إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المهدي بن الروايات التاريخية والأحاديث النبوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المشاركة الأصلية بواسطة التركي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ... مجهود رائع , ,, اسأل الله ان يهدنا سبل الرشاد والنهج القويم وان يجنبنا الفتن ويبعدنا عن الشبهات ....
    كما اعتقد ان المهدي يبايع عند الكعبة ويجبر على تولي الخلافة ولا يطلبها قال القاري في المرقاة (5/180) : ( يصلحه الله في ليلة ) : أي يصلح أمره و يفع قدره في ليلة واحدة ، أو في ساعة واحدة من الليل ، حيث يتفق على خلافته أهل الحل والعقد فيها. و هذا معناه قطعاً أن المهدي لن يعرف نفسه أنه المهدي حتى يبايعه الناس. و ليس قطعاً بطالب للخلافة و لا ظان لأهليته لها، و لذلك يبايعه الناس و هو كاره.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يبايع لرجل بين الركن والمقام ، ولن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خراباً لا يعمر بعده أبداً ، وهم الذين سيتخرجون كنزه ) . رواه الإمام أحمد (2/291) بسند صحيح... واعتقد ان الرايات السود من اهل العراق (المسلمين ) وليس الروافض ...
    احترامي اخي .. بالأمس اختلط علي الأمر في هذا الشأن
    ولكن بتذكرة من اخ جزاه الله خيرا تنبهت للأمر

    أخي الكريم الرجل الذي يبايعه المسلمون في نهاية الزمان ليس هو المهدي المسلم
    لقد حاولت ان اجلب بالتفصيل احاديث شريفة صحيحة تكم فيها النبي صلى الله عليه وسلم
    عن المهدي .. فغير صحيحها ضعيف .. وغير ضعيفها موضوع .. وغير الموضوع كذب ..!


    وهذه صفحات من كتاب كتبه
    الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة
    الكـاتب : عبد العليم عبد العظيم البستوي














































    وتتمة البقية على هذا الرابط : المصدر : http://islamselect.net/mat/100107

    هذه جملة من الأحاديث الغير صحيحة او المكذوبة او الموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم من بينها المهدي الذي يبايع ويصلي امام سيدنا عيسى عليه السلام

    تحياتي

    [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
    نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
    أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
    Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
    اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
    مدارك Perceptions

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة ابو علي الخوالدة مشاهدة المشاركة
      بارك الله فيك اختي ساحرة الكتاب
      وبارك الله بك اخي



      المشاركة الأصلية بواسطة غموض مشاهدة المشاركة
      اختي الفاضلة

      مجهود رائع وجبار بارك الله فيكي على هذا التوضيح المفصل والقيم

      تحياتي
      جزاك الله الخير وافادنا الله واياكم

      تحياتي لكم
      [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
      نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
      أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
      Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
      اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
      مدارك Perceptions

      تعليق


      • #18
        إضافة اخرى حتى نقطع الشك باليقين وإيضاح كل ما اختلط علينا من أمور .. وخصوصا نقمة الأحاديث الموضوعة والمكذوبة التي
        دمرت يقين السنة في بعض العقول

        الموضوع منقول كما البقية للأمانة والمصادر مكتوبة في نهاية الموضوع



        شبهات حول أحاديث المهدي

        أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة بظهور رجل في آخر الزمان من آل بيته يوافق اسمه اسم النبي - صلى الله عليه وسلم- واسم أبيه اسم أبيه ، يتولى إمرة المسلمين ، يملك سبع سنين ، ويصلي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه ، ويؤيد الله به الدين ، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ويكتب الله على يديه خيراً كثيراً ، وتنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ، فتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها ويعطى المال بغير عدد .
        وهذه الأحاديث رواها الأئمة في الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد ، وأفردها بعضهم بالتأليف كأبي نعيم ، و السيوطي ، و ابن كثير ، و الشوكاني وغيرهم ، وعدها بعضهم من المتواتر تواتراً معنوياً ، ومن هذه الأحاديث :

        بعض الأحاديث الواردة في شأن المهدي

        - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي ) رواه الترمذي و أبو داود ، وفي رواية لأبي داود ( يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ) .
        - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين ) رواه أبو داود وغيره .
        - حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) . رواه أبوداود .
        - حديث علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ) رواه أحمد و ابن ماجه .
        - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : ( يخرج في آخر أمتي المهدي ، يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطى المال صحاحاً ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعاً أو ثمانياً (يعني حججا) أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي .
        - حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ( ينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا ، فيقول : لا ، إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة ) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بإسناد جيد كما قال ابن القيم في المنار المنيف .

        وقد ردَّ بعض المعاصرين هذه الأحاديث ، وشككوا في نسبتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، واعتبرها البعض خرافة لا تتفق والعقل الصحيح ، متعللين ببعض الشبه التي سنناقش أهمها في هذه السطور .
        [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
        نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
        أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
        Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
        اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
        مدارك Perceptions

        تعليق


        • #19
          بسم الله الرحمن الرحيم

          بوركت جهودكم جميعا ولا حرمكم ربي الاجر
          سأضع بين ايديك كتاب بعنوان
          عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر
          من تأليف عبد المحسن بن حمد العباد البدر
          حيث ذكر فيه الشيخ حفظه الله اعتقاد أهل السنة والجماعة في المهدي المنتظر
          وبيان الأحاديث الواردة فيه والرد على شبهات الطاعنين في تلك الأحاديث للاطلاع والتحميل

          1. عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر

          2. عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر


          وهذا تعليق على المحاضرة التي التي ألقاها عبد المحسن بن حمد العباد البدر
          لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله واسكنه فسيح الجنان

          تعليق على محاضرة عنوانها (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر)



          بعد انتهاء المحاضر من إلقاء محاضرته "عقيدة أهل السنة والأثر.." قام فضيلة نائب رئيس الجامعة الإسلامية آنذاك الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز فعلق على المحاضرة بالكلمة التالية[1].
          الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
          أما بعد: فإنا نشكر محاضرنا الأستاذ الفاضل الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد على هذه المحاضرة القيمة الواسعة فلقد أجاد فيها وأفاد واستوفى المقام حقا فيما يتعلق بالمهدي المنتظر مهدي الحق، ولا مزيد على ما بسطه من الكلام فقد بسط واعتنى، وذكر الأحاديث، وذكر كلام أهل العلم في هذا الباب، وقد وفق للصواب وهدي إلى الحق، فجزاه الله عن محاضرته خيرا وجزاه الله عن جهوده خيرا وضاعف له المثوبة وأعانه على التكميل والإتمام لرسالته في هذا الموضوع، وسوف نقوم -إن شاء الله- بطبعها بعد انتهائه منها لعظم فائدتها ومسيس الحاجة إليها والخلاصة التي أعلقها على هذه المحاضرة القيمة أن أقول:
          إن الحق والصواب هو ما أبداه فضيلته في هذه المحاضرة، كما بينه أهل العلم، فأمر المهدي أمر معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد من أهل العلم: تواترها، كما حكاه الأستاذ في هذه المحاضرة، وهي متواترة تواترا معنويا لكثرة طرقها واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها، فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق وهو (محمد بن عبد الله العلوي الحسني) من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا الإمام من رحمة الله عز وجل للأمة في آخر الزمان يخرج فيقيم العدل والحق ويمنع الظلم والجور، وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلا وهداية وتوفيقا وإرشاداً للناس.
          وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره، وكما قال ابن القيم وغيره: فيها الصحيح وفيها الحسن، وفيها الضعيف المنجبر، وفيها أخبار موضوعة، ويكفينا من ذلك ما استقام سنده، سواء كان صحيحا لذاته أو لغيره، وسواء كان حسنا لذاته أو لغيره، وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشد بعضها بعضا فإنها حجة عند أهل العلم. فإن المقبول عندهم أربعة أقسام: صحيح لذاته، وصحيح لغيره، وحسن لذاته، وحسن لغيره.
          هذا ما عدا المتواتر، أما المتواتر فكله مقبول سواء كان تواتره لفظيا أو معنويا، فأحاديث المهدي من هذا الباب متواترة تواترا معنويا، فتقبل بتواترها من جهة اختلاف ألفاظها ومعانيها وكثرة طرقها وتعدد مخارجها، ونص أهل العلم الموثوق بهم على ثبوتها وتواترها.
          وقد رأينا أهل العلم أثبتوا أشياء كثيرة بأقل من ذلك، والحق أن جمهور أهل العلم
          - بل هو اتفاق منهم - على ثبوت أمر المهدي، وأنه حق، وأنه سيخرج في آخر الزمان.
          أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه في ذلك. وأما ما قاله الحافظ إسماعيل بن كثير رحمة الله عليه في كتابه التفسير في سورة المائدة عند ذكر النقباء، وأن المهدي: يمكن أن يكون أحد الأئمة الاثني عشر فهذا: محل نظر.
          فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا يزال أمر هذه الأمة قائما ما ولي عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) فقوله: (لا يزال أمر هذه الأمة قائما) يدل على أن الدين في زمانهم قائم، والأمر نافذ، والحق ظاهر، ومعلوم أن هذا إنما كان قبل انقراض دولة بني أمية، وقد جرى في آخرها اختلاف تفرق بسببه الناس، وحصل به نكبة على المسلمين، وانقسم أمر المسلمين إلى خلافتين: خلافة في الأندلس، وخلافة في العراق، وجرى من الخطوب والشرور ما هو معلوم.
          والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (لا يزال أمر هذه الأمة قائما) ثم جرى بعد ذلك أمور عظيمة حتى اختل نظام الخلافة وصار على كل جهة من جهات المسلمين أمير وحاكم وصارت دويلات كثيرة، وفي زماننا هذا أعظم وأكثر. والمهدي حتى الآن لم يخرج، فكيف يصح أن يقال أن الأمر قائم إلى خروج المهدي؟ هذا لا يمكن أن يقوله من تأمل ونظر.
          والأقرب في هذا كما قاله جماعة من أهل العلم: أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث: (لا يزال أمر هذه الأمة قائما ما ولي عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) أن مراده من ذلك: الخلفاء الأربعة، ومعاوية رضي الله عنهم، وابنه يزيد، ثم عبد الملك بن مروان، وأولاده الأربعة، وعمر بن عبد العزيز، فهؤلاء اثنا عشر خليفة. والمقصود أن الأئمة الاثني عشر في الأقرب والأصوب ينتهي عددهم بهشام بن عبد الملك، فإن الدين في زمانهم قائم والإسلام منتشر والحق ظاهر والجهاد قائم، وما وقع بعد موت يزيد من الاختلاف والانشقاق في الخلافة وتولي مروان في الشام وابن الزبير في الحجاز، لم يضر المسلمين في ظهور دينهم، فدينهم ظاهر وأمرهم قائم وعدوهم مقهور مع وجود هذا الخلاف الذي جرى ثم زال بحمد الله بتمام البيعة لعبد الملك واجتماع الناس بعد ما جرى من الخطوب على يد الحجاج وغيره.
          وبهذا يتبين أن هذا الأمر الذي أخبر به صلى الله عليه وسلم قد وقع ومضى وانتهى، وأمر المهدي يكون في آخر الزمان وليس له تعلق بحديث جابر بن سمرة في الأئمة الاثني عشر.
          أما كون المهدي يكون عند نزول عيسى فقد قال ابن كثير في الفتن والملاحم: أظنه يكون عند نزول المسيح، والحديث الذي رواه الحارث ابن أبي أسامة يرشد إلى هذا ويدل عليه؛ لأنه قال: أميرهم المهدي، فهو صريح في أنه يكون عند نزول عيسى ابن مريم، كما ترشد إليه بعض روايات مسلم وبعض الروايات الأخرى، لكن ليست بالصريحة فهذا هو الأقوم والأظهر ولكنه ليس بالأمر القطعي.
          أما كونه سيخرج في آخر الزمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهذا أمر معلوم، والأحاديث ظاهرة في ذلك كما تقدم، والحق كما قاله الأئمة والعلماء في ذلك أنه لا بد من خروجه وظهوره.
          وأما أمر المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام وأمر المسيح الدجال فأمرهما أظهر وأوضح، فالأمر فيهما قطعي، وقد أجمع على ذلك علماء الأمة وبينوا للناس أن المسيح نازل في آخر الزمان، كما أن الدجال خارج في آخر الزمان، وقد تواترت بذلك الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وكلها صحيحة متواترة بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان وحكمه بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام وقتله الدجال مسيح الضلالة. هذا حق وهكذا خروج الدجال حق أما من أنكر ذلك وزعم أن نزول المسيح ابن مريم ووجود المهدي إشارة إلى ظهور الخير، وإن وجود الدجال ويأجوج ومأجوج وما أشبه ذلك إشارة إلى ظهور الشر فهذه أقوال فاسدة بل باطلة في الحقيقة، لا ينبغي أن تذكر، فأهلها قد حادوا عن الصواب وقالوا أمرا منكرا وأمرا خطيرا، لا وجه له في الشرع ولا وجه له في الأثر ولا في النظر، والواجب تلقي ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بالقبول والإيمان به والتسليم، فمتى صح الخبر عن رسول الله فلا يجوز لأحد أن يعارضه برأيه واجتهاده، بل يجب التسليم كما قال الله عز وجل:
          {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[2]، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر عن الدجال وعن المهدي وعن عيسى المسيح ابن مريم فوجب تلقي ما قاله بالقبول والإيمان بذلك والحذر من تحكيم الرأي والتقليد الأعمى الذي يضر صاحبه ولا ينفعه لا في الدنيا ولا في الآخرة.
          وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه رضاه وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه والثبات على الحق حتى نلقى ربنا سبحانه وتعالى وهو راض عنا. وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.


          [1] نقلت من شريط التسجيل وعرضت على فضيلته بعد نقلها فأذن في نشرها.
          [2]سورة النساء الآية 65.


          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #20
            عدم إخراج صاحبي الصحيح أحاديث المهدي



            فمن الشبه التي أثيرت حول أحاديث المهدي أن صاحبي الصحيح لم يعتدا بهذه الروايات ، ولذلك لم يذكرا شيئاً منها في كتابيهما ، مع أنهما في المقابل أخرجا حديث القحطاني الذي يسوق الناس بعصاه ، والذي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الساعة لا تقوم حتى يخرج ، مما يدل على ضعف هذه الأحاديث عندهما ، ولو كان شيء منها صحيحاً لذكروه كما ذكروا غيره .

            والجواب أن عدم إيراد الشيخين شيئاً من الأحاديث المتعلقة بالمهدي لا يدل على ضعفها ، لأنه كما هو معلوم أن السنة لم تدون كلها في الصحيحين فقط ، بل ورد في غيرهما أحاديث كثيرة صحيحة في السنن والمسانيد والمعاجم وغيرها من دواوين الحديث .

            ولم يقل أحد - حتى صاحبا الصحيح أنفسهما - أنهما قصدا اسـتيعاب الصحيح كله في كتابيهما ، حتى يحكم بأن كل ما لم يخرجاه ضعيف عندهما ، بل جاء عنهما التصريح بخلاف ذلك - كما نقل عنهما الأئمة - .

            قال الإمام ابن الصلاح رحمه الله في كتابه " علوم الحديث " : "لم يستوعبا - يعني البخاري و مسلم - الصحيح في صحيحيهما ، ولا التزما ذلك فقد روينا عن البخاري أنه قال : " ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح ، وتركت من الصحيح لحال الطول " ، وروينا عن مسلم أنه قال : " ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا - يعنى في كتاب الصحيح - إنما وضعت هنا ما أجمعوا عليه " أهـ .



            وقال النووي في مقدمة شرحه على صحيح مسلم (1/24) - بعد أن ذكر إلزام جماعة لهما إخراج أحاديث على شرطهما ولم يخرجاها في كتابيهما- : " وهذا الإلزام ليس بلازم في الحقيقة فإنهما لم يلتزما استيعاب الصحيح ، بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعباه وإنما قصدا جمع جُمَل من الصحيح كما يقصد المصنف في الفقه جمع جُمَل من مسائله لا أنه يحصر جميع مسائله " أهـ



            ولذلك نجد أنهما قد يصححان أحاديث ليست في كتابيهما كما ينقل الترمذي وغيره عن البخاري تصحيح أحاديث ليست عنده بل في السنن وغيرها.



