إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاً .. لمكافحة الإلحاد ... anti - atheism

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة


  • سابعًا : استغلال أكاذيب التطور كبوابة للإلحاد !


    ولن نطيل في تلك النقطة كذلك – ولاسيما تفاصيلها العلمية التي تتولى المجلة دحضها بالأدلة الدامغة والمُحايدة - ! ولكن يهمنا فقط استعراض كيف يتم في الأعمال الفنية والسينمائية تمرير أفكار تقبل التطور – والذي هو بوابة الإلحاد الكبرى لاستبدال الخالق بالصدفة والعشوائية ودفع الإنسان للاعتقاد في انحطاط قدره كحفيد لأشباه القرود – وذلك ليكون شبابنا منها على حذر – سواء الذي وقع فيها أو الذي سيتعرض لمثلها مع الميديا الحديثة – والتي يمكن تلخيص أساليب تمريرها في التالي :

    1- تعمد التعامل مع التطور وكأنه (حقيقة واقعة) بالأدلة الحفرية ! – ومنها حفريات سلف الإنسان الأشبه بالقرود – وتصوير المعترضين عليه أنهم يعترضون لمجرد الاعتراض فقط لأنه يهدم عقائدهم الدينية في خلق الله تعالى للإنسان بيده ! وعلى هذا المنوال تسير الكثير مِن الرسومات والكاريكاتيرات والأفلام والمسلسلات : والتي أتت ثمارها بالفعل مع قوة الوسائل البصرية التي رسخت هذه الأفكار في عقول الكثيرين للأسف في الخارج والداخل ولسنوات ! كل ذلك : رغم أنه لا توجد إشارة واحدة في تلك الأعمال إلى الكمّ الهائل مِن الأكاذيب التي ما ارتفع التطور إلا على أكتافها ! والتي ما انتشر وانفتن به بعض رجال الدين والدعاة أنفسهم ليستميتوا بعد ذلك في التوفيق بينه وبين نصوص كتبهم : إلا عندما صدقوا التطوريين اللادينيين والملاحدة ! والذين لا مانع مادي عندهم مِن الكذب !

    2- وسأعطيكم هنا بعض الأمثلة فقط والتي ظلت محفورة في خيال الكثيرين – وإلى اليوم – رغم انكشاف خداعها وتزويرها وغشها منذ عشرات السنين - وهو الذي لا ينشرونه ولا يعرفه بالتالي إلا المُطلعون فقط على مجال التطور علميًا - !!
    أ*- وذلك مثل أكذوبة رسومات (إرنست هيجل) عن الأجنة Ernst Haeckel embryo drawings والتي تعمد فيها مِن منتصف القرن التاسع عشر رسم تشابهٍ كبيرٍ بين أجنة الفقاريات في مراحلها المبكرة : ثم اعترف بنفسه بتزويره فيما بعد في 14/ 12/ 1908م ! حيث ترون في الصورة التالية رسومات (هيجل) 1847م في الأعلى ، وأما أسفل منها فهي الصور الحقيقية لأجنة الحيوانات المرسومة - وكما وضحها للدكتور (مايكل ريتشاردسون) 1997م !




    ورغم أن اعتراف (هيجل) كان بتاريخ 1908م ! إلا أنه – وإلى اليوم – لا زال هذا المفهوم سائدًا في أغلب المدارس بل وحتى في بعض أشهر كتب تشريح الأجنة التي يدرسها طلبة كليات الطب ! وقد نقل (فرانسيس هيتشينج) نص اعتراف (هيجل) كاملًا في كتابه (عنق الزرافة – حيث أخطأ داروين) (23) والذي أكد فيه (هيجل) كذلك أنه ليس وحده الذي التزم الغش لصالح التطور بين أقرانه !!!!
    ب*- فضيحة (إنسان جاوا) scandal Java Man والتي تم غشها عام 1981م بالتوليف بين عظام جمجمة قرد كبير وعظام فخذ إنسان ! ثم اعترف صاحبها بذلك الغش بعد 30 عامًا !!!..
    جـ- وكذلك فضيحة (إنسان بلتادون) Piltdown man scandal والتي استمرت لمدة 40 عامًا (مِن 1912م إلى 1953م) !! حيث تم بناء خرافة كاملة عن إنسان أشبه بالقرود بتركيب جمجمة مغشوشة لإنسان معاصر تم معاملتها كيكيائيًا بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم للتمويه + فك قرد أورانجتون + أسنان !
    د- بل ولا تحتاج الأكاذيب والخرافات في التطور لأكثر مِن عظمة ضرس واحدة ! وذلك مثلما وقع مع فضيحة (إنسان نبراسكا) Nebraska Man scandal عام 1922م ، والتي بنى التطوريون مِن عظمة الضرس هذه : كامل تخيلاتهم وافتراضاتهم لشكل صاحبه !!! فرسموه سلفًا للإنسان أشبه بالقرود بل وصوروا له صورًا ورسومات لزوجته وأبنائه وأهله وعشيرته (وسائل بصرية تذكروا) ! ثم ظهر في النهاية أن الضرس كان لـ (خنزير أمريكي بري) wild American pig ! فكيف نلوم بعد ذلك الغيض مِن فيض : نجاح مثل هذه الأساليب الخبيثة في تمرير التطور - بوابة الإلحاد الكبرى – إلى الكثير مِن الناس والبسطاء والعوام طوال عشرات السنين ؟!

    3- ولعله واحد مِن أشهر الأفلام السينمائية التي تعرضت لتعميق هذا العلم المُزيف كان فيلم (ميراث الريح) Inherit the wind بنسختيه عام 1966م – 1999م ! وهو الذي عرض بصورة سينمائية المُناظرة المُطولة للقضية الأمريكية الشهيرة التي وقعت عام 1925م للمدرس (جون سكوبس) والتي اشتهرت باسم (محاكمة القرد/ سكوبس) Scopes Monkey Trial ، وهي التي جرت في ولاية تينيسي وتم اتهام المدرس فيها بأنه يُدرس (التطور) للطلاب حيث كان ذلك ممنوعًا في أي مدرسة ممولة في الولاية ، ولمَن أراد أن يقف على أقوى المُغالطات الطاعنة في الدين (مقابل التطور) في الفيلم : فعليه أن يراجع حديثي السابق عن (الممكن العقلي) و (المستحيل العقلي) و (الممكن الفيزيائي) و (المستحيل الفيزيائي) : ثم ليقارنه بتدبر مع الفقرة التالية على لسان المحامي (هنري دراموند) الموكل للدفاع عن المُدرس والتطور – والتي أراد فيها أن يقارن التطور وتماشيه مع العقل : في مقابل خرافات معجزات الأنبياء ! –



    Yes! The individual human mind. In a child's ability to master the multiplication table، there is more holiness than all your shouted hosannas and holy holies. An idea is more important that a monument and the advancement of Man's knowledge more miraculous than all the sticks turned to snakes and the parting of the waters


    ناهيكم بالطبع عن تعمد إظهار المُعارضين للتطور مِن لجنة المُحلفين والحاضرين في القاعة : في صورة المتعصبين الرجعيين لعمل صدود نفسي وعاطفي لدى المُشاهد !

    4- ولا يسعنا أن نغفل هنا دور سلسلة الأفلام الشهيرة (كوكب القرود) Planet of the Apes 1968 والتي يعثر فيها رواد فضاء على كوكب يجدون أن الجنس الغالب فيه والمُتحكم هم القرود ! وأن الجنس المحكوم هو جنس مُتخلف مِن البشر ! وقد تلا هذا الفيلم أربعة أجزاء في أعوام 1970- 71- 72- 73م !! ثم تم إعادة إنتاجه بالتقنيات الحديثة والجرافيك المُبهر عام 2001م – ثم مرة أخرى في 2011م حيث تم إعادة توليد القصة مِن البداية (حيث تطور أحد القرود فجأة وبغير الحاجة لملايين السنين ! ليمتلك عقلًا مثل الإنسان ثم يبدأ في توعية باقي القرود لكي يتطوروا مثله !) ثم يليه الجزء الثاني الذي سيتم عرضه هذا العام 2014م عن تسيد هذا الجنس بالفعل ! وكلها خرافات – وكما تيقنا الآن – : قامت على مجموعة ضخمة مِن الأكاذيب التطورية وبخاصةً عن الإنسان والقرد ، حيث يعتمدون على إبهار اللقطات والخدع وتشويق القصة : في سد وتمرير ثغرات ولامعقوليات التطور !

    5- وكذلك مجموعة مِن الأفلام – وخصوصًا في الفترة الأخيرة – والتي بدأت تلميع وإعادة الشعبية (عاطفيًا على الأقل) لشخص (تشارلز داروين) ! وبعدما تراجعت شعبيته كثيرًا (علميًا) في العقود الأخيرة ! ومع تزايد معلوماتية تعقيد الخلية الحية وحمضها النووي الوراثي الذي لم يكن يعرف عنه (داروين) أي شيء ! وذلك مثل السلسلة التليفزيونية (عبقرية تشارلز داروين) The Genius of Charles Darwin مِن 2008م ، والتي رغم كل الجهالات العلمية التي اعتمد عليها (داروين) في نظريته وكتابه (أصل الأنواع) مثل إمكانية وقوع تطور عن طريق تأثر الكائن ببيئته ثم توريثه لصفاته المكتسبة لأبنائه ! أو عن طريق تأثير الاستخدام وعدم الاستخدام ! أو عن طريق التهجين أو الطفرات في إظهار عضو جديد تمامًا لم يكن في الكائن الأول فضلًا عن ظهور كائن كامل جديد ! - وكلها خرافات أثبت العلم الحديث خطأها ! - إلا أن التطوري الملحد (ريتشارد دوكينز) حاول أن يُظهر داروين – أمام ملايين العوام وغير المختصين للأسف - في صورة الذي سبق عصره بعشرات السنين عن طريق ملاحظاته الدقيقة التي سجلها في رحلاته وزيارته لجزيرة جلاباجوس Galapagos !

    وبالطبع .. لم يتم الإشارة ولا التركيز على البلايا التي وقعت للبشر مِن جراء نظرية داروين عن التطور أو علو بعض الأجناس البشرية على بعض (وكما وضحه في كتابه الثاني أصل الإنسان) ! حيث فتح الباب على مصراعيه لأكبر وأخس وأقذر عمليات قتل وإبادة في التاريخ باسم التطور وعلو الجنس الأبيض الأوروبي على باقي أجناس الأرض الذين هم أقرب للقرود والغوريلا والشيمبانزي !
    فلا عجب بعد ذلك أن يتهرب (ريتشارد دوكينز) مِن جديد مِن أي سؤال إليه يتعلق بتطبيق نظرية التطور بالفعل على الناس اليوم ! حيث يقول :
    " أنا ضد الداروينية ولا أُطيقها حين يتعلق الأمر بحياتنا " !!! (24)

    أيضًا هناك فيلم (خلق) Creation 2009 ، وفيه يتم محاولة إنقاذ فشل نظرية التطور (علميًا) بإبراز الوجه (العاطفي) لها – وللإلحاد عمومًا – ! ألا وهو شعور (داروين) بعبثية الحياة وقسوتها التي سلبته ابنته الصغيرة بالموت وحزنه الكبير عليها ! والذي كان بمثابة إعادة تفكيره في الحياة مِن جديد برؤية خالية هذه المرة مِن الرحمة – أي لا مكان فيها لإله الأديان الرحيم – !




    ومجرد تناول التطور مِن هذه الوجهة لتثبيته وتمريره في عقول المُشاهدين (عاطفيًا) : لهو أكبر دليل على عدم اعتماده (علميًا) على شيء حقيقي غير الكذب والخداع كما قلنا ! أو التلاعب بمفاهيم التكيف وسوقها وكأنها دليل على التطور ! أو اللعب على أوتار إله الفجوات المعرفية الإلحادي أو التطوري ! – وذلك مثلما وضع التطوريون قائمة طويلة منذ أكثر مِن 100 عام لكل ما لم يعرفوا وظيفته في جسد الإنسان أيامها فاعتبروه بقايا تطور سابقة وبلا وظيفة ! ثم تكفل العلم ومكتشفاته المتوالية بعد ذلك وإلى اليوم بنسفها جميعًا وتبيان وظائف كل عضو خلقه الله بلا عبث – بما في ذلك الزائدة الدودية والجانك جين – وحتى لم يعد لهم شيء يتعلقون به ! – ولذلك نرى هذا التركيز (غير العلمي) لتمرير التطور (عاطفيًا) ولو عن طريق الأطفال !

    6- حيث نرى مثلًا مسلسل الكارتون الشهير (عائلة فلينستون) The Flintstones مِن 1960م إلى 1966م والذي تدور أحداثه الطويلة في إطار كوميدي عن عائلة (فلينستون) في العصر الحجري ! وما يهمنا هنا هو أن تكرار مثل هذه الحلقات المُسلسلة لمدى سنوات على الصغار والكبار : هو غرس عميق وغير مباشر لتقبل مفهوم وجود مثل هذا الإنسان الحجري المتخلف بالفعل : رغم أن الله تعالى قد خلق الإنسان (آدم عليه السلام) في أحسن تقويم منذ أول مرة ! وعلمه بيان كل شيء مِن حوله " خلق الإنسان * علمه البيان " الرحمن 3 – 4 .

    وقد تم محاكاة نفس الفكرة مؤخرًا في فيلم كارتون جرافيك سينمائي عالي التقنية وهو فيلم (عائلة كروود) The Croods 2013 ، وفيه شخصية الإنسان المتطور بعقله قليلًا وهو يؤثر على أسرة مِن الأدنى منه عقلًا ! وحتى يخطو بهم أولى خطوات التقدم الإنساني والانفتاح على العالم ! – يُذكرني ذلك بخرافة ادعاء أن جنس (النياندرتال) Neanderthal في أوروبا وأسيا كانوا أشباه بشر ! ثم اتضح مؤخرًا وبعد أكثر مِن 100 عام أنهم كانوا يعرفون الدين ! ويدفنون موتاهم في مراسم ! ويخيطون أثوابهم ! ويعزفون على آلات موسيقية بسيطة - !

    وكذلك فيلم كارتون سينمائي آخر وهو فيلم (غائم مع فرصة لسقوط أمطار لحم !) Cloudy with a Chance of Meatballs وذلك بجزئيه 2009م – 2013م ، والذي يُصور فيه للأطفال – وبكل استخفاف ولا معقولية – إمكانية أن تنقلب الأشياء غير الحية (كالطعام والنباتات) إلى كائنات حية بل وتتطور وتتوالد أيضًا – وكما في جزئه الثاني - !

