معركة سهل موهاكز.. التحالف المقدس
النمساويون يقودون تحالفًا صليبيًّا ضد الدولة العثمانية في أوربا.
الأحداث:
مرت على الدولة العثمانية عدة أطوار انتقلت فيها من ضعف إلى قوة ثم من قوة إلى ضعف وفي كل طور كان يظهر من أعداء الإسلام الكيد والحرب حسب كل طور, فحال قوتها الأعداء يدفعون الجزية ويرضون بالهوان, وحال الضعف يتحالفون فيما بينهم للقضاء على الإسلام الممثل في الدولة العثمانية, وصفحتنا هذه واحدة من حالات التحالف الصليبي المقدس عندهم للقضاء على الإسلام حال ضعف الدولة العثمانية.
عندما تولى السلطان محمد الرابع أمر الدولة العثمانية كان طفلاً في السابعة من عمره وماذا يصنع طفل صغير ساقته الأقدار لأن يكون خليفة للمسلمين فانتشرت الفوضى والاضطرابات الداخلية, وانتهز أعداء الإسلام ذلك وأخذوا في الهجوم على العثمانيين في أوربا, ولكن الله سلم عندما تولى منصب الصدارة العظمى شخصية قوية تعتبر من أشهر من تولى أمر الصدارة وهو محمد كوبريلي الذي تولى زمام الأمور سنة 1067هـ فضبط الجبهة الداخلية وقمع الثورات الداخلية واستعاد ما فقد من المدن والبلاد في أوربا وظل على ذلك حتى مات سنة 1072هـ..
وتولى ابنه أحمد وكان مثله في الكفاءة فزاد في هيبة الدولة وأعاد لها مجدها السابق وخنس الصليبيون في أوربا قليلاً حتى مات أحمد كوبريلي سنة 1087هـ, وتولى مكانه زوج أخته قرة مصطفى ولم يكن في كفاءة سابقيه إنما يبحث عن المصالح الشخصية فباع واشترى في المناصب والإقطاعات وتسبب في نشوب حرب بين العثمانيين والروس بلا داع وخسر العثمانيون ولاء أهل القوقاز بسبب تصرفات قرة مصطفى الذي سيكون بعد ذلك وبالاً على العثمانيين.
استشعر الصليبيون أن الصدر الجديد قرة مصطفى سوف يكون سببًا لكارثة كبرى للمسلمين فالرجل يؤثر مصالحه ورغباته ولا يبالي بمصلحة الأمة فقامت النمسا باستفزاز قرة مصطفى ليدخل غمار الحرب معهم ليسهل بذلك على النمساويين تجميع الصليبيين في أوربا بدعوى حماية الصليب من المسلمين, وبالفعل تجددت الحروب مع النمساويين سنة 1092هـ وبدأ قرة مصطفى المعركة بداية العمالقة ولكنه أنهاها نهاية الأقزام وتسبب في كارثة حقيقية للمسلمين؛ ذلك لأن قرة مصطفى حقق انتصارات متتالية وأوغل في بلاد النمسا حتى وصل إلى مدينة "فيينا" عاصمة النمسا وضرب عليها الحصار لمدة شهرين وكاد أن يفتحها ولكنه أهمل تأمين المناطق المفتوحة من قبل ووضع كل تركيزه في فتح "فيينا"..
وهنا تنادى الصليبيون في أوربا وعلى رأسهم البابا الذي أطلق صيحة النفير العام لنجدة الصليب في النمسا فانهالت الجيوش الأوربية على جيوش العثمانيين واستبسل المسلمون في القتال ولكنهم في النهاية اضطروا للانسحاب إلى مدينة "بودا" ووجد ملك بولونيا "سويسكي" الخائن الذي نقض عهده مع العثمانيين إطاعة لأوامر البابا فرصة رائعة له للانتقام من المسلمين, فثار خلفهم يقتل من يمسكه من مؤخرة العثمانيين وشد ورائهم حتى حاصر مدينة "بودا".
لما وصلت الأخبار للسلطان غضب من قرة مصطفى وأمر بقتله وتولية إبراهيم باشا مكانه ولم يكن أيضا على المستوى اللازم من الكفاءة, في نفس الوقت عم الفرح والابتهاج دول أوربا لهذه الانتصارات وزاد من أوار الصليبية وشجعها على المضي قدمًا نحو عقد "التحالف المقدس" فيما بينها فتحالف كل من البابا والنمسا والبندقية وبولندا وروسيا ورهبان مالطة وبولونيا وتعاهدوا فيما بينهم على إفناء الوجود العثماني والإسلامي من على وجه الأرض.