            ومن المعلوم أيضاً أن المقبول عند المحدثين أعم من الصحيح فهو يشمل الصحيح لذاته ، والصحيح لغيره ، والحسن لذاته ، والحسن لغيره ، والصحيح موجود في الصحيحين وفي غيرهما ، أما الحسن فمظانه في غير الصحيح .
            والعلماء رحمهم الله قسموا الصحيح بحسب القوة إلى مراتب سبع :

            . صحيح اتفق الشيخان على إخراجه .
            .
            صحيح انفرد بإخراجه البخاري عن مسلم .
            . صحيح انفرد بإخراجه مسلم عن البخاري
            . صحيح على شرطهما معاً ولم يخرجاه
            . صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه

            . صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه
            . صحيح لم يخرجاه وليس على شرطهما معاً ، ولا على شرط واحد منهما


            وليس في الصحيحين من هذه المراتب إلا الثلاث الأولى ، أما الأربع الباقية فلا وجود لها إلا خارج الصحيحين .
            ولم يزل دأب العلماء في جميع العصور الاحتجاج بالأحاديث الصحيحة بل والحسنة الموجودة خارج الصحيحين ، والعمل بها مطلقاً ، واعتبار ما دلت عليه ، من غير حط من شأنها أو تقليل من قيمتها ، سواء أكان ذلك في أمور الاعتقاد أو في أمور الأحكام.
            على أننا نقول إن أحاديث الصحيح وإن لم يرد فيها التصريح بذكر المهدي على جهة التفصيل ، إلا أنه قد وردت أحاديث في الصحيح تدل إجمالاً على ظهور رجل صالح يؤم المسلمين عند نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، يصلي عيسى ابن مريم خلفه .

            ومن ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري رحمه الله في باب نزول عيسى بن مريم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) ، والحديث أخرجه مسلم عن جابر رضي اللّه عنه أنه سمع النبي - صلى اللّه عليه وسلم - يقول: ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة )



            وجاء ما يفسر هذه الأحاديث في السنن والمسانيد وغيرها ، ويبين اسم هذا الأمير- الذي يصلى عيسى عليه الصلاة والسلام خلفه - وصفته وأنه هو المهدي ، والسنة يفسر بعضها بعضاً .

            ومنها حديث جابر الذي رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده ، قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم- : ( ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض ، تكرمة الله لهذه الأمة ) قال ابن القيم في كتابه " المنار المنيف " : وهذا إسناد جيد ، وصححه الألباني في السلسلة ، مما يدل على أن أصل هذه الأحاديث موجود في الصحيح










            [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
            نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
            أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
            Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
            اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
            مدارك Perceptions

            تعليق


            • #21

              تعارض الأحاديث واختلافها

              ومن الشبه المثارة أن الروايات الواردة في شأن المهدي فيها من التعارض والتناقض والاختلاف ، ووقوع الإشكالات في معانيها ، ما يتعذر معه الجمع بينها ، ويجعلنا نجزم أنها ليست من كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
              ومن ذلك الروايات التي تفيد بأنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وهي تدل على خلو الأرض تماماً قبل زمنه من أهل الحق والخير ، وانتهاء الشر والفساد بظهوره .
              مما يعارض الأحاديث الثابتة التي تفيد بقاء طائفة من الأمة في كل زمان على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر اللّه ، ويعارض كذلك وجود الشر والصراع بين الحق والباطل في زمنه .
              أضف إلى ذلك أنه قد ورد ما يعارض ظهور أي مهدي غير عيسى عليه السلام وذلك في حديث ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم )

              والجواب أن التعارض إنما نشأ عن الروايات غير الصحيحة ، ودعاوى المهدية التي ادعتها طوائف عبر التاريخ فحاولت كل طائفة أن تؤيد دعواها بهذه الأحاديث الباطلة ، والمثبتون لأحاديث المهدي من أهل السنة لم يقولوا بأن كل ما ورد في شأنه هو من قبيل الصحيح المحتج به ، بل إنهم متفقون على أن فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضعيف ، وفيها الموضوع أيضاً ، فما كان منها موضوعاً أو ضعيفاً فلا حجة فيه ولا يلتفت إليه ولا يعارض به غيره .
              وأما ما صح منها فهو مؤتلف غير مختلف ، ومتفق غير مفترق ، وهو يتعلق بشخص واحد يأتي في آخر الزمان قبيل خروج الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ، وهو محمد بن عبد اللّه الموصوف بالمهدي



              وأما ما دلت عليه أحاديث المهدي من امتلاء الأرض ظلماً وجوراً قبل خروجه ، وامتلائها عدلاً في زمانه ، فليس فيها أي دلالة على خلو الأرض تماماً من أهل الحق ، واضمحلال الخير وتلاشيه قبل ظهوره ، وإنما المقصود منها كثرة الشر وظهور الغلبة لأهله ، ولا يعني ذلك بالضرورة عدم وجود طائفة على الحق قائمة بأمر الله .
              كما لا يعني انتشار العدل في زمن المهدي ألا يكون للشر والباطل أي وجود ، لأن المقصود كثرة الخير ، وقوة أهل الإسلام ، وحصول الغلبة والعاقبة هم ، وقهرهم لعدوهم ، وهذا لا ينفي وجود أشرار مغمورين في ذلك الزمان .
              وسنة اللّه في خلقه أن يستمر الصراع بين الحق والباطل ، وأن يقوى في بعض الأزمان جانب الخير على جانب الشر ، وفي أزمان أخرى يقوى جانب الشر على جانب الخير ، ولا تخلو الأرض من الأخيار إلا قبيل الساعة حين تقوم على شرار الخلق ، ولا يبقى فيها من يقول الله الله .

              وأحاديث المهدي نفسها تدل على أن الحق مستمر لا ينقطع فكيف يعارض بها غيرها ! فإن من الأحاديث التي أصلها في الصحيحين ووردت مفسرة في غيرهما – كما سبق – الحديث الذي رواه مسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم : تعال صلّ لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة اللّه هذه الامة )



              وأما الحديث الذي رواه ابن ماجه وغيره : ( لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا الدنيا إلا إدباراً ، ولا الناس إلا شحاً ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم )



              فهو حديث ضعيف جداً لأن مداره على محمد بن خالد الجندي ، قال فيه الذهبي ( ميزان الاعتدال 3/535) : " قال الأزدي : منكر الحديث ، وقال أبو عبد الله الحاكم : مجهول ، قلت – القائل الذهبي – : حديثه ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) وهو خبر منكر ، أخرجه ابن ماجه " أهـ



              وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (منهاج السنة النبوية 4/211) : " وهذه الأحاديث - يعني أحاديث المهدي - غلط فيها طوائف ، فطائفة أنكرتها واحتجوا بحديث ابن ماجة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) ، وهذا الحديث ضعيف ، وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي وغيره عليه ، وليس مما يعتمد عليه ، ورواه ابن ماجه عن يونس عن الشافعي و الشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقال له محمد ابن خالد الجندي وهو ممن لا يحتج به ، وليس هذا في مسند الشافعي ، وقد قيل إن الشافعي لم يسمعه ، وأن يونس لم يسمعه من الشافعي " أهـ



              وعلى فرض ثبوته فإنه لا يعارض الأحاديث الثابتة في المهدي ، لأنه يمكن الجمع بينها بأن المراد هو أنه لا مهدي كاملاً معصوماً إلا عيسى عليه السلام ، وذلك لا ينفي إثبات خروج مهدي غير معصوم كما قال بذلك بعض أهل العلم كالقرطبي و ابن القيم و ابن كثير وغيرهم ، وبهذا تجتمع الأحاديث ويرتفع التعارض


              [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
              نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
              أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
              Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
              اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
              مدارك Perceptions

              تعليق


              • #22
                تضعيف ابن خلدون لأحاديث المهدي



                ومن الشبه التي تعلق بها المنكرون لأحاديث المهدي ما اشتهر عن ابن خلدون من تضعيفه لهذه الأحاديث حيث قال في المقدمة (1/322) - بعد أن استعرض كثيراً من أحاديث المهدي وطعن في كثير من أسانيدها- : " فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه آخر الزمان . وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل منه " .

                ولو رجعنا لكلام ابن خلدون لوجدنا أنه صدَّر الفصل الذي عقده عن المهدي في مقدمته بقوله : " اعلم أن في المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممر الأعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ، ويظهر العدل ، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الإسلامية ، ويسمى بالمهدي ، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره ، وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال ، أو ينزل معه فيساعده على قتله ، ويأتم بالمهدي في صلاته ، ويحتجون في هذا الشأن بأحاديث خرّجها الائمة ، وتكلم فيها المنكرون لذلك ، وربما عارضوها ببعض الاخبار ....إلخ


                وهي شهادة منه على أن اعتقاد خروج المهدي في آخر الزمان هو المشهوربين الكافة من أهل الاسلام على ممر الاعصار ، فهل هؤلاء الكافة اتفقوا على الخطأ ؟ مع أن الأمر يتعلق بأمر غيبي لا مجال للاجتهاد فيه ، ولا يسوغ لأحد إثباته إلاّ بدليل من كتاب اللّه أو سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم – ، هذا أمر



                الأمر الثاني كيف يسوغ لنا أن نعتمد على كلام ابن خلدون في التصحيح والتضعيف مع أنه ليس من فرسان هذا الميدان ، ونطرح كلام أئمة الحديث قبل ابن خلدون وبعده الذين تكلموا على أحاديث المهدي ونقدوها وبينوا صحيحها من سقيمها ، واحتجوا بكثير منها ، بل حكى بعضهم تواترها تواتراً معنوياً



                ومنهم على سبيل المثال : الحافظ أبو جعفر العقيلي تـ322هـ فقد قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة علي بن نفيل النهدي : " قلت ذكره العقيلي في كتابه وقال : لا يتابع على حديثه في المهدي ، ولا يعرف إلا به ، ثم قال : وفي المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه " أهـ



                والإمام ابن حبان تـ354 هـ ، قال الحافظ في الفتح (13/21) عند كلامه على حديث ( لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) : " واسـتدل ابن حبان في صحيحه بأن حديث أنس ليس على عمومه بالأحاديث الواردة في المهدي وأنه يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا "



                والإمام البيهقي تـ 438 هـ فقد قال في كتاب " البعث والنشور" بعد كلامه على تضعيف حديث ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) : " والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسنادا "



                والحافظ أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري صاحب كتاب " مناقب الشافعي " تـ363، نقل عنه الإمام ابن القيم في (المنار المنيف 1/142) ، والحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " ، و" فتح الباري " قوله : " وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بذكر المهدي وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه يملأ الأرض عدلا ، وأن عيسى عليه السلام يخرج فيساعده على قتل الدجال ، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه "



                وممن صحح بعض الأحاديث الواردة في المهدي الإمام الترمذي في جامعه ، و الحاكم في مستدركه ووافقه الإمام الذهبي في تصحيح جملة منها ، ومنهم القرطبي صاحب التفسير فقال في كتابه " التذكرة " - بعد ذكر حديث : ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) وبيان ضعفه - : " والأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التنصيص على خروج المهدى من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث فالحكم بها دونه"



                ومنهم الإمام ابن تيمية رحمه الله فقد صحـح بعض الأحاديث الواردة في المهدي في كتابه " منهاج السنة " والإمام ابن القيم في كتابه " المنار المنيف " والإمام ابن كثير في تفسيره وفي كتابه " النهاية في الفتن والملاحم " وغيرهم كثير



                بل حكى بعضهم تواتر هذه الأحاديث تواتراً معنوياً كما سبق عن الحافظ أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري ، والإمام السخاوي حين مثل في كتابه " فتح المغيث " للأحاديث المتواترة اعتبر أحاديث المهدي من هذا القبيل ، و للشوكاني - رحمه الله - رسالة أسماها " التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح " ومما جاء فيها قوله : " فالأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة ، بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي ، فهي كثيرة جداً ، لها حكم الرفع ; إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك "



                وقال الشيخ الكتاني في كتابه : " نظم المتناثر في الحديث المتواتر " : " والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة ، وكذا الواردة في الدجال ، وفي نزول سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام "



                فهل نطرح كلام كل هؤلاء ونقبل كلام ابن خلدون على عواهنه


                الأمر الثالث أن ابن خلدون لم يقل إن أحاديث المهدي كلها ضعيفة فضلا عن القول بأنها موضوعة ، فعبارته تدل على أن هناك عدداً قليلاً من هذه الروايات قد سلم من النقد ، ونحن نقول لو سلَّمْنا بكلام ابن خلدون فهذا القدر القليل كاف في الاحتجاج بهذه الأحاديث واعتقاد موجبها



                وقد رد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على ابن خلدون في تعليقه على المسند فقال : " أما ابن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم ، واقتحم قحما لم يكن من رجالها.. " ، وقال : "إنه تهافت في الفصل الذي عقده في مقدمته للمهدي تهافتا عجيبا ، وغلط أغلاطا واضحة.." ، وقال : "إن ابن خلدون لم يحسن قول المحدثين الجرح مقدم على التعديل.. ولو اطلع على أقوالهم وفقهها ما قال شيئا مما قال.." أهـ



                [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                مدارك Perceptions

                تعليق


                • #23
                  ليست من عقائد أهل السنة



                  ومن الشبه التي يرددها المنكرون أن فكرة المهدية ليست في أصلها من عقائد أهل السنة وإنما هي دخيلة علينا من عقائد الفرق الأخرى ، التي تؤمن بظهور إمام غائب منتظر يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً .
                  ونحن نقول إن الأحاديث ثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في خروج المهدي في آخر الزمان ، وقد رواها أئمة أهل السنة في كتبهم المعتمدة بأسانيد تنتهي إلى رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم- من طريق صحابته الكرام رضي اللّه عنهم ، والثقات من الرواة ، واعتمد أهل الحديث في تصحيحها على قواعد دقيقة في الحكم على الرجال والأسانيد ، حتى لم يبق صاحب بدعة أو كذب إلا وكشفوا أمره .
                  فما صح من هذه الأحاديث الواردة لا علاقة له بعقيدة أي فرقة أو طائفة ، لأنه لم ينقل من طريقهم ، وإذا كان هناك روايات موضوعة في المهدي تعصباً ، فإن ذلك لا يجعلنا نترك ما صح من الروايات فيه .
                  فإذا عينت طائفة شخصاً وزعمت أنه هو المهدي دون أن تؤيد زعمه بما ثبت من أحاديث صحيحة ، فإن ذلك لا يؤدي إلى إنكار المهدي على ما جاء في أحاديث أخرى ، فالحكم العدل هو الكتاب والسنة الصحيحة ، وأما عقائد الفرق الأخرى فلا يجوز أن تكون عمدة يرد بها ما ثبت من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
                  وقد نص أهل العلم الذي صنفوا في عقائد أهل السنة أنه متى ما صح النقل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سواء كان في أمور ماضية أو مستقبلة ، وجب التصديق به واعتقاد موجبه ، وهو مقتضى الشهادة بأن محمدا رسوله الله ، ومن أولئك الإمام ابن قدامة المقدسي في كتابه " لمعة الاعتقاد " حيث قال : "ويجب الإيمان بكل ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وصح به النقل عنه فيما شاهدناه أو غاب عنا ، نعلم أنه حق وصدق ، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ، ولم نطلع على حقيقة معناه ، مثل حديث الإسراء والمعراج ، ومن ذلك أشراط الساعة ، مثل خروج الدجال ، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج الدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأشباه ذلك مما صح به النقل " أهـ . فكلام ابن قدامة هذا يدخل فيه التصديق بخروج المهدي لأنه مما صح به النقل



                  وقال السفارينى رحمه الله في عقيدته المسماة " لوامع الأنوار البهية " بعد أن ذكر طائفة من الأحاديث والآثار : " وقد روي عمن ذكر من الصحابة ، وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة وعن التابعين ومن بعدهم ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة " ا.هـ . وقال في موضع آخر : " وقد كثرت الأقوال في المهدي ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي ... "



                  وذكر ذلك الشيخ الحسن بن علي البربهاري الحنبلي المتوفى سنة 329 هـ في عقيدته ، المثبتة ضمن ترجمته في كتاب " طبقات الحنابلة " لابن أبي يعلى الحنبلي



                  ثم إن هناك فرقاً كبيراً بين عقيدة أهل السنة وعقيدة الفرق الأخرى في هذا الباب ، فالمهدي عند أهل السنة لا يعدو كونه إماما من أئمة المسلمين ، يخرج في آخر الزمان خروجاً طبيعياً ، يولد كما يولد غيره ، ويعيش كما يعيش غيره ، وهو غير معصوم ، فقد يقع منه الخطأ ، ويحتاج إلى إصلاحٍ مثل غيره من الناس ، ثم يكتب الله على يديه خيراً كثيراً وبرًّا وصلاحاً للأمة ، وينشر العدل ، ويطبق شريعة الإسلام ، ويجمع الله به شمل المسلمين .
                  وأما عند غيرهم فهو محمد بن الحسن العسكري الذي ولد في منتصف القرن الثالث تقريباً ، ودخل سرداباً في سامراء وعمره تسع سنين ، وهم ينتظرون خروجه ، وهو الإمام الثاني عشر من أئمتهم الذين يعتقدون فيهم العصمة ، فعقيدة أهل السنة مغايرة تماماً لعقيدة غيرهم في هذا الباب .


