إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاقليات المسلمة فى العالم ...ملف شامل ومتجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الاقليات المسلمة فى العالم ...
    ملف شامل ومتجدد
    (14)


    الأقلية المسلمة في مالاوي
    ..



    تقع دولة مالاوي في الجنوب الشرقي من إفريقيا جنوب خط الاستواء، تحدُّها تنزانيا من الشمال الشرقي، وزامبيا من الجنوب الغربي، وتحيط موزامبيق بنصفها الجنوبي.
    يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة (طبقاً لتقديرات عام 2008م)، وتوزيع الأديان فيها على النحو التالي :

    بروتستانت (55 %)، روم كاثوليك (20 %)، مسلمون (20 %)، معتقدات تقليدية (3 %)، آخرون (2 %) . هذا معناه أن المسلمين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين نسمة.

    وقد رُسمَت السياسة الاجتماعية الحكومية وَفْقاً لنسبة السكان. فنسبة المسلمين في السجلاَّت الرسمية 12 %؛ ولذلك فإن السياسة تطبَّق وَفْقاً لهذه النسبة، ومثال ذلك: تقسيم المساعدات التي تأتي من الخارج يكون وَفْقَ هذه النسبة، والحقيقة أن شيئاً لا يُعطى للمسلمين.
    كما أنه لا توجد دروس دينية في مدارس الدولة؛ باعتبار أن النسبة هي 12 % فقط، والحكومة المالاوية ترفض قبول طلب تدريس العلوم الدينية في المدارس متذرِّعة بأن عدد المسلمين "غير كافٍ". أما المسلمون المالاويون فإنهم يؤكدون أن نسبتهم لا تقلُّ هناك عن40 %.

    وتنقسم الجماعات الإثنية إلى: التشيوي والنيانجا والتومبوكو والياو واللوموي والسنيا والتونجا والنجوندا. وتشكِّل جماعة التيشيوي 90 % من سكان الوسط، ويعيش النيانجا في الجنوب والتومبوكو والتونجا في الشمال، أما الياو المسلمون فيتركزون على الحدود الجنوبية الشرقية.
    اللغات الرسمية هي الأندليزية والشيشيوا ويتحدث المسلمون (لغة الياو ولغة النيانجا).
    ولمعرفة بدايات الإسلام في مالاوي يجب الرجوع إلى التاريخ الذي دخل فيه الإسلام إلى موزمبيق؛ ذلك أن قبيلة الياو - وأصلها من موزمبيق - هي التي أدخلت الإسلام إلى مالاوي، وكان ذلك بين عامي 1850م - 1870م؛ حيث اعتنقت هذه القبيلة الإسلام حوالي القرن الخامس عشر لما أسس تجار العرب من شرق إفريقيا مركزهم التجاري في موزمبيق عند منطقة تيتي.
    وتعتبر مدينة منغوش من المدن الإسلامية الموجودة في مالاوي، وهي مهددة بالنشاطات التبشيرية من كل الجهات لتحويل المسلمين عن دينهم الحنيف إلى الكفر.

    تعيش دولة مالاوي أقصى درجات البؤس؛ في حين أنها تمتلك جميع المقومات التي تجعلها غنيَّة مرفَّهة؛ وذلك بسبب الاستعمار الإنجليزي الذي نهب الثروات حتى بعد خروجه من البلاد بفضل عملائه الذين يشرفون على النهب المنظم لخيراتها.
    وتتجلى صورة البؤس هذه أكثر ما تتجلى لدى السكان المسلمين؛ ذلك أن الإدارة بيد النصارى، وواضح لكل ذي عينين الظلم وعدم المساواة في التعامل مع المسلمين، ومبشرو النصارى أحاطوا بهم مثل خيوط العنكبوت. وبالإضافة إلى ذلك يزيد الجهل والفقر المنتشرين بين المسلمين حالهم بؤساً على بؤس.

    وحيثما اتجهت تجد أثراً من آثار المبشرين؛ فلهم مدارس بدءاً من التعليم الابتدائي وحتى المستوى الجامعي، ولهم دور أيتام ومستشفيات ولهم أيضاً مراكز صحية حتى في القرى... فالشعب المالاوي مطوَّق من كل الجهات. وحتى الكوريون جاؤوا إلى مالاوي يحاولون استمالة المالاويين إلى دينهم.
    إن من أكبر المشكلات التي يعيشها المسلمون في مالاوي هي مشكلة التعليم؛ فنسبة من يعرف القراءة والكتابة في البلاد هي 58 %، وتنزل هذه النسبة بين المسلمين إلى 30 %؛ بيد أن حال المسلمين في مالاوي ليس كلُّه على هذا النحو؛ فهناك مَنْ هم على درجة كبيرة من الغنى ممن يعيشون في القصور، وهؤلاء من الهنود المسلمين، وعددهم خمس مائة ألف نسمة؛ أي ما يعادل 10 % من عدد المسلمين في البلاد.

    هؤلاء المسلمون الهنود، جاء بهم الإنجليز وأسكنوهم في البلاد، والتجارة بأيديهم. ومنهم من يمارس الفلاحة في حقول كبيرة.
    أهم المنظمات العاملة في مالاوي: تُعَدُّ رابطة المسلمين المالاويين المنظمة الأم.
    وهناك منظمات إسلامية إنمائية ودعوية عربية تعمل، مثل: الوكالة الإفريقية المسلمة، وهي منظمة دعوية كويتية تعمل في مجال كفالة الأيتام ورعايتهم وبناء المساجد وتوزيع الكتب الإسلامية.

    وهناك أيضاً الندوة العالمية للشباب الإسلامي، التي تعمل في مجال الدعوة والإغاثة وتركِّز على برامج تربية النشء وتحفيظهم القرآن ورعايتهم صحياً وتعليمياً، كما توزع الكتب الإسلامية باللغة المالاوية، وتعقد المؤتمرات والندوات، ويوزعون الطعام خاصة في شهر رمضان كما يعملون في مجال حفر الآبار لتوفير المياه للمسلمين، وكذلك تنظيم دورات لإعداد الأئمة.
    والمطلوب حاليا تحويل المساعدات المالية إلى استثمارات حقيقية ينتفع بها المسلمون عملاً وإنتاجاً وتنمية، وتحويل بعض الاستثمارات الخيرية كمشاريع دائمة لدعم المسلمين. وأن تتفاوض الدول الإسلامية مع الحكومة الحالية بخصوص إعطاء المسلمين قدراً من الاهتمام مقابل ما تقـدمه هـذه الـدول مـن مساعدات لمالاوي. مع ضـرورة وضـع خطة إستراتيجية للدعوة، والتنسيق بين المنظمات العاملة هناك لتكامل الرعاية و تغطية الأهداف المرجوَّة.

    تعليق


    • #17
      الاقليات المسلمة فى العالم ...
      ملف شامل ومتجدد
      (15)



      مسلمو كولومبيا...
      مواجهة خطر الذوبان !




      إن هناك غياباً للتعليم الإسلامي وندرةً في المساجد والدعاة والكتب الإسلامية".
      بهذه العبارة جسَّد أحد الدعاة الإسلاميين وَضْع الجالية الإسلامية في كولومبيا التي تواجه خطر الذوبان والانقراض بسبب الإقبال على الزواج من نصرانيات، والظروف الصعبة التي يواجهونها، والعداء من بعض الطوائف الدينية المتعصبة الموجودة في البلاد.

      وأضاف الداعية الإسلامي: إن هذا الغياب للتعليم الإسلامي والندرة في المساجد، يعرِّض أبناء الجالية الإسلامية للجهل بدينهم وعقيدتهم، وخاصة أن عدداً كبيراً من الأبناء يتَّبعون عادات أمهاتهم المسيحيات من زيارة الكنائس والمشاركة الاحتفالات الدينية، مشيراً إلى خطرٍ آخر يهدِّدهم يتمثل في انتشار تجارة المخدرات والكوكائين وتناوُلِها بين أبناء الجالية الإسلامية، بعد أن انغمسوا في هذه التجارة التي ترعاها عصاباتٌ واسعةُ القوة والنفوذ، ولها تنظيمات سياسية وعسكرية، ويتعاون معها مسؤولون كبار.

      لكن على الرغم من هذه الأوضاع المتردية لمسلمي كولومبيا إلا أن عاطفتهم الإسلامية ما زالت موجودةً، واستشهد على ذلك الداعية مصطفى عبد الغني أحمد بقوله: "في أثناء زيارتي لإحدى المدن بكولومبيا التقيت بأعضاء الجالية البالغ عددهم ثلاثين شخصاً، وبعد الحديث عن الدين وأهميته في حياتنا استجابوا لأداء صلاة الظهر جماعة، وبعد الصلاة قام أحدهم يخطب قائلاً: الحمد لله أن سمعنا كلمة (الله أكبر) قبل أن نموت، ولم نكن نسمعها في هذه البلاد منذ ثلاثين سنة"، مشيراً إلى أن الجالية المسلمة الكولومبية تحتاج بشدة لتضامن إخوانهم من العالم الإسلامي، لا سيما المنظمات الإسلامية العالمية التي تهتم بشؤون الأقليات المسلمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

      التنصير بالإكراه
      ولكي نتعرف على الأسباب التي أدت إلى هذه حالة خطر الذوبان والانقراض التي وصلت إليها الجالية الإسلامية في كولومبيا، لا بد أن نتعرف على الخلفية التي واكبت دخول الإسلام إلى هذه البلاد؛ فقد دخل الإسلام إلى أمريكا اللاتينية ومنها إلى كولومبيا منذ اكتشاف الأمريكيتين في القرن الخامس عشر على يد كريستوفر كولومبوس، عن طريق الأفارقة الذين جلبوا للعمل كعبيد من شمال إفريقيا وشرقها، وقد استقر أغلبهم في البرازيل ثم انتشروا في باقي أنحاء أمريكا الشمالية والجنوبية. وقد كانت الأغلبية الساحقة لهؤلاء الأفارقة من المسلمين الذين أُرغِموا على ترك دينهم تحت التهديد والتعذيب، وذاب كثير منهم في هذه القارة، وتنصَّر منهم مَنْ تنصَّر تحت الإكراه البدني والنفسي والمعنوي، وبناءً على ذلك تقهقر الإسلام في هذه القارة.
      وبعد تحرير العبيد وعودة كثيرٍ منهم إلى هذه الديار، بالإضافة إلى الهجرات المكثفة من الهند وباكستان ولبنان وسوريا، عاد الإسلام مرةً أخرى. وقد تمركز أغلبهم في البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وكولومبيا.


      وتعيش أغلب الجاليات المسلمة في كولومبيا بالعاصمة بوجوتا وفي مدينة ميكاو، وبرانكليا، وكالي، ومايكو، إلا أنَّ أكبر تجمُّع للمسلمين في كولومبيا يوجد في مدينة ميكاو.
      وبدأ المسلمون هجرة ثانية إلى كولومبيا في خمسينيات القرن الماضي، وأغلب المهاجرين كانوا من الشام.

      ومنذ سنوات بدأت بعض الجمعيات الإسلامية في كولومبيا بجهود دعوية وتعليمية بُغيَة الحفاظ على أبناء الجالية من الضياع؛ إلا أن الجهود المبذولة من قِبَل بعض الجمعيات والدعاة لنشر الإسلام في كولومبيا بسيطة جداً ولا تكاد تذكر، ومع ذلك استطاعت بعض هذه الجمعيات والمراكز الإسلامية في كولومبيا أن تؤدي خدماتٍ شتى ساعدت في الحفاظ على هوية الكثيرين تحت خيمة الإسلام، كما استطاع بعض الشيوخ والدعاة نشر الدعوة الإسلامية داخل أوساط الشباب المسلم، رغم قلة الإمكانات: من مدارس ومساجد ودعاة.

      كيفية مواجهة الذوبان
      ولكي لا تذوب هذه الجالية المسلمة في كولومبيا اقترح بعض الدعاة برنامجا اسعافيا لتلافي الوضع تتضمن القيام ببعض الخطوات التي تمكِّن من استقرار أوضاع الجالية الإسلامية في كولومبيا ومواجهة الأخطار، ومن أهم هذه المقترحات:

      أولاً: إنشاء وَقْف خيري لدعم مشروعات الدعوة وبرامجها وتغطية احتياجات الجالية، ويمكن من خلاله إيجاد مشاريع استثمارية تفتح فرص العمل لأبناء الجالية والمسلمين الجدد، وتشارك السلطات المحلية والدولة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

      ثانياً: تأسيس مدارسَ ومعاهدَ علميةً إسلاميةً مهمتها تعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم والتعريف بالإسلام لغير المسلمين، مع ترجمة الكتب الإسلامية ونشرها باللغة الإسبانية، وربط العلاقات بالأوساط الجامعية (طلاباً وأساتذةً)، والدخول في علاقة تعاونٍ مع كبار الشخصيات الثقافية والجامعية، وتوجيه الدعوات إلى كبار أساتذة الجامعات الكولومبية لزيارة البلدان الإسلامية؛ لتوثيق العلاقة الثقافية والاجتماعية والدبلوماسية.

      ثالثاً: إنشاء شبكة اتصالات معلوماتية لنشر الثقافة الإسلامية عبر الإنترنت، مع السعي لإنشاء قناة تلفزيونية إسلامية في أمريكا اللاتينية تكون ناطقة باللغة العربية والأسبانية، أو فتح نافذة إعلامية عن طريق إحدى القنوات في كولومبيا لساعات محدَّدة يجري خلالها تقديم الإسلام في صورة صحيحة وبأساليب عصرية مشوِّقة.

      رابعاً: إنشاء مؤسسات اقتصادية مربحة، توفر العمل لأبناء المسلمين، مع دفع نسبة من الربح للدعوة الإسلامية، تُنْفَق في بناء المساجد والمدارس، وتنظيم المخيمات الشبابية، والدورات الشرعية، وطبع الكتب وترجمتها.
      خامساً: ضرورة الاهتمام بشؤون المرأة المسلمة في كولومبيا في البرامج التعليمية والدروس الدينية، تأكيداً على ضرورة صيانة كرامتها وعزتها، وتفعيل المؤسسات واللجان الاجتماعية المتعلقة بشأن الأسرة.

      تعليق


      • #18
        الاقليات المسلمة فى العالم ...
        ملف شامل ومتجدد
        (16)



        المسلمون في جمهورية الجبل الأسود



        يؤكد كثيرون أن "حال الإسلام والمسلمين في الجبل الأسود لم يكن جيدا، كما هو في الوقت الحاضر". وتلك هي خلاصة الانطباعات السائدة في منتنغرو بعد الاستقلال الذي تم الإعلان عنه في 2006، حيث يشعر المسلمون بحرية أفضل، رغم كل الاتهامات التي يغذيها الإعلام ويروج لها.

