إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( نظريات التطور ) فضائح ومغالطات بإسم العلم !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31

    اكتشافات جديدة في العين تفضح منهج ريتشارد دوكينز في استغفال المؤمنين بخرافة التطور !!


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	2121.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	135.8 كيلوبايت 
الهوية:	738671

    حيث وكما وضحنا من قبل في موضوعنا عن أكذوبة (الأعضاء الضامرة) وكيف يستعين التطوريون بجهل وظائف الأعضاء التي لم يتم اكتشاف وظائفها أو حكمتها بعد - في استغلال ذلك كـ (دليل) على خرافة التطور

    وبدلا من اعتبارها أشياء تنتظر الاكتشاف كأي باحث محترم :

    فاليوم – وكراحة من مواضيع جرائم التطور ومجازره التي جعلت البعض يظن أننا لا نهدم خرافة التطور بالعلم :

    نكشف لكم خبرا من شهر مارس هذا العام 2015 : يفضح لكل مخدوع بخرافة التطور : كيف يستغل
    ريتشارد دودكينز

    (الجهل العلمي) في ((استغفال)) المؤمنين بخرافة التطور وكما فضحناه في مواضيع كثيرة من قبل مثل عصب الحنجرة

    الراجع والجينات الخردة والتي سنعيدها عليكم من جديد في #منكوشات_تطورية – حيث سنضيف إليها اليوم فضيحة

    (شبكية العين) !!

    فما هي يا ترى ؟؟
    —————
    لهذا المشعوذ الأكبر (ريتشارد دوكينز) والمتخصص في سلوك الحيوانات (وليس التشريح مثلا) : كتاب هزلي أسماه

    (صانع الساعات الأعمى) The Blind Watchmaker !!

    حيث وكما يتضح من اسمه (ولأنه ملحدا منكرا لوجود الخالق عز وجل والإلحاد لا يستقيم إلا بالجنون ومخاصمة العقل) :
    فقد حاول أن يزعزع مفهوما فطريا يؤمن به كل من لديه (ذرة عقل) وهو أنه لا يمكن وجود شيء مركب ومعقد وله غاية (مثل الساعة الدقيقة مثلا وتروسها) إلا بصانع حكيم قدير عليم

    لكن عند هذا البهلوان (دوكينز) : الأمر يختلف !!

    وهذه خلاصة كلا من (الإلحاد) و (التطور) على سواء وهي :

    اخلع عقلك قبل الإيمان بهما : تماما كما تخلع حذائك قبل دخول بيت العبادة !! فهكذا تدخل بيت الخرافة !!

    لن نطيل عليكم – ولكن من ضمن ما ذكره هذا الملحد التطوري من أمثلة في كتابه هي شبكية العين في الإنسان

    والفقاريات عموما – فما هي مشكلته بالضبط ؟؟ولاحظوا أن مَن يفهم هذا الموضوع بأكمله :

    سيفهم كيف يتم (اختراع) أدلة على (خرافة) التطور من (الجهل) :

    ثم يهدمها العلم بتقدمه : ليعاود التطوريون (اختراع) أدلة جديدة من (الجهل) :

    ثم يهدمها العلم بتقدمه …… وهكذا إلى أن يشاء الله

    فأما العاقل فيتعظ ويرى مدى الاستماتة في إنكار إبداع الخالق

    وأما المصاب بمرض (التطور) فلن يتغير نظامه أبدا : (عنزة ولو طارت) !!
    —————-
    اعتراض دوكينز في العين ليثبت أنها ليست من خلق إله حكيم كما يقول المؤمنون :

    هو أن الضوء الداخل للعين يمر أولا على شبكة من الشعيرات الدموية والأعصاب (تشبه الأسلاك) : ثم تأتي خلفها الخلايا الحساسة لاستقبال الضوء – وعلى هذا يقول دوكينز ساخرا في كتابه :

    أى مهندس أراد أن يصنع كاميرا سيضع الفيلم الحساس للضوء في مواجهة الضوء وسيضع الأسلاك خلف الفيلم وسيضحك على أى اقتراح لوضع الفيلم خلف الأسلاك

    المصدر :
    Dawkins R., “The Blind Watchmaker,” 1991, reprint, p93
    حيث أرجع دوكينز بسبب هذا (العيب) في نظره المريض : وجود ما يعرف بالبؤرة العمياء Blind spot
    —————-

    فاليوم :
    وكما هي العادة دوما في فضح هذا المشعوذ في عشرات خرافاته التي ملأ بها كتبه ويقدسها الملحدون والتطوريون المسلمون للأسف !! فالعلم يكشف لنا الحكمة والإبداع الرباني من جديد !!

    حيث ظهرت في السنوات القليلة الماضية أكثر من دراسة كان آخرها هذه الدراسة التالية من الساينتيفيك أمريكان بعنوان :
    تم كشف النقاب عن الغرض من الأسلاك الغريبة لأعيننا
    The Purpose of Our Eyes’ Strange Wiring Is Unveiled

    الرابط :
    http://www.scientificamerican.com/ar...id=SA_Facebook

    حيث أثبتت كلها :
    أهمية وجود تلك الشبكة من الأعصاب والشعيرات الدموية بهذا الشكل لأن الخلايا الحساسة للضوء معدل أيضها الغذائي كبير (وهو ما يعطيها الطاقة لتعمل بهذه الصورة اليومية التي لا تنقطع – تخيلوا كاميرا تعمل ما يقارب 16 ساعة متواصل أو أكثر !!)

    ولذلك : فهى بحاجة لهذه التغذية المباشرة الدائمة والمتداخلة بين الخلايا بهذه الصورة !!

    وسبب آخر :

    وهو أن شبكية الفقاريات تتميز عن عيون الرأسقدميات (والتى توجد فيها الخلايا الحساسة أمام شبكة الأعصاب والشعيرات) بوجود طبقة retinal pigment epithelium (RPE) وهو تركيب هام جدا لتلك الطبقة –

    ولكن هذه الدراسة الجديدة تؤكد على أن هذا الوضع هو الوضع “الأمثل” !! ولن يصح غيره لنا !!

    والسبب :

    أننا نحتاج إلى اللونين الأحمر والأخضر في الرؤية النهارية – ونحتاج اللون الأزرق في الرؤية الليلية – وبهذه الشبكة العصبية التي أمام الخلايا الحساسة للضوء : يتم تضاعف اللون الأحمر والأخضر أكثر من عشر مرات !!

    ثم تركزه في أعمدة وبؤر على الخلايا الحساسة للضوء وخصوصا على المخاريط cones التي تعالج الألوان والتى هى أقل حساسية من العصيّ rods !!

    فهى أولى بما يدعمها – وهذا تم اثباته بالحاسوب في البداية (وهي أخبار الأبحاث في السنوات الماضية عن المحاكاة) : ثم بتجربة عملية على الخنزير الغيني بالفعل والتي حسمت المسألة !!

    These results mean that the retina of the eye has been optimised so that the sizes and densities of glial cells match the colours to which the eye is sensitive (which is in itself an optimisation process suited to our needs). This optimisation is such that colour vision during the day is enhanced، while night-time vision suffers very little

    -المصدر السابق-
    لاحول ولاقوة إلا بالله

    تعليق


    • #32

      أمثلة لأكاذيب التطوريين على عامة الناس والبسطاء في مزاعم الأعضاء الضامرة أو التي

      ليس لها فائدة


      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	13.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	857.3 كيلوبايت 
الهوية:	738673

      1- ما هي الأعضاء الضامرة أو الآثارية ؟

      2- الزائدة الدودية في الإنسان والتي لم تعد زائدة !!