                  [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                  نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                  أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                  Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                  اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                  مدارك Perceptions

                  تعليق


                  • #24


                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجزل لنا ولكم الأجر والثواب على هذا الطرح و العطاء على ما نقدمه لخدمة السنة




                    المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة وأقوال العلماء وآراء الفرق المختلفة




                    سرد موجز لما ثبت بالبحث والتحقيق
                    اشتمل هذا القسم على ثلاثين حديثاً وستة عشر أثراً موزعاً على بابين:
                    (1) الأحاديث والآثار الثابتة الصريحة في ذكر المهدي وهي ثمانية أحاديث مرفوعة وأحد عشر أثراً.
                    (2) الأحاديث والآثار الثابتة غير الصريحة في ذكر المهدي. وهي اثنان وعشرون حديثاً وخمسة أثار.
                    وهو مجموع ما ثبت عندي- بالصحة أو الحسن- من أحاديث المهدي التي اطلعت عليها.
                    أما الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة فسأذكرها في القسم الثاني من هذا الكتاب إن شاء الله.
                    وهكذا نرى أن من مجموع ما ثبت من الأحاديث ثمانية أحاديث وأحد عشر أثراً صريحاً في ذكر المهدي. والباقي لم يقع فيه التصريح بذكر المهدي ولكن ذكره العلماء في أبواب المهدي لأجل القرائن والأوصاف الدالة على ذلك.
                    نتيجة البحث:
                    وبعد النظر في الأحاديث الواردة في المهدي ودراستها سنداً ومتناً وصلت إلى ما يلي:
                    (1) إن خلافة المهدي في آخر الزمان حق ولا يمكن إنكارها لثبوت هذه الأحاديث الصحيحة أو الحسنة، ولورود أحاديث أخرى كثيرة وهي ضعيفة في تفاصيلها ولكنها تشارك الصحيحة في أصل الفكرة وهي (وجود خلافة المهدي) وهكذا يصبح هذا الأمر متواتراً تواتراً معنوياً.
                    (2) إن الكثير أو الأكثر من الأحاديث والآثار الواردة في موضوع المهدي ضعيف أو موضوع لا يمكن الاعتماد عليه والأخذ به. ولذلك فلا يمكن أن تقبل هذه الفكرة على علاتها. بل لا بد من تمحيص القول وأخذ ما صفا وترك ما كدر.
                    شخصية المهدي وأوصافه من خلال الأحاديث الثابتة المرفوعة:
                    أما شخصية المهدي وملامحها وأوصافها التي تبينت لي من خلال الأحاديث المرفوعة الثابتة فهي كما يلي:
                    (1) اسمه يواطئ اسم النبي صلى الله عليه وسلم. الأحاديث: 21، 22، 23، 24، 25، 26.
                    (2) اسم أبيه اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم. الأحاديث: 25، 26.
                    (3) يكون من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. الأحاديث: 1، 4، 9، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 28، 30، 31، 33، 34.
                    (4) يكون من ولد فاطمة الحديث: 8.
                    (5) يكون أجلى الجبهة، أقنى الأنف. الأحاديث: 4، 30.
                    (6) يصلحه الله في ليلة. الحديث: 1.
                    (7) تملأ الأرض قبل خلافته ظلماً وجوراً. الأحاديث: 4، 20، 26، 30، 31، 32، 33،.
                    (8) فيملأها بعد خلافته قسطاً وعدلاً. الأحاديث: 4، 5، 8، 20، 26، 30، 31، 32، 33.
                    (9) يرى الإمام ابن حبان وغيره أنه الرجل الذي يبايع له بين الركن والمقام. الحديث: 29.
                    (10) يملك سبع سنين الأحاديث: 4، 6. وقد وقع في بعض الروايات بالشك (سبع أو ثماني أو تسع). والظاهر أن هذا الشك أتى من الرواة، فيحمل على اليقين. الأحاديث: 3، 5، 31.
                    (11) يلي في آخر الزمان. ولا تقوم الساعة حتى يملك ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك. الأحاديث: 3، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 27، 28، 30، 33.
                    (12) يخرج في راياتٍ سودٍ من قبل خراسان. الأحاديث: 2، 7.
                    (13) يسقيه الله الغيث (تمطر السماء قطرها). الأحاديث: 5، 8.
                    14- تخرج الأرض نباتها. الأحاديث 3، 5، 8.
                    15- تكثر الماشية. الحديث: 3.
                    16- تعظم الأمة. الحديث: 3.
                    17- تنعم الأمة في ولايته نعمة لم تنعمها قط. الحديث: 8.
                    18- يعطي المال صحاحاً. الحديث: 3.
                    19- يحثي المال حثياً. الأحاديث: 36، 38.
                    20- يعطي المال بغير عدد (ولا يعده عداً). الحديث: 36.
                    21- ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي ورائه. وهذا يقتضي أن الدجال يخرج في عصره، لأن عيسى ينزل فيقتل الدجال. والأحاديث: 27، 34، 39.
                    22- يرى أبو داود وغيره أنه من الخلفاء الأثنى عشر الذين ورد فيهم الحديث: 40.
                    23- يرى ابن حبان وغيره أن الجيش الذي يخسف به هو الجيش الذي يخرج لمحاربة المهدي. الحديث: 41.

                    مع المنكرين لفكرة المهدوية
                    لقد ذكرت في مقدمة هذا الكتاب قائمة بأسماء وآراء الذين وجدتهم من المنكرين لفكرة المهدوية إنكاراً مطلقاً. ولقد ثبت لنا الآن بعد البحث والتحقيق أن الفكرة لها أصل، ولا يمكن إنكارها على الإطلاق. إذن فما هي العوامل التي حملتهم على إنكار هذه الفكرة؟
                    عوامل الإنكار:
                    نستطيع أن نحدد تلك العوامل في أمرين أساسيين:
                    (1) المحاولات المتكررة لاستغلال هذه الفكرة للوصول إلى المطامع الشخصية من الملك والسلطة وغيرهما. وقد بدأت هذه النزعة من قديم الزمان، فالمختار بن أبي عبيد الثقفي يدعي مهدية محمد بن الحنفية ويتستر ورائها للتمكن من السلطة والحصول على الرئاسة.
                    ومحمد بن عبد الله النفس الزكية يدعي المهدوية ويطلب الحكم له والمنصور العباسي يحاربه بالسلاح نفسه فيلقب ابنه بالمهدي ويُظهر أنه هو المراد بالأحاديث الواردة. والفرق الشيعية المختلفة تختار لها مهديين. والحركة الباطنية الإلحادية تتقمص بهذه الفكرة وتثير الفتن والقلاقل وتعيث في الأرض فساداً. وتنتج أرض المغرب مهديين، وفي السودان مهدي، وفي الهند مهدي، وفي إيران مهدي وأبواب المهدي.
                    وهكذا قامت حركات كثيرة عبر التاريخ الإسلامي، وقد تقدم ذكرها بشيء من التفصيل في مقدمة هذا الكتاب. وكل هذه الحركات استغلت هذه الفكرة للوصول إلى أهدافها ومطامعها ووراء كل حركة من الحروب والقتال والفساد ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
                    (2) تصوير المهدي بصورة وهمية خيالية يستبعدها العقل ويأباها القلب. فكانت هناك نزعة أخرى تحارب استغلال فكرة المهدوية وهي تصدق بأصل الفكرة إلا أنها لما رأت كثرة أدعياء المهدوية في كل عصر ومصر وما يثير هؤلاء من القلاقل والفتن أصبحت تبحث عن أمور تبين أن هؤلاء الأدعياء ليسوا من المهدي الحقيقي في شيء. فوجدوا روايات ضعيفة وموضوعة مختلفة كثيرة تتعلق بالمهدي وتصفه بأوصاف بعيدة عن العقل والواقع فأوردوها ليثبتوا أن هؤلاء الأدعياء لا يتصفون بهذه الصفات ولا توجد فيهم تلك الأمارات، وعلى سبيل المثال ذكروا أن المهدي تخرج معه كف معلمة من السماء وينادى باسمه من السماء، وتخضر له الأغصان اليابسة في أرض يابسة وتهبط الطير على يديه بإشارته، وأنه يخرج التوراة والإنجيل من أنطاكية. وسمي المهدي لأنه يهدي إلى أسفار التوراة ويخرجها من جبال الشام وأن جبرائيل على مقدمته وميكائيل على ساقته. وأنه يفتح مدينة القاطع على البحر الأخضر المحدق بالدنيا طولها ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل فيها مائة سوق وفي كل سوق مائة ألف سوقي. وأنه يخرج تابوت السكينة ومائدة بني إسرائيل ورضراض الألواح وعصى موسى وخاتم سليمان. وما إلى ذلك (1).
                    ولكن هؤلاء قد أفرطوا في اعتمادهم على هذه الروايات الواهية وقد أساءوا إلى الحقيقة الصحيحة. فهم وإن كان قصدهم الوقوف في وجه الأدعياء قد نفروا الكثير أيضاً من الصواب (2).
                    وكثير من الذين لم تكن لديهم قدرة كافية للبحث في الأحاديث الواردة وتمييز صحيحها من سقيمها أو كانت عندهم القدرة الكافية لكنهم لم يتجشموا مشقة البحث والتحقيق لما رأوا تلك الفتن والمشاكل من جهة وهذه الخرافات من جهة أخرى أعلنوا بدون تردد أن حديث المهدي حديث خرافة. ونظروا في الروايات الواردة في المهدي نظرة عابرة فتبدت لهم بعض الشبهات فزعموا أنها تقوي رأيهم.

                    شبهات المنكرين
                    (أ) أحاديث المهدي لم يخرجها البخاري ومسلم:
                    وقد ردد هذه الشبهة كثير من الذين كتبوا في إنكار فكرة المهدي. فقال السيد محمد رشيد رضا:
                    (لم يعتد الشيخان بشيء من رواياتها) (3).
                    وقال الأستاذ أحمد أمين: (ولم يرو البخاري ومسلم شيئاً عن أحاديث المهدي مما يدل على عدم صحتها عندهما) (4).
                    وكذلك سعد محمد حسن في كتابه المهدية في الإسلام (5).
                    وغيرهم.
                    وظن هؤلاء أن الشيخان لم يخرجا أحاديث المهدي لعلة فيها عندهما. ولكن هذا الظن ليس بصحيح. وذلك لأمور:
                    (1) إن الشيخين لم يحيطا بجميع الأحاديث الصحيحة ولا ادعيا ذلك فقد قال البخاري: (ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول) (6). وقال مسلم: (ليس كل شيء عندي صحيح وضعته هاهنا- يعني كتابه الصحيح- إنما وضعت هاهنا ما أجمعوا عليه) (7).
                    (2) هناك أحاديث كثيرة جداً استدل بها العلماء وعملوا بها ولا توجد في الصحيحين، حتى في أمور العقائد ومنها الحديث المشتمل على العشرة المبشرين بالجنة. والحديث الدال على أن نسمة المؤمن طائر يعلق في الجنة. وحديث البراء بن عازب الطويل في أحوال القبر حتى البعث وحديث وزن الأعمال وغيرها (8). فمن الخطأ أن يظن أن عدم إخراج الشيخين أحاديث المهدي يدل على أنها لم تصح عندهما.
                    (3) إن كلامهم هذا ليس بصحيح على إطلاقه. بل في الصحيحين أحاديث تتعلق بالمهدي وإن لم تكن صريحة في ذكره. إلا أن الأحاديث الأخرى تبين أن المراد بها هو المهدي المنتظر. فراجع الأحاديث: 27، 36، 38، 39 من هذا الكتاب.
                    (ب) هل هناك أحاديث تنكر وجود المهدي؟
                    لقد زعم بعض الناس أن أحاديث المهدي معارضة بحديث (لا مهدي إلا عيسى بن مريم) (9). إلا أن هذا الحديث ليس بصحيح كما سيأتي بتفصيل في القسم الثاني لهذا الكتاب إن شاء الله. ولذلك فلا يمكن الاستدلال به. وحتى ولو صح الحديث فلا يبطل تلك الأحاديث الكثيرة الواردة في ذكر المهدي غير عيسى. فيتعين الجمع بينهما. فيقال: (لا مهدي في الحقيقة سواه وإن كان غيره مهدياً كما يقال: لا علم إلا ما نفع ولا مال إلا ما وقي وجه صاحبه.
                    كما يصح أن يقال إنما المهدي عيسى بن مريم يعني المهدي الكامل المعصوم) (10).
                    (ج) هل أحاديث المهدي كلها ضعيفة؟:
                    ولقد حاول ابن خلدون تضعيف أحاديث المهدي كلها واستند في رأيه على هذا إلى كلام العلماء (إن الجرح مقدم على التعديل) ثم ذكر بعض ما ورد في الطعن في رواة أحاديث المهدي. والحقيقة أن المحدثين حينما يقولون: (إن الجرح مقدم على التعديل) لا يريدون منه الإطلاق. بل لابد أن يكون الجرح مفسراً حتى يتمكن الباحث من النظر فيه وهل هو جرح حقيقة أم لا؟ فقط يضعفه الجارح بسبب يراه قادحاً بينما هو ليس بقادح عند غيره (11).
                    قال ابن حجر في شرح النخبة: (الجرح مقدم على التعديل وأطلق ذلك جماعة ولكن محله إن صدر مبيناً من عارف بأسبابه لأنه إن كان غير مفسراً لم يقدح في من ثبتت عدالته وإن صدر من غير عارف بأسباب لم يعتبر به أيضاً. فإن خلا المجروح عن التعديل قبل الجرح فيه مجملاً غير مبين السبب إذا صدر عن عارف على المختار) (12).
                    وكذلك نص عليه النووي والصخاوي والسيوطي والسندي غيرهم (13).
                    وحتى لو ثبت الجرح في الراوي فليس كل جرح يسقط الرواية بل من الجرح ما هو شديد ويستلزم ترك الرواية، ومنه ما ليس كذلك بل يعتضد الراوي المتصف به بغيره من المعتبرين فيحتج بروايته.
                    فأما الجرح الشديد هو الناشئ في الراوي من قبل كونه مهتماً في دينه وعدالته أو كونه سيئ الحفظ جداً فاحش الخطأ فحين ذاك تترك روايته بالمرة ولا يحتج به ولا يعتبر به.
                    قال الترمذي: (فكل ما كان متهماً في الحديث بالكذب أو كان مغفلاً يخطئ الكثير فالذي اختار أكثر أهل الحديث من الأئمة أنه لا يشتغل بالرواية عنه) (14) وروى الخطيب بسنده عن ابن مهدي أنه قال: سمعت شعبة وسئل: من الذي يترك حديثه؟ قال: (الذي إذا روى عن معروفين ما يعرفه المعروفون فأكثر طرح حديثه. وإذا روى حديثاً غلطاً مجمعاً عليه فلم يتهم نفسه في تركه طرح حديثه. وإذا كثر الغلط يترك حديثه. وما كان غير ذلك فارو عنه) (15).
                    فإن لم يكن الجرح شديداً كأن يكون ناشئاً من ضعف الراوي بسبب سوء حفظ غير فاحش أو وهم يسير في بعض رواياته أو التدليس أو الاختلاط في آخر العمر وما إلى ذلك فمثل هذا يكتب حديثه ويعتبر به. فإن رواه غيره أو وجد ما يشهد لمعناه علم أنه لم يهم في روايته تلك.
                    قال الحافظ ابن حجر: (ومتى توبع السيئ الحافظ بمعتبر كأن يكون فوقه أو مثله لا دونه كذا المختلط الذي لم يتميز والمستور والإسناد المرسل وكذا المدلس إذا لم يعرف المحذوف منه صار حديثهم حسناً لا لذاته بل وصفه بذلك باعتبار المجموع من المتابع والمتابع. لأن مع كل واحد منهم احتمال كون رواياته صواباً أو غير صواب على حد سواء. فإذا جاءت من المعتبرين رواية موافقة لأحدهم رجح أحد الجانبين من الاحتمالين المذكورين. ودل ذلك على أن الحديث محفوظ فارتقى من درجة التوقف إلى درجة القبول) (16).
                    فابن خلدون كما قال أحمد شاكر: (لم يحسن قول المحدثين: الجرح مقدم على التعديل ولو اطلع على أقوالهم وفقهها ما قال شيئاً مما قال) (17).
                    لذلك رد على ابن خلدون كثير من العلماء ومن بينهم العلامة صديق حسن خان في (الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة) والشيخ المحدث شمس الحق العظيم آبادي في عون المعبود. والشيخ العلامة عبد الرحمن المباركفوري في تحفة الأحوذي في باب المهدي من كتابيهما. والشيخ المحدث أحمد شاكر في تعليقاته على مسند الإمام أحمد (18). والشيخ المحدث أحمد ناصر الدين الألباني في تخريجه لأحاديث فضائل الشام ودمشق (19) والشيخ عبد الله بن محمد الصديق في كتابه إبراز الوهم المكنون.
                    وابن خلدون لم يحصي الأحاديث الواردة في المهدي وإنما ذكر جزءاً قليلاً منها. ومع محاولته لتضعيفها لم يجد بداً من الاعتراف بصحة بعضها فقال: (فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه آخر الزمان وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل والأقل منه) (20).
                    (د) هل روايات المهدي من وضع الشيعة؟:
                    يزعم بعض الناس أن الأحاديث الواردة في المهدي كلها من وضع الشيعة أو أنها على الأقل يوجد في روايتها من رمي بالتشيع ولذلك فلا تقبل هذه الروايات. لأنها تأيد بدعتهم فوقعت التهمة فيها عليهم.
                    ولكن هذه الشبهة ليست بصحيحة لما سيأتي.