        وفي هذا العهد تم تأسيس مدرسة إسلامية لتساهم بدورها في تنوير المسلمين، إلى جانب المساجد، حيث هناك مساجد تبنى وأخرى في مرحلة الترميم وعدد المساجد حاليا يبلغ أكثر من 100 مسجد. وقال رئيس الأئمة في تيفات، بالجبل الأسود، آدم أمروفيتش لـ"الشرق الأوسط": "قبل 10 سنوات كان الوضع سيئاً، فالحرية الموجودة حالياً كانت مفقودة، حيث لم يكن بإمكان فتاة محجبة أن تدرس في الجامعة، أو تعمل في دائرة حكومية، أما اليوم فإن ذلك متاح"، وتابع ... "نتيجة لعهود القهر السابقة، هجر الآلاف من المسلمين من مناطق ما كان يسمى بيوغسلافيا، وهم الآن موزعون في تركيا والبلاد العربية، وخاصة في سورية والمملكة العربية السعودية". وأضاف "من ناحية حقوق الإنسان، يشعر المسلمون بأن حقوقهم محفوظة، ليس هناك تسييس لحقوق الإنسان، وليست هناك قراءات آيديولوجية للحرية ."


        وخلاف ما يقال عن عدد المسلمين في الجبل الأسود وهو 29 في المائة، قال "أمروفيتش": "عدد المسلمين أكبر مما يقال فمنذ 1991 لم يجر أي إحصاء للسكان، فهناك مناطق شاسعة جميع سكانها من المسلمين وهم يشكلون الأغلبية في أكثر من 50 في المائة من مساحة الجبل الأسود"، وذكر بأن المسلمين "يمثلون 70 في المائة في إقليم بارا، و99 في المائة في روجاي، و8 في المائة في ألسين وفي بوتغوريتسا لا يقلون عن 40 في المائة".
        وعن المدرسة الإسلامية التي تم افتتاحها في العام الدراسي 2008 / 2009، قال أمروفيتش: "بحمد الله مر العام الدراسي بشكل جيد، فهناك 120 طالبا من المسلمين البوشناق والألبان أنهوا السنة الأولى بالمدرسة الثانوية، وهي أول مدرسة إسلامية تقام في الجبل الأسود منذ 1918، فقد تم إغلاق جميع المدارس الإسلامية فيما كان يسمى بيوغسلافيا السابقة وأبقوا على مدرسة واحدة هي مدرسة "الغازي خسرف بك" في سراييفو وكان طلابنا يضطرون للذهاب إلى هناك ولذلك لم يكن لدينا الكادر الكافي في العقود الماضية ونرجو أن تتغير الأوضاع إلى الأفضل مستقبلاً بفضل الله ثم بوجود هذه المدرسة". وقال "إن المدرسة تمت إقامتها بمساعدة من تركيا قدرت بأكثر من مليون يورو، وكذلك مساهمة من البنك الإسلامي للتنمية بجدة بالإضافة للمؤسسات الخيرية في الكويت والإمارات بمبلغ 600 ألف يورو". وقال: "نفقات المدرسة توفرها مساهمة أولياء الأمور وكذلك المشيخة الإسلامية في الجبل الأسود".

        وعن الحضور الإسلامي في المؤسسات الرسمية للدولة، أوضح أمروفيتش "هناك حقائب وزارية للمسلمين في منتنغرو ومدير الإذاعة والتلفزيون مسلم، ووزير الداخلية مسلم من خريجي المدارس الإسلامية ووزير التجارة مسلم". وقال: "لدينا مساع لاستعادة الأوقاف التي تمت مصادرتها في العهود الظالمة". وأثنى أمروفيتش على الجهود التي يبذلها الأتراك رغم ضيق ذات اليد في دعم مسلمي البلقان "الأتراك أسسوا مدرسة لتحفيظ القرآن وأقاموا مركزا إسلامياً في بار، على البحر الأدرياتيكي".

        ويعتقد المسلمون في منتنغرو أنهم من أهدوا البلاد الاستقلال "المسلمون في الجبل الأسود هم جزء من المجتمع المنتنغري، وجزء فعال جداً، حيث إن المسلمين هم من أهدى الاستقلال للبلاد في 22 مايو 2006، حيث كانوا العامل المهم الذي رجح كفة أنصار الاستقلال. وسيبقى المسلمون يؤدون دور صانع النصر بعون الله في جميع المحافل الانتخابية والمجتمعية بالجبل الأسود، فنحن الطرف الثالث الذي بإمكانه ترجيح كفة أحد الطرفين المتنافسين سواء في الميدان السياسي أو الخيارات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى".

        وعما إذا كان المسلمون قد حصدوا نتائج تأييدهم للاستقلال قال "المسلمون في الجبل الأسود أيدوا أنصار الاستقلال، وكانوا بين خيارين، رفض تقسيم "السنجق" بين صربيا والجبل الأسود أو تأييد الانفصال عن صربيا. وقد كانوا بين خيارين أحلاهما مر. البعض كان يرى أن بقاء السنجق موحداً في ظل عدم الاعتراف الكامل بحقوق المسلمين أفضل من تقسيمه، والبعض الآخر كان يعتقد بأن السنجق سيتحد مجدداً عندما تنضم كل المنطقة للاتحاد الأوروبي. وكانت هناك عوامل كثيرة ساعدت على اعتماد الخيار الثاني وهو خيار مستقبلي بكل المقاييس. لقد ساعدت الرغبة الجامحة لدى قطاع كبير من سكان الجبل الأسود على تبلور الموقف المسلم المؤيد للاستقلال، ولا أستطيع النفي بأنه كانت هناك ضغوط علينا في هذا الاتجاه أيضاً، مفادها أن صربيا سبب تأخرنا كمنتنغريين،ويجب علينا مساعدة البلاد في رسم مستقبلها بعيداً عن بلغراد. وفي نهاية المطاف قرر المسلمون دعم الاستقلال ما داموا سيعيشون في دولة صغيرة يمكنهم تحقيق الكثير من أهدافهم وفي مقدمتها أن يعيشوا أحراراً، وقد نجحوا في ذلك إلى حد كبير".

        وعما إذا كانوا يذكرون ما حدث لهم إبان العدوان على المسلمين في الفترات السابقة، قال: "كانت الظروف صعبة جداً، كنا نشعر بأن أنفاسنا تعد علينا. كان هناك إرهاب دولة بكل المقاييس. ولو لم يتحقق الاستقلال لبقينا في ذلك المستنقع. أثناء حروب الإبادة في البوسنة كانوا مستعدين لإبادتنا نحن في الجبل الأسود، كانوا يوزعون الأسلحة على الصرب، والويل للمسلم الذي يعرف أن لديه قطعة سلاح حتى بدافع الشبهة. لذلك كنا إذا جاء الليل نفقد الأمل في رؤية الصباح وإذا طلع النهار نتساءل هل سنبيت هنا. حصلت اعتداءات على بعض المساجد.
        وبعد الاستقلال هناك توجه نحو الاتحاد الأوروبي، ومن شروط الانضمام، توفير الحريات ومنها حرية التدين وحرية التعبير ونحن استفدنا من ذلك. لقد اتصلنا بالمنظمات الحقوقية وفاتحناهم بما يؤلمنا ويقلقلنا وطالبنا بحريات أوسع".


        وأكد الشيخ : أن المشيخة الإسلامية في صربيا أصبحت منظمة كبيرة و قال: نحن ننسق مع بعضنا بعضاً على كافة المستويات. و السنجق أصبح عاصمة المشيخة الإسلامية لكون سكانه من المسلمين. وعلى الرغم من أن المشيخة الإسلامية في الجبل الأسود تضم البوشناق والألبان فإن المشيخة الإسلامية في صربيا تعد الحاضنة أو المركز بالنسبة لنا. فهناك مساعدات لتكوين الأئمة وبناء المساجد ، وبشر الشيخ بمستقبل واعد للمسلمين في جمهورية الجبل الأسود .

        تعليق


        • #19
          الاقليات المسلمة فى العالم ...
          ملف شامل ومتجدد
          (17)


          مع المسلمين في جمهورية غويانا

          بعد أن أصبحت الأسفار جزءاً من حياتنا.. وصرنا نبحث عن الصحبة الطيبة لارتياد أقرب المناطق وأبعدها.. نتعرف على المزيد من بلاد الله..ونزور المسلمين إخواننا في الله.. نكتسب معرفة ونؤسس عملاً.. ونربط أسبابنا بأسباب المسلمين.. نتابعهم ونتعاون معهم ونستشعر مسؤولياتنا تجاههم.. فديننا الحنيف يحث على التسفار، ولقاء المسلمين، والدعوة إلى الإسلام.
          كنت احتاج إلى صديق قريب.. للصحبة معاً في زيارتنا إلى غويانا.. فالمسافة طويلة تحتاج أن نركب الطائرة إلى لندن حيث نقضي ليلتنا.. ثم نسافر إلى جزيرة "بربادوس" إحدى جزر البحر الكاريبي.. ننزل في مطار عاصمتها "بريدج تاون" والمسافة قرابة سبعة آلاف كيلو متر تحتاج إلى حوالي 8 ساعات طيران.. وبعد مكث عدة ساعات في المطار نتابع طريقنا إلى جويانا.. ننزل في مطار عاصمتها "جورج تاون" والطيران لمدة 15 ساعة أمرٌ مرهق لا يقلل من صعوبته ومشقته إلا صحبة كريمة مثل صحبة أخينا أشرف، يطوف بك الآفاق في أمور العلم والثقافة ... وإذا اضطر للنوم.. اضطررت بدوري للقراءة.


          جزيرة باربادوس
          في جزيرة باربادوس.. الجزيرة الصغيرة التي احتلها البرتغال عام 1536 ثم البريطانيون سنة 1627.. واستقدموا للجزيرة بعض الناس عبيداً من أفريقيا والهند لاستخدامهم في زراعة قصب السكر.. وعندما حصلت الجزيرة على استقلالها سنة 1966.. لم يتغير شيء.. فمازالت الجزيرة وسكانها جميعاً يخدمون المصالح البريطانية..


          جورج تاون
          نزلنا في جورج تاون عاصمة غويانا.. وعملنا إجراءات الفيزا.. وكان بانتظارنا الأخ حسيب يوسف وبعض إخوانه الذين استقبلونا أحسن استقبال.. عجيب أمر هذا الدين فعندما يتقابل أبناؤه.. يشعرون كأنهم إخوة أبناء أب وأم.. لا يحسبون لبعد الآلاف من الكيلو مترات أي حساب.. كنا مرهقين نريد أن نستلقي على أقرب فراش في أقرب فندق.. ولكنهم أبوا.. فأصول الضيافة عندهم أن ننزل اليوم الأول في ضيافتهم، نزلنا على رغبتهم فأكرمونا غاية الإكرام.


          لقاؤنا الأول: كان مع جمع من المصلين في مسجد الجمعية الإسلامية GIT. فقد ألقيت حديثاً قبل خطبة يوم الجمعة تحدثت فيه عن بعض أحداث سيرة النبي صلى الله عليه و سلم.. وكيف كدّ وتعب في سبيل نشر دعوته، وتحمل كل المعاملة السيئة من قريش وقبائل العرب.. كان يسابق الزمن ويبذل الجهد من أجل انتصار الإسلام.. والفرصة اليوم قائمة أمام إخواننا في غويانا أن يفعلوا كما فعل نبيهم.. وإن هم فعلوا فسينتصرون كما انتصر نبيهم صلى الله عليه وسلم .


          وفي اللقاء الثاني: التقينا مع مجلس شورى الجمعية الإسلامية.. تعرفنا على البلد وتاريخ الإسلام فيه.. وأحوال المسلمين اليوم الذين يزيد عددهم عن مائتي ألف مسلم (20% من عدد السكان).. حدثونا عن الأخ أحمد أحواس الذي جاء إلى بلادهم ممثلاً رسمياً لبلاده.. وساعدهم في العديد من مشاريعهم الإسلامية.. وهذا النشاط الدؤوب الذي يلاحظ اليوم هو حسنة من حسنات هذا الداعية المسلم. ونبينا صلى الله عليه و سلم يطمئننا أنه من عمل حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.


          وفي اليوم الثاني: كنا على موعد مع بعض إخواننا.. لنسافر عن طريق زورق بخاري إلى مكان قريب.. ساعة في البحيرة.. وساعة أخرى في السيارة حتى وصلنا إلى مكان رائع.. بحيرة عذبة المياه، وغابات لا تنتهي، ومنزل ريفي جميل، وقاعة محاضرات لطيفة.. ومطعم يجمع بين أطياف الجمال.. خضرة الغابات.. وعذوبة الماء.. وحب في الله لا حدود له، بين الحاضرين.
          في هذا المكان مكثنا ليلة واحدة ونهارين.. ناقشنا فيها أوضاع العمل الطلابي في أمريكا الشمالية (أمريكا وكندا) وأمريكا الجنوبية.. كانت التقارير متفائلة، وكان هناك توثب عازم على الاستمرار والتوسع..


          ولقاء آخر: إلى جانب البحيرة مع مسؤولي العمل الطلابي في جويانا.. وبعد الظهر عدنا من حيث جئنا زوارق بخارية ومياه عذبة وغابات ممتدة.
          عرجنا على أكثر من مدرسة إٍسلامية التقينا بطلبتها وتحدثنا معهم وأشعرناهم بمسؤولية المسلم عن الإسلام.. وهكذا قضينا الليلة الرابعة في أحد الفنادق في طريق العودة.. في صلاة العشاء التقينا مع المصلين في أحد المساجد وتبادلنا معهم الحديث عن العمل الإسلامي في العالم.. وفي فجر اليوم الخامس التقينا مع الشباب في أحد المساجد.. وبعد العودة.. وجدنا أنفسنا في فندقنا على المحيط الأطلسي.. فتذاكرنا طويلاً عن عظمة الإسلام وعظمة الفاتح عقبة بن نافع الذي وجه فرسه إلى هذا المحيط يريد أن يقتحمه لو علم أن وراءه بلاداً يفتحها.


          غويانا
          فهي إحدى بلدان أمريكا الجنوبية، كانت تسمى جويانا البريطانية قبل استقلالها وهي واحدة من بلدان ثلاثة كان يطلق على كل منها اسم جويانا ومنها "جويانا الهولندية" التي أصبح اسمها "سورينام" و"جيانا الفرنسية" وأبقت على اسمها السابق.
          تبلغ مساحة جويانا 215 ألف كيلو متراً مربعاً، وسكانها في حدود المليون نسمة وعاصمتها جورج تون.
          وصل إليها الأسبان سنة 1499م، واحتلها الهولنديون سنة 1620م، ثم خضعت لاحتلال بريطانيا سنة 1874م، وحصلت على استقلالها سنة 1970م، وظلت عضواً في الكومنولث البريطاني.