      3- أضراس العقل في الإنسان

      4- الفقرات العصعصية هل هي بقايا ذيل في الإنسان ؟

      5- نتوء الأذن أو نتوء داروين في الإنسان

      6- حلمات الذكور في الثدييات والإنسان

      7- الثنية الهلالية بعين الإنسان

      8- شعر جسم الإنسان والقشعريرة

      9- جهاز جاكبسون في الإنسان

      10- الجينات الخردة في الإنسان

      11- أجنحة الطيور التي لا تطير


      هذا ما تيسر الآن مخافة الإطالة – ولن تنتهي أكاذيبهم ولا تدليساتهم واستغلالهم لجهل الناس للأسف – ولكن العاقل يستدل من القليل على الكثير – ولا يلدغ مؤمن من جحر مرتين

      ======================

      1- ما هي الأعضاء الضامرة أو الآثارية ؟

      الأعضاء الضامرة أو الآثارية vestigial organs هي أعضاء لم يكن العلماء يعرفوا وظيفة لها بعد

      هذا الكلام في القرن التاسع عشر وقت داروين – فوجدها التطوريون فرصة – كعادتهم في استغلال الجهل العلمي ليقولوا

      للناس أن هذه الأعضاء هي بقايا تطورية وآثار من الأسلاف والجدود الحيوانية التي لم يعد لها وظيفة في جسد الإنسان أو غيره

      بدأ تقديم هذا التدليس العلمي عام 1893م على يد عالم التشريح الألماني الدارويني Robert Wiedersheim والذي

      أعلن عن قائمته ذات الـ 86 عضوًا ضامرًا في جسد الإنسان

      يكفي فقط لفضح هؤلاء أن نعرف أنه من ضمن قائمة هذا المدلس كانت : الغدد الصماء مثل الغدة النخامية والصنوبرية

      والزعترية لأنه في وقته لم يكونوا يعرفون شيئا عن الهرمونات أصلا ولا الخلية وبروتيناتها

      هذا فقط كمثال لتعرفوا مدى الجهل المتفشي في التطوريين وينشرونه إلى اليوم ليضحكوا به على العوام والبسطاء

      ثم يكرره مَن لا أمانة علمية لديهم من المسلمين المتعالمين مثل عدنان إبراهيم الذي يصف المخلوقات صراحة بالمعيبة

      والمعيوبة كأخطاء في التصميم !!

      ===================

      2- الزائدة الدودية في الإنسان والتي لم تعد زائدة !!

      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	18.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	15.6 كيلوبايت 
الهوية:	738672

      هذه التي سموها زائدة دودية Appendix :

      كانت من آخر الضربات القاضية للتطوريين (من 1997م تقريبًا) حيث بعدما وصفوها لعشرات السنين بأنها (زائدة) :

      فقد اتضح أن لها وظائف هامة جدًا منذ تكون الجنين في صنع عددًا من هرموناته ،

      وكذلك في دورها المناعي بالتداخل مع الجهاز الليمفاوي للحماية من الهجمات البكتيرية الضارة بما تختزنه هي من بكتريا وجراثيم نافعة !

      أو تمد الجسم بهذا النافع من البكتريا والجراثيم إذا فقدها في بعض الحالات – مثل مرض الكوليرا أو الإسهال الشديد الذي يستفرغ الأمعاء منها – !!

      ويكفي أنه بضغطة زر البحث اليوم في الإنترنت عن عبارة مثل (Scientists Find Reason For The Appendix; Protects Good Germs)
      أن نجد عشرات المواقع العالمية الطبية وهي تعترف بفائدة ما كانوا يطلقون عليها (زائدة دودية) من قبل !!!

      مثل العنوان التالي مثلا :
      The Appendix Protects Us From Germs And Protects Good Bacteria
      من الموقع الطبي :
      http://www.medicalnewstoday.com/articles/84937.php


      أو مثل آخر الأبحاث التي تنص على أهميتها في حماية الجسم من هجوم البكتريا , مثل مقال الساينتفيك أمريكان بأن الزائدة الدودية قد تنقذ حياتك Your Appendix Could Save Your Life
      المصدر :
      http://blogs.scientificamerican.com/guest-blog/2012/01/02/your-appendix-could-save-your-life/



      وأما الدرس الذي نستطيع استخلاصه من هذا المثال فهو :

      أنه ليس معنى استئصال عضو ما من جسد الإنسان بسبب التهابه مثلا ثم يبقى الإنسان حيًا : أن نقول أن هذا العضو كان

      بلا فائدة !!

      فاليد أو القدم إذا تم بترها بسبب غرغرينا أو سرطان : فلن يقول عاقل أنهما بلا فائدة لأن صاحبهما عاش بعدهما ولم يمت !!

      ===============

      3- أضراس العقل في الإنسان

      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	144.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	16.0 كيلوبايت 
الهوية:	738674

      أضراس العقل Wisdom Teeth سُميت كذلك لأنها تظهر متأخرة في فم الإنسان (من عمر 18 إلى 25 عام تقريبًا)

      وهي فترة كمال البلوغ والإدراك العقلي ، وفي الوقت الذي رأينا فيه ظهور فوائد للـ (زائدة الدودية) في الإنسان وبما يهدم زعم التطور من الأساس (لأنه يستحيل تخيل عضو مُسبق التجهيز لوظيفة مستقبلية مثل تخزين الجراثيم والبكتريا مثلا لحين احتياجهم) :

      فإن منظومة الأسنان والضروس في الإنسان هي أيضا آية بكل المقاييس على سابق تدبير الخالق عز وجل وكمال تقديره وعنايته بالإنسان !

      فمجرد تطابق أشكال الأسنان والضروس العلوية مع السفلية وتناسبهما في الحجم معًا يُعد دليلا غير مردود على أسبقية الإعداد والغائية !!

      وكذلك تعاقب الأسنان اللبنية في فترة عمر الإنسان المبكرة كطفل وتناسبها مع طعامه اللين ثم سقوطها لتحل محلها أخرى أقوى منها تستمر معه باقي العمر : لهو خير دليل كذلك على الواعي السابق بكل هذه المخططات المسبقة !! (فهل المادة لها عقل ؟!)

      الأمر أشبه بميقات إدرار اللبن الذي سيرضعه المولود بعد ولادته وبكامل تكوين اللبن المغذي والفريد والذي يصاحبه غريزة مص ثدي الأم !!

      فكيف لكل ذلك أن يتم تخطيطه مسبقا إذا كانت الحياة تنشأ بالصدفة والعشوائية التطورية المزعومة والطفرات التي على غير هدى ؟!


      وكما اعتمد التطوريون على خطأ شائع لدى الجهال والعوام وهو أن استئصال العضو إذا لم يؤدي إلى مضاعفات فورية أو الوفاة فهو بغير فائدة ،

      فقد اعتمدوا في هذه المرة على مغالطة أخرى وهي الاحتجاج بتدهور قوة الإنسان وضعف نظامه الغذائي في المدنية الحديثة للتدليل على عدم وجود فائدة لضروس العقل !!

      والصواب :

      أن ضروس العقل – وهي آخر ما يظهر بالفم – فهي تضم جميع الأسنان وتغلق الفراغات المفتوحة بينها وبين الضروس لعدم تراكم الفضلات الضارة بالفم ،

      ولذلك فإن نظام الطعام اللين والحديث والمُصنع الذي أصبح هو الأساس اليوم لدى الملايين , قد تسبب في ضيق فراغ الفم المُخصص لبزوغ ضروس العقل فيه (اثنان بالأعلى واثنان بالأسفل) وظهور مشاكل انحشارها في الفم أو في اللثة

      في حين أننا لا نجد ذلك الإشكال في الفئات التي لا زالت تعتمد على الأكل الطبيعي المتنوع في طعامها مثل أهل البادية والقرويين والغابات أو مَن يسلك مثلهم من أهل المدن !!