                    رواية أهل البدع:
                    وللعلماء في قبولها أو عدمه أربعة أقوال:
                    (1) لا تقبل مطلقاً. وهو مذهب الإمام مالك رحمه الله (21) فقد قال: لقد تركت جماعة من أهل المدينة ما أخذت عنهم من العلم شيئاً. وإن منهم لمن يؤخذ عنهم العلم وكانوا أصنافاً فمنهم من كان كذاباً في غير علمه تركته لكذبه. ومنهم من كان جاهلاً بما عنده فلم يكن عندي موضعاً للأخذ عنه لجهله ومنهم من كان يدين برأي سوء (22). وقال أشهب: سئل مالك عن الرافضة فقال: لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون (23). وهو قول أبي بكر الباقلاني وأتباعه ونقله الآدمي عن الأكثرين وجزم به ابن الحاجب (24).
                    (2) تقبل مطلقاً. وإن كانوا كفاراً وفساقاً بالتأويل. وبه قال جماعة من أهل النقل والمتكلمين (25).
                    (3) تقبل إن لم يعرف باستحلال الكذب. وهذا قول الشافعي رحمه الله فقد قال: تقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم (26).
                    وحكي هذا عن ابن أبي ليلى وسفيان الثوري، وأبي يوسف القاضي (27).
                    (4) لا تقبل من الداعية وتقبل من غير الداعية. وهذا قول الإمام أحمد رحمه الله وهو مروي عن عبدالرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وغيرهم. قال أبو داود: قلت لأحمد: يكتب عن القدري؟ قال: إذا لم يكن داعياً (28). وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي لما رويت عن أبي معاوية الضرير وكان مرجئاً ولم ترو عن شبابة بن سوار وكان قدرياً؟ قال: لأن أبي معاوية لم يكن يدعوا إلى الإرجاء وشبابة كان يدعو إلى القدر (29). وقال عبد الرحمن بن مهدي: من رأى رأياً ولم يدعو إليه احتمل ومن رأى رأياً ودعا إليه فقد استحق الترك (30).
                    فالمبتدع إذا لم تتوفر فيه صفات القبول فلا شك أن روايته ترد، كالمبتدع الذي كفر ببدعته وتأكد خـروجه عن الإسـلام. قال ابن الصلاح: (اختلفوا في قبول رواية المبتدع الذي لا يكفر ببدعته) (31) وهذا يعني أن الذي كفر ببدعته فليس في محل خلاف. وقال ابن كثير: المبتدع إن كفر ببدعته فلا إشكال في رد روايته (32). وقال ابن حجر: لا يقبل صاحبها الجمهور (33). وقال المعلمي: لا شبه أن المبتدع إن خرج ببدعته عن الإسلام لم تقبل روايته لأن من شرط قبول الرواية الإسلام (34). حتى حكى النووي الإجماع على أن روايته لا تقبل. وتعقبه السيوطي فقال: قيل دعوى الاتفاق ممنوعة فقد قيل أنه يقبل مطلقاً وقيل إن اعتقد حرمة الكذب@ (35).
                    وقال ابن حجر بعد ذكر القولين: (والتحقيق أنه لا يرد كل مكفر ببدعته لأن كل طائفة تدعي أن مخالفيها مبتدعة وقد تبالغ فتكفر مخالفيها فلو أخذ ذلك على الإطلاق لاستلزم تكفير جميع الطوائف. فالمعتمد أن الذي ترد روايته من أنكر أمراً متواتراً من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة وكذا من اعتقد عكسه. فأما من لم يكن بهذه الصفة وانضم إلى ذلك ضبطه لما يرويه من روعه وتقواه فلا مانع من قبوله (36).
                    وكذلك المبتدع الذي يستحل الكذب ولا تقبل روايته أبداً. قال أحمد شاكر: (وهذا القيد -أعني عدم استحلال- الكذب- لا أرى داعياً له، لأنه قيد معروف بالضرورة في كل راوٍ، فإنا لا نقبل رواية الراوي الذي يعرف عنه الكذب مرة واحدة فأولى أن نرد رواية من يستحل الكذب أو شهادة الزور) (37).
                    فأما إذا توفرت فيه صفات القبول فما الحكم؟ الذي يظهر لي من خلال الأقوال المذكورة أن الجمهور قد اتفقوا على أن رواية المبتدع -إن لم يكن داعياً إلى بدعته- تقبل (38).
                    وانفرد الجوزجاني وابن قتيبة فاشترط شرطاً آخر، وهو أن لا يكون في روايته- أي المبتدع حتى غير الداعية- ما يؤيد بدعته. قال الجوزجاني: (ومنهم زائغ عن الحق -أي عن السنة- صادق اللهجة فليس فيه حيلة إلا أن يؤخذ من حديثه ما لا يكون منكراً إذا لم تقو به بدعته) (39).
                    وقال ابن قتيبة: (إنما يمنع من قبول قول الصادق فيما وافق نحلته وشاكل هواه أن نفسه تريه أن الحق فيما اعتقده وأن القربة إلى الله عز وجل في تثبيته بكل وجه. ولا يؤمن مع ذلك التحريف والزيادة والنقص).
                    ويناقش كلٍّ منهما بما يلي:
                    (1) إن جمهور الأئمة لم يشترطوا هذا الشرط.
                    (2) إن وقع الكذب لصالح العقيدة أو التحريف أو الزيادة أو النقص من قبل بعض أهل الأهواء، فهذا لا يكفي لاتهام الجميع بذلك فقد وجد مثل ذلك بين أهل السنة أيضاً حتى في أهل المذاهب لتأييد مذاهبهم فهل هذا يستلزم أن يرد كل ما يرويه الحنفي أو الشافعي مثلاً وفيه تأييد لمذهبه. ومن ثبت عنه تعمد ذلك لما ثبت له العدالة أصلاً فترد جميع مروياته.
                    (3) إن أئمة الحديث يشترطون في قبول رواية أي رجل أن يكون عدلاً ضابطاً. والعدالة هي الملكة في النفس تمنع الناس من اقتراف الكبائر ومنها الكذب مع السلامة من خوارم المروءة فإذا ثبتت هذه الملكة في رجل ما بشهادة أئمة الحديث والنقد الذين هم عليهم مدار الجرح والتعديل فوجب قبول روايته ولا وجه للفرق بين ما يقوي بدعته وما لا يقويها فإن العدل عدل في كل. فإن هناك شك في عدالته وجب أن ترد جميع مروياته بدون تفريق بين بعضها دون بعض. ولو كان الأمر كما قالا لما صح أن يروي أحد ما يؤيد رأيه ومذهبه سواء كان من أهل السنة أو المبتدعة.
                    فالخلاصة أن المدار في قبول الراوي هو العدالة والضبط بغض النظر عن عقيدته أو مبدئه -إلا إذا خرج عن الإسلام- وعلى هذا جرى عمل كثير من العلماء قديماً وحديثاً. ولعل الأئمة الذين نهوا عن الأخذ عن المبتدعة إنما نهوا للمصلحة لأن في الرواية عنهم رفعاً لشأنهم وتقديراً لهم ولا شك أن له ضرراً كبيراً على العامة لا سيما إذا كان الرجل من الدعاة.
                    وقد احتج البخاري بعمران بن حطان الداعية الخارجي. واحتج الشيخان بعبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني وكان داعية إلى الإرجاء (40).
                    وقال الخطيب البغدادي: (والذي يعتمد عليه في تجويز الاحتجاج بأخبارهم (أي أهل البدع والأهواء) ما اشتهر من قبول الصحابة أخبار الخوارج وشهاداتهم ومن جرى مجراهم من الفساق بالتأويل ثم استمرار عمل التابعين والخالفين بعدهم على ذلك. لما رأوا من تحريهم الصدق وتعظيمهم الكذب وحفظهم أنفسهم من المحظورات من الأفعال وإنكارهم على أهل الريب والطرائق المذمومة ورواياتهم للأحاديث التي تخالف آرائهم ويتعلق بها مخالفوهم في الاحتجاج عليهم. فاحتجوا برواية عمران بن حطان وهو من الخوارج وعمرو بن الدينار وكان ممن يذهب إلى القدر والتشيع وكان عكرمة إباضياً وابن أبي نجيح وكان معتزلياً... في خلق كثير يتسع ذكرهم دون أهل العلم قديماً وحديثاً رواياتهم. واحتجوا بأخبارهم فصار ذلك كالإجماع منهم. وهو أكبر الحجج في هذا الباب وبه يقوى الظن في مقاربة الصواب (41).
                    وقد ذكر الخطيب عدة أقوال لأئمة الحديث في هذا الباب منها:
                    قال علي بن المديني: قلت ليحيى بن سعيد القطان إن عبد الرحمن بن مهدي قال: أنا أترك من أهل الحديث كل ما كان رأساً في البدعة. فضحك يحيى بن سعيد فقال: كيف يصنع بقتادة، كيف يصنع بعمر بن ذر الهمذاني، كيف يصنع بابن أبي رواد، وعدّ يحيى قوماً أمسكت من ذكرهم. ثم قال يحيى: إن ترك عبد الرحمن هذا الضرب ترك كثيراً (42).
                    وقال علي بن المديني: لو تركت أهل البصرة لحال القدر ولو تركت أهل الكوفة لذلك الرأي -يعني التشيع- خربت الكتب. يعني مذهب الحديث (43).
                    وقال البغوي: اختلفوا في رواية المبتدعة وأهل الأهواء فقبلها أكثر أهل الحديث إذا كانوا فيها صادقين فقد حدث محمد بن إسماعيل عن عباد بن يعقوب الرواجني. وكان محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: حدثنا الصدوق في روايته المتهم في دينه عباد بن يعقوب (44).
                    وقال ابن دقيق العيد: الذي تقرر عندنا أن لا نعتبر المذاهب في الرواية إذ لا نكفر من أهل القبلة إلا بإنكار قطعي في الشريعة فإذا اعتبرنا ذلك وانضم إليه الورع والتقوى فقد حصل معتمد الرواية (45).
                    وقال الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب الكوفي: شيعي جلد لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته. ونقل توثيقه عن أحمد وغيره ثم قال: فلقائل أن يقول: كيف صاغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والإتقان فكيف يكون عدلاً وهو صاحب بدعة. وجوابه أن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع أو التشيع بلا غلو ولا تحرق. فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق. فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة.
                    ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة أيضاً فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقاً ولا مأموماً، بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم فكيف يقبل نقل من هذا حاله حاشا وكلا.
                    فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب علياً رضي الله عنه وتعرض لسبهم والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين فهذا ضال مفتر (46).
                    وابن حجر وإن قال في رأي الجوزجاني أنه (متجه) ولكنه قد سبق من قوله بأنه قال: فالمعتمد أن الذي ترد روايته من أنكر أمراً متواتراً... فأما من لم يكن بهذه الصفة وانضم إلى ذلك ضبطه لما يرويه من روعه وتقواه فلا مانع من قبوله (47).
                    وقال ابن حجر في التهذيب: فالتشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل عليّ على عثمان وأن علياً كان مصيباً في حروبه وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما وربما اعتقد بعضهم أن علياً أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كان معتقد ذلك ورعاً وديناً صادقاً مجتهداً فلا ترد روايته بهذا لا سيما إن كان غير داعية. وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض فلا تقبل رواية الرافض الغالي ولا كرامة (48).
                    وقال أحمد شاكر بعد ذكر الأقوال الأربعة في المسألة: وهذه الأقوال كلها نظرية والعبرة في الرواية بصدق الراوي وأمانته والثقة بدينه وخلقه والمتتبع لأحوال الرواة يرى كثيراً من أهل البدع موضعاً للثقة والاطمئنان وإن رووا ما يوافق رأيهم. ويرى كثيراً منهم لا يوثق بأي شيء يرويه.
                    وقد ذكر كلام ابن حجر السالف قريباً كلام الذهبي فقال: والذي قال الذهبي من ضميمة ما قاله ابن حجر فيما مضى هو التحقيق المنطبق على أصول الرواية (49).

                    أغلب الأحاديث الثابتة في المهدي لا يوجد في روايتها من رمي بالتشيع:
                    لقد علمنا من المبحث السابق أن الراوي الذي رمي بالبدعة إذا تبين أنه ثقة ضابط بشهادة أئمة الجرح والتعديل تقبل روايته على الأرجح. ولكن مع ذلك فليس المدار في روايات أحاديث المهدي على من رمي بالتشيع. فالروايات الثابتة عددها ستة وأربعون رواية، منها أحد عشر رواية فقط في رجالها من رمي بالتشيع ومنها أربعة آثار. أما الروايات السبعة المرفوعة فيها روايتان فقط في قسم الأحاديث الصريحة، وهذا يعني أن الأحاديث المرفوعة الثابتة الصريحة في ذكر المهدي وعددها ثمانية أحاديث فيها حديثان فقط يوجد في رواتها من رمي بالتشيع. وإليك تفاصيل هذه الروايات:
                    1- الحديث: 2. إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي. وفيه حنان بن سدير. وقال فيه الدارقطني: أنه من شيوخ الشيعة، ولكن لروايته هذه طرق أخرى.
                    2- الحديث: 7. وفي بعض طرقه عبد الرزاق بن همام الصنعاني. وقد رمي بالتشيع، وعبد الرزاق ذلك الإمام الجليل لا يتهم في روايته أبداً. وقد سمع محمد بن إسماعيل الفزاري أن أحمد ويحيى تركا حديث عبد الرزاق فوجدا ابن معين في الموسم فسأله. فقال له ابن معين: (يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه). ومع ذلك فعبد الرزاق لم يكن غالياً ولا داعية فقال: ما انشرح صدري قط أن أفضل علياً على أبي بكر وعمر. رحم الله أبا بكر وعمر وعثمان. من لم يحبهم فما هو مؤمن. وقال: أوثق أعمالي حبي إياهم. ثم إن عبدالرزاق لم ينفرد بهذه الرواية. بل لقد رويت من طرق أخرى كما تقدم في موضعها.
                    3- الحديث: 20. فيه أبو نعيم الفضل بن دكين، قال فيه الذهبي: حافظ حجة من غير غلو ولا سبة. وفيه أيضاً فطر بن خليفة المخزومي وقد رمي بالتشيع لكنه ثقة أيضاً. وقد ورد هذا المعنى من غير طريقهما أيضاً بطرق كثيرة عن ابن مسعود (حديث 26) وابن سعيد الخدري (4، 5، 31، 32 وغيرهما).
                    4- الحديث: 25. وفيه عبيد الله بن موسى ثقة من رجال الشيخين وقد رمي بالتشيع ولكن الطريق الآخر عند أبي نعيم وابن أبي شيبة ليس فيهما عبيد الله بن موسى. ولكن فيهما فطر بن خليفة وقد رمى بالتشيع. إلا أنه لم ينفرد به فقد تابعه زائدة بن قدامة وكان متشدداً في السنة حتى أنه ما كان يحدث رجلاً إلا بعد ما يعرفه أنه من أهل السنة.
                    5- الحديث: 26. وفيه أيضاً عبيد الله بن موسى وفطر بن خليفة. وهما في إسناد أبي داود ولكن إسناد ابن حبان ليس فيه أحد منهما ولا غيرهما ممن يرمى بالتشيع.
                    6- الحديث: 32. وفيه عوف الأعرابي وهو ثقة من رجال الشيخين وقد رمي بالتشيع ومع كونه ثقة يحتج به لم ينفرد بهذا المعنى. فقد ورد من طرق كثيرة عن أبي سعيد (4، 5، 31 وغيرها).
                    7- الحديث: 33. وفيه أيضاً عوف الأعرابي ولكن معناه قد ورد أيضاً من طرق أخرى.

                    وأما الآثار فهي أربعة، وهي:
                    رقم 10: وهو أثر علي بن أبي طالب وفيه عمار الدهني. وقال سفيان: قطع بشر بن مروان عرقوبه في التشيع. ولكنه ثقة وقد نص على توثيقه أحمد وابن معين وآخرون. ولم أعرف من تكلم فيه أحد منهم.
                    رقم 11: وهو أثر ابن عباس والظاهر أنه في المهدي العباسي وفيه فضيل بن مرزوق رمي بالتشيع وفيه لين من جهة حفظه أيضاً ولكن الرواية قد وردت من طريق آخر.
                    رقم 13: وهو أثر عبدالله بن عمرو وفيه الأجلح الكندي وعمار الدهني وقد رميا بالتشيع.
                    رقم 45: وهو أول أثر ابن سيرين وفيه أيضاً عوف الأعرابي وقد وثقه الأئمة كما سبق.
                    وهكذا عرفنا أن أغلب الأحاديث الثابتة في المهدي ليس في أسانيدها من رمي بالتشيع والروايات التي فيها من رمي بالتشيع فأكثرها لها شواهد من طرق أخرى. فزالت هذه الشبهة أيضاً. ولله الحمد.