انطلقت النمسا تقود التحالف المقدس وهجمت على مدينة بست واحتلتها وأخذوا إقليم ترانسلفانيا وأجزاء من كرواتيا وفي نفس الوقت كانت بولندا بقيادة سوبيسكي تغير على جنوب رومانيا وقام البنادقة ورهبان مالطة باحتلال الكثير من مدن شبه جزيرة المورة "اليونان" وعندما ثار الجند والشعب قام السلطان بعزل الصدر إبراهيم باشا الذي لم يفعل شيئًا وعين مكانه سليمان باشا وكان قائدًا للجند وكان ذا همة وشجاعة ولكن الضعف قد انتشر بالدولة فلم يفد ذلك في شيء, حاول سليمان باشا إنقاذ مدينة "بودا" من هجوم التحالف المقدس ولكنه فشل واستطاع النمساويون احتلالها وقتلوا قائد الحامية العثمانية عبدي باشا وأربعة آلاف جندي عثماني وذلك في سنة 1097هـ.
قرر سليمان باشا الانتظار حتى يرحل فصل الشتاء ونظم صفوف جيشه وأعاد ترتيبهم ودربهم على القتال أثناء الشتاء حتى يعيد للدولة كرامتها المفقودة وبعض ما أخذ منها وهجم سليمان باشا بستين ألف جندي وسبعين مدفعًا وذلك في 3 شوال سنة 1098هـ عند منطقة سهل موهاكز الذي سبق وانتصر المسلمون على النمساويين فيه منذ مائة وستين سنة ودارت معركة هائلة ولكن نفسية الجند العثمانيين كانت متأثرة بما جرى لهم من قبل فانهزم العثمانيون هزيمة منكرة أفقدت العثمانيون بلاد المجر للأبد.
الأحداث:
مرت على الدولة العثمانية عدة أطوار انتقلت فيها من ضعف إلى قوة ثم من قوة إلى ضعف وفي كل طور كان يظهر من أعداء الإسلام الكيد والحرب حسب كل طور, فحال قوتها الأعداء يدفعون الجزية ويرضون بالهوان, وحال الضعف يتحالفون فيما بينهم للقضاء على الإسلام الممثل في الدولة العثمانية, وصفحتنا هذه واحدة من حالات التحالف الصليبي المقدس عندهم للقضاء على الإسلام حال ضعف الدولة العثمانية.عندما تولى السلطان محمد الرابع أمر الدولة العثمانية كان طفلاً في السابعة من عمره وماذا يصنع طفل صغير ساقته الأقدار لأن يكون خليفة للمسلمين فانتشرت الفوضى والاضطرابات الداخلية, وانتهز أعداء الإسلام ذلك وأخذوا في الهجوم على العثمانيين في أوربا, ولكن الله سلم عندما تولى منصب الصدارة العظمى شخصية قوية تعتبر من أشهر من تولى أمر الصدارة وهو محمد كوبريلي الذي تولى زمام الأمور سنة 1067هـ فضبط الجبهة الداخلية وقمع الثورات الداخلية واستعاد ما فقد من المدن والبلاد في أوربا وظل على ذلك حتى مات سنة 1072هـ..
وتولى ابنه أحمد وكان مثله في الكفاءة فزاد في هيبة الدولة وأعاد لها مجدها السابق وخنس الصليبيون في أوربا قليلاً حتى مات أحمد كوبريلي سنة 1087هـ, وتولى مكانه زوج أخته قرة مصطفى ولم يكن في كفاءة سابقيه إنما يبحث عن المصالح الشخصية فباع واشترى في المناصب والإقطاعات وتسبب في نشوب حرب بين العثمانيين والروس بلا داع وخسر العثمانيون ولاء أهل القوقاز بسبب تصرفات قرة مصطفى الذي سيكون بعد ذلك وبالاً على العثمانيين.