          الموقع والسكان
          تطل غويانا على الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا الجنوبية المشرف على المحيط الأطلنطي، وتحدها جمهورية فنزويلا من الغرب، وسورينام من الشرق، والبرازيل من الجنوب.
          يتكون سكان غويانا من الهنود والباكستانيين وهؤلاء يشكلون أكثر من نصف السكان حوالي 55%، ويشكل الأفريقيون ثلث السكان، وهناك أكثر من ثلاثين ألفاً من الهنود الأمريكيين، وهم البقية الباقية من سكان البلاد الأصليين وحوالي 2000 من الأوروبيين، ويوجد حوالي عشرة آلاف من أصل صيني.
          وتستعمل اللغتان الإنجليزية والهندية والبعض يستعمل اللغتين الصينية والبرتغالية.
          النشاط البشري
          الزراعة والتعدين دعامة اقتصاد غويانا، وتشغل الزراعة (1%) من جملة مساحة الأرض، وأهم الغلات قصب السكر، والأرز، ويزرع الموز، والذرة، وجوز الهند في مساحات محدودة.
          وغويانا من أهم الدول المنتجة لخام البوكسيت وإنتاجها السنوي حوالي 3 ملايين طن، ويشغل الألومنيوم المركز الثاني في صادراتها، وبلغ إنتاجها السنوي من الذهب 11000 أوقية، ومن الماس 10200 قيراط، هذا إلى جانب المنجنيز كما يستخرج النحاس، واليورانيوم.

          كيف وصل الإسلام إلى غويانا؟
          قدمت أول هجرة إسلامية إلى غويانا مع الأفارقة الذين جلبهم الهولنديون أيام احتلالهم لغويانا، ولكن هذه الموجة تلاشت نتيجة المعاملة السيئة والتشتيت الاجتماعي، وعندما خلف البريطانيون الهولنديين في احتلال غويانا، جاءوا بهجرات إجبارية من العمال الهنود والآسيويين، لاستغلالهم في الزراعة، وكان من بينهم الكثير من المسلمين، ولقد حافظوا على عقيدتهم، فأسسوا النواة الأولى للأقلية المسلمة في غويانا، وأخذ عدد المسلمين يتزايد حتى أصبحوا في حدود 20% (أي حوالي 200 ألف نسمة)، وفي البلاد حوالي 200 مسجد، وألحقت بمعظم المساجد فصول لتعليم أبناء المسلمين قواعد الإسلام.

          ولقد بدأ المسلمون تأسيس المساجد المتواضعة منذ أن استقر بهم المقام بغويانا واتخذوا المسجد كمقر لاجتماعاتهم شبه السرية خوفاً من بطش السلطات الاستعمارية، وظلت الأقلية المسلمة بجويانا تواجه هذه التحديات حتى سنة 1860م، وذلك عندما اعترفت السلطات الاستعمارية ببعض حقوق الأقلية المسلمة بالبلاد، وكان منها حق الزواج وفق الشريعة الإسلامية.


          من أهم الجمعيات الإسلامية حالياً هي GIT وهي جمعية شاملة تتعامل مع الطلبة والطالبات ورجال الأعمال.. ولها صلات ممتازة مع المسلمين في داخل البلاد وخارجها.

          ينتشر المسلمون في جورج تاون وضواحيها حيث يعيش حوالي نصف الجالية المسلمة، وكذلك توجد الجالية المسلمة في بلدة "انتربرايز"، كما تنتشر الجالية في عدد كبير من القرى والمدن منها "باريكي"، و"ديمرارا"، و"كوينزتون"، و"بربله" وفئة قليلة من المسلمين تتمتع بدخول مرتفعة.
          وكما يقال: أحبب من شئت فإنك مفارقه.. فقد اضطررنا أخيراً لوداع إخواننا الذين أصروا على الحضور إلى المطار ودعناهم ولسان حالنا يقول:
          ودعته وبودي لو يودعني صفو الحياة وأني لا أودعه..



          تعليق


          • #20
            الاقليات المسلمة فى العالم ...
            ملف شامل ومتجدد
            (18)


            الإسلام في سويسرا




            سويسرا دولة اتحادية صغيرة المساحة ، وقد أعلنت بها الجمهورية في سنة ( 690هـ - 1291م ) بعد انفصالها عن حكم ( أسرة هابسبورج ) ورغم صغر مساحتها اتبعت نظام الحياد ، وهذا أكسبها احترام دول العالم وجنبها مشاكل الحروب، واختيرت مقرا للعديد من المنظمات الدولية

            الموقع والمساحة
            تقع سويسرا في جنوبي أوروبا الوسطى ، وتحدها ألمانيا من الشمال ، وإيطاليا من الجنوب ، والنمسا من الشرق ، وأما مساحة سويسرا فتبلغ ( 41.293 ) من الكيلو مترات المربعة ، ويصل عدد سكانها إلى حوالي سبعة ملايين نسمة، وعاصمة البلاد تسمى ( برن ).


            أصل السكان
            ينتمي السكان إلى العناصر الألمانية، ويشكلون أغلب سكان سويسرا، ويتحدث 75% من السكان الألمانية، ومن بين سكانها عناصر فرنسية فحوالي 20% من جملة السكان يتحدثون الفرنسية ، كما توجد عناصر إيطالية ، وحوالي 4% من السكان يتحدثون الإيطالية ، ويوجد بين السويسريين من الأجانب أكثر من مليون نسمة، ولهذا يعتبر الشعب السويسري شعب الأقليات


            وصول الإسلام إلى سويسرا
            كانت هناك بداية مبكرة لوصول الإسلام إلى قلب أوروبا ، فلقد أسس بعض البحارة الأندلسيين المسلمين دولة في جنوبي فرنسا، وغزوا الأراضي الواقعة إلى شمالهم، ففي سنة " 321هـ - 939م" وصلوا إلى ( بلدة سان غال ) في سويسرا، وأرسلوا الحملات إلى المنطقة التي تشغلها سويسرا حاليا وذلك لتأمين الأندلس ، وبنوا أبراجا في أماكن متعددة في جبال الألب، وبقي قسم من هذه الجبال تحت سيطرة العرب، وكانت تصلهم الإمدادات من البحر ، وقد بعث ( أوتون إمبراطور ألمانيا ) سفارة في شأن هؤلاء إلى ( عبد الرحمن الناصر ) خليفة الأندلس، وبعد سقوط الأندلس هاجر عدد من المسلمين فرارا من الاضطهاد الديني إلى أودية جنوب سويسرا ، وأقاموا بها ، وسكان هذه المنطقة يدعون أنهم من أصل عربي ، غير أن هذه الجماعات اندمجت في المجتمعات المحيطة بهم.

            ثم وصلت سويسرا هجرات إسلامية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، فلقد لجأت إليها أقلية مسلمة بعد الحرب العالمية الثانية ، ونتيجة لجهود بعض الدعاة اعتنق عدد من السويسريين الإسلام، ومن أوائل من دخل في الإسلام الشاعر السويسري ( فريشيوف شوون ) صاحب ديوان ( الليل والنهار ) وقبل إسلامه كان ملتحقا بدير فرنسي للرهبان ، ثم انتقل إلى الجزائر ، وبها اعتنق الإسلام ثم عاد إلى سويسرا ،وهناك قام بمهمة الداعية المسلم، فأسلم على يديه عدد من السويسريين ،و أخذ عدد المسلمين يتزايد في سويسرا نتيجة الهجرة إليها ، أو استيطان بعض المسلمين بها ، وكان عدد المسلمين بسويسرا في سنة ( 1371هـ - 1951م ) يقدر بألفين، ثم وصل عددهم إلى الثلاثين ألفا، ويقدر عددهم في الوقت الراهن بنحو أربعمائة ألف مسلم بينهم 88 ألف عربي والباقي من أصل سويسري وجنسيات أخرى لا سيما الأتراك فعددهم كبير

            الهيئات الإسلامية في جنيف
            كان للمسلمين مركز إسلامي متواضع في مدينة جنيف، يضم مكانا للصلاة، وأصدر مجلة المسلمين بالعربية والفرنسية، ولكن المركز لم يستمر طويلا، وفي سنة

            ( 1392هـ-1972م ) تأسست أول جمعية إسلامية لبناء أول مسجد بسويسرا، وتشكلت اللجنة التنفيذية للجمعية من 7 أعضاء، وانضم إليهم ممثلو الدول الإسلامية في جنيف كمستشارين، ووضعوا دستورا لها، وسجلت الجمعية رسميا، وحصلت على إذن من الحكومة السويسرية لبناء مسجد إسلامي ومركز لها.
            زار الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله سويسرا في سنة 1393هـ، ووضع الحجر الأساسي للمركز ( مركز الملك فيصل ) ويشتمل على عدد من المنشآت الإسلامية لخدمة العقيدة الإسلامية بالقرب من المقر الأوروبي للأمم المتحدة في منطقة ( لاثوريل ) في حي ( لابوتي ساكوني ) ويتكون المركز من مسجد يتسع لعدد كبير من المسلمين ومكتبة إسلامية ومدرسة بها ستة فصول لتعليم أبناء المسلمين مجانا.

            يقوم المركز الإسلامي بجنيف بالعديد من الأنشطة الإسلامية، ومنها النشاط الإعلامي الإسلامي لإبراز الصورة الحقيقية للإسلام، وتصحيح ما تراكم حولها من تشويه، وبذل الجهود للحفاظ على عقيدة الأقلية المسلمة بسويسرا، وتقديم التعليم الإسلامي المناسب لأبناء المسلمين، ورعاية الجالية المسلمة اجتماعيا.
            ولقد تم بناء المركز الإسلامي بجنيف في سنة ( 1398هـ- 1978م ) وافتتحه الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله في 25 جمادى الثانية سنة 1398هـ وتكلف بناء المركز الإسلامي بجنيف 12مليونا من الفرنكات السويسرية ، أسهمت بها حكومة المملكة العربية السعودية ،كما أوقفت عمارة سكنية في مدينة جنيف السويسرية.

            وفي الختام – نسأل الله القدير أن يوفق المسلمين في سويسرا للعمل لما فيه خيرهم وخير الإنسانية جمعاء, والله ولي التوفيق

            تعليق


            • #21
              الاقليات المسلمة فى العالم ...
              ملف شامل ومتجدد
              (19)



              الإسلام في النرويج




              تقع النرويج في أقصى شمال أوروبا ، تمتد حتى النهاية الشمالية لقارة أوروبا حيث المحيط المتجمد الشمالي ، ويحدها بحر الشمال من الجنوب ، والمحيط الأطلنطي من الغرب، والسويد وفنلندا وروسيا من الشرق.
              وتعتبر النرويج إحدى الدول الاسكندنافية وهي دولة فريدة بظواهرها الطبيعية ، وتبلغ مساحتها 877ر323 كيلو مترا مربعا وسكانها نحو خمسة ملايين نسمة ، والعاصمة تسمى ( أوسلو ).
              تعيش جماعات اللاب في شمالي النرويج ، وإلي جانبهم أقلية من الفنلنديين ، والأغلبية الباقية من سكان النرويج من النرويجيين ويعيش أكثر من نصف السكان في المدن وحوالي 40% من السكان يعيشون في القرى .

              وصول الإسلام إلى النرويج
              وصل الإسلام إلى بلاد النرويج حديثا ، وذلك عندما هاجر إليها عدد من العمال من بعض الدول الإسلامية ، وهؤلاء يعملون في الفنادق والمطاعم والحرف اليدوية ، وهناك عدد ضئيل يعمل في التجارة في الأحياء التي يعيش فيها المسلمون ، ولقد بدأت هجرة هؤلاء العمال إلى الدول الاسكندنافية منذ سنة 1960م ، ومعظمهم من باكستان وتركيا ويوغسلافيا والمغرب.

              وتعاني جماعات المسلمين من عدم معرفة اللغة النرويجية ، ومن قلة المهارة مما يجعلهم يستخدمون في الأعمال الشاقة ، وفي الفنادق والمطاعم ، كما يعملون في قطاعات أخرى ، مثل صناعة حفظ الأغذية وصناعة الملابس ، ويتقاضون أجورا زهيدة، ولقلة الدخول وانخفاض المستوى يعيش المسلمون بالنرويج في الأحياء الفقيرة أو مساكن متواضعة يقيمها أصحاب الأعمال وغالبية المسلمين في النرويج يعيشون في العاصمة أوسلو وفي مدينة برجن وكذلك في ترندهايم.

              وأخذ عدد المسلمين في التزايد فكان عدهم في سنة 1973م حوالي سبعة آلاف مسلم كان بينهم أربعة آلاف باكستاني ، وألف تركي ، والباقي من اليوغسلافيين ومن المغاربة وجنسيات أخرى
              و صل عددهم في سنة 1977م إلى تسعة آلاف ، بينهم ستة آلاف باكستاني ، وألف وخمسمائة تركي ، والباقي من اليوغسلافيين ومن المغاربة ، ويزيد عددهم الآن على عشرة آلاف مسلم.

              المنظمات الإسلامية
              المنظمات الخاصة بالمسلمين في الدول الاسكندنافية تنقسم إلى ثلاثة أنواع ، منظمات خاصة بكل عنصر أو جماعة تتحدث لغة واحدة ، ومنظمات تأخذ صبغة سياسية ثم المنظمات الدينية تعمل لخدمة احتياجات المسلمين، وفي النرويج الجمعية الإسلامية الحنيفية ، وتهتم هذه الجمعية بتعليم أبناء المسلمين قواعد دينهم ، واستأجرت لهذه الغاية شقة في مدينة أوسلو.

              والهيئة الإسلامية الثانية هي المركز الإسلامي الثقافي ، وتوجد هيئات إسلامية محدودة ، ولما كانت الحاجة ماسة إلي توحيد الهيئات والمنظمات الإسلامية في الدول الاسكندنافية لذا تكون اتحاد الجمعيات الإسلامية منذ سنة 1974م وللاتحاد فرع في مدينة أوسلو، ولرابطة العالم الإسلامي مكتب في كوبنهاجن بالدانمارك ويعاون اتحاد الجمعيات الإسلامية في النرويج بإرسال الأئمة والمدرسين.

