إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النفس و الروح

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو القعقاع
    رد
    حقيقة الروح والعقل والنفس، ودور كل واحدة من هذه القوى التي يملكها الإنسان في القرارات التي يتخذها، والسلوك الذي يسلكه، سواء كان يشعر بذلك أو لا يشعر به. وسوف يتبيّن لنا من خلال البحث أن البشر هم كما وصفهم الله، ينقسمون إلى أربع فئات تبعاً للمصدر الذي يستمدون منه سلوكهم، ويبنون عليه تصرفاتهم وشرائعهم وهم:
    1 ـ الإنسان الخليفة. وهم الرسل والأنبياء والأولياء الذين يستمدون سلوكهم وشريعتهم من عالم الروح.
    2 ـ الإنسان العاقل. وهو الذي يستمد شريعته وسلوكه من عقله الذي يهديه، للإيمان.
    3 ـ الإنسان الحيوان. وهو الذي يستمد شريعته وسلوكه من غرائزه، وخاصة غريزة المعدة، وغريزة الجنس. ولكنه لا يقتل ولا يؤذي إلا عندما لا يجد وسيلة مشروعة لتلبية غرائزه. فهو مثلاً كالحيوان الذي لا يقتل إلا إذا جاع ولم يجد ما يأكله.
    4 ـ الإنسان الذي هو دون الحيوان. وهو الذي يستمد شريعته وسلوكه من غرائزه، كما هو الإنسان الثالث، ولكنه يبيح لنفسه كل شيء لإرضاء غرائزه، ويفعل ما لا تفعله الحيوانات. فهو لا يتورع عن القتل لزيادة ثروته وإن كان يملك الملايين، ولا يوجد أي رادع لديه يمنعه من سلوك أي مسلك لتحقيق رغباته الجنسية. إنه الإنسان الذي وضع عورته ومعدته فوق رأسه فقلب صورته الإنسانية التي خلقه الله عليها. فقد جعل الله العالي في الأعلى بترتيب يكشف عن مكانة كل عضو في الإنسان، ومكانة الإنسان بالقياس للعضو الذي يستمد منه قراراته بترتيب حكيم خبير. فجعل الله الرأس في الأعلى، وهو مصدر أحكام العقلاء والمعلمين. ثم الأذن وهي للمتعلمين، ثم البصر للناظرين، ثم الشم الموضوع فوق الفم مباشرة ليقوم بدور المخبر للتأكد من سلامة الطعام والشراب الذي نتناوله، ثم حاسة الذوق للتأكد من طعم ما نذوقه وبرودته أو حرارته، ثمَّ الإحساس الذي يقوم الجلد بكامله من خلاله بإنذار العقل عن كل ما يصيب الجسد. وإذا نزلنا إلى ما هو أدنى فسوف نجد المعدة التي تقوم باستقبال الأرزاق وتوزيعها على الجسم، وبعد ذلك العورة التي جعلها الله في نهاية الجسم بسبب دورها المتواضع في حياة الإنسان. ولكن ماذا فعل الإنسان الحيوان لتنطبق عليه هذه التسمية؟ لقد قلب النظام الذي خلقه الله عليه، ووضع عورته في الأعلى بدلاً من رأسه حين جعل تلبية رغباته الجنسية هدف حياته، أو إذا جعل الطعام غايته الرئيسية. والإنسان الحيوان غالباً ما يجمع بين الرغبتين ويجعل من عقله خادماً لمعدته وعورته. وإذا أخذنا هذا المقياس للحكم على الأنظمة والدول والحضارات، فسوف يتبيّن لنا، أن دولاً ومجتمعات ثرية تسلك سلوك الإنسان الحيوان، فهي تقتل وتدمّر وتوظف كل علوم العقل للنهب والسلب والاعتداء على البشر الضعفاء، ليس لأنها محتاجة أو جائعة كما تفعل الوحوش في الغابة إذا جاعت، ولكن لكي تزيد من ثرائها وتمارس شهواتها، وتؤازرها في ذلك شعوبها بالتصفيق لمن سيزيد لها كميات الطعام، ولمن سيفتح لها أبواب حريّة الانحراف والشذوذ على مصاريعها، لكي يمارس كل شخص هواجسه الجنسية دون حياء أو خوف. إنها حضارات كما يقال ولكن ما هو الاسم اللائق بمثل هذه الحضارات إن كانوا أفراداً أو شعوباً أو دولاً. هل يليق بهم اسم الإنسان الذي هو دون الحيوان في السلوك لأنه أضلّ من الحيوان في الغايات والأهداف؟.