                    (هـ) هل روايات المهدي من وضع كعب الأحبار ووهب بن منبه؟:
                    جرت عادة بعض الناس أنهم إذا سئلوا عن هذه المسائل التي تتعلق بأشراط الساعة والفتن والملاحم أجابوا بدون دراسة وتحقيق أنها من وضع كعب الأحبار وأمثاله من مسلمي اليهود (50).
                    ولكن الحقيقة أن الأمر خلاف ذلك في مسألة المهدي. فكل ما صح عندي من الأحاديث والآثار ليست فيها رواية واحدة لكعب الأحبار، ولا رواية عن طريقه. وأما الآثار التي رويت عنه فلم تصح أسانيدها إليه. ورواية واحدة فقد رويت عن طريق وهب بن منبه (الحديث: 6) وهو وإن كان من علماء التوراة والكتب السابقة لكنه ثقة في روايته ولم يتهم فيها وثقه العجلي والنسائي وأبو زرعة وابن حبان ولم يرد تضعيفه إلا من الفلاس وحده. ولم يذكر سبباً فهو جرح غير مفسر فلا يقبل بمقابل توثيق جمهور الأئمة ولذلك لم يلتفت العلماء إلى قوله. فقال ابن حجر: (ثقة) وقال الذهبي: (كان ثقة صادقاً كثير النقل من كتب الإسرائليات) فلا شك أنه حجة في روايته وأخباره. أما إذا نقل عن الإسرائليات فحكمه كحكم غيره.
                    (و) هل فكرة خلافة المهدي تخالف العقل السليم؟:
                    قال الأستاذ أحمد أمين: (حديث المهدي هذا حديث خرافة. وقد ترتبت عليه نتائج خطيرة في حياة المسلمين نسوق لك أهمها: ثم أضاف قائلاً (أحيط المهدي بجو غريب من التنبؤات والأخبار المغيبات والأنباء بحوادث الزمان. فعند آل البيت علم توارثوه عن أخبار الزمان إلى يوم القيامة وهناك الجفر وهو جلد ثور صغير مكتوب فيه علم ما سيقع لأهل البيت مروي عن جعفر الصادق في زعمهم. وهناك أخبار زعم مسلمة اليهود أنهم رأوها في كتبهم الدينية مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه في أحداث الدول وأعمارها إلى أن قال: (وكان لكل ذلك أثر سيئ في تضليل عقول الناس وخضوعهم للأوهام) (51). وقال أيضاً: نظرية المهدي وهي نظرية لا تتفق وسنة الله في خلقه ولا تتفق والعقل الصحيح. ولعل تقدم الناس في عقلهم ومعارفهم وتقدمهم في الحكم ونظامه وما ينبغي أن يكون، يقضي على البقية الباقية من هذه الخرافة (52).
                    ولكن قد تبين لنا من خلال دراستنا أن هذه الخرافات والتنبؤات التي يستبعدها العقل ويأباها القلب كلها مما لا تصح نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى الصحابة ولا إلى غيرهم من التابعين وأئمة المسلمين وهم برآء منها. فمنها ما هو ضعيف ومنها ما هو موضوع مختلق اختلقه القصاص أو المغرضون أو المتزلفون أو فئة دون فئة.
                    وأما ما صح عندنا نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو إلى أصحابه فليس فيه شيء واحد يستبعده العقل والقلب ولا يحتاج التقدم العلمي والاجتماعي والسياسي إلى إنكار ذلك. بل التقدم في حاجة ماسة إلى مثل هذه القيم والأخلاق في الساسة والحاكم. وهذه الأمور ليست محصورة في المهدي بل يجب أن يكون كل حاكم مسلم متصفاً بهذه الصفات النبيلة عملاً بقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وليس المهدي إلا أحد أولئك الذين يتأسون بأسوة النبي صلى الله عليه وسلم. إذاً فليس المهدي عجيبة من عجائب الدهر. وأي غرابة في أن أقول: (سيتولى أمر المسلمين في أواخر الأيام رجل من عترة النبي صلى الله عليه وسلم اسمه محمد بن عبد الله فيحكم بالعدل فيبارك له الله تعالى في حكمه وتعيش الأمة الإسلامية في عصره في نعمة ورخاء). ولا أرى فيه شيئاً يخالف سنة الله في خلقه. أما ما ثبت من نزول عيسى وقتله الدجال فهو من الحوادث الزمنية المختصة بذلك العصر وقد ثبت نزول عيسى وقتل الدجال بأدلة متواترة قطعية بحيث لا يبقى فيه مجال للشك أبداً.

                    (ز) هل روايات المهدي متعارضة؟:
                    قال السيد محمد رشيد رضا: (وأما التعارض في أحاديث المهدي فهو أقوى وأظهر والجمع بين الروايات فيه أعسر...) ثم ذكر بعض ما يرى من التعارض في الأخبار والآثار الواردة فيه. فمنها ما تدل على أنه محمد بن عبد الله أو أحمد بن عبد الله ومنهم من يرى أنه محمد بن الحسن العسكري ومنهم من يرى أنه محمد بن الحنفية وكذلك منهم من يزعم أنه علوي حسني ومنهم من يزعم أنه علوي حسيني ومنهم من يظن أنه عباسي. والكل يتشبث بآثار وأخبار (53). وذكر بعض الأمور التي اضطربت واختلفت فيه الروايات الواهية والموضوعة.
                    ولا غرابة في ذلك فإن علامات الخطأ أو الكذب أن يكون متعارضاً مختلفاً ونحن لا ننكر أن كثيراً من الأحاديث والآثار الواردة في هذا الموضوع ضعيف أو موضوع وإن تعارضت هذه الأخبار فلا تضر شيئاً تلك الروايات الثابتة فإنها ولله الحمد لا نجد فيها أي تعارض.
                    وليس من التحقيق والإنصاف أن ننكر كل ما ورد بدون تمييز. بل الحق أن ننزل كل شيء منزلته فننكر الخطأ ونقبل الصواب.

                    (ح) هل نظرية المهدي أنتجت الفتن والقلاقل؟:
                    قال الأستاذ أحمد أمين: (وكان من أثر ذلك الثورات المتتابعة في تاريخ المسلمين. ففي كل عصر يخرج داع أو دعاة كلهم يزعم أنه المهدي المنتظر ويلتف حوله طائفة من الناس.. ولو أحصينا عدد من خرجوا في التاريخ الإسلامي وادعوا المهدوية وشرحنا ما قاموا به من ثورات وما سببوا من تشتيت للدولة الإسلامية وانقسامها وضياع وقتها لطال بنا القول. ولم يكفنا كتاب مستقل) (54).
                    ولا شك أن كثيراً من الفتن قامت من جراء أدعياء المهدوية في عصور مختلفة وقد ذكرت كثيراً منهم في مقدمة هذا الكتاب، ولكن ليس الذنب فيه ذنب هذه الفكرة السليمة. بل العهدة فيه على أولئك الذين حاولوا استغلال هذه الفكرة من الطامعين في السلطة والحكم وعلى أولئك الغوغاء المتبعين لهم لجهالتهم وبعدهم عن التعاليم الإسلامية الصحيحة. فالعلاج ليس هو في إنكار هذه الفكرة من أساسها مع ثبوتها علمياً كما أن وجود أمثلة من الذين ادعوا النبوة كذباً وزوراً لا يحملنا على إنكار النبوة من أساسها. فالعلاج الحقيقي هو تثقيف الناس وتبيين الحقائق لهم كما هي في الواقع منزهة عن الشوائب العالقة والأكاذيب المدرجة والافتراءات الدخيلة وذلك لكي يكونوا على علم بالحقائق فلا يغتروا بمثل أولئك الأدعياء الذين يريدون أن يظهروا للناس كرامتهم وخوارقهم المزعومة لكي يثبتوا أن لهم عند الله تعالى منزلة عليا، وأن الملائكة والجن والرسل كلهم تحت أمرهم أو معهم. فلا شك أن معرفة الرجل المسلم بحقائق دينه وعقيدته كفيلة بأن تنقذه من كل هذه التضليلات والأكاذيب.

                    (ط) هل فكرة المهدوية تحمل الناس على التواكل وترك العمل؟:
                    يرى بعض المؤلفين أن من الآثار السيئة التي وجدت في المجتمع الإسلامي من جراء نظرية المهدي أن المسلمين مالوا إلى التواكل وترك العمل والتذمر والبكاء والعويل بدلاً من أن ينهضوا ويجتهدوا لإنشاء مجتمع إسلامي يسود فيه العدل والحق ولا يظلم فيه الضعيف ولا يطغى فيه القوي (55).
                    ولكن الواقع أن التاريخ الإسلامي الزاهر مليء بالحركات الإسلامية الصحيحة التي بذلت جهوداً عظيمةً لإعلاء كلمة الله في المجتمع وهذا باب واسع ولا أريد أن أدخل في تفاصيله ولا يخفى على من له إلمام بالتاريخ الإسلامي، وأرى أن فكرة المهدوية يمكن أن تكون من الحوافز والمشجعات لمثل هذه الحركات التي تريد رفع راية الحق والعدالة فإن كانت الشريعة الغراء يمكن أن تنفذ في عصر المهدي المنتظر فكذلك يمكن أن تنفذ قبل ذلك. فيجب على المسلمين أن يحاولوا ويبذلوا جهودهم في سبيله. ولئن وجد في المسلمين أناس أساءوا فهم هذه الفكرة فخطؤهم راجع إليهم وليس إلى الفكرة ذاتها.

                    (ي) هل خرافات المتصوفة صادرة عن فكرة المهدوية؟:
                    يرى الأستاذ أحمد أمين أن الصوفية إنما أخذوا خرافاتهم وأساطير مملكتهم الوهمية من الأقطاب والأوتاد والأبدال من نظرية المهدي (56).
                    ولا شك أن كثيراً من هذه الخرافات وغيرها يوجد لدى الصوفية، ولكننا لا نستطيع أن نقول إنهم تعلموها من فكرة المهدوية. فمصادر المعرفة في زعمهم كثيرة فمنهم من يزعم أنه يأخذ من الخضر عليه السلام، ومنهم من يزعم أنه يأخذ من اللوح والكرسي مباشرة. وتخيلاتهم في هذا الباب عجيبة ولا نستطيع أن نتهم فكرة المهدوية بهذه الأشياء. نعم إن بعضهم قد حاول استغلال هذه الفكرة وادعاء المهدية له لفرض سيطرته على عقول وقلوب الأتباع تحت شعار من القدسية والولاية. وسيأتي كلامنا معهم ومع غيرهم من المستغلين.

                    مع المستغلين لفكرة المهدوية:
                    لقد علمنا من خلال دراستنا لمقدمة هذا الكتاب أن محاولات كثيرة جرت في التاريخ لاستغلال هذه الفكرة للوصول إلى أغراض مختلفة وقد قامت على إثرها فتن واضطرابات كثيرة، حتى مال بعض الناس إلى إنكار هذه الفكرة من أساسها، وقام آخرون فحاولوا تعقيدها وإبعادها عن واقع الناس حتى أصبحت وكأنها قضية خيالية. وكلا الفريقين في تفريط أو إفراط.

                    كيف نقاوم هذا الاستغلال؟:
                    ولكن الصواب في نظري أن الطريقة الوحيدة للتخلص من هذه المشاكل هو إيجاد الوعي الشامل في صفوف العامة والخاصة وعرض الحقائق في حلتها القشيبة بعيداً عن أي إفراط أو تفريط، فلو قدمت للجماهير الإسلامية الأصول الصحيحة الثابتة لما استطاع أدعياء المهدوية وطلاب النفوذ والسلطة التوغل في نفوس الناس وأدمغتهم حتى يجروهم إلى هذه الفتن. ويمكن أن تلاحظ في سبيل ذلك أمور تبينت لي من خلال دراستي هذه الفكرة وهي كما يلي:
                    (1) لم أجد أي دليل في السنة الثابتة على أن المهدي يدعو الناس إلى الإيمان بمهديته.
                    (2) لم أجد أي دليل صحيح على أنه يجب على المسلمين أن يؤمنوا بمهدية رجل معين كما يجب عليهم الإيمان بنبوة الأنبياء المعينين.
                    ومثال ذلك أننا نعرف من السنة الصحيحة أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد للمسلمين أمر دينهم. ولكن مع ذلك لا أعرف أحداً من العلماء يرى أنه يجب على الناس الإيمان بمجددية أشخاص معينين. والأمر لا يعدو أن يكون المهدي واحداً من أولئك الذين يحيون شريعة الإسلام.
                    (3) لا حاجة لمن يريد أن يخدم الإسلام ويرفع رايته إيماناً واحتساباً أن يورط نفسه في مثل هذه الدعاوي، فإنه يستطيع أن يخدم دين الله بجهوده المخلصة إذا وفقه الله بدون هذه الدعاوي وأجره على الله وإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
                    (4) كما أن المسلمين ليسوا في حاجة إلى معرفة المهدي بالذات، بل يجب عليهم أن ينصروا الحق والعدل أياً كان مصدره وليس هذا الأمر خاصاً بالمهدي دون غيره.
                    (5) إن الأحاديث الثابتة في الباب لا تثبت أن المبشر به يلقب نفسه بالمهدي أو أنه يخاطب بالمهدي. ولذلك فمن الممكن جداً أن تكون الكلمة أُريد بها معناها اللغوي أي أنه يكون رجلاً صالحاً هداه الله إلى الحق كما ورد في بعض الروايات (وإمامهم رجل صالح).
                    وعلى هذا فلا يمكن الجزم بالمراد الحقيقي من هذه الأحاديث إلا بعد ظهور بعض العلامات التي لا يمكن أن تتكرر كخروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام. فكل من يدعي لنفسه المهدوية أو يوافق على ذلك فإن دعواه خير دليل على كذبه وتنم عن نواياه السيئة. فمن سولت له نفسه أو سول له الشيطان أن يدعي هذه الدعوى فعليه أن يُخرج الدجال ويُنزل عيسى بن مريم من السماء وإلا فهو كذاب أفاك.
                    وينبغي للمسلم الواعي الملتزم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن لا يخدع بالشعارات الجوفاء والهتافات البراقة، لأن أعداء الإسلام لا يتركون باباً ولا حيلةً لتضليل المسلمين وإثارة الفتن والمشاكل بينهم لتفريق كلمتهم وتمزيق وحدتهم ليضرب بعضهم بعضاً وتذهب ريحهم وتنتهي قوتهم وشوكتهم. وإن وسائل الإعلام العالمية المرئية والمسموعة والمقروءة والتي يسيطر على أكثرها من يُكن للمسلمين كل حقد وعداء، والتي تصل إلى كل بيت بل إلى كل أذن وكل عين، تسعى جاهدة لقلب الحقائق وتضليل المسلمين فتجعل الصادق كاذباً والكاذب صادقاً، فلا عجب إن حاول الأعداء استغلال فكرة المهدوية وحمل بعض المفسدين على ادعاء ذلك كما فعلت في الماضي مع القاديانية والبهائية. فلا ينبغي للمسلم أن يكون إمعة يتبع كل ناعق ويجري وراء كل كاذب.