استشعر الصليبيون أن الصدر الجديد قرة مصطفى سوف يكون سببًا لكارثة كبرى للمسلمين فالرجل يؤثر مصالحه ورغباته ولا يبالي بمصلحة الأمة فقامت النمسا باستفزاز قرة مصطفى ليدخل غمار الحرب معهم ليسهل بذلك على النمساويين تجميع الصليبيين في أوربا بدعوى حماية الصليب من المسلمين, وبالفعل تجددت الحروب مع النمساويين سنة 1092هـ وبدأ قرة مصطفى المعركة بداية العمالقة ولكنه أنهاها نهاية الأقزام وتسبب في كارثة حقيقية للمسلمين؛ ذلك لأن قرة مصطفى حقق انتصارات متتالية وأوغل في بلاد النمسا حتى وصل إلى مدينة "فيينا" عاصمة النمسا وضرب عليها الحصار لمدة شهرين وكاد أن يفتحها ولكنه أهمل تأمين المناطق المفتوحة من قبل ووضع كل تركيزه في فتح "فيينا"..
وهنا تنادى الصليبيون في أوربا وعلى رأسهم البابا الذي أطلق صيحة النفير العام لنجدة الصليب في النمسا فانهالت الجيوش الأوربية على جيوش العثمانيين واستبسل المسلمون في القتال ولكنهم في النهاية اضطروا للانسحاب إلى مدينة "بودا" ووجد ملك بولونيا "سويسكي" الخائن الذي نقض عهده مع العثمانيين إطاعة لأوامر البابا فرصة رائعة له للانتقام من المسلمين, فثار خلفهم يقتل من يمسكه من مؤخرة العثمانيين وشد ورائهم حتى حاصر مدينة "بودا".
لما وصلت الأخبار للسلطان غضب من قرة مصطفى وأمر بقتله وتولية إبراهيم باشا مكانه ولم يكن أيضا على المستوى اللازم من الكفاءة, في نفس الوقت عم الفرح والابتهاج دول أوربا لهذه الانتصارات وزاد من أوار الصليبية وشجعها على المضي قدمًا نحو عقد "التحالف المقدس" فيما بينها فتحالف كل من البابا والنمسا والبندقية وبولندا وروسيا ورهبان مالطة وبولونيا وتعاهدوا فيما بينهم على إفناء الوجود العثماني والإسلامي من على وجه الأرض.
انطلقت النمسا تقود التحالف المقدس وهجمت على مدينة بست واحتلتها وأخذوا إقليم ترانسلفانيا وأجزاء من كرواتيا وفي نفس الوقت كانت بولندا بقيادة سوبيسكي تغير على جنوب رومانيا وقام البنادقة ورهبان مالطة باحتلال الكثير من مدن شبه جزيرة المورة "اليونان" وعندما ثار الجند والشعب قام السلطان بعزل الصدر إبراهيم باشا الذي لم يفعل شيئًا وعين مكانه سليمان باشا وكان قائدًا للجند وكان ذا همة وشجاعة ولكن الضعف قد انتشر بالدولة فلم يفد ذلك في شيء, حاول سليمان باشا إنقاذ مدينة "بودا" من هجوم التحالف المقدس ولكنه فشل واستطاع النمساويون احتلالها وقتلوا قائد الحامية العثمانية عبدي باشا وأربعة آلاف جندي عثماني وذلك في سنة 1097هـ.
قرر سليمان باشا الانتظار حتى يرحل فصل الشتاء ونظم صفوف جيشه وأعاد ترتيبهم ودربهم على القتال أثناء الشتاء حتى يعيد للدولة كرامتها المفقودة وبعض ما أخذ منها وهجم سليمان باشا بستين ألف جندي وسبعين مدفعًا وذلك في 3 شوال سنة 1098هـ عند منطقة سهل موهاكز الذي سبق وانتصر المسلمون على النمساويين فيه منذ مائة وستين سنة ودارت معركة هائلة ولكن نفسية الجند العثمانيين كانت متأثرة بما جرى لهم من قبل فانهزم العثمانيون هزيمة منكرة أفقدت العثمانيون بلاد المجر للأبد.