    لقد حدّد الله صفات الإنسان الحيوان، ومن هو دون ذلك بقوله: أرأيتَ من اتخذَ إلههُ هواهً أفأنتَ تكونُ عليه وكيلاً. أم تَحسبُ أنَّ أكثرهُم يسمعونَ أو يعقلونَ إن همْ إلا كالأنعام بلْ هم أضلُّ سبيلاً(الفرقان 43/44). فهذا هو الفرقان بين الإنسان وغير الإنسان، وبين حضارة وحضارة. الخضوع لحكم الروح أو العقل، أو ما تهواه النفوس والغرائز. وقال الرسول [من عرف نفسه عرف ربه]. فلا شيء أعظم من معرفة دور النفس ولمن يجب أن تخضع لكي تهتدي بنور العقل أولاً ثمَّ بنور الروح ثانياً، لكي تقوم بخلافة الله في الأرض، ولا شيء أخطر من النفس لجر الإنسان إلى مواقع الإنسان الحيوان، أو من هم أضلَّ سبيلاً.
    إنها محاولة لكي يعرف كل إنسان نفسه، ويحدد موقعه في الحياة تبعاً لاختياره. وهي محاولة أيضاً لكي يعرف غيره ولا ينخدع بما يراه من بهارج الحضارات القديمة والمعاصرة. فهذا هو الإنسان في الماضي والحاضر والمستقبل... إما روح، وإما عقل، وإما نفس، وإما غريزة. وباختصار إما إنسان أو حيوان ودون ذلك، إذ ليست العبرة في الصورة ولكن بمضمون الصورة. وإنه الاختيار الذي يصنع به البشر أفرداً أو شعوباً ودولاً ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم دائماً.
    فاعرف من أنت، واعرف نفسك، واعرف غيرك، لكي تختار بين الذين يعقلون، والذي يأكلون. ولكي تسير إذا شئت بخطى ثابتة من عالم الجسد والنفس إلى عالم العقل الذي تستطيع أن تشهد به ظاهر العالم المادي... أما إذا كنت تطمح لشهود باطن العالم، فلن تشهده إلا بشوق النفس للخروج من الجسد، وعشق العقل للمعرفة... وعندها سيصبح للروح أجنحة تخرج بها من ضيق الجسد إلى سعة العالم، وتطير بها من ظاهر المادة إلى نور الوجود، ومن الكون والتكوين إلى المكوّن، لأن الحب الذي تبحث عنه الروح لا يُشهد إلا بعين الحبيب كما علمنا الرسول الخاتم ، بالتقرّب إليه بالنوافل. أو كما قال سلطان العارفين الشيخ محيي الدين بن عربي:


    إذا تجلّى حَبيبي
    بأيَّ عَينٍ تراهُ؟

    بِعَيْنِهِ لا بِعَيني
    فَما يَراهُ سِوَهُ!


    هذا هو كنز الإنسان الكامل ومملكته، وهي "ليست من هذا العالم" كما قال المسيح عليه السلام. إنها في نهاية الطريق لمن يؤثر الخالد على الفاني.

    اترك تعليق:


  • البخاري
    رد
    بارك الله فيك اخي الكريم,واجوا منك ان تضع دليل او مصدر لكلام ,,وشكرا لك

    اترك تعليق:


  • أبو القعقاع
    رد
    شكرا أخي العباس على المرور.0
    من المؤكد أن النفس غير الروح و الفرق بينهما شلسع و كبير.
    يقول رب العزة أن الله يقبض الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها ثم يمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى الى أجل مسمى
    نفهم من هذه الآية الكريمة أن النفس لا تقبض عند الموت فقط بل تقبض كذالك عند النوم العميق و حين الأغماء أيضا .
    و بذالك تخرج النفس من الجسد و تبقى الروح فيه و لا تغادره الا عند الموت فقط.
    أما عن مسكن النفس فيقال و الله أعلم أنها تسكن في القلب و أخذت صفاته في التقلبات و سمي القلب قلبا لأنه متقلب الأهواء و النفس كذلك و قلت الله أعلم لأن الآية الكريمة في سورة الواقعة تقول بعد بسم الله الرحمان الرحيم فلولا اذا بلغت الحلقوم و أنتم حينئذ تنظرون و نحن أقرب اليه منكم و لكن لا تبصرون.
    الله أعلم ما يقصد رب العزة بذلك هل النفس أم الروح .
    و في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم أن الله يقبل التوبة من الأنسان ما لم يغرغر
    و هي غرغرة الموت .
    أما الروح فمسكنمها العقل و سمي العقل عقلا لأنه يعقل المرء على فعل الفواحش أي يكبله و يربطه من عقلت البعير أي شددت و ثاقه
    ..................للحديث بقية.................

    اترك تعليق:


  • العباس
    رد
    ننتظر البقية اخي بوركت


    تحياتي ....

    اترك تعليق:


  • أبو القعقاع
    كتب موضوع النفس و الروح

    النفس و الروح

    ما الفرق بين النفس و الروح
    هل النفس هي الروح
    هل تقبض الأنفس عند الموت فقط
    هل تخرج النفس من الجسد
    أين تسكن النفس في الجسد
    أين تسكن الروح في الجسد
    ............. للحديث بقية.............
يعمل...
X