن ارتباطاً بأوزير على النحو الذي تناولناه سلفاً، فضلاً عن الكثير من الأماكن الأخرى التي ورد الإشارة لها تباعاً في إطار أحداث الأسطورة الأوزيرية.


      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #18
        أسطورة أوزيـر



        تعد أسطورة أوزير من أهم الأعمال الأدبية المصرية القديمة، إن لم تكن أهمها على الإطلاق. ترجع أقدم المصادر النصية حول أسطورة أوزير إلى ما يعرف بنصوص الأهرام والتي سجلت بداية من أواخر الأسرة الخامسة، إلا أن الجذور الأصلية لهذه النصوص يعود بالطبع لفترات زمنية سحيقة، ربما لعصور ما قبل التاريخ وبالطبع قبل معرفة الإنسان للكتابة وشروعه في تدوين أفكاره.
        غير أن ما ورد في نصوص الأهرام من ذكر لأسطورة أوزير وأحداثها، يصعب الاعتماد عليه وحده في تصور وإعادة سرد أحداث الأسطورة، وذلك لعدم ترابط الفقرات التي وردت في هذا الصدد مع بعضها البعض، ولمرورها في كثير من الأحيان بشكل عابر في وصف أو ذكر أحد الأحداث المتعلقة بالأسطورة. وعلى كل فإن ما ورد في نصوص الأهرام يعطى فكرة عامة عن الأسطورة بحيث يمكن استكمال أحداثها وملامحها من خلال تتبع وتجميع ما ورد في كل من نصوص التوابيت، وكتاب الموتى والكتب الدينية الأخرى التي يعود أغلبها لعصر الدولة الحديثة، فضلاً عن ما ورد في العصور المتأخرة واليونانية الرومانية، وما ورد في المصادر اليونانية عن هذه الأسطورة.
        ويعد "كتاب الموتى" من أهم المصادر التي أعطت مساحة لأسطورة أوزير وأحداثها وذلك ضمن فصوله المختلفة. كذلك ما ورد من سرد وتمثيل لأحداث الأسطورة في أعياد "أوزير" فى أبيدوس، وضمن بعض الطقوس والشعائر اليومية بالعديد من المعابد مثل "دندرة"، "أدفو"، وأخيراً من خلال بعض اللوحات الأبدية الخاصة بالأفراد، مثل لوحة "أغر نفر" من الدولة الوسطى.
        وتعد الصورة التي وصلت فيها الأسطورة من خلال رواية المؤرخ اليوناني "بلوتارخ"، القرن الأول الميلادي تحت عنوان "إيزيس وأوزيريس" هي أفضل وأكمل الصور المعروفة لهذه الأسطورة، وإن أضفى عليها بعض الملامح والتأثيرات يونانية الطابع.
        وتتلخص أحداث هذه الأسطورة في الصراع بين ممثل الخير وممثل الشر، بين "أوزير" و"ست"، ومقتل "أوزير" على يد أخيه "ست"، وتشتيت أشلائه. ثم كيف قامت "إيزة" بإعادة تجميع أشلائه وأعضائه وإعادته للحياة من جديد بمساعدة ومساندة من بعض الأرباب، يأتي في مقدمتهما "نبت حت" و"حتحور". ثم حملها منه في ابنه "حورس"، والذي يحمل على عاتقه الثأر لأبيه ووراثة عرشه والدفاع عنه. وتفضيل "أوزير" البقاء في مملكة العالم الآخر وحكمه إياها، وتركه حكم الأرض لابنه ووريثه الشرعي "حورس".
        وبخلاف الصراع بين "الخير والشر"، وفكرة "البحث والأحياء"، فإن من أهم ما تركز عليه هذه الأسطورة هو التأكيد على شرعية أوزير في حكمه وورثته لأبيه "رع"، ومن ثم شرعية ابنه "حورس" في العرش من بعده؛ وانعكاس ذلك بالتأكيد على شرعية حكم الملوك كحكم إلهي للبلاد، وحتمية وراثة العرش في سلالة المالك الحاكم، والتي وصفت بأنها سلالة الآلهة.