يعتبر دخول الإسلام إلى بلاد الهند الشاسعة أشبه ما يكون بالملاحم الأسطورية التي سطرها كبار المؤلفين والمؤرخين، والإسلام قد دخل بلاد الهند الضخمة والواسعة منذ القرن الأول الهجري، ولكنه ظل في بلاد السند بوابة الهند الغربية فترة طويلة من الزمان، حتى جاء العهد الذي اقتحم فيه الإسلام تلك البلاد الكبيرة المتشعبة الأفكار والعادات، والمبنية على نظام الطبقات، فاصطدم الإسلام ليس فقط مع القوة المادية والجيوش الحربية, ولكنه اصطدم أيضا مع الأفكار الغربية والانحرافات الهائلة والضلالات المظلمة, لذلك فإن معركة الإسلام مع الكفر بأنواعه الكثيرة بالهند ظلت لمئات السنين، وما زالت قائمة حتى وقتنا الحاضر والذي نلمسه جليًّا في المذابح والمجازر السنوية والموسمية التي يقوم بها عباد البقر من الهندوس ضد المسلمين، الذين تحولوا من قادة وحكام للبلاد إلى أقلية وذلك رغم ضخامة أعدادهم مقارنة بغيرهم من بلدان العالم.
ابتدأت حركات العدوان بين العثمانيين والبنادقة في سنة 1463م بسبب هروب أحد الرقيق إلى "كورون" التابعة لهم وامتناع البنادقة عن تسليمه بحجة أنه اعتنق الدين المسيحي فاتخذ العثمانيون ذلك سببًا للاستيلاء على مدينة "أرجوس" وغيرها, فاستنجد البنادقة بحكومتهم فأرسل السلطان العثماني عمارة بحرية أنزلت ما بها من الجيوش إلى بلاد "موره" فثار سكانها وقاتلوا الجنود العثمانية للمحافظة على بلادهم وأقاموا ما كان تهدم من سور "برزخ كورنته" لمنع وصول المدد من الدولة العلية وحاصروا مدينة "كورنته" نفسها واستخلصوا مدينة "أرجوس" من الأتراك, لكن لما علموا بقدوم السلطان مع جيش يبلغ عدده ثمانين ألف مقاتل تركوا البرزخ راجعين على أعقابهم فدخل العثمانيون بلاد "موره" بدون كبير معارضة واسترجعوا كل ما أخذوه وأرجعوا السكينة إلى البلاد.
وفي سنة 1477م أغار السلطان على بلاد البنادقة ووصل إلى إقليم "الفريول" بعد أن مر بإقليمي "كرواسيا" و"دلماسيا" وهما تابعان الآن لمملكة النمسا والمجر فخاف البنادقة على مدينتهم الأصلية وأبرموا الصلح معه تاركين له مدينة "كرويا" التي كانت عاصمة إسكندر بك الشهير, فاحتلها السلطان ثم طلب منهم مدينة "أشقودرة" ولما رفضوا التنازل عنها إليه, حاصرها وأطلق عليها مدافعه ستة أسابيع متوالية بدون أن تضعف قوة سكانها وشجاعتهم, فتركها لفرصة أخرى وفتح ما كان حولها للبنادقة من البلاد والقلاع, حتى صارت مدينة "أشقودرة" منفصلة بالكلية عن باقي بلاد البنادقة, وكان لا بد من فتحها بعد قليل لعدم إمكان وصول المدد إليها..
كانت مملكة غرناطة هي بقية ملك المسلمين والعرب في الأندلس بعد أن تمزقت دولتهم ووقع أكثر المدن الكبرى في أيدي الصليبيين, ففي الفترة من 636هـ حتى 668هـ فتح فرديناند الثالث ملك قشتالة وجايم الأول ملك أراجون مدن بلنسية وقرطبة ومرسية وإشبيلية وأصبح حكم المسلمين محصورًا في غرناطة والتي استطاعت لمناعتها وحصانة موقعها أن تقاوم الصليبيين قرنين ونصف من الزمان وكان من الأمور التي ساعدت على بقاء غرناطة صامدة طوال هذه الفترة حمية المسلمين الذين أفاقوا متأخرين جدًّا وتذامروا فيما بينهم على الدفاع عن آخر معاقل الإسلام في الأندلس, ومن الأمور أيضًا التي ساعدت على بقاء غرناطة هي مساعدة سلاطين المغرب المسلمين لهم, وأيضا وجود سلاطين أقوياء حكموا غرناطة.
بعد أن نصر الله عز وجل المسلمين في حطين على الصليبيين في معركة رهيبة كانت بشارة وتقدمة لفتح بيت المقدس بعدها بشهور قليلة قويت همة المسلمين واستبشروا خيراً خاصة بعد أن تم أسر كل ملوك الصليبيين في حطين ولم يبق في البلاد من يكون رأساً يجمع الفرنج حوله..