                    وخاتمة القول:
                    إن خلافة المهدي حق. وإنه لابد أن يملك قبل قيام الساعة ولكن كثيراً من الأساطير والحكايات التي تحكى عنه باطلة ولا نصيب لها من الصحة فيجب على المسلم أن يكون على حذر من دينه وعقيدته ولا يترك للخرافات منفذاً للوصول والسيطرة على أفكاره ومبادئه.
                    كما يجب عليه أن لا يبادر بإنكار شيء بسبب بعض حوادث الاستغلال وسوء الفهم إلا بعد البحث والتحقيق. وإنما يقاوم الاستغلال بالتوعية الصحيحة الشاملة وعرض الحقائق كما هي والوقوف أمام الأطماع والأغراض السيئة.
                    والله أعلم وعلمه أتم وهو ولي التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
                    ــــــــــ
                    @ (1) انظر القول المختصر (124 ب) وكذلك مختصر تذكرة القرطبي والبرهان لعلي المتقي. في ذكرهم لعلامات المهدي المنتظر.
                    (2) انظر ما تقدم من كلام محمد فريد وجدي وغيره من المنكرين في مقدمة هذا الكتاب.
                    (3) تفسير المنار (9/499).
                    (4) ضحى الإسلام (3/277).
                    (5) المهدية في الإسلام (ص70).
                    (6) مقدمة ابن الصلاح مع التقييد والإيضاح (ص26).
                    (7) المصدر السابق (ص26).
                    (8) انظر تفصيل هذا المبحث في رسالة الشيخ عبد المحسن العباد (عقيدة أهل السنة والأثر) (ص156/157).
                    (9) انظر الإحسان (294 ب)، منهاج السنة (4/211)، تاريخ ابن خلدون (1/575).
                    (10) المنار المنيف (ص148).
                    (11) انظر الكفاية للخطيب البغدادي (ص178-186) لتفصيل هذه المسألة.
                    (12) نزهة النظر (ص75).
                    (13) الرفع والتكميل (ص58) وقد ذكرته بشيء من التفصيل في مقدمتي لكتاب الشجرة في أحوال الرجال، للإمام الجوزجاني.
                    (14) العلل للترمذي مع السنن (10/483).
                    (15) مسألة الاحتجاج بالشافعي (ص 388) من مجلة البحوث العلمية.
                    (16) نزهة النظر (ص 26).
                    (17) مسند أحمد بتحقيق أحمد شاكر (5/197).
                    (18) المصدر السابق (5/197- 1998).
                    (19) فضائل الشام ودمشق للربعي (ص 100).
                    (20) تاريخ ابن خلدون (المقدمة) (1/574).
                    (21) التمهيد (1/33)، معرفة علوم الحديث للحاكم (ص 135)، المخل في أصول الحديث للحاكم (ص 16).
                    (22) التمهيد (1/66)، معرفة علوم الحديث (ص 135).
                    (23) ميزان الاعتدال (1/27- 28).
                    (24) التقييد والإيضاح (ص 149)، فتح المغيث (1/304)، توضيح الأفكار (2/233).
                    (25) الكفاية (ص 195)، فتح المغيث (1/306).
                    (26) الكفاية (ص 194، 195).
                    (27) المصدر السابق (ص 195).
                    (28) الكفاية (ص 205).
                    (29) فتح المغيث (1/306).
                    (30) كتاب المجروحين (1/68)، الكفاية (ص 203).
                    (31) علوم الحديث (ص 103).
                    (32) اختصار علوم الحديث لابن كثير (ص 99).
                    (33) نزهة النظر (ص 52).
                    (34) التنكيل (1/42).
                    (35) تدريب الراوي (1/324).
                    (36) نزهة النظر (ص 52).
                    (37) الباعث الحثيث (ص 100).

                    (38) أما قولهم برد رواية المبتدع الداعية فقد اعترض عليه. قال ابن كثير: (وقد قال الشافعي أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من الرافضة لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم. فلم يفرق الشافعي في هذا النص بين الداعية وغيره. ثم ما الفرق في المعنى بينهما. وهذا البخاري قد خرج لعمران بن حطان الخارجي مادح عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي. وهذا من أكبر الدعاة إلى البدعة. والله أعلم. اختصار علوم الحديث (ص 100).
                    قال الخطيب: (إنما منعوا أن يكتب عن الدعاة خوفاً أن تحملهم الدعوة إلى البدعة والترغيب فيها على وضع ما يحسنها). الكفاية (ص 205) وذكر نحوه ابن حجر (نزهة النظر ص 52) والسيوطي تدريب الراوي (1/325) ومثل هذا لم تثبت له العدالة أصلاً فلا داعي لهذا القيد أيضاً.
                    (39) نزهة النظر (ص 53).
                    وعلق عليه ابن حجر فقال: (وما قاله متجه لأن العلة التي لها رد حديث الداعية واردة فيما إذا كان ظاهر المروي يوافق مذهب المبتدع ولو لم يكن داعية. والله أعلم).
                    وقد سبق عن ابن حجر ما يخالف هذا كما سيأتي.
                    وقد ناقش الجوزجاني الشيخ عبد الرحمن المعلمي بما ملخصه: إن الجوزجاني نفسه مبتدع منحرف عن علي وأصحابه ولهذا فهو شديد النقد في أهل الكوفة وهو مولع بالطعن في المتشيعين ويظهر أنه إنما يرمي بكلامه هذا إليهم. فإن في الكوفيين جماعة من جلة من الذين اتفق أئمة السنة على توثيقهم. فـأراد الجوزجاني أن يتخلص من مروياتهم فيما يتعلق بفضائل أهل البيت. التنكيل (1/45، 46، 47).
                    ثم وفقني الله لدراسة (حياة الإمام الجوزجاني ومنهجه في الجرح والتعديل) بتفصيل وتبين لي أن ما يتهم به هذا الإمام من النصب لم يثبت عنه وأنه لا يرى ترك رواية المبتدع إذا وافقت بدعته مطلقاً بل بشروط لا يختلف فيها عن بقية الأئمة: وقد ذكرت كل ذلك في كتابي (الإمام الجوزجاني ومنهجه في الجرح والتعديل مع تحقيق كتابيه الشجرة في أحوال الرجال، وأمارات النبوة) وقد طبع في عام 1411هـ فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
                    (40) وقد أجاب العراقي عن هذا فقال: قال أبو داود ليس من أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج ثم ذكر عمران بن حطان وأبا حسان الأعرج ولم يحتج مسلم بعبد الحميد الحماني إنما أخرج له في المقدمة وقد وثقه ابن معين. التقييد والإيضاح (ص 150). وهذا يقوي ما قلنا أن المدار على الثقة والعدالة لا على كونه داعية أو غير داعية.
                    (41) الكفاية (ص 201).
                    (42) الكفاية (ص 205/206).
                    (43) الكفاية (ص 206).
                    (44) شرح السنة (1/250).
                    (45) فتح المغيث (1/310).
                    (46) ميزان الاعتدال (1/5).
                    (47) نزهة النظر (ص 52).
                    (48) تهذيب التهذيب (1/94).
                    (49) الباعث الحثيث (ص 101).
                    (50) انظر ما قاله السيد محمد رشيد رضا في تفسير المنار (9/53، 54).
                    (51) ضحى الإسلام (3/244).
                    (52) المصدر السابق (3/245).
                    (53) تفسير المنار (9/501) وانظر أيضاً ما قاله الأستاذ أبو الأعلى المودودي في كتابه (ما هي القاديانية) (ص 159، 160).
                    (54) ضحى الإسلام (3/244).
                    (55) تفسير المنار (9/499) وما بعده، ضحى الإسلام (3/245).
                    (56) ضحى الإسلام (3/245). #
                    ............................





                    عبدالعليم عبدالعظيم البستوي


                    منقول عن الدرر السنية
                    http://www.dorar.net/lib/book_end/89

                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #25
                      الشكر الجزيل ودعاء خالص من القلب لك اخي صباحو
                      جزاك الله الخير ونفع بك الأمة
                      [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                      نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                      أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                      Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                      اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                      مدارك Perceptions

                      تعليق


                      • #26
                        أكبر مثارات الفساد والفتن عبر التاريخ



                        ومما أثير حول أحاديث المهدي أن دعوى المهدية كانت سبباً في إثارة الكثير من الفتن والمفاسد عبر التاريخ ، كما أن هذه الأحاديث قد أسهمت بشكل أو بآخر في تخدير المسلمين وهروبهم من واقعهم إلى التعلق بالأوهام والخيالات وانتظار المخلص الذي يظهر فجأة ليخلصهم من الظلم والطغيان ، وينشر العدل في العالمين .
                        والجواب أنه قد سبق أن خروج المهدي في آخر الزمان هو أمرٌ غيبي يتوقف التصديق به على ثبوت النص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقد ثبتت بذلك النصوص ، وحكم بثبوتها العلماء المحققون ، والجهابذة النقاد من أهل الحديث .
                        ووجود مدعين للمهدية عبر التاريخ حصل بسببهم العديد من الفتن والفساد ، لا يؤثر في التصديق بمن عناه الرسول - صلى اللّه عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة وهو المهدي الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه .
                        والواجب قبول الحق ورد الباطل لا أن يُرَد الحق ، ويُكَذَّب بالنصوص الثابتة من أجل أن هذه الدعوى تدثر بها بعض الجهلة والمبطلين .
                        والمتتبع لنصوص القرآن والسنة يجدها تأمر بالاجتهاد في العمل والأخذ بالأسباب في أمور الدنيا والآخرة ، وقيمة العمل من أعظم القيم التي جاء الإسلام لتقريرها وترسيخها في النفوس ، حتى مع يقين الإنسان بانتهاء الدنيا وقيام الساعة كما هو واضح من قوله - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أنس : ( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل )

                        وفي بعض الروايات إذا سمعت بالدجال وأنت على ودية تغرسها فلا تعجل أن تصلحها ، فإن للناس بعد ذلك عيشا )



                        ولا يوجد نص في القرآن والسنة يدل على أننا متعبدون بانتظار المهدي أو ترقبه ، أو توقف شيء من شعائر الإسلام على خروجه ، غاية ما في هذه الأحاديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم- بشَّر برجل من أهل بيته ، ووصفه بعدد من الصفات من أهمها أنه يحكم بالإسلام ، وينشر العدل بين الناس وليس أكثر من ذلك ، فليس في هذه الأحاديث أبداً ما يعفينا من تبعة التكاليف الشرعية والصبر والجهاد ، والعلم والعمل ، والسعي في الإصلاح والتغيير ، وعلى هذا درج الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، وتتابع عليه أئمة العلم على تعاقب العصور ، ومر الدهور ، ولم يفهم أحد منهم هذا الفهم السلبي ، فإذا فهم البعض هذه الأحاديث فهماً خاطئاً يدعو إلى القعود والكسل وترك العمل ، فلماذا نحمل هذه النصوص مسؤولية هذا الفهم المنحرف ؟! .
                        ثم إن أحاديث نزول عيسى نفسها قد يفهم منها البعض ما يدعوه إلى القعود والكسل، فهل نقول ببطلانها لأجل هذه الفئة أو تلك !!
                        فالخلاصة أنه من المجازفة أن يقال إن كل هذه الأحاديث التي رواها الأئمة ، وصنف فيها المصنفون ، وحكى تواترها جماعة ، واعتقد موجبها أهل السنة والجماعة ، لا أساس لها من الصحة ، أو أنها خرافة لا يقبلها العقل الصحيح ، وهل العقل إلا تابع للشرع في قضايا الغيب والاعتقاد ؟! وما قيمة الإيمان بالغيب إذا كنا كلما جاءنا نص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عرضناه على عقولنا ؟!. ، ورحم الله الإمام الزهري إذ يقول : " من الله الرسالة ، ومن الرسول البلاغ ، وعلينا التسليم "
                        [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                        نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                        أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                        Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                        اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                        مدارك Perceptions

                        تعليق


                        • #27
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          بعدما قدمنا
                          حقيقة مهدي أهل السنة المنتظر في ضوء الأحاديث النوبية والآثار الصحيحة وأقوال العلماء

                          نقدم لكم الان آراء الفرق المختلفة لكي لا نقع في الخطأ

                          عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة
                          إن من أبرز عقائد الشيعة والتي تكاد تمتلئ بها كتبهم عقيدة المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري، وهو الإمام الثاني عشر عندهم، وهم يطلقون عليه الحجة كما يطلقون عليه القائم.
                          ويزعمون أنه ولد سنة (255هـ)، واختفى في سرداب (سُرَّ من رأى) سنة (265هـ)، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان لينتقم لهم من أعدائهم , ولا يزال الشيعة يزورونه بسرداب (سُر من رأى) ويدعونه للخروج.
                          وقد صاحبت عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة خرافات وعقائد منحرفة خطرة.
                          ولما كان كثير من أهل السنة منخدعين بشعارات الشيعة في هذا الزمان مما يظهرونه من تقية ومداراة ، ويجهل كثير من الناس حقيقة اعتقادهم في مهديهم المنتظر؛ كان لزاماً تجلية حقيقة هؤلاء القوم وبيان معتقدهم المنحرف في عقيدة خروج المهدي المنتظر(
                          لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ))[الأنفال:42].

                          قال ابن القيم ( وقد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال ) :
                          1- أنه المسيح بن مريم.
                          2 - أنه المهدي الذي ولي من بني العباس, وقد انتهى زمانه.
                          3- أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان, وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً, وأكثر الأحاديث على هذا تدل .
                          4- وهو قول الرافضة الإمامية أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن، الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار الذي يورث العصا, ويختم الفضا، دخل سرداب سامراء طفلاً صغيراً من أكثر من خمس مائة سنة؛ فلم تره بعد ذلك عين, ولم يحس فيه بخبر ولا أثر، وهم ينتظرونه كل يوم؛ يقفون بالخيل على باب السرداب, ويصيحون به أن يخرج إليهم: أخرج يا مولانا! ثم يرجعون بالخيبة والحرمان، فهذا دأبهم ودأبه.
                          ولقد أصبح هؤلاء عاراً على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل .

                          مهدي الشيعة :
                          يعتقد الروافض أن إمامهم الحسن العسكري المتوفى سنة (260هـ) لم يمت عقيماً كما يقول التاريخ؛ بل له ولد، اختفى إثر ولادته... ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا وهم ينتظرون ظهوره، أي: منذ أكثر من أحد عشر قرناً.
                          وهذه العقيدة لا تزال موجودة في أذهان الروافض إلى اليوم رغم تقدم العلم، وتطور وسائل المعرفة، حتى إن آيتهم محمد باقر الصدر يقول: (كل ما في الأمر أنه عليه السلام يعيش بشخصية ثانوية متكونة من اسم مستعار، وعمل معين، وأسلوب في الحياة غير ملفت للنظر، ولا يمت إلى الإمامة والقيادة بصلة ). أي: أنه يعيش بين الناس باسم مزور، وهو عندهم الحاكم على المسلمين، وكل من تولى على العالم الإسلامي من خلفاء على امتداد التاريخ فهم طواغيت، ومن تابعهم من المسلمين فهو في عداد المشركين.
                          وهذه العقيدة منذ سنة (260هـ) إلى اليوم هي أساس مذهب الروافض، ويهتم بها آيات الرافضة ومراجعها، حتى إنهم يعدون منكرها أكفر من إبليس ؛ إذ بها يستمدون القداسة بين شيعتهم، وبواسطتها يأخذون الأموال من أتباعهم باسم (
                          خمس الغائب)، وعن طريقها يدَّعون الصلة بأهل البيت ، وقد اضطروا للقول بهذه العقيدة البعيدة عن العقول ؛ لأنهم قد حصروا الإمامة بأولاد الحسين وبأشخاص معينين منهم، على اختلاف بينهم في تحديد الإمامة.
                          ولكنهم فوجئـوا في سنة (260هـ) بوفاة الحسن العسكري -وهو الإمام الحادي عشر عندهم- عقيماً ، فافترقوا في هذا وتحيروا ، حتى بلغت فرق شيعة الحسن العسكري أربع عشرة فرقة ، كما يقول النوبختي ، أو خمس عشرة فرقة ، كما يقول القمي ، وهما من الرافضة ، وممن عايش تلك الأحداث ؛ إذ هما من شيوخهم في القرن الثالث.
                          وساد الشك أوساط الشيعة وغلبت عليهم الحيرة ؛ ذلك أنهم قد قالوا لأتباعهم: إن الإمامة هي أصل الدين وأساسه، حتى جاء في نصوص (الكافي) -أصح كتاب عندهم في الحديث والرواية- (أنها أعظم أركان الإسلام) (وأنها أهم من النبوة) ، (
                          وأن الأرض لا تخلو من إمام لحظة واحدة، ولو بقيت الأرض بغير إمام لساخت). (ولو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها، كما يموج البحر بأهله) ؛ بل قالوا: (إن القرآن لا يكون حجة إلا بقيّم) ، وهو الإمام. (والإجماع لا حجة فيه، وإنما الحجة في قول الإمام) ، (والوحي لم يتوقف بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كما أجمع المسلمون؛ بل استمر؛ لأن قول الإمام -بزعمهم- كقول الله)، حتى قال شيخهم المازندراني: (يجوز لمن روى حديثاً عن الإمام أن يقول فيه: قال الله)
                          وكل هذه الدعاوي -وغيرها كثير- تشتمل عليها عقيدتهم في الأئمة؛ ثم فجأة يسقط هذا الأساس، وتتهاوى معه مزاعم الرافضة، وينكشف الأمر أمام الأتباع، وتتضح الحقيقة لكل ذي عينين بوفاة الإمام بلا عقب، حتى قالت كتب الفرق عندهم بأنه مات: (ولم ير له خلف، ولم يعرف له ولد ظاهر، فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه) . فبدأت التنظيمات السرية تعمل لتفادي هذا الخطر المحدق قبل أن ينفرط سلك الأتباع ، ويموت المذهب.
                          وتحكي كتب الفرق عندهم تباين اتجاهاتهم في الخروج من هذا المأزق؛ فمنهم من قال: (
                          إن الحسن بن علي حي لم يمت، وإنما غاب، وهو القائم، ولا يجوز أن يموت، ولا ولد له ظاهر؛ لأن الأرض لا تخلو من إمام).
                          وذهبت فرقة أخرى إلى الاعتراف بموته، ولكنها قالت: (
                          بأنه حي بعد موته، وهو غائب الآن وسيظهر) . بينما فرق أخرى حاولت أن تنقل الإمامة من الحسن إلى أخيه جعفر، وأخرى أبطلت إمامة الحسن بموته عقيماً . وطائفـة أخـرى -وهم المسمون بالشيعة اليوم- زعموا بأن للحسن العسكري ولداً: (وكان قد أخفى –أي: الحسن- مولده، وستر أمره، لصعوبة الوقت، وشدة طلب السلطان له... فلم يظهر ولده في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته) .
                          وهذا الولد المزعوم والذي يقول التاريخ بأنه لا حقيقة له هو الذي يزعم آيات الشيعة أنهم نوابه.