        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #19
          أسطورة الصراع بين "حورس" و"ست"



          تعد أسطورة "حورس وست" أو "الصراع بين حور وست" من أهم وأقدم الأساطير الدينية التي عرفتها الحضارة المصرية القديمة على الإطلاق، ولعل ذلك يبدو واضحاً من خلال كثرة الإشارة إليها في المصادر الأدبية والجنائزية المختلفة عبر مختلف العصور. وقد اقترنت هذه الأسطورة بالصراع الأزلي بين الخير والشر، وارتبطت بأحداث أزلية وكونية، كما أنها ذات جذور تاريخية ضاربة في القدم تتعلق بنشأة وشرعية الملكية في مصر القديمة.

          وقد ارتبطت بأسطورة "أوزير"، إلا أنها تبدو أقدم منها، إذ إنها تعكس جانباً من الصراع أو التنافس السياسي خلال عصر ما قبل الأسرات بين زعماء مصر السفلى الذين كانوا يحاربون تحت حماية معبودهم "حورس"، وزعماء مصر العليا الذين كانوا تحت حماية معبودهم "ست" رب مدينة "نوبت" في الصعيد. وفي إحدى مراحل الصراع نجح أهل الشمال في الاتجاه جنوباً حيث سيطروا على البلاد بأكملها وتم توحيد القطرين واتخذوا من "حورس" معبوداً رسمياً للبلاد.
          وهنا تجدر الإشارة إلى أن حوليات الملوك خلال العصور التاريخية قد ذكرت أن زعماء عصر ما قبل الأسرات قد عرفوا بلقب "شمسو حور" بمعنى أتباع حورس، كما أطلق على أرواح "به" وأرواح "نخن" لقب "شمسو حور"، وتتفق الآراء على أنهم كانوا بمثابة الملوك القدامى لهاتين المدينتين الممثلتين لمملكتي مصر العليا والسفلى، مما يشير إلى أن المعبود الصقر "حورس" كان مواكبًا للحياة السياسية للبلاد منذ تلك العصور.
          هذا فضلاً عن الإشارة التي وردت في بردية تورين حول فترة حكم الأرباب للأرض والتي انتهت بحكم وريث عرش الإله "جب"، ومن هنا اعتبر الملوك خلال العصور التاريخية بمثابة خلفاء لحورس على الأرض، حيث توحد الملك الحاكم مع “حورس” بينما توحد الملك المتوفى مع (أبيه) "أوزير".
          ولعل من الضروري التأكيد على أن كلاً من "حورس" و"ست" كان له دور ومكانة ذات درجة كبيرة من الأهمية في العقائد المصرية وفي الشئون السياسية، فكلا المعبودين كان له نصيب من تقديس وعبادة المصريين، كما كان لهم أدوار فعالة وهامة في العالم الآخر، تتضح من خلال نصوص الأهرام والتوابيت وكتاب الموتى، ولعبا دوراً هاماً في الرحلة اليومية لرب الشمس ضمن طاقم مركبها، كما هو واضح في كتاب "الإمي دوات"، و"البوابات"، وغيرها من الكتب الدينية.
          وقد اعتبر كل من "حورس" و"ست" معاً راعيين للملكية - على الرغم مما صورته الأسطورة عن الصراع الدائر بينهما حول أحقيه كل منهما في العرش– ولذلك فقد اقترن اسم "حورس" بشخص ولقب الملك طيلة التاريخ المصري، فالملك هو ممثل "حورس" على الأرض، كما أن "ست" قد شغل مكان الصدارة باعتباره الإله الرسمي الرئيسي للبلاد في بعض فترات التاريخ، وفي أحيان أخرى شارك "حورس" هذه المكانة.
          فمنذ بداية الأسرات جسدت النقوش والمناظر انتصار "حورس"، فقد صور الصقر "حورس" على صلاية نعرمر وهو يسحب رؤوس الأعداء بحبل، فضلاً عن تصويره أعلى واجهة القصر (السرخ) طوال عصر الأسرة الأولى، إلا أن الملك "برايب سن" من الأسرة الثانية قد وضع "ست" بدلاً منه أعلى واجهة القصر، ثم جاء "خع سخم وي" بعد ذلك ووضع كلا المعبودين كراعيين للملك، وصورهما معاً فوق (السرخ).
          فكلا المعبودين كانا بمثابة شريكين متساويين أو خصمين متكافئين وحاميين للملكية، يتنافسان ويجتمعان وينفصلان، وفي بعض الأحيان لقبا بالأخوين (snwj)، وربما كان هذا اللقب يشير إلى الروابط الأسرية بينهما وأحياناً كان يشار إليهما بالسيدين أو الرفيقين أو المتصارعين، وكان "حورس" يجسد الشرعية، أما "ست" فهو يرمز للفوضى، وعدم الشرعية.
          وهناك العديد من المناظر التي صورتهما معاً خلال بعض الطقوس أو الاحتفالات، ومنها طقوس تتويج الملك، حيث كانا يثبتان التاج فوق رأس الملك، ومن أقدمها مناظر تتويج الملك أوناس، والملك ببي الثاني، ثم توالت هذه المناظر فيما بعد، ومنها منظر يمثل تتويج الملك رمسيس الثاني صور على جدران معبد أبو سمبل الصغير، ويبدو أنه خلال إجراء الطقوس الفعلية، كان يقوم كاهنان من كبار الكهنة بتقمص دوري "حورس" و"ست".
          ويبدو أن الصراع بين حور وست كان صراعاً حتمياً حتى يتم الحفاظ على توازن القوى في الكون، فمنذ عصر الأسرة الأولى اعتبر أن الملك قد استمد قوته وعرشه من السيدين معاً. وقد أشارت العديد من المصادر لهذا الصراع، وترجع أقدم الإشارات له في نصوص الأهرام، ونصوص التوابيت، وكتاب الموتى إلى جانب بعض المصادر الأخرى مثل "بردية اللاهون الرابعة" من الدولة الوسطى وقد كُتبت بالخط الهيراطيقيي، و"بردية ساليه الرابعة"، ولوحة الملك "شباكا" من الأسرة الخامسة والعشرين.