              وقد استأجر المسلمون مراكز قبل سنوات لأداء الصلاة فيها ، ثم فكر المسلمون في بناء مسجد لهم في مدينة أوسلو بعد أن حصلوا على قطعة أرض من حكومة النرويج ، وحاجة المسلمين هناك ماسة لترجمة معاني القرآن الكريم حتى يتجاوز المسلمون مرحلة الحفاظ على شخصيتهم الإسلامية، ويباشروا مهمة الدعوة بعد تزويدهم بالكتب الإسلامية المترجمة والدعاة الذين يجيدون اللغة الاسكندنافية كما أن المسلمين في حاجة إلى مركز إسلامي، ومدارس لتعليم أبنائهم في بيئة متقدمة، وفي خضم من الحضارة التي تغيب فيها القيم الروحية.
              وختاما – نسأل الله القدير أن يوفق المسلمين في النرويج في حياتهم العامة ويسهل عليهم أمور دينهم ودنياهم بمساعدة إخوانهم المسلمين لهم في العالم، والله ولي التوفيق.



              تعليق


              • #22
                الاقليات المسلمة فى العالم ...
                ملف شامل ومتجدد
                (20)

                الاقلية المسلمة في بلجيكا

                بلجيكا مملكة تقع فى الشمال الغربى من أوروبا مساحتها (513ر30) كيلو متر مربع وعدد سكانها أكثر من عشرة ملايين نسمة.
                وينتمي معظم الشعب البلجيكي إلى فئة الفلمنكيين الذين يشكلون حوالي 55 بالمائة من سكان بلجيكا وهم من سلالة الفرانكيين وهي قبائل جرمانية احتلت ما يعرف ببلجيكا فى القرن الخامس الميلادي ويتكلمون اللغة الهولندية.

                والوالون حوالي 30 بالمائة ، ويرجع نسبهم إلى قبائل السلتية التى عاشت فى المنطقة إبان الاجتياح الفرنكى، ويتكلمون اللغة الفرنسية.
                ويعيش فى بلجيكا حاليا زهاء نصف مليون مسلم حسب تقديرات المشرفين على المركز الاسلامي والثقافي في بلجيكا ، معظمهم من المنتمين إلى الجالية الوافدة من البلاد الإسلامية وتحديدا من المملكة المغربية وتركيا وألبانيا بشكل رئيسي ، إلى جانب مختلف الجنسيات الأخرى.

                ويعد المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا أحد أهم المراكز الإسلامية فى غرب أوروبا على الإطلاق وأحد المنارات المتقدمة للدين الاسلامى فى أوروبا.
                وقد أنشئ المركز عام 1936م فى مبنى صغير مستأجر فى أحد أحياء بروكسل المتواضعة.
                وفى عام 1967م قام الملك البلجيكى الراحل بودوان الأول بإهداء الملك فيصل -يرحمه الله- جزءا من متحف الآثار الدائم لمدينة بروكسل الذى يقع فى أحد أجمل مواقع العاصمة البلجيكية وعلى بعد أمتار معدودة من مقر المفوضية الأوروبية والمجلس الاوروبى، ليكون بعد ذلك مسجدا ومقرا للمركز الإسلامي الثقافي.

                واعترفت الحكومة البلجيكية إثر هذه المبادرة عام 1968م بالدين الاسلامى كدين رسمى فى البلاد، مما يعد سابقة فى تاريخ تعامل الحكومات والدول الأوروبية مع الحضور الإسلامى فى أوروبا.

                وصادقت الدولة البلجيكية عام 1975م بإدخال دروس التربية الاسلامية ضمن البرامج المدرسية لابناء الجالية مما زاد من ثقل ومسؤوليات المركز الاسلامى والثقافى فى بروكسل.
                وفى عام 1978م افتتح الملك خالد -يرحمه الله- المركز الإسلامى الجديد، الذى بدأت رابطة العالم الاسلامى بالإشراف عليه اعتبارا من عام 1982م.
                وشهدت بروكسل فى نطاق تطوير نشاطات المركز افتتاح
                أول معهد اسلامى أوروبى عام 1983م.
                وفى عام 1986م تم افتتاح أول مسجد فى مطار العاصمة البلجيكية
                تحت إشراف المركز الإسلامي.
                ويوجد فى بلجيكا زهاء ثلاثمائة مسجد وبيت للعبادة موزعة فى مختلف أنحاء البلاد.
                ويشهد الدين الإسلامى إقبالا متصاعدا لاعتناقه والدخول فيه من قبل أبناء الشعب البلجيكى وقطاعات واسعة من الأوروبيين المقيمين فى بلجيكا، حيث لا يمر يوم واحد ولله الحمد إلا ويسلم فيه عدد من أهل البلاد لينضموا الى أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
                بعد أحداث سبتمبر

                يقول عبد السلام العريبي من منظمة حقوق الإنسان الأوروبية ببروكسل والنشط في مجال حقوق الجاليات العربية: "إن المسلمين قبل أحداث سبتمبر كانوا يعيشون كأي أقليات دينية أخرى، تمارس عقائدها الدينية في حدود ما يسمح به الدستور من مساواة في الحقوق، باستثناء بعض التصرفات العنصرية التي كان يواجهها بعض الأفراد، والتي كانت في الغالب تصرفات فردية من عناصر يمينية متطرفة، تلك التي تعادي الأجانب بصفة عامة".

                وقال العريبي إن أحداث سبتمبر تسببت في ردود فعل سلبية على الجاليات العربية مدفوعة بالدعاية الأمريكية الصهيونية بأن المسلمين وراء كل الأحداث الإرهابية، وهذا الجانب جعل الدول الأوروبية تتشدد في التعامل مع المسلمين وتضع أنشطة الجاليات تحت الرقابة، فتحظر ما تحظر منها، وتحجر على أموالها وتصادرها أو تجمدها، وفي هذا خسارة كبيرة للمسلمين في أوروبا، خاصة المنظمات التي لها توجهات خيرية في مساعدة وإنقاذ فقراء المسلمين في العالم والمنكوبين منهم.


                ويضيف قائلا:"وقد ساعدت الأحداث على محاصرة المسلمين في أرزاقهم ببلجيكا، فأصبح كثير من أصحاب العمل يرفضون تشغيل المسلمين، أو حتى تشغيل كل من يحمل اسما مسلما أو عربيا، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تراكمات سلبية بمرور السنوات ليحول المجتمع المسلم في بلجيكا إلى مجتمع أكثر فقرا، وفي هذا خطورة شديدة على المجتمع البلجيكي نفسه، ولا يختلف الأمر في بلجيكا عنه في بقية الدول الأوروبية أو الغربية عامة".

                ويقول العريبي: إن هناك جانبا إيجابيا للهجمات تمثل في تسريع الحكومات الأوروبية بإعطاء المسلمين حقوقهم الدستورية كاملة، حتى لا يؤدي غياب هذه الحقوق إلى غضب وانفجار،يؤدي إلى أعمال عنف أو إرهاب، "حيث شهدنا ظهور أول مجلس إسلامي أوروبي عام في فرنسا، واتحاد لمجالس إسلامية عديدة. وهكذا كسب المسلمون ورقة مهمة ورابحة بتوحدهم وتجمعهم عبر هذه المجالس لإعلاء كلمة الإسلام وتقديمه بصورة صحيحة للغرب ".

                أما كريم عبد الله وهو أستاذ في اللغة العربية وهو مسلم بلجيكي الأصل فيقول:
                إن المسلمين كانوا يعيشون في سلام نسبي في بلجيكا وكل الدول الأوروبية باستثناء بعض الإرهاصات أو الاحتكاكات مع الشرطة هنا أو هناك من قبل بعض الشباب المسلم من أبناء الجيل الثاني، ولكن أحداث سبتمبر تسببت في الإطاحة بما كان يتمتع به المسلمون في بلجيكا من سلام اجتماعي، فقد صعدت الأحداث العداء ضد الإسلام والمسلمين، وجعلتهم في بؤرة اتهام دائم ومستمر من قبل السلطات، ومحل اشتباه ومصدر خوف من جهة الأوروبيين، فأصبح مشهد السيدة بغطاء الرأس يثير القلق والتوتر، ومشهد الرجل ذي اللحية يثير المخاوف من العنف والإرهاب.


                ويضيف قائلا : ولكن الأحداث في ذات الوقت أحدثت نوعا من اليقظة لدى المسلمين في العالم، فبدأوا تحركات إيجابية للتوحد والتجمع معا، ومد جسور الاتصالات فيما بينهم للتشاور في شؤونهم والتعاون على ما يواجههم من حصار أو اتهامات في الغرب، كما أفرزت الأحداث عملية تصفيات للعناصر المتطرفة التي تسيء للإسلام داخل المنظمات والمؤسسات الإسلامية، فتم نبذ هذه العناصر تلقائيا حتى في داخل المنظمات والمؤسسات الإسلامية نفسها، أو تم تحييد مسار هذه العناصر وتصحيح توجهاتها، وبذلك كسب المسلمون عملية إصلاحات داخلية في مؤسساتهم في بلجيكا بصورة ملحوظة، ولكن نتائج هذه الإصلاحات لن تظهر الآن، بل ستتضح بجلاء بعد أن تنتهي هذه الموجة العالية من العداء للإسلام والمسلمين وتهدأ، وأنا أعتبرها موجة أو صرعة عداء ستهدأ بالفعل وتعود إلى معدلها الطبيعي، لأن العداء للإسلام قائم في كل زمان ومكان كما يذكر القرآن الكريم.

                ويعبر كريم عبد الله عن أسفه للمؤسسات الإسلامية التي تمت محاصرتها في البلدان الأوروبية والتي أغلقت وصودرت أنشطتها، ويقول للأسف إن المساجد والمؤسسات الإسلامية والمدارس الإسلامية أضيرت ضررا نوعيا من نتائج هذه الأحداث، وقد يمر وقت ليس بالقصير قبل أن تتمكن هذه المؤسسات من معاودة نشاطها أو إقناع السلطات الأوروبية بأهدافها الإنسانية النبيلة، وأنها لا تعمل من أجل العنف والإرهاب

                تعليق


                • #23
                  الاقليات المسلمة فى العالم ...
                  ملف شامل ومتجدد
                  (21)



                  رحلة الإسلام في المكسيك





                  ترجع أصول المسلمين في المكسيك إلى مهاجرين من تركيا وسوريا ولبنان ، والسوريون واللبنانيون في المكسيك هم أغنى طائفة ، ويزيد عددهم عن 200 ألف.
                  وقد ذكر أحد المؤرخين المكسيكيين أن مسلما من أهل الأندلس وصل إلى المكسيك من المغرب، بعد أن خطفه القراصنة في القرن السادس عشر الميلادي.

                  وقد بدأ أول تجمع للمسلمين لأداء صلاة الجمعة في النادي المصري التابع للسفارة المصرية، وقد قدمته للمسلمين كقاعة لإقامة الصلاة، وفي كل جمعة يجتمع عدد قليل من المسلمين لأداء الصلاة، ويلقي أحدهم درسا دينيا باللغة الأسبانية.
                  تأسس المركز الإسلامي في المكسيك في عام 1988م على يد الداعية عمر واتسون الذي حث المسلمين على التجمع وأداء صلاة الجمعة في المركز ومن ثم تزايد عدد المصلين وانضم عدد من المسلمين للعمل الدعوي.

                  وقد خصصت السفارة الباكستانية غرفة لأداء صلاة الجمعة، وبدأ عمر واتسون في دعوة غير المسلمين، وسمحت السفارة الباكستانية له باستعمال المكان مساء لجمع المسلمين الجدد وتعليمهم ، وتزايد عدد المسلمين حوله.

                  وفي عام 1992م وصل عدد المصلين في صلاة الجمعة إلى 35 مصلياً، وفي عام 1993م قدم سفير باكستان وسفراء دول إسلامية أخرى طلبا للحصول على أرض لبناء مسجد، ووافق عمدة العاصمة على ذلك وقدم لهم قطعة أرض، ولكن لعدم وجود المبادرة والتنسيق ضاعت الفرصة.
                  وفي سبتمبر 1995م سجل المركز الإسلامي في المكسيك رسميا لدى الدولة، واصبحت تؤدى الصلوات الخمس يوميا، وتزايد عدد المسلمين الجدد الذين كانت تعطى لهم دروس في التوحيد والفقه، وأصبحت تقدم الوجبات وتعقد اللقاءات في المركز.

                  وتوجه دعاة المركز لزيارة المسلمين في مختلف أنحاء البلاد، ودعوة غير المسلمين، وأصبح الإسلام معروفا لدى شعب المكسيك، وأخذت الإذاعات والتلفزيونات تتحدث عن الإسلام، وعرضت كتب عن الإسلام في معرض الكتاب الدولي في المكسيك وفي عدة مدن.
                  وعقدت مؤتمرات عن الإسلام في عدة جامعات ووضعت كتب عن الإسلام في المكتبات الكبرى ونشرت مقالات في الصحف الكبرى والمجلات.

                  وافتتح المركز الإسلامي قاعات للصلاة في مدن مونتيري وجوادا لاخارا وثيوداد وأوبريجون وشاباس. وأرسل المركز 8 طلاب مسلمين للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
                  وترجم المركز الإسلامي في المكسيك الكثير من الكتب الإسلامية إلى اللغة الأسبانية وطبع بعضها. والمركز الإسلامي مقره مستأجر بـ (15) ألف دولار في السنة.
                  وبنى المركز الإسلامي مسجدا صغيرا في مقاطعة شياباس. وللمركز نشاطات خاصة في رمضان، منها موائد افطار للصائمين.

                  وقد اشترت إدارة المركز أرضا على بعد 80 كيلومترا من العاصمة لبناء مقر دائم للمركز، ووضعوا حجر الأساس للمرحلة الأولى من البناء وهو بناء المسجد، وتعتزم إدارة المركز إرسال دعاة إلى الأرياف.

                  وفي مدينة مونتيري ثاني أكبر مدن المكسيك أسس المسلمون فرعا للمركز الإسلامي وفتحت قاعة للصلاة.
                  وفي مدينة توريون بنى مهاجر سوري مسجدا جميلا، وفي مدينة جواد الاخارا، ثالث مدن المكسيك افتتح المسلمون قاعة للصلاة، وفي مدينة سان كريستوبال في ولاية شياباس بنى المسلمون مسجدا صغيرا، وأصبح للمركز الإسلامي في المكسيك اتصالات مع المسلمين في
                  (20) مدينة مكسيكية .