                          عقيدتهم في منكر المهدي:
                          يقول محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق: (واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله)
                          وينقل حديثاً منسوباً إلى الإمام الصادق أنه قال:[[ المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا ]].
                          ونسب أيضاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { الأئمة من بعدي اثنا عشر، أولهم: أمير المؤمنين علي بن أبى طالب، وآخرهم: القائم، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي، من أنكر واحداً منهم فقد أنكرني }.

                          لا جهاد عند الشيعة إلا بحضور المهدي:
                          من الحقائق التي لا يعرفها كثير من الناس هي: أن الجهاد في المذهب الشيعي محرَّم إلى خروج إمامهم الثاني عشر.
                          روى الكليني في "الكافي" عن أبي عبد الله قال:[[ كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل ]]
                          وفي "مستدرك الوسائل" عن أبي جعفر قال: [[ كل راية ترفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت ]] .

                          صفة خروج المهدي في آخر الزمان عند الشيعة:
                          1- يخرج عن يمينه جبريل وعن شماله ميكائيل:
                          رويَ عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال:[[ كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة فـي خمسة آلاف من الملائكة؛ جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديـه، وهـو يفرّق الجنـود فـي الأمصار ]] .

                          2- المهدي يظهر عرياناً: روى الشيخ الطوسي والنعماني عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال:
                          [[ إنّ من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عارياً أمام قرص الشمس ]] .

                          3- عندما يخرج المهدي ينادي الله باسمه العبراني:
                          جاء في كتاب الغيبة للنعماني: [[ إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر ]] .

                          4- عندما يخرج المهدي يجتمع إليه الشيعة من كل مكان:
                          جاء في بحار الأنوار عن أحد موالي أبي الحسن عليه السلام قال: [[ سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: (( أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا ))[البقرة:148]، قال: ذلك والله أن لو قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان ]]
                          وهذا الاجتماع لا يقتصر على الأحياء فقط، بل حتى الأموات يحيون ويخرجون من قبورهم ملبين نداء القائم المنتظر!
                          روى الحر العاملي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل: [[ كم يملك القائم (عج)؟ قال: سبع سنين بطول الأيام والليالي حتى تكون السنة من شيعته مقدار عشر من سنينكم هذه، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشر أيـام من رجب مطراً لم ير الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم من قبورهم فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب ]]

                          5- مهدي الشيعة يستفتح المدن بتابوت اليهود:
                          جاء في كتاب الرجعة للإحسائي:(ويخرج الله التابوت الذي أمر به أرميا أن يرميه في بحيرة طبريا بقية مما ترك آل موسى وآل هارون ورضاضة اللوح وعصا موسى وقبا هارون وعشرة أصواع من المن وشرايح السلوى التي ادخرها بنو إسرائيل لمن بعدهم فيستفتح بالتابوت المدن كما استفتح به من كان قبله).

                          6- مهدي الشيعة تنبع له عينان من ماء ولبن:
                          جاء في كتب الشيعة أنه عندما يخرج المهدي ستنبع له في الكوفة عينان من ماء ولبن، وأنه يحمل معه حجر موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً، فكلما أراد الطعام أو الشراب نصبه.
                          روى المجلسي عن أبي سعيد الخرساني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال:[[ إذا قام القائم بمكة وأراد التوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً، ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً فلا ينزل منزلاً إلا نصبه، فانبجست منه العيون، فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظمآن روي، فيكون زادهم حتى ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة، فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائماً، فمن كان جائعاً شبع ومن كان عطشاناً روي ]] .

                          7- في عهد المهدي يصير للرجل من الشيعة قوة أربعين رجلاً ويمد لهم في أسماعهم وأبصارهم:
                          جاء في "الكافي" عن أبي ربيع الشامي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:[[ إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه ]]
                          وفي بحار الأنوار عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: [[ إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً، ويكونون حكام الأرض وسنامها ]] .


                          الأعمال التي يقوم بها المهدي إذا خرج عند الشيعة:

                          أولاً: يقوم على الناس بالقتل والسبي بلا شفقة أو رحمة:
                          روى محدثهم محمد بن الحر في "وسائل الشيعة" عن الحسن بن هارون قال:[[ كنت عند أبي عبد الله جالساً فسأله معلى بن خنيس: أيسير الإمام القائم بخلاف سيرة علي؟ قال: نعم، وذلك أن علياً سار بالمنّ والكف؛ لأنه علم أن شيعته سيُظهر عليهم، وإن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي؛ لأنه يعلم أن شيعته لن يُظهر عليهم من بعده أبداً ]] .
                          وينقل علامتهم آية الله الحاج ميرزا محمد تقي الأصفهاني في كتابه "مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم" عن تفسير علي بن إبراهيم القمي في قوله تعالى: (( فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ))[الطارق:17] (لوقت بعث القائم فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس ) .

                          ثانياً: تخصيص المسلمين بالقتل:
                          وقد وردت في كتبهم نصوص كثيرة تخصص المسلمين بالقتل -كما سيأتي-، ولذا اعترف آيتهم الصدر بأن ظاهر رواياتهم أن كثرة القتل مختصة بالمسلمين .

                          ثالثاً: الإثخان في القتل والاستئصال الشامل للبشرية:
                          ومهدي الروافض الذي تحلم بمجيئه وتتوقع خروجه شيوخهم وآياتهم سيقوم بعملية قتل شامل، وإفناء كامل للناس لا يسلم منه إلا القليل، وهم الرافضة، ففي نصوصهم عن أئمتهم المعصومين:[[ لا يكون هذا الأمر حتى يذهـب تسعة أعشار الناس ]] .
                          قال آيتهم محمد باقر الصدر: (أقول: والمراد من هذا الأمر: ظهور المهدي .

                          رابعاً: يضع السيف في العرب وفي قريش خاصة
                          روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في "الجفر الأحمر" وهو قَتلُهم .
                          وروى أيضاً:[[ ما بقي بيننا وبن العرب إلا الذبح ]].
                          وروى أيضاً: [[ اتقِ العرب، فإن لهم خبر سوءٍ، أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد ]] .
                          وفي "الغيبة" للنعماني و"تاريخ ما بعد الظهور" للصدر عن أبى عبد الله قال: [[ إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ]] .
                          وفي "الغيبة" عن أبي عبد الله قال: [[ ما بقى بيننا وبين العرب إلا الذبح، وأومأ بيده إلى حلقه ]] .

                          خامساً: قتل أهل السنة:
                          يخرج قائمهم أو من يقوم بمهمته (موتوراً غضبان أسفاً.. يجرد السيف على عاتقه) فيحصد أهل السنة الذين تلقبهم وثائق الرافضة "بالمرجئة" حتى قالوا: (ويح هذه المرجئة إلى من يلجئون غداً إذا قام قائمنا) ، (يذبحهم والذي نفسي بيده! كما يذبح القصاب شاته) .
                          وأحياناً تلقبهم بالمخالفين وتقول عنهم: (ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب ؛ إن الله قد أحل لنا دمائهم عند قيام قائمنا).
                          وحيناً تسميهم بالنواصب وتقول: (فإذا قام قائمنا عرضوا كل ناصب عليه فإن أقر بالإسلام -وهي الولاية- وإلا ضربت عنقه، أو أقر بالجزية فأداها كما يؤدي أهل الذمة).

                          سادساً:قتل الشيعة غير الغلاة:
                          ولا يكتفون بقتل أهل السنة؛ بل إن قائمهم يتتبع الشيعة الزيدية غير الغلاة فيقتلهم.
                          تقول نصوصهم: [[ إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس –كذا- يدعون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ]] .

                          سابعاً:قتل الأسرى والجرحى:
                          ومهديهم لا يرحم أحداً ولو كان أسيراً ، أو جريحاً ، أو مولياً فارا ً، وإن كان من المسلمين ، لأنه لا إسلام عندهم إلا مذهب الروافض .
                          يقول النص:[[ القائم له أن يقتل المولي ويجهز على الجريح ]] .

                          ثامناً: يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي:
                          روى المجلسي: ( إن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه ، والمسجد النبوي إلى أساسه).
                          وبين المجلسي:(أن أول ما يبدأ به -القائم- يُخْرِجُ هذين –يعني: أبا بكر وعمر- رَطْبَيْنِ غَضَّيْنِ، ويذريهما في الريح، ويكسر المسجَد) .
                          يقول آيتهم وشيخهم المعاصر حسـين الخراساني: (إن طوائف الشيعة يترقبون من حين لأخر أن يوماً قريباً آتٍ يفتح الله لهم تلك الأراضي المقدسة...) .
                          فهو يحلم بفتحها وكأنها بيد الكفار ، ذلك أن لهم أهدافهم المبيتة ضد الديار المقدسة .

                          تاسعاً: مهدي الشيعة يقيم الحد على أبي بكر وعمر ويهدم الحجرة النبوية:
                          ففي "بحار الأنوار" (53/104-105) أن منتظرهم يقول: [[ وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان، فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الأول، فينادي منادي الفتنة من السماء: يا سماء! انبذي، ويا أرض! خذي ، فيومئذٍ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن –أي: شيعي- ثم يكون بعد ذلك الكرة والرجعة ]].
                          وهذا نص آخر يقول: [[ هل تدري أول ما يبدأ به القائم؟ أول ما يبدأ به يخرج هذين -يعني: خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم- رطبين غضين فيحرقهما، ويذريهما في الريح، ويكسر المسجد ]] .

                          عاشراً: يقيم الحدّ على أم المؤمنين عائشة رصي الله عنها:
                          فعن أبي جعفر قال: [[ أما لو قام قائمنا وردت إليه الحميراء، حتى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمـة ]] .

                          حادي عشر: يقيم حكم آل داود:
                          عقد الكليني باباً في أن الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود، ولا يسألون البينة، ثم روى عن أبي عبد الله قال :[[ إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان، ولا يَسأَلُ بَيِّنَةً ]] .

                          ثاني عشر: يخرج المهدي المنتظر بقرآن جديد وهو مصحف فاطمة، زعموا:
                          روى شيخهم محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد في "الإرشاد" عن أبي جعفر قال:[[ إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط يعلم فيها القرآن على ما أنزل، فأصعب ما يكون عليّ من حفظه اليوم ؛ لأنه يخالف فيه التأليف ]] .
                          وروى شيخهم النعماني في كتاب "الغيبة" عن علي عليه السلام قال:[[ كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل. قلت -أي: الراوي: يا أمير المؤمنين! أو ليس هو كما أنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما تُرك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله وآله؛ لأنه عمه ]]
                          ونقل شيخهم محمد بن محمد صادق الصدر في "تاريخ ما بعد الظهور" عن أبي عبد الله أنه قال: [[ .. لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد ]] .
                          وعن الإمام جعفر الصادق قال: [[ إذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي ]] .

                          ثالث عشر: يقتل الناس بين الركن والمقام:
                          ففي "بحار الأنوار": أنّ أبا عبد الله قال:[[ كأني بحمران بن أعين، وميسر بن عبد العزيز، يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة ]] .
                          ولاشك بأن تحديد موضع القتل العام بالمسجد الحرام وبين الصفا والمروة يدل دلالة أكيدة على أن المقصود بالقتل هم المسلمون؛ بل حجاج بيت الله الحرام، وأن هذا ما يحلمون به ويخططون له!
                          وما جرى على أرض البلد الطاهر في عام (1407هـ) هو فيما يبدو تمهيد لهذه الخطورة، وتخطيط لهذا العمل، ولكن خيب الله سبحانه آمالهم. كما أن ما قام به القرامطة من قتل الناس في الحرم هو تطبيق لهذا المبدأ، كما تجد أخبار ذلك في حوادث سنة (317هـ) في كتب التاريخ, وانظر البداية والنهاية أحداث سنة (317هـ).

                          رابع عشر: قطع أيدي وأرجل المشرفين على الحرم:
                          يقول النص:[[ كيف بكم –يعني: الحجبة على الكعبة كما يعبر النص- لو قد قطعت أيديكم وأرجلكم وعلقت في الكعبة؛ ثم يقال لكم: نادوا: نحن سراق الكعبة ]] .
                          ونص ثانٍ يقول: [[ إذا قام المهدي هدم المسجد الحرام... وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة، وكتب عليها: هؤلاء سرقة الكعبة ]] .

                          خامس عشر: رجوع الناس إلى الحياة في عهده -عقيدة الرجعة-:
                          أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليه السلام. وروى الحر العاملي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل: [[ كم يملك القائم (عج) قال: سبع سنين بطول الأيام والليالي حتى تكون السنة من شيعته مقدار عشر من سنينكم هذه، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادي الآخـرة وعشر أيام من رجب مطراً لم ير الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم من قبورهم ، فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب ]].
                          وفي (الرجعة) يخيّر الشيعي بين المقام في قبره مكرماً وبين الرجعة! ويقال له: [[ يا فلان! هذا إنه قد ظهر صاحبك، فإن تشأ أن تلحق به فالحق وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم ]] .

                          سادس عشر: نزع الحجر الأسود من الكعبة:
                          يقول النص: [[ يا أهل الكوفة! لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحد من فضل؛ مصلاكم بيت آدم وبيت نوح، وبيت إدريس، ومصلى إبراهيم... ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه ]].
                          وقد تم تطبيقه على يد القرامطة حيث اقتلعوا الحجر الأسود -في أحداث سنة 317هـ- وحملوه إلى البحرين ؛ ثم نقلوه بعد ذلك إلى الكوفة. وقد بقى عندهم قرابة اثنتين وعشرين سنة.
                          وكما يقول شيخهم وأحد آياتهم في هذا العصر:(إن المهدي يبدأ بغزو العالم انطلاقاً من الكوفة ، وذلك بإرسال السرايا ، وبث الجيوش المتكاملة للقيـام بهذه المهمة) .
                          وهم يقولون في نصوصهم: [[ إن الكوفة حرم الله، وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم، وحرم أمير المؤمنين، وإن الصلاة فيها بألف صلاة والدرهم بألف درهم ]]. ولذلك هم يعظمون كربلاء على البلد الحرام -مكة المحروسة- زادها الله تشريفاً وتعظيماً.

                          علاقة المنتظر عند الشيعة بالدجال:
                          تقدم أنه من الثابت عند أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم بشّر بوجود رجل من أهل بيته سيخرج في آخر الزمان وهو من علامات القيامة الكبرى لقبه المهدي ، وعلى يديه سينتصر أهل الإسلام على خصومهم من يهود ونصارى وغيرهم ، وهو رجل سيملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وجود علم آخر من أعلام الساعة ألا وهو المسيح الدّجّال ، وأنّ ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصف الدّجّال هو عين حقيقة الرّجل الذي ينتظره الشيعة الرّوافض ويسمّونه المهدي ، وهو كذلك نفس الرجل الذي ينتظره اليهود ويعتقدون فيه الخلاص والذي سيرفع أمرهم. فنحن أمام حقيقتين هما:

                          الحقيقة الأولى: حقيقة المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم، وليس هو عيسى بن مريم عليه السلام الذي سينزل في آخر الزمان في زمن المهدي أثناء قتاله مع الدّجال.

                          الحقيقة الثانية: حقيقة المنتظر عند الشيعة الرّوافض ، أو المسيح الدجال عند أهل السنة ، أو ملك اليهود المنتظر، وأنّ أوصاف هؤلاء الثلاثة تنطبق على شخص واحد ، فهي ثلاثة أسماء لشخص واحد. وهـذا قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى).
                          والحديث لن يكون عن مهدي السنة ، ولا عن عيسى عليه السلام, ولكن سيكون الحديث عن الحقيقة الثانية إن شاء الله تعالى.


