إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاقليات المسلمة فى العالم ...ملف شامل ومتجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    الاقليات المسلمة فى العالم ...
    ملف شامل ومتجدد
    (29)

    معبد رام على أنقاض المسجد البابري!




    قدم أكثر من 120 عضوًا في البرلمان الهندي اقتراح مشروع قانون يسمح بإنشاء معبد هندوسي على أنقاض مسجد بابري الذي هدمه المتعصبون الهندوس عام 1992م وقتلوا أكثر من ألفي مسلم.
    هذه الخطوة قد تعيد قضية مسجد بابري إلى الأضواء مجددًا بعد أن ظلت بين مد وجزر طوال العقد الماضي.

    يعود تاريخ المسجد البابري في مدينة أيودهيا في شمال الهند إلى القرن السادس عشر، عندما بناه الحاكم المسلم "ظهر الدين بابر".

    المتطرفون الهندوس يقولون إن هذا المسجد بني على أنقاض معبد ولد فيه "رام" الأسطوري المقدس لدى الهندوس، لذلك بذلوا جهودًا متوالية لهدم المسجد حتى نجحوا في ذلك في السادس من ديسمبر عام 1992م، وسط صدامات دامية أودت بحياة ألفي مسلم.

    سلسلة من الاعتداءات:
    تعود بداية العدوان على المسجد البابري إلى ما يزيد عن نصف قرن، ففي ليلة 22 ديسمبر 1949م هجمت عصابة مكونة من 50 - 60 هندوسيًّا على المسجد البابري ووضعوا فيه أصنامًا لـ"رام" وادعوا أن الأصنام ظهرت بنفسها في مكان ولادته! وهو ما اضطر الشرطة إلى وضع المسجد تحت الحراسة وأغلقته لأنه محل نزاع.


    وفي نوفمبر 1984م سمح رئيس وزراء الهند الأسبق "راجيف غاندي" للهندوس بوضع حجر الأساس لمعبد هندوسي في ساحة المسجد، وتبع ذلك الحكم الصادر من محكمة فيض آباد بتاريخ 1/2/1986م من طرف القاضي "ر.ك باندي" الذي أصبح بعد إحالته إلى المعاش عضوًا بارزًا في حكومة حزب بهارنا جانتا ـ الحاكم حاليًّا والمسؤول عن هدم المسجد البابري ـ سمح فيه بفتح أبواب المسجد للهندوس ، وإقامة طقوسهم الدينية فيه، وحذر السلطات المحلية من التدخل في هذا الشأن.

    وفي بداية الثمانينيات قام الهندوسي المتطرف "محنت راغوبير" برفع قضية أمام المحكمة بشأن كون المسجد قد بني فوق مكان ميلاد الإله "رام" الأسطوري، إلا أن هذه المزاعم تم دحضها بحكم القضاء في أبريل 1985م لفقد أي دليل تاريخي أو قانوني.

    الصراع على أرض المسجد:
    بعد هدم المسجد تمامًا عام 1992م بدأ الصراع على أرض المسجد، والذي لم ينته حتى الآن! إلا أن ستاراً من الصمت المطبق أسدل على هذه المأساة خلال السنوات الماضية، فالجانب الهندي يحرص على التزام الصمت حول قضية الاعتداء الوحشي على المسجد والمسلمين كيلا تتشوه سمعته، فالهند تتغنى بالعلمانية وبالتعايش مع الأقليات.


    أما الجانب الإسلامي فإنه انقسم إلى فريقين: فريق يدعو إلى ابتلاع القضية برمتها بدعوى أن إثارتها لن تؤدي إلا لمزيد من المشكلات للمسلمين. وفريق آخر استنكر وعارض أول الأمر حركة هدم المسجد، وبالتالي إقامة المعبد الهندوسي مكانه، ولما رأى أن استنكاره لم يجد كثير نفع، لاذ من باب "مكره أخاك لا بطل" إلى الموقف الأول.

    في مطلع عام 2001م توصل الهندوس المتعصبون إلى حيلة جديدة للاستيلاء على أرض المسجد البابري، وذلك بالحصول على ورقة من رجل مسلم تخول للهندوس بناء معبدهم على أرض المسجد، والرجل الذي اهتدى إليه المتعصبون لعقد هذه الصفقة المشبوهة هو "محمد هاشم أنصاري" من سكان "أيوديا" وهو الوحيد الباقي على قيد الحياة ممن أقاموا الدعوى الأصلية في المحاكم عقب استيلاء الهندوس على المسجد البابري في عام 1949م.وفي 20/5/2001م أعلن المجلس الهندوسي العالمي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء "واجبائي" بأنه سيبدأ بحلول العام القادم العمل على تشييد معبد "رام".

    انحياز رسمي سافر للمتطرفين:
    الانحياز السافر من قبل حكومة نيودلهي إدارة وقضاءً مع الهندوس لا يخفى على أحد، فقد كشف رئيس الوزراء "واجبائي" عن وجهه القبيح وموقفه من قضية المسجد البابري عندما قال في أواخر عام 2000م: إن بناء المعبد الهندوسي مكان المسجد البابري يأتي تعبيرًا عن الأماني القومية، وأنه برنامج لم ينته بعد.


    وصرح يوم 25/2/2003م قائلاً: أتمنى أن أرى المعبد الهندوسي مشيدًا وفي أقرب فرصة ممكنة ، لقد وعدت خلال حملتي الانتخابية عموم الناخبين أنني سوف أبني المعبد إذا وصلت إلى الحكم وسوف أوفي بعهدي.

    وخلال الحملة الانتخابية لصالح الحزب الحاكم يوم 20/2/2003م قال واجبائي: نحن نريد كحكومة وكحزب سياسي تعمير معبد رام على أنقاض المسجد البابري، وأنا على يقين بأننا سنجد من الشواهد التاريخية ما يصدق ادعاءنا في الأحقية بهذه البقعة.

    وفي العام الماضي وقعت مفاجأة كبيرة في مسار القضية المرفوعة ضد من هدموا المسجد البابري قبل عشر سنوات، حين ألغت محكمة (الله آباد) العليا قرار المحكمة الخاصة التي تنظر في هذه القضية واستندت في حكمها إلى نقطة فنية، وهي أن القرار الحكومي بإنشاء المحكمة الخاصة لم يحصل على موافقة المحكمة العليا مسبقًا عند إنشاء المحكمة الخاصة، وبالتالي فإن كل الإجراءات التالية فاسدة قانونيًّا. وهكذا ظل قادة المتطرفين الهندوس الذين قادوا عملية هدم المسجد البابري عام 1992م بلا أي عقاب وأغلب الظن أنه لن ينالهم عقاب، فثلاثة منهم وزراء في الحكومة الحالية.

    وتجد الإشارة هنا إلى أن حكومة واجبائي قدمت طلبها وبشكل رسمي إلى المحكمة الدستورية الكبرى طالبة السماح لها بتشييد معبد رام مكان المسجد البابري لكي يتسنى لها تنفيذ الوعد الذي وعدت به عموم الناخبين والمحكمة بدورها أجَّلت البت في الموضوع على أن يبت في الموضوع لجنة مشكّلة من القضاة الكبار.

    وفي سياق متصل تؤكد الأنباء أن منظمة VHP التي تتولى كبر مسؤولية تعمير معبد رام قد أعدت خريطة المعبد وجمعت له الأموال الكافية، ومما يندى له الجبين أن الهنود المقيمين في الخليج ساهموا بنصيب الأسد في حملة التبرعات لصالح تعمير المعبد.





    تعليق


    • #32
      الاقليات المسلمة فى العالم ...
      ملف شامل ومتجدد
      (30)


      المسلمون في اسبانيا
      تزايدت أعداد المسلمين في اسبانيا في السنوات الأخيرة حتى اصبحوا جالية كبيرة لها مكانتها ، خاصة بعد أن نشطت الهجرة من شمال أفريقيا (المغرب والجزائر) لتعبر الى اوروبا من خلال مضيق جبل طارق ، ونظرا لهذه الزيادة المطردة لاعداد المسلمين بدأ الاهتمام بإقامة المساجد وأماكن الصلاة سواء في المدن الكبرى أو في العديد من القرى الصغيرة الجاذبة للعمالة المهاجرة، وبدأت هذه المساجد تلفت الانظار إليها وتتحول إلى أماكن للقاء وتضيء أبوابها ومآذنها احتفالا بشهر رمضان الكريم، وفي أماكن وجود تلك المساجد بدأت تنتشر عادات جديدة لم تكن معروفة من قبل، مثل " موائد الإفطار، ومدارس تعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين حتى لا تضيع لغتهم مع مرور الأجيال" .

      هذه الظاهرة تعتبر جديدة على اسبانيا الكاثوليكية التي كانت منذ سقوط غرناطة قبل خمسة قرون وقيام دولة اسبانيا الموحدة تحت التاج الملكي الكاثوليكي لا تعترف بأي دين آخر غير «الكاثوليكية»، حتى الكنائس المسيحية الأخرى من أرثوذكية وبروتستانتينية وغيرهما من الفروع الأخرى النابعة عن الديانة المسيحية، إضافة إلى الديانتين السماويتين الأخريين الإسلام واليهودية اللتين لم يكن معترفا بهما، بل أن أفرادهما كانوا يعتبرون في حكم «الملحدين» طبقا لقوانين اسبانيا الكاثوليكية، وكان القانون يعاقب على ممارسة الطقوس الدينية طبقا لتلك الأديان، ويأمر بمصادرة أموال من يثبت ممارستهم لشعائر مخالفة للكنيسة الكاثوليكية، لذلك كان تتم ممارسة شعائر تلك الأديان سرا، أو في أحيان كثيرة تحت رقابة حكومية مشددة.
      ظل هذا الوضع على حاله حتى فترة قليلة قبل موت الجنرال فرانكو وتحول اسبانيا الى النظام التعددي الديمقراطي، وتحولت اسبانيا إلى دولة علمانية لا دينية طبقا لدستور عام 1978، ومنذ ذلك الوقت اتخذت السلطات الاسبانية خطوات حثيثة نحو تحرير الحياة المدنية من سيطرة الكنيسة الكاثوليكية، وبدأت بالاعتراف بحرية ممارسة شعائر الديانات الأخرى، وتم رفع الإشارة إلى ديانة المواطن الاسباني من الأوراق الرسمية.من هنا بدأ تنظيم الديانات غير الكاثوليكية في إطار قوانين تسمح باقامة أماكن العبادة لتلك الديانات المعترف بها، ومنها الدين الاسلامي، فانتشرت المساجد وأصبحت تربو على ثلاثمائة مسجد، بعضها يمتد نشاطه إلى أبعد من مجرد اقامة الصلاة واقامة الاحتفالات الدينية الموسمية، وتحولت إلى مراكز ثقافية اسلامية حقيقية، ولعل أهمها جميعا «المركز الثقافي الاسلامي بمدريد» الذي تبرع الملك فهد بن عبد العزيز ببنائه على أرض قدمتها بلدية مدريد مجانا هدية للجالية الاسلامية، ويتبع إداريا «رابطة العالم الاسلامي»، وكان الامير سلمان بن عبد العزيز قد افتتح المركز برفقة الملك خوان كارلوس الاول ملك اسبانيا يوم 24 ربيع الاول 1413 هجرية الموافق 21 سبتمبر (ايلول) 1992 ميلادية في حفل اعتبرته الجالية الاسلامية في اسبانيا بداية لنشاط اسلامي حقيقي ودعما لوجودهم في هذه البلاد. ويديره في الوقت الراهن الدكتور صالح بن محمد السنيدي الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة غرناطة الذي فال ان المساحة الكلية للمركزالاسلامي تزيد عن ثلاثة عشر ألف متر مربع مما يجعله من اكبر المراكز الثقافية الاسلامية في اوروبا، وهذه المساحة موزعة على خمسة طوابق، اثنان منها تحت الارض.ويضم المبنى مسجدا بمساحة ألف متر مربع مزين بخمسين عمودا من المرمر الاحمر والاسود، اضافة الى حزام من الايات القرآنية المحفورة على الخشب، وتضيئه ثريات من النجف ذات الطابع الاسلامي، اما باقي المساحة فهي موزعة بين المدرسة التي يدرس بها ابناء المسلمين طبقا للمناهج السعودية وتتسع لحوالي 250 تلميذا من المراحل التمهيدية والابتدائية والاعدادية.

      وتحتل المكتبة مكانة هامة في هذا البناء الاسلامي الحديث، حيث تضم امهات الكتب ويزيد عددها حاليا عن ثلاثين ألف كتاب، وطبقا لما ذكره الدكتور السنيدي فان المكتبة يجري تزويدها اولا باول باحدث الاصدارات بالعديد من اللغات وفي جميع مجالات المعرفة الانسانية.ولعل أبرز قاعات المركز الثقافي الاسلامي ـ قاعة المؤتمرات الضخمة التي تضم مسرحا مجهزا بكافة التجهيزات ويسع لخمسمائة شخص ومجهزة كراسيها باجهزة الترجمة الفورية لثلاث لغات في وقت واحد.إضافة إلى صالة الجمنازيم والأشغال اليدوية التي تجعل من النشاط الاجتماعي نشاطا رئيسيا للمركز حيث تتم مساعدة السيدات والفتيات من اليتيمات والمحتاجات تعلم التفصيل والحياكة على ايدي متطوعات لتعليمهن مهنة يمكنهن من خلالها ممارسة حياة شريفة.ولا يجب أن ننسى المتحف الاسلامي الفريد من نوعه الذي يضم عددا من الأدوات العلمية الأثرية التي تؤكد مدى التقدم العلمي الذي بلغه المسلمون وتقدموا به على حضارات أخرى كانت تعيش في عصور الظلام.

      توحيد صفوف المسلمين
      وحول نشاط المركز الديني والاجتماعي يقول الدكتور السنيدي إن المركز الثقافي الاسلامي بمدريد الذي يديره يحاول أن يوحد كلمة جماعات المسلمين المنتشرة في اسبانيا تحت راية واحدة، خاصة بعد تزايد عددهم بشكل كبير وتوزعهم على جماعات متفرقة بسبب الانتماء الوطني او العرقي، ويقول إن أعداد المسلمين في اسبانيا غير مؤكدة، لكن «الاتحاد الاسباني للجماعات المسلمة» يقدر عددهم في ما بين 600 إلى 700 ألف مسلم، منهم حوالي 200 ألف مسلم ولدوا وهم يحملون الجنسية الاسبانية أو لأبوين مسلمين، يتمركزون في المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة وفالنسيا، إضافة إلى مدينتي سبتة ومليلة المتنازع عليهما مع المغرب، فيما يقدر عدد الذين اعتنقوا الإسلام خلال السنوات العشرين الأخيرة بحوالي 30 ألفاً.

      ويقول إن هناك من يقدر عدد المساجد التي يتوافد عليها المسلمون المقيمون في اسبانيا بحوالي 300 مسجد ومصلى، منها ثلاثة مساجد في العاصمة مدريد، أكبرها حجما وأهمها من ناحية النشاط النشاط الديني والثقافي والاجتماعي المركز الثقافي الإسلامي.وعلى الرغم من هذا الوجود فإن المسلمين لا يزالون يواجهون العديد من المشاكل في تعاملهم اليومي، وبشكل خاص في ظل انعكاس الأحداث التي تمر بها بعض الدول الإسلامية في وسائل الإعلام المختلفة، ويبذل المركز الثقافي الاسلامي وادارته في السنوات الأخيرة محاولة تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاسلام، وأيضا الرد على الاستفسارات وفتح الحوار مع وسائل الاعلام لتوجيهها نحو المفاهيم الصحيحة ويقول الدكتور السنيدي إن هذا العمل يجد أذانا صاغية خاصة في ظل محاولات الحكومة الاسبانية لفتح قنوات دائمة للحوار مع الجاليات الإسلامية، إلا إنه لا تزال هناك مشاكل عالقة خاصة بممارسة المسلمين لحياتهم كمواطنين اسبان يؤدون ما عليهم من واجبات ولهم حقوق المواطنة على الدولة، منها مسألة تدريس الدين الإسلامي لأبناء المسلمين في المدارس الحكومية، وهذا المطلب لقي استجابة من جانب الحكومة الاسبانية مؤخرا وتم اعتماد المركز الثقافي الاسلامي بمدريد كواحد من الجهات التي يمكن للمسلمين أن يلجأوا إليها لطلب ضم أبنائهم لفصول دراسة الدين الاسلامي بالمدارس الحكومية.

      وهذه الخطوة من جانب الحكومة الاسبانية تعتبر موفقة، وان المركز الثقافي الإسلامي كان ولا يزال يتولى دعم تلك المدارس بمدرسي اللغة العربية والدين مجانا، أو تطوع بعض آباء التلاميذ بتدريس هذه المادة، على رغم توقيع اتفاق بين الإدارة واتحاد المسلمين على تسهيل هذه المهمة من خلال مدرسين تدفع الحكومة رواتبهم.
      أيضا يقوم المركز الثقافي الاسلامي بتوفير من يشرف على عمليات «الذبح الحلال» حيث لا توجد مذابح لإجراء عملية الذبح الحلال على الطريقة الإسلامية سوى في العاصمة مدريد، التي يخصص مذبحها يومين في الأسبوع للذبح بحضور مندوب عن المركز الثقافي الإسلامي.
      ومن أنشطة المركز الثقافي الاسلامي بمدريد المساهمة والاشراف على عمليات دفن الموتى طبقا للشريعة الإسلامية والتي كانت تعتبر بالنسبة للكثير من المسلمين مشكلة كبرى، حيث لا توجد مدافن إسلامية سوى في مدينتي سبتة ومليلة لوجود أغلبية مسلمة فيهما، وتلك القريبة من العاصمة مدريد، والتي أقيمت بأمر من الجنرال فرانكو، الذي كان يتخذ من الجنود المغاربة حرسا خاصا.