                  تعليق


                  • #24
                    الاقليات المسلمة فى العالم ...
                    ملف شامل ومتجدد
                    (22)


                    تاريخ المسلمين في البرازيل

                    تعد البرازيل من دول أمريكا الجنوبية الأكثر جذبا للمهاجرين العرب والمسلمين منذ مطلع القرن العشرين، رغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي عصفت بها.
                    وتقع البرازيل في وسط وشمال شرقي أميركا الجنوبية، تحدّها شمالاً كولومبيا وفنزويلا وغويانا وسورينام، ومن الغرب بيرو وبوليفيا وباراغوي، وجنوباً الأرجنتين وأورغواي، وشرقاً المحيط الأطلسي، وتبلغ المساحة الإجمالية للبرازيل 965ر511ر8 كيلو متراً مربعاً.

                    وينحدر سكان البرازيل الحاليون من ثلاثة أصول رئيسة: أوروبي، وهندي أحمر، وزنجي أفريقي، ويشكل المنحدرون من أصول أوروبية 54% من مجموع سكان البلاد، ويشكل ذوو الأصول الأفريقية حوالي 31% من السكان، وهناك نسبة 12% من شتى الأعراق الأخرى.
                    أما الهنود الحمر ـ وهم السكان الأصليون ـ فإن عددهم الحالي، بعدما تعرضوا لأعمال الإبادة المتكررة، لا يتجاوز 250 ألف شخص حسب إحصاءات 1996، وغالبيتهم يتجمعون في مناطق الأمازون الأقصى.


                    عدد سكان البرازيل 6ر169 مليون نسمة وفقاً للتعداد الذي أجراه معهد الإحصاء البرازيلي في العام 2000، يتركز معظم السكان على سواحل الأطلسي.

                    وصول المسلمين إلى البرازيل
                    يعود تواجد المسلمين على هذه الأرض إلى فجر اكتشاف القارة الأميركية، فعندما رست سفينة "كابرال" على ساحل البرازيل، كان برفقته ملاحون مسلمون ذوو شهرة عظيمة أمثال شهاب الدين بن ماجد وموسى بن ساطع، ويؤكد المؤرخ البرازيلي الشهير جواكين هيبيرو في محاضرة ألقاها عام 1958م ونشرتها صحف البرازيل، أن العرب المسلمين زاروا البرازيل، واكتشفوها قبل اكتشاف البرتغاليين لها عام 1500م، وإن قدوم البرتغاليين إلى البرازيل كان بمساعدة البحارة المسلمين الذين كانوا أخصائيين ومتفوقين في الملاحة وصناعة السفن.

                    وصول المسلمين الأندلسيين إليها:
                    هاجر بعض المسلمين الأندلسيين سراً إلى البرازيل هرباً من اضطهاد محاكم التفتيش في إسبانيا بعد هزيمة المسلمين فيها، ولما كثرت الهجرة الإسلامية الأندلسية إلى البرازيل، أقيمت هناك محاكم تفتيش على غرار محاكم التفتيش في إسبانيا، وحددت صفات المسلم، وعمدت إلى حرق الكثيرين منهم أحياء.


                    المسلمون الزنوج:
                    تؤكد الوثائق التاريخية المحفوظة في المتاحف البرازيلية، أن أكثرية المنحدرين من الأفارقة الذين جيء بهم "كعبيد" إلى البرازيل هم من جذور إسلامية، وأنهم كانوا يقرأون القرآن باللغة العربية، وقد وصلت أفواج "الرقيق" إلى البرازيل عام 1538، ولم تمضِ 40 سنة حتى نقل إليها 14 ألف مسلم مستضعف والسكان لا يزيدون على 57 ألفاً، وفي السنوات التالية أخذ البرتغاليون يزيدون من أعدادهم إذ جلبوا من أنغولا وحدها 642 ألف مسلم زنجي، وجلّ هؤلاء السود جيء بهم من غرب أفريقيا، على أن أبرز مجموعاتهم هي التي اختطفت من المناطق الأفريقية: مناطق داهوتي، وأشانتي، والهاوسا، والفولان، والبورنو، واليوربا..
                    وحُمِل هؤلاء المسلمون في قعر السفن بعد أن رُبطوا بالسلاسل الحديدية، ومات منهم من مات وألقي في البحر من أصيب بوباء أو حاول المقاومة.


                    اقتلع هؤلاء بالقوة من محيطهم ليكونوا آلات (خدماً مسخرين) في هذه البلاد، وليس سهلاً تقدير أعداد هؤلاء المنكوبين الذين كانوا يعدّون بالملايين، والذين ظلوا ينقلون من أفريقيا إلى البرازيل وإلى كل أميركا مدة تزيد عن ثلاثة قرون.

                    شهادة مؤرّخ
                    يقول المؤرّخ "فريري": كان هؤلاء المسلمون السود يشكلون عنصراً نشيطاً مبدعاً، ويمكن أن نقول إنهم من أنبل من دخل إلى البرازيل خلقاً، اعتبروهم عبيداً.. لم يكونوا حيوانات جر أو عمّال زراعة في بداية دخولهم.. لقد مارسوا دوراً حضارياً بارزاً، وكانوا الساعد الأيمن في تكوين البلد الزراعي.. إن البرازيل مدينة لهم في كل شيء: في قصب السكر والقهوة التي جلبوها والقطن والحبوب، حتى الأدوات الزراعية الحديدية كلها أفريقية، كانت وسائل التقنية عندهم أكثر تقدماً من وسائل الهنود ومن وسائل البرتغاليين أنفسهم.


                    كان هؤلاء المسلمون الزنوج أهم عنصر في عملية تحضّر البلاد، ويُذكر أن أسيادهم الأميين الذين جلبوهم لاسترقاقهم كانوا يتخاطبون مع الأوروبيين من خلال هؤلاء العبيد المتحضرين، يكتب العبد المسلم رسالة السيد إلى زميله السيد الآخر الذي يقرأ له الرسالة عبده المسلم المتعلّم!!

                    الصمود والشهادة
                    كان مع هؤلاء المستعبدين شيوخهم الذين يعظونهم ويرشدونهم ويفقهونهم في الدين، وينزلون معهم الأكواخ ويعلمونهم القرآن ومبادىء الشريعة الإسلامية السمحاء.
                    وبعد أن ازداد عددهم، وقويت عزيمتهم، قاموا بعدة ثورات إسلامية تحررية، كان من أهمها تجمع المتمردين منهم في "بالميرس" في شمالي البرازيل، في القرن السابع عشر، ولم تستطع السلطات البرتغالية إيقاف مد المسلمين إلا بعد مقاومة طويلة والاستعانة برجال الحدود من مقاطعة باوليستا أي "ساوباولو".


                    ثم حدثت سلسلة من الثورات في العقود الأولى من القرن التاسع، قام بها هؤلاء المسلمون في الأقاليم الساحلية خاصة في "باهيا" وكانت قيادة الثورات بأيدي شيوخ الهاوسا، لكن ثوراتهم سحقت بمنتهى الوحشية والقسوة، وقد أجبرهم البرتغاليون على ترك دينهم وتغيير أسمائهم، لكن المسلمين لم يستسلموا وظلت ثوراتهم تتكرر وآخرها تلك الثورة الشاملة التي قامت في "باهيا" عام 1835.

                    وقد قاد الثورة ووجّهها الشيوخ ومعظمهم من ممالك البورنو وسكوتو، وكانوا مؤدبين ووعاظاً وأئمة مساجد ومعلمين للقرآن الكريم، لكن البرتغاليين سحقوهم بوحشية، وظلّت جثث المسلمين تتعفن مدة طويلة على قارعة الطريق، وفي عتمة "السنزالات" الخربة، وهذه السنزالات عبارة عن أقبية كان البرتغاليون يودعون فيها أولئك المسلمين الذين سُحقت ثورتهم، ويقال إن كلمة "زنزانة" جاءت من هذه اللفظة البرتغالية.

                    وخمدت الثورة بعد ذلك إلى الأبد وتنصّر من المسلمين من تنصّر بالقوة واستشهد من استشهد، وعادت الوثنية إلى أعداد منهم، وما زالت بعض شعائر الوثنية تقام بينهم إلى اليوم في البرازيل.

                    وتقول الروايات أن النقوش الموجودة في سقوف كنائس باهيا والسلفادور فيها عدة آيات من القرآن الكريم دون أن يشعر القيمون عليها بذلك، لأنهم لا يجيدون العربية، ويتصوّرونها مجرد رسوم، وفي الأصل كانت هذه الكنائس مساجد.

                    هجرات المسلمين في العصر الحديث
                    بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بدأت طلائع المهاجرين الجدد تصل إلى البرازيل من بلاد الشام وفلسطين ولبنان، أملاً في كسب لقمة العيش، وجمع المال بعد الفقر الذي عانوه في بلادهم، ولقد جاء هؤلاء المهاجرون الجدد بثقافة دينية عبارة عن عاطفة فطرية نحو هذا الدين، الأمر الذي أدّى إلى انعكاس هذا الضعف الديني على الجيل الأول، فخرج لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه.


                    وبعد الحرب العالمية الثانية، كثرت هجرات المسلمين إلى البرازيل ولا سيما بعد احتلال فلسطين وما رافق ذلك من توترات سياسية في المنطقة العربية.

                    يشكّل المسلمون اليوم في البرازيل ما نسبته 1ر5% من مجموع عدد السكان، وأكثر تجمعاتهم في ولايات ساوباولو وريو دي جنيرو وبارانا وريوغراندي دي سول، ولا توجد إحصائيات دقيقة بالنسبة إلى عددهم، إذ تقدّر بعض المصادر عدد المسلمين في البرازيل بحوالي مليونين.
                    والجدير بالذكر أن كلمة "توركو" كلمة يطلقها البرازيليون ـ ومن قبلهم أطلقها البرتغاليون ـ على كل عربي مهما كانت ديانته، وسبب هذه التسمية كما يقال في البرازيل، أن الدولة العثمانية العليا كانت تحكم كثيراً من أقطار العالم، وصادف أن عيّنت سفيراً لها في البرازيل، فعند وصول السفير العثماني إلى ميناء ريو دي جنيرو، أثناء احتفال البرازيل بكرنفال شباط، لم يحلُ للسفير العثماني ما يقام في الكرنفال، حيث الناس يكونون شبه عراة، فقطع زيارته على الفور، وعاد إلى بلاده، فغضبت حكومة البرازيل آنذاك، واعتبرته متخلفاً متوحشاً، وأطلق الناس على كل من يمت بصلة إلى الإسلام أو المسلمين أو للعروبة اسم "توركو".


                    بدايات العمل الإسلامي
                    يقطن في ساوباولو حوالي 700 ألف مسلم ينتشرون في مركزها والضواحي، واللافت أن العدد الكبير منهم يعمل في التجارة، فمدينة ساوباولو مدينة تجارية بامتياز، إذ سرعان ما يتعلم الوافد إليها أصول التجارة فيها، ومع هذا فإن منهم من يمارس مهنة الطب والمحاماة والهندسة، لقد حرص المغتربون على تعليم أبنائهم، إلا أن العمل بالتجارة يكاد يستهوي الجميع.

                    وعند الحديث عن بدايات العمل الإسلامي في ساوباولو، يعيدنا محدّثون من أبناء الجالية بالذاكرة إلى باكورة هذه الأعمال وهي: الجمعية الخيرية في ساوباولو التي تعتبر أقدم الجمعيات الإسلامية في البرازيل والمعروفة بأم الجمعيات وتعتبر أول جمعية خيرية إسلامية تأسست في جنوب القارة الأميركية، وترجع جذورها إلى عام 1926م، حيث تشكلت أول لجنة من المهاجرين المسلمين، وكان من أهداف هذه الجمعية بناء بيت يذكر فيه اسم الله، وحال دون ذلك إمكانيات المسلمين المادية الضعيفة والحرب العالمية الثانية، فتأخر بناء المسجد حتى عام 1957.
                    وكانت هذه الجمعية قد أصدرت صحيفة "النشرة" عام 1933، ثم صحيفة "الذكرى" 1937، ثم صحيفة "الرسالة" ثم "العروبة" أخيراً.


                    وفي بداية السبعينات، أسست الجمعية أول مدرسة إسلامية عربية سمّيت باسم الحي الذي أنشئت فيه، وهي مدرسة "فيلا كارون"، واستطاعت الجمعية بفضل الله تعالى الحصول على قطعة أرض واسعة اتخذت كمقبرة لدفن موتى المسلمين، وهذه المقبرة تقع في منطقة غواروليوس، وتبعد حوالي 25كلم عن مسجد ساوباولو.
                    وفي بداية السبعينات عقد أول مؤتمر إسلامي في البرازيل، بل في القارة الجنوبية، وكان قد نظم هذا المؤتمر وزارة الأوقاف المصرية بالتعاون مع دوائر الأزهر. واشترت الجمعية البناء المجاور للمسجد وأقامت فيه طابقين يستخدم للمحاضرات، ولأفراح المسلمين وأحزانهم.
                    وبالنسبة للمراكز الأخرى في هذه المدينة وفي ضواحيها، فإن عددها قد زاد كثيراً في الثمانينات من القرن الماضي و إلى الآن .


                    تعليق


                    • #25
                      الاقليات المسلمة فى العالم ...
                      ملف شامل ومتجدد
                      (23)



                      المسلمون في " سري لانكا "

                      دولة سري لانكا إحدى الدول الآسيوية ولها صلة تاريخية قديمة وحديثة مع البلاد العربية والإسلامية. وتقع جزيرة سري لانكا في جنوب بلاد الهند ويفصل بينهما (مضيق لول) الذي لا يزيد اتساعه عن 20 ميلاً، وتبلغ مساحتها 64454 كيلو مترا مربعا والعاصمة تسمى (كولومبو) .

                      أصل السكان
                      يبلغ عدد السكان في جزيرة سري لانكا نحو 19 مليون نسمة، وأما عدد المسلمين منهم نحو مليوني مسلم.
                      وينقسم سكان جزيرة سري لانكا من حيث الأصل إلى عنصرين كبيرين، فالعنصر الأول هم جماعة (التاميل) الذين يرجع أصلهم إلى العنصر الدرافيدي وقد هاجروا من شمال الهند الى سري لانكا منذ زمن بعيد وسكنوا النصف الشمالي من الجزيرة، ويجمع التاميل بين حضارة الهند القديمة وحضارة الغرب الحديثة، فمن آثارهم المعابد الكبيرة والتاميل يمتازون بالتفوق في التجارة، وكذلك يشتغلون بالإدارة والصناعة والمهن المختلفة.

                      والعنصر الثاني، هم جماعة (السنهاليين) ويرجع أصل معظمهم إلى العنصر الملاوي الجاوي ويسكنون في النصف الجنوبي من الجزيرة ويشتغلون بأعمال مختلفة.
                      وهناك جماعة ثالثة وهم (الهنود المهاجرين) إلى سري لانكا في الأزمان القريبة ويمتازون بنشاطهم الكبير في التجارة والصناعة، وقد نقل هؤلاء معهم إلى الجزيرة بعض عقائدهم الهندوسية والبوذية.