          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #20
            الأساطير الشمسية


            أدرك المصري مدى أهمية العناصر الكونية في استمرار الحياة وتوازنها، وارتباطها المباشر بالبعث والتجدد والأبدية اللانهائية. وكانت الشمس بمثابة أهم هذه العناصر الكونية وأبرزها على الإطلاق، بل إنها أكثر العناصر الكونية تأثيراً بشكل مباشر في الإنسان وحياته، وقد أدرك المصري القديم كل ذلك بفطنة وذكاء بالغين.



            الشمس أهم هذه العناصر الكونية لدي المصري القديم


            فكان منه أن تصور الشمس كمصدر للحياة على الأرض، وأن رحلتها اليومية التي يرها بأم عينه يومياً، تمثل بعثًا وتجددًا يوميًّا، فتصور هذه الرحلة داخل مركبين ارتبط أحدهما برحلة الشمس اليومية في الصباح، وعرف بـ "معنجت"، والآخر برحلتها الليلية، وسمي بـ"مسكتت". وقد تصور العديد من الأرباب في رفقة الشمس اليومية، وعلى ذلك فقد صاغ الكثير من المشاهد والأساطير في إطار هاتين الرحلتين اليومية.




            الشمس مع الارباب بالعالم الآخر. كتاب الليل والنهار.مقبرة رمسيس السادس.الأقصر


            وقد صورت معظم هذه الأساطير رب الشمس بأنه الإله الخالق، وأن شروق الشمس فى الصباح بمثابة تجسيد لبداية الخلق الأولى، وتأكيد على استقرار النظام الكوني والسياسي، وأن غروب الشمس واختفاءها ليلاً بمثابة تجسيد للعالم الخفي ما قبل الخلق، والذي أتى منه رب الشمس ليبعث ويولد من جديد.

            وقد اتسمت مخيلة المفكر المصري القديم بالاتساع والخصوبة لحد مكنه من تصوير شروق الشمس وغروبها بصور وأشكال عديدة، وتصوير أحداث رحلته اليومية، وما يواجه من مخاطر وصعاب، يتغلب عليه دائماً للحفاظ على النظام والاستقرار اللازمين للكون.