من أهم صفات الدولة العثمانية والتي ميزتها عن غيرها أنها دولة نشأت من بدايتها على الجهاد ومن أجل الجهاد ولم يزل سوق الجهاد قائمًا في تلك الدولة من بدايتها إلى نهايتها تارة تجاهد للفتح ونشر الدين وتارة تجاهد لتقمع الثورات والخارجين وتارة تجاهد لاستعادة ما سلب منها وتارة تجاهد للدفاع عن نفسها , فراية الجهاد ظلت مرفوعة طوالع عصري القوة والضعف ويوم أن كانت تترك الدولة الجهاد كانت تتعرض للمشاكل الداخلية والخارجية لذلك كانت الدولة العثمانية حريصة على إبقاء راية الجهاد مرفوعة حتى في حال ضعفها الشديد وصفحتنا تلك خير دليل على ذلك.
منذ أن أطلق البابا "أوربان الثاني" صيحته الصليبية وهو السيد المطاع بين الشعوب الصليبية وتقاطر الصليبيون كالسيل المنهمر على بلاد المسلمين من ناحية الشام ومصر وكان الذي تولى كبر الدعوة لتلك الحرب المقدسة عندهم رجل اسمه "بطرس الناسك" فسار في البلاد يدعو للجهاد ضد المسلمين, ولقد استمرت الحرب الصليبية على بلاد المسلمين لمدة قرنين من الزمان على شكل سبع حملات صليبية متتابعة وهي كالآتي:
في 25 إبريل سنة 1526م سافر السلطان سليمان من القسطنطينية لمحاربة المجر الذين كانت الحرب غير منقطعة بينهم وبين العثمانيين على التخوم, وكان الجيش العثماني مؤلفًا من نحو مائة ألف جندي و300 مدفع و800 سفينة في نهر "الطونة" لنقل الجيوش مـن بر إلى آخر, فسار الجيش تحت قيادة السلطان ووزرائه الثلاثة إلى بلاد المجر من طريق الصرب مارّين بقلعة "بلجراد" التي جعلت قاعدة لأعمالهم الحربية, وبعد أن افتتح الجيش عـدة قلاع ذات أهمية حربية على نهر "الطونة" وصل بأجمعه إلى وادي "موهاكس" في 20 ذي القـعدة سنـة 932هـ / 28 أغسطس سنة 1526م.
أصل الحروب الصليبية التي انهالت على أمة الإسلام خاصة الشام ومصر يرجع في المقام الأول إلى كرسي البابوية المرجعية الدينية لكل نصارى العالم، وكان أول من فكر في ذلك البابا جويجوري السابع، وكان رجلاً طموحًا نشيطًا استغل نفوذه القوي داخل أوربا وشرع في التخطيط لحملات صليبية دعوية لنشر الدين النصراني بين أرجاء المعمورة كلها ولكن العمر لم يمتد به وأخذه الله أخذ عزيز مقتدر، وخلفه تلميذه النجيب أوربان الثاني، وذلك سنة 478هـ، وهو الذي أطلق شرارة الحروب الصليبية سنة 488 هـ، ولكن لماذا؟ لعدة أسباب:
لو يعلم الخونة عواقب خدمة أعداء أمتهم ودينهم والذين من أجلهم وأجل الدنيا باعوا كل القيم والمبادئ والأخلاق والعقيدة، لو يعلمون عاقبتهم في الدنيا قبل الآخرة، لو يعلمون مصيرهم ونهايتهم التي حتمًا ولا بد أن تكون على يد أسيادهم الذين من أجلهم أقدموا على تلك الخيانة العظمى، لو يعلمون حقيقة أمرهم, وأنهم لن يعدوا قدرهم قدر الحذاء أو المطية أو القفاز أو المخلب الذي يستخدم فإذا قُضي الغرض منه ألقي إلى مزبلة التاريخ وطي النسيان، واسألوا شاه إيران يقل لكم، واسألوا نوري السعيد رئيس وزراء العراق يقل لكم، واسألوا جعفر نميري يقل لكم والطابور طويل سلوهم إن كانوا ينطقون، فالعميل والخائن قد يظن، وهو في سكرة الأمن والرضا بستر الكافرين عليه بأنه في مأمن من أمر الله، أو أنه يفعل ما بدا له فيتصرف دون إذن أسياده, فتأتيه الضربة من حيث يأمن ويعرف عندها قدره وعاقبة أمره.
تعليق