                      ثم هناك جماعة رابعة، وهم من (المسلمين) ويرجع أصل معظمهم إلى العرب وبعضهم إلى الملاويين الجاويين والفرس والهنود.

                      وصول الإسلام إلى سريلانكا
                      إن تاريخ دخول الإسلام إلى جزيرة سيلان أي (سري لانكا) غير واضح في التاريخ، وعلى العموم تعتبر سري لانكا من البلاد الواقعة بالقرب من بلاد الهند والسند التي بدأ فيها انتشار الإسلام منذ القرن الأول للهجرة وكانت لها علاقات مختلفة معها، وفي الغالب كانت تقيم بعض الجاليات العربية في جزيرة سري لانكا في تلك الفترة المبكرة حسب ما تشير إليه بعض المراجع العربية مثل تاريخ فتوح البلدان للبلاذري وتاريخ اليعقوبي والكامل لابن الأثير، بسبب قيام بعض العرب بالتجارة في شبه القارة الهندية وفي جزيرة سيلان التي كانت تسمى عند بعض العرب (بجزيرة الياقوت).


                      ويعيش معظم المسلمين في المنطقة الشرقية من جزيرة سري لانكا وبعضهم يعيشون في منطقة الحصن القديم (كالي) ويشتغلون بالتجارة والزراعة.
                      وأغلبية هؤلاء المسلمين في سري لانكا من أصل عربي وهم من بقايا الجاليات العربية التي سكنت تلك البلاد في القرن الأول للهجرة، ومن البحارة التجار العرب الذين وصلت سفنهم التجارية قبل أكثر من ألف سنة قادمة من بعض البلاد العربية، كما أن بعضهم من البحارة التجار الفرس والجاويين والهنود الذين قدموا من بلاد فارس وجاوة والهند إلى سيلان، بقصد التجارة بالذهب والمجوهرات والعاج والقرفة وطير الطاووس وغير ذلك.

                      وقد أقيم الملتقى الإسلامي الأول لدول آسيا في مدينة (كولمبو) في سريلانكا في شهر ربيع الأول من عام 1414هـ تحت عنوان "المسلمون في آسيا والتحديات الحضارية" وقام رئيس جمهورية سريلانكا بافتتاح الملتقى وحضره العلماء والمفكرون من عشرين دولة من دول العالم بينهم معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية آنذاك والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي حالياً.

                      وكان الهدف من ذلك الملتقى هو دراسة أوضاع المسلمين في دول آسيا من النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ومواجهة التحديات الحضارية ووضع الحلول المناسبة لها، وكذلك إيجاد كيان قاري جامع لمسلمي آسيا وإيجاد الطرق للتعاون بين الجمعيات والهيئات والمنظمات.
                      المساجد

                      ويوجد في سريلانكا مساجد كثيرة وبعضها مساجد بديعة البناء ورائعة التنسيق ولعل (مسجد بيرولا) أروعها وأبدعها على الإطلاق، وأيضاً (جامع كولمبو) الكبير الذي يقع وسط حدائق القرفة والأزهار الجميلة، وهناك مساجد أخرى صغيرة حسب مواقع المسلمين في سري لانكا.
                      وكذلك توجد بعض جمعيات إسلامية أهمها (رابطة مسلمي سري لانكا) و(الرابطة الملاوية) وهما تتبعان منذ عام 1946م للحزب الوطني الموحد في جزيرة سري لانكا، وتشرف هذه الجمعيات الإسلامية على تدريس العلوم الإسلامية لأبناء المسلمين في مدارس خاصة بالرغم من ظروفها الاقتصادية الصعبة، وتقوم أيضاً بتوضيح تعاليم الإسلام السمحة لكل من يريد معرفتها حتى ينتشر الإسلام شيئاً فشيئاً بين جميع السكان في تلك البلاد.

                      تعليق


                      • #26
                        الاقليات المسلمة فى العالم ...
                        ملف شامل ومتجدد
                        (24)




                        المسلمون فى تركستان الشرقية
                        إنها مأساة إسلامية غابت عن أذهان كثير من المسلمين.. مأساة قابلة للإنفجار نتاج التسلط الشيوعي المتمثل في الاحتلال الصيني.. تقع تركستان الشرقية في وسط آسيا الوسطى، ويحدها من الشمال روسيا، ومن الغرب قازاخستان وقرغيزيا وطاجكستان، ومن الجنوب باكستان والهند، ومن الشرق الصين، ومن الشمال الشرقي منغوليا..

                        تقدر مساحتها بـ1.6مليون كم2، أي أنها تشكل حوالي سدس المساحة الإجمالية للصين بما في ذلك المستعمرات..
                        وأما عدد سكانها فهو يزيد عن 13مليون نسمة يتوزعون على جنسيات عدة لعل منها: 6مليون من الإيجور، ومليون من الكزاك و90.000 الأقليات التركمانية..


                        دخل الإسلام بلاد التركستان الشرقية عام 934م عن طريق الإيجور "ستاتوك بوجرخان" الذي اعتنق الإسلام قبل أن يتولى العرش ويصبح حاكم ولاية أوجور.. وبعد أن أصبح حاكماً اتخذ لنفسه اسماً مسلماً هو "عبدالكريم ستاتوك" وبإسلامه أسلم معظم التركمان من السكان وسكان وسط آسيا، لتصبح تركستان بعد ذلك مركزاً رئيساً من مراكز الإسلام في آسيا..
                        استمرت تلك الحضارة الإسلامية زهاء الألف سنة كان من نتاجها نخبة من مصابيح الهدى ومنارات العلم كالبخاري، والترمذي، والزمخشري، وغيرهم من العلماء..

                        ثم جاء الصينيون بكفرهم ليعكروا صفو هذه الحضارة العظيمة فتسنى لهم ذلك بعَدِّهم وعتادهم مرة، وبمساعدة الغرب الكافر مرات أُخر إلى أن تولى الشيوعيون مقاليد الحكم في الصين عام 1949م ليمارسوا مع إخواننا المسلمين هناك أسوأ ألوان المسخ العقدي المتمثل في إبعادهم الكامل عن دينهم، وقطع صلتهم بحضارتهم الإسلامية..

                        يقول الكاتب "محمد إركن البتكن" في مقالة له بعنوان "اضطهاد المسلمين التركمان في تركستان الشرقية".. لقد ألغى الشيوعيون الكتابة العربية التي كان المسلمون يستخدمونها لمدة ألف سنة ماضية، وأتلفوا 730ألف كتاب باللغة العربية بما في ذلك نسخ من القرآن الكريم، وذلك تحت شعار محاربة "مخلفات الماضي".. وصادروا ممتلكات الوقف لقطع موارد الأنشطة الدينية تحت شعار "الإصلاح الزراعي" وأغلقوا كل المدارس الملحقة بالمساجد وكانت هذه عادة المسلمين في بناء المدارس وإجبارهم على تعلم مبادئ ماركس ولينين رماو، وأغلقوا 29ألف مسجد في جميع أنحاء تركستان الشرقية وتحويلها إلى سكنات عسكرية واسطبلات ومجازر، وقبضوا على 54ألف إمام وتم تعذيبهم وتشغيلهم بالسخرة في تنظيف المجاري والعناية بأمر الخنازير...

                        ولكل ما سبق فقد قام التركمان المسلمون بالدفاع عن عقيدتهم وبلدهم وكان ذلك بين سنتي 1950-1972م. وكانت المحصلة:
                        - إعدام 360ألف شخص مسلم.
                        - هرب أكثر من 100ألف مسلم إلى البلاد المجاورة.
                        وما إن هلك الشيوعي "ماوتسي تونج" حتى خفت حدة الحرب على المسلمين لكنها لم تنطفئ خاصةً مع مطالبة إخواننا هناك بالاستقلال، وهو حق لهم وعدهم بتنفيذه الشيوعيون عندما تولوا مقاليد الحكم، ولكنهم الشيوعيون يتفقون مع إخوانهم اليهود في الغدر والخيانة فكيف يتنازلون عن مبدئهم..


                        إن الشيوعيون الآن يرمون إلى تصيين المسلمين كلياً، وتمثيل ذلك في الشعار الموضوع عندهم حالياً.. فتح تركستان الشرقية وقد اطلقوا هذا الشعار عام 1990م وكان من نتاجه أن أصبحت نسبة المستعمرين الصينيين في تركستان المسلمة 60%، بينما نسبة أهل البلاد 40% فقط لا غير.. إن سياسة الانفتاح التي تطبقها الإدارة الصينية في تركستان الشرقية تستهدف فتح الطريق أمام إسكان الصينيين، ونهب ثروات البلاد الطبيعية، وتكثيف عمليات نقل هذه الثروات إلى داخل الصين، وأخيراً القضاء على الشعب التركستاني المسلم بصهره في المجتمع الصيني صهراً كاملاً وطمس معالم الإسلام عنده..

                        نشرت مجلة المجتمع في عددها "1383" خبراً مفاده تغريم مدرس للقرآن الكريم ما يعادل 1000دولار، وتغريم ستة شباب قيمة 150دولار، وتغريم أولياء أمورهم القيمة نفسها - مع ملاحظة الفقر المدفع الذي يعانيه شعب تركستان الشرقية مع أن أرضهم أرض خير وعطاء.. و جريمة هؤلاء هي تعليم القرآن الكريم في مدينة "لوب" بتركستان الشرقية.. ولا شك أن هذه الحادثة هي واحدة من آلاف حوادث المداهمة يومياً على مستوى تركستان الشرقية.

                        إخواني المسلمين مع كل ما سبق من جهود مضنية في سبيل القضاء على الإسلام هناك فإن حرص المسلمين هناك على إسلامهم يزداد يوماً بعد يوم، وما يبذله رجال العلم هناك في سبيل تعليم الشعب أحكام دينه وقواعده وأخلاقه يلحظه كل متابع لأخبارهم.. فلنمد لهم يد العون والمساعدة، ولنرفع أكف الضراعة إلى المولى القدير بأن يزيل كربتهم، ويعيد لهم حقهم في الاستقلال الكامل، وأن يقهر عدوهم الشيوعي الذي عاث في الأرض علواً وفساداً..

                        فإنه نعم المولى ونعم النصير

                        تعليق


                        • #27
                          الاقليات المسلمة فى العالم ...
                          ملف شامل ومتجدد
                          (25)
                          مسلمو أراكان غرباء في أوطانهم!

                          الروهنجيا شعب مسلم يعيش مأسأة متجددة، آخر فصولها عمره أكثر من نصف قرن. عددهم سبعة ملايين، لكنهم يعيشون غرباء في بلادهم، فبورما التي ضمت إقليمهم المسمى " أراكان " حرمتهم من جنسيتها وأغرقت الإقليم بالمستوطنين البوذيين، وأوكلت إليهم حكمه! فما هي قصة الروهنجا وبلادهم أراكان.

                          السكان والأرض
                          كلمة "روهنجيا" مأخوذة من "روهانج" -اسم أراكان القديم- وتطلق على المسلمين المواطنين الأصليين في أراكان، وهم ينحدرون من الأصول العربية والمور والأتراك والفرس والمنغول والباتان والبنغاليين، ومعظمهم يشبهون أهل القارة الهندية شكلاً ولونًا ولا يزالون متمسكين بالعقيدة الإسلامية رغم الأحداث المريرة والانتهاكات الصارخة التي جرت ضدهم خلال القرون العشرة الماضية.


                          معظم رجال "الروهنجيا" يعملون في الحقول والزراعة والرعي وقليل منهم يشتغلون بالتجارة والتعليم والطب والهندسة والمهن الأخرى. وأما نساؤهم فغالبهن مع كونهم ربات البيوت يساعدن أزواجهن في أعمال الزراعة، ويعملن في الحقول البيتية وتربية حيوانات البيوت.
                          أما الوظائف الحكومية فبابها مسدود أمام المسلمين الروهنجيا، والنسبة الضئيلة التي حصلت على الوظائف أجبروا على تغيير أسمائهم الإسلامية، وبسبب التمييز العنصري من قبل السلطة البوذية، انسد باب تقدمهم في مجالات علوم الطب والهندسة والقانون، والذين حصلوا على الشهادات والمؤهلات العلمية نسبتهم قليلة جدًّا.

                          أما خريجو المدارس الدينية وعلماؤهم فهم الذين يحملون المسؤولية الكبرى لتعليم أبنائهم وأولادهم وتربيتهم، وتوجيه عوامهم نحو تعاليم الإسلام ومفاهيمها الصحيحة، ويلاحظ أن السلطات البوذية تقوم بكل الوسائل المانعة أمام هؤلاء العلماء والمدارس.
                          ويبلغ عدد المدن في أراكان نحو 17 مدينة، أكبرها العاصمة مدينة أكيان التي تقع في شمال أراكان، على مصب نهر كلادان وهي ميناء رئيسي لأراكان، ولا يوجد في كل أراكان أكثر من 150 ميلاً مرصوفًا صالحاً للنقل والمواصلات في جميع المواسم. ولا توجد خطوط للسكك الحديدية بعد توقف الخط الذي أنشأه الاستعمار البريطاني، وكان يربط مدينة شيتاغونغ في جنوب بنغلاديش ومدينة بوسيدونغ في شمال أراكان، ومن أهم وسائل المواصلات لأراكان مع بورما الطرق البحرية والجوية، وبالإضافة إلى ذلك يوجد ثلاثة مضائق جبلية أيضًا، وهي التي تربط أراكان مع بورما عن طريق البر، ومنها مضيق تنغوب، وهو الوحيد الصالح للمرور بسيارات النقل في جميع المواسم.

                          كيف دخل الإسلام أراكان
                          يقول الشيخ دين محمد أبو البشر -رئيس منظمة تضامن الروهنجيا-: إن الإسلام دخل في بورما عن طريق أراكان في القرن الأول الهجري، بواسطة التجار العرب وعلى رأسهم الصحابي الجليل وقاص بن مالك رضي الله عنه، ومجموعة من التابعين وأتباعهم. حيث كان العرب يمارسون مهنة التجارة، ولأجلها يسافرون إلى أقاصي البلاد ودانيها. وفي يوم من الأيام انكسرت سفينتهم أثناء سفرهم للتجارة في وسط خليج البنغال على مقربة من ساحل أراكان، فاضطروا إلى اللجوء إلى جزيرة رحمبري بأراكان ، وبعد ذلك توطنوا في أراكان وتزوجوا من بنات السكان المحليين.