      وقد أكد ذلك الدكتور برايس وفريقه بدراستهم لأهالي جزر تونجا عام 1939م ، حيث كانوا يعتمدون على الأغذية الطبيعية قبل الحرب العالمية الأولى ولم تظهر لديهم أية مشاكل في أضراس العقل ،
      وذلك بعكس ما تغيرت أنظمتهم الغذائية للاعتماد على المواد المصنعة بعد انفتاحهم على الحياة المدنية بعد الحرب وظهور مشاكل أضراس العقل لديهم .
      المصدر :
      Weston A. Price “Nutrition and Physical Degeneration : A Comparison of Primitive and Modern Diets and Their Effects” Written in 1939 the book at Amazon.com (8th edition, 2008)
      ================

      4- الفقرات العصعصية هل هي بقايا ذيل في الإنسان ؟


      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	155.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	16.3 كيلوبايت 
الهوية:	738675

      يزعم التطوريون أن الفقرات العصعصية Vertebrae Coccygeae في الإنسان هي بقايا ذيل ؟

      ومن المعروف أن الفقرات العصعصية تقع في نهاية عظام العمود الفقري للإنسان ، وهي تحمل خلايا الشريط الأولي أو نوية بدايات تخلق الجنين في آخرها

      (وهو عظمة في حجم الحبة صغيرة أسماها النبيُ صلى الله عليه وسلم عُجب الذنب أو العصعص Coccyx كما شرحناها في منشور سابق رقم 715)

      ومن هنا – ولأنها الخاصة بنمو الجنين منها وتركز جيناتها في ذلك – فإن التشوهات الناتجة عنها تتسبب في اضطرابات في نمو أعضاء الجنين في شكل زوائد تظهر عادة في ظهر الجنين أو الجسم ومنها ما يظهر كامتداد مضطرد في آخر العمود الفقري فيفسره التطوريون على أنه بقايا ذيل قصير من سلف الإنسان الحيواني !!

      ولا شك أن الله تعالى الذي خلق كل تفصيلة في كل كائن حي وفق وظيفة محددة لم يكن ليوصف كمال خلقه بهذه السطحية حتى للناس العاديين !! إذ أن الأطباء يعرفون ما لهذه الفقرات العصعصية من فوائد

      المصدر :
      Saladin (2003), p 268


      مثلا في ربط عدد مهم من العضلات والأربطة والأوتار مما يجعل الأطباء يترددون كثيرًا في حال قرروا استئصاله،

      حيث له بنية داعمة لحمل وزن الجسم عند جلوس الإنسان وبالأخص عند ميله إلى الخلف يتلقى العصعص الجزء الأهم من الوزن
      كما يدعم العصعص من جهته الداخلية اتصال عدد من العضلات المهمة للعديد من الوظائف في أسفل الحوض – فعضلات العصعص تؤدي دورا مهما مثلا في إخراج البراز.

      كما يدعم العصعص تثبيت الشرج في مكانه، أما من جهته الخلفية فيدعم العضلة الألوية الكبرى التي تمد الفخذ إلى الأمام عند المشي – وتتصل الكثير من الأربطة بالعصعص.
      المصدر :
      Foye (2008), eMedicine


      وقد عايش المرضى الذين صدقوا الأطباء التطوريين أكبر العناء عندما عملوا بكلامهم في أنه لا مضاعفات عند إزالة هذه الفقرات باعتبارها (أعضاء ضامرة) !!

      وكحل سهل أمامهم لعلاج الالتهاب المزمن لتلك الفقرات الناتج عن السقوط أو الكسر أو الشرخ !!

      وفي ذلك يقول الدكتور إيفان شوت في كلامه عن العصعص :

      ” أزله : والمريض سيشتكي !!.. حقا عملية إزالتها انتشرت فترة من الزمن : ثم أصبحت الآن سيئة السمعة ومتروكة مرة أخرى !!.. فقط : إلى أن يُحييها جراح ساذج : يُصدق فعلا ما أخبره البيولوجيون في هذا “الرديم” عديم الفائدة ” !!!..
      المصدر :
      [Shute, Evan, Flaws in the Theory of Evolution, Craig Press 1961, page 40; cited in Ref. 7, page 34]



      ونقرأ كذلك في واحد من أشهر الكتب التي أبرزت الوظائف الهامة للأعضاء التي كان يصفها التطوريون بالضامرة (وهو كتاب Vestigial Organs” Are Fully Functional) الكلام التالي :

      ” في الماضي، ومدعومًا بفكرة أن هذا العضو (العصعص) كان ضامرا وغير مطلوب : كان الجراحون يزيلون عظمة العصعص لشخص ما بدون استثناء (كما كان بشكل روتيني مع اللوزتين) !!.. لكن هذا أدى إلى مشاكل حادة للمريض !!.. لأن العصعص يعمل مثل نقطة المرساة الحاسمة للكثير من المجموعات العضلية المهمة !!!.. ضحايا استئصال العصعص (أو إزالة عظمة الذيل كما كانوا يسمونها) في الماضي : تعرضوا كنتيجة لذلك إلى صعوبة في القعود والوقوف !! وصعوبة في إنجاب الطفل !!.. وصعوبة في الذهاب إلى الحمام في وقته ” !!!
      المصدر :
      [Bergman, J. and Howe, G., “Vestigial Organs” Are Fully Functional, pages 32–34, Creation Research Society Books, 1990. ]
      ===================

      5- نتوء الأذن أو نتوء داروين في الإنسان

      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	44.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	16.9 كيلوبايت 
الهوية:	738676


      تارة يتحدث التطوريون عن عضلة الأذن Extra ear muscles التي تربطها بفروة الرأس وتثبتها في جمجمته :

      فيقارنوها بنفس العضلة عند الحيوانات التي تستطيع تدوير أذنيها في اتجاه الصوت لقلة التشكيلات الدقيقة في صيوان الأذن بعكس الإنسان الذي كرمه الله فلا يحتاج للالتفات إلى اتجاه كل صوت وإنما بالتجاويف المعجزة في صيوان أذنه يستقبل الصوت ويحدد مصدره من أي اتجاه
      وتارة أخرى يتحدثون عن نتوء الأذن أو نتوء داروين Darwin’s tubercle !!

      وهو نتوء أو منطقة سميكة صغيرة تظهر زائدة في أعلى صيوان الأذن المحيط (أو حديبة صيوان الأذن)

      حيث ذكرها داروين في كتابه (أصل الإنسان) كإحدى الدلالات الباقية على التطور !!

      إذ يقابلها في القرود والشيمبانزي مثلا النتوء المعروف أعلى الأذن والذي تتحكم فيه عضلات خاصة توجه أذن تلك الحيوانات جهة الصوت

      ولو صح كلامهم لكان ذلك البروز يجب وجوده في كل البشر كصفة منقولة من السلف الأقدم لهم على شجرة التطور المزعومة !!

      ولكن الواقع يشهد أن هذا النتوء هو تغير خلقي غير ثابت في الإنسان ، حيث تبلغ نسبة البشر الذين يظهر فيهم ذلك النتوء أو تلك الحديبة 10.4% فقط !!
      المصدر :
      Ruiz، A. (1986). “An anthropometric study of the ear in an adult population”. International Journal of Anthropology 1: 135–43. doi:10.1007 /BF02447350.


      ولذلك اعتبروه صفة سائدة (أي من جين سائد) ورغم ذلك : فقد اعترفوا بأن المالكين لهذا الجين لا يظهر لديهم النتوء بالضرورة أيضا !!
      المصدر :
      http://www.newscientist.com/article/mg19826562.100-vestigial-organs-remnants-of-evolution.html


      وحتى الذين تحدثوا منهم عن عضلة أذن الإنسان وأنها هي العضو الأثري الباقي من عضلة أذن أشباه القرود والشيمبانزي : فقد فاتهم أن هذه العضلة في الإنسان هي التي تربط صيوان الأذن بفروة الرأس وتثبيتها في جمجمته !!

      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #33
        ليس غريبا ان نسمع مثل هذه السخافات من داروين واشباهه .
        فله كامل الحرية ليثبت للعالم ان جده كان قردا، لانه لايملك مرجعا ولا معتقدا يعود إليه في مثل هذه المسائل!
        ولكن المعضلة وقاصمة الظهرهي أن نجد من بين المسلمين من يقول بهذه السخافات تحت دريعة العلم بزعمهم ...وأي علم هذا!
        والأدهى وأمر أن نجد مراجع تضم مثل هذه العقائد الفاسدة تدرس للناشئة في البلاد اللإسلامية !...والله المستعان.
        من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

        تعليق


        • #34

          6- حلمات الذكور في الثدييات والإنسان

          من أعجب ما يثيره التطوريون من طرائف – وكل خرافاتهم تثير الضحك – هي استدلالهم بحلمات الذكور Male Nipple !

          حيث الشائع أن أغلب ذكور الثدييات لهم حلمات مثل الإناث وبنفس العدد (مثلا حلمتين في ذكور الإنسان مثل إناثه وست حلمات في ذكور القطط مثل إناثها وهكذا) ،
          ولأن التطوريين لا يعلمون من الحلمات إلا وظيفة الرضاعة ، فقد رأوا في وجود الحلمات في الذكور شيئا زائدا غير ذي فائدة !!