      تعليق


      • #33
        الاقليات المسلمة فى العالم ...
        ملف شامل ومتجدد
        (31)

        المسلمون في امريكا اللانينية

        جون عبد الله، وجورج أحمد، ومايكل محمد، وكارلوس منعم، أسماء نطالعها في صحف أمريكا اللاتينية، فتصيبك بالحسرة، فهؤلاء أبناء لمسلمين هاجروا إلى بلاد كولومبوس قبل عقود عدة، وتقطعت بهم السبل ببلدانهم الأصلية وبدينهم أيضًا، فنشأت الأجيال التالية منهم نصارى.
        المسلمون في أمريكا اللاتينية يصل عددهم إلى 4 ملايين نسمة، ويسعون لمواجهة هذا التحدي بحماية دينهم وتنشئة أبنائهم عليه، بل ودعوة الآخرين إلى الإسلام في ظل الخواء الروحي الذي يعانونه. فما هي قصة هؤلاء ؟ وكيف يعيشون إسلامهم؟ وما هي الصعوبات التي تواجههم؟

        تشير كثير من الدراسات إلى أن المسلمين سبقوا كولومبوس في الوصول إلى أمريكا اللاتينية، فبعد عدة سنوات من البحث والدارسة في تاريخ أمريكا اللاتينية كشف الباحثان عبد الهادي بازورتو ودانيال دنتن في محاضرة ألقياها في جامعة كاليفورنيا عن جوانب تشابه في طرق المعيشة التي كان يمارسها السكان الأصليون من الهنود الحمر (المعروفون تاريخيًا بقبائل الآزتك) مع المسلمين، كما عرض المحاضران عددًا من الوثائق وسردا مجموعة من القصص التي تناقلتها أجيال متعاقبة من الآزتك ظهر فيها إشارات واضحة إلى آثار إسلامية كانت موجودة في أمريكا قبل وصول كريستوفر كولومبوس والمستكشفين الأوروبيين إليها.

        مما يعد دليلاً على أن الإسلام وصل إلى أفراد تلك القبائل الهدية في الأمريكتين قبل وصول النصرانية التي جاء بها الأوروبيون إلى تلك الأرض بعد ذلك بعدة قرون.

        وتشير دراسات أخرى أن عددًا من البحارة المسلمين من بقايا الممالك الأندلسية كانوا من أفراد البعثة الاستكشافية التي قادها كولومبوس نحو الأمريكتين في عام 1492م، نظرًا لتفوقهم في علوم الفلك والملاحة وصناعة السفن. إضافة إلى ذلك، فقد كانت نسبة كبيرة من العبيد الأفارقة الذين أتى بهم إلى أمريكا اللاتينية من شمال إفريقيا وشرقها كانوا من المسلمين، وانتهى بهم المطاف في البرازيل وفنزويلا وكولومبيا.

        يقدر عدد المسلمين في أمريكا اللاتينية اليوم بأربعة ملايين مسلم، يوجد منهم بين 1 - 1.5 مليون في البرازيل، بينما يقدر عدد المسلمين في الأرجنتين بثلاثة أرباع المليون. وتشير بعض التقرير إلى أن نصف هؤلاء المسلمين من المهاجرين وأبنائهم، بينما يشكل السكان الأصليون لتلك البلاد بجنسياتهم المختلفة النصف الآخر.

        مهاجرون من المشرق الإسلامي:
        بدأت الهجرات من البلاد العربية والإسلامية نحو أمريكا اللاتينية في منتصف القرن التاسع عشر.
        وكانت أكبر الهجرات عددًا في أوائل القرن العشرين وإبان الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكانت معظم تلك الهجرات تأتي من سورية ولبنان وفلسطين ودول شبه القارة الهندية (الهند، وباكستان، وبنجلاديش).


        انتشر هؤلاء المهاجرون في عدة بلدان مثل البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وكولومبيا وتشيلي والباراغواي وغيرها.

        وقد استخدم العرب المهاجرون في الأرجنتين والبرازيل المطابع بالحرف العربي في نهاية القرن التاسع عشر لإصدار الصحف باللغة العربية، ولكنها لم تستخدم لأي إصدارات تخدم الدعوة إلى الإسلام.

        كانت الهجرات الأولى للعرب والمسلمين لأمريكا اللاتينية في غالبها هربًا من الظروف السياسية السيئة التي كانت تعيشها المنطقة العربية والإسلامية في أواخر الحكم العثماني وأيام الاحتلال الإنجليزي والفرنسي، كما أن بعضهم أتى لأمريكا اللاتينية رغبة في الحصول على فرص معيشة أفضل عن طريق العمل أو التجارة.

        وعلى الرغم من أن المسلمين الأوائل واجهوا صعوبات بالغة، من أهمها كونهم أرقاء أو غرباء مهاجرين، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تقدمًا ملحوظًا في الدعوة الإسلامية هناك وأحوالها تتمثل في زيادة أعداد المسلمين والمساجد والمراكز الإسلامية التي تخدمهم.

        وقد ساهمت الصحوة الإسلامية في البلاد الإسلامية في المشرق وبين مسلمي الغرب مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا في زيادة التواصل مع المسلمين في بلاد أمريكا اللاتينية من خلال الهجرات الحديثة أو الزيارات التي يقوم بها المسؤولون والدعاة.

        يضاف إلى ذلك زيادة طباعة ترجمة معاني القرآن الكريم باللغات التي يتحدث بها أهل تلك البلاد، وطباعة الكتب التعليمية التي تربطهم بالإسلام وتدعوهم إليه وترفع مستوى علمهم ووعيهم الشرعي.

        ومع ذلك، فإن شعوب أمريكا اللاتينية تعيش حاليًا فراغًا روحيًا كبيرًا لم تستطع الكنيسة الكاثوليكية أن تملأه، ولا يزال عدد كبير منهم يبحث عن الدين القادر على تلبية حاجاتهم العقائدية والروحانية.

        لذلك فإن الظروف متاحة في تلك القارة للدعوة إلى الله على نطاق واسع لتقريبهم إلى الدين الإسلامي، كما أن العمل الإسلامي المؤسسي ميسر لإنقاذ المسلمين من الذوبان واحتضان أبنائهم لحمايتهم من الضياع.

        المسلمون في البرازيل:
        يقدر عدد المسلمين في جمهورية البرازيل بمليون مسلم، وبعض التقديرات ترفع عددهم إلى نحو مليون ونصف المليون، كما يذكر الدكتور محمد حلمي نصر، رئيس المركز الإسلامي في البرازيل.

        وينحدر معظم مسلمي البرازيل من أصول لبنانية، يأتي بعدهم من - حيث العدد - السوريون ثم الفلسطينيون، و يعيش معظم مسلمي البرازيل في منطقة ساو باولو ثم في بارنا ثم في ريو دي جانيرو

        افتتح أول مسجد في البرازيل عام 1960م ، ثم تزايدت المساجد والمراكز الإسلامية، حيث يزيد عدد المساجد الحالية في منطقة ساو باولو - وهي أكثر المناطق من حيث وجود المسلمين فيها - على عشرة مساجد، ويوجد بها أكثر من 15 هيئة إسلامية. ومع أن عدد سكان مدنية ساو باولو يبلغ 17 مليون نسمة، فإنه لا يوجد بها إلا مدرسة إسلامية واحدة، ولا توجد صحف إسلامية أو برامج تلفزيونية إسلامية أو حتى كتب إسلامية.

        يغلب على العمل الإسلامي في البرازيل - وللأسف - الصبغة الإقليمية، حيث يتركز في الجالية اللبنانية خصوصًا، لذلك يقل العمل الدعوي الموجه للبرازيليين من أهل البلاد الأصليين أنفسهم، كما يعاني المسلمون الانعزال عن بقية إخوانهم، يضاف إلى ذلك قلة الكتب المطبوعة باللغة البرتغالية التي يتحدث بها البرازيليون.

        يلاحظ على العمل الإسلامي هناك عدم التنظيم وقلة التخطيط والتنسيق بين المساجد والهيئات الإسلامية. ولذلك فإنه لا يملك القدرة على الاستمرار بنفسه دون دعم خارجي. يأتي معظم هذا الدعم للمساجد والمراكز السعودية،كما تساهم جمهورية مصر بإرسال الدعاة والأئمة إليها.

        المسلمون في الأرجنتين:
        يبلغ عدد المسلمين في الأرجنتين قرابة 750 ألف مسلم، يعيش خمسهم تقريبًا في العاصمة بوينس آيرس، وينتشر البقية في مختلف المناطق، يوجد في بوينس آيرس المركز الإسلامي الذي أسس عام 1992م. يغلب على نشاطات هذا المركز التعليم الديني الذي يتراوح بين تعليم اللغة العربية وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات التي تهم الجالية المسلمة هناك، إضافة إلى إجراء عقود الزواج وفق الشريعة الإسلامية


        يوجد أيضًا في العاصمة مقر الجمعية العربية الأرجنتينية الإسلامية التي توفر التعليم لأبناء الجالية في مراحل الروضة والابتدائية حتى الثانوية. كما توجد كذلك العدد من الجمعيات القائمة على أساس مذهبي طائفي، مثل الجمعية الإسلامية العلوية الخيرية التي يدل اسمها على أنها تخدم المنتمين إلى الطائفة النصيرية (المعروفة بالعلوية). وهناك جمعيات قائمة على أساس إقليمي، مثل الجمعية الإسلامية اليبرودية التي يقوم عليها المهاجرون من قرية يبرود بسورية. وهناك مكتب الثقافة والدعوة الإسلامية الذي يركز نشاطاته على خدمة المسلمين في أنحاء الأرجنتين جميعها، وذلك بتوفير الكتب الإسلامية باللغة الأسبانية والتنسيق لتوفير مساعدات مالية لهم وتعيين أئمة المساجد والدعاة، إضافة إلى التنسيق بين الجمعيات الإسلامية لتوحيد جهودها.

        المسلمون في فنزويلا:
        عندما قام أحد رؤساء الحكومة الفنزويلية بزيارة للمملكة العربية السعودية ثار معه نقاش حول حاجة الجالية المسلمة في بلاده إلى مسجد ومركز إسلامي لأداء العبادة والاهتمام بشؤون الجالية الدينية. تجسدت الفكرة عندما وافقت الحكومة الفنزويلية على منح قطعة أرض تبلغ مساحتها 5000 متر مربع بالعاصمة كراكاس لإقامة المركز الإسلامي عليها. بدأت مؤسسة إبراهيم البراهيم الخيرية ببناء المركز - الذي يعرف بمسجد الشيخ إبراهيم - في عام 1989م، وافتتح في بدايات عام 1993م.


        يعمل مسجد الشيخ إبراهيم كمركز إسلامي متكامل لخدمة الجالية الإسلامية في فنزويلا، حيث يحتوي على قاعة للصلاة تتسع لـ 1500 مصل من الرجال والنساء، وصالة متعددة الأغراض ومكتبة وفصول دراسية ومطبخ وغرف خدمات وشقتين سكنيتين.

        المسلمون في تشيلي:
        يقدر عدد المسلمين في تشيلي بنحو 150 ألف مسلم، لا يؤدي كثير منهم الشعائر الإسلامية، ويعانون من الذوبان شبه الكامل في المجتمع التشيلي. ومع أن المسلمين في تشيلي أسسوا جمعية إسلامية إبان الحرب العالمية الثانية في عام 1939م، إلا أن هذه الجمعية تقلص نشاطها وتضاءل حتى أنه أصبح عديم الذكر.
        يوجد في تشيلي الآن مسجدان أحدهما في العاصمة سنتياغو والآخر في مدينة إكيكي بشمال تشيلي، وقام ببنائه مجموعة من المسلمين من شبه القارة الهندية، وافتتح للصلاة منذ سنوات قليلة.

        كما يوجد مركز إسلامي شيعي تقوم إيران بدعمه وتمويله، ومركز آخر يتبع إحدى الطرق الصوفية.
        في عام 1998م أسس معهد العلوم الإسلامية بمدينة سنتياغو وبجهد ذاتي من بعض المسلمين المقيمين هناك. ومن أبرز أنشطة هذا المعهد تدريس القرآن الكريم وتحفيظه، تدريس اللغة العربية للصغار والكبار، إعطاء دروس لتعليم المسلمين أمور دينهم، إضافة إلى توفير المطبوعات الإسلامية باللغة الأسبانية. كما يصدر المركز دورية شهرية تعني بمعالجة القضايا المستجدة التي تهم الجالية. ومن الجدير بالذكر أن هذا المركز يقوم بمعظم النشاط الدعوي في تشيلي، وخصوصًا في العاصمة، رغم حداثة عمره مستفيدًا من الوعي الإسلامي المتزايد بين الشباب من المهاجرين أو أبناء الجالية.


        المسلمون في الدول الأخرى:
        رغم قلة عدد المسلمين في بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى، مثل بيرو وكوستاريكا والسلفادور وغواتيمالا والهندوراس وكوبا (لا يتجاوز عددهم 500 مسلم في كوبا مثلاً)، إلا أن أعدادهم تتزايد، خصوصًا مع الهجرة وسهولة التواصل مع المسلمين في الدول الأخرى وزيارة الدعاة لهم، سواء من القارة نفسها أو من أمريكا الشمالية. يضاف إلى ذلك دخول بعض سكان تلك البلاد في الإسلام نتيجة لما يعانونه من خواء روحي لا تملأه دياناتهم الأصلية


        صعوبات أمامهم:
        يعاني المسلمون في أمريكا اللاتينية من صعوبات عديدة تتركز فيما يلي:
        · جهل كثير من المسلمين بتعاليم الإسلام الأساسية، وكذلك قلة الاهتمام باللغة العربية.
        · قلة الكتب والأشرطة التي تشرح مبادئ الإسلام بلغة يفهمها المسلمون من أبناء تلك البلاد.
        · ضعف - وأحيانًا غياب - التنسيق والتعاون بين الجمعيات والمراكز الإسلامية وقلة برامج التوعية، خصوصًا الموجهة للشباب، إضافة إلى عدم وجود الهيئات التي تتولى إدارة الأوقاف الإسلامية ورعايتها.


        · قلة الموارد البشرية: مثل قلة عدد الدعاة المجيدين للغات المحلية مع دراية كافية بعادات شعوب تلك الدول وتقاليدها، وقلة الكوادر القادرة على التفاعل مع وسائل الإعلام المحلية للتعريف بالإسلام والرد على دعاوى التضليل الإعلامي المعادي للإسلام والمسلمين.

        · قلة الموارد المالية: مما يؤثر سلبًا على الدعوة وإنشاء المراكز اللازمة للتعليم والتدريب والتأهيل، إضافة إلى دعم طباعة الكتب وتوظيف الدعاة والأئمة.

        غياب برامج رعاية المرأة والطفل: وهذه تضعف بناء الأجيال التالية للمهاجرين، نظرًا لكون الأطفال يتأثرون أكثر ببيئتهم المحيطة وبأمهاتهم، خصوصًا إذا كنَّ غير مسلمات أو اعتنقن الإسلام حديثًا.

        · كثرة زواج الشباب بغير المسلمات أو بالمسلمات اسميًّا: وهذا يؤثر في مستوى التزام الشباب أنفسهم بالإسلام وأبنائهم بعد ذلك، ويزداد الأمر سوءًا عندما ينفصل الزوجان وتتولى الأم حضانة أبنائها فتنشئهم بعيدًا عن تعاليم الإسلام.

        المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية:
        أدرك بعض القائمين على عدد من المساجد والمراكز الإسلامية الحاجة إلى تنسيق الجهود والتعاون فيما بينهم من أجل تنظيم العمل الإسلامي وشؤون الدعوة إلى الله في أمريكا اللاتينية، وفي عام 1997م عقد هؤلاء اجتماعًا تشاوريًا بحضور ممثلين للمساجد والمراكز الإسلامية من 19 دولة من تلك القارة ، وكان من ثمار ذلك اللقاء تأسيس "المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية".


        قامت هذه المنظمة بنشاط ملموس يتمثل في طباعة الكتب الإسلامية باللغات المحلية وإنتاج الأشرطة الصوتية والمرئية التي تشرح الإسلام وأصوله ومبادئ العبادات والمعاملات، ومن ثم توزيعها على المراكز الإسلامية الأفراد.

        كما تحرص هذه المنظمة على إرسال بعض المسلمين من أمريكا اللاتينية لأداء فريضة الحج، إضافة إلى السعي لتوفير منح دراسية لبعض شباب تلك القارة في الجامعات الإسلامية ومحاولة توفير فرص عمل لهم بما يخدم الجالية المسلمة هناك.
        تسعى هذه المنظمة كذلك إلى تنشيط العمل الإسلامي على المستوى السياسي مثل المطالبة بإعطاء العاملين من المسلمين عطلة رسمية في العيدين، مع تشجيع المسلمين على التمسك بحقوقهم السياسية أسوة بغيرهم من مواطني تلك الدول، والارتقاء في المناصب المؤثرة سياسيًا واقتصاديًا، والدفاع عن الجاليات المسلمة على المستوى الدولي وتمثيلها.





        تعليق


        • #34
          الاقليات المسلمة فى العالم ...
          ملف شامل ومتجدد
          (32)

          الإسلام في ألبانيا



          جمهورية ألبانيا الواقعة في القارة الاوروبية عانت الكثير من ويلات الاستعمار الشيوعي حتى جاء النصر من عند الله تعالى بالحرية والاستقلال.


          الموقع والمساحة:
          تقع جمهورية ألبانيا في جنوب شرقي اوروبا، ويحدها من الشمال الشرقي جمهورية مقدونيا، ومن الشمال الغربي جمهورية الجبل الأسود، ومن الجنوب الشرقي جمهورية اليونان، ومن الغرب البحر الأدرياتيكي، وتبلغ مساحة ألبانيا 748.48 كيلو مترا مربعا، عاصمة البلاد تسمى "تيرانا".


          نشأة الشعب الألباني:
          نشأ الألبانيون في منطقة آسيا الوسطى ثم استوطنوا بلاد البلقان عندما كانت خالية من السكان، وانتشرت فيها قبائلهم. وعندما بدأت الشعوب الأخرى من رومان ويونان قبل الميلاد بخمسة قرون، وبعدهم الصقالبة في الهجرة الى بلاد البلقان سعياً وراء الرزق، اصطدمت بالشعب الألباني، وأخذت بحكم عددها الكبير تستولي على أراضي القبائل الألبانية. ومنذ ذلك الحين بدأ كره هذه الشعوب للألبانيين، وزاد بصورة أكبر عندما اعتنق الألبان الدين الإسلامي ثم تصديهم للدفاع عنه.


          التعدد والدين واللغة:
          يبلغ عدد سكان ألبانيا نحو خمسة ملايين نسمة ونسبة المسلمين تزيد على 80% من مجموع السكان الحالي.
          وكان الشعب الألباني قبل الإسلام يدين بعبادة الأصنام، وبعض مظاهر الطبيعة كالشمس والقمر والنار، وفي سنة 197م انتقلت إليهم الديانة النصرانية مع الدولة البيزنطية، ولكن الشعب الألباني لن يسترح للدولة البيزنطية التي أثقلت كاهلهم بالضرائب الباهظة وعدم الاهتمام بمصالحهم، مما جعل الألبان يكرهون الحكم البيزنطي ويتمنون الخلاص منه، ولذلك قاموا بكثير من الثورات، أهمها ثورة إمارة "دور زورا" في القرن الخامس عشر الميلادي، التي استعانت بالقوات التركية العثمانية، لتخليصهم من ظلم الحكم البيزنطي فأعانتهم وخلصتهم مما كانوا فيه، ومنذ ذلك الوقت أخذ يشع نور الإسلام في بلاد الألبان، حتى صار الإسلام دين الأغلبية الساحقة من السكان.

          ويتحدث الشعب الألباني "اللغة الألبانية" وهي لغة رسمية، تكتب بالحروف الأبجدية العربية، واستمرت على هذه الحالة حتى سنة 1920م التي قام فيها أعداء الإسلام بالعمل على القضاء على اللغة العربية باعتبارها من أهم عوامل الترابط والوحدة بين المسلمين، ولذلك فرضوا على المسلمين الألبان كتابة لغتهم بالأبجدية اللاتينية حتى يبتعدوا عن لغة القرآن الكريم.

          وصول الإسلام الى ألبانيا:
          فتح المسلمون العثمانيون بلاد ألبانيا في عهد السلطان محمد الثاني الملقب بالفاتح سنة 885 هجرية، غير أن الإسلام وصل ألبانيا قبل هذا التاريخ بقرون طويلة.
          فقد وصل الإسلام ألبانيا وعرف طريقه الى قلوب أهلها منذ زمن بعيد يرجع الى القرن الأول الهجري، وذلك عندما عبر المسلمون "مضيق جبل طارق" الى القارة الاوروبية وفتحوا بلاد الأندلس ونشروا دعوة الحق وحرصوا على إسعاد الناس في ظل الإسلام.

          وكذلك كان للتجار المسلمين والدعاة فضل كبير في وصول الإسلام الى ألبانيا، وكذلك عرف التجار الألبانيون بتجوالهم في بلاد المسلمين
          ثم لما فتح العثمانيون مدينة "القسطنطينية" بقيادة السلطان محمد الفاتح، اتخذوها عاصمة لهم، فرأى الألبانيون كما رأى غيرهم من الاوروبيين في الفاتحين المسلمين أخلاقا حميدة ومعاملة كريمة، لا عهد لهم بها، فبحثوا عن مصدر ذلك، فوجدوه الإسلام الذي يساوى بين الناس جميعا، ويحررهم من عبودية العباد الى عبودية خالق العباد جل جلاله، ويخرجهم من ظلمات الجهل والشرك الى نور العلم والايمان، فقد أدرك هؤلاء ان الإسلام هو مصدر كل خير، وهو دين ونظام حياة، فأحبوه ومالوا إليه، ودخل فيه بعضهم، ثم أخذ الناس يدخلون فيه أفواجا أفواجا.

          وظلت ألبانيا في طاعة الإسلام، وولاية تابعة للدولة العثمانية، حتى قام أحد زعمائها ويسمى "اسكندر بك" بالتمرد على سلطان المسلمين، وساعده في ذلك أطماعه الشخصية، وتحريض أهل الصليب له وخاصة بابا الفاتيكان، وظل اسكندر بك في حروب مستمرة مع الدولة العثمانية لمدة ثلاث وعشرين سنة، حتى مات في سنة 1467م.
          وبعد ذلك تم فتح بقية بلاد ألبانيا مرة أخرى على يد السلطان محمد الفاتح بعد سقوط "مدينة كرويا" وغيرها في سنة 885هـ الموافق 1480م.


          حال مسلمي ألبانيا حتى الحرب العالمية:
          ظل مسلمو ألبانيا منذ الفتح الإسلامي لبلادهم حتى قيام الحرب العالمية الأولى سنة 1914م ينعمون بحكم الإسلام وعدل رجاله، ويعيشون عيشة راضية، وفي أمن وأمان، فلا خوف على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
          في خلال الحربين الأولى والثانية العالميتين، أصاب ألبانيا بلاء كبير حيث كانت نهباً لقوات البلغار والفرنسيين والطليان وغيرهم. ولكن استطاع بعض الألبان إقامة دولة عاصمتها "تيرانا" غير ان أعداء الإسلام لم يتركوا أهل ألبانيا ينعمون بالأمان في ظل دولتهم، بل تدخلوا لمحاربة الإسلام فيها.

          وفي سنة 1928م تولى عرش ألبانيا "أحمد زوغو" وكان حاقدا على الإسلام والمسلمين، فقام بإلغاء الدروس الدينية التي كانت تعقد في المساجد، وألغى كذلك تدريس التربية الإسلامية في المدارس، ولكن بعض المدرسين قاموا بتأليف الكتب الشرعية وترجمة بعضها وقام الشيخ "علي كرايا" بترجمة معاني القرآن الكريم لتستمر دراسة العلوم الإسلامية بين أبناء ألبانيا.
          وفي سنة 1939م تعرضت ألبانيا للاحتلال الايطالي، الذي عمل على تنصير الألبانيين بكل السبل، وهدموا كثيرا من المساجد والمدارس وقتلوا عددا كبيرا من علماء المسلمين وزجوا البعض في السجون طوال سنوات الحرب العالمية الثانية وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.
          وفي سنة 1939م تعرضت ألبانيا للاحتلال الايطالي، الذي عمل على تنصير الألبانيين بكل السبل، وهدموا كثيرا من المساجد والمدارس وقتلوا عددا كبيرا من علماء المسلمين وزجوا البعض في السجون طوال سنوات الحرب العالمية الثانية وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.
          وفي سنة 1943م انهزمت إيطاليا فأجبرها الألمان على الخروج من ألبانيا، واستبدل استعمار بآخر أشر منه، ولم يدم الاستعمار الألماني سوى سنة واحدة فقد استسلم للحلفاء.

          ثم في سنة 1946م بعد الحرب العالمية الثانية تكونت حكومة انتقالية برئاسة الجنرال "أنور خوجة" وبذلك بسط الشيوعيون سيطرتهم على الحكم في ألبانيا، وعملوا بشتى الوسائل للقضاء على المسلمين، وقتلوا عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، بالإضافة الى الملايين التي فرت من ظلمهم الى البلاد المجاورة.

          ألبانيا بعد سقوط الشيوعية
          ثم بعد سقوط الشيوعية العالمية تنفس المسلمون الألبانيون الصعداء، ونعموا بالراحة وعملوا على النهوض بمرافق البلاد، ببناء المدارس والمساجد، ولكن الشعب الألباني المسلم في حاجة الى مساعدة البلاد العربية والإسلامية بتقديم المال والكتب العلمية والمدرسين لشرح تعاليم الإسلام.

          تعليق


          • #35
            الاقليات المسلمة فى العالم ...
            ملف شامل ومتجدد
            (33)


            مسلمو بولندا
            بولندا جمهورية تطل على بحر البلطيق، تحدها روسيا شرقاً وألمانيا غرباً ، وجمهورية التشيك والسولوفاك جنوباً .
            توجد في بولندا أقلية مسلمة أشبة بجزيرة إسلامية في محيط كاثوليكي . كانت هذه الأقلية تمثل أقصي امتداد إسلامي حتى قيام الحرب العالمية الثانية ، وهي تبعد عن المراكز الإسلامية بألف كيلومتر.

            يعود أصل المسلمين في بولندا إلى بقايا التتر المسلمين الذين هاجروا إلى بولندا في القرن السادس عندما استعان الليتوانيون بالمحاربين التتر المسلمين في الحفاظ على حدودهم مع ألمانيا ، وأقطعوهم الأراضي وأعطوهم بعض الامتيازات ، فتكونت من هؤلاء التتر جالية إسلامية في ليتوانيا وبولندا لا يسمع بها أكثر المسلمين .
            كان عدد المسلمين في بولندا قبل الحرب العالمية الثانية قريباً من 150 ألف نسمة وأما عددهم اليوم فيتراوح بين (20-25) ألف نسمة رغم زيادة عدد سكان بولندا ؟

            ولم يبق لهؤلاء من الإسلام إلا الاسم وبعض الرسوم : كصلاة الجنازة والدفن في المقبرة الإسلامية ، وهي من الشواهد القليلة على الوجود الإسلامي في بولندا ، ورغم الجهل الشديد بالإسلام بسبب ذهاب العلماء والوعاظ نتيجة البطش الروسي الذي انهار سنة 1989م . يبقى مسلمو بولندا معتزين بدينهم ، متحسرين على نسيان العالم الإسلامي لهم .

            نبذة تاريخية :
            - خضعت بولندا مع روسيا وشرق أوربا لسيادة ( القبيلة الذهبية ) أرقي قبائل التتار في الفترة بين 1227- 1505 م .
            - في سنة 1683م وقفت بولندا في وجه الدولة العثمانية ومنعت مد سلطانها في غرب أوربا وذلك عندما حاصرت تركيا "فيينا" فقام التحالف الأوربي ، واستطاع النصارى أن يهزموا تركيا في معركة ( وينروالد ) في 12سبتمبر 1683م ، وكانت هذه بداية التقلص للإمبراطورية الإسلامية ، وقد احتفلت الكنيسة الكاثوليكية وبولندا النصرانية سنة 1983 بمرور 200 سنة على هذا النصر على الدولة العثمانية المسلمة .
            - تعرض المسلمون في بولندا للاضطهاد في القرنين السابع عشر والثامن عشر حين حاول البولنديون إجبارهم على اعتناق الدين المسيحي ، ونص القانون على تحريم تقلدهم للمناصب ،وضيق عليهم سياسياً وثقافياً واجتماعياً ، وأدى سوء الأوضاع إلى هجرة كثير منهم إلى الدولة العثمانية .


            العصر الذهبي :
            عاش المسلمون عصراً ذهبياً وحرية كبيرة في الفترة بين الحربين العالميتين ، وبعد أن شارك المسلمون في استقلال بولندا اعترفت الدولة (بالاتحاد الإسلامي البولندي ) سنة 1925م .
            وصدرت مجلات إسلامية مثل " المسلم البولندي" سنة 1925واهتم المسلمون بتاريخهم وشهدت هذه السنوات نهضة ثقافية ملحوظة ، ونشرت طبعات للقرآن وبعض الكتب .
            ثم انتهى ذلك كله بين عشية وضحاها حين دخلت القوات الروسية والألمانية بولندا سنة 1939م وقاوم البولنديون ، ومعهم المسلمون بقيادة الزعيم الفذ" علي بليازيويتش " ومات عدد كبير منهم .
            ثم جاء " ستالين " ونفذ مجازر بشعة في حق المسلمين بتهمة التعاون مع ألمانيا - تماماً كما فعل مع مسلمي القرم - وكانت أشهر مجازره يوم عيد الفطر سنة 1944حين أحرق خمسة عشر مسجداً بمن فيها من المصلين ، وقد أدت تلك المجازر والمذابح إلى تناقص عدد كبير من المسلمين بصورة رهيبة .

            وحتى بعد خروج الروس من بولندا لم يتغير وضع المسلمين فيها ، لوجود الحكومة الشيوعية التابعة لموسكو والتي أذاقت المسلمين الويلات حيث لم يبق من 35 مسجداً سوى مسجدين ، ودمرت المدارس والمؤسسات الإسلامية بالكلية حتى ساد التخلف ، وقل الوعي ، وضعف أو ذهب الانتماء ، مما ساهم بشكل كبير في ذوبان الأقلية المسلمة وسط المجتمع خاصة في المدن حيث تتزوج المسلمة بنصراني ، وغالباً ما يتحول هؤلاء للمسيحية بعد ذلك .
            وأما مسلموا القرى فأكثر تمسكاً بالإسلام ، وأقل ذوباناً في المجتمع ، ولا يزوجون النصارى ولا يتزوجون منهم .


            مسلمو بولندا اليوم :
            يبلغ عدد المسلمين اليوم في بولندا (20-25) ألفاً ، أكثرهم من أصل تتري وهم مشتتون بصورة كبيرة جغرافياً ومهنياً ، ولهم مفتٍ يشرف على شؤونهم الدينية والثقافية ، كما سمحت له الحكومة بتشكيل " المجلس الإسلامي البولندي " وهو كيان قانوني معترف به - وله حق بناء المساجد ، وإنشاء المدارس - ومقره حسب الدستور بالعاصمة وارسو.
            لم يبق بعد الحكم الشيوعي للمسلمين سوى مسجدين في مدينة بياليستوك وقد أعادتهما الحكومة البولندية للمسلمين ، وتمكنوا بالفعل من استئناف الصلاة فيهما .
            أقام المسجد الإسلامي البولندي مركزاً إسلامياً جامعاً في بياليتستوك يشمل مسجدا ، ومدرسة لتعليم القرآن الكريم ، وقاعة للمحاضرات ، وداراً للضيافة .
            يتركز المسلمون في مدينتي " غدانسك " و"بياليستوك" ، ويصدرون مجلة إسلامية بعنوان " الحياة الإسلامية "






            تعليق


            • #36
              الاقليات المسلمة فى العالم ...
              ملف شامل ومتجدد
              (34)

              النمسا ..
              وفاق مع الإسلام بعد ألف عام




              يعود الاتصال بين النمسا والمسلمين إلى وقت مبكر نسبياً ، الأمر الذي يبدو وثيق الصلة بالموقع الاستراتيجي الذي تحتله النمسا في قلب القارة الأوروبية. فبينما ضمت بلاد المجر قبل قرابة ألف سنة وجوداً إسلامياً ، حسب ما تذكره بعض المراجع التاريخية، فإنه من المرجح أن يكون الجوار المجري للنمسا قد حمل معه تأثيرات إسلامية ما إلى المجتمع النمساوي، أو نوعاً من الاحتكاك مع المسلمين وقيمهم.

              وجاءت المشاركة الفاعلة للنمسا في الحملات الصليبية، في عهد أسرة البابينبيرغ منعطفاً حاداً في العلاقة مع المسلمين وتشكيل الانطباعات السلبية إزاء دينهم.
              وفي القرن الثاني عشر، اشترك الملك النمساوي ليوبولد الخامس في الحملات الصليبية على فلسطين وسواحل الشام ، وكان له دور فاعل في معركة عكا.

              وإذا كانت أسرة الهابسبورغ قد أحكمت سيطرتها على النمسا في الربع الأخير من القرن الثالث عشر؛ فإنّ الاتصال بين العثمانيين وآل هابسبورغ، الذين استمر حكمهم للنمسا وجوارها الجغرافي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، كاد أن يكون مقتصراً على المواجهات الحربية والمناوشات العسكرية على مدار ثلاثة قرون، وأما الرسل والمبعوثون من الجانبين فلم يشكلوا قناة اتصال فعلية مؤثرة.

              ولم يتمكن العثمانيون من توسيع رقعة دولتهم في أي من الأراضي الناطقة بالألمانية، ولذا فقد كانت الشعوب والثقافات البلقانية والسلافية الجنوبية، خاصة في المجر والبوسنة والهرسك، هي قناة الاتصال الثقافي بين النمسا المحاذية للبلقان ، والعالم الإسلامي.
              وقد تعزّزت أهمية هذه الشعوب في التواصل من خلال الاتساع المتزايد في حدود الإمبراطورية النمساوية على حساب تقهقر الدولة العثمانية على مدى قرنين من الزمن، أي منذ سنة 1683؛ عندما أخفق الحصار العثماني الثاني لفيينا ، وحتى اقتطاع البوسنة والهرسك من الدولة العثمانية سنة 1878.

              وتعرف اللغة الألمانية التي يتحدث بها النمساويون الكثير من المفردات العربية، اكتسبتها الألمانية بشكل مباشر عن العربية، أو بشكل غير مباشر عبر التركية أو اللغات السلافية واللاتينية بشكل عام. وهو ما جعل باحث اللغويات كارل لوكوتش يصدر قبل أكثر قرابة ثلث قرن قاموساً للكلمات الواردة في الألمانية وعدد من اللغات السلافية والأوروبية الأخرى ذات الأصل الشرقي.
              وفُتح فصل جديد بالكامل مع اقتطاع النمسا البوسنة والهرسك من الدولة العثمانية سنة 1878، فللمرة الأولى تضم الإمبراطورية النمساوية متعددة الشعوب شعباً مسلماً هو الشعب البوسني السلافي. وأياً كان عليه الأمر, فقد تعاملت القيادة النمساوية مع هذا التطور بشكل غلب عليه طابع الانفتاح والاستيعاب المرن، خاصة بعد بوادر "المقاومة الثقافية" التي أبداها المسلمون البوشناق للهيمنة النمساوية الكاثوليكية عليهم.

              ولم يمض وقت طويل على احتلال البوسنة والهرسك حتى استقر في فيينا مفتي مسلم رفيع المستوى، في إشارة إلى استيعاب القيادة النمساوية للخصوصيات الدينية للمسلمين في إمبراطوريتها متعددة الشعوب. بل إنّ الإسلام سبق وأن اعترف به في 20 مايو 1874 عبر الاعتراف بالجماعة الدينية الإسلامية، على المذهب الحنفي، وهو ما كان التمهيد لصدور "قانون الإسلام" في الإمبراطورية النمساوية المجرية بتاريخ 15 تموز (يوليو) 1912، وهو التشريع الذي جاء على أرضية القانون الذي سبقه، مع شيء من التوسع والتفصيل.

              وفي سياق التعامل القانوني للإمبراطورية النمساوية مع المسلمين في نطاقها دخلت في 15 نيسان (إبريل) 1909 حيز التنفيذ تشريعات للتنظيم الإداري للشؤون الدينية الإسلامية، والأوقاف الإسلامية، بالإضافة إلى الشؤون المدرسية. وقد نشرت هذه التشريعات في الصحيفة القانونية النمساوية الصادرة في الأول من أيار (مايو) 1909.

              وضمت العاصمة النمساوية فيينا مسجداً في شارع آلزر قبل الحرب العالمية الأولى وأثناءها. كما عرفت النمسا فرقة إسلامية في جيشها، واضطلع مفتي الجيش النمساوي بدور الرعاية الدينية للجنود المسلمين. بل إنّ القوات البوسنية كانت من أبرز الوحدات العسكرية في الجيش النمساوي، وكانت هذه القوات تضم في صفوفها بوسنيين من المسلمين في الغالب. ومن هنا جاءت تسمية شارع "تسفاير بوسنياكن" الكائن في مدينة غراتس النمساوية، فهذه التسمية تعيد إلى الأذهان الدور البارز الذي عُرفت به القوات البوسنية هذه. وكانت القوات البوسنية في الجيش النمساوي قد أبلت بلاءً حسناً في معاركها على الجبهة الإيطالية في العام 1916، إبان الحرب العالمية الأولى.
              وحتى انهيار الإمبراطورية النمساوية، مع نهاية الحرب العالمية الأولى؛ كانت المدارس في فيينا وسراييفو تقدم للتلاميذ المسلمين الملتحقين بها مواد إسلامية، فعلى سبيل المثال كان من بين المطبوعات المدرسية المقررة في هذا الشأن "سيرة ابن هشام"، وقاموس للكلمات العربية، وكتاب عن الأدب العربي، فيما عكف المستشرق المجري إيغناز غولدتسيهر على إعداد كتاب موجز عن تاريخ الأدب العربي للمدارس الإعدادية والثانوية البوسنية.

              ويرى الخبير البوسنوي الذي توفي مؤخراً إسماعيل باليتش أنّ السياسة الثقافية النمساوية في البوسنة والهرسك عمدت إلى تشجيع اللغة والثقافة العربية على حساب الثقافة التركية العثمانية. ولم يكن هذا برأي باليتش، نابعاً عن موقف سياسي نمساوي وحسب؛ وإنما ناجماً عن الانطباع السائد في فيينا بأنّ الثقافة السائدة لدى العثمانيين لا تتمتع بالأصالة بل اقتبسوها في الغالب عن أمم أخرى، كما كان يتردد آنذاك. وانطلاقاً من هذا؛ عرفت البوسنة والهرسك في ظل الإدارة النمساوية إقبالاً على النمط المعماري العربي ـ الأندلسي، وهو ما يبدو ماثلاً حتى اليوم في عدد من المنشآت البوسنية العريقة مثل المدارس والحمامات ومحطات القطارات والمنشآت الإدارية، كالمكتبة الوطنية والجامعية بسراييفو، التي التهمها الحريق في العام 1992 جراء الحرب.
              وفي حدود العام 1883 أنجزت المطبعة الحكومية في العاصمة النمساوية كتاباً بالألمانية عن الأحوال الشخصية بعنوان "قوانين الزواج والأسرة والإرث الإسلامية للمحمديين ****** حسب المذهب الحنفي". وتم تأليف الكتاب ونشره ليكون مرجعاً مساعداً للقضاة النمساويين في التعامل مع الواقع الجديد، الذي لم يسبق لهم الاطلاع عليه بشأن الأحوال الشخصية للمسلمين في البلاد.
              ومن التطورات الهامة التي أعقبت تفكك الإمبراطورية واختزال النمسا في مساحتها الحالية، إثر تأسيس الجمهورية النمساوية الأولى مع نهاية الحرب العالمية الأولى؛ قيام مسلمي النمسا في العام 1933 بتشكيل إطار لهم ، وتسجيله بصفة قانونية، أطلقوا عليه الرابطة الثقافية الإسلامية، لكنّ هذه الجمعية الإسلامية سرعان ما حُلّت إثر دخول القوات النازية إلى الأراضي النمساوية في العام 1939، وكانت النمسا آنذاك قد أصبحت جزءاً من الرايخ الألماني الثالث وعرفت بـ"أوستمارك".

              وتم أثناء الحرب العالمية الثانية تشكيل مؤسسة جديدة باسم الجالية الإسلامية بفيينا، وسجلت رسمياً برقم 8910 في سجل الجمعيات. وتم حل الجمعية في العام 1948، أي بعد الحرب العالمية الثانية. وكان من بين قياداتها من والى النظام النازي على ما يبدو. والملاحظ أنّ هذه المؤسسة قد حدّدت من بين الأهداف الواردة في دستورها تأسيس مسجد وبيوت شباب ومؤسسات اجتماعية عديدة في العاصمة النمساوية. لكنّ أياً من ذلك لم يتحقق.

              وفي الخمسينيات من القرن العشرين بدأت جمعية الخدمات الاجتماعية الإسلامية نشاطها، ولم تكن مجرد جمعية تتولى استقبال ورعاية اللاجئين المسلمين الفارين من الاضطهاد الشيوعي في أوروبا الشرقية وحسب؛ بل كانت طليعة الوجود الإسلامي المؤسسي في النمسا بعد الحرب العالمية الثانية. ومن خلال هذه المؤسسة تم التحرك باتجاه إعادة إحياء الاعتراف القانوني بالإسلام ، الأمر الذي تحقق بالفعل مع حلول العام 1979.

              وبعد أن كانت أعداد المساجد والمصليات محدودة للغاية مع مطلع السبعينيات، فقد تزايدت بشكل واضح في السنوات العشرين الماضية، لتصل إلى نحو مائة مسجد، لكن مسجداً واحداً منها فقط على ما يبدو، هو المركز الإسلامي بفيينا الذي تأسس في العام 1979، هو الذي يتمتع بالوضعية القانونية المُثلى بوصفه مسجداً. وأما المساجد الأخرى فهي مسجلة غالباً بوصفها مقارّ لجمعيات إسلامية وثقافية، رغم أنّ التعامل الرسمي معها يجري عملياً على أساس أنها مساجد.
              وبينما يواجه المسلمون في بلدان أوروبية عدة مصاعب فعليه في انتزاع اعتراف رسمي بدينهم أو بوجودهم كمجموعة دينية ذات مكتسبات قانونية واضحة؛ فإنّ مسألة الاعتراف قد ترسخت في النمسا واستقرت بشكل كافٍ، وهو ما انعكس بالإيجاب على الوئام الاجتماعي في هذا البلد الواقع في قلب القارة العجوز، وبات حالة نموذجية يشار إليها بالبنان في دول الجوار.


              تعليق


              • #37
                الاقليات المسلمة فى العالم ...
                ملف شامل ومتجدد
                (35)

                مسلمو الفلبـــين

                يبلغ عدد سكان الفلبين ستين مليون نسمة نسبة المسلمين بينهم 11 بالمائة ، أي حوالي ستة ملايين تقريباً يتركز غالبهم في الجنوب .
                وصول الإسلام إليها :
                وصل الإسلام إلى الفلبين مبكراً عن طريق التجار والدعاة ، وبدأ في الجنوب ثم انتشر في بقية الجزر.
                في عام 927هـ وصل إليها " ماجلان " بحملته النصرانية الإسبانية ، وحاول إخضاع المسلمين والتمكين للنصرانية ، ولكن أهالي الفلبين قاوموهم وهزموهم ، وقتل " ماجلان " على يد سلطان جزيرة ( ماكنتان ) المسلم ، وفر من بقي ، وأرسلت إسبانيا أربع حملات لاحتلال الفلبين ولكن المسلمين أبادوها جميعاً .
                وفي سنة 973هـ عادت الحملات الصليبية الإسبانية مرة أخرى معلنين غايتهم باحتلال البلاد وتنصير أهلها ، وبالفعل نجحوا في الاستيلاء على الجزر الشمالية حيث يقل المسلمون ، وأما في الجنوب ففشلوا بسبب بسالة المسلمين وصمودهم العجيب حتى يئس الإسبان تماماً من إخضاع الجنوب . وقد أقام الاسبان كعادتهم المذابح للمسلمين وأخرجوا الحقد الدفين على كل ما هو إسلامي.
                استمر الاستعمار الإسباني للفلبين 377 عاماً ، عاملوا فيها أهل البلاد بقسوة ، وحكموهم بالحديد والنار . ونتيجة لهذا الضغط ، ولسوء المعاملة اندلعت الثورات في البلاد كما حدث عام 1290- 1314هـ ، وفي سنة 1316هـ حطم الثوار الأسطول الإسباني داخل خليج مانيلا ، وفي النهاية اضطر الأسبان للخروج ولكن أمريكا انتهزت الفرصة واشترت جزر الفلبين من إسبانيا بخمسة ملايين دولار ، وبالفعل انتقل الناس من الاحتلال الإسباني إلى الاحتلال الأمريكي - الذي كان أشد وأنكى من الاحتلال الإسباني - ومرة أخرى بدأ المسلمون مرحلة جديدة من الجهاد ، وأصابهم فيها أعظم مما أصابهم على أيدي الإسبان ، والنتيجة : عزل تام للمسلمين ، وسوء أحوالهم وتقهقر ثقافتهم ، وسيادة الجهل بين أبناء المسلمين .
                الاستقلال
                حصلت الفلبين سنة 1934م على استقلال ذاتي ، واحتلتها اليابان في المدة ( 1358-1364هـ ) ثم انهزمت اليابان وعادت الجزر أمريكية .
                في سنة 1934م هـ حصلت الفلبين على استقلالها وأصبح الحكم فيها رئاسياً ، ومع الاستقلال بدأت النهضة في الجنوب خاصة في المجال التعليمي والثقافي ، وأنشأت المدارس ومعاهد وكليات ، وتأسس " اتحاد مسلمي الفلبين" وتم إنشاء مركز إسلامي يضم مسجداً ومكتبة ومدارس ومنازل للطلاب.
                وبالطبع لم تعجب هذه النهضة الحكومة النصرانية بعد ذلك بقيادة "ماركوس" فبدأت تتحين الفرض وتخلق الأسباب لشن حرب إبادة على المسلمين .
                أسس ماركوس بنفسه عصابة أطلق عليها اسم " عصابة الفئران" وأخرى سميت "بالأخطبوط" للاستيلاء على أراضي المسلمين وطردهم منها ، وزودوها بأحدث الأسلحة وزعم أنه لا علم له بذلك ، قامت العصابتان بشن غارات إرهابية ووحشية على المزارع والقرى حتى يغادرها أصحابها ، وزادت عمليات الشغب وحرق المزروعات ، وتسميم الآبار وقتل الحيوانات ، وقاموا باغتيال الناس وبقر بطونهم ، وهتك أعراضهم حتى شردت أكثر من ستين ألف أسرة .. وساهمت الحكومة تبعاً لخطة مرسومة فبدأت تسجل الأرض بأسماء النصارى الذين استولوا عليها ، في حين كانت تمتنع عن تسجيلها لأصحابها من المسلمين ، ثم بدأ النصارى يطالبون بأراضيهم ويطردون منها أصحابها المسلمين بمعاونة الدولة .
                وشاركت الدولة جيش الفئران وعصابة الأخطبوط في حرق البيوت والمساجد وقتل المسلمين .
                في سنة 1391هـ جمعت الحكومة ممثلي المسلمين في المسجد بحجة الصلح مع النصارى ثم دخلت جماعة مسلحة فقتلوا كل من في المسجد وكانوا 120 مسلماً. وقبل ذلك كانت الحكومة قد جمعت 170 شاباً مسلماً بحجة تدريبهم في أحد المعسكرات ثم قتلتهم جميعاً ولم ينج إلا شخص واحد. عندما زادت الهجمات على المسلمين ورأوا تقاعس الحكومة بل مساعدتها للعصابتين بدؤوا في الدفاع عن أنفسهم ، ولكن الحكومة اعتبرت الأمر تمرداً وعصياناً من المسلمين واتخذت ذلك ذريعة للتخلص منهم بحجة أنهم يثيرون الفتن ، وطالبتهم بتسليم أنفسهم خلال أسبوع وإلا تعرضوا للقتل الجماعي من جيش الدولة فأظهر المسلمون عندئذٍ العصيان وبدأت المعارك بشكل رسمي وسافر بين الحكومة بطائراتها ودباباتها وأسلحتها ومدافعها وبين المجاهدين بالمدى والسكاكين والبنادق التي كانوا يستعملونها إبان الحرب العالمية والاستعمار الإسباني . ورغم شدة التباين بين القوتين إلا أن المجاهدين صمدوا وأنزلوا بجيش الحكومة هزائم عديدة . وفي الوقت ذاته قامت قوات ماركوس بضرب أماكن المسلمين بالطائرات والمدافع ، وأقامت مجازر رهيبة في بعض القرى المسلمة .

                ومع المقاومة الضعيفة للمسلمين وبعض الضغط الخارجي اضطر ماركوس للتفاوض مع قادة المسلمين وكان ذلك في ليبيا سنة 1976 م . ووافق على إعطاء المسلمين حكماً ذاتياً في الجنوب وعلى تغيير الأوضاع وتحسينها .
                ولكن لم تمض أربعة شهور حتى نقضت الحكومة كل تعهداتها وبدأت من جديد حملة أشد شراسة لإبادة المسلمين نهائياً.

                - ففي سنة 1977م قامت الحكومة بقتل 500 مسلم وجرح 300 آخرين في معركة "بولوان"
                - في ذي الحجة من نفس العام هاجمت قوات ماركوس جزيرة "كوتا باتو" ومركز جبهة مورو ولكن المجاهدين شنوا هجوماً معاكساً وكبدوا الحكومة خسائر فادحة.
                - في شوال 1397هـ هاجمت القوات الحكومية قرية "سوباه بوكول" من البحر والجو ثم زحفت القوات فدمروا القرية التي قتل كل من فيها .
                - قامت طائرات بقصف قرية " تيك باو " بالقنابل المحرمة دولياً وأشعلت النار في بيوت المسلمين وداهمتها الدبابات فقتل سبعمائة مسلم .

                عندما زادت المعارضة لحكم ماركوس ، قامت أمريكا بتغيير الواجهة خوفاً من تغيير مفاجئ وتولت "كورازون أكينو" السلطة سنة 1986م ووعدت بإعطاء المسلمين حكماً ذاتياً ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث . وما يزال المسلمون يعانون ولكن القضية غيبت عن الإعلام واحتلت مكانها قضايا أخرى ، وهكذا حال المسلمين تنسى قضيةٌ ومأساةٌ جديدة أخواتها بسرعة.
                - يشكل المسلمون 11% من سكان الفلبين ، ويتركز معظمهم في الجنوب.

                - توجد في الفلبين أكثر من 78 لغة محلية أهمها "التاجالوج" ، واللغة الرسمية هي "الإنجليزية" ويتكلم المسلمون لغة "ثاوصو" ولغة "مراتاو" التي تضم الكثير من الحروف العربية وتكتب بالحرف العربي .
                - عندما بدأت العمالة الفلبينية تتجه إلى دول الخليج وضعت الحكومة العراقيل أمام سفر المسلمين في حين يسرت سفر المسيحيين . خوفاً من تحسين مستوى المسلمين الاجتماعي وتأثرهم بالإسلام . وللأسف لا تزال مكاتب الاستقدام في دول الخليج غير منتبهة لهذا الأمر وبعضهم لا يهتم بما يراد للإسلام وأهله.

                المؤسســــات :
                يوجد في الفلبين عدد من المؤسسات الإسلامية مثل :
                - أنصار الإسلام في " زامبوانغا "
                - أنصار الإسلام في " كوتا باتو "
                - معهد لانو في " لانو الشمالية ".
                - جامعة الفلبين الإسلامية في لانو .
                - معهد الدراسات الإسلامية .
                - معهد مند ناو العربي .
                - الهيئة الإسلامية في مانيلا.

                تعليق


                • #38

                  الاقليات المسلمة فى العالم ...
                  ملف شامل ومتجدد
                  (36)


                  الإسلام والمسلمون في البرتغال

                  يقدر عدد المسلمين في البرتغال حاليا بنحو ثلاثين ألف نسمة وهم من أعراق مختلفة ، قدموا من عدة بلدان وخاصة من المستعمرات البرتغالية السابقة ، ويمكن تقسيم المسلمين في البرتغال إلى فئات متعددة منها مسلمون من موزامبيق من أفريقيا ، ومسلمون من ماكاو ، وجزيرة غوا في الهند ، وتيمور في إندونيسيا ، أو أحفاد المسلمين الهنود الذين كان يعمل أجدادهم وآباؤهم في المستعمرات البرتغالية في موزامبيق وغيرها ، ومسلمون من غينيا بيساو المستعمرة البرتغالية السابقة ، ومسلمون مهاجرون من الدول العربية ، مثل مصر والمغرب والجزائر وغيرها ، ومسلمون برتغاليون أعتنقوا الإسلام حديثا وعددهم قليل .

                  وقد تأسست أول جمعية إسلامية رسمية في البرتغال الحديثة في لشبونة عام 1968م باسم الجماعة الإسلامية للشبونة ، حيث أستأجروا شقة وجعلوها مقرا للجماعة ومكانا لآداء الصلاة جماعة ، وبعد تزايد عدد المسلمين القادمين إلى البرتغال من مستعمراتها السابقة ، وبعد مطالبات متعددة وافقت بلدية لشبونة على منح المسلمين أرضا لبناء مسجد ومركز إسلامي في لشبونة ، وكان ذلك عام 1977م ، وتم تأسيس مجلس إشرافي من سفراء الدول الإسلامية لدى البرتغال برئاسة سفير المغرب ، وتم تأسيس أول مسجد ومركز إسلامي في البرتغال بعد زوال حكم المسلمين عنها ، وتم الإنتهاء منه عام 1985م ، وبالإضافة إلى هذا المركز الإسلامي ، وفي البرتغال حاليا مسجدان جامعان و 17 مصلى معظمها في لشبونة ماعدا أربعة منها في مدن كويمبرا في وسط البرتغال ، وفيلادوكونده في الشمال ، وأيفورا في الجنوب ، وبورتو ، التي تعتبر من أقدم المدن البرتغالية .

                  وفي لشبونة مدرسة دار العلوم الإسلامية ، كما تنتشر في المساجد والمصليات حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، إضافة إلى وجود فصول لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية .
                  ويدرس في مدرسة دار العلوم الإسلامية التي تأسست عام 1995م نحو 70 طالبا وطالبة ، ويقوم بتدريسهم سبعة معلمين ، وهي تعادل المرحلتين الإعدادية والثانوية .
                  كما أصدر المسلمون في البرتغال عددا من الدوريات باللغة البرتغالية والعربية ، مثل مجلة "إسلام" الفصلية التي تصدرها الجماعة الإسلامية للشبونة ، ومجلة "القلم" ، كما أصدرت الجماعة الإسلامية في لارانجيروا مجلة "النور" باللغة البرتغالية ، مرة كل شهرين .

                  الجدير بالذكر أن المسلمين فتحوا البرتغال على يد القائد المسلم موسى بن نصير ، ثم أكمل أبنه عبد العزيز الفتح من بعده ، وتوالت فتوحات المسلمين للبرتغال الحالية ، وبنهاية القرن الهجري الأول كانت البرتغال الحالية تقريبا كلها خاضعة لحكم المسلمين ، وهم الذين أطلقوا عليها اسم (برتغال) .

                  لكن المسلمين بعد أن أتموا فتح البرتغال هجروا المناطق الجبلية الباردة في الشمال وأنحدروا إلى الجنوب الدافئ ذي الأراضي الخصبة والطبيعة الجميلة ، فكانت مناطق الشمال المهجورة من المسلمين هي أولى المناطق التي لجأ إليها النصارى واتخذوها مركزا يغيرون منها على المسلمين .

                  واستمرت الحرب سجالا بين المسلمين والنصارى إلى أن سقطت لشبونة بيد "الفونسو هنريك" الذي أعلن نفسه ملكا على البرتغال ، وذلك في عام 541هـ/1147م .
                  لكن جنوب البرتغال ومركزه "شلب" لم تسقط نهائيا إلا في عام 647هـ/1429م .
                  وقد ذكر بعض المؤرخين أن كافة سكان مدن وقرى البرتغال من غير المسلمين كانوا يتحدثون اللغة العربية ، حيث ذكر الإدريسي عن "شلب" أن سكان قراها وسكان المدينة يتكلمون باللغة العربية .

                  وقد نبغ من العرب والمسلمين سكان البرتغال عدد كبير في مختلف العلوم والآداب ، ذكرتهم كتب التراجم والسير ، ومن أشهرهم إبن بسام الشنتويني ، المتوفي عام 1147م ، وأبو الوليد الباجي وإبن عمار الشاعر ، وأبو القاسم أحمد بن قسي ، الذي ولي شلب لعبد المؤمن التوحدي .
                  والمؤرخ المعروف أبوبكر بن محمد بن إدريس الفارابي العالوسي ، صاحب كتاب "الدرة المكنونة في أخبار لشبونة" .
                  وكان من أبرز المدن التي إزدهرت في عهد المسلمين مدينة لشبونة ومدينة شلب في الجزء الجنوبي من البرتغال

                  تعليق


                  • #39

                    الاقليات المسلمة فى العالم ...
                    ملف شامل ومتجدد

                    (37)

                    فتح بلغراد عاصمة المجر
                    927 هـ
                    كان السلطان العثماني خليفة المسلمين يقوم بدوره في نشر الإسلام ، وفتح البلدان ، فأرسل إلى ملك المجر سفيرًا يخيره بين الإسلام أو الجزية أو الحرب .


                    فما كان من ملك المجر ( لويز الثاني ) إلا أن أمر بإعدام السفير ، مما أثار غضب السلطان سليمان ، فأمر بتجهيز الجيوش وجمع كل ما تتلطبه من الذخائر والمؤن ، وسار هو بنفسه في مقدمة الجيش ، وأرسل أحد مشاهير قواده ( واسمه أحمد باشا) لمحاصرة مدينة " شابتس " الواقعة شمال بلغراد والتي تسمى اليوم سابوتيكا، ففتحها يوم2 شعبان سنة 927هـ(الموافق 8 تموز - يوليو سنة 1521م)، ووصل إليها السلطان سليمان في اليوم التالي ، ثم قاد الجيوش التي كانت تقوم على حصار هذه المدينة لمساعدة وزيره ( بير محمد باشا ) الذي كان يحاصر مدينة بلغراد، ويضيق الخناق عليها، ودافع المجريون عن عاصمتهم دفاعًا شديدًا ، غير أن جند المسلمين تمكنوا من اقتحامها يوم 25 رمضان سنة 927 هـ ( 29 أغسطس سنة 1521م ) وأخلى الجنود المجريون قلعتها ، ودخلها السلطان ، وصلى الجمعة في إحدى كنائسها التي حُوِّلت فورًا إلى مسجد .



                    وصارت هذه المدينة التي كانت أمنع حصن للمجريين ضد تقدم القوات العثمانية ، أكبر مساعد لها على فتح ما وراء الدانوب من الأقاليم والبلدان .



                    وأعلن السلطان هذا الانتصار بالكتابة إلى جميع الولاة، وإلى ملوك أوروبا ، ورئيس جمهورية البنادقة ، ثم عاد القسطنطينية مكللاً بالنصر والظفر على الأعداء ، وأرسل إليه قيصر الروس يهنئه بالفوز والظفر ، وكذلك فعل رئيسًا جمهوريتي البندقية وراجوزه
                    وقد تمكن المسلمون العثمانيون بفضل هذا الفتح من التقدم لفتح بلاد ما وراء نهر الدانوب .



                    تعليق


                    • #40
                      الاقليات المسلمة فى العالم ...
                      ملف شامل ومتجدد
                      (38)
                      المسلمون في كمبوديا

                      تقع كمبوديا في منطقة شرق آسيا وتحدها تايلاند من الشمال والغرب ، ولاوس من الشمال ، وفيتنام من الشرق والجنوب ، ومساحتها 181.055 كيلومترا مربعا ، وسكانها (11) مليون وأربعمائة ألف نسمة ، منهم نحو 6 % من المسلمين ، والغالبية العظمى من البوذيين مع وجود أقلية مسيحية كاثوليكية .

                      ويعتقد بعض المؤرخين أن الإسلام وصل إلى كمبوديا في القرن الحادي عشر الميلادي ، وقد قام المسلمون بدور مهم في إدارة مملكة "تشامب" قبل زوالها عام 1470م ، حيث أنعزل مسلمو كمبوديا بعد ذلك .

                      وقد حافظ المسلمون في كمبوديا طوال تاريخ كمبوديا الحديث على إسلوب حياتهم الخاص ، حيث أنهم يختلفون عن الخمير البوذيين دينا وثقافة ، كما أن لهم عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم وطعامهم وهواياتهم وذلك لكونهم في الأصل من مواطني مملكة تشامب التي تقع في وسط فيتنام ، وبعد إندثارها هاجروا إلى البلدان المجاورة ، ومنها كمبوديا ، وذلك خلال القرن الخامس عشر الميلادي .

                      وقد كان عدد المسلمين الكمبوديين في بداية السبعينيات من القرن الميلادي العشرين ، يقدر بنحو 700 ألف مسلم ، وكان لهم 122 مسجدا ، و 200 مصلى ، و 300 مدرسة إسلامية ، ومركزا لتحفيظ القرآن الكريم ، لكن بسبب الحروب والإوضاع السياسية المضطربة التي مرت بها كمبوديا خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الميلادي الماضي ؛ هاجر كثير منهم إلى البلدان المجاورة وتعرض من بقي منهم خاصة خلال حكم الخمير الحمر للقتل والتعذيب والتشريد وتهديم المساجد والمدارس ، وحرم عليهم ممارسة الشعائر الدينية لأن الخمير الحمر كانوا شيوعيون متطرفون ، يكرهون الأديان ويعذبون من يمارس الشعائر الدينية ، سواء كان مسلما أو بوذيا أو غيرهم ، وقد قتل خلال حكمهم أكثر من مليوني كمبودي ، منهم حوالي 500 ألف مسلم ، إضافة إلى حرق المساجد والمدارس والمصاحف ومنع التحدث باللغة التشامبية لغة مسلمي كمبوديا .
                      بعد زوال حكم الخمير الحمر على أيدي حكومة جديدة مدعومة من فيتنام تحسنت احوال الكمبوديين بشكل عام ، واستطاع المسلمون الذين يقدر عددهم حاليا بحوالي 45 ألف مسلم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية ، وصار لهم 268 مسجدا و 200 مصلى و 300 مدرسة إسلامية ومركز لتحفيظ القرآن الكريم .

                      كما ظهرت العديد من المنظمات الإسلامية مثل رابطة مسلمي كمبوديا ورابطة الشباب المسلم الكمبودي ومؤسسة تنمية مسلمي كمبوديا والجمعية الإسلامية الكمبودية للتنمية .
                      كما أنهم حصلوا على عدد من المناصب الحكومية الهامة مثل نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم ونائب وزير المواصلات .

                      ومنهم نائبان لوزير الأديان وعضوين في مجلس الشيوخ .
                      وبالرغم من أن المسلمين قد أخذوا في ممارسة حياتهم بشكل اعتيادي ، وبدأوا في إنشاء المدارس والمساجد والمؤسسات الخاصة بهم ، إلا أن مشروعاتهم هذه تواجه مصاعب مالية كبيرة نظرا لفقرهم الشديد حيث أن الرواتب المخصصة للمعلمين لا تكفي لسد احتياجاتهم العائلية ، كما أن المناهج الدراسية في المدارس الدينية ضعيفة في مجملها وغير موحدة .
                      ويتركز المسلمون الكمبوديون حاليا في إقليم "فري تشامبيا" الشمالي ، حيث يشكلون نحو 40 % من سكانه ، و 20 % من سكان إقليم فري تشيانغ المجاور ، و 15 % من سكان إقليم كامبوت ، وفي العاصمة فينوم بنة يعيش نحو 30 ألف مسلم .

                      وليس للمسلمين في كمبوديا أية وسيلة إعلامية تعبر عن هويتهم الإسلامية ، وذلك بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة .

                      ويحتاج مسلمو كمبوديا بوجه خاص والاقليات الإسلامية في شرق آسيا بشكل عام ، إلى مد يد العون والمساعدة من إخوانهم المسلمين وخاصة المؤسسات الخيرية والهيئات الإنسانية ، إذ أنهم في أمس الحاجة لمشروعات تسهم في رفع مستوى المعيشة ، حيث يعتمد معظمهم على الزراعة وصيد الأسماك ، وهما الحرفتان اللتان تضررتا مؤخرا بشكل كبير بسبب الفيضانات والأعاصير ؛ الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة للمسلمين وأوصلهم إلى ما تحت خط الفقر .
                      كما أن المسلمين في كمبوديا في حاجة إلى بناء المدارس ووضع مناهج إسلامية موحدة ؛ إذ إن المدارس القائمة حاليا تدار بصفة فردية اجتهادية ، حيث يقوم على كل مدرسة أحد المعلمين وهو الذي يضع المنهج بنفسه وهو في الغالب منهج ضعيف ومتواضع وكثيرا ما تتعطل بعض المدارس لإنصراف المعلمين إلى البحث عن عمل آخر يستعينون به على معيشتهم ، كما انهم بحاجة ماسة إلى ترجمات لمعاني القرآن الكريم والكتب الإسلامية وخاصة التي تبين العقيدة والأحكام الشرعية المختلفة

                      تعليق


                      • #41
                        الاقليات المسلمة فى العالم ...
                        ملف شامل ومتجدد
                        (39)
                        كشمير

                        كشمير ولاية ساحرة الجمال، غنية بالخيرات، عدد سكانها 12مليون شخص. وتقع في المنطقة ما بين الهند وباكستان، وحيث أن الغالبية العظمى من سكانها مسلمين، أراد الشعب الكشميري المسلم أن يصبح ولاية تابعة لباكستان فيستقل عن الهند.. وأصدرت الأمم المتحدة قرار بضم الولايات ذات الأغلبية المسلمة لباكستان وتقسيم شبه القارة الهندية عام 1947م، لكن الهند لم تستجب للقرار وقامت باحتلال ولاية كشمير عام 1947، وعملت على ضخ المهاجرين الهندوس والسيخ للاستيطان في كشمير.

                        مارست الهند شتى أنواع القهر الوحشي المنظم والعنيف لأهل كشمير المسلمين من قتل وتشريد واغتصاب وحرق للبيوت وخطف الأطفال، والاضطهاد المادي والمعنوي للشعب الكشميري.
                        أصدرت الأمم المتحدة ثلاث قرارات تطالب بوضع حد للأزمة الكشميرية وعمل استفتاء يقرر فيه الشعب الكشميري مصيره بنفسه، فرفضت الهند وأصرت على احتلال كشمير، ونشأت خلال الأربعين عاماً حركات جهادية كشميرية للدفاع عن الدين والنفس والوطن والمطالبة بالحقوق وخصوصاً منذ 1990م. فضاعفت الهند من ضرباتها لكشمير ومارست شتى أساليب التعذيب والإبادة.


                        يعود تاريخ القضية الكشميرية إلى اليوم الذي قامت فيه الهند بإنزال قواتها في الولاية بتاريخ 27/10/1947م، متخذة من الوثيقة المزورة باسم الملك الهندوسي للولاية آنذاك "هري سينغ" مبرراً لاجتياح الولاية وضمها بالقوة؛ ومن المعروف أن تقسيم شبه قارة جنوب آسيا كان على أساس فكرة "الأمتين" Tow Nation Theory وهو ما يعني أن المسلمين في شبه القارة ليسوا جزءاً من القومية والحضارة الهندوسية وإنما أمة مستقلة بذاتها لم تبنَ على أسس جغرافية، وإنما على العقيدة الإسلامية.

                        وطبقاً لهذه الفكرة جاء تقسيم شبه القارة الذي نص على أن المناطق والولايات ذات الأغلبية المسلمة ستكون ضمن إطار الدولة الباكستانية، فيما ستنضم الولايات والمناطق ذات الأغلبية الهندوسية للدولة الهندية التي ستقام على أسس علمانية حيث أنها ستحوي طوائف وديانات أخرى، وعلى هذا الأساس قام المسلمون الذين يقطنون الولايات ذات الأغلبية الهندية بالهجرة إلى موطنهم الجديد، وتعرضوا خلال سفرهم وتنقلهم للإنضمام للصرح الإسلامي المناوئ للكفر إلى محن ومآسي كثيرة، وكان أخطرها المذابح التي تلقوها على أيدي الهندوس وهم في طريقهم إلى باكستان.

                        من الضروري بمكان معرفة الطبيعة اللامتناسقة للقضية الكشميرية من أجل فهم أوسع لأبعادها وتطورها، ومن الصعوبة بمكان أيضاً فهم تلك الطبيعة قتل خوض رحلة "إسراء" في بدء تاريخ"القضية والوقوف على تاريخها القديم والحديث، و"معراج" في أبعادها والوقوف عند جذور الصراع والجهود السلمية المبذولة من قبل الدول المعنية والموقف الدولي إزاء تلك القضية القديمة المتجددة، لذا فإنه من المناسب الإبحار في أعماق القضية مروراً بالخلفية التاريخية ومستعرضين جذور الصراع ومبادئ القضية وآفاق التسوية
                        المؤامرة الهندوسية ضد كشمير تؤازرهــا مؤامرة دولية كبرى تتمثل في تجاهل المأساة وعدم الوقوف مع حقوق شعب كشمير في تقرير مصيره ، كما أن القوى الدولية المؤثرة لا تعير أي اهتمام لكافة الانتهاكات الهندوسية لحقوق الإنسان المسلم هناك ، وذلك لسبب واحد وهو أنهم مسلمون .


                        لا يكاد يمر يوم واحد دون أن تنتهك الهـنـــد بـكــل شراسة حقوق المسلمين في ذلك البلد الصامد ، دون أن تتعرض لأي ضغط دولي ، حتى ولــو بوضـعـهــــا عـلى قائمة الإرهاب؛ فالنظام العالمي الجديد في صف كل من يقف ضد الإسلام ويشوه صــورتــه، إلا أننا وجدنا أمريكا تحذر باكستان مراراً وتكراراً من مغبة وضعها على قائمة الإرهاب لــــو استمرت في تأييد المجاهدين من أهل كشمير.

                        أما روسيا: فهي تقف دائماً إلى جانب معارضة تدويل القضية ، وذلك على إثر طرحها من قـبـل الرئيس الأمريكي »بل كلنتون« مما جعل الهند تقبل على مضض بالتدويل الذي أصبح حقيقـة واقعة يرددها القادة الأمريكيون والأوروبيون وجماعات حقوق الإنسان و(54) دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي وطرحها للنقاش في مجلس الأمن


                        اندلاع حرب 1965م
                        كانت النتيجة لفشل كافة المساعي الدولية في حل أزمة كشمير هو زيادة التوتر بين الهند وباكستان ، وزاد من هذا التوتر الإعـلان الذي أعلنـه وزيـر داخليـة الهنـد في 1 /1/ 1965م بأن كشمير جزء لا يتجزأ من الهند ، كما أعلن وزير الدفاع الهندي أن القوات الهندية التي كانت تعبر خط وقف إطلاق النار في الماضي سوف تفعل ذلك مرات أخرى إذا دعتها الضرورة إلى هذا الفعل ، وتوترت العلاقات أكثر عندما أعلن رئيس وزراء الهند آنذاك »شاستري« تصميمه على اعتبار كشمير جزءاً لا يتجزأ من الهند وعلى أثر ذلك اندلعت الحرب بين البلدين في 5/8 1965م ، واستمرت الحرب 17 يوما.


                        ولما اشتدت الحرب شعر مجلس الأمن الدولي بخطورة الحالة ، فعقد جلسة طارئة في 22 /9/ 1965م ، وأصدر قراره رقم 211 بوقف إطلاق الـنار بين البلدين وسـحب القوات إلى المواقـع التي كـانت تحتلها قبـل 5 /8/ 1965م في فترة لا تتعدى 25/2 ، ولكن المجلس وعد باتخاذ ما يمكن اتخاذه من إجراءات لتسوية المشكلات السياسية التي ينطوي عليها النزاع الهندي الباكستاني دون أن يذكر القضية الكشميرية صراحة!!

                        اتفاقية طشقند
                        عمل الاتحاد السوفيتيي السابق على إنهاء الأزمة بين الهند وباكستان وحلها حلاً سلميّاً بعد اشتعال الحرب بين البلدين مباشرة ، فقد تسلم الرئيس الباكستاني محمد أيوب خان دعوة من موسكو يوم 4 /9/ 1965م لعقد لقاء مع »لال بهادر شاستري« رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي وقتها ، وتمخض الاجتماع عن توقيع اتفاقية عرفت باتفاقية طشقند ، وقد نصت الاتفاقية على ما يلي:
                        علاقات حسن الجوار بين باكستان والهند وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ، وانسحاب جميع القوات المسلحة التابعة للبلدين إلى المواقع التي كانت ترابط فيها قبل 5/8/1965م ، وأن تلتزم البلدان بشروط وقف إطلاق النار عند وقف القتال ، كذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل من البلدين ، وعدم تشجيع أي دعاية موجهة ضد البلد الآخر ، وأن يشجعا الدعاية الرامية إلى تنمية العلاقات الودية بينهما ، وأن تعود البعثتان الدبلوماسيتان في كلا البلدين إلى عملهما الطبيعي ، وعلى الحكومتين أن تلتزما بميثاق (فيينا »سنة 1961م بصدد العلاقات الدبلوماسية ، وإعادة العلاقات الاقتصادية والتجارية والمواصلات إلى ما كانت عليه ، وكذلك إعادة التبادل الثقافي بينهما ، وإطلاق سراح أسرى الحرب وإعادتهم إلى بلادهم ، وإيجاد الظروف التي تحول دون هجرة السكان ، كما اتفقا على أن يبحثا في إعادة الأملاك والأموال التي استولى عليها كلّ من الطرفين نتيجة النزاع ، وكالعادة كانت باكستان بقيادة محمد أيوب خان تعمل على تنفيذ الاتفاقية بعكس الهند.


                        لم تشهد قضية (جامو وكشمير »أحداثاً أو تطورات يمكن رصدها في الفترة ما بين يناير 1966م حتى عام 1971م سوى قيام الحرب بين الهند وباكستان أواخر عام 1971م بسبب الحركة الانفصالية في شرق باكستان التي أدت إلى قيام دولة بنجلاديش فيما بعد.
                        ولم يستطع مجلس الأمن الدولي في 4/12/1971 م من التوصل إلى قرار بشأن الحرب الهندية الباكستانية ، مما جعله يحيل المسألة إلى الجمعية العامة التي دعت البلدين في 7/12/1971م إلى وقف الحرب بناءً على القرار الذي أصـدرته برقـم (307) بوقف إطلاق النار فوراً وسحب القوات المسلحة للبلدين ، وتم وقف إطلاق النار رسميّاً وفعليّاً يوم 17/12/1971م.


                        الأحقاد الهندية في كشمير
                        قــال الـدكــتـور يونس النجرامي عميد كلية اللغة العربية بالهند: إن العمليات الوحشية للجيش الهـنــدي في ولاية جامو وكشمير المسلمة من يناير 1990م، حتى نهاية 1998م، أدت إلى استشهاد (59170) من مسلمي كشمير، رجالاً ونساءاً وأطفالاً، وعدد الشهداء من القادة الـسـيـاسـيـيـن (315)، ومن العلماء والمشايخ (335)، والجرحى من الرجال والنساء والأطــفـــال (75020)، والمسـجـونــــون من الشباب المسلم في السجون الهندية (5000)، والمسجونون رجالاً ونساء في ولاية جامو وكشمير (70600)، وعدد المسلمين الذين أُحرقوا أحياء في بيوتهم (620)، والمهاجرون الذين هاجروا من كشمير المحتلة، والمصابون على الحدود (37000)، والنساء المسلمات اللاتي انتهكت أعراضهن (4014)، والنساء اللاتي وُجدت جثثهن في نهر جهلم (1417) والمصاحف والكتب الدينية التي أحرقت (28500)، والمسلمات الشابات اللاتي استشهدن بسبب هتك أعراضهن (407)، والمساجد التي دمرت أو أحرقت (81)، والبيوت والدكاكين والمستشفيات والمدارس التي أحرقت (30039)، والأنعام التي أحرقت حية (2642)، والقوارب السكنية في بحيرة (دل) في سرينجار التي أحرقت (553).
                        [مجلة الإصلاح، العدد: (410)]


                        معلومات جغرافية
                        تقع كشمير في أقصى الشمال الغربي لشبه قارة جنوب آسيا، وتتمتع بموقع استراتيجي بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا، حيث تتقاسم الحدود مع كل من الهند، وباكستان، وأفغانستان، والصين، فتحدها من الجهة الشمالية الغربية أفغانستان، ومن الشمال تركستان الشرقية، ومن الشرق منطقة التيبت، ومن الجنوب كل من محافظة "هيماشال برادش" ومنطقة البنجاب الهنديتين، ومن الغرب إقليما البنجاب وسرحد الباكستانيان. وتبلغ مساحتها الكلية 86023 ميلاً مربعاً، يقسمها خط وقف إطلاق النار لعام 1949م (الذي يطلق عليه اليوم خط "الهدنة" وفقاً لاتفاقية سملا لعام 1972م)، حيث إن 32358 ميلاً مربعاً منها يشمل الجزء المحرر ويُسمى ولاية جامو وكشمير الحرة، و53665 ميلاً مربعاً منها تحت الاحتلال الهندوسي ويطلق عليها ولاية جامو وكشمير المحتلة


                        الســـكان
                        حسب إحصائية تمت عام 1941م بلغ عدد سكان الولاية 4021616 نسمة، كان المسلمون يشكلون منهم نسبة 77%، بينما الهندوس 20%، و3% من السيخ والأقليات الأخرى. وحسب الإحصاء الذي قامت به الهند سنة 1981م، بلغ عدد سكان كشمير المحتلة 5987389 نسمة، يشكل المسلمون نسبة 2.64% منهم، والهندوس 25.32%، والسيخ 23.2% والبقية ما بين بوذيين ومسيحيين وأقليات أخرى.


                        وتعكس الإحصائيات التي قامت بها السلطات الهندية بعد تقسيم شبه القارة، انخفاضاً في النسبة المئوية التي يمثلها المسلمون، وارتفاعاً في نسبة الهندوس، غير أن هذا التغير في نسبة الهندوس إلى المسلمين غريب من نوعه، حيث إنه لم تتم الإشارة في الإحصائيات العديدة إلى أي عامل منطقي يقف وراءه كالهجرة أو معدلات تكاثر أو وفيات غير عادية، مما يوحي بأنه ربما كان مؤامرة هندية تهدف إلى تغيير البنية السكانية لغير صالح الأغلبية المسلمة.
                        ويبلغ عدد سكان كشمير الحرة 1983465 حسب إحصاء 1981م، يمثل المسلمون أغلبية ساحقة منهم بنسبة 8.99% وتتوزع البقية على الهندوس والميسحيين والأحمديين والقاديانيين


                        لمحة تاريخية
                        العهد الإسلامي في الولاية
                        دخل الإسلام إلى كشمير خلال القرن الرابع عشر الميلادي، حيث اعتنق رينجن شاه -وهو حاكم كشميري بوذي- الإسلام في 1320م على يدي سيد بلال شاه (المعروف كذلك باسم بلبل شاه) وهو رحالة مسلم من تركستان، وقويت شوكة الإسلام خلال حكم شاه مير (1338-1344) وقد انخرط العلماء في صفوف الجماهير لتبليغ دين الله، ومعظم هؤلاء العلماء قدموا من وسط آسيا، ومن بينهم سيد بلال شاه، سيد جلال الدين بخاري، سيد علي الهمداني وابنه سيد محمد الهمداني إلخ، ورغم الجهود التي بذلها كل هؤلاء العلماء، إلا أن جهود سيد علي الهمداني (المعروف باسم شاه همدان) قد تميزت عن غيرها. فقد ولد في منطقة همدان بإيران في سنة 1314م واضطره غزو قوات تيمورلنك لوسط آسيا إلى الهجرة إلى كشمير التي خصها بثلاث زيارات في السنوات 1372م، و1379م و1383م على التوالي برفقة 700 شخص من أتباعه، حيث وفق في نشر الإسلام بين الآلاف من الكشميريين، وقد تعقب ابنه سيد محمد الهمداني خطاه وأقنع الحاكم المسلم آنذاك سلطان إسكندر (1389-1413) بتطبيق الشريعة، فقد تميز الحاكم المسلم سلطان زين العابدين بن إسكندر (1420-1470) بتسامح كبير تجاه الهندوس، وفي نهاية القرن الخامس عشر الميلادي كان أغلبية سكان كشمير قد اعتنقوا الإسلام.


                        ومن الأمور الملفتة أن انتشار الإسلام في كشمير وتكاثر أتباعه، كان يتم عن اقتناع كامل وليس قسراً أو إكراهاً، حيث مهدت ظروف عديدة الطريق نحو هذا الانتشار الواسع للإسلام ومن أهمها: رغبة الطبقة الدنيا من الهندوس في إحراز المساواة الاجتماعية والفرص العادلة للازدهار، مما جعلها ترى في الإسلام أفضل بديل عن الحياة التي كانت تحياها.

                        وقد استمر الحكم الإسلامي في كشمير قرابة خمسة قرون من 1320م إلى 1819م، ويعتبر هذا الدور "العصر الذهبي" لتاريخ الولاية، وذلك لما كان الشعب الكشميري يتمتع به من الرفاهية والحرية والأمن والسلام تحت رعاية حكومة هؤلاء الحكام المسلمين
                        وفي سنة 1819م قام حاكم البنجاب السيخي "رانجيت سينغ" بغزو كشمير، وحكمها حتى سنة 1846م وأذاق شعبها الويلات، ففرض الضرائب الباهظة وأجبر الناس على العمل دون أجر، وسن قوانين عنصرية ضد المسلمين، وأغلق العديد من المساجد ومنع إقامة الصلوات فيها، وكان دم المسلم أرخص من سواه، في حين كان القانون يعتبر ذبح بقرة جريمة عقوبتها الموت.


                        حكم عائلة (دوغرا) الهندوسية
                        ترجع وضعية جامو وكشمير الحالية إلى سنة 1846م حينما باعها البريطانيون لـ"غلاب سينغ" بمبلغ 5.7 مليون روبية بموجب "اتفاقية أمريتسار" (مارس 1846م) وذلك غداة الحرب الأولى التي نشبت بين الإنجليز والسيخ، وقد علّق "بريم ناث بزاز" على هذه الصفقة، وهو أحد الوجوه السياسية المعروفة في كشمير بقوله: "مليونان من البشر في وادي كشمير وجلجت بيعوا كما تباع الشياه والأغنام لمقامر غريب، دون أن يكون لهم أدنى رأي في الموضوع".
                        وقد استطاع غلاب سينغ بمزيج من الغزو والدبلوماسية أن يسيطر على جامو وكشمير بما في ذلك مناطق لاداخ وبلتستان وجلجت، وأنشأ نظام حكم لعائلة "دوغرا" التي حكمت كشمير حتى سنة 1947م. وقد أعقب غلاب سينغ ثلاثة حكام هم رانبير سينغ (1858م) وبارتاب سينغ (1885م) وهاري سينغ (1925م) الذي كان آخر حكام هذا النظام إلى تاريخ انقسام شبه القارة في 1947م.


                        ولقد كانت عائلة "دوغرا" شبيهة بالحكم السيخي من حيث إلحاق الأذى بالمسلمين عن طريق فرض الضرائب الباهظة وسن القوانين التمييزية وسد سبل التعليم في وجوههم، ومن مظاهر هذا الاضطهاد كذلك نظام الجباية الذي كان قاسياً، فبالإضافة إلى أخذ 50% من المحاصيل، كان المسؤولون يأخذون ضرائب على النوافذ والمواقد وحفلات الزواج، وعلى قطعان الماشية بل وحتى على مداخن بيوت المسلمين، وكان ذبح الأبقار ممنوعاً بموجب القانون وتوقع على فاعله عقوبة الإعدام، وكانت المساجد تابعة للحكومة، كما أن جريمة قتل المسلم كانت تعدُّ أهون شأناً من قتل غير المسلم، إضافة إلى سحق أي مظهر من مظاهر الاحتجاج السياسي بوحشية. ولذا فقد شهدت المنطقة حوادث عديدة تم فيها حرق عائلات مسلمة بأكملها بحجة انتهاك القوانين المذكورة، كما أن عمال مصنع الحرير التابع للحكومة الذين احتجوا على الأجور المنخفضة في سنة 1924م، أغرقوا في النهر بأمر من المهراجا.

                        اندلاع حركة تحرير كشمير
                        اندلعت الحركة الشعبية الكشميرية في 1931م حينما قام ضابط شرطة بمنع إمام المسجد من إلقاء خطبة الجمعة، وهو الأمر الذي دفع أحد الأشخاص ويدعى عبدالقدير بإلقاء خطاب حماسي حول القرارات التي يصدرها الملك الهندوسي ضد المسلمين.


                        وفي حادثة تناقلتها الكتب التي أولت التاريخ الكشميري اهتماماً بالغاً وهي حادثة لها مدلولها الخاص، واستقت غرابتها من غرابة الحدث ففي 13/7/1931م حينما اجتمع عدد كبير من المسلمين الكشميريين لإعلان التضامن مع عبدالقدير خان وذلك في فناء السجن وحين حان وقت صلاة الظهر، قام أحد منهم يرفع الأذان وأثناءه أطلقت عليه القوات الأمنية النار فأُردي شهيداً، الأمر الذي دفع شخص آخر متواجد في الحضور لإكمال الأذان، وأطلقت عليه النار ليلقى ربه شهيداً، وقام آخر بما قام به إخوته في الدين، ولقي نفس المصير، والعجيب أن الذين استشهدوا في هذه الحادثة 22 شخصاً حتى تم الأذان بالكامل، وهذه الحادثة الغريبة والتي هي أشهر من نار على علم في كشمير تعرف بمعركة مؤتة حيث استشهد زيد بن حارثة -رضي الله عنه- حامل راية المسلمين فأخذها عنه جعفر الطيار -رضي الله عنه- ثم عبدالله بن رواحة -رضي الله عنه- ثم استلم الراية خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى نهاية المعركة.

                        حركة تحرير كشمير إسلامية
                        يتبين من ذلك بأن حركة تحرير كشمير كانت حركة إسلامية حيث كانت تستهدف تحرير ولاية جامو وكشمير المسلمة من حكم عائلة دوغرا الهندوسية وإقامة الحكم الإسلامي فيها غير أن هذه الحركة قد انقسمت إلى قسمين وذلك حينما مال شيخ عبدالله أحد قادة هذه الحركة إلى تبني النظرة العلمانية القومية التي ينطلق منها الكونجرس الوطني الهندي، مما دعاه إلى تغيير اسم مؤتمر مسلمي جامو وكشمير فسماه مؤتمر كشمير القومي، إلا أن مخاوف قائد آخر للحركة وهو تشودري غلام عباس من أن يصبح هذا المؤتمر امتداداً للكونجرس الوطني الهندي، دفعته في أكتوبر 1941م إلى بعث الحياة في مؤتمر مسلمي كشمير، والذي استطاع من خلال الأغلبية التي يتمتع بها في المجلس التشريعي للولاية تمرير قرار يقضي بانضمام كشمير إلى باكستان وذلك بتاريخ 19/7/1947م.


                        وجدير بالذكر أن مؤتمر مسلمي كشمير في ذلك الوقت كان يعتبر الممثل الشرعي الوحيد للشعب الكشميري المسلم، وذلك لأنه في الانتخابات البرلمانية للولاية التي عقدت في يناير عام 1947م قد تمكن مؤتمر مسلمي كشمير من الحصول على (16) مقعداً من أصل (21) مقعد خاص للمسلمين في برلمان الولاية. وكما ذكرنا قبل ذلك أن المسلمين في الولاية في ذلك الوقت كانوا أكثر من 85% من السكان، فلذلك فإن قرار مؤتمر مسلمي كشمير للإنضمام إلى باكستان يعتبر قرار الأغلبية لسكان الولاية.

                        ولكن رغم ذلك فإن الهند قامت بالمؤامرة للضم الإجباري للولاية مخالفة بذلك قرار تقسيم شبه قارة جنوب آسيا من ناحية، وإرادة الشعب الكشميري المسلم من الناحية الثانية، وذلك لتحقيق أهدافها الخاصة.

                        هدف الهند من احتلال كشمير
                        إيجاد قاعدة لتحقيق أهدافها ضد العالم الإسلامي ومقدساته.
                        لم تحتل الهند كشمير لتمتعها بثروات ضخمة، حيث إن الأخيرة لا تملك ما تملكه بعض الدول من الثروات الضخمة، غير أن هدفها الأساسي من احتلالها للولاية الإسلامية استخدامها كقاعدة لمخططاتها الهدّامة وتحقيق مطامعها العدوانية ضد العالم الإسلامي ومقداسته بما فيها الكعبة المشرفة -أقدس أرض الله- ويبدو ذلك واضحاً من خلال تصريحات كثير من القادة الهندوس التي نذكر على سبيل المثال أهمها، إذ تقول الأساطير الهندية إن الإمبراطورية الهندية كانت تمتد -في يومٍ من الأيام- من سنغافورة شرقاً إلى نهر النيل غرباً، ومروراً بالجزيرة العربية، ولذلك فإن المطامع الهندوسية منذ اليوم الأول تستهدف إقامة "الإمبراطورية الهندوسية العظمى" لتستعيد مكانتها المزعومة.


                        وفي هذا السياق قال البانديت جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند في كتابه "اكتشاف الهند Discovery of India": " إن الهند كما صنعتها الطبيعة لا يمكنها أن تلعب دوراً ثانوياً في شؤون العالم، فإما أن تعتبر من القوى العظمى أو أن لا يكون لها وجود". (راجع كتاب Discovery of India للبانديت جواهر لال نهرو ص50)
                        ويقول الدبلوماسي الهندوسي الكبير الدكتور (إس.آر.باتيل) في كتابه (السياسة الخارجية للهند) في إطار شرحه لكلمة البانديت جواهر لال نهرو: "ومن الضروري جداً سيطرة الهند على سنغافورة والسويس اللذان يشكلان البوابة الرئيسية لها، وإذا ما سيطرت عليها قوة أخرى معادية فإنها تهدد استقلالها.. وكذلك حاجة الهند للبترول تجعلها تهتم بالبلاد العربية أيضاً"، ويختم الخبير السياسي الهندوسي حديثه عن مطامع الهند الإستعمارية قائلاً: "يسود فراغ سياسي هائل في المنطقة بعد مغادرة الإنجليز ويجب سد هذا الفراغ، وبما أن للهند قوة بحرية عظيمة فمن الضروري أن يتحول المحيط الهندي من سنغافورة إلى السويس خليجاً تملكه الهند". (راجع كتاب Foriegn Policy of India للمؤلف الدكتور إس.آر. باتيل ص22)
                        والأدهى من ذلك أن بعض قادة الهندوس إعتبر الجزيرة العربية بما حوته من أراضي إسلامية مقدسة إنما هي أراضي هندوسية بحتة، وذكر المفكر والفيلسوف الهندوسي (بي.إن.أوك) في كتابه (أخطاء في تحقيق تاريخ الهند) تحت فصل بعنوان:"تجاهل الأصل الحقيقي للكعبة كمعبد هندوسي" حيث يقول: "هناك كثير من الأدلة تدل على أن الجزيرة العربية خضعت لسلطان الملك الهندوسي (فيكراماديتا) والذي كانت تمتد مملكته في الشرق والغرب"، ثم يقول: "هناك أدلة كثيرة تؤكد أن هذا المعبد الهندوسي (الكعبة) يعود بناؤه إلى عام 58 قبل الميلاد على يد الملك الهندوسي (فيكراماديتا) وهو أحد عظماء الملوك الهندوس في القديم". (راجع كتاب Some Blanders of Indian Historical Research للمؤلف بي.إن. أوك ص231)
                        فهذه بعض التصريحات التي تدل على الأطماع الهندوسية في العالم الإسلامي ومقدساته. ولكن للأسف الشديد أن بعض إخواننا من العالم العربي والإسلامي يعتقدون أن هذه التصريحات آنفة الذكر وغيرها ما هي إلا تصريحات لبعض المتطرفين، بينما الحقيقة أن هؤلاء هم واضعوا السياسة الداخلية والخارجية للهند، وهم قادتها ومفكروها، ولعل أكبر دليل على الأطماع الهندية أن صواريخها النووية يصل مداها إلى أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، في الوقت الذي تبعد فيه أقصى نقطة في باكستان من الحدود الهندية حوالي ألف كيلومتر، وهذا يعني أن الصواريخ النووية لم تُعَدّ لباكستان الجارة، إنما أُعدت للعالم العربي والإسلامي والمقدسات الإسلامية؟!


                        قرار الهند بضم الولاية ومكانته
                        قرار تقسيم شبه قارة جنوب آسيا الشهير لعام 1947م الذي كان ينص على إنضمام المناطق الإسلامية إلى باكستان والمناطق ذات الأغلبية الهندوسية إلى الهند، كما كان هناك في ذلك الوقت 584 ولاية شبه مستقلة حيث كانت تتمتع بنوع من الحكم الذاتي وكانت حكومة بريطانيا تشرف على الدفاع والعلاقات الخارجية بها، وقد أشارت بريطانيا عشية التقسيم على هذه الولايات أن تنضم إلى الهند أو باكستان وفقاً لرغبة الجماهير في كل ولاية.


                        وفيما يلي نذكر بعضاً من الشهادات والوقائع التاريخية في ذلك الصدد:
                        أكدت البعثة الوزارية البريطانية في مذكرتها المؤرخة في 12 مايو 1946م والموجهة إلى حكام الولايات الـ565 الهندية بالالتزام برغبات شعوبها في قرار انضمام ولاياتهم إلى إحدى الدولتين؛ الهند أو باكستان.


                        وهو الأمر الذي أكد عليه النائب البريطاني في الهند آنذاك اللورد ماونت باتن في كلمته في جلسة أمراء الولايات الهندية Chamber Of Princes في 25 من يوليو عام 1947م التي قال فيها: "إن الأقاليم الواقعة في شبه القارة لها مطلق الحرية في تقرير مصيرها، وإنها قادرة على إعلان الانضمام لأي دولة ترغب في الالتحاق بها، ولكن لا بد من مراعاة ظروفها الاجتماعية والجغرافية ورغبات شعبها، حيث سيعتمد النظر إلى الموقع الجغرافي من حيث البعد والقرب".
                        جدير بالذكر أنه وفقاً لهذه المبادئ لإنضمام هذه الولايات إلى إحدى الدولتين قررت بعضها الانضمام إلى الهند بينما قررت بعضها الإنضمام إلى باكستان، غير أن ثلاث ولايات لم تتخذ قراراً بهذا الشأن في 15/8/1947م وهي: (حيدر أباد، جوناغر، وكشمير). فولاية حيدر أباد وولاية جوناغره كانتا ذاتا أغلبية هندوسية ولكن حاكم كلٍ منهما كان مسلماً بينما ولاية جامو وكشمير كانت ذات أغلبية مسلمة، ولكن حاكمها كان هندوسياً.


                        وكان حاكم جوناغر المسلم يريد أن ينضم إلى باكستان رغم وجود أغلبية هندوسية في الإمارة، وقد أعلن عن قراره بشأن الانضمام، غير أن الهند لم تعترف بذلك القرار لكونه -كما ادعت- مخالفاً لقرار تقسيم شبه القارة ولمبادئ إنضمام الولايات إلى الهند أو إلى باكستان وقامت بإدخال قواتها فيها وضمها إجبارياً.

                        وهكذا الملك المسلم لولاية (حيدر أباد) ذات الأغلبية الهندوسية قد أعلن عن استقلال الولاية، ولكن الهند لم تعترف بذلك القرار أيضاً لكونه مخالفاً لقرار تقسيم شبه القارة ولمبادئ إنضمام الولايات إلى إحدى الدولتين وقامت بإرسال قواتها فيها وضم الولاية ضماً إجبارياً. (راجع الوثيقة الهندية White Paper on Hyderabad DATED 10TH OF AUGUST 1948 الصادرة من قبل الحكومة الهندية المركزية)

                        وقد كانت وضعية كشمير مخالفة تماماً لوضعية الإمارتين السابقتين، حيث إن حاكمها كان هندوسياً ولكن الأغلبية الساحقة للولاية كانت من المسلمين، وقد سبق أن اتخذوا قرار الانضمام إلى باكستان. وكانت الهند قد رفضت انضمام الإمارتين السابقتين إلى باكستان بناءً على رأي الحاكمين بهما، وذلك بمبرر أن رأيهما كان يخالف قرار التقسيم الذي ينص على انضمام هاتين الولايتين الهندوسيتين إلى الهند. ولكن هذا الموقف للحكومة الهندية قد تغير تماماً في موضوع انضمام ولاية جامو وكشمير المسلمة حيث إنها فبركت القصة وزورت وثيقة باسم الملك الهندوسي للولاية وجعلتها مبرراً لإدخال قواتها في الولاية وضمها إجبارياً، وفيما يلي نذكر

                        جوانب المؤامرة الهندية في ذلك الصدد:
                        كان الحاكم الهندوسي في ولاية جامو وكشمير المسلمة الملك هري سينغ يريد كسب الوقت لإيجاد الأوضاع المناسبة قبل اتخاذ القرار للإنضمام إلى الهند، وذلك لأنه كان يخاف من أن الشعب المسلم للولاية لن يوافق على ذلك. فقام بإعداد استراتيجية خاصة بالتنسيق مع الحكومة الهندية لإتمام عملية الإنضمام، وتماشياً مع تلك الإستراتيجية عرض على كل من باكستان والهند المعاهدة لإبقاء الأوضاع كما كانت عليه وللمحافظة على الدفاع والعلاقات الخارجية والاتصالات والإمدادات، فقبلت باكستان المعاهدة، في حين رفضتها الهند وفقاً لمقتضيات الخطة الاستراتيجية فيما بينهما، ثم في اتباع نفس السياسة المدروسة، وبالتنسيق مع الحكومة الهندية والحكام الهندوس في بعض الولايات قام بحملة إبادة منظمة ضد المسلمين المدنيين في الولاية بصفة عامة، وفي إقليم جامو للولاية بصفة خاصة.


                        ويمكن معرفة مقدار المجازر التي أُقيمت للمسلمين المدنيين في إقليم جامو وحدها، حيث قامت القوات الهندوسية بقتل أكثر من (300) ألف مسلم كما قامت بإجبار حوالي (500) ألف مسلم آخر على الهجرة إلى باكستان، محولة جامو من مقاطعة ذات أغلبية مسلمة إلى مقاطعة ذات أقلية مسلمة. (راجع كتاب TOW NATIONS & KASHMIR للكاتب البريطاني Lord Birdwood ص51)
                        وكان من الطبيعي أن تدفع هذه الأجواء المشحونة أفراد بعض القبائل المسلمة من المناطق الحرة الواقعة على شمال غرب باكستان إلى الدخول في كشمير لمساعدة إخوانهم في العقيدة الذين كانوا يتعرضون للمذابح على أيدي الجنود الهندوس. (راجع المصدر السابق ص122)
                        ومن ناحية أخرى كان المسلمون من مناطق بونش ومظفرأباد وميربور في الولاية قد قرروا أن يرفعوا راية الجهاد لتحرير الولاية وتمكنوا من تحرير هذه المناطق. بل كادوا يحصلون على ما هو أكثر من ذلك إذ أوشك المجاهدون على الوصول إلى عاصمة الولاية "سرينجر" وقد أعلنوا عن إقامة حكومة ولاية جامو وكشمير الحرة، وذلك في 24 من أكتوبر عام 1947م، فكانت هذه هي الأوضاع حينما قرر الملك الهندوسي للولاية "هري سينغ" أن يهرب من عاصمة الولاية سرينجر إلى مدينة جامو التي قد تحولت إلى مدينة ذات أغلبية هندوسية بعد المجازر الدامية التي تعرض لها المسلمون هناك وذلك في 26 أكتوبر عام 1947م. كما تزامنت هذه الأوضاع مع تزوير الحكومة الهندية وثيقة باسم الملك الهندوسي للولاية (هري سينغ) وجعلتها مبرراً لإدخال قواتها في الولاية في 27 أكتوبر من عام 1947م.


                        ومع الأسف الشديد فإن هذه الاتفاقية المزورة قد اتخذها الاستعمار الهندوسي الغاشم وسيلة لإرسال جيشه للسيطرة على الولاية، والتحق هذا الجيش مع جيش الملك الهندوسي في الولاية ليشترك معه في مهمة قتل المسلمين وهتك أعراضهم، كما أعلنت الحكومة الهندية بأن الذين يرغبون في الهجرة إلى باكستان ستقوم الحكومة بمساعدتهم بتسهيل سفرهم إلى باكستان وتزويدهم بالسيارات الحكومية، ولهذا عليهم أن يجتمعوا في مكان واحد، ولكنهم عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عليهم النار فاستشهد حوالى نصف مليون من المسلمين، أما الذين تمكنوا من الوصول إلى باكستان فقد بلغ عددهم حوالى نصف مليون أيضاً، وجدير بالذكر أنه قبل بداية إطلاق النار تم القبض على آلاف من النساء المسلمات الشابات لهتك أعراضهن، وكان ضمن هؤلاء الشابات المسلمات ابنة القائد المؤسس لحركة تحرير كشمير/ شودري غلام عباس.


                        موجز عن العمليات الإجرامية الوحشية للجيش الهندوسي الغاشم في ولاية جامو وكشمير المسلمة خلال السنوات الماضية.
                        ·عدد القتلى المدنيين =74776 قتيلاً.
                        ·عدد الجرحى والمصابين بطرق مختلفة =57000.
                        ·عدد المسجونين في السجون ومراكز التفتيش الهندية =89018 سجيناً.
                        ·عدد المهاجرين والمصابين على الحدود =42100 مهاجراً ومصاباً.
                        ·عدد الموظفين المسلمين الذين عزلوا من وظائفهم = بالآلاف.
                        ·عدد جثث النساء اللواتي تم العثور عليهن في الأنهار =457 امرأة مسلمة.
                        ·عدد المسلمات المغتصبات 4747 امرأة مسلمة.
                        ·عدد الأفراد المفقودين = بالآلاف.
                        ·عدد المواشي والأنعام التي أحرقت = بالآلاف
                        ·قيمة البساتين والحبوب الزراعية والغابات التي أحرقت = مئات الملايين من الدولارات


                        تعليق


                        • #42
                          الاقليات المسلمة فى العالم ...
                          ملف شامل ومتجدد
                          (40)


                          قضية المسلمين في قبرص

                          تستمر معاناة المسلمين في قبرص منذ (50) عاما وحتى الآن .
                          وقضية المسلمين في قبرص بدأت بعد الحرب العالمية الثانية حيث يسكن في الجزيرة القريبة من شواطئ جنوب تركيا وسوريا أغلبية يونانية وأقلية تركية مسلمة ، وسكانها 754 ألف نسمة ، ونسبة السكان 78 % يونان و 18 % أتراك مسلمون ومساحتها 3.600 ميل مربع ، واقتصادها يقوم على الزراعة والسياحة .

                          والمشكلة أساسها رغبة اليونانيين في الجزيرة في الانضمام إلى اليونان ، رغم قربها من تركيا وبعدها عن اليونان ، وقد بدأت أعمال العنف ضد المسلمين عامي 1955م و 1956م ، وكانت تحت الاستعمار البريطاني ، واتفقت بريطانيا وتركيا واليونان على خطة لمنح الاستقلال للجزيرة وإقامة حكم فيه ضمانات للاقلية التركية وتقسيم الوظائف بينهم ، وإن كل طائفة تتولى الشؤون الدينية والتعليمية الخاصة بها .

                          وانتخب الأسقف الأرثوذكسي مكاريوس المتعصب رئيسا للدولة التي أعلن استقلالها في 16 أغسطس 1960م ، وكان هو زعيم التطرف اليوناني والدعوة لانضمام الجزيرة إلى اليونان .
                          وتجددت الاعتداءات على المسلمين ، فأرسلت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام منذ عام 1964م، تتجدد إقامتها حتى الآن .

                          ووقع انقلاب عسكري في اليونان في 15 يوليو 1974م ، كان من أهدافه ضم جزيرة قبرص إلى اليونان ، وعندما وجدت تركيا أن حياة المسلمين الأتراك في الجزيرة مهددة أرسلت قواتها واحتلت 40 % من شمال الجزيرة في 20 يوليو 1974م .

                          وصوت القبارصة الأتراك بالإجماع في 8 يونيو 1975م على إقامة دولة منفصلة خاصة بهم ، وانتخبوا رئيسا وبرلمانا من مناطقهم ، وانتقل إليها الأتراك في المناطق اليونانية وأعلنت جمهورية شمال قبرص استقلالها في 15 نوفمبر 1983م ، ولم تعترف بها سوى تركيا ، التي تقدم لها دعما كاملا في جميع المجالات ، ولها علاقات تجارية مع عدة دول ومساحتها 1.295 ميل مربع ، والسكان 134.000 نسمة ، و 99 % منهم قبارصة أتراك ، والعاصمة ليفيكوشا
                          وقد أجرت جريدة ( ديلي نيوز ) التركية حديثا مع زعماء الطرفين المتصارعين في قبرص ، حيث قال رئيس جمهورية قبرص جلافكوي كلاريديس اليوناني القبرصي:

                          لقد قبلنا نظام فيدرالي ، وهذا يعني إقامة 3 أو 4 برلمانات ، وقوتين للشرطة وإدارات حكومية للطرفين وإدارة فيدرالية في الطرفين ، وندع الاتراك يأخذون مساحة في الشمال يديرونها بأنفسهم ونحقق السلام .

                          وأضاف: إن محاولة حكومته الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يعطي ضمانا للقبارصة اليونانيين بأن تركيا لن تحتل كل الجزيرة ، وأن مجلس الأمن ، بقرار منه ، طلب من جميع أعضاء الأمم المتحدة عدم الاعتراف بدولة قبرص التركية.

                          وبالنسبة للنظام الكونفيدرالي قال: إن الاتحادالأوروبي لا يقبل انضمام دولة ذات نظام كونفيدالي.
                          أما زعيم القبارصة الأتراك المسلمين رؤوف دنكتاش فقال:

                          إن الأتراك المسلمين يخشون من أن انضمام قبرص للاتحاد الأوروبي معناه الاتحاد مع اليونان ، وأكد أن القبارصة الاتراك يطالبون بدولة منفصلة تماما عن قبرص اليونانية ، ولا يمكن أن يقبلوا العيش تحت سيطرة اليونانيين كأقلية ، وإن تركيا لن تقبل بتآكل حقوقها في قبرص أو تغيير ميزان القوى في المنطقة . وإن اليونان لم تحترم التزاماتها بموجب اتفاقية إقامة جمهورية قبرص ، وإن الجانب اليوناني تفاوض مع الاتراك لمدة (11) سنة لإقامة نظام فيدرالي ، وهو في الحقيقة يخفي الخداع وإضاعة الوقت ، وإن اليونانيين يريدون نظام حكم يسمح لهم بأن يقولوا للعالم عندما يهاجمون الاتراك مرة أخرى (إن هذه قضية داخلية).


                          تعليق


                          • #43

                            الاقليات المسلمة فى العالم ...
                            ملف شامل ومتجدد
                            (41)


                            مسلمو بولندا :
                            مثابرة واجتهاد رغم الاضطهاد


                            طوال قرن من الزمان يعيش مسلمو بولندا حلقات متتالية من الاضطهاد والتعذيب والنفي الذي ذهب بهم مرة إلى صقيع سيبريا، ومرة ثانية مهاجرين بالآلاف في حي بروكلين بنيويورك .
                            ولكنهم رغم هذه المحنة الممتدة يصرون على أن الحياة تستمر ويواصلون عملهم الإسلامي للحفاظ على هويتهم في ظروف صعبة.

                            في عام 1987م أنطلق النشاط الإسلامي في بولندا من خلال افتتاح الفصول التعليمية في نهاية كل أسبوع للمئات من أطفال المسلمين هناك من ذوي الأصول التتارية ويلتحق غيرهم من الشبان والشابات بالكليات والجامعات الإسلامية في الخارج .

                            كما برز النشاط الثقافي لجمعية الطلبة المسلمين في بولندا، حيث أصدرت مجلة (الحكمة) باللغة البولندية ومجلة (الحضارة) باللغة العربية، بالإضافة إلى عدد من نشرات التوعية وتنظيم المؤتمرات والمخيمات وسعيها المتواصل لإنشاء عدد من المساجد والمراكز الإسلامية.

                            مزاولة الشعائر
                            وفي مسجد "غدانسك" الجديد الذي افتتح رسميا عام 1990م ومسجدي مدينتي "كروجينيان وبوهونيكي" إلى جانب مصليات في العاصمة البولندية وارسو، وفي مدينة بياوستوك؛ يزاول المسلمون البولنديون شعائرهم الدينية ونشاطهم الاجتماعي والثقافي، إلا أن المسلمين في بولندا الذين يزيد عددهم عن 40 ألف مسلم يحتاجون إلى الدعم الاقتصادي والديني لتطوير حياتهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية حيث إن الضعف الاقتصادي يشكل عقبة في طريق نمو المسلمين في هذا البلد.


                            ومن الجمعيات الإسلامية في بولندا: اتحاد مسلمي بولندا ودائرة مسلمي بولندا واتحاد الطلبة المسلمين البولنديين والاتحاد البولندي للتتار والجمعية الإسلامية للتأهيل والثقافة، ولهذه الجمعيات أنشطة تعليمية دينية ودعوية وخيرية.

                            بين النازية والشيوعية
                            والمسلمون في بولندا دفعوا الثمن غاليا في عام 1939م عندما قتل النازيون الكثير منهم عقابا لهم لتصديهم للغزو النازي والدفاع عن أرض بولندا، لارتباطهم بها وبالشعب البولندي، ثم توالت النكبات على المسلمين البولنديين خلال الحربين العالميتين.


                            وجاء بعدهما الحكم الشيوعي الذي أضاف انتكاسة أخرى حادة للوجود الإسلامي على الساحة البولندية ، فقام الشيوعيون بمحاربة الأديان وعلى رأسها الدين الإسلامي ، فأغلقوا المساجد وطمسوا معالم ورموز الحضارة الإسلامية وما يمت لها بصلة ، وهجروا المسلمين إلى صحراء سيبيريا الجليدية، ونزعوا أملاكهم وصادروا أراضيهم، وهاجر منهم كثيرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي يعيش فيها الآن أكثر من ألفي عائلة من المسلمين التتار الذين يتحدثون اللغة البولندية ويتركز غالبيتهم في حي "بروكلين" في مدينة نيويورك.

                            ورغم ذلك لم ينقطع أمل المسلمين البولنديين في الحفاظ على هويتهم الإسلامية وحماية أجيالهم القادمة بل انطلقت نشاطاتهم المختلفة، وفي عام 1984م زارهم مفتي لبنان الراحل الشيخ حسن خالد - يرحمه الله - وتلا ذلك زيارة وفد من رابطة العالم الإسلامي، حيث كانت هاتان الزيارتان نقطة انطلاق لتتحرك أول مجموعة من حجاج بولندا إلى الأراضي المقدسة، والتحاق أعداد من الطلبة المسلمين البولنديين لتلقي العلوم الشرعية في الجامعات الإسلامية وربط أواصر التعاون والتواصل بين مسلمي بولندا والأمة الإسلامية.

                            تعليق


                            • #44
                              الاقليات المسلمة فى العالم ...
                              ملف شامل ومتجدد
                              (42)



                              جزر القمر
                              نكهة إسلامية في إفريقيا

                              تعد جزر القمر من البلدان الإفريقية التي تتميز بوجود موارد جيدة، فهي إضافة إلى مناخها الاستوائي المميز، تذخر بمخزون ثقافي يجذب إليها الكثير من الزائرين كل عام.
                              والزائر لجمهورية جزر القمر يجد نفسه أمام خيارات متعددة، فالطبيعة الخلابة والشواطئ النظيفة والتراث الثقافي كلها تمثل تنوعا فريدا قلما يوجد في أي بلد من البلدان . وتتباين الأنشطة السياحية من سياحة الصيد والمغامرات إلى السياحة البيئية وسياحة الاسترخاء في الشواطئ الرملية.

                              وجمهورية جزر القمر بلد عربي إسلامي إفريقي صغير يتكون من عدة جزر تقع في المحيط الهندي محصورة ما بين أراضي قارة إفريقيا غربا ويابس جزيرة مدغشقر شرقا، أي أنها تقع عند المدخل الشمالي لمضيق موزمبيق بين دائرتي عرض 11درجة 13 درجة جنوبي خط الاستواء.

                              وتتكون مجموعة جزر القمر من أربع جزر بركانية كبيرة ورئيسية هي جزيرة القمر الكبرى التي تعرف أيضا باسم نجا زنجا وعلى ساحلها الجنوبي الغربي تقع عاصمة الدولة مروني وجزيرة أينجوان وجزيرة مايوت وجزيرة موهيلي كما يضاف إليها جزر أخرى صغيرة المساحة.
                              وتبلغ المساحة الإجمالية لجمهورية جزر القمر 2.236 كيلومترا مربعا فيما يبلغ عدد السكان أكثر من 650 ألف نسمة تصل نسبة المسلمين فيهم إلى 99.7% واللغة الرسمية للدولة هي العربية والفرنسية ، أهم المدن في جمهورية جزر القمر: مروني وهى العاصمة بالإضافة إلى مدينة موتسامودو ودموني.

                              وفيما تمثل (نجازيدجا) أكبر جزر الأرخبيل المسمى (أرخبيل القمر) فإن (موروني) هي لؤلؤة جزر القمر وعاصمة الدولة الاتحادية التي تتكون من أربع جزر هي (زنجا يدجا) و(نزواني) و(موالي) و(ماهورية)، ومن لغة سواحلية تعد لغة البلاد الحية جاءت هذه الأسماء.

                              في أوائل القرن الثامن الميلادي هبط على ساحل هذه الجزر بعض الرحالة العرب العائدة أصولهم إلى عدن ومسقط وحضرموت، ولأن القمر كان بدراً يوم اكتشافهم هذه الجزر، فقد أسموها القمر، وأخذ الأوروبيون الاسم فيما بعد، فأطلقوا عليها اسم (كومور أو كوموروس).

                              وإذا كان أرخبيل القمر يحظى بثروة سمكية لا تقدر، فإن في مدينة (درموني) على الساحل الشرقي، تبدأ حكاية أخرى، تبدع سطورها التلال التي تصعد من الحواري الضيقة، ليدخل الإنسان في وسط غابات كثيفة من شجر قرنفلي الشكل، يقال إن الشجرة منه لا تبلغ سن النضج إلا بعد عشرين عاما حيث تعطي أزهاراً تأخذها فرنسا لتصنع منها أثمن أنواع العطور، لهذا ليس غريباً أن يطلق البعض على جزر القمر ومياهها لقب (أرخبيل العطور).

                              تاريخيا، وفدت الدفعات السكانية الأولى إلي جزر القمر أساسا من قارة إفريقيا ومن جزيرة مدغشقر وكذلك من ماليزيا فيما يعود اتصال المسلمين بجزر القمر إلى القرن السابع الميلادي ، وحكم السلاطين العرب جزر القمر وكونوا منها ممالك مستقلة، وظل الحال كذلك نحو 400 سنة، وفى عام 1843م تمكنت فرنسا من حكم الجزر، ثم منح الفرنسيون سكان جزر القمر حكما ذاتيا في عام 1961م.

                              وفى عام 1975م صوت أهل أنجوان وجزر القمر الكبرى إضافة إلى سكان جزيرة مهيلي على الاستقلال التام، لكن مايوت صوتت على بقائها تحت الحماية الفرنسية واعترفت فرنسا باستقلال جزر القمر الثلاث لكنها استمرت في حكم مايوت كأحد توابعها الخاصة.

                              وباستقلال الجزر ظهرت إلى حيز الوجود دولة باسم جمهورية جزر القمر الإسلامية الاتحادية وعاصمتها مروني ، وقد انضمت إلى الأمم المتحدة فور استقلالها.

                              ومن الناحية الاقتصادية تعد جزر القمر من الدول الفقيرة، فليست لديها صناعات رئيسية ويعتمد اقتصادها بصفة رئيسية على الزراعة حيث يقوم السكان بزراعة محاصيل متنوعة كالأرز والموز والمنيهوت / الكسافا/ إضافة إلى جوز الهند والفانيلا والزيوت العطرية المستخرجة من نباتات أشجار اليانج لانج.

                              وتنفق جزر القمر ضعف عائدات صادراتها في عمليات الاستيراد السلعي وتتمثل أهم الدول التي يتم التبادل التجاري معها في: فرنسا ومدغشقر/ مالاجاس/ وباكستان إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

                              تعليق


                              • #45
                                الاقليات المسلمة فى العالم ...
                                ملف شامل ومتجدد
                                (43)





                                مسلموا اوجادين والمطرقة الاثيوبية
                                ليس ثمة شك في أن الصراع العربي – الإسرائيلي هو القضية المركزية والمحورية بالنسبة للعرب والمسلمين في كل مكان؛ لاعتبارات هامة يأتي على رأسها: أن الاحتلال الصهيوني لأراضي فلسطين يعد رمزًا لطبيعة العلاقة بين الإسلام وقوى الهيمنة الغربية، فضلاً عما للمسجد الأقصى وما حوله من قدسية ومكانة إسلامية عالية، تجعل الشعور بالمسئولية تجاه تحريره حاضرًا في قلوب وأذهان المسلمين بشكل دائم، وهو ما جعل جلّ همّ المسلمين ينصب حول هذه القضية دون غيرها من قضايا الأمة، التي ربما لم تحظَ بمثل ما حظيت به القضية الفلسطينية من اهتمام على قلة ما تلقاه.

                                وتعد قضية إقليم أوجادين الصومالي نموذجًا حاضرًا وشاهدًا على صدق ذلك؛ فالإقليم رغم عروبته وإسلامه يرزح تحت الاحتلال الإثيوبي منذ عشرات السنين؛ حيث يمارس عليه كافة أشكال الضغط والإرهاب من أجل إخماد نار مقاومته، ووأد محاولات أبناءه للعودة مرة أخرى لأحضان الوطن والأمة الإسلامية، في حين تتفشى حالة من الصمت والتجاهل من قبل المسلمين الذين ربما تعددت مآسيهم وقضاياهم، فلم يعد يدرون أيها يتابعون أو يتضامنون، خاصة وقد زاد بلة طينهم سوء أحوالهم وتدهور أوضاعهم !


                                تبلغ مساحة إقليم أوجادين على أقل تقدير حوالي 400 ألف كيلو متر مربع، يعيش عليها ما يقرب من ثمانية ملايين معظمهم من المسلمين، في حين تقدر سلطات الاحتلال الإثيوبي هذا العدد بما يقرب من ثلاثة مليون ونصف المليون نسمة، بهدف التقليل من أهمية قضية الإقليم الذي يطالب أبناؤه بالاستقلال والانضمام إلى أرض الصومال، منذ أن تقاسمت كل من بريطانيا وفرنسا التركة الإيطالية في دول القرن الإفريقي، في أعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، حيث كانت ترزح الصومال بأجزائها المختلفة تحت نير الاحتلال الإيطالي فأضحت تخضع للاحتلال الفرنسي والبريطاني، غير أن الدولتين الأوروبيتين تعمدتا كعادتهما بعد انتهاء عصر الاحتلال إلى تجزئة المجزئ؛ فأهدت بريطانيا مستعمرتها في كينيا «إقليم مانديرا» فيما أهدت رَجُلَها في إثيوبيا «هيلاسلاسي» «إقليم أوجادين»، وعملت فرنسا على انفصال الجزء الشمالي الشرقي المسمى الآن «جيبوتي» عن الصومال كشرط للخروج منه في حين قسمت بريطانيا ما بقي من الصومال إلى صومال إنجليزي وآخر إيطالي، واللذان شكلا فيما بعد الجمهورية الصومالية .

                                وعلى الرغم من أن الاستفتاءات الشعبية في الإقليميين الكيني والإثيوبي جاءت لصالح الاستقلال والانضمام إلى الصومال، إلا أنهما بقيا في نضال ضد الحكومات المركزية حتى سقوط نظام الرئيس الصومالي «سياد بري» عام 1990م، وبداية الحرب الأهلية ما أوقف الدعم عن الحركات النضالية المطالبة بالاستقلال في الإقليمين، ولتسقط أخر جهة عربية إسلامية يمكن عبرها تقديم الدعم لأهالي الإقليمين الذين شاركوا مع القوات الصومالية في حربين من أجل تحقيق الاستقلال: أحدهما محدودة عام 1964م، والأخرى شاملة عامي 1977/1978م وليتواصل بعد ذلك الجهاد المسلح لسكان أوجادين، عبر ما يسمى بجبهة تحرير أوجادين من الاحتلال الإثيوبي في ظل أوضاع وظروف أقل ما توصف بأنها كارثية.

                                ثمة أسباب قوية دفعت إثيوبيا إلى التشبث بالسيطرة على إقليم أوجادين برغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها جراء المقاومة الشرسة من ثوار الإقليم، فحسبما أكدت تقارير منظمات إثيوبية رسمية؛ فإن الإقليم يعد من أهم المناطق المهمة في القرن الإفريقي، وذلك لموقعه الاستراتيجي ولكونه محل الصراع بين الكنيسة والمسجد عبر التاريخ، وكذلك باعتباره همزة الوصل بين دول القرن الإفريقي، وهي جيبوتي وإثيوبيا والصومال وكينيا، كما يمر فيه نهرا شبيلي وويب، فضلاً عن احتوائه على مخزون كبير من المعادن والغاز الطبيعي والنفط، إلا أنه لم يُستغل بعدُ في حين تعاني المنطقة برمتها من نقص حاد في هذه المواد .

                                من أجل ذلك فقد مارست سلطات الاحتلال الإثيوبي مختلف أشكال الاضطهاد والانتهاكات؛ لفرض هيمنتها على أبناء الإقليم كان على رأسها فرض التجنيد الإجباري على المدنيين بالإقليم للقتال كمليشيات ضد المقاومة، وليكون المسلمون الصوماليون ضد المسلمين الصوماليين في محاولة للتخفيف من العبء الثقيل الذي سبَّبته المقاومة الإسلامية في الإقليم، فضلاً عن التقليل من عدد القتلى في صفوف الجيش الإثيوبي نتيجة عمليات المقاومة .

                                في هذا الإطار أيضًا أجبرت سلطات الاحتلال شيوخ القبائل في الإقليم على تعبئة قبائلهم لمحاربة مقاتلي الجبهة، حتى تمكنت من إجبار المدنيين على الانخراط في الخدمة العسكرية، وإشراكهم في القتال بدون تدريب مسبق، فضمت إلى قواتها قسرًا عددًا كبيرًا من الأطباء والممرضين والمهندسين، وغيرهم من أبناء الإقليم الذين يعملون جاهدين على تقديم الخدمات للإقليم، الذي يعاني في الأساس من غياب مركزي للدولة الإثيوبية؛ مما أدى إلى تدهور الأوضاع وتفاقم مأساة الإقليم .

                                وبحسب شهادات العديد من أبناء أوجادين ونشطاء المنظمات الإغاثية الدولية؛ فإن القوات الإثيوبية تقتحم المستشفيات لتجنيد الأطباء والممرضين والعاملين فيها، كما تجبر الموظفين المهنيين والحراس والسائقين في المصالح الحكومية بالإقليم فضلاً عن الموظفين بمشروعات مُمَوَّلة من قبل مانحين أوروبيين كالبنك الدولي على الذهاب إلى مناطق المواجهة في أوجادين، وهو ما دفع الآلاف من أبناء الإقليم إلى الفرار والنزوح إلى الدول المجاورة، مخافة التعرض لمصير المتخلفين عن الانضمام للقوات الإثيوبية من قتل أو تعذيب أو سجن مدى الحياة .


                                ثم تأتي الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال الإثيوبي بحق سكان الإقليم؛ حيث رصدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) العديد من جرائم الاغتصاب الجماعي والقتل والصلب والتخريب لترويع السكان المحليين، فضلاً عما تفرضه هذه القوات من حصار على المعونات الإنسانية والحركة التجارية في بعض مناطق أوجادين؛ بدعوى منع وصول الدعم اللوجيستي للمقاتلين الاستقلاليين، مما رفع من احتمال حدوث مجاعة، وهو ما ألجأ السكان إلى أكل الأعشاب والشرب من جذور النباتات إن وجدت .

                                ولا تتوقف مأساة أبناء أوجادين عند حد ممارسات الاحتلال وجرائمه؛ إذ يواجه أهالي الإقليم شبح آخر للموت جراء موجة المجاعة التي تكتسح المنطقة بين الحين والآخر، نتيجة الجفاف الحاصل بسبب تأخر نزول الأمطار عن مواسمها، وقلة الآبار الارتوازية، وعدم كفايتها للعدد الهائل من السكان والحيوانات، وجفاف المخازن المائية والآبار، وعدم اهتمام الجهات المعنية لمتابعة ومراقبة مشكلات المياه في المنطقة، والاستفادة من مياه الأنهار، وهو ما يؤدي بحسب تقرير لمنظمة R. R. C الإثيوبية إلى موت أكثر من ثلاثين شخصًا يوميًّا، ما بين طفل رضيع وشيخ هرم وامرأة، فضلاً عن إصابة الكثيرين منهم بأمراض الإسهال الدموي والدوسنتاريا وغيرها .


                                وبشأن العمل الإغاثي فإن التقارير تكشف عن مساهمات ومشاركات من قبل هيئات ومنظمات دولية في إغاثة ومكافحة المجاعة المنتشرة في أوجادين منها هيئة رعاية الطفولة الأمريكية والصليب الأحمر وهيئات فرنسية ومنظمة S S M الإيطالية، ومنظمة اليونيسيف، وهيئة أطباء بلا حدود، في مقابل غياب شبه كامل للعمل الإغاثي العربي والإسلامي بالإقليم؛ ليكون أبناء أوجادين فريسة سهلة وسائغة للتنصير، فهل نتركهم وحدهم يواجهون هذا المصير؟

                                منقول بتصرف

                                تعليق

                                يعمل...
                                X