                          وحيث إنهم وعوا قوله صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية" وقوله: "فليبلغ الشاهد الغائب". بدأوا بممارسة الأعمال الدعوية بين السكان المحليين، بالحكمة والموعظة الحسنة. فبدأوا يدخلون في دين الله أفواجا. ثم تردد عليها الدعاة من مختلف مناطق العالم. وازداد عدد المسلمين يومًا فيومًا، إلى أن استطاع المسلمون تأسيس دولة إسلامية في أراكان منذ عام 1430م، بيد سليمان شاه.

                          واستمرت الحكومة الإسلامية فيها أكثر من ثلاثة قرون ونصف إلى أن هجم عليها البوذيون عام 1784م.
                          وهكذا انتشر الإسلام في جميع مناطق بورما حتى بلغ عدد المسلمين حاليًّا عشرة ملايين مسلم، من بين مجموع سكانها البالغ خمسين مليون نسمة، أي 20% من إجمالي عدد سكان بورما ، أربعة ملايين منهم في أراكان، والبقية منتشرون في جميع المناطق .

                          أما في اراكان وحدها فتبلغ نسبة المسلمين 70%، منهم حوالي أكثر من مليوني مسلم من الشعب الروهنجيا يعيشون حياة المنفى والهجرة في مختلف دول العالم .
                          وكانت بورما منذ سيطرتها على أراكان المسلمة عام 1784م تحاول القضاء على المسلمين، ولكنها فقدت سلطاتها بيد الاستعمار البريطاني عام 1824م ، وبعد مرور أكثر من مائة سنة تحت سيطرة الاستعمار نالت بورما الحكم الذاتي عام 1938م. وأول أمر قامت به بورما بعد الحكم الذاتي هو قتل وتشريد المسلمين في جميع مناطق بورما حتى في العاصمة رانغون ، واضطر أكثر من 500.000 خمسمائة ألف مسلم إلى مغادرة بورما.
                          وفي عام 1942م قام البوذيون بمساعدة السلطة الداخلية بتنفيذ حملة قتل ودمار شامل على المسلمين في جنوب أراكان، حيث استشهد حوالي مائة ألف مسلم. ومنذ أن حصلت بورما على استقلالها من بريطانيا عام 1948م شرعت في تنفيذ خطتها لبرمنة جميع الشعوب والأقليات التي تعيش في بورما.

                          وفعلاً نجحت في تطبيق خطتها خلال عدة سنوات. لكنها فشلت تمامًا تجاه المسلمين، إذ لم يوجد أي مسلم بورمي ارتد عن الإسلام أو اعتنق الديانة البوذية أو أي دين آخر.
                          فلما أحست بورما هذه الحقيقة غيرت موقفها وخطتها من برمنة المسلمين إلى "القضاء على المسلمين واقتلاع جذور الإسلام من أرض بروما"، وذلك بقتل ونهب وتشريد ومسخ هوتهم وطمس شعائرهم وتراثهم، وتغيير معالمهم وثقافتهم.

                          ومنذ أن استولى الجيش على مقاليد الحكم عام 1962م اشتدت المظالم على المسلمين بطريق أوسع من السابق ، ففي عام 1978م شردت بورما أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنغلاديش ، وفي عام 1982م ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم متوطنين في بورما بعد عام 1824م (عام دخول الاستعمار البريطاني إلى بورما) رغم أن الواقع والتاريخ يكذّب ذلك، وفي عام 91-1992م شردت بورما حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنغلاديش مرة أخرى.
                          وهكذا يستمر نزوح المسلمين إلى بنغلاديش ومنها إلى بلاد أخرى كل يوم؛ لأن الحكومة خلقت جو الهجرة، فالوضع الذي يعيشه مسلمو أراكان مأساوي جدًّا. فهم محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية، وهناك مئات الآلاف من الأطفال تمشي في ثياب بالية ووجوه شاحبة، وأقدام حافية، وعيون حائرة لما رأوا من مظالم واعتداءات البوذيين. حيث صرخات الثكالى والأرامل اللائي يبكين بدماء العفة، يخطف رجالهن ويعلقون على جذوع الأشجار بالمسامير، حيث تقطع أنوفهم وأذانهم، ويفعل بهم الأفاعيل، وعشرات المساجد والمدارس تدمر بأيدٍ نجسة مدنسة.

                          القتل الجماعي
                          ويشير الشيخ أبو البشر إلى أن الآونة الأخيرة شهدت تكثيف برامج إبادة الجنس وتحديد النسل فيما بين المسلمين، حيث أصدرت الحكومة قرارات عدة، منها قرار يمنع زواج المرأة المسلمة قبل سن 25 سنة من عمرها، بينما لا يسمح للرجل بالزواج إلا بعد مرور 30 سنة من عمره. ولا يمكن الزواج إلا بعد الحصول على التصريح المكتوب من إدارة قوات الأمن الحدودية "ناساكا" والذي لا يعطي إلا إذا توفرت الشروط، وهي: تقديم الطلب مع الصور الفوتوغرافية لكل من العريس والعروس، ثم إحضارهما إلى قاعدة "ناساكا" للفحص والتأكد من عمرهما، وأنهما مؤهلان للزواج، وعلى الرغم من ذلك فإن "ناساكا" لا تسمح بالزواج إلا بعد تقديم رشوة بمبلغ كبير يرضيها، والذي لا يقدر الجميع على تسديده، كما أنها لا تسمح في سنة كاملة لأكثر من عشرين أسرة بالزواج في القرية التي تتكون من ألفي أسرة. فإذا خالف أحد هذا القرار المرير فعقوبته تفكيك الزواج والاعتقال لمدة ستة أشهر وغرامة خمسين ألف كيات بورمي.

                          وبعد الزواج يتحتم على الزوج إحضار زوجته الحامل إلى قاعدة إدارة قوات الأمن الحدودية "ناساكا" كل شهر حتى تضع حملها، وفي كل مرة لابد من دفع الرسوم بمبلغ كبير، وذلك للتأكد- كما تقول السلطة- على سلامة الجنين، ولتسهيل إحصاء المواليد بعد الولادة. الهدف من ذلك كما يقول الشيخ أبو البشر، وهو استفزاز المسلمين، وإقناعهم بأنهم ليس لهم أي حق للعيش في أراكان بأمن وسلام.

                          وعلى الصعيد السكاني فإن الحكومة مازالت تقوم بإحداث تغيرات ملموسة في التركيبة السكانية لمناطق المسلمين. فلا توجد أية قرية أو منطقة إلا وأنشأت فيها منازل للمستوطنين البوذيين وجعلت السلطة في القرية في أيديهم. ومنذ عام 1988م قامت الحكومة بإنشاء ما يسمى بـ"القرى النموذجية" في شمال أراكان، حتى يتسنى تشجيع أسر " الريكهاين" البوذيين على الاستقرار في هذه المناطق.
                          وجلبت هؤلاء البوذيين من أماكن مختلفة حتى من بنغلاديش إلى هذه القرى النموذجية، ومنحتهم أراض وبيوتاً جاهزة شيدت بأيدي المسلمين بدون أجر، وقد أدت مصادرة الأراضي من المسلمين ومنحها إلى الريكهاين البوذيين إلى توتر شديد بين المسلمين.

                          وفي ظل أجواء من عدم الاستقرار الأمني والديني والاجتماعي للمسلمين في بورما جراء ممارسات البوذية العسكرية التي تطبق إجراءات وخطوات مأساوية تهدف إلى القضاء على المسلمين وطمس شعائرهم ومسخ ثقافتهم وتراثهم، أقدمت السلطة على إصدار قرار يمس مشاعر المسلمين، وهو حظر تأسيس مساجد جديدة، وعدم إصلاح وترميم المساجد القديمة، وتدمير المساجد التي تم بناؤها أو إصلاحها في خلال عشر سنوات منصرمة في إقليم أراكان. وبموجب هذا القرار فإن السلطة هدمت إلى الآن أكثر من 72 مسجدًا.

                          وجدير بالذكر أن في بورما أكثر من 2566 مسجدًا، كما يوجد أكثر من 1095 مدرسة وجامعة إسلامية. ومنها في أراكان وحدها 1538 مسجدًا، 405 مدارس وجامعات إسلامية.
                          وفي بداية شهر فبراير من العام الماضي قام المشاغبون البوذيون في مدينة أكياب بإحراق وتدمير قرى المسلمين، وقتل وتشريد سكانها، فخلفوا خمسمائة قتيل وأكثر من ألفي جريح.
                          وفي شهر مايو من العام نفسه شن البوذيون هجومًا على المسلمين في مدينة تونجو على مقربة من عاصمة رانغون بالتعاون مع السطة العسكرية، مما أدى إلى مقتل عشرات المسلمين وتدمير أربعة مساجد.

                          وفي الآونة الأخيرة أصدرت السلطة قرارًا يمنع العاملين والموظفين في الحكومة من إطلاق لحاهم وارتداء الزي الإسلامي في الدوائر الرسمية، وفصل كل من لا يمتثل لهذا الأمر، وقد تم العمل بهذا القرار، وأعفي آلاف المسلمين من وظائفهم لعدم امتثالهم لأمر السلطة بحلق لحاهم وعدم ارتداء الزي الإسلامي.

                          تعليق


                          • #28

                            الاقليات المسلمة فى العالم ...
                            ملف شامل ومتجدد
                            (26)




                            الدورة التاريخية الحرجة
                            للأقلية المسلمة في أمريكا


                            تتعرض الأقليات المسلمة في الغرب عموما وفي الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص لهجمة شرسة غير مسبوقة منذ أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.
                            ويتجلى ذلك بوضوح من خلال نظرة سريعة إلى التقارير الصادرة حول أوضاع هذه الأقليات والتي تقدم تصورا عاما عن المشاكل والصعوبات التي تمر بها الأقليات المسلمة في الغرب.
                            من آخر هذه التقارير في الولايات المتحدة ما أصدره مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية (كير) بتاريخ 15/7/2003 حول حالات التمييز والاضطهاد ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية. فقد أشار التقرير إلى أن حالات التمييز والاضطهاد ارتفعت بنسبة خمسة عشر بالمئة مقارنة بالعام الماضي، وأشار أيضا إلى ثبوت 602 حالة مسجلة مقارنة بـ 525 حالة خلال العام الفائت.
                            وتنوعت طبيعة هذه الحالات من الاعتداء على الأنفس بالقتل والضرب والتهكم، أو الاعتداء على الممتلكات بالإتلاف والتدمير والتخريب، ناهيك عن مقالات ومقابلات التشهير والتشويه التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون والعرب بشكل شبه يومي في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية
                            .
                            إذا أردنا أن نفهم ما يجري للأقلية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية في سياق تاريخ الأقليات المهاجرة إلى "العالم الجديد" فإننا لن نجد استثناءا إلا في درجة الاستعداء والكراهية وحسب.
                            فما جرى ويجري للأقلية المسلمة ليس بدعا في تاريخ الأقليات في الولايات المتحدة، فقد مرت الأقليات الدينية الأرثوذوكسية والمورمونية واليهودية، والأقليات العرقية الإيطالية والأيرلندية بمثل هذه المراحل حتى تم لها التمكين بعد الاضطهاد والتنكيل، ويبدو أنه جاء دور الأقلية المسلمة والعربية لتدخل دورة تاريخية مماثلة؛ هي دورة الاستعداء والاضطهاد التي لا بد وأن تستكمل دورتها وأن تبلغ مداها وأن تقدم ضحاياها، شأنها في ذلك شأن معظم الأقليات الدينية أو العرقية. ولا شك أن الشأن العربي والفلسطيني تحديدا له في ضمن هذه المحنة التاريخية للوجود الإسلامي والعربي خصوصة في المرحلة الراهنة لما في طبيعة الصراع العربي-الإسرائيلي من عمق على المستويين الداخلي والخارجي؛ حيث لا يخفى دور اللوبي الإسرائيلي الإعلامي في تعبئة الرأي العام ضد العرب والمسلمين، ودوره السياسي في الضغط والتأثير على صانعي القرار في الكونغرس والبيت الأبيض , وكذلك طبيعة التكوين السياسي للحكومة الأمريكية المحافظة التي تتقاطع رؤاها أيديولوجيا مع رؤى الصهيونية الإسرائيلية.


                            يضاف إلى ما سبق عنصر الأصولية المسيحية المتطرفة ذات الانتشار الواسع والتأثير البالغ ، هذا الثالوث غير المقدس ساهم بشكل بارز في تأجيج موجة العداء ضد العرب والمسلمين، وأخذ هذا العداء أشكالا مختلفة تمثلت بالدفع نحو استصدار حزمة من القوانين التي استهدفت -باسم حماية الأمن القومي- إلقاءَ القبض على أي شخص مشتبه دون إطلاعه على الأسباب القانونية الموجبة لذلك، ومن ثم وضعه تحت الحجز مدة غير محدودة، وعدم تمكينه من الاتصال بأي محام، والمحتجز معرض للترحيل خارج البلاد في أي لحظة مع تجريده من تابعيته الأمريكية، كما أباح القانون دهم المنازل واحتجاز الممتلكات الخاصة والتنصت على أي شخص من دون إذن قضائي. وانتشرت تعليمات وتوجيهات بين أفراد الشعب بأهمية الإبلاغ عن أي حالة اشتباه في محيطهم المجاور، وتم تشجيع العمال الذين يدخلون منازل الناس لتقديم الخدمات بإبلاغ السلطات عما رأوه وشاهدوه، وخاصة في بيوت الغرباء.

                            وكما هو متوقع فقد تم تكريس هذه القوانين والتعليمات ضد المسلمين والعرب تحديدا، وبدأت مظاهر التمييز والاعتداء والاضطهاد على المستوى الحكومي والشعبي تظهر في صفوف الأقلية المسلمة والعربية جماعات وأفرادا. ونتيجة لذلك برزت تحديات جديدة تحتم على الوجود الإسلامي والعربي التعامل معها في ضوء الظروف والمعطيات الجديدة.

                            ومن ضمن هذه التحديات يمكننا ذكر ما يلي:
                            · العمل على نقض أو تعديل قانون مكافحة الإرهاب المعروف بـ PATRIOT Act الذي تم إقراره عقب أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر وكان هدفه منح السلطة التنفيذية مساحة أوسع في سبيل مكافحة الإرهاب ومنع أي اعتداء محتمل ضد الولايات المتحدة الأمريكية. وإذا كان لهذا القانون ما يبرره عندهم فإن المشكلة تكمن في إساءة استخدام السلطات الممنوحة، وتوظيفها في اضطهاد جهة معينة، والتجاوزات السافرة للحقوق المكفولة بالدستور على نحو ما ذكرنا سابقا؛ كل هذا يستدعي من الأقلية المسلمة والعربية محاربة هذا القانون بالطرق المشروعة بما في ذلك أساليب التأثير والضغط المتنوعة مثل تشكيل التحالفات فيما بين المنظمات الإسلامية والعربية وبين تنظيمات المجتمع المدني الأخرى التي تشاركنا الهمَ نفسه، وتدريب أبناء المسلمين والعرب على كيفية عرض المظالم النازلة بالشكل الأمثل عن طريق نشر الوعي بالحقوق والواجبات الدستورية وبيان تجاوزات القانون المذكور لمبادئ الدستور من حيث النص والممارسة العملية.