            جسد المعبودة نوت التي تبتلع الشمس في آخر النهار وتلدها في الصباح.كتاب الليل والنهار.مقبرة رمسيس السادس


            وقد لعبت الشمس دوراً محورياً في الكثير من الأساطير المصرية والكتب الدينية، مثل: أسطورة "الولادة اليومية للشمس"، أسطورة عين "حورس"، أسطورة عين "رع"، أسطورة هلاك البشرية"، وكتاب الإيمي دوات، كتاب البقرة السماوية، كتابي الليل والنهار، وغيرها من الكتب والأساطير الدينية.
            وعن المعبود "رع" محور العقيدة الشمسية، فقد كان رباً عالمياً يمثَّل داخل السماء والأرض والعالم السفلي، ارتبط بمعظم أساطير ومذاهب الخلق المصرية القديمة، ولعب دور الأب المقدس، وحامي الملك. ويمكن فهم اللاهوت الواسع المتعلق بالمعبود "رع" في إطار خمسة أدوار رئيسية لعبها ، وهي: "رع" في السماء، "رع" في الأرض، "رع" في العالم الآخر، "رع" كرب خالق، و"رع" كملك، وأب للملك.
            الملفات المرفقة

            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #21
              أسطورة الولادة اليومية للشمس


              دارت بعض الأساطير الدينية حول فكرة الولادة اليومية للشمس، أو ولادة رب الشمس كصورة تتكرر يومياً للبعث وتجدد عملية الخلق. وكانت أسطورة الربة "نوت" من أهم الأساطير التي تجسد هذه الفكرة، وذلك بخلاف بعض الأساطير الأخرى.



              منظر يصور غروب الشمس بين صرحي معبد الكرنك.الاقصر



              وكان لأهمية وتأثير الشمس على حياة المصري القديم من إمداده بالنور والضياء، تعاقب الليل والنهار، إعطاء الدفء وغيرها من الفوائد، كان لذلك كله الأثر البالغ في ربطها بشكل أساسي بعملية الولادة والبعث والتجدد في الحياة الأخرى. وقد كان أهم وأكبر مؤيد لهذا الربط وهذه الفكرة هو تكرار ظهور الشمس كل يوم من الشرق واختفاؤها في الغروب، بما أتاح لمخيلته الواسعة أن تسبح في الفضاء وعالم الخيال للوصول لتفسير وتبرير لذلك، وكان أن تصور ذلك في عدد من الأساطير والكتب الدينية.


              الملفات المرفقة

              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #22
                ولادة الشمس من جسد الربة نوت


                لعبت الربة "نوت" دوراً هاماً كربة للسماء، حيث يعبر رب الشمس - في رحلته الليلية- جسدَ هذه الربة كل ليلة بمركبه، بينما تعبر النجوم جسدَها بالنهار. وتبدأ رحلة رب الشمس بالمرور من بين فخذي "نوت" (السماء) داخل جسدها، إلى أن يولد (يشرق) في اليوم التالي من جديد من فم المعبودة.
                وقد تمتعت "نوت" بدور عقائدي جنازي حول فكرة إعادة البعث والميلاد لدى المصري القديم، إذ تشير النصوص إلى رغبة المتوفى في أن يصبح نجماً على جسد "نوت". ووفقاً لمذهب "عين شمس" في الخلق، فإن "نوت" قد اتحدت مع "جب" لإنجاب "أوزير"، والذي ارتبط بالبعث ودورة إعادة الحياة. وقد لعبت "نوت" دوراً هاماً في إعادة إحياء الملك المتوفى في "نصوص الأهرام"، حيث وردت الإشارة إليها في العديد من الفقرات؛ كما أنها لعبت الدور ذاته في "نصوص التوابيت".