    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • التوصيات :
      1-
      قد جاءت شريعة الإسلام قرآنًا وسنة لتقر ضرورة الترويح عن النفس في الحياة ، ولكنها لم تجعل هذا الترويح بالمُحرمات ! ومِن هنا : فالإقبال على مشاهدة أي شيء يكون بمقدار إباحته ، ولمشاهدة مباراة كرة قدم أفضل مِن مشاهدة ما يجرح النفس بالشهوات أو الشبهات !
      2-
      ضرورة الارتقاء بالحس النقدي لدى عامة المسلمين ومراهقينا وشبابنا أنهم إذا رأوا شيئًا ألا يكونوا أوعية بلا حُراس ! بل يكون كل منهم حارسٌ على باب عينه وسمعه وقلبه وعقله وينظر لما وراء الكلام والمشاهد مِن مغزى وإيحاء !
      3-
      التعريف الدائم للمجتمع بأشهر المغالطات المنطقية التي يستخدمها الملحدون لتمرير إلحادهم أو تشكيكاتهم ، وذلك عن طريق المنتديات في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو القصيرة والهادفة والمجلات وغيرها .

      ------------------------------------------------------------------

      المصدر
      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق



      • وثائقي : الكافرون The Unbelievers

        تعليق الفيلسوف وليام كريچ على فيلم "The Unbelievers" لـ ريتشارد دوكنز و لورنس كراوس





        التعليق :

        يقول وليام كريچ معلقاً :

        " كنت أتوقع أن يكون هذا الفيلم ناسفا لمعتَقَد الإيمان بالله عز وجل، كنت أتوقعه ذو حجج قوية من علماءَ معاصرين يقولون فيه لماذا الإيمان بالله عز وجل غير عقلاني ؟!..

        ولكني في الحقيقة محبط جداً، لقد كان هذا الفيلم سطحيّا، مملاّ ونرجسيّا،

        إذ كان يدور حول ريتشارد دوكنز ولورنس كراوس تماماً، بحيث كانا يتحدثان إلى بعضهما البعض محداثةَ واحد إلى واحد، أمام حضور كبير متحمس.

        لذا من الصعب أن تشعُرَ بأي نوع من الحجج التي تناقِشُ ( لماذا الإيمان بالله عز وجل غير عقلاني ؟! ولماذا يجب أن لا نكون مؤمنين بوجود الله؟!.)

        ومن خلال ما شاهدته من المفترض أن يكون جوابُ ( بماذا تريد أن تؤمن؟! ) من وجهة نظرهم يجب أن تكون الإجابةُ ( هو أن يكون معقولاً علمياً. )

        ومن الجدير بالذكر أنك إذا جلست وحاولت - طبعاً بتكلف - إيجاد الحجة الأساسية التي دار حولها الفيلم ستجدها:
        إذا كان ألمع وأشهر العلماء حديثاً لا يؤمنون بوجود الله إذاً الإيمان بالله غير عقلاني. فقط انظر إلى أفضل العلماء في العالم ستجدهم غير مؤمنين بوجود الله، لذا يجب أن نكون نحن أيضاً غيرَ مؤمنين بوجود الله.


        وهذه الحجة خاطئة من عدة طرق:

        - أولها:
        أن هناك الكثير من العلماء متدينون، وهذا لم يبيَّن بدقة في الفيلم.
        ولإيضاح خطئهم نقول على سبيل المثال، أن - الرابطة الأمريكية للتقدم والبحث العلمي - قد وجدت أن 51% من العلماء يؤمنون بالله عز وجل، مقارنةً بـ 41% لايؤمنون بوجود الخالق في مسح أجرته سنة 2009.

        إذاً الغالبية من العلماء يؤمنون بوجود الخالق سبحانه بالنظر لهذا المسح .

        ومما أظهره هذا المسح أيضاً أنك إذا قارنت النسب المئوية للذين يؤمنون بوجود الله عز وجل إلى النسب المئوية لـ 100 سنة المنصرمة، ستجد أنه لا تغير فعلي حدث في تلك النسب على مرِّ 100 عام.
        وإذا نظرنا إلى التطور في العلوم خلال الـ 100 سنة الفائتة كنظرية النسبية العامة ونظرية الكم، ونظرت للتقدم في علم أحياء الجزيئات، كل ذلك لم يغير بشكل ملحوظ النسب المئوية بين من يؤمنون بالخالق وبين من لا يؤمنون.

        ومما يبيّنه المسح أيضاً أن إلحاد العالِمِ من عدمه، يعتمد بشكل كبير على نوع العلم المتخصص به ذلك العالِم. على سبيل المثال علماء البيولوجيا أقل إحتمالية بأن يؤمنوا بالخالق، ثم يأتي بعدهم علماء الكيمياء، وذلك على الأغلب بسبب نظرية التطور.

        إذا النقطة الأولى هي أن الكثير من العلماء مؤمنون بوجود الخالق، وهذا يشمل أيضاً بعض أفضل العلماء في العالم، كـ - جورج چالاس - في جامعة - كيب تاون - والذي وصفه لي أحد علماء - فيزياء الكون - أو علم الفلك، بأنه أعلم رجل لايزال حياً في الكوزمولوجيا على مستوى العالم، وهو مؤمن بوجود الخالق سبحانه.

        وأيضاً كـ - كريستوفر آيشم - وهو عالم بريطاني في - علم الكونيات الكمي - تم وصفه على أنه القمة البريطانية في علم الكونيات الكمي، وهو مؤمن بالخالق.
        وعندنا أيضاً - آلان سانديچ - من أعظم علماء الفلك والذي توُفّيَ حديثاً وهو مؤمن بوجود الله سبحانه .
        أيضاً - فرانسيس كولن - الرأس في مشروع الجينوم البشري، وهو مؤمن بوجود الخالق أيضاً .. إلخ .

        إذا الحقيقة هي أن المؤمنين متواجدون بقوة في المجتمع العلمي بما في ذلك أفضل العلماء في العالم.

        والنقطة الثانية:
        هي أنك إذا نظرت إلى الدراسات العلمية حول معتقدات العلماء ستكتشف أن إنكار وجود الخالق ليس نتيجة لعلمهم بل لأنهم قد أتوْ إلى هذا الحقل أعني حقل العلم وهم أصلاً ملاحدة، قد كانوا ملاحدة من فترة المراهقة قبل أن يدخلوا حقل العلم ويصبحوا علماء.

        وهذه الحقيقة تم إظهارها بوضوح عن طريق سلسلة من المسوحات قام بها أخصائي علم الإجتماع - إيلاين إكلاند - بين 2005 - 2008 تقول أن أغلب الملاحدة من العلماء لم يصبحوا ملاحدة كنتيجة للعلوم التي اكتسبوها، بل كانت نتيجة الظروف المحيطة مثل حصول بعض التجارب الحياتية السيئة لهم أو أنهم لم يتربوا في بيت متدين إلى غير ذلك ..

        ومن المثير للسخرية أن كراوس ودوكنز يدّعيان أنهما يتمسكان بالموضوعية العلمية، مع أن كليهما لم يكونا موضوعيّين علمياً،

        فعندما تتحدث عن جذور الإلحاد عند العلماء بدليل علمي. وبما أن الدليل العلمي يشير إلى أن إلحاد العلماء لم يكن كنتيجة لما اكتسبوه من العلوم.
        يأتيان ليقولا: إذاً هم أصبحوا علماء لأنهم كانوا ملاحدة. وهما هنا يرتكبات خطأ منطقي كلاسيكي،:

        بما أن هذا الشيء ولنرمز له بـ "C" حدث بعد ذلكم الشيء ولنرمز له بـ "B"، إذاً C حدثت بسبب B.

        فيرتكبان الخطأ التالي:
        بما أن هؤلاء العلماء ملاحدة، إذًا إلحادهم جاء نتيجةً لما اكتسبوه من العلوم ولهذا يجب أن نتبعهم ونتبع هذه الحجة الواهنة لدوكنز وكراوس بأن نصير ملاحدة مثلهم. اهـ




        ومما تطرق إليه - كراوس - في هذا الفيلم أنه من الممكن عقلا للكون أن يكون قد أتى من لا شيء.

        وأنا هنا أتسائل ما هو معيار الحق الذي يتبعانه ؟!

        إنهما يهاجمان المنطق ويهاجمان الفلسفة وكذلك المنطق السليم.

        وتلاحظ كيف يحاول كراوس في الفيلم إعطاء بعض الأفكار بقوله : هل هذا الشيء ممكن عقلاً ؟!

        وما أدهشني حيال ذلك أن تلك هي الشروط نفسها التي أحتكم إليها عند عرضي " للبراهين الإستنتاجية ".

        فــ "البراهين الإستنتاجية" يجب أن تكون منطقياً صحيحة، ويجب أن يكون لها مقدمات صحيحة، وأزيد على ذلك وأقول: يجب أن تكون أكثر صحة ومعقولية من نقيضها.

        فإذا كانت المقدمة صحيحة ومعقولة أكثر من نقيضتها فيجب أن نؤمن بالمقدمة الأكثر صحة .

        وفي نظري كراوس يحاول التّمحوُر حول ذلك، وهو مشجع بالنسبة لي. على الأقل وجدنا أرضية واحدة نرجع إليها.
        إذ يمكننا عرض حججنا حول وجود الخالق سبحانه، ومعرفة من مقدماته أقوى الآخر.

        فإذا أراد كراوس إتباع المعقولية كدليل للحق، لا يسعنا إلا القول: حسناً يا كراوس، لماذا لا تلتزم بهذه النتيجة:
        من مقدمته أقوى من الآخر هو الأحق في الإتباع.
        وهذا مفتاح رئيسي لأمل إيجاد أرضية واحدة ندخلهم بها في حوارات.

        ومن الأشياء البارزة في الفيلم ما ذكره دوكنز من شأن احتمالية أن 200 من أعضاء الكونجرس الأمريكي ملاحدة غير أنهم يكذبون بشأن معتقداتهم ليتحصلوا على أصوات الناخبين.

        من الواضح جداً أن دوكنز وكراوس يعتقدان أنه من المستحيل أن يكون الشخص ذكياً ويكون مؤمناً بوجود الخالق في نفس الوقت، لذا فإنك إن قابلت مؤمنين أذكياء فلابدّ أن يكونوا كَذَبَة.

        ومن هذا المنطلق أتى دوكنز بافتراضية أن حوالي 200 من أعضاء الكونجرس الأمريكي ملاحدة ولكنهم يخفون ذلك ليتحصلوا على أصوات الناخبين.
        وهذا خطأ واضح، ذلك أنه فقط من 2% - 3% من الأمريكيين ملاحدة.
        وتركيبة الكونجرس تعكس التركيبة السكانية للشعب الأمريكي، وبالتالي يكون من 2% - 3% من الكونجرس ملاحدة.
        يعني حوالي 25 عضو ملحد. فادّعاءات دوكنز خاطئة وكذب.

        ونرى نفس النوع من الإدعاءات عند الوصول لنتيجة الفيلم بقولهم؛لماذا يبكي الناس عند مراسم دفن الميت، فأجابا على ذلك بقولهما لأنهم يؤمنون بأنهم لن يروا عزيزهم المتوفى مرة آخرى، إن يكذبون ويغشون أنفسهم، فهم لا يؤمنون حقاً بأنهم سيرون ميّتهم مرة آخرى كما هو واضح من تألمهم ودموعهم أثناء الدفن .اهـ

        وتحليل سبب التألم والبكاء على هذا النحو حماقة، لأن سبب بكائهم أنهم يفتقدون عزيزاً عليهم والذي لم يعد معهم بعد الآن، وهذا لا يعني أنه ليس لديهم كبير أملٍ بلقاء أحبتهم يوم القيامة أو أنهم لا يؤمنون بوجود الدار الآخرة. فسبب بكائهم هو فقد الأحبة لذا من الطبيعي أنهم سيبكون.

        وهنا نرى أن ذلك الإفتراض الذي يقول " لا يوجد شخص ذكي مؤمن بوجود الخالق" خطأ في التحليل.




        إنك تجد في الفيلم احتفاءاً وتمجيدا بالسؤال عن كل شيء، ولكنك في المقابل تجد الفيلم مليء بالإفتراضات غير المُدقق فيها، والأراء الفلسفية التي لم يُسألوا عنها.

        وحتى إن سُئلوا عنها، بتهكمٍ يجيبا: أنها أسئلة سخيفة !!!

        وبسبب التأثير الإجتماعي لكل من كراوس ودوكنز وهذا الفيلم، ولأني ناظرتهما سابقاً،

        أريد التنويه:

        بأني مقتنع أن كليهما لا يملك الأداة العقلانية لمساندة قضيتهما ضد الدين، والذَيْن يدعيان أنهما يملكانها.

        لهذا ترى أن الفيلم يحتوي القليل جدا من البراهين وتجدني أحاول بجهد إيجاد حجة في هذا الفيلم للرد عليها.

        وأعتقد أن هذا فيلم مخصص لأفراد العائلة، صمم فقط للملاحدة، ومن هم ملاحدة في السر،

        في محاولة لتشجيعهم إظهار إلحادهم وإخراجهم من الخزانة التي هم فيها.

        ويعتقد دوكنز أنه من المحتمل أن ما يقارب الـ 200 عضو في مجلس الشيوخ الأميركي ملاحدة، ويريد منهم إظهار إلحادهم ..

        والإنطباع أن هذا الفيلم - مخصص لأفراد العائلة - أي الملاحدة، أتى بسبب عدم وجود حجج، يستحثون فيها المتدينين العدول عما هم فيه إلى الإلحاد.

        ثم من الواضح جدا أن دوكنز يخلط بين اللاشيء والشيء،

        وأنه خُدع بــ " اللاشيء " التي يستعملها كراوس في وصف الحالة الأولى للكون.

        وعندما قال دوكنز أن اللاشيء هو شيء، بدأ الجمهور في الضحك.
        حدث ذلك عندما قال: " أن اللاشيء هو شيء بسيط".

        واللاشيء كما هو معروف، لا يحتوي على خصائص ولا قوة، ولا حتى بساطة.

        وهذا استعمال خاطيء للألفاظ التي تتضمن أكثر من معنى في وصف الفراغ الكمي.

        ونلاحظ أن كراوس تغيرت رؤيته نحو فرضية الأكوان المتعددة، إذ يقول

        " الأكوان المتعددة خارج الكون، وهي المحرك الأول للكون".

        كما تعلمون أن الحجة الكونية تكون بهذا الشكل

        1- كل حادث لا بد له من محدث
        2- الكون حادث
        3- إذا لا بد للكون من محدث

        كان كراوس قبل هذا يرد على هذه الحجة برفض المقدمة الأولى، ويقول: لا، بل الكون أتى من اللاشيء، يستخدمها كما قلنا مسبقا في وصف الفراغ الكمومي، وقد بينا خطأ هذا.

        وهاهو الآن يتراجع عن فكرته ويقول نعم للكون مُحدث، وهذا يعتبر مشجع في الحقيقة.

        لكنه يقول أن هذا المحدث : " هو الأكوان المتعددة، فهي المحرك الأول، وهي أزلية، وخارج الكون، وأصل الكون، وهي ليست عدم أو لاشيء."
        وهذا يلفت النظر، لأن " المحرك الأول " تسمية اخترعها أرسطو ليسمي بها الله عز وجل.
        ويعترف كراوس هنا اعترافاً مهما، لا أدري إذا فهمها الجمهور أم لا.

        إته يُبطل رؤيته الأولى حول الكون بأنه أتى من اللاشيء، ويتفق معنا بأن للكون محدث خارج الزمان والمكان، أزلي، وهو الذي أحدث الكون، ويطلق عليه اسم الأكوان المتعددة، الذي يحل محل الله عز وجل في نظامه الكوني. - أي نظام كراوس الكوني -.

        في الحقيقة لايوجد أي دليل على الأكوان المتعددة،
        بل يوجد برهان قوي جدا ضد وجود الأكوان المتعددة لـ - روچر بنروز - يقول فيه :

        "إذا كان كوننا عضو عشوائي لمجموعة من الأكوان المتعددة المختلفة، لكنا نشاهد كوناً يختلف بشكل أكثر غموضاً عن الكون الذي نشاهده اليوم، الكون الذي يمكن نشاهده هو الكون الذي تتقلب في الأشياء للوجود بشكل عشوائي من الفراغ الكمي، ونشاهد كونا فارغاً، كوناً#يختلف تماماً عن الكون المصصم بعناية والذي يحتوي على بيولوجيا غاية في التعقيد، و 13 مليار سنة من الديناميكا الحرارية." اهـ

        ونحن في الحقيقة لا نرى تلك المشاهدات، مما يؤكد عدم صحة هذه الفرضية. وهو دليل قوي ضدها.

        ويقول كراوس في هذا الفيلم،:"نحن لا نحتاج لإثبات رؤيتنا حول الكون، نحن فقط مطالبون بإظهار أنها عقلانية - مقبولة عقلاً -،" اهـ
        المعقولية هي معياره للحقيقة، هي معقولة.

        لكن في الحقيقة سيناريو الأكوان المتعددة يعتبر لاعقلاني، وأريد أن أرد كمتديّن أن وجود محدث للكون متسامٍ، خالق للكون، أكثر عقلانية من فرضية الأكوان المتعددة، وأعتقد أن كراوس تم حشره أكثر وأكثر إلى زاوية غير مريحة سيجد صعوبة للخروج منها.

        وما يلفت النظر أيضاً قول كراوس: " كن سعيدا على الرغم من أنك لا معنى لك "تافه""،لماذا يا كراوس؟! قال: "لأنك تستطيع أن تسأل الأسئلة".
        ما يثير اهتمامي في الفيلم هو قول ريتشارد دوكنز، "
        أن أسئلة " لماذا "، تعتبر أسئلة تافهة ".

        يجب علينا أن لا نسأل أسئلة عميقة حول الحياة، معنى الحياة وهدفها، ويجب أن نحدد لأنفسنا أن تكون الأسئلة عابرة حول الفيزياء فقط،
        ولهذا كراوس يطلب منا أن نكون سعداء، ثم يأتي ريتشارد دوكنز ليحدد نوع هذه الأسئلة،
        يريد منا أن نتجاهل ما في نظري أهم أسئلة يسألها الإنسان،

        يقول - جون ستيوارت ميل - : أفٓضّل أن تكون غير مرتاح - راض - كسقراط، على أن تكون كالتابع راض - مرتاح -.

        دوكنز يريد منا أن نكون تُبّع، وأن لا نسأل مثل تلك الأسئلة السقراطية حول المعنى والهدف من الحياة.

        وعندما تتأمل تجد أن دوكنز وكراوس يعتقدان أننا فقط آلات فمن الأفضل أن لا نسأل هذا النوع من الأسئلة.
        وهذا من المفارقات في هذا الفيلم، حيث نراهم يأكدون أهمية عدم ترك أي شيء دون تمحيص وسؤال، ثم ينتهون إلى أن أسئلة لماذا، أسئلة سخيفة.

        وما أدهشني أيضاً في الفيلم، هو قول دوكنز:
        " أن اللوبي الديني في يأسٍ متصاعد، ويدل على ذلك اللذاعة في نقدهم". اهـ

        المصدر
        لاحول ولاقوة إلا بالله

        تعليق


        • المشاركة الأصلية بواسطة أبو/سلطان مشاهدة المشاركة
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          مرحباً باختنا الفاضلة - و جزاكِ الله خيراً

          فعلاً اختي الفاضلة غالب هؤلاء يُقرّون بوجود إله للكون ولو ضمنياً

          بل حتى زعيم هذه الحملة
          ريتشارد دوكينز ( يحتمل) وجود إله بنسبة ضيئلة جدا
          ويسعى جاهداً لـ(
          تعقيد وإبعاد) كل مايدعو للإيمان به

          سعيد بتواجدك و دعمك الطيب وفقك الله.

          صحيح 100%
          هم باطنيا يقرون بوجود خالق وموجد ومهيمن خفي على هذا الكون بكل تعقيداته التي لا يستطيعون فهمها لانهم قاصرون
          وداعمهم الأساسي ضعيف وهو عقلهم الصغير .. كما وان استعانتهم بأشياء اخرى مادية ولا دينية تستدعي ان يصلوا احيانا
          لحافة الجنون .. مادام لديهم نظرة معاكسة والإجابة امامهم لكنهم ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) وقالها الله عز وجل

          كل الاحترام اخي وبارك الله بك يارب وزادك علما
          [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
          نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
          أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
          Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
          اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
          مدارك Perceptions

          تعليق


          • أحسنتِ بارك الله فيك

            و بشكل خاص - أرى في استكبار وعناد ملاحدة الفيزياء مايدعو حقاً إلى حافة الجنون !

            سنأتي على بعض أقوالهم إن تيسر ذلك إن شاء الله .

            وفقكم الله
            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق



            • رؤوس الإلحاد - و الوجه الآخر للعِلم



              نيوتن العصر أو خليفة انشتاين كما يلقبّه البعض :

              عالم الفيزياء الملحد
              ستيفن هوكينج وأفكاره الخيالية في نظر العلماء والمتخصصين

              النظرية M - والأكوان المتعددة - والجاذبية الخالقة التي احتواها كتابه الشهير " التصميم العظيم "

              The Grand Design



              تأليف:
              ستيفن هوكينج Stephen Hawking و ليونارد ملودينو Leonard Mlodinow

              لنتابع نهاية هذا الإنحراف العلمي و التدليس على الناس بإسم العلم !




              في فيديو شهير يُسأل
              ريتشارد دويكنز الملحد التطوري :

              ” ماذا كنت لو عشت قبل داروين ؟ ” فيرد :

              ” على الأرجح كنت سأؤمن بالله إن عشت قبل داروين ” !!




              والشاهد : أنه مهما حاول العلماء الملاحدة نفي الصلة بين أفكارهم وبين الإلحاد ونفي تأثير إفرازات عقولهم
              الملتوية على الناس : فإن الواقع يكذبهم !!


              فإذا رجعنا إلى الملحد التطوري ريتشارد دوكينز مرة أخرى باعتباره أشهر رؤوس الإلحاد الجديد New Atheism فنجده يقول وبكل صراحة – وبعيدا عن خداع الملحدين الملتوي للبسطاء باسم العلم – :


              لقد طرد دارون الإله من البيولوجيا، ولكن الوضع في الفيزياء بقي أقل وضوحاً، ويُسدد هوكينج الضربة القاضية الآن” !!


              Darwin kicked God out of biology, but physics remained more uncertain. Hawking is now administering the coup de grace.”

              المصدر :
              “Another ungodly squabble”. The Economist. 2010-09-05. Retrieved 2010-09-06.



              هوكينج نفسه يرى أنه قام بهذا الدور الخادم لاستبعاد الخالق من الإيجاد وخلق الكون بأكمله حيث يقول في كتابه صفحة 165 :

              ” تماما مثلما فسر دارون ووالاس كيف أن التصاميم المعجزة المظهر في الكائنات الحية من الممكن أن تظهر بدون تدخل قوة عظمى، فمبدأ الأكوان المتعددة من الممكن أن يفسر دقة القوانين الفيزيائية بدون الحاجة لوجود خالق سخر لنا الكون !! فبسبب قانون الجاذبية فالكون يستطيع ويمكنه أن يُنشيء نفسه من اللاشيء !! فالخلق الذاتي هو سبب أن هناك شيئ بدلا من لاشيء، ويفسر لنا لماذا الكون موجود، وكذلك نحن ”

              Just as Darwin and Wallace explained how the apparently miraculous design of living forms could appear without intervention by a supreme being, the multiverse concept can explain the fine tuning of physical law without the need for a benevolent creator who made the Universe for our benefit. Because there is a law of gravity, the Universe can and will create itself from nothing. Spontaneous creation is the reason there is something rather than nothing, why the Universe exists, why we exist




              حسنا …

              ماذا فعل ستيفن هوكينج Stephen Hawking ليصير القدم الثانية التي يقف عليها الإلحاد الهش أمام المخدوعين به ؟؟؟


              فكما حاول داروين باستماتة أن يستبدل تفسير (الخالق) : بخرافة التطور الصدفي والعشوائي في الكائنات الحية –

              فقد حاول هوكينج بدوره استبدال تفسير (الخالق) بخرافة الأكوان المتعددة Multiverse الصدفية والعشوائية لكي يبرر ظهور كوننا الغاية في الدقة من بينها !!


              هل تعلمون كم كونا (افترضه) هوكينج بحساباته في كتابه (التصميم العظيم) فقط ليهرب من الاعتراف بالخالق عز وجل وعظمته التي احترمها نيوتن وأنشتين وماكس بلانك وغيرهم من العظماء في الفيزياء ؟


              إنه (افترض) وجود 10 أس 500 كون !!!! وأن هذا ما يتناسب مع نظريته M التي ستجمع كل قوانين الوجود لتمكننا من فهم كل شيء بعيدا عن الخالق !!!

              500^10 different possible universes consistent with nature’s laws which M-Theory



              10أس 500 – لمَن لا يعرف – يعني 10 وأمامها 500 صفر !!


              الجميل أن كل الملاحدة يظنون أن أي شيء في الوجود يمكن تمثيله باحتمالية رياضية لأنها مهما كانت صغيرة جدا – مستحيلة أو متناهية في الصغر – : فإن الوقت الأزلي كافي لوقوعها !!


              هذا يشبه تماما أن تحضر سيارة مفككة إلى أصغر مسمار وموضوعة الأجزاء كلها أمامك ثم يسألك ملحد : كم هي الاحتمالية الرياضية لتكون هذه السيارة صدفة وعشوائية ؟؟

              بالطبع الإجابة – وعلى استحالتها رياضيا بتخطي 1 إلى 10 أس 50 أو 70 أو حتى 100 – : فإن السؤال أصلا خطأ !!

              وذلك لأن الأجزاء لن تتحرك من ذاتها وتتراكب ويدخل بعضها في بعض إلا بفاعل قدير حكيم يعلم ما يفعل ويريده !!


              هذا من جهة ..

              وأما من الجهة الأخرى :

              فلو كان في رأس ستيفن هوكينج بعض احترام الذات والحيادية العلمية حقا : لاعترف باستحالة وضع نظرية تفسر كل شيء !!

              وذلك لسبب بسيط جدا وهو أنه هو نفسه بجسده وعقله : داخل في المعادلة والنظرية : ويستحيل أن يُخرج لنا هذا المُنتج النهائي الخيالي بهذه الصورة !!


              يقول ماكس بلانك – العالم الألماني المحترم صنو أنشتاين والحائز على نوبل 1918م – :

              “العِلم الطبيعي لا يستطيع حل اللغز المُطلق للطبيعة، وذلك لأنه في التحليل الأخير نكون نحن أنفسنا جزء مِن الطبيعة، وبالتالي جزء من اللغز الذي نحاول حله”


              Science cannot solve the ultimate mystery of nature. And that is because, in the last analysis, we ourselves are part of nature and therefore part of the mystery that we are trying to solve.
              المصدر :
              Max Planck. (1932). Where is Science Going? New York, NY: W. W. Norton & Company, Inc



              هذا هو التفكير العلمي الصحيح – و(يُقال) أن هوكينج لا يثير هذه الخرافات العلمية إلا ليترك جدلا وشهرة وبصمة بعد موته بديلا عن عدم فوزه بجائزة نوبل مثل أنشتاين وماكس بلانك – !! أو لتعويض خسارته لأشهر رهان علمي في تاريخ العلم الحديث أمام العالم
              بريسكل !!!..

              حيث كان يعتقد هوكينج في 1975م أن الثقوب السوداء تبتلع كل شيء بلا عودة : وتحدى على ذلك العالم بريسكل منذ عام 1997م : وإلى أن أعلن رسميا في 2004م بنفسه عن خسرانه للرهان !!..

              واعترافه بأن تلك الثقوب السوداء تنضح ببعض المواد من المناطق الغير منتظمة على سطحها !!

              وقال هوكينج كلماته الشهيرة :


              أن نظريته التي أعاد صياغتها : تستبعد اعتقاده السابق بأن الناس يمكنهم أن يستغلوا تلك الدوامات السوداء يوما ما في السفر إلي الأكوان الأخري !!

              آسف لأنني خيبت ظن هواة الخيال العلمي !! لكنك إذا ألقيت بنفسك إلي إحدي الدوامات السوداء : سترتد طاقة كتلة جسمك إلي كوننا مرة أخري ولكن بشكل مشوه
              ” !!
              فنعم :
              هوكينج بشر – ويُخطيء لمَن يظنه العبقرية الفذة المعصومة !!