                            · محاربة الصورة النمطية التي تعرضها وسائل الإعلام المتنوعة عن الإسلام والمسلمين والعرب التي تم تكريسها في تأجيج العداء والتمييز ما أدى إلى إلصاق وإدخال بعض التعبيرات والمفاهيم المغلوطة بشكل متعمد في التكوين الإدراكي للوعي الشعبي الأمريكي. فقد دخلت مفردات جديدة مثل "مدرسة" و "وهابية" و "سلفية" و "فتوى" و "جهاد" و "دار الحرب والإسلام" و "الحوالة" في ضمن مفردات الثقافة العامة وارتبطت هذه المفردات وغيرها بالممارسات الشريرة التي تهدد البشرية.

                            ومن جهة أخرى، فقد تم الاعتداء على نصوص القرآن الكريم وشخص النبي صلى الله عليه وسلم وتعاليم الإسلام. هذا بدوره استلزم القيام بحملة تعليمية وتثقيفية تبين للناس حقيقة ما يدعو إليه الإسلام وما يسعى إليه المسلمون.
                            ومن أهم الوسائل الموصلة لتحقيق هذا الهدف هو دخول مجال الإعلام من أوسع أبوابه وعلى كافة مستوياته الوطنية والمحلية. ومن ذلك أيضا فتح قنوات الحوار والنقاش على المستوى الأكاديمي وعلى مستوى "بيوت الخبرة" أو ما يسمى بـ Think-tank
                            · مواصلة دعم المؤسسات الإسلامية والعربية القائمة وتنشيط أدائها، وتشكيل مؤسسات سياسية وحقوقية وإعلامية وثقافية أخرى تقوم على سد الثغور بحيث تكفي مؤونة الدفاع والبيان والبلاغ المبين. ولا يخفى في هذا الإطار مدى أهمية التنسيق بين هذه المؤسسات بحيث تشترك في الأهداف والخطوط العامة للعمل على مواجهة التحديات المتواصلة.


                            وجدير بالذكر أن سياسة تجفيف المنابع وتخويف الناس من المساهمة في دعم المؤسسات الإسلامية والعربية ماديا ومعنويا بدعوى الشك في مساندة هذه المنظمات للإرهاب أدى إلى نقص مؤقت في الموارد البشرية والمادية نتيجة الخوف، غير أن الواقع يشهد بأن التفاف المسلمين والعرب ودعمهم لمنظماتهم، وخاصة النشطة والجادة منها يعكس وعي الأقلية المسلمة والعربية على أهمية الدور الذي تقوم به هذه المنظمات في سبيل دفع الاضطهاد ورفع الظلم والمطالبة بالحقوق حسب ما نص عليه الدستور والقانون.
                            يبقى أن فرص الانفتاح السياسي والثقافي ومعرفة الواقع في الولايات المتحدة هي المعول -بعد عون الله تعالى- على تجاوز هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي لا يدري أحد كم ستطول وإلى أي مدى ستبلغ.

                            تعليق


                            • #29
                              الاقليات المسلمة فى العالم ...
                              ملف شامل ومتجدد
                              (27)



                              المسلمون في رومانيا

                              تذكر الإحصائيات أن المسلمين في رومانيا كانوا يزيدون عن المليون مسلم ، إلا أن هذا الرقم تناقص بدرجة كبيرة ولا يوجد حاليا إحصائيات دقيقة عن عدد المسلمين في رومانيا ؛ شأنها في ذلك شأن أغلب دول شرق أوروبا .


                              وينحدر مسلمو رومانيا من قوميتين رئيسيتين هما : الأتراك والتتار ، إلى جانب أعداد قليلة من الغجر والسيجان ، وقليل من الرومان ، كما يتركز المسلمون في مناطق مطلة على البحر الأسود وهي مجيدية ـ المدينة التي أسسها السلطان العثماني عبد المجيد ، إبان الفتوحات العثمانية لشرق أوروبا ـ والمحمودية ، وإقليم دبروجيه الشمالي ، وتعد هذه المناطق من أجمل المناطق الرومانية .


                              وفي رومانيا حاليا حوالي 70 مسجدا ، لكن أغلبها مغلق وغير صالح للعبادة ، وأصبح البعض منها مجرد آثار سياحية ، وإجراء الترميم أو الصيانة للمساجد في رومانيا يحتاج إلى موافقة وزارة السياحة والآثار الأمر الذي يؤدي إلى معاملات معقدة ويصطدم بمعوقات بيروقراطية كثيرة .


                              وتعتبر مدينة مجيدية أكبر منطقة تجمع للجالية الإسلامية في رومانيا ؛ إذ يعيش فيها لوحدها ما يزيد عن سبعة آلاف مسلم من أصول تركية وألبانية وتترية ، كما أن القرى المحيطة بها ذات غالبية مسلمة مثل قرية ( فاليادجلور) وقرية (باسراب) التي بها أحدث المساجد في رومانيا .
                              ويعاني مسلمو رومانيا من العديد من المشكلات التي أثرت تأثيرا واضحا على إسلام أكثرهم وتكمن هذه المشاكل في أن أكثرهم لا يعرفون إلا القليل عن الإسلام ؛ بسبب الحكم الشيوعي الذي حكم البلاد فترة طويلة من الزمن ، حيث عانى المسلمون الكثير من أساليب الشيوعية ، وما أتبع ضدهم من قتل وتشريد وسجن .


                              كما يعاني المسلمون في رومانيا من شدة الفقر ؛ فهم في غالبيتهم من الفلاحين والعمال البسطاء كما تفشت بينهم العصبية والقومية والتقوقع والإنكفاء على الذات وعدم ا لتغلغل في المجتمع الروماني وحتى من يعتنق الإسلام من الرومان لا يجد الرعاية المطلوبة من أئمة المساجد وأفراد المجتمع المسلم .


                              المعروف أن رومانيا تقع على الحوض الأدنى لنهر الدانوب ودلتاه ، ويحدها من الشمال روسيا وأوكرانيا ، ومن الشرق بلغاريا ، ومن الجنوب صربيا ، ومن الغرب المجر ، وتبلغ مساحتها 91.6 ألف ميل مربع ، وعدد سكانها تقريبا 25 مليون نسمة ، وهم خليط من الرومان والمجريين والألمان والأوكران والأتراك والتتار إلى جانب عدد من اليهود .
                              وقد دخل الإسلام إلى رومانيا على أيدي القوات العثمانية التي فتحت رومانيا سنة 1262م بقيادة الأمير عز الدين ، الذي أتجه إلى منطقة "دبروجيه " ثم تبعتها حملات أخرى بقيادة الأمير "سارو سلطق دادة " الذي عسكر بجشه بالقرب من مدينة "بابادانج" ، وقد تركت الجيوش العثمانية التي كانت نواة الجالية الإسلامية في رومانيا الكثير من الآثار التي تميزت بالتراث العسكري كالقلاع والحصون إضافة إلى المساجد والتي من أشهرها مسجد مدينة بابادانج الذي تم بناؤه سنة 1552م


                              تعليق


                              • #30
                                الاقليات المسلمة فى العالم ...
                                ملف شامل ومتجدد
                                (28)
                                مؤسس أول دولة إسلامية في الهند
                                ولد محمد بن القاسم الثقفي سنة 72هـ بمدينة الطائف في أسرة معروفة، فقد كان جده محمد بن الحكم من كبار الثقفين. وفي سنة 75هـ صار الحجاج بن يوسف الثقفي والياً عامًّا على العراق والولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان. فعيَّن الحجاج عمَّه القاسم واليًّا على مدينة البصرة، فانتقل الطفل محمد بن القاسم إلى البصرة، حيث يحكمها والده، ثم بنى الحجاج مدينة واسط التي صارت معسكرًا لجنده الذين يعتمد عليهم في الحروب، وامتلأت بسكانها الجدد وقوم الحجاج، وفي هذه المدينة وغيرها من العراق نشأ وترعرع محمد بن القاسم وتدرب على الجندية، حتى أصبح من القادة المعروفين وهو لم يتجاوز بعد 17 عامًا من العمر.

                                وكان محمد بن القاسم يسمع كثيرًا عن بلاد السند، ولم تكن تلك البلاد في ذلك الحين غريبة على المسلمين، فقد كان لهم فيها سابقة من غزوات في عهد الخليفة عمر والخليفة عثمان رضي الله عنهما، ثم زاد اهتمام العرب ببلاد السند حين قامت الدولة الأموية على يد الخليفة معاوية في سنة 40هـ حتى نجح في فتح إقليم مهم بتلك البلاد وهو (إقليم مكران) الذي كان يحكمها الولاة الأمويون بعد ذلك بصفة مستمرة.

                                ثم حدث في سنة 88هـ أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) عليها نساء مسلمات، وقد مات آباؤهنَّ ولم يبق لهنَّ راعٍ هناك، فقررن السفر للإقامة في العراق، ورأى ملك سيلان في ذلك فرصة للتقرب إلى العرب فوافق على سفرهنَّ، بل حمل السفينة بهدايا إلى الحجاج والخليفة الوليد بن عبد الملك، وبينما كانت السفينة في طريقها إلى البصرة مارة بميناء الديبل ببلاد السند، خرج قراصنة من السند واستولوا عليها. وعندئذ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة، ولكنه اعتذر عن ذلك بحجة أن الذين خطفوا السفينة لصوص لا يقدر عليهم، فبعث الحجاج حملتين على الديبل، الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي، والثانية بقيادة بديل البجلي، ولكن الحملتين فشلتا، بل قتل القائدان على يد جنود السند. ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات والجنود العرب مسجونين في سجن الديبل، ولا يريد ملك السند الإفراج عنهم عنادًا للعرب، وهنا كانت الأسباب تلح على الحجاج في إرسال جيش كبير لفتح تلك البلاد التي كان قراصنتها يضايقون السفن العربية التجارية المارة بين موانئ البلاد العربية وموانئ بلاد الهند.

                                وبالفعل قرر الحجاج فتح بلاد السند كلها، وقد وقع اختياره على محمد بن القاسم الثقفي ليقود الجيش العربي، وجهزه بكل ما يحتاج إليه في ميدان القتال. وتحرك البطل محمد بن القاسم بجيشه المكون من ستة آلاف مقاتل من العراق إلى الشيراز في سنة 90هـ، وهناك انضم إليه ستة آلاف من الجند، وبعد ذلك اتجه نحو بلاد السند، فبدأ بفتح مدينة بعد مدينة لمدة سنتين، حتى التقى الجيش العربي بقيادته مع الجيش السندي بقيادة الملك داهر، في معركة دامية مصيرية سنة 92هـ، وكان النصر للحق على الباطل، فقد انتصر المسلمون على المشركين، وقتل ملك السند في الميدان، وسقطت العاصمة السندية في أيدي العرب. واستمر محمد بن القاسم في فتوحاته لبقية أجزاء بلاد السند حتى انتهى منها سنة 96هـ، وبذلك قامت أول دولة عربية في بلاد السند والبنجاب أي بلاد باكستان الحالية.

                                وكان محمد بن القاسم راجح الميزان في التفكير والتدبير، وفي العدل والكرم، إذا قورن بكثير من الأبطال، وهم لا يكادون يبلغون مداه في الفروسية والبطولة، ولقد شهد له بذلك الأصدقاء والأعداء.

                                ولم تجتمع أخبار محمد بن القاسم المتفرقة إلى زمن قريب في كتاب، اللهم إلا على شكل مقال أو قصة، ولاسيما قصة بطل السند للأستاذ محمد عبد الغني حسن، وقد استفدت منها بأخذ بعض المعلومات التي تتعلق بحياته قبل فتح بلاد السند عند كتابة هذا المقال، حتى شاء الله تعالى أن تكون من نصيبي كتابة تاريخ كامل مفصل لبلاد السند والبنجاب في عهد العرب، في القرون الأربعة الأولى للهجرة، من صدر الإسلام إلى أواخر العصر العباسي، وفي هذا الكتاب يوجد باب مستقل يحتوي على أخبار فتوحات محمد بن القاسم في بلاد السند والبنجاب وأعماله المجيدة لخدمة الإسلام. كما أنني أوضحت الأسباب السياسية التي أدت إلى قتله نتيجة لنزوات الأحقاد، وبذلك خسر العالم الإسلامي والعربي فاتحًا عظيمًا.

                                نهاية محزنة لمحمد بن القاسم:
                                ثم لما كان محمد بن القاسم يفكر في أن يتوجه بجيش الفتح إلى حدود بلاد الهند، وصله أمر الخليفة الجديد سليمان بن عبد الملك للتوجه إلى العراق، فرضخ الشاب المؤمن لقضاء الله، وهو يعلم أن مصيره الهلاك، لا لذنب اقترفه ولكن لسوء حظ وقع فيه، بسبب بعض تصرفات سياسية من قريبه الحجاج، واستعد الفتى الحزين للسفر، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة، لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين، كانون يذرفون الدموع الغزيرة، ويرجونه أن يبقى في بلاد السند، وسوف يقفون خلفه إذا دق الخطر بابه، ولكن نفسه الأبية رفضت مخالفة أمر الخليفة.
                                ووصل محمد بن القاسم إلى العراق، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدًا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط بسبب عداوته للحجاج، وهناك عذبه شهورًا بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح - رحمه الله - في سنة 95 للهجرة.

                                إن البطل محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند، يعتبر من أعظم الأبطال في التاريخ الإسلامي، إنه بطل بما تحمله كلمة البطولة من معانٍ، وقد أودع الله بين جنبيه نفسًا بعيدة المطامح لخدمة الإسلام. وبلاد السند والبنجاب التي فتحها البطل محمد بن القاسم هي بلاد باكستان الحاضرة من أكبر البلاد الإسلامية، وتاريخها جزء عزيز من التاريخ الإسلامي الكبير، ويعتبر محمد بن القاسم الثقفي مؤسسًا لأول دولة إسلامية في الهند، ولذلك يبقى اسمه شامخًا في سجل الفاتحين الأبطال.



                                تعليق

                                يعمل...
                                X