                          بيان ارتباط المذهب الشيعي باليهود:
                          ارتباط المذهب الشيعي بالعقيدة اليهودية اكتشافه ليس وليد اليوم ولا هو من إفرازات الفكر التآمري الذي صار مصدر هزء عند أكثر الناس، بل إن الأئمة الأوائل قد كشفوا هذا الارتباط وتحدّثوا عنه قبل وجود تهمة الفكر التآمري ، والتي صارت كافية عند البعض في إسقاط أي معلومة أو أي استنتاج ، وكأنّ معاداة أعداء الله تعالى من يهود ونصارى وأذناب لهما قد توقّفت عند زمن شعارات الإنسانية

                          فهذا الإمام الشعبي رحمه الله قد أخبر (الخشبيّة: طائفة من الشّيعة كانت ترفض القتال بالسيف ، ويحمل أتباعها سيوفاً من خشب) ، وقد حدّث أصحابه عن صلة العقيدة بين الشيعة واليهود.
                          قال مالك بن مغول: (قلت للشعبي: ما ردّك على هؤلاء القوم ، قال: رأيتهم يأخذون أعجازاً لا صدور لها ، ثمّ قال لي: يا مالك! لو
                          أردت أن يعطوني رقابهم أو يملؤا لي بيتاً ذهباً أو يحجّوا إلى بيتي هذا على أن أكذب على عليّ رضي الله عنه لفعلوا ، ولا والله ! لا أكذب عليه أبداً . يا مالك ! إني قد درست الأهواء فلم آت فيها أحمق من الخشبية ، فلو كانوا من الطّير لكانوا رخماً ، ولو كانوا من الدّواب كانوا حمراً... يريدون أن يغمصوا دين الإسلام كما غمص بولس بن يوشع ملك اليهود دين النصرانية... منهم عبد الله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء... يا مالك ! إنّ محنتهم محنة اليهود).
                          وقد حاول بعض الشيعة المعاصرين وهو مرتضى العسكري في كتاب له سمّاه (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى) أن ينفي وجود هذه الشخصية، مع أن كثيراً من علماء الشيعة على إثبات شخصية ابن سبأ.
                          فهذا القمي في كتابه (المقالات والفرق) يقر بوجوده ويعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته ، وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة . وقال به النوبختي في كتابه (فرق الشيعة).
                          وقال به الكشي في كتابه المعروف (رجال الكشي) والاعتراف سيد الأدلة ، وهؤلاء جميعهم من كبـار شيوخ الشيعة.

                          السمات اليهودية لمهدي الشيعة المنتظر:
                          أولاً: مهدي الشيعة سيحكم بشريعة داود وآل داود وبتوراة موسى كما تقدم:
                          قد تقدم ما جاء في كتاب (الحجة من الأصول) وفي (الكافي) قول الكليني: (باب في الأئمة عليهم السلام أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة عليهم السلام والرّحمة والرضوان).
                          وواضح من هذه النصوص الشّيعية التي قدمناها أن حكم المهدي الشيعي سيكون بشريعة داود عليه السلام ، وهو ردّ على زعم أنّ مقصد الكلام هو إقامة الحق فقط لا شريعة داود عليه السلام ، والمغايرة بين شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وبين شريعة آل داود عليه السلام معلومة واضحة ؛ قال تعالى:(( لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنهَاجًا ))[المائدة:48].

                          ثانياً: مهدي الشيعة المنتظر يتكلم العبرانية:
                          تقدمت الرواية التي جاءت في كتاب (الغيبة) للنعماني:[[ إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني... ]].

                          ثالثاً: اليهود من أتباع المهدي الشيعي المنتظر:
                          روى الشيخ المفيد في (الإرشاد) عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قال: [[ يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً من قوم موسى ، وسبعة من أهل الكهف ، ويوشع بن نون ، وسليمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً ]].
                          وواضح من النص أن القصد هم قوم موسى ، وأما البقية ممّن ذكروا فمن أجل التّمويه فقط . وقد تقدمت الرواية أنه لا يكون معه أحد من العرب.
                          وبهذا نخلص إلى أن مهدي الشيعة:
                          1- يحكم بشريعة آل داود ، وبقرآن جديد ليس هذا الذي بين أيدينا.
                          2- لسان المهدي هو العبرانية.
                          3- أتباعه من اليهود.
                          4- أعداء المهدي المنتظر عند الشيعة هم العرب وقريش خاصة، وتقدمت الرواية أنه لن يكون من أنصاره أحد من العرب.
                          5- أنه يستفتح المدن بتابوت موسى، كما تقدم.

                          وماذا بعد هذا؟!
                          فهذا جزء يسير مما عند هؤلاء القوم من عقائد فاسدة ومنحرفة فهل يتنبه أهل السنة لما يحدق بهم من خطر عظيم؟
                          فتخيل أيها المسلم! لو قامت قائمة لهذه الطائفة وصارت لها قوة ومنعة ما ينتظر المسلمين من بلاء عظيم وشر مستطير، وأكبر شاهد على ذلك ما يحدث في بلاد الرافدين من قتل وسفك لدماء أهل السنة وتهجير وقمع لا يعلم به إلا الله .
                          وقد شهد الإمام الشوكاني رحمه الله بذلك ، وهو ممن عرف الروافض وعاش بينهم فقال: (لا أمانة لرافضي قط على من يخالفه في مذهبه، ويدين بغير الرفض ؛ بل يستحل ماله ودمه عند أدنى فرصة تلوح له؛ لأنه عنده مباح الدم والمال ، وكل ما يظهره من المودة فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة).
                          ولذلك فهم لا يتورعون عن اقتراف أي جريمة في المجتمع الإسلامي إذا أمنوا العاقبة ؛ لأن غيرهم لا حرمة له ، ولا أمان ، وهذا ما يعرفه من عاش بينهم .
                          قال الشوكاني رحمه الله:(وقد جربنا وجرب من قبلنا فلم يجدوا رجلاً رافضياً يتنـزه عن محرمات الدين كائناً ما كان ، ولا تغتر بالظواهر، فإن الرجل قد يترك المعصية في الملأ ، ويكون أعف الناس عنها في الظاهر، وهو إذا أمكنته فرصة انتهزها انتهاز من لا يخاف ناراً ، ولا يرجو جنة).
                          ثم استشهد على ذلك ببعض مشاهداته الشخصية فقال: (وقد رأيت منهم من كان مؤذناً ملازماً للجماعات فانكشف سارقاً . وآخر كان يؤم الناس في بعض مساجد صنعاء ، وله سمت حسن وهدي عجيب وملازمة للطاعة ، وكنت أكثر التعجب منه ، كيف يكون مثله رافضياً! ثم سمعت بعد ذلك عنه بأمور تقشعر لها الجلود ، وترجف منها القلوب . ثم ذكر رافضياً ثالثاً ، وقال: كنت أعرف عنه في مبادئ أمره صلابة وعفة، فقلت: إذا كان ولابد من رافضي عفيف فهذا ؛ ثم سمعت منه بفواقر، نسأل الله الستر والسلامة).
                          ومهما بذل المسلم لهم من المال ، أو أسدى من المعروف ، أو قدم من البر والصلة فإنه لا يستطيع أن يزيل ذلك الحقد الأسود المرير، أو يمتص تلك الضغينة ، أو يذيب جبالاً من الكراهية والبغضاء غرستها تربية الأيام والليالي في الصغر، وكونتها آلاف من الصفحات السود في مدونات جعلوا لها صفة القداسة ، وصاغتها مناسك الزيارات وأدعيتها، وليالي الحسينيات ، وتمثيليات العزاء في المحرم مما لا يخطر على بال من لم يخض في تراث الروافض وواقعهم.
                          ولذلك قال من جرب الحياة معهم: (وقد جربنا هذا تجريباً كثيراً فلم نجد رافضياً يخلص المودة لغير رافضي وإنْ آثره بجميع ما يملكه، وكان له بمنـزلة الخول ، وتودد إليه بكل ممكن ، ولم نجد في مذهب من المذاهب المبتدعة ولا غيرها ما نجده عند هؤلاء لمن خالفهم).
                          ويبدو أن هذا اللون من العداء لغيرهم قد أثر على علاقاتهم مع بعضهم، أو أصبح طبيعة لهم ، وقد شهدت نصوص عندهم بهذا ، وأشارت إلى البون الكبير بين ما عليه أهل السنة من صدق وأمانة ووفاء ، وما عليه الروافض من سلوك إجرامي وخلق رديء، حتى قال أحدهم -ويدعى عبد الله بن كيسان- لإمامه: (إني نشأت في أرض فارس، وإنني أخالط الناس في التجارات وغير ذلك ، فأخالط الرجل فأرى له حسن السمت ، وحسن الخلق ، وكثرة الأمانة ؛ ثم أفتشه فأتبينه عن عداوتكم -يعني: أنه من أهل السنة- وأخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق ، وقلة أمانة وزعارة ثم أفتشه فأتبينه عن ولايتكم) ، يعني: من الروافض.
                          فإذا كانت هذه علاقاتهم مع بعضهم وعدوانهم على بني جنسهم فهم على مخالفيهم أشد وأنكى ، ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (أنهم يقولون: أنتم -يعنون أهل السنة- تنصفوننا أكثر مما ينصف بعضنا بعضاً).
                          وهم حين يعيشون في دول سنية أو دول لا تدين بمعتقدهم يتجه جهدهم إلى العمل والتخطيط للتمكين لمذهبهم وبني جنسهم، وإلحاق الضرر بغيرهم .


                          المصدر
                          فرسان السنة






                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #28

                            الرد على شبهات الشيعة وقولهم بتواتر ولاادة المهدي في كتب اهل السنة

                            شبهة رقم [1]
                            يقول الرافضي
                            تحفة الطالب
                            بمعرفة من ينتسب الى عبد الله وال ابي طالب
                            ص54

                            الامام محمد المهدي
                            وأما ولده محمد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم فهو
                            الثاني عشر من الائمه
                            ولد يوم الجمعه منتصف شعبان سنه وخمس وخمسين ومائتين
                            وكنيته ابا القاسم والقابه -الحجه والخلف الصالح والقائم والمنتظر وصاحب الزمان واشهرها المهدي

                            وصفته شاب -ربعه-حسن الوجه والشعر-اقنى الانف اجلى الجبه
                            والشيعه يقولون انه دخل السرداب

                            انتهى كلام الرافضي

                            الجواب

                            لم يستطع الرافضة إثبات ولاادة مهديهم المنتظر من صحاح الكتب عند اهل السنة والجماعة فذهبوا الى كتب التاريخ الغير موثقة والتي لااسانيد لها

                            وكتاب تحفة الطالب الذي يستشهد به الرافضة يصف مهدي الشيعة بأنه الأمام الثاني عشر وانه الحجة والمنتظر وان اسمه محمد الحسن العسكري والمعروف ان اسم مهدي اهل السنة هو محمد بن عبدالله كما جاء بالروايات الصحيحة وانه لم يولد كما ان اهل السنة لا يوجد عندهم 12 امام
                            الوثيقة







                            يقول المؤلف اثبتت لنا الكتب التاريخية ! هل نأخذ بكتب التاريخ أم بأحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام التي بين ايدينا ؟



                            اسم مهدي اهل السنة هو محمد بن عبدالله
                            سنن الترمذي- كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- باب ما جاء في المهدي

                            - حدثنا : ‏ ‏عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار ‏ ،حدثنا : ‏ ‏سفيان بن عيينة ‏ ‏، عن ‏ ‏عاصم ‏ ‏، عن ‏ ‏زر ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏،عن النبي ‏ صلى الله عليه وسلم‏ ‏قال :‏يلي رجل من أهل بيتي ‏ ‏يواطئ ‏‏إسمه إسمي، ‏قال عاصم ‏: ‏وأخبرنا : ‏ ‏أبو صالح‏ ‏، عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال : ‏ ‏لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي ‏، ‏قال ‏أبو عيسى ‏: ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح.

                            الرابط:
                            http://hadith.al-islam.com/Page.aspx...ID=26&PID=2157

                            كما ان مهدي اهل السنة من ذرية الحسن عليه السلام وليس من ذرية الحسين عليه السلام

                            سنن أبي داود - كتاب المهدي

                            - قال ‏أبو داود ‏: حدثت ، عن ‏هارون بن المغيرة ‏ ‏قال : ، حدثنا : ‏عمرو بن أبي قيس ‏‏، عن ‏شعيب بن خالد ‏، عن ‏‏أبي إسحق ‏‏قال : ‏قالعلي ‏رضي الله عنه ‏ ‏ونظر إلى إبنه ‏ ‏الحسن ‏ ‏فقال : ‏ ‏إن إبني هذا سيد كما سماه النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏وسيخرج من صلبه رجل يسمى بإسم نبيكم يشبهه في الخلق ولايشبهه في الخلق ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلاًً ، وقال هارون ‏ ، حدثنا : ‏‏عمرو بن أبي قيس ‏ ‏، عن ‏ ‏مطرف بن طريف ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي الحسن ‏ ‏، عن ‏ ‏هلال بنعمرو ‏ ‏قال : سمعت ‏ ‏علياًً ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏يقول ‏: ‏قال النبي ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخرج رجل من وراء النهر يقال له : ‏ ‏الحارث بن حراث ‏ ‏على مقدمته رجل يقال له : ‏ ‏منصور ‏‏يوطئ ‏ ‏أو يمكن ‏ ‏لآل ‏ ‏محمد ‏ ‏كما مكنت ‏ ‏قريش ‏ ‏لرسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وجب على كل مؤمن نصره ‏ ‏أو قال : إجابته.



                            الرابط :
                            http://hadith.al-islam.com/Page.aspx?


                            يتبع


                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #29
                              مشكور اخي صباحو على هذا التوضيح

                              تعليق


                              • #30
                                شبهة رقم [2]
                                يقول الرافضي محاولا إثبات ولادة المهدي من الكتب التاريخية !


                                مختصر تحفة الازهار وزلال الانهار في
                                في نسب ابناء الائمه الاطهار
                                تاليف ضامن بن شدقم المدني
                                الرياض
                                ص775
                                هناك مشجره مبينه مكتوب فيها
                                عقب محمد الجواد بن علي الرضا
                                محمد الجواد----------ابا محمد الحسن العسكري--------ابا القاسم محمد

                                انتهى كلام الرافضي

                                الجواب

                                هذا مقطع من كتاب " الإشراف في معرفة المعتنين بتدوين أنساب الأشراف " للشريف إبراهيم الهاشمي ، تكلم فيه عن كتاب " تحفة الأزهار " يقول

                                لقد تكلمت في طبعتي السابقة لكتابي الإشراف في معرفة المعتنين بتدوين أنساب الأشراف على كتاب تحفة الأزهار حينما كان مخطوطاً ، وقلت : أن لضامن بن شدقم أوهاماً في كتابه تحفة الأزهار في بني الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه . واليوم وبعد طباعة الكتاب وسهولة تناوله رأيت أن أبين مواطن أوهامه .
                                فأقول وبالله التوفيق عندما وقفت على هذه المخطوطة سنة 1417 هـ فرحت فرحاً شديداً لكون هذه المخطوطة تفردت بتذييل جميل لبني الحسن ـ رضي الله عنه ـ ، فقمت بتشجير هذا التذييل ومقارنته بالأصول الأخرى كـ تهذيب الأنساب للعبيدلي ، و الأصيلي في أنساب الطالبيين لابن الطقطقي و عمدة الطالب لابن عنبة وغيرهم ، فوجدته يخالفهم كثيراً .، ومن مخالفاته لهم : عدم دقته في ترتيب الأسماء، تكرار التذييل، فضلاً عن اوهامه في نسبة الحكايات إلى غير اصحابها.
                                وبعد الرجوع لمقدمة ضامن وجدته صرح بقصوره في ترتيب الأسماء والقصص ، وهذا نص كلامه : وفي سنة 1069 رأيت للموسوي الحسيني الكربلائي شجرة قديمة جامعة شاملة لنسل السبطين الحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ قد ذيلهما بما حدث معه مصنفها ، فدونتها ، وربما حصل مني سهو في ترتيب الأسماء والقصص لكثرة تشعبها .
                                ولما طبع الكتاب وسهل تداوله صنع محقق الكتاب الأستاذ كامل الجبوري تشجيراً قيماً لهذا الكتاب وأبان تكرار الأسماء الفاحش فيه .
                                انظر الروض المعطار في تشجير تحفة الأزهار 4 /34 ،39 ،41 ، 42 ، 51 ، 57 ، 58 ، 64 ،65 ، 66 ، 75 ، 78 ، 79 ، 80 ، 85 ، 87 ، 90 ، 95 ، 101 ، 105 ، 106 .
                                ثم وجدت الأستاذ الجبوري قد وافقني في ما ذهبت إليه فقال : كانت الفكرة في البداية أن أحقق سلاسل النسب الواردة في الكتاب وأقارنها مع أصول النسب المتوفرة ، وبعد خوض الموضوع وجدت أنّه يختلف في بعض السلاسل والأنساب اختلافاً كبيراً عما ورد في تلك الأصول . وانظر ملاحظات الأستاذ الجبوري على الكتاب في 1 /59 .
                                وقد توسعت في نقد هذا الكتاب في كتابي نظرات في كتب الأنساب وضربت الأمثلة على عدم دقته في أنساب الأشراف الحَسَنيين.

                                كتبه
                                الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير

                                http://al-amir.info/inf/articles.php?action=show&id=58

                                ***

                                اذا مؤلف الكتاب صرح بقصوره في ترتيب الأسماء والقصص في المقدمة
                                فضلا عن مخالفة الكتاب لصحيح السنة وما ثبت عن الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام
                                من ان المهدي اسمه ‏يواطئ اسم الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام
                                وانه من ذرية الحسن عليه السلام

                                يتبع

                                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                                تعليق

                                يعمل...
                                X