              إذن :

              ستيفن هوكينج بعدما أقر في كتابه الأول (موجز لتاريخ الزمن مثل صـ 125) :
              بحقيقة
              الضبط الدقيق للكون Fine-tuning of universe وخصوصا الثابت الكوني Cosmological constant
              و
              ضبط مقدار الجاذبية الرهيب :

              فلم يعد أمامه لتبرير الإلحاد – ومثله مثل كل علماء الفيزياء الملحدين – إلا اختراع فكرة الأكوان المتعددة الكثيرة جدا والعشوائية : ليكون كوننا هو الوحيد من بينها الذي خرج بهذه الصورة !!

              ولاحظوا هنا أن الفكرة أصلا غير قائمة لا على ملاحظات ولا على تجريب كما وجع الملاحدة رؤوسنا بشروط النظرية العلمية المقبولة عندهم !!!

              يقول ريتشارد دوكينز في حواره مع عالم الفيزياء الملحد ستيفن واينبرج على موقعه الرسمي :

              إذا اكتشفت هذا الكون المدهش المعد فعليا بعناية .. أعتقد ليس أمامك إلا تفسيرين إثنين .. إما خالق عظيم أو أكوان متعددة ” !!

              If you discovered a really impressive fine-tuning … I think you’d really be left with only two explanations: a benevolent designer or a multiverse.


              إنه (تطويع) العلم لإيدلوجيا الإلحاد والهروب من الاعتراف بخالق – وهو التفسير الأكثر علمية ومنطقية !! –


              إنه الوجه الآخر للعلم !!


              -يُتبع-
              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق



              • والآن …

                ماذا قال العلماء والمتخصصون تعليقا على خرافات هوكينج في كتابه حيث زعم أن قانون الجاذبية كفيل وحده بإظهار الكون من العدم
                أو أن الكون يُظهر نفسه بنفسه عن طريق الجسيمات الأولية
                أو حتى الأوتار المزعومة التي يبحثون عنها في مختبر سيرن CERN الآن لمحاولة حل كل هذه الألغاز ؟

                ماذا قال هؤلاء على هوكينج وخصوصا أنه أعلن في مقدمة كتابه عن موت الفلسفة : ثم ملأ كتابه بالتفسيرات الفلسفية التي تصب كلها في أن (دور الإله)
                اختفى باكتشاف نظرية تجمع كل شيء (وهي التي لم يُدلل على صحتها أو وجود فعاليتها أحد أصلا !!)



                1…
                يقول الفيزيائي الشهير
                راسل ستانارد في مقاله في الجارديان :
                ” إن فلسفة –هوكنج- هو تحديدا ما أعارضه فهي كما وصلتني مثال واضح على التعالم – ساينتزم- فطرح أن العلم هو مصدر المعلومات الوحيد وأننا لدينا فهم كامل لكل شيء هو هراء بل وهراء خطير أيضا فهو يشعر العلماء بالكبر والغرور بشكل مبالغ فيه ”
                المصدر

                ويقول أيضا :
                ” نظرية الأوتار تحتاج لمصادم هيدروني بحجم مجرة لإختبارها وهذا غير ممكن…
                حسنا لو قلنا – طبقا للنظرية M – ان الكون خلق نفسه فمن أوجد النظرية M ؟ ومن أوجد القوانين الفيزيائية الخاصة بها؟…
                ورغم ذلك فلا توجد لها معادلة فيزيائية حتى الآن! أطلب منهم أن يكتبوا معادلة فيزيائية …لن يفعلوا لانهم ببساطة لايمتلكونها ” !!





                2…
                ويقول البروفسور
                جون بولكنجهورن من أشهر علماء الفيزياء النظرية :
                ” إنها – يقصد الأكوان المتعددة – ليست فيزياء إنها في أحسن الأحوال فكرة ميتافيزيقيه
                ولا يوجد سبب علمي واحد للإيمان بمجوعة من الأكوان المتعددة…
                إن ماعليه العالم الآن هو نتيجة لإرادة خالق يحدد كيف يجب أن يكون ” !!
                المصدر :
                12-John Polkinghorne, One World(London: SPCK, 1986), 80.



                3…
                ويقول العالم
                روجرز بنروز الفيزيائي الشهير الذي أثبت مع هوكنج حدوث الإنفجار الكبير مُعلقا على كتاب هوكينج (التصميم العظيم) :
                ” على عكس ميكانيكا الكم فإن النظرية M لاتملك أي إثبات مادي إطلاقا ”
                unlike quantum mechanics, M-theory enjoys no observational support whatsoever
                The Grand Design (book)




                4…
                ويقول البروفيسور
                بول ديفيز الفيزيائي الإنجليزي في الجارديان منتقدا هوكنج بشدة :
                ” تبقى القوانين المطروحة غير قابلة للتفسير!! هل نقبلها هكذا كمعطى خالد؟ فلماذا لانقبل الله؟ حسنا وأين كانت القوانين وقت الإنفجار الكبير؟ إننا عند هذه النقطة نكون في المياه الموحلة ” !!



                5…
                ويقول الفيزيائي وعالم الفضاء
                مارسيلو جليسر :
                ” إدعاء الوصول لنظرية نهائية يتنافى مع أساسيات وأبجديات الفيزياء والعلم التجريبي وتجميع البيانات , فنحن ليس لدينا الأدوات لقياس الطبيعة ككل فلا يمكننا ابدا أن نكون متاكدين من وصولنا لنظرية نهائية وستظل هناك دائما فرصة للمفاجآت كما تعلمنا من تاريخ الفيزياء مرات ومرات . وأراها إدعاء باطل أن نتخيل أن البشر يمكن ان يصلوا لشيء كهذا..أعتقد ان على هوكنج أن يدع الله وشأنه ”




                6…
                ويقول الفيزيائي
                بيتر ويت من جامعة كولومبيا :
                ” لست من أنصار إدخال الحديث عن الله في الفيزياء لكن إذا كان – هوكنج- مصرا على دخول معركة الدين والعلم فما يحيرني هو إستخدامه لسلاح مشكوك في صلاحيته أو فاعليته مثل النظرية M”



                7…
                وقد خصصت
                جريدة الإيكونومست حديثا عن كتاب هوكنج ووصفت كلامه بغير القابل للإختبار ثم علقت على ذلك بقولها :
                ” يبدو أن الفلسفة حلت محل العلم ” !!



                8…
                ويقول
                ويليام كريج الفيلسوف الأمريكي ساخرا :
                ” لا شيء جديد علميا في هذا الكتاب بالمره ولكن نقاش فلسفي بحت خصوصا في الثلث الأول وهو شيء غريب اذا علمنا ان هوكنج في اول صفحة من كتابه يقول ان الفلسفة قد ماتت ” !!
                الفيديو :
                http://www.youtube.com/watch?v=OSYmBsGIeT8



                9…
                ويقول فيلسوف الفيزياء
                كريج كالندر في جامعة كاليفورنيا ساخرا :
                ” منذ ثلاثين عاما صرح هوكنج بأننا على اعتاب نظرية كل شيء – وبحلول عام 2000 وحتى الآن في عام 2010 …لاشيء!! …لكن لايهم فهوكنج رغم ذلك قرر أن يفسر سبب الوجود بالرغم من عدم وجود النظرية!…إن ما يتحدث عنه هو مجرد حدس غير قابل للإختار أبدا ” !!
                المصدر



                10…
                الغريب أن
                هوكينج نفسه يعترف بعدم إمكانية التفسير النهائي !!
                يقول :
                ” محاولة فهم الفيزياء والرياضيات لا نهاية لها أبدا ”
                understanding of mathematics and physics will never be complete
                المصدر



                11…
                ويقول العالم
                جون بترورث العامل بمصادم الهادرون بسويسرا :

                ” النظرية M خارج نطاق العلم ”
                المصدر :
                As quoted in Hannah Devlin,“Hawking: God did not create Universe,”The Times – 4 September 2010



                12…
                ويقول الدكتور
                هاميش جونستون محرر موقع عالم الفيزياء وهو يعبر عن خوفه من تأثر الدعم الحكومي للبحث العلمي في بريطانيا تبعا لتصريحات هوكنج :
                ” توجد فقط مشكلة صغيرة وهي ضحالة الدليل التجريبي للنظرية M .بمعنى آخر فهناك عالم كبير يخرج بتصريح للعامة يتحدث فيه عن وجود الخالق إعتمادا على إيمانه بنظرية غير مثبته … إن الفيزياء بحاجة لدعم العامة حتى لاتتأثر بتخفيض النفقات وهذا سيكون صعبا جدا إذا ظنوا أن معظم الفيزيائيين يقضون وقتهم في الجدال عن ما تقوله نظريات غير مثبته عن وجود الخالق ” !!
                المصدر



                13…
                وأما
                الصحفي العلمي جون هورجان كتب مقالا بعنوان (البهلوانية الكونية) !! وصف النظرية M التي يعتمد عليها هوكنج بالحثالة وقال :
                ” هوكنج نفسه قال بإستحالة إختبار نظريته…أن تضع نظرية لكل شيء فأنت لديك لاشيء…إن يكون خلاصة بحثه هو النظرية M الغير قابلة للإثبات ..إننا نخدع انفسنا إن صدقناه ” !!



                14…
                وأما بروفيسور الرياضيات
                جون لينوكس فقد أسهب في نقد هوكنج :

                ” إن قول أن الفلسفة قد ماتت خطير جدا خصوصا عندما لا تتوقف أنت نفسك عن إستخدامها …ولأن هوكنج لديه فهم مغلوط لكل من الفلسفة والدين فهو يريدنا أن نختار بين الله وقوانين الفيزياء!… إن القوانين الفيزيائية لايمكن أن تخلق شيئا فهي مجرد الوصف الرياضي للظواهر الطبيعية…فقوانين نيوتن للحركة لن تدفع كرة البلياردو على الطاولة بدون لاعب يضربها فالقوانين لن تحرك الكرة فضلا عن خلقها…إن ما يقوله هو خيال علمي بحت…من أين جاءت الخطة الكونية التي تحدث عنها هوكنج؟ إنها ليست من الكون فمن جعلها تعمل إن لم يكن الله؟…إن محاولة العلماء الملحدين الهروب من فكرة الخالق يجعلهم يعزون الوجود لأشياء أقل مصداقية كالطاقة والقوانين أوالكتل!…بالنسبة لي كلما زاد فهمي للعلم كلما زاد إيماني بالله لتعجبي من إتساع وتعقيد وتكامل خلقه) ثم شرح كيف آمن عمالقة العلماء عبر التاريخ بوجود خالق عظيم لهذا الكون فقال(إسحق نيوتن بعدما إكتشف قانون الجاذبية وألف أهم كتاب علمي في التاريخ (برينسيبا ماثيماتيكا) قال إنه يأمل أن يساعد أصحاب العقول (أولى الألباب) أن يؤمنوا بالله… وكانت قوانين آينشتين الرياضية مثار إندهاشة الدائم وإيمانه بوجود قوة حكيمة جبارة خلف هذا الكون (وإن لم يؤمن بإله الكتاب المقدس)… وآلان سانداج المعروف بالأب الروحي لعلم الفلك الحديث الحائز على أرفع الجوائز قال أن الله هو التفسير لمعجزة الخلق ” !!



                وفي النهاية :

                فنحن – كمسلمين – لا نحارب فكرة (إمكانية) خلق الله تعالى لما يشاء من عدد محدود أو لانهائي من العوالم – بل نحن نؤمن بعالم الجن والملائكة والملكوت والجنة والنار وغيرها من الغيبيات تصديقا لله الذي آمنا به بعقولنا رغم أننا لم نرها .

                ولكننا نعترض على خرافات الإلحاد عندما يريد أن يخدع الناس باسم العلم – أو يعلن التزامه بالعلم المادي الطبيعي المحسوس والمرصود : ثم نجده يقتحم الغيبيات وما وراء الطبيعة والمادة والزمن ويستخدم الميتافيزيقا التي حرمها على المؤمنين !!

                والله أعلم

                المصدر : بتصرف بسيط
                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • الوجه الآخر للعِلم

                  لورانس كراوس

                  اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	istruthstran.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	30.3 كيلوبايت 
الهوية:	739411
                  الملحد الفيزيائي وخرافة ظهور الكون من لا شيء - أي بدون خالق
                  ورد الملحدين أنفسهم عليه ‏‎



                  بعضنا يسمع عن العالم آلان
                  سانداك Allan Sandage أبو علم الفلك الحديث - وهو بالمناسبة مكتشف الكويزارات - وأول من توصل لقيمة دقيقة لقانون هابل وعمر الكون - وهو حائز على جائزة كرافوود Crafood (التي تعادل في علم الفلك جائزة نوبل)

                  هذا الرجل كان ملحدا في إحدى فترات حياته أو كما يصف نفسه في جريدة الواشنطن بوست Washingtonpost :
                  almost a practicing atheist as a boy

                  وذلك في مقالها الصادم للملحدين :

                  العلم يجد الإله :: Science Finds God


                  يقول عن عظمة الكون واستحالة تفسيره بغير الخالق عز وجل :

                  "إني أجد من غير المحتمل بالكلية أن يأتي هذا النظام من الفوضى، لا بد من وجود مبدأ مُنظم، والإله بالنسبة لي غامض ولكنه يُفسر معجزة الوجود – لماذا يوجد شيء بدلاً من اللا شيء"
                  المصدر :
                  Allan Sandage, New York Times, 12 March 1991, p.B9.





                  إن فراغ الكون إذا صح التعبير - أو الفراغ الكمي أو الكوانتي بلغة الفيزياء الحديثة - لا يُسمى (لا شيء) ولا يوصف حتى بذلك حتى نقول أنه ظهر فيه جسيمات من (العدم) !!!

                  إن الفراغ
                  Vacuum في عالم الكم أو العالم الكوانتي Quantum يعني تلك الحالة التي يكون فيها الطاقة في أقل ما يكون zero-point energy -
                  حيث يعرف كل عالم فيزياء (محترم) أنه لا يمكن تفريغ حيز من الفضاء أو المكان تماما بحيث تقول أنه الآن صار (عدم) أو (لاشيء) حقيقي !!