          والحقيقة هي أن جهلهم وقتها بدور الهرمونات في تحديد وظهور وتفعيل نوع جنس الجنين هو الذي أدى بهم إلى مثل هذه النظرة القاصرة – أول اكتشاف هرموني كان عام 1902م ثم توالت الاكتشافات وإلى اليوم عن عدد كبير جدًا من الهرمونات في جسم الإنسان


          فالجنين البشري مثلا (والثدييات عمومًا) يحمل في طوره الجنيني الأولي قابلية التمايز لذكر أو أنثى في نفس الوقت – ولذلك فكل الأجنة تحمل الحلمات في البداية – !! ثم يأتي دور الهرمونات (حسب الكروموسومات الجنسية X أو Y) لتفرز الهرمونات الخاصة التي ستعمل على ظهور الذكورة أو الأنوثة وملحقاتها في الجسم !!

          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	178888.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	27.4 كيلوبايت 
الهوية:	738677

          ولتوضيح ذلك بمثال نقول أن الجنين البشري مثلا يحمل قناة موليريان Mullerian duct التي يمكن أن تتحول إلى الجهاز التناسلي الأنثوي
          (الرحم وقناتي فالوب والثلث الأعلى من المهبل) !

          وفي نفس الوقت أيضا يحمل قناة ولفيان Wolffian duct والتي يمكن أن تتحول إلى الجهاز التناسلي الذكري
          (البربخ والأنبوبة المنوية والحويصلة المنوية) !
          وكذلك يحمل الجنين في ذلك الوقت المبكر نتوء جنسي واحد هو الذي سيتمايز إما إلى القضيب الذكري أو البظر الأنثوي !


          فإذا كان الجنين يحمل مثلا كروموسوم الذكورة Y : فسوف تنمو له خصية جنينية Fetal testis : ليحدث في المقابل ضمور للمبيض ..
          حيث تفرز الخصية الجنينية عامل مثبط لنمو قناة مولييريان Mullerian أو ما يُسمى بـ Inhibitory factor وكذلك تفرز هرمون تستستيرون Testosterone hormone ومشتقا ًآخرًا يسمى ثنائي التستيرون المائي Dihydro testosterone اللذان يساعدان قناة وليفيان في النمو ومعها البربخ والأنبوبة المنوية والحويصلة المنوية وكذلك غدة البروستاتا
          المصدر :
          Drury and Hawlett,2000


          ونفس الوضع المقابل لذك في حال الأنوثة ،
          والشاهد : أن الجنين في بداياته – وسواء ذكر أو أنثى – فجسده يحمل القابلية للتحور لهذا وذاك وإلى ما شاء الله

          لأن الأمر ليس حتمي لإمكانية وقوع خلل في الهرمونات

          وعليه : فوجود الحلمات في ذكور الثدييات لا صلة بينه وبين مزاعم التطور أصلا !!

          فلا هو عضو كان يعمل في الماضي ثم حدث له ضمور – وإلا لزمهم القول بأن ذكور الثدييات كانت ترضع الصغار هي أيضا إلى أن تخلت عن هذا الدور بدون سبب وجيه !!

          ولا هو علامة على تطور الذكور من الإناث مثلا !!! فضلا عن كمال الشكل الإنساني به والجامع بين نوعي الذكر والأنثى في تكوين خارجي واحد مشترك ..
          وكذلك بعض الأبحاث التي أثبتت أنه محل استثارة أيضا لدى 25% من الرجال مثل النساء !!

          ======================

          7- الثنية الهلالية بعين الإنسان

          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	1666.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	21.8 كيلوبايت 
الهوية:	738678

          وتسمى Plica Semilunaris وهى الغشاء الرقيق الذي يوجد فى الجزء الداخلى من جانب العين ملتحمًا معها على شكل قوس أو هلال ..
          حيث يزعم التطوريون أنه من بقايا الجفن الثالث أو الرامش أو الراف في الحيوانات !!

          وللرد على هذا الادعاء السطحي يكفي أن وجود هذا الجفن في فروع متباعدة على شجرة التطور المزعومة ينسف خرافة السلف المشترك نسفا !!

          وذلك لأنه يوجد في عدد متقطع من الأسماك والزواحف والطيور والثدييات معًا !!!

          وبالصورة التي لا يجد معها التطوريون – كعادتهم أمام هذه المعضلات المتكررة – إلا اللجوء إلى زعم أكثر استحالة من الزعم الصدفوي لوقوع التطور الواحد ألا وهو تطابق وتشابه نفس نتائج التطور العشوائي في أكثر من فرع من الكائنات الحية وبدون علاقة بينهم !!!
          أو ما يُعرف باسم التطور التقاربي أو المتوازي Parallel or Convergent Evolution !!


          والصواب :

          أن هذا الجفن الثالث أو ذلك الغشاء Nictitating membrane هو علامة من أقوى علامات التقدير السابق والغائية والهدف في الخلق وتنوعه بحسب الحاجة !! ولا علاقة بينه وبين الطفرات العشوائية ولا التطور الصدفي المزعوم بصلة ، ويمكن تلخيص فائدته في الحيوانات بالتالي :


          1)) الترطيب
          2)) الحماية
          3)) الرؤية في وجود الماء أو الرياح الشديدة أو أشعة الشمس

          وقد يكون يتحرك ذلك الجفن أو الغشاء أفقيًا أو رأسيًا ،
          فنراه مثلا في الطيور يحميها أثناء الطيران في اتجاه الشمس وأعينها مفتوحة فيحميها من أشعتها ،
          وكذلك في الطيور الجارحة يحمي عيونها من صغارها أثناء إطعامهم ،
          وفي الجمال يحميها من رمال الصحراء ورياحها ،
          وفي الدببة القطبية يحمي أعينها من عمى الثلج الأبيض ،
          ويحمي سمك القرش من فريسته أثناء التهامها ،
          وفي الحيوانات الغواصة كخراف البحر والقنادس يوفر لها رؤية واضحة تحت الماء ،
          في حين يعمل على حماية بعض الحيوانات الغواصة الأخرى من الرمال التي قد تعلق بها عند خروجها للبر مبتلة



          وهكذا نرى أنها كلها وظائف محددة ومعروفة ومفيدة !!

          وكان السؤال الذي يتوجب توجيهه للتطوريين المخادعين هنا هو :

          لماذا يتخلى الانتخاب الطبيعي عن مثل هذه الوظائف للإنسان لو كانت هذه الثنية الهلالية في عينه هي ضامرة وبقايا تطور ولا فائدة منها كما تزعمون ؟!!


          ولكن كل ذلك يزول إذا علمنا أنه لذلك الجزء أهمية كبيرة في الإنسان لترطيب عينه باستمرار وتسييل الدموع بانتظام وهو ما سيتضح لنا بكل سهولة إذا أصابه عطب أو مرض أو خلل !!
          المصدر :
          http://www.oculist.net/downaton502/prof/ebook/duanes/pages/v8/v8c002.html

          =======================

          8- شعر جسم الإنسان والقشعريرة



          هل سمعتم عن Goose bumps !!
          إذ وكما اتضح لنا أن تفكير التطوريين يكاد ينحصر في العلاقات (الشكلية) و (الحجمية) بين الأعضاء في الإنسان وما يناظرها في غيره !!
          ومدى خلو هذه النظرة من أي جدية أو عمق البحث والدراسة والاستقصاء (فكلما صغر العضو أو الجسم في الإنسان عن مقابله من الكائنات الأخرى صار أوتوماتيكيًا عضوًا ضامرًا أو أثريًا لا فائدة منه !!)