                ولادة الشمس من بدن المعبودة نوت ويمكن تتبع هذه الرحلة من خلال المناظر المسجلة من كتاب النهار على سقف حجرة تابوت رمسيس السادس


                وقد صورت هذه الأساطير الشمسية في صورة مجموعة من الكتب الدينية، عرفت معاً باسم "كُتـب السمـاء" ، وهي مجموعة جديدة من الكتب الدينية ظهرت بعد عصر العمارنة. تقوم أساساً على تمثيل المعبودة "نوت" تنقل الرحلة الليلية للشمس إلى جسدها، ومن ثم إلى السماء بعد ذلك. الإلهة "نوت" تعطي الميلاد لرب الشمس في الصباح، حيث يمر عبر جسدها، ويُبتلع بواسطة فمها في المساء. ومن هناك فإن رحلته تصبح غير مرئية حتى يعود للمكان الذي سيشرق منه ثانية. وعلى ذلك فإن إله الشمس سيسافر في نفس المشهد في كتاب العالم الآخر، وبنفس الأهداف في كلا العالمين السماوي والآخر.




                وتتكون كتب السماء من كتابي "النهار" و"الليل" وكتاب الآلهة "نوت"، إضافة لكتاب البقرة السماوية، وسوف نتناول هذه الكتب بالدراسة والتحليل في فصل لاحق من هذا الكتاب. وقد وردت بعض التلميحات والإشارات لفكرة ولادة الشمس هذه في نصوص الأهرام والتوابيت، قبل أن تتبلور الفكرة أو تصور بشكل كامل في الكتب الدينية التي تعود لعصر الدولة الحديثة وما بعدها.




                وتدور فكرة ولادة الشمس من الربة نوت، والتي تجسد قبو السماء، والتي عادة ما تصور في هيئة امرأة بجسد ممتد يربط بين الأفقين ويمثل السماء، بينما تمثل الأطراف الأفقين، فرأسها تقع عند الأفق الغربي وساقيها عند الأفق الشرقي. فكان الاعتقاد أن ربة السماء كانت تلد رب الشمس يومياً عند الفجر أو الصباح، ليبدأ رحلته في السماء حتى الغروب، لتعود ربة السماء بابتلاعه ثانية ليمر ويقضي ساعات الليل داخل جسدها، حتى إذا ما حل فجر اليوم الجديد تلده مرة أخرى.
                وكان الاعتقاد السائد بأن مصير المتوفى هو نفس مصير رب الشمس، حيث تخيل العقل المصري المفكر بأن المتوفى كان يمر في صحبة رب الشمس داخل جسد الربة نوت ربة السماء ليلاً، ليولد معه في شرق السماء في الصباح التالي، وهو ما عضدته نصوص الأهرام من الدولة القديمة.


                "تلده أمه السماء حياً كل يوم مثل رع
                فيشرق معه في الشرق، ويغيب (يستريح) معه في الغرب"





                الملفات المرفقة

                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #23
                  الحياة الأبدية والعالم الآخر


                  طالما شُغل فِكر المصري القديم بالحياة بعد الموت، وتصور العالم الآخر بكونه موطن الحياة الأبدية التي يأمل في أن تتحقق له، واعتبار العالم الآخر داراً للثواب والعقاب. وقد ظهر ذلك بوضوح وتمييز انفرد به المصري القديم عن غيره من الشعوب القديمة.
                  وقد كان تصوير العالم الآخر بمثابة بوابة مثالية لإخراج وترجمة الإبداع الفكري والخيالي للمصري القديم في إظهار كافة جوانب هذا العالم الغامض بأدق التفاصيل؛ بداية بتخيله لمكان هذا العالم، وكيفية الوصول إليه، والوسائل التي تساعد المتوفى على اجتياز المخاطر الكثيرة التي تعوقه أثناء رحلته للوصول لمملكة “أوزير” وتحقيق الأبدية والحياة الخالدة. وذلك علاوة على الوصف الدقيق لمناطق هذا العالم، وما يدور فيها من أحداث، والحوارات التي قد تدور بين المتوفى وبين الحراس، والمخلوقات والمعبودات الموجودة في هذه الأماكن. وقد ظهر هذا التصوير غاية في الإبداع في عرض مرئي، مسموع وملموس، أقرب ما يكون للحقيقة منه للخيال.



                  جدارية من مقبرة رمسيس الأول تصور العالم الآخر


                  الملفات المرفقة

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #24
                    ومن ثم فقد رأينا ضرورة إعطاء صورة عن هذا العالم ورحلة المتوفى إليه بشكل يُسهل على القارئ والباحث الإلمام ببعض الجوانب الهامة قبل الدخول في الحديث عن هذه الكتب والتي تتسم بالتعقيد والتداخل وصعوبة فهمها بسهولة.

                    وبدايةً يجب أن نلاحظ أن المصري القديم قد تصور الكون مكوناً من مناطق ثلاثة، هي: السماء والأرض والسماء السفلية (العالم السفلي)، وذلك لأنه تصور السماء (pt) تقبو فوق الأرض (tA)، وأن لها نظيرًا يقع أسفل الأرض يعرف بالسماء السفلى (nnt)، والتي تمثل أحد أسماء تلك المملكة التي تقع أسفل الأرض (مملكة الموتى)، والتي عرفت باسم (dAt)، أو (dwAt).

                    وبينما يقع عالم البشر الأحياء بين حدود هذا الكون، فهو محدد بالأرض من أسفل وبالسماء من أعلى، وتتم بداخله دورة الحياة اليومية، والتي ترتبط بشروق وغروب الشمس.
                    ويوجد خلف هذا الكون المياه الأزلية "نون" (nnw)، وهي المحيط المائي المظلم والخامل والممتد إلى ما لا نهاية . وقد مثل هذا العالم - الواقع خارج حدود رؤية البشر وخبرتهم - دوراً هاماً وكبيراً في عقائد المصريين، وارتبط بفكرة البعث والولادة وتجديد الحياة لكل ما يوجد في العالم المخلوق.
                    وطبقاً لما تصوره المصري القديم وصادقت عليه معتقداته، فإن المجالات الثلاثة للكون هي: مجال السماء، والتي تعتبر مقراً للآلهة، والأرض (مقر البشر)، والعالم السفلي (مقر الموتى)، هي مجالات منفصلة عن بعضها البعض بواسطة حدود يمكن اجتيازها، ولكن في حالات محددة، وبأساليب تبدو نسبياً معروفة للموتى أو ربما أيضاً للنيام وذلك عبر الأحلام التي يستطيع من خلالها النائم أن يجوب هذا العالم، ويختلط بما فيه من آلهة وموتى.
                    ولعل من الهام حقاً الوقوف على بعض جوانب هذا العالم الغامض وتصور المصري له، بدايةً من مسمياته، ومكان هذا العالم، أو كيفية الوصول إليه والدخول فيه. بل من الضروري أيضاً وضع تصور لكيفية انتقال المتوفى داخل هذا العالم من منطقة لأخرى، وما يتسنى له من وسائل العبور، وما يعوق تقدمه من عراقيل وعواقب عددها المصري، ووضع في الوقت ذاته وسائل التغلب عليها، إلى أن يصل بذلك لمبتغاه المتمثل في حقول وجنان مملكة “أوزير”، حيث الحياة الأبدية في رفقته والآلهة والأبرار؛ وهذا ما تعرضنا له في خضم الجزء الثالث من كتابنا عن الديانة المصرية القديمة.


                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #25
                      العالم الآخر في مخيلة المصري القديم



                      امتاز تخيل المصري القديم لشكل وطبيعة العالم الآخر بالتباين والغموض الشديد، والذى استند على خياله الواسع في تصور كل ما يحب وما يبغض من أحداث قد تحدث للمتوفى. فكان لاعتقاد المصري في وجود حياة أخروية أبدية، ووجود ثواب وعقاب على ما قدمه في حياته الدنيوية، الأثر الواضح في حرصه على تصوير هذه الحياة الأبدية، والإسهاب في وصف المصير الخالد للمبرئين، وتنعمهم في حقول مملكة "أوزير" مع الآلهة والأرواح الطيبة، والتحذير من مدى سوء العاقبة للمذنبين الذين ينتظرهم مصير غامض مجهول من العذاب والجحيم.



                      بل إن الأمر بلغ الحد لتصوير كيفية تغلبه على هذه المخاوف والصعوبات أثناء رحلته في العالم الآخر، والتي بدت من خلال الوصف أنها رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، تتطلب الاستعداد والتحصين له بالأعمال الطيبة في الحياة، وحفظ العديد التعاويذ والأسرار لهذا العالم وأماكنه، حتى يستطيع المتوفى أن يعبر في أمان وسلامة، وصولاً لمملكة "أوزير".
                      وقد اختلفت هذه النظرة من فترة زمنية لأخرى، حيث يتضح من خلال نصوص الأهرام غلبة النظرة التفاؤلية على النظرة التشاؤمية، وإن وجد الاثنان معاً في هذه النصوص، وإن اقتصرت هذه النظرة في حديثه غالباً عن الملوك ورحلتهم، سواء في صحبة إله الشمس، أو في صحبة الأرباب . في حين تجاهلت الإشارة لمصير الأفراد خلال الدولة القديمة.
                      وقد استمرت النظرتان بوضوح أكثر خلال عصر الدولة الوسطى، وفي تصوير هذا العالم بالحقول الغنية بالثمار وبحيرات الشراب المختلفة؛ بجانب النظرة التشاؤمية. وقد ظهر ذلك من خلال النصوص الأدبية والدينية التي زاد فيها التعبير عن مصير الموتى (الأفراد) بشكل كبير، ربما لتضاؤل مكانة الملكية، خاصة بعد الأحداث السياسية لعصر الانتقال الأول، والتي كان لها أبلغ الأثر في تغير نظرة المصري للملكية، وانتقال العديد من المزايا التي كان يتمتع بها الملوك إلى الأفراد.


                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #26
                        ومن النصوص الأدبية التي أعطت بعض ملامح العالم الآخر؛ نص "اليائس من الحياة"، (بردية برلين 3024، الأسرة الثانية عشرة)؛ وأغاني مقبرة الملك "انتف"، والتي حملت نظرة متشائمة. ومن النصوص الدينية؛ مثلت نصوص التوابيت مجالاً واسعاً خصباً أظهر فيه المصري مصير المتوفى الفرد في العالم الآخر، ورحلته للوصول للنعيم والأبدية؛ بجانب "كتاب الطريقين" الذي صور المخاطر الشديدة والمرعبة التي تعترض المتوفى في العالم الآخر.


                        بردية برلين 3024، الأسرة الثانية عشرة
                        الملفات المرفقة

                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #27

                          وقد اكتمل تبلور الصورة في ذهن المصري القديم خلال عصر الدولة الحديثة، وليس أدل على ذلك من كثرة الكتب الدينية التي تتحدث عن هذا العالم بالنصوص والمناظر؛ والتي تعطي وصفاً تفصيلياً لرحلة المتوفى بدايةً من الموت كمرحلة انتقالية، وكل ما يمر به من عواقب ومخاطر، وكيفية التغلب عليها، وصولاً لإعطاء تفاصيل دقيقية لما هو داخل العالم الآخر ومملكة "أوزير" من مناطق، وما يحدث بداخلها.

                          الحائط الجنوبي للحجرة الأمامية
                          التعويذة (260- 272) من الغرب إلى الشرق



                          الملفات المرفقة

                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #28

                            وقد أظهرت هذه الكتب وفي مقدمتها "كتاب الموتى"، و"كتاب البوابات"، و"كتاب الكهوف" وكتاب "الإمي دوات" النظرتين التفاؤلية والتشاؤمية حول مصير الموتى. بل وأفسحت مجالاً للحوار بين المتوفى والآلهة وحراس بوابات هذا العالم. وقد استمرت هذه الكتب الدينية بما يتضمنه كل منها من نظرات خلال العصور المتأخرة والعصر البطلمي.



                            الجدار الشرقي من الممر المؤدي للحجرة التي تتقدم حجرة الدفن
                            التعويذة (318- 321) من الجنوب إلى الشمال






                            الملفات المرفقة

                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #29
                              وعلاوة على ذلك ظهرت نظرة تشكيك جديدة خلال العصر المتأخر، حيث لم تعد الرغبة في خلود المتوفى في العالم الآخر هي الهدف أو الطريق الوحيد، إذ يمكن للمرء أن يخلد نفسه بواسطة أعماله على الأرض، والتي تخلد اسمه بالطبع. فيذكر أحد نصوص العصر البطلمي:


                              الجدار الغربى من الممر المؤدى للحجرة التى تتقدم حجرة الدفن
                              التعويذة (313-317) من الجنوب إلى الشمال


                              إن "تجديد الحياة أمام الذي يموت
                              تاركاً اسمه (السمعة الطيبة) على الأرض من بعده"



                              الملفات المرفقة

                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق


                              • #30
                                الكتب الدينية



                                كان لاعتقاد المصري القديم في استمرار الحياة بعد الموت، وأحقية المتوفى في احتياجات الحياة في هذا العالم. وما تعلق بمعتقدات الموت حول نظريات الخلق والوجود ودورة الحياة. وما تعلق منها من أساطير حول علاقة الشمس بهذه العملية في رحلته اليومية في الصباح، أو تلك التي تتم أثناء الليل، حيث تعبر (مركب الشمس) العالم الآخر السفلي من الغرب إلى الشرق كما ذهب المصري القديم؛ أو كون أن هذه الرحلة تتم عبر جسد الإلهة نوت أو عبر المياه الأزلية نون وغيرها من التصورات الفكرية.

                                وفى إطار إيمان المصري القديم بالحياة الأخرى، وأهمية الوصول لمستقره فيها حيث حقول مملكة "أوزير"، أو تخطي موقف المحاكمة، أو ضمان مرافقة الشمس في رحلتها الليلية ليضمن بذلك الأبدية والحياة الخالدة، خاصة بعد أن أصبحت حقاً مكتسباً للأفراد منذ عصر الدولة الوسطى، وبعد أن كانت حكراً على الملوك فقط في الدولة القديمة.
                                فقد ظهرت منذ بداية الدولة الحديثة بعض المعتقدات الجنائزية الجديدة والتي تعتبر تطورًا طبيعيًا لنصوص الأهرام من الدولة القديمة ونصوص التوابيت من الدولة الوسطى؛ وتعرف هذه المعتقدات الجديدة باسم (كتب العالم السفلي، أو كتب العالم الآخر). وقد أوضح (يان أسمان) أن الهدف الأساسي المرجو من مثل هذه المؤلفات الجنائزية هو إعداد المتوفى وتزويده بالمعرفة الضرورية عن العالم الآخر، وأن مضمون هذه الكتب هو إمكانية استعادة الحياة بعد الموت في منطقة (الدوات) الانتقالية الواقعة بين المياه الأزلية والعالم المخلوق.
                                وتدور هذه الكتب حول رحلة الشمس خلال العالم السفلي ومعجزة إعادة الميلاد في الصباح والتي تضمنت معظم الأحداث الكونية لدورة الشمس وانتصار النور على الظلام، وما يعكسه من انتصار الخير على الشر بكل صوره، وقد تكررت هذه العملية أو الدورة كل صباح منذ توقيت خلق العالم ؛ كما أن هذه الكتب تعكس حالات التعب، وتجديد الحياة للآلهة أنفسهم، وكذلك أعجوبة التحول من شكل لآخر.
                                ولم يقتصر تصور المصري للعالم السفلي بكونه مملكة الظلام حيث الموت فحسب، ولكن انقسم إلى ثلاثة أقسام :

                                دائرة الضوء حيث يحيى المتوفى المبرأ؛ دائرة الظلمة المخيفة حيث يعاقب المذنبون..
                                الدائرة التي يُدمر فيها الأشرار المذنبون بواسطة حراس البوابات.


                                وأخيراً وكما سبق القول فإن محور الكتب الدينية التي ظهرت وانتشرت على جدران المقابر، وجوانب التوابيت وأغطيتها أو على لفائف البردى، هو تحقيق الأبدية والخلود للمتوفى بتمكينه من مصاحبة رب الشمس في رحلته، فضلاً عن تزويده بكافة التعاويذ اللازمة لتخطي كل ما قد يواجه من صعوبات وعقابات متنوعة، تصورها خيال المصري القديم نفسه.


                                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                                تعليق

                                يعمل...
                                X