                  ستيفن هوكينج Stephen Hawking الفيزيائي الملحد نفسه يعترف بذلك في كتابه the grand design الفصل الخامس الصفحة 178 فيقول :

                  space is never empty. It can have a state of minimum energy, called the vacuum, but that state is subject to what are called quantum jitters, or vacuum fluctuations particles and fields Quivering in and out of Existence
                  والترجمة :
                  "الفضاء لا يكون فارغا أبدا ولكنه سيبقى فى الحالة الأقل من الطاقة والتى تسمى فراغ وهذه الحالة يحدث بها تذبذبات الجسيمات إلى داخل وخارج المجال المضطرب"

                  إذن :

                  ليس لدينا في الفيزياء الحديثة ولا فيزياء الكم معنى (العدم) المحض ولا (اللاشيء) الذي ألف فيه الملحد الفيزيائي لورانس كراوس Lawrence Krauss كتابا كاملا عن : كون من لاشيء :: A Universe from Nothing




                  لقد تأثر فيما يبدو بالملحد الفيزيائي ستيفن هوكينج والذي أظهر مؤخرا استبداله للخالق عز وجل بقانون الجاذبية الذي يكفل - في خياله - للجسيمات التي تظهر في الفراغ الكمي أو الكوانتي : أن يخرج منها مع الوقت هذا الكون !!!

                  وهو ما جعل أحد رؤوس الإلحاد الجديد في العالم ريتشارد دوكينز Richard Dawkins يقول - وبكل فخر ‏‎- :

                  "لقد طرد دارون الإله من البيولوجيا، ولكن الوضع في الفيزياء بقي أقل وضوحاً، ويُسدد هوكينج الضربة القاضية الآن" !!

                  وبغض النظر أن خرافة التطور وخرافة ظهور كون من لا شيء كلتاهما لم تتخطا مرحلة (الأفكار) و (الفرضيات) غير المثبتة فضلا عن شذوذها العلمي والعقلي والمنطقي : وبغض النظر عن الهجوم اللاذع والفاضح الذي تلقاه ستيفن هوكينج نفسه على خرافاته عندما ترك معادلاته المفترض أنها (تصف) ولا (تفسر) : ليتقمص شخصية (المفكر) و (الفيلسوف) ليفلسف للإلحاد بعد أن قال بنفسه أن الفلسفة قد ماتت !!

                  إلا أننا سنتركه - وسنتعرض له في منشور آخر خاص به ‏‎ - ونركز على فكرته الخرافية التي أخذها عنه لورانس كراوس وصنع منها كتابا وجد فيه الملاحدة القشة التي يتعلقون بها أخيرا في عالم الفيزياء ودلالته على الخالق !!




                  إن أكبر خطأين ارتكبهما ستيفن هوكينج أو لورانس كراوس هما :

                  1- تلاعبهما بمعنى (العدم) و (اللاشيء) فيثبتانه تارة وينفيانه أخرى

                  2- افتراضهما أن قوة الجاذبية كانت موجودة وهو ما لا دليل واحد عليه
                  أو ما يسميها لورانس كراوس بـ (الجاذبية الكمية) !!! وهو ما لا دليل عليه أيضا تجريبي بعد !!!

                  طبعا ناهيك عن حديث
                  لورانس كراوس عن إمكانية الكون في الظهور أو عدم الظهور في أي وقت
                  (فأثبت وجود زمن حيث من المفترض أنه لا زمن !! أو على كلامه فإن الزمن يظهر ويختفي أو يكون موجودا ثم غير موجود !!!)

                  وناهيك أيضا عن أن مجرد وجود (جسيمات) في الفراغ لا يفسر أي انضباط ودقة وإحكام وإبداع في الكون !! وذلك لأن الجسيمات محكومة بقوانين !!

                  ولكن ....

                  دعونا نقرأ بماذا رد علماء فيزياء ملاحدة عليه ؟؟




                  يقول الكاتب العلمي الملحد
                  جيم هولت Jim Holt في اللقاء السنوي مع Eiln Tyson برعاية المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي وفي نقاش بعنوان: “وجود اللاشيء” The Existence of Nothing :

                  "بداية وكما يعترف بذلك كراوس نفسه أن (اللاشيء) الذي يصفه هو (شيء) أصلا !! وحينما تبدأ بتناقض : فإنه سيكون بمقدورك أن تشتق ما شئت بعد ذلك !!.. إنه (شيء) فيزيائي - يقصد الفراغ الكوانتي - له بنية ويطيع القوانين الفيزيائية المعقدة !! وهناك الكثير من الأمور التي تحدث فيه."

                  هذا من أبسط الردود بالفعل على خرافات
                  لورانس كراوس !!
                  إنها كلمات حق يوجهها له ملحد وليس مؤمن حتى !!!
                  معلوم أن الجسيمات التي تظهر في الفراغ الكمي هي منقادة لنفس القوانين الفزيائية التي نعرفها اليوم !!!! فكيف يزعم لورانس كراوس أنه كان هناك في وقت ما (عدما) أو (لاشيء) ظهرت فيه جسيمات بسبب الجاذبية !!

                  ولماذا استثنى الجاذبية بالذات دونا عن القوى الأربعة الرئيسية وترك القوة النووية الضعيفة والقوية والكهرومغناطيسية ؟!! وإلى أي دليل استند على ذلك وهم - أي الملاحدة - الذين يزعمون أنهم لا يقبلون شيئا بغير دليل ؟!!

                  ======================

                  ويقول البروفيسور الملحد
                  ديفيد ألبرت David Albert من جامعة كولومبيا في كتابه :
                  ميكانيكا الكم والخبرة Quantum Mechanics and Experience :

                  "I can see that Krauss is dead wrong and his religious and philosophical critics are absolutely right."

                  الترجمة :
                  "أنا أرى هنا أن كراوس مخطيء حتما وأن النقد الديني والفلسفي الموجه له مُحق تماما"




                  إن كل هذا التناقض والقفز على الحقائق والتلاعب باسم اللعب (الوجه الآخر للعلم) ينتج حتما من الملحدين عندما يتركون مهمة (الرصد) والتعامل مع (الكيفية) في وقوع الأشياء في الكون لفهمها أو الاستفادة منها أو تلافي خطرها : ويتجهون إلى (التفسير) لكي يسدوا على المؤمنين باب الإيمان في زعمهم !!

                  تماما كمَن يترك الموتور الجديد وبدلا من التفحص فيه ودراسته : يجلس ليخبرنا أشياء وهمية عن صانعه الذي لا يعرفه !!! فضلا عن أن يقول أنه لو فهم كيف يعمل الموتور فلن يكون هناك الحاجة للقول بأن له مصمم أو صانع !!!! ‏

                  إنه مهما حاول الملحدون التملص من حقيقة دلالة العلم على الله كتفسير وحيد علمي لدقة الكون وتناسقه وغائيته : إلا أنهم دوما في تملصهم ذلك لا طريق أمامهم إلا الوقوع في نفس ما يعيبون عليه المؤمنين بالخالق عز وجل وهو التفسير فوق المحسوس أو الميتافيزيقي أو غير الاقبل للرصد ولا معرفة ماهيته أو تجربته !!

                  الفارق الوحيد هنا هو أن المؤمنين يبنون على المقدمات العلمية والعقلية والمنطقية السليمة : نتائج علمية وعقلية ومنطقية سليمة (وهي وجود الفاعل الحكيم العليم المُتقن المُريد) : تماما كما يبحث العلماء اليوم عن أي أثر لرسالة عاقلة في الفضاء أو كومة تراب تدل على صانع عاقل على أي كوكب - رغم أنهم ساعتها لن يعرفوا الفاعل إلا أنهم سيعرفون يقينا أنه عاقل ومُصمم ويعرف ما يفعل ويريده - !!

                  ولكننا نجد على النقيض وعلى الطرف الآخر الملحدين وهم في فرارهم المضحك من هذه الحقيقة التي لا ينكرها إنسان محترم :
                  ينسبون الدقة والإحكام والقوانين والغائية تارة لصدف عشواء وتارة لقانون الجاذبية الذي استثنوه من العدم الخاص بخيالهم الخاص ‏‎






                  ونختم معا بمقطعين منقولين لبروفيسور الرياضيات وفلسفة العلم
                  جون ك. لينكس حيث يقول :

                  "ولو لم يكن هوكنج مجانباً للفلسفة إلى هذه الدرجة فلربما اطلع على عبارة فيتنغشتاين wittengstein بأن "خداع الحداثة" يكمن في الإيحاء بأن قوانين الطبيعة تفسّر explain لنا العالم، في حين أن كل ما تقوم به في الحقيقة هو وصف describe الانتظامات البنيوية فقط، ويتعمق ريتشارد فاينمان Richard Feynman في الأمر أكثر، وهو حامل لجائزة نوبل في الفيزياء :
                  إن مجرد وجود القواعد التي يمكن اختبارها هو نوع من المعجزات؛ إن إمكانية وجود قاعدة مثل قانون الجاذبية الذي يصف تناسب شدتها عكسا مع مربع المسافة هو نوع من المعجزة ولا يمكن فهمه مطلقاً، ولكنه يقدم إمكانية التنبؤ – وهذا يعني أنه يخبرك بالذي نتوقع حدوثه في تجربة لما نقم بها بعد"14. وهذا الواقع بالذات -أي أن كل القوانين يمكن صياغتها رياضياً- كان مصدر إعجاب دائم لأينشتاين لأنها تشير إلى ما وراء الكون الفيزيائي: إلى "روح أعلى بكثير من التي لدى الإنسان"
                  المصدر :
                  Gunning for God - John C. Lennox - Chapter 1 - P. 26

                  ويقول قبلها بصفحتين - P. 24 - :
                  " خذ على سبيل المثال الإقرار الرئيسي لهوكنج الذي يقول فيه : "بسبب وجود قانون كالجاذبية يمكن أن يخلق الكون نفسه من لا شيء وسيفعل ذلك" !! فواضح أنه يفترض أن الجاذبية (أو ربما قانون الجاذبية فقط؟) موجود، وهذا ليس لا شيء، فالكون لم يُخلق من لا شيء، والأسوأ من ذلك عبارة "يمكن للكون أن يخلق نفسه من لا شيء، وسيفعل ذلك" فهي عبارة متناقضة ذاتياً، لأنه إن قلت إن (س) خلق (ع) فهذا التعبير يفترض مسبقاً وجود (س) بداية حتى يسبب جلب (ع) إلى الوجود، فإن قلتُ إن (س) خلق (س) فقد افترضتُ مسبقاً وجود (س) حتى أبرر وجود (س)، فالافتراض المسبق بوجود الكون لتبرير وجود الكون عبارة غير متسقة منطقياً، ويبين هذا أن الهراء يبقى هراء وإن تحدث به أشهر العلماء عالمياً ويبين أن قدراً يسيراً من الفلسفة قد يساعد.

                  لم يقع في ذلك الخطأ صاحب كرسي هوكنج السابق في جامعة كمبردج السير إسحاق نيوتن عندما اكتشف قانون الجاذبية فلم يقل "الآن وقد حصلت على قانون الجاذبية لا أحتاج الإله" ولكن ما قام به هو تأليف كتابه المبادئ الرياضية principia mathematica أشهر كتاب في تاريخ العلم وعبر فيه عن أمله في "إقناع الإنسان المفكر" بالإيمان بالله "

                  ----------
                  المصدر
                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق



                  • ستيفن هوكينج والإله


                    ( من كتاب: أقوى براهين د. جون لينكس : في تفنيد مغالطات منكري الدين

                    جَمَعَه وعلّق عَليه م. أحمد حسن - مركز دلائل - الطبعة الأولى 1437هـ/2016م )

                    في كتابه الأخير التصميم العظيم The Grand Design والذي شاركه في تأليفه
                    ليونارد ملودينوف، طرح هوكينج تحدياً وقحاً للاعتقاد الديني التقليدي بالخلق الإلهي للكون، فوفقاً له، تقدم قوانين الفيزياء (وليس إرادة الله) التفسير الحقيقي لكيفية ظهور الحياة على الأرض، ويجادل بأن الانفجار العظيم كان نتيجة حتمية لهذه القوانين: "بسبب وجود قانون كالجاذبية، يمكن للكون أن يخلق نفسه من لا شيء وسيفعل ذلك".

                    يُدان هوكينج بعدد من حالات سوء الفهم الكبيرة والمغالطات المنطقية، وبداية فإن رؤيته عن الله قاصرة، إذ يتضح مما يقوله اعتقاده بأن الله هو ما يعتبر (إله الفجوات) ويطرح وجوده تفسيراً لما لا نملك تفسيراً علمياً له بعد، وبسبب هذا الفهم استنتج أن الفيزياء ليس فيها مكان للإله لأنها أزالت آخر مكان قد يوجد فيه؛ لحظة الخلق.

                    وهذا يغاير كل اعتقاد في الديانات التوحيدية الكبرى، ففي هذه الديانات كتب الله كل شيء، قام الله بالأمرين معاً : خلْق الكون وحفْظه على الدوام في حيز الوجود، ودون وجود الله فلا يوجد شيء يمكن أن يدرسه الفيزيائيون، وبالتالي خلَق الله أجزاء الكون التي لا نفهمها كما خلق الأجزاء التي فهمناها، وبالطبع الأجزاء التي فهمناها من الكون هي التي تقدم معظم الدليل على وجود الله وأفعاله، وكما يزداد إعجابي بعبقرية هندسة أو فن بفهمها أكثر، كذلك تماماً تزداد عبادتي للخالق كلما فهمت ما صنعه في الكون.

                    قد ترتبط رؤية هوكينج القاصرة للإله تماماً بموقفه من الفلسفة عموماً، فكتب أن: "
                    الفلسفة قد ماتت", ولكن هذه الجملة بحد ذاتها جملة فلسفية، فمن الواضح تماماً أنها ليست عبارة علمية، وذلك لأنها تقول إن الفلسفة قد ماتت؛ فإنها تناقض ذاتها، وهي مثال تقليدي على التفكك المنطقي Logical incoherence، بل وأكثر من ذلك؛ إن تجاوز كتاب هوكينج درجة التفسير بالعلم ليطبقه على الأسئلة المطلقة كوجود الله يجعله كتاباً في الميتافيزيقيا، وهذا قولاً واحداً عبارة عن فلسفة.

                    ليس تصوُّر موت الفلسفة العملَ الأكثر حِكمة، بالأخص عندما تكون أنت نفسك على وشك الاشتغال بها.

                    خذ على سبيل المثال الإقرار الرئيس لهوكينج المذكور أعلاه: "
                    بسبب وجود قانون كالجاذبية يمكن أن يخلق الكون نفسه من لا شيء وسيفعل ذلك"، فواضح أنه يفترض أن الجاذبية (أو ربما قانون الجاذبية فقط؟) موجود، وهذا ليس لا شيء، فالكون لم يُخلق من لا شيء،
                    والأسوأ من ذلك عبارة: "
                    يمكن للكون أن يخلق نفسه من لا شيء، وسيفعل ذلك" فهي عبارة متناقضة ذاتياً (كما وضحناه سابقاً).

                    لم يضع العلماء الكون هنالك وكذلك لم يفعلها العلم والقوانين الرياضية للفيزياء، ومع كل هذا يُظهر لنا هوكينج أنها تفعل ذلك!

                    ففي كتابه (تاريخ مختصر للزمن) لمّح هوكينج إلى أن هذا النوع من التفسير ؛ أي الاقتراح بأن النظرية قد تجلب الكون إلى الوجود:

                    "
                    لا يمكن في الأسلوب الاعتيادي للعلم المتمثل ببناء النموذج الرياضي أن يجيب عن أسئلة من نمط: لماذا يجب أن يوجد كون يصفه النموذج، ولماذا يتحمل الكون كل العبء حتى يوجد؟ هل النظرية المُوحَّدة إلزامية لدرجة أنها ستجلب الكون إلى الوجود ذاتياً أم أنه سيحتاج إلى خالق؟ وإن كان كذلك فهل لهذا الخالق تأثيراً آخر على الكون؟" .

                    على كل حال، فإن فكرة أن نظرية أو قوانين فيزيائية تجعل الكون موجوداً ليست منطقية ؛ أم هل فاتني استيعاب شيء هنا؟ يتوقع العلماء أن يطوروا نظريات تشمل قوانين رياضية لوصف الظواهر الطبيعية وقد قاموا بذلك بنجاح رائع،
                    ولكن القوانين التي نكتشفها ليست سبباً بنفسها لحدوث أي شيء فضلاً عن خلقه، فقوانين الفيزياء بمفردها عاجزة عن خلق أي شيء لأنها ببساطة (وصف رياضي) لما يحدث طبيعياً تحت شروط معينة محددة،
                    فقانون نيوتن للجاذبية لا يخلق الجاذبية بل ولا يفسرها حتى، كما أدرك ذلك نيوتن نفسه، وحقيقة، لا تعجز قوانين الفيزياء فقط عن خلق أي شيء بل لا يمكنها التسبب بحدوث أي شيء،
                    فعلى سبيل المثال، لا تسبب قوانين الحركة المعروفة لنيوتن مطلقاً حركة كرة السنوكر عبر طاولة البلياردو الخضراء؛ بل السبب أن يقوم الذي معه عصا البلياردو بضربها بحركة من عضلاته. تمكننا القوانين من تحليل الحركة ورسم مسار متوقع لحركة الكرة في المستقبل (بشرط انعدام أي مؤثر خارجي), ولكن لا قوة للقوانين على تحريك الكرة فضلاً عن إيجادها.

                    ويبدو أن الفيزيائي المشهور
                    بول دافيس يوافق هوكينج:
                    "
                    لا حاجة لإدخال أي شيء فوق طبيعي في بداية الكون والحياة، فأنا لم تعجبني فكرة التدخل الإلهي: فبالنسبة لي، الأكثر أهمية هو الإيمان بمجموعة من القوانين الرياضية باعتبارها أكثر ذكاء لجلب هذه الأشياء إلى الوجود" .
                    ولكن في العالم الطبيعي الذي نعيش فيه كلنا لا يقوم القانون الحسابي البسيط 1+1=2 بجلب أي شيء للوجود مطلقاً، فهو لم يضع أي مبلغ من المال في حسابي المصرفي، فإن وضعت 1000 جنيه في حساب المصرف ثم وضعت 1000 جنيه أخرى فإن قوانين الحساب ستفسر لي منطقياً كيف أملك الآن 2000 جنيه في المصرف، ولكن إن لم أضع بنفسي أي مبلغ من المال في البنك وتركت الأمر لقوانين الحساب لتجلب المال إلى حسابي في البنك فسأبقى مفلساً على الدوام.

                    وقد رأى
                    سي. إس. لويس هذا قديماً فقال عن قوانين الطبيعة:
                    "
                    إنها لا تنتج أي أحداث: فهي تعبر عن النموذج الذي يجب أن يتبعه كل حدث إن كان ممكن الحدوث، كما أن قوانين الحساب تعطي نموذجاً يجب أن تتبعه كل عمليات تبادل الأموال -إن كان لديك مال بداية- وهكذا، وفق أحد المعاني، تغطي قوانين الطبيعة مجالاً كاملاً من الزمان والمكان، وبمعنى آخر، ما تتركه هو بالضبط الكون الحقيقي كله، فالسيل العرم للأحداث الحقيقية هو ما يصنع التاريخ الحقيقي، وهذا يأتي من مكان آخر، فالتفكير بأن القوانين قادرة على إنتاجه يماثل التفكير بإمكانية خلق نقود حقيقية عبر إجراء عمليات الجمع ببساطة، لأن كل قانون يقول في نهاية المطاف: إن كان لديك (أ) فسيكون لديك (ب)، ولكن عليك أن توجد (أ) بداية، لأن القوانين لن تفعل ذلك لأجلك".

                    إن عالم المذهب الطبيعي الصارم الذي تجلب فيه القوانين الرياضية الذكية بذاتها الكونَ والحياة إلى الوجود هو مجرد (خيال علمي)،

                    فالنظريات والقوانين لا تجلب الطاقة/المادة إلى الوجود

                    والرؤية القائلة بأن القوانين قادرة -رغم ذلك- بطريقة ما: تبدو كهُروب يائس من الاحتمال البديل الذي يتضمنه سؤال هوكينج المذكور أعلاه:
                    "
                    أو هل يحتاج إلى خالق؟" (ومن الصعب أن نراها شيئاً آخر غير الهروب).

                    ولو لم يكن هوكينج مجانباً للفلسفة إلى هذه الدرجة فلربما اطلع على عبارة فيتنغشتاين wittengstein بأن:
                    "
                    خداع الحداثة يكمن في الإيحاء بأن قوانين الطبيعة تفسّر Explain لنا العالم، في حين أن كل ما تقوم به في الحقيقة هو وصف Describe الانتظامات البنيوية فقط

                    ويتعمق
                    ريتشارد فاينمان في الأمر أكثر، وهو حامل لجائزة نوبل في الفيزياء:
                    "
                    إن مجرد وجود القواعد التي يمكن اختبارها هو نوع من المُعجزات؛ إن إمكانية وجود قاعدة مثل قانون الجاذبية الذي يصف تناسب شدتها عكساً مع مربع المسافة هو نوع من المُعجزة ولا يمكن فهمه مطلقاً، ولكنه يقدم إمكانية التنبؤ؛ وهذا يعني أنه يخبرك بالذي نتوقع حدوثه في تجربة لم نقم بها بعد".

                    وهذا الواقع بالذات -أي أن كل القوانين يمكن صياغتها رياضياً؛ كان مصدر إعجاب دائم لاينشتاين لأنها تشير إلى ما وراء الكون الفيزيائي: إلى : "روح أعلى بكثير من التي لدى الإنسان".

                    لقد فشل هوكينج بمفرده في الإجابة عن السؤال المركزي:
                    لماذا يوجد شيء بدلاً من اللا شيء؟
                    يقول إن وجود الجاذبية يعني أن خلق الكون كان حتمياً، ولكن كيف جاءت الجاذبية إلى الوجود بداية؟ وما هي القوة الخلاقة وراء ولادتها؟ مَن الذي وضعها هنا بكل خصائصها وقابليتها للوصف رياضياً؟
                    وبالمثل نسأل، متى حدث ما يدعم نظرية هوكينج من الخلق التلقائي، يجادل هوكينج أنه كان من الضروري فقط "لورقة الطباعة الزرقاء" أن تضاء لينطلق الكون، ويغريني أن أسأل: من أين جاء ورق الطباعة الأزرق، فمن الواضح أنه ليس جزءً من الكون طالما أنه أطلق إشارة بدء الكون. لذا، مَن الذي أضاء الكون إن لم يكن الإله قد فعل ذلك؟

                    لا يشك العالم
                    آلان سانداك المتفق تقريباً على كونه الأب المؤسس لعلم الفلك الحديث (مكتشف الكويزارات والحائز على جائزة كرافوود Crafood التي تعادل في علم الفلك جائزة نوبل) مطلقاً في جوابه:
                    "
                    إني أجد من غير المحتمل بالكلية أن يأتي هذا النظام من الفوضى، لا بد من وجود مبدأ منظم، والإله بالنسبة لي غامض ولكنه يفسر معجزة الوجود – لماذا يوجد شيء بدلاً من اللا شيء".

                    وفي إطار محاولتهم لتجنب الدليل الواضح على وجود الحكمة الإلهية التي تستبطن الطبيعة، يُلجأ
                    العلماء المُلحدون إلى نسبة قوى خلاقة إلى بدائل أقل وأقل تأهيلاً مثل الكتلة/الطاقة وقوانين الطبيعة.
                    وفي الواقع، لم يتخلص هوكينج من الإله، فهو لم يتخلص حتى من (إله الفجوات) الذي لا يؤمن به أي شخص عاقل، لأن النظريات التي قدمها لطرد إله الفجوات بحد ذاتها تخمينية غير قابلة للاختبار.

                    فهوكينج كأي فيزيائي آخر يجابهه دليلٌ قوي على التصميم، كما يشرح في كتابه:
                    "
                    يُبدي كوننا والقوانين التي فيه أنه مضبوط لدعم وجودنا، وعندما نوجد لا يترك مجالاً للتغيير وهذا أمر يصعب تفسيره ويطرح سؤالاً طبيعياً: لماذا هو كذلك؟... قد يدفع الاكتشاف القريب نسبياً للضبط الدقيق لقوانين الطبيعة بعضنا إلى الخلف.. إلى فكرة أن هذا التصميم العظيم هو عمل مُصمم عظيم... وهذا ليس جواب العلم الحديث... يبدو كوننا أحد أكوان كثيرة لكل منها قوانينه المختلفة".

                    وهكذا نصل إلى نظرية الكون المتعدد، والفكرة المطروحة هنا تقريباً أن هنالك الكثير من الأكوان، وبعضهم يقترح أنها كثرة لا نهائية بحيث سيحدث أي شيء ممكن الحدوث في أحد هذه الأكوان، فليس مُستغرباً عندها كما تدعي الحُجة أن يوجد كونٌ منها ككوننا.

                    نلاحظ أثناء مرورنا بهذا الكلام أن هوكينج قد وقع مرة أخرى في فخ عرض بدائل مزيفة: (
                    إما الله أو الكون المتعدد). وذلك من منطق نظري يقول الفلاسفة (الذين يبغضون مسابقة الخصم) بإمكانية أخرى ألا وهي أن يخلق الله عدداً من الأكوان كما يشاء، وهذا بحد ذاته يجعل مفهوم الكون المتعدد غير كاف لإزالة فكرة الإله.

                    ولنعد إلى الكون المتعدد عند هوكينج،
                    فهنا قد خرج من نطاق العلم إلى مجال الفلسفة، وهو المجال الذي أعلن موته في استهلال كتابه، بالإضافة إلى ذلك فإن هوكينج يدعي أنه المتحدث باسم العلم الحديث وهذا يعطي الانطباع الكاذب بخصوص الكون المتعدد بسبب وجود أصوات قوية ذات وزن في العلم لا تدعم الكون المتعدد،

                    على سبيل المثال الأستاذ
                    جان بولكينغهورن وهو فيزيائي نظري مرموق يرفض فكرة الكون المتعدد:
                    "
                    تعالوا لنتعرف على هذه التخمينات على حقيقتها وأنها ليست بعلم الفيزياء بل هي بالمعنى الدقيق ميتافيزيقيا، إذ لا يوجد سبب علمي مجرد للإيمان بعدد هائل من الأكوان، فحسب بنية هذه العوالم الأخرى فإنها غير قابلة لأن نعرفها. هناك تفسير ممكن وله احترام فكري مساوٍ لهذا –وهو بالنسبة لعقلي أكثر جدوى وأناقة– أن هذا الكون الواحد بحاله الذي يوجد عليه لأن خالقاً خلقه وكانت له غاية أن يمهده لوجودنا".

                    ويغريني هذا لأضيف أن الإيمان بالله يبدو الخيار الأكثر عقلانية مطلقاً عندما يكون البديل هو الإيمان بأن كل كون آخر محتمل الوجود يوجد حقاً، بما فيها كون يكون فيه ريتشارد دوكينز أسقف كانتيربري وكريستوفر هيتشينز بابا الفاتيكان وبيلي غراهام قد تم التصويت له للتو كأفضل مُلحد لهذا العام!

                    إن نظرية هوكينج المطلقة لتفسير وجود قوانين الفيزياء كما هي عليه، تسمى ( بالنظرية إم
                    M-theory )، وهي نظرية الجاذبية فائقة التناظر وتشمل مفاهيم معقدة جداً كالأوتار المهتزة ضمن أحد عشر بعداً،
                    ويطلق عليها هوكينج: "
                    النظرية الموحَّدة التي كان أينشتاين يتوقع إيجادها"!

                    ولكن الفيزيائي
                    بول دافيس (المذكور أعلاه) الذي لا يؤمن بإله يقول عن النظرية إم:
                    "
                    إنها غير قابلة للاختبار، ولا يوجد أمل في المستقبل المنظور أن تكون كذلك" .

                    أما عالم الفيزياء في أكسفورد
                    فرانك كلوز فيذهب إلى أبعد من هذا فيقول: "إن النظرية إم ليست مُعرَّفة... بل إنه يقال لنا أن أحداً لا يعرف إلامَ يرمز حرف إم، ربما يرمز إلى كلمة خرافة Myth"، ويختم كلوز: "لا أرى أن النظرية إم تضيف شيئاً إلى النقاش حول وجود الله سواء للطرف المؤيد أو المعارض" .

                    ويقول
                    جون بوترورث John Butterworth الذي يعمل في مصادم الهادرونات الكبير في مختبر سيرن سويسرا: "تعتمد النظرية إم على الكثير من التخمين ولا تنتمي بالتأكيد إلى ساحة العلم لدرجة أننا لا نملك أية أدلة عليها". ويجادل بوترورث بكل الأحوال: "إن النظرية إم غير قابلة للاختبار، صحيح أنها لا تتطلب الإيمان بالمعنى الديني، إلا أنها أكثر من مجرد تخمين علمي" .

                    رويدك قليلاً!
                    ألا تتطلب التخمينات العلمية الإيمان لمتابعة البحث الذي يمكن أن يثبتها!
                    ألا يؤمن هوكينج بالنظرية إم حتى وإن كانت مجرد إيمان ليس عليه ما يكفي من الأدلة الداعمة؟

                    من الواضح أنه يلزمنا الكثير من التفكير الجيد حول الإيمان. ولكن قبل أن نقوم بذلك يمكن أن نجمل أطراف النقاش الخاص بهوكينج كما يلي:

                    - إن كانت النظرية إم صحيحة فلا وجود لإله.

                    - لكن نظرية إم صحيحة، لذلك لا يوجد إله.

                    لقد رأينا أن المقدمة الأولى باطلة، سواء كانت المقدمة الثانية صحيحة أم لا، ولما يتم إثبات المقدمة الثانية بعد. والبعض يظنها غير معرفة بشكل جيد أصلاً فضلاً عن أن تكون قابلة للاختبار، فالنتيجة بالتالي غير صحيحة، والتصميم العظيم يدل بما لا يقبل الشك على مصمم عظيم.

                    المصدر

                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق




                    • الاكتشافات العلمية : إله الفجوات أم فجوات جديدة داخل الصدفة والالحاد !



                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      كلما اكتشف العلماء بالبحث سراً من أسرار الكون أو المخلوقات :

                      يثب الملحد مشاغبا ويقول:

                      لقد اكتشف العلماء قانون توازن الموائع اذا الله غير موجود...!!

                      لقد اكتشف العلماء ظاهرة الميز الغشائي اذن الله غير موجود...!!

                      لقد اكتشف العلماء قانون المط السطحي اذن الله غير موجود....!!

                      لقد اكتشف العلماء كيفية نسخ المعلومات داخل الخلية اذن الله غير موجود...!!

                      لقد اكتشف العلماء كيفية معالجة المخ للمعلومات اذن الله غير موجود....!!

                      بينما المؤمن يزداد تعظيما للخالق وتمجيداً له كلما عرف عن طريق العلم أسرار الخلق و إبداع الله في خلق الكائنات

                      فعندما يعلم المؤمن أن مخه يتكون من خمس مليار خلية عصبية متخصصة تعمل بشكل متناسق وتعالج المعلومات الواردة في أقل من جزء من الثانية

                      وأن كل خلية أعظم تعقيدا من أصخم مصنع بناه الانسان في العالم
                      يؤمن بيقين أن الصدفة التي يتحدث عنها الملاحدة محض توهم وأن الخالق خلق كل شيء فقدره تقديرا.

                      وعندما يعلم المؤمن أن الجينوم البشري يحتوي على آلاف المجلدات من المعلومات الدقيقة التي تجسد الشيفرة السرية للخلق
                      يعلم علم اليقين أن الصدفة التي يتحدث عليها الملحد لا تكتب سطرا واحد فما بالك بآلاف المجلدات
                      ذلك أنه لو تحرك حرف واحد داخل الجينوم البشري بتغير موضع قاعدة آزوتية واحدة لصار طول أنف الملحد مترين
                      أو أصبح اذا أراد ان يفتح الباب يصفع الذي أمامه
                      أو أصبح عندما يريد أن يمشي يرقص رقصة فولكلورية
                      ان اكتشاف أسرار الكون وظوابطه ليست في صالح الالحاد بتاتا
                      لأنها تنقض مبدأ الصدفة والعشوائية الذي يتبناه بدلا عن الخالق العليم.

                      إله الفجوات

                      يعتقد الملحد أن أي اكتشاف علمي جديد معناه أنه تم تضييق الخناق على الإيمان بالله سبحانه وتعالى

                      بمعنى أن الله موجود لنفسر به الثغرات المعرفية التي لم نستطع تفسيرها بعد.

                      في حين أن أي اكتشاف علمي جديد يكشف أن الكون والمخلوقات لم يأتوا عن طريق الصدف العشوائية

                      فيحدث فجوات عميقة داخل عقيدة الملحد المنكرة للخالق المصمم للكون والمخلوقات.



                      العلم يحدث فجوات كل يوم في عقيدة الملحد!






                      آلهة الفجوات المعرفية الجديدة


                      عندما ناقش ستيفن هوكين وليوناردو ملودينو في كتابهما الأخير حاجة الكون لخالق من عدمه، كانا في الحقيقة يدوران في فلك الثقافة الغربية التي تساوي بين السؤال عن وجود الله وبين السؤال عن وجود ما يسمى لديهم بـــ God of the gaps أي الإله الذي ينحصر دوره في سد الفجوات المعرفية.

                      والمسلم غير معني بهذا الخلط الذي يرجع سببه الى العقيدة الكنسية التي نفت في الأصل خلق الله للشر. ومن يفصل بين إرادة الله وبين السنن التي تحكم الكوارث الطبيعية والأمراض - عليه تعميم حكمه على كل ما ندركه من قوانين مادية تنفعنا تارة وتضرنا تارة أخرى، وعليه بالتالي تقليص دور معبوده كلما ازدادت معرفة الإنسان.

                      الأمر الذي دفع المبشر هنري دروموند في القرن الــ19 ، واللوثري ديتريش بونهوفر في القرن الــ20 إلى دعوة اتباعهما ترك هذا الفكر الراسخ إلى يومنا هذا في أذهان الغربيين، وفي ذهن الملحد بالتحديد الذي يربط بين (تفسير الظواهر الطبيعية) وبين (عدم ضرورة وجود الله)..

                      لأنه في الحقيقة لم يتخلص قط من الفكرة الموروثة "لإله الظواهر الغير مفسرة" الذي يتقلص دوره بتقدم المعرفة.

                      1- هذا التصور لا يؤسس لحجة عقلية تُلزم الجميع، ولا حتى يصلح لنفي التصور الخاطئ للإله في الغرب.. لأن افتراض إمكانية سد كل الفجوات المعرفية هو مناقض لمبرهنة غودل التي تثبت استحالة تفسير العقل لكل أركان النظام بالاعتماد فقط على معطيات نفس النظام.

                      بعض الفيزيائيين مثل د.ملودينو يردون على هذه المسألة بالقول أن "الفيزياء ليس نظاما أكسيوميا حتى يسري عليه قانون غودل".

                      بهذا الرد نهرب من (أ) حتمية نقص المعرفة التي يثبتها قانون غودل.. الى (ب) نقص المعرفة بسبب طبيعة النظام الغير أكسيومي نفسه.
                      فالعقل البشري لا يمكنه ادعاء معرفته الكاملة بأي نظام مادي دون أن يربطه بنظرية يُخضعها لما يسمى بــl'axiomatisation de la théorie أي إحالتها الى مجموعة من القوانين الأولية -تمثل مسلمات النظام- والتي من خلالها تتفرع كل المعادلات التي تحكم المادة.

                      وهذه هي الغاية الأساسية من العلوم التجريبية ومن المشاهدة : البحث عن مجموعة من الـaxioms المؤسسة للنسق الفيزيائي.

                      لكن تفسير الإنسان للنظام الفيزيائي مليء بالتناقضات والمفارقات، ولو لم ينظر العلماء الى التعارض الظاهر بين (الفيزياء الكوانتية) وبين (النظرية النسبية) كفجوة معرفية لما بحثوا عن "نظرية كل شيء" التي يُؤمل أن تربط منطقيا بين (فيزياء الأحجام الصغيرة) و(فيزياء الأحجام الكبيرة)
                      The primary problem in producing a TOE is that general relativity and quantum mechanics are hard to unify

                      الهدف من "نظرية كل شيء" ليست المعرفة المطلقة كما يتوهم بعض الملاحدة
                      بل الهدف هو حل المفرقات في تفسيرنا للكون وإعادة النظام الفيزيائي الى الطبيعة الأكسيومية!
                      ومتى نجح الإنسان في ذلك؟ حينها يمكن تطبيق مبرهنة غودل التي تثبت حتمية نقص المعرفة من وجه آخر.. (غير نقص المعرفة الناتج عن التناقض في تفسيرنا).

                      النتيجة: في جميع الأحوال المعرفة الكاملة لن تتحقق!

                      2- الهدف من الفقرة السابقة هو إثبات فساد المنطق الذي يستعمله الملحد لنفي (إله الفجوات المعرفية) الذي لا نؤمن به أصلا!

                      أما الإله الحقيقي فالدليل على وجوده يعتمد على ما نعلمه يقينا وليس على ما نجهله.

                      ومن يتهم المسلم بخلاف ذلك، يكفي إلزامه بدليل يعتمد على حقائق يقينية يؤمن بها كل عاقل ولا تتغير بتغير النظريات والفلسفات. أقصد المبرهنات الرياضية والقواعد المنطقية التي تحكم كل الحالات الممكن وليس فقط الواقع.

                      ومتى أحس الملحد أن الإقرار بتلك بحقائق يقود الى ضرورة وجود عليم أزلي.. ستجده أول من يستغيث بالجهل ليرد دليلك، وستجده على استعداد تام لمسخ البديهيات الى مجرد "أوهام معرفية وافتراضات متلونة" وعلى استعداد للتشكيك في مبدأ عدم التناقض نفسه!

                      المفارقة هنا أن الشخص الذي يتهم المسلم بالاعتماد على الجهل لإثبات وجود (إله الفجوات المعرفية) ..
                      هو نفس الشخص الذي يتسلح بالجهل متى ألزمتَه بدليل بديهي يثبت وجود (إله المعرفة).


                      المصدر1
                      المصدر2
                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق



                      • أكوان متوازية أم أوثان معرفية !!


                        كلما وقف علماء الفيزياء أمام مشكلة أو تناقض في تفسيرهم للواقع حولنا، لجأ فريق منهم الى "الأكوان المتوازية"
                        كعبارة سحرية لحل بعض التناقضات ولسد فجوات معرفية بأخرى أكبر.


                        وهكذا ظهرت عدة نظريات - لا يمكن الجمع بينها - بوضعها في سياق واحد يمكن المقارنة بين الأسباب المختلفة وراء تلك النظريات التي تحولت الى "أوثان معرفية جديدة".




                        1- النظرية الأولى : تقترح وجود فضاء واحد يمتد الى ما لا نهاية ويخضع لنفس القوانين الفزيائية وتتوزع فيه الطاقة/المادة بطريقة شبه متساوية (بما أنه لا يمكن إفراغ أي جزء من الفضاء نهائيا من الطاقة/المادة).. وهذا يعني وجود نسخ لا نهائية، متقاربة وأخرى مطابقة تماما، لعالمنا وكوكبنا ومدننا وبيوتنا وأنفسنا وعقولنا..


                        2- النظرية الثانية: تقترح وجود "فقاعات زمكانية" أي مجموعة من الأكوان المستقلة بفضاءاتها وأبعادها الزمنية .. إلا أنها تخضع لنفس القوانين مع وجود اختلاف على مستوى الثوابت الفيزيائية و/أو عدد الأبعاد.


                        3- النظرية الثالثة: تقول بتناسخ كوننا ليس فقط بعدد الاحتمالات الكوانتية على مستوى كل جزيء.. بل أيضاً بعدد احتمالات السفر الى الماضي (كحل لبعض لمفارقات المتعلقة بالنسبية العامة).


                        4- النظرية الرابعة: تقترح وجود عدد لا نهائي من الأكوان بعدد الممكنات الرياضية. هذه النظرية تختلف عن الثانية التي ترد على السؤال "لماذا هذه الثوابت وليس غيرها".. أما الرابعة فترد على السؤال أعم : "لماذا هذه المعادلات وليس غيرها؟"!


                        هذه بعض أوثان عصرنا التي يلجأ إليها البعض لتصدير بعض الفجوات المعرفية في كوننا ..

                        الى أكوان متوزازية تمثل فجوات معرفية أكبر لا يمكن رصدها أو إثبات وجودها بالتجربة..

                        المصدر
                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق



                        • إذا كان الإلحاد قرين الإنسانية :

                          لماذا وقعت أبشع الجرائم بعد أن ترك الناس الدين؟





                          لماذا أبشع الجرائم الوحشية و الهمجية التي وقعت في العالم كانت من طرف الملحدين ؟؟


                          مثال الملحد " ماو تسي تونج " الذي أباد 50 مليون صيني
                          الأيديولوجيات الشيوعية = 250 مليون قتيل في قرن واحد
                          قتلى الحرب العالمية الثانية من 62 حتي 78000000 والمدنيين بلغ40 حتى 52 مليون نسمه الحرب العالمية الأولى اسقطوا عشرة ملايين مقاتل وأكثر من 20 مليون جريح 13 مليون مدنيين بين قتيل وجريح
                          70.000.000 أثناء حكم الرئيس ماو
                          20.000.000 في عهد ستالين
                          2.000.000 عهد بول بوت


                          عدد قتلى الهنود الحمر في أمريكا زاد عن 10 مليون وقد يكون وصل إلى 100 مليون نسمة...

                          هل الدين هو سبب الحروب ؟



                          من ضمن 1،763 حرب مؤرخة موثقة

                          في موسوعة الحروب
                          93% كانت حروب علمانية
                          7% فقط
                          من الحروب كانت الحروب طائفية
                          راجع هذا
                          الرابط






                          اعتراف مباشر على لسان زعيم الملاحدة - ريتشارد دوكينز

                          ما سبب الحروب ؟








                          الملحدان ماوتسي و ستالين يتصدران قائمة أكبر المجرمين في العالم

                          إذ يقدّر عدد ضحاياهم بمئات الملايين من المزارعين و الضعفاء








                          نظرية داروين والحروب

                          نظرية داروين تقول بأن الإنسان جاء للوجود بالصدفة البحتة و أنه حيوان تطور عن طريق الصراع و قاتل من أجل البقاء و بهذا يكون الأضعف محكوم عليه بالهزيمة و الاندثار

                          و لو فتحنا كتب الأيديولوجية النازية و التي سبب دمار لم يشهد التاريخ مثله قط لقفز أمامنا التشابه المخيف بين الأفكار

                          و من أشهر الكتب التي وثقت هذه الحقيقة هو
                          كتاب ( من داروين لهتلر) لريتشار فيكارت الذي بين فيه العلاقة الوطيدة بين أفكار داروين و أفكار الأيديولوجيات الإرهابية

                          و بسببها ظن هتلر و أعوانه أن إبادتهم للمعاقين و الغير منتجين اقتصاديا" فضيلة أخلاقية"



                          من دارون إلى هتلر:

                          لما كانت الدارونية ترى الأخلاق غير ثابتة في حين أن التطور هو الثابت قدمت للكثيرين فرصة العمل على تغيير المبادئ الأخلاقية بحجة نسبية الأخلاق وأنها نتاج عرضي للتطور المادي وتغيرت النظرة لقضية حرمة الحياة عموماً والحياة البشرية
                          "ففي ذهن هتلر كانت الدارونية تقدم التبرير الأخلاقي لعمليات التعقيم الجماعي والنقاء العرقي والمذابح الجماعي وغيرها من السياسات غير الأخلاقية وفق المعايير الإنسانية الطبيعية وقد وفرت نظرية التطور الأهداف النهائية لهذه السياسات التحسن البيولوجي للأنواع البشرية" ص:215
                          ________________________________________

                          يُظهر الكتاب بتفاصيل جيدة ومقنعة كيف طور مفكري الدارونية في ألمانيا موقفاً لا أخلاقياً تجاه المجتمع الإنساني في فترة الحرب العالمية الأولى،
                          كان من شأنه اتخاذ خيرية العرق الألماني المفترضة
                          كمعيار أوحد للسياسة العامة والطهارة العرقية،

                          وبيّن المؤلف بوضوح الصلة التي تربط هذا الاتجاه الفكري بهتلر، وما نجم عنها من قتل الأطفال والمساعدة على الانتحار ومنع الزواج وغير ذلك من الممارسات القهرية والظالمة ضد أولئك المعتبرين من عرق أدنى وراثياً بتحريض الكتاب المؤيدية للدارونية والعلماء المتبنين لها،
                          بحيث حصل هتلر والنازييين على التبرير العلمي للسياسات التي نفذوها عند وصولهم إلى السلطة











                          بعض التأثيرات التي تسببت بها نظرية داروين :

                          1- تركيز داروين كان على تفوق الجنس الأوروبي (الأبيض) على غيره من الأجناس البشرية-

                          2- استعلاء الأوروبيين تجاه الأجناس الأخرى في كل القضايا

                          3- كانت سببا في قيام الحركات العنصرية ـ (اليمينيون) الأوربيون (الغربيون) ـ المتطرفة-

                          4- بررت للغربيين استعمارهم وسيطرتهم على الشعوب المختلفة بمختلف الوسائل سواءً عسكريٌّا أو ثقافيٌّا، أو فنيٌّا، أو اجتماعيٌّا، دون الحاجة إلى وجود مبررات مقنعة بدعوى أن هذه الشعوب متخلفة وأهلها في أسفل السلسلة البشرية

                          5- يدّعي الغربيون وخاصةً الفرنسيون والأمريكيون أن مرض الإيدز مصدره الأفريقيون السود وأنه قد انتقل إليهم عن طريق القرود - وأن المرض قد انتقل إلى الأوربيين السياح من الأفريقيين السود

                          6- النظرية نفت تمامًا وجود حياة بعد الموت علاوةً على وجود جنةٍ أو نار، بل تصر النظرية على أن الموت هو نهاية الحياة مما جعل النفوس الشريره لا تتردد في تمزيق أي شيء

                          7- النظرية تُعتَبَر الأساس في إنكار مسألة الذْنب والمعصية حيث تعتبرهما من الاعتقادات المتخلفة التي صنعها الإنسان القديم لتفسير الظواهر والكوارث الطبيعية وربطها بسلوكه وتصرفاته

                          8- النظرية تعتبر الأساس في الإباحية الجنسية الحديثة والشذوذ الجنسي الحديث بمختلف أشكاله وألوانه واعتباره نوعًا من السلوك الغريزي الجنسي البديل والتي جميعها تحبذ وتنشر وتشجع أعمال الجنس غير المشروعة بين البشر وتضفي عليها صفة الطبيعة الغريزية وحرية الاختيار الفردية والجماعية

                          9- النظرية كانت الأساس الذي اعتمد عليه (
                          كارل ماركس) و(إنجلز) في إنشاء الفكر الشيوعي المبني على الإلحاد وإنكار الإله، وتبعهما (لينيين) و(ستالين) وغيرهم

                          10- النظرية هي الأساس الذي قامت عليه نظرية (
                          فرويد) الجنسية، و(دور كايم) الاجتماعية وغيرهما من النظريات

                          11- النظرية هي الأساس الذي اعتمده الغربيون في تبرير محاربتهم وإبادتهم لغيرهم من الشعوب الأخرى وخاصةً أهل البلاد الأصليين مثل الهنود الحمر بأمريكا والإسكيمو بكندا والأبوريجنيز باستراليا

                          12- النظرية جعلت كل ما يأتي من الأجناس والشعوب التي هي في أسفل السلسلة البشرية هو عبارة عن أمور متخلفة، وهمجية، وبعيدة عن الحضارة وذات مستوى متدنٍّ في الفكر والمنطق

                          فأي خير جاء بعد من هذه النظرية ؟




                          صورة لحقول الموت الكمبوديه التى قام فيها الملحدين بقتل ربع سكان كمبوديا بقيادة الملحد الارهابى بول بوت و قتل فيها ما يزيد عن 3 مليون كمبودى من دون اى سبب سوى انهم مؤمنين




                          ما هو اسم الكتاب الذي طالب ستالين بقراءته؟

                          الملحد الذي أباد أكثر من 100 مليون إنسان




                          'What book is that?' I enquired. '
                          Darwin. You must read it,' Joseph impressed on me. G. Glurdjidze in The Life of Joseph Stalin (1940) p.8-9 Joseph Stalin (1878 – 1953) Web Amazon I began to speak of God, Joseph heard me out, and after a moment's silence, said: 'You know, they are fooling us, there is no God. . . .' I was astonished at these words, I had never heard anything like it before. 'How can you say such things, Soso?' I exclaimed. 'I'll lend you a book to read; it will show you that the world and all living things are quite different from what you imagine, and all this talk about God is sheer nonsense,' Joseph said.

                          راجع هذا الرابط


                          المصدر بتصرف بسيط
                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق



                          • نواصل عرض مزاعم الملاحدة على المنهج العلمي لنرى بعد فحصه هل هو ادعاء علمي صحيح يستأنس به أم خرافة الحادية كما تعودنا....
                            يقوم على رمي الادعاء دون دليل ففي الوقت الذي تطور فيه منهج البحث العلمي أصبح بمقدور الانسان عرض ادعاءات الملاحدة على المنهج العلمي وفضحها عارية أمام الناس .

                            ومن أشهر دعاوى الملاحدة قولهم أن الاديان التي أرسلها الله لهداية الناس و تحريم الظلم وحماية الضعفاء هي سبب الحروب في العالم.

                            فماذا تقول الدراسات التاريخية حول أسباب الحروب في العالم؟


                            "دراسة تاريخية حول أسباب الحروب في العالم"

                            في دراسة حديثة وشاملة عن الحروب البشرية في التاريخ.أصدر العالمان تشارلز فيليبس و آلان أكسيلرود كتابا كبيرا عنوانه انسيكلوبيديا الحروب مكونة من ثلاث أجزاء ضخمة

                            Encyclopedia of war-3 volume of set by charles philips and Alan Axelrod,2004

                            يوثق الكاتبان عدد الحروب التي ذكرت في التاريخ ب1763 حربا منها 123 حربا مصنفة لأسباب دينية

                            أي أن ما يدعي الملحد أنه سبب الحروب لا يمثل سوى 7 بالمئة من أسباب الحروب و93 بالمئة بأسباب أخرى.

                            إذن :

                            ما يذيعيه الملاحدة أن أكثر الحروب كانت لأسباب دينية هو ادعاء كاذب وتزييف للحقائق وتزوير للتاريخ



                            وهكذا يتضح في كل مرة أن عرض أسس الإلحاد على العلم يجعلها تتبخر وأن الإلحاد تأسس على معاداة العقل والانسان.

                            ومن أراد أن يعرف حول إبادة الملاحدة للإنسانية و نتائج تطبيق الداروينية الاجتماعية على الإنسانية في القرن العشرين على هذا الرابط

                            علاقة الداروينية الاجتماعية والصراع من أجل البقاء في التنظير للفاشية والنازية والشوعية والمادية وذبح أكثر من145 مليون انسان في خمسين سنة فقط :

                            http://www.saaid.net/Doat/mubarak/7.htm


                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق

































                            • لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق



                              • قبسات في نقد الإلحاد -
                                للدكتور هيثم سرور :


                                - الإلحـاد يقول لك أذنب وازنِ واستبح المحرمـات وأنت على حق ..الدين يقول لك أنت مذنب عليك أن تتوقف وتتوب وتشعر بعقدة الذنب ووخز الضمير ولا تهنأ بذنب.
                                الإلحـاد يبرر لك أبشع الجرائم بإسم النسبية والعدمية والعبثية والحتمية المادية..الدين يُلزمك يُقديك إذا أخطأت عاجلك العقوبة ..

                                الدين يؤسس لبداية العالم والإلحـاد لنهاية العالم.

                                الإلحـاد هو أكبر ذنب عُصي الله به على الأرض .

                                خيرا لي أن أكون سقراطا ساخطا من أن أكون خنزيرا أرضيـا .. جون ستيورات مل john stuart mill بعد أن اهتزت قناعاته الليبرالية بشدة في أواخر حياته.

                                الإلحـاد بسيط لأقصى ممـا تتخيل .......... شبهات واهية وتقليعة غربية وحب للشهوات وأدلجة فلسفية ومعاناة سطحية وحب وقتي للظهور .

                                الإلحـاد خرافة روّج لها الهاربون من أحكام الشريعة وصدقهـا المنهزمون نفسيـا وطبَّل لهـا المنصرون وانساق وراءها كل عابث .

                                داخل نفس الملحد يقين عميق بوجود الله .

                                الإلحـاد هو حكم سطحي كسول للغاية على قضية عميقة للغاية ممتلئة بالأدلة.

                                الإلحاد ليس حلا ولكنه اعتراف بالفشل في إيجـاد حل .

                                فتش عن الملحد وستجد شخص مُفلس كئيب منهزم يبحث ولا قيمة لبحثه فكل المياه تذهب إلى البحر والبحر ليس بملآن .

                                الإلحـاد خرافه روَّج لهـا الهـاربون من تكاليف الشريعة في خِلسـة من الحُكمـاء .

                                الإلحـاد هو تغير مرضي نفسي وقتي سببه التأثر العاجل أو الشعور الموقوت وهذا ما يسميه الفلاسفة بإسم الشك .

                                لا يوجد تركيبة عقلية معينة يُمكن أن نُطلق عليهـا إلحـاد .

                                بداية الإلحاد هي قبول الإنبهار بكل جديد ونهايته الخضوع للمذهب وقبول كل تبعاته اللاأخلاقية .

                                الملاحدة يقررون اعتقادات يقينية استنادا على أدلة ظنية.

                                جنة الملحد الشيوعي لن يدخلها الملحد الليبرالي.

                                الإلحـاد هو هروب من الواقع ... هروب من التكاليف الشرعية ... هروب من الطرح العقلي بأطروحـات سلب ونفي مطلق بمنتهى التعميمية العشوائية.. بينمـا الدين يطرح الأدلـة .. يطرح الاعتراضـات .. يقدم الحلـول .. !!

                                لو افترضنـا أن الدين يُقـدم حلا مليئـا بالإيمـان والحسابات الأُخرويـة ولا يدعم كلامه بالعلم فليس البديل هو اعتناق حل مليء بالعقارب والحسابات الصُدفيـة والتخمينـات الخرافيـة .

                                الإلحـاد حُكم افتراضي بلا دليل على قضية مثبتة ممتلئه بالأدلـه .

                                الإلحـاد هو عرض للقضية الكبرى والتساؤلات الرهيبة والمحيرة التي تشغل الإنسان بصورة سلبية وتفترض أن يلتزم بها ويعتنقها إنسان ويعتبرها موقف حياتي دائم يحيـا عليه ويموت عليه.

                                بينما يوجد مئـات الأدلـة على وجود الله كدليل السببية و دليل التمانع و دليل الأنطولوجي و دليل الأخلاق و دليل الإبستمولوجي و دليل الإدراك والدليل الشهير ل
                                باركلي لا يوجد دليـل علمي واحد يقول بما يزعمه الملحد ومع ذلك يكـابر الملحد بكل بساطة .

                                ما هو الإنسان من منظور إلحـادي ؟
                                الإنسان من منظور إلحـادي هو نمط تطوري ذو ثلاث أبعاد .. هو حيـوان اجتماعي .. هو ابن داروين نشـأ من خلال نظرية البقاء للأقوى ..

                                الإنسان من منظور إلحـادي يحيـا ويموت ولا قيمة لا لوجوده ولا لموته ..

                                الإنسان من منظور إلحـادي ابن الطبيعة .. ابن العقل والحسابات المادية .. ابن الأرض ..

                                الإنسان من منظور إلحـادي بسيط للغاية ..

                                ولكن يبقى السؤال هل بعد ذلك يبقي الإنسان إنسان ؟

                                الإلحـاد حُكم كسول وساذج وسطحي جدا على قضية قوية وثابتة وعظيمة جدا ولولا وجود مدافعين عنه لمات كما يموت كل قرن بضعة عقود ثم يصحو .

                                ماذا تبقى للملاحدة بعد أن تركوا الإسلام ؟؟؟ إن وِطابهم خالٍ وتاريخهم صفر ..إنني أجزم بان امثال هؤلاء لا يصلحون لحمل أعباء أو مُخاصمة أعداء.. الشيخ
                                محمد الغزالي رحمه الله .

                                إن حل مذهبكم بأرض أجدبت أو أصبحت قفرا بلا عمران .

                                العقل الإلحادي هو عقل يشبه أشعة إكس يمكن أن يعطينا صورة لهيكل الانسان العظمي لكن لا يمكن أن ينقل لنا صورة الوجه الانساني في أفراحه وأحزانه .

                                المعركة الثقافية مع الغرب قد تركت في العقل الحديث أثرا لا يُمحى إلا بعد جهد جهيد .

                                هندسة
                                أقليدس نفسهـا الموغلة في الدقة العلمية لا تعتمد إلا على فرض لا برهان رياضي .

                                الصدفة مفهوم يستعمله الملحد كي لا يفكر .

                                حقيقتك هي في العمق .. في الجانب الذي يخفى عنا وعنك وعن جميع أجهزة الاستشعار هو في الجانب الغيبي فيك .


                                المصدر باختصاربسيط

                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X