          فهم يحاولون هذه المرة استغلال قصر شعر جسم الإنسان مقارنة بغيره من الحيوانات ذات الشعر الكثيف أو الفراء أو الفرو إلخ : في التدليل من جديد على أنه من (بقايا) التطور ؟!
          ورغم أن الإنسان يملك نفس نسبة الشعر على جسمه مثل باقي تلك الكائنات ! فهل ذلك كذلك ؟


          لعله يعرف كل المختصين – وحتى الإنسان العادي غير المؤدلج بالتطور
          أن شعر جسم الإنسان هو عضو حساس جدًا وبمثابة خط الإنذار الأول الدقيق له من الأخطار الصغيرة واللطيفة والتي قد لا يدركها الشخص نفسه بعينه المجردة – مثل الحشرات الضارة كالقمل والبق والتي قد تنقل أمراض التيفود والطاعون

          وكذلك يحمي الشعر السطح الخارجي للجسم من الأتربة ونسبة من الأشعة الكهرومغناطيسية الضارة ,

          هذا غير فائدته في توفير ترطيب مناسب وكفاءة عالية لمنظومة العرق والدهون !!


          ثم الضربة القاضية وهي أن القشعريرة في الإنسان ترتبط كذلك بالانفعالات النفسية والمعنوية واستماع الأشياء المؤثرة

          على النفس مثل الموسيقى مثلا (أو عندنا نحن المسلمين مثل القرآن أو بعض المواعظ والمواقف)

          وكل ذلك يهدم كل ادعاءات التطوريين من الأساس

          =====================

          9- جهاز جاكبسون في الإنسان

          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	18888.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	14.0 كيلوبايت 
الهوية:	738679


          جهاز جاكبسون Jacobson’s organ or Vomeronasal organ يوجد في الأنف ..

          وهو الذي يصفه التطوريون – كعادتهم – بأنه عضو أثري أو بغير فائدة لعدم رؤيتهم لفاعليته بوضوح كما في العديد من الحيوانات الأخرى التي تستخدم نظيره في شم الروائح (أو الفيرمونات) التي تعبر عن الرغبات الجنسية أو الاختيارية عند الزواج

          وإن المرء ليعجب اليوم من تمسك عدد من التطوريين بمثل هذه الأقوال والعلم يُثبت لهم في كل يوم أهمية كل جزء من الجسم وأعضائه !!

          فهذا الجهاز الميكعي الأنفي للإنسان (VNO) : له نفس الخصائص في استحاثات كيميائية وحسية للتأثير غير الإرادي في الغدد الصماء بين ذكور وإناث البشر جنسيًا ونفسيًا ،

          بل وفي إعطاء الإشارة لإفراز هرمون الجونادوتروبين من الغدة النخامية ..

          هذا غير أبحاث أخرى كثيرة تظهر تأثر النساء البالغات خصوصًا برائحة عرق الرجال وتمييزها الدقيق بينها وربطها برائحة عرق الآباء بواسطة هذا الجزء الهام في الأنف

          (ولذلك تصفه بعض هذه الدراسات بأنه هو الحاسة السادسة Sixth Sense)


          ولذلك لم يعد مُستغربًا أن تخرج علينا نتائج أبحاث كثيرة لتسرد لنا حقيقة فائدته في البشر البالغين ومثل البحث التالي كمثال :
          http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/9929629

          ======================

          10- الجينات الخردة في الإنسان

          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	19999.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	12.4 كيلوبايت 
الهوية:	738680

          وهي التي سموها Junk Gene
          وتحتل مساحات شاسعة من الحمض النووي الوراثي مقارنة بالأجزاء الصغيرة التي تحمل جينات : ثم انصدم التطوريون بعد ذلك بظهور وظائف كلية لهذه المساحات الشاسعة في تنظيم عمليات نسخ الجينات ومتى تبدأ وكيف تنتهي أو تتوقف أو يتغير ظهورها أو تتراكب إلخ


          وقد بدأت الدراسات تتحدث عن تلك المناطق الكثيرة المفيدة منذ عام 2002م !! وكما في الرابط التالي من الجارديان البريطانية :
          Genetic code of mice takes man to new frontiers in medical research
          http://www.theguardian.com/education/2002/dec/12/science.highereducation1


          ونقرأ في أول فقرة من المقال :
          تغير نظرة الباحثين والعلماء إلى الحمض النووي الخردة أنه بدأت تظهر لهم العديد من فوائده :
          The huge stretches of genetic material dismissed in biology classrooms for generations as “junk DNA” contain instructions essential for the growth and survival of people and other organisms


          ومن الواشنطن بوست في نفس العام :
          ‘Junk DNA’ Contains Essential Information
          http://www.arn.org/docs2/news/junkdnaessential120802.htm



          ومن الساينس ديلي :
          Essential Cell Division “Zipper” Anchors To So-Called Junk DNA
          http://www.sciencedaily.com/releases/2002/08/020830072103.htm



          فإذا كان هذا هو من 2002م فقط !! فتخيلوا ماذا وصل إليه العلم اليوم والتطوريون لا زالوا يدلسون ويكذبون على غير المتخصصين من أتباعهم ؟!!


          جدير بالذكر أن هذه الأكذوبة سقطت تماما بالكلية ورسميا عام 2012م في مقال تفصيلى بالسيانتيفك اميريكان بعنوان :

          كنوز مخفية في الحمض النووي الخردة Hidden Treasures in Junk DNA
          http://www.scientificamerican.com/article/hidden-treasures-in-junk-dna/



          حيث بدأ كاتب المقال باقتباس العبارة التالية للبروفيسور إيوان بيرني Ewan Birney المنسق العام لمشروع الدي إن إيه اينكود ENCODE أو Encyclopedia of DNA Elements حيث يقول :


          ما كنا نعرفه يوما كحمض نووي خردة : تحول إلى منبع للكنوز المخفية
          What was once known as junk DNA turns out to hold hidden treasures,

          ======================

          11- أجنحة الطيور التي لا تطير
          اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	19889889.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	29.6 كيلوبايت 
الهوية:	738681


          أو Flightless birds وهي مثال من أشهر الأدلة التي يسوقها التطوريون لعوام الناس وبسطائهم على الأعضاء غير ذات الفائدة ، مستغلين بذلك ارتباط كلمة (جناح) بالطيران غالبا عند أكثر الناس

          وللرد على ذلك الزعم نقول :

          يجب أن نفهم كيف تتوزع فصائل وأنواع وشعب الكائنات الحية بكل اتزان على سطح الأرض لتضمن التكامل الغذائي التام فيما بينها ،

          فإذا فهمنا ذلك سنقف على حكمة من أهم حكم الله تعالى في محدودية قدرات كل كائن حي بما قدره الله تعالى له من وظيفة ومكان ودور غذائي !!

          وإلا لنا أن نتخيل مثلا الصقور تبيض مثل الذباب أو السمك – أي بأعداد هائلة !! ماذا سيكون حال الأرض ساعتها – وكذلك لنا أن نتخيل لو أن دورة حياة وعمر الذباب هي أطول من وضعها الحالي !! كيف سيكون حال كوكبنا وقتها ؟!

          وبهذا التفكير المضطرد نتمكن – وبكل سهولة الآن – من تفسير وجود أجنحة الطيور التي لا تطير !!


          حيث يجب أن نوضح حقيقة هامة وهي أن الأجنحة نفسها غاية في كمال الخلق ودقة مناسبتها لوظيفتها المختلفة !!
          ولن نتحدث عن أجنحة الطيور الطائرة – وهي التي أعجزت التطوريين من كل جهة

          ولكن نتحدث عن أجنحة الطيور الغواصة في الماء – وعلى رأسها البطريق –

          وكيف تعطي له بتكوينها وريشها القصير القاسي (أو الأملس الصقيل) سرعات تحت الماء تبلغ 24 إلى 30 كيلومترًا في الساعة !!

          أو نذكر أجنحة الطيور التي تجري وتعدو بسرعة كبيرة – كالنعام مثلا – والتي تستخدم جناحيها كمكابح أثناء العدو والتوجيه والدوران المفاجيء أثناء المطاردات أو الهرب من الافتراس والقنص – قد تصل سرعتها من 55 إلى 80 كيلومترًا في الساعة !

          أو نتحدث عن الطيور الداجنة – كالدجاج مثلا – والتي يقتات عليها الإنسان منذ قدم حضاراته كغذاء أساسي وإلى اليوم – بعض الدجاج يبيض 148 بيضة في العام وبعض الدجاج الأبيض قد يصل إلى 280 بيضة في العام !!

          ومثله بعض الطيور التي لا تطير بجناحيها وإنما تستطيع القفز المحدود بهما فقط أو التسلق اليسير !!

          والشاهد :

          أن الله تعالى الذي خلق التكامل الغذائي بين الحيوانت في دورات غاية في الدقة والانتظام ، هو الذي اختار ما يكون من الطيور طائرًا في الجو – ومنها السريع والعادي والثقيل أو البطيء – كل منهم حسب دائرة غذائه سواء كان مفترسًا أو فريسة ،

          وكذلك ما يكون منها غواصًا أو يعيش في الماء –

          وبعض الطيور لا تفارق الماء

          وبعضها لا يفارق الماء والجو ولا يمشي على اليابسة أبدًا

          أو منها ما تكون حياته بين الأشجار

          ومنه ما لا ينزل من على الأشجار مطلقا إلا أن يطير !!

          ومنها ما يعدو على الأرض بسرعة كبيرة

          ومنها ما يعيش على الأرض يقتنص دودها وحبوبها إلخ ويُعتبر طعامًا وغذاءً لغيره بلحمه أو بيضه مثل الدجاج أو الكيوي ذي البيض الكبير .
          والحمدلله رب العالمين

          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #35

            بيضة الدجاجة تهدم التطور !


            في الفيديو التالي سنرى معا بعض أدلة الخلق المباشر من الله تعالى لكل مخلوق كما هو بعدما أعطاه صورته التي عليها ثم هداه للسلوك بمقتضاها :


            1... سنرى كيف يوجد في قشرة البيضة الواحدة 10 آلاف ثقب صغير لدخول الهواء للتنفس !!

            سواء كانت البيضة مخصبة (أي ملقحة وفيها جنين) أو غير مخصبة

            2... وسنرى أهمية الغشاء الرقيق الذي نراه كلنا تحت قشرة البيضة مباشرة : حيث يتصل به وريدان من جنين الدجاجة

            في حالة البيض المخصب - أحدهما للحصول على الهواء الذي يدخل عن طريق ثقوب القشرة والآخر لإخراج فضلاته

            3... وكذلك سنعرف فائدة الجزء الفارغ الصغير بين جسم البيضة وقشرتها (كيس الهواء) والذي نراه كلنا ولم يتفكر

            أحدنا فيه ؟

            4... وسنرى أيضا كيف يتصل وريدان آخران بصفار البيضة للتغذي منه

            5... وأخيرا سنرى (سن البيضة) ذلك النتوء الصغير الذي ينشئه الله تعالى على طرف منقار الكتكوت الصغير لأعلى

            خصيصا لينقر به قشرة البيضة في مكان محدد وفتحة محددة في اليوم 19 - ليتنفس منه عندما يكبر جسده !! والذي

            يستمر إلى يوم 21 عندما يخرج بأكمله من البيضة وتتحلل عنه كل الأوعية التي كانت تربطه بها من الداخل !!



            والسؤال الآن :


            لو تم فقد أي واحدة من تلك الإعدادات الخاصة التي قدرها الله عز وجل له :

            فلن يحيا الكتكوت الصغير أو ينمو هذا الفرخ أو الصوص إلى أن يخرج من البيضة !!

            وكذلك يجب ان يظهروا معا في وقت واحد والا مات .

            وهذا مخالف لفرضيات التطور

            فهل جربت
            الطبيعة العشوائية العمياء أن تخرج له قشرة بيض مثقوبة وأخرى غير مثقوبة لكي يتحصل على الهواء ؟!!

            وهل جربت أن تجعل له غشاء بمواصفات دقيقة أم لا ؟!

            وهل جربت أن يتصل بأي الأوردة من جسد الجنين أم لا ؟!!

            وهل جربت أن يوجد فراغ (كيس هواء) ضروري أم لا ؟!!

            وهل وهل وهل

            وفي النهاية :

            كيف تعلم الجنين الذي لا حول له ولا قوة كل هذه المعلومات والسلوكيات الغريزية التي لو تخلفت يوما لمات ؟!!

            وسبحان الله العظيم

            لاحول ولاقوة إلا بالله

            تعليق


            • #36
              المشاركة الأصلية بواسطة هنيبال مشاهدة المشاركة
              ليس غريبا ان نسمع مثل هذه السخافات من داروين واشباهه .
              فله كامل الحرية ليثبت للعالم ان جده كان قردا، لانه لايملك مرجعا ولا معتقدا يعود إليه في مثل هذه المسائل!
              ولكن المعضلة وقاصمة الظهرهي أن نجد من بين المسلمين من يقول بهذه السخافات تحت دريعة العلم بزعمهم ...وأي علم هذا!
              والأدهى وأمر أن نجد مراجع تضم مثل هذه العقائد الفاسدة تدرس للناشئة في البلاد اللإسلامية !...والله المستعان.

              الشكوى لله أخي هنيبال

              نعم أخي - الأدهى أن نجد من المسلمين من يكافح عن هذا التطور ويردد ترّهاتهم - التي يرفضها العلم يوما بعد يوم

              زلزلوا المنابر دفاعاً عن التطور بإسم التنوير وبإسم العلم - وكأن تقدم الأمة وازدهارها متوقف على إثبات التطور !

              فهؤلاء أخي إما مخدوعين بهذا العِلم الزائف - أو مُخادعين لأنفسهم قبل خداعهم للناس - نسأل الله لنا ولهم الهداية

              وفقك الله
              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق


              • #37

                سلسلة : نظرية التطور - رؤية نقدية (1) المقدمة

                للدكتور الطبيب / هشام عزمي – مركز الفتح للبحوث والدراسات


                يُعد عام 1953 عامًا محوريًا في تاريخ الجدل القائم حول نظرية التطور , ففي هذا العام تم اكتشاف مادة الشريط الوراثي الـ
                DNA على أيدي جيمس واتسون James Watsonوفرانسيس كريك Francis Crick .


                قبل هذا الاكتشاف لم يكن لدى العلماء أي فكرة عن كيفية تشكل الكائنات الحية .

                نعم ، كانوا يعلمون كيف يتكون الجنين وكانوا يعلمون عن الجينات وتوارث الصفات ، لكنهم كانوا يجهلون ما الذي يتحكم في عملية تكوين أو تشكيل جنين الإنسان مثلاً .

                الآن نحن نعلم أن تتابع النيوكليوتيدات – وحدات الـDNA– هو الذي يتحكم في ملايين الخطوات التي تحول البيضة المخصبة إلى كائن حي عديد الخلايا كالإنسان ،
                وفي كل خلية من هذه الخلايا العديدة توجد نسخة كاملة طبق الأصل من نفس المادة الوراثية .

                قبل اكتشاف الـ
                DNA كان العلماء ينظرون إلى الخواص الشكلية والظاهرية للحيوانات ، ثم يقولون أن وقوع التشابه في هذه الخواص هو دليلٌ على التطور وأن هذه الحيوانات متصلة ببعضها البعض على شجرة التطور حيث تجد لكل واحد من الأنواع الحية مكانًا على هذه الشجرة .

                وكان علم المورفولوجي Morphology هو المختص بدراسة التركيب الظاهري للأنواع المختلفة لتحديد العلاقات التطورية بينها ، لكنه الآن بعد اكتشاف الـDNA لم يعد له قيمة كدليل على صحة نظرية التطور .

                رغم هذا فما زال البعض يستعمل التشابهات الشكلية والمورفولوجية عند الحديث عن إثبات نظرية التطور ،

                لكن من الناحية العلمية المحضة فهذه الأطروحات قد تجاوزها الزمن تمامًا .

                قبل اكتشاف الـDNA كان من اليسير أن نجمع بعض الأنواع الحية المتشابهة شكليًا ثم نرسم شجرة التطور .
                وبسبب العدد المهول للكائنات الحية التي تعيش والتي عاشت على هذا الكوكب ، فمن الممكن بسهولة وضع كل الكائنات في شجرة التطور المزعومة وجعلها تبدو قريبة شكليًا وتطوريًا من بعضها البعض .

                وبسبب هذا العدد المهول كذلك ، كان من اليسير إيجاد أنواع "انتقالية" تصلح لسد الفجوات في شجرة التطور ،

                فعلى سبيل المثال من الممكن عن طريق خلط بعض الحفريات الأساسية - الخروج بإدعاء أن بعض الحيوانات التي كانت تعيش على اليابسة ، مثل الخرتيت، قد تطورت إلى حيتان تسبح في البحار كما يزعم بعض مؤيدي نظرية التطور بالفعل .

                لكن رغم هذه الأدلة الظاهرية المزعومة لأنصار نظرية التطور لم تكن حجتهم قادرة دومًا على دحض مخالفيهم ,

                فعلى سبيل المثال كان هناك العديد من الأنواع الحية لا يمكن إيجاد أسلافٍ تطوريةٍ لها بسبب خصائصها التشريحية والوظيفية الفريدة وفائقة التعقيد .


                فالزرافة مثلاً كان لديها خواص فريدة في القلب والرقبة وسائر الأعضاء تسمح لها بأن تهبط برأسها إلى أسفل لشرب الماء دون أن تختنق أو أن تنفجر الدورة الدموية للمخ عن طريق آليات فسيولوجية ليس لها نظير في أي كائن حي آخر ،


                أي أن الزرافة ليس لها سلف في هذه الخصائص الفريدة .


                مثال آخر لعدم وجود السلف التطوري هو
                الانفجار الكامبري , فكثير من الحفريات المكتشفة في كندا ليس لها أسلاف معروفة.

                في الحقيقة الانفجار الكامبري يثير قضية أخرى :
                فداروين تنبأ بأن عدد الأنواع الجديدة المكتشفة عن طريق الحفريات سوف يزداد مع الزمن حتى يملأ الفجوات التطورية بين الأنواع ، لكن الانفجار الكامبري يخالف هذا التنبؤ حيث ظهرت العديد من الأنواع في سجل الحفريات فجأة دون أي سلف .

                بالطبع يمكن تفسير هذا الانقطاع في سجل الحفريات بأن هذه الأنواع التطورية الوسيطة لم توجد أصلاً أو أن الزمن قد قام بمحو حفرياتها وأي آثار تدل عليها .

                لكن التطوريين إدراكًا منهم لهذه المشكلة :
                قد قاموا بابتكار مصطلح التوازن المتقطعPunctuated Equilibrium أو القفزات التطورية ليحل محل التدرج الذي دعا إليه داروين , لأن هذا هو نتيجة ملاحظاتهم في سجل الحفريات .

                في هذه الحالة نحن رصدنا خطأ ما في المنظومة التطورية ، فهرع التطوريون إلى استحداث مصطلح أكاديمي فخم ، كالتوازن المتقطع ، يعني بالضبط عكس ما تدعو إليه الداروينية ، ثم هم مستمرون في الترويج لنظرية التطور وكأن شيئًا لم يكن !
                ألا ترون شيئًا خاطئًا في هذه الصورة ؟

                لكن استخدام المصطلحات الفاخرة كالتوازن المتقطع لن ينقذ النظرية من البطلان لأننا ما زلنا نذكر مزاعم داروين ،
                ومن الجليّ أن معطيات علم الحفريات لا تساند عددًا لا يُستهان به من توقعاته الكبرى .
                لقد كان سجل الحفريات مليئًا بالثغرات بشكل كان يؤدي بنظرية التطور إلى الموت البطيء .

                بعد اكتشاف الـDNA في عام 1953 كان من المنتظر أن تسقط نظرية التطور بالضربة القاضية ,

                الآن صار مفروضًا على علماء الداروينية أن يشرحوا لنا كيف تقوم سلسلة من الحوادث العشوائية بخلق جزيئات الـDNA بالغة التعقيد لملايين الأنواع الحية المختلفة .

                مع مرور الوقت ساء الوضع أكثر نظرًا للكشوفات العلمية المتوالية عن مدى التعقيد والدقة والتركيب الفائق لجزئ الـDNA، ومع كل اكتشاف كانت نظرية التطور تبدو في وضع أسوأ من السابق حيث تزداد صعوبة تفسير كيف ينشأ جزئ الـDNAالفريد الخاص بكل نوع من الأنواع الحية .

                ولتقريب الصورة دعنا نضرب مثالاً قريبًا :

                هل من الممكن لانفجار فوضوي عشوائي في ساحة للسيارات الخردة مهجورة من ثلاثينيات القرن الماضي أن يؤدي لخلق سيارة مرسيدس جديدة من طراز 2016 محركها يدور بكفاءة وبها مشغل اسطوانات
                CD Playerيعمل بكفاءة وهاتف نقال يعمل عن طريق الأقمار الصناعية ومصابيحها الأمامية تضيء بقوة علمًا بأن مشغل الاسطوانات والهاتف النقال بالأقمار الصناعية لم يكونا قد وجدا في الثلاثينيات من القرن الماضي ؟

                مستحيل بالطبع !

                لكن هذا بالضبط ما يريدنا التطوريون أن نقبله في كلامهم عن نشأة الأنواع الجديدة عن طريق الطفرات العشوائية .

                فضلاً عن هذا فإنه من المعلوم أن جميع الحيوانات والنباتات ، بل والكائنات وحيدة الخلية ، يحوي كل منها الـDNA الخاص به .

                وبالتالي فهناك ملايين الشفرات الوراثية للكائنات الحية والمنقرضة .
                ومع اكتشاف الـDNA تغيرت تمامًا دلالة شجرة التطور ، وصار من اللازم على العلماء أن يفسروا كيف ظهر شريط المادة الوراثية الـDNA لكل أنواع الكائنات على وجه الأرض .

                وصار السؤال المحوري هو :

                كيف يتحول الشريط الوراثي الخاص بنوع ما بشكل يؤدي إلى ظهور نوع جديد تمامًا ؟
                ومما يزيد السؤال غرابة هو أن النوع الثاني الجديد كان يُعتبر أرقى وأكثر تطورًا .

                ومما تجدر الإشارة إليه كذلك أن هذا التحول كان يقع دون أخطاء ، بمعنى أنه لا توجد ملايين المقابر العملاقة للمحاولات الفاشلة في هذا التحول من نوع إلى نوع آخر جديد كما قد يتوقع البعض فالتحول دومًا مثالي ونموذجي ! يا للعجب !

                فالسؤال المحوري في الجدال القائم حول نظرية التطور هو :

                من أين جاءت المادة الوراثية للأنواع الجديدة ؟

                أو على وجه الخصوص :
                من أي جاءت المادة الوراثية للإنسان ؟
                أو بكلمات أخرى :
                من أي جاءت المادة الوراثية الفريدة المميزة لكل نوع من الكائنات الحية خصوصًا الإنسان ؟

                لا يملك التطوريون إجابة حقيقية على هذا السؤال ، لهذا يخوضون في مسائل تشتت التركيز بعيدًا عن هذا السؤال المحوري ، وفي نفس الوقت يتظاهرون بأنهم قد أجابوا السؤال فعلاً ! ثم هم يلجئون إلى التلاعب بالمصطلحات بشكل يصرف الانتباه عن نقاط الضعف في النظرية حتى لا يتشكك أحدٌ في مصداقيتها .

                إنما الحقيقة أنه لا بد من إبطال كل قوانين علم الإحصاء حتى يمكن لنظرية التطور أن تسوغ عقلاً وحتى يمكن أن تنشأ المادة الوراثية من طريق التطور الدارويني .

                قوانين الإحصاء وسيناريوهات المحاكاة المعدة عن طريق الكمبيوتر Computer Simulations لا يتم استدعائها أو الاستعانة بها من طرف التطوريين ، بل يتم تجاهلها والإعراض عنها .فعلى سبيل المثال ،

                لا يوجد جهاز كمبيوتر على سطح الأرض قد بلغ من التعقيد والتركيب – ولو من طرفٍ بعيدٍ – ما بلغه شريط الـ
                DNA الوراثي للإنسان ،
                فمن المفروض أن تكون برامج المحاكاة المصممة عن طريق الكمبيوتر اختبارًا منصفًا لسيناريوهات نظرية التطور .

                لكن القوم يرفضون اللجوء لهذه البرامج لأنها لا تقدم النتائج التي يريدونها .

                في الحقيقة لا يوجد في أي علم من العلوم – بخلاف نظرية التطور – الزعم بأن الحوادث العشوائية تستطيع خلق أي شيء معقد ودقيق ويعمل بكفاءة ،

                لكن نظرية التطور تزعم أن هذا حدث ملايين المرات مع هامش خطأ ضئيل جدًا لا يكاد يذكر .

                هل
                جرب أحدكم أن يأخذ برنامج كمبيوتر ويقوم بإجراء تعديلات عشوائية في الكودالثنائي binary code لهذا البرنامج ليخرج ببرنامج جديد يقوم بوظائف ومهاموعمليات جديدة لم يكن البرنامج الأصلي يقوم بها ؟
                طبعا مستحيل !

                رغم هذا فنظرية التطور تزعم أنه يمكن أخذ الشريط الوراثي من الـ DNA الذي هوأعقد بمراحل من أي برنامج كمبيوتر صممه إنسان على وجه الأرض واستخراجالملايين من أشرطة الـDNA منه عن طريق الحوادث العشوائية !

                ومع تعمق العلماء في دراسة تركيب وتعقيد شريط الـDNA ، تزداد نظرية التطور بعدًا عن العقل والمنطق السليم . لكن بدلاً من إعادة النظر في هذه النظرية والتشكيك في أطروحاتها ، نجد أن القوم يزدادون تمسكًا بها دون أن يقدموا أدلة علمية معتبرة عن الأسباب التي تدعوهم لهذا .

                لا يمكن للعشوائية أن تخلق الدقة والتعقيد والإحكام في كائنٍ واحدٍ ، فضلاً عن ملايين الأنواع من الكائنات الحية على سطح الأرض . لكن نتيجةً للخداع والتدليس ، خصوصًا في استعمال المصطلحات ، قليلٌ جدًا من الناس ينتبه لحقيقة أن اكتشاف شريط الـDNA قد أظهر هشاشة وعبثية نظرية التطور ، وسنسعى في هذه السلسلة من المقالات لتوضيح هذه النقطة بجلاءٍ وتفصيلٍ إن شاء الله تعالى .

                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق


                • #38
                  سلسلة : نظرية التطور - رؤية نقدية (2) التطور الصغير

                  التطور الصغير

                  Microevolution

                  كان من المفروض أن يؤدي اكتشاف الحمض النووي
                  DNA إلى تغير الكثير من اصطلاحات علم الأحياء ، وهو بالفعل قام بتغيرها ليس لتكون أكثر دقة ، بل لتكون أكثر مراوغة !

                  تكمن الخدعة الرئيسية للتطوريين في مسألة التلاعب بالألفاظ والمصطلحات ، فهم لا يستعلمون المصطلحات بنفس المعاني التي توحي بها ،

                  لهذا من الضروري تحرير المصطلحات لدى طرفي النزاع (القائلين بالخلق المباشر والقائلين بالتطور) حتى يكون البحث على أسس وقواعد سليمة .

                  سنبدأ بأول مصطلح وهو تركيب الحمض النووي DNA structutre لأنه مفتاح بقية المصطلحات

                  والمقصود به أن كل كائن حي على وجه البسيطة أو تحت أديمها ، سواء كان ما يزال موجودًا أو صار منقرضًا ، وسواء كان حيوانًا أو نباتًا أو باكتيريا ، لديه تركيب فريد من الحمض النووي
                  unique DNA structure .

                  كون تركيب الحمض النووي فريدُا لكل كائن يعني أنه يملك هيكل مخصوص لترتيب وتراص الجينات على الشريط الوراثي لا يشاركه فيه كائن آخر .

                  هذا التركيب للحمض النووي هو الذي يحدد ماذا سيكون هذا الكائن الحي وما هو شكله وما هي وظائفه الحيوية وما هي قدراته ،

                  فتركيب الحمض النووي لدودة القز يختلف تمامًا عن ذلك الذي للفأر وعن ذلك الذي لزهرة عباد الشمس .

                  فمثلاً لو لدينا حيوانان يحتوي الحمض النووي لكل منهما على 10 آلاف جين لها نفس الوظيفة والترتيب والمواضع داخل الشريط الوراثي ،
                  فهذا يعني أن هذان الحيوانان لهما نفس تركيب الحمض النووي حتى لو كانا مختلفين ظاهريًا مثل الكلب الدانماركي الضخم
                  Great Daneوالكلب الشيواوا Chihuahua .


                  هذا يقودنا إلى المصطلح الثاني وهو النوع species
                  وحقيقته أن كل تركيب مخصوص للحمض النووي يميز نوعًا مخصوصًا من الكائنات الحية ،

                  فإذا كان لكائنين نفس تركيب الحمض النووي فهذا يعني أنهما من نفس النوع .

                  وإذا اختلفا في تركيب الحمض النووي ، فهذا يعني أنهما من نوعين مختلفين .

                  وكما ضربنا المثال بالكلب الدانماركي الضخم والشيواوا ، هما كذلك من نفس النوع لأنهما يملكان نفس تركيب الحمض النووي رغم اختلاف الصفات داخل هذا التركيب ، فهما من نوع الكلاب رغم أنهما ينتميان لسلالتين مختلفتين .

                  فعندما نقول إن الكلب الدانماركي الضخم والكلب الشيواوا من نفس النوع ، فنحن لا نعني أن الشريط الوراثي متطابق في كل نيوكليوتيدة ،

                  بل نقصد أن هيكل ترتيب وتراص الجينات داخل الشريط الوراثي وطول ووظيفة كل جين متماثلة مع وجود اختلاف في الصفات التي تحملها هذه الجينات .

                  ولنضرب مثالاً يقرب المفهوم إلى الأذهان ,
                  نحن نعرف أن السيارات كلها ذات أربع عجلات ، لكن هذه العجلات تختلف في الشكل والمواصفات من سيارة لأخرى ، إنما هذا لا يغير من حقيقة كونها سيارة في نهاية المطاف .

                  كذلك تركيب الحمض النووي هو نفسه في النوع الواحد مع اختلاف صفات الجينات فجين لون العينين مثلاً موجود في كل الناس ، لكن اللون نفسه يختلف من شخص لآخر ، فهناك من يحمل جين اللون الأسود ومن يحمل جين اللون الأزرق أو البني أو الأخضر ،

                  لكن كل هذه الاختلافات تقع داخل النوع الواحد وليست بين نوع وآخر .

                  كذلك لكي يكون الكلب الدانماركي الضخم والشيواوا من نفس النوع
                  لابد أن يكون الحمض النووي لكل منهما له نفس الطول ونفس منظومة الجينات ، وهذا هو الحاصل في الواقع .

                  بينما تركيب الحمض النووي من الجينات الذي يميز الأسد يختلف تمامًا عن ذلك الذي يميز زهرة الأوركيد في طول الشريط الوراثي ومنظومة الجينات المتراصة عليه ، وذلك لأنهما ليسا من نفس النوع .

                  فالمقصود بالنوع وتركيب الحمض النووي هو نفس الشيء ، ولا فرق بينهما في حقيقة الأمر ، وكل منهما يدل على الآخر .

                  يضاف إلى هذا أنه في الكائنات التي تتزاوج جنسيًا عن طريق تلاقي الذكر والأنثى لابد من توافق تركيب الحمض النووي لكل منهما حتى يحدث تخصيب البويضة بالحيوان المنوي ، سواء حدث هذا التخصيب في الطبيعة أو في أنبوبة اختبار .

                  ما الداعي لذكر أنبوبة الاختبار هنا ؟ السبب هو التنوع الجيني داخل النوع الواحد مما يؤدي إلى ظهور سلالات مختلفة ظاهريًا بشكل كبير ، وهنا يصلح مثالنا عن الكلب الدانماركي الضخم والكلب الشيواوا ،
                  فهما سلالتان من نفس نوع الكلاب ، والتزاوج بينهما غير ممكن في الطبيعة نظرًا للاختلاف الكبير في الحجم ،
                  لكنه يمكن حدوثه في أنبوبة اختبار بالمعمل نظرًا لتوافق تركيب الحمض النووي ، ويكون الناتج هجينًا يحمل صفات الأبوين .


                  المصطلح الثالث هنا هو التطور الصغير
                  microevolution
                  ويُقصد به أنه عند تلاقح ذكر وأنثى من نفس النوع ، فإن ذريتهما يكون لها نفس تركيب الحمض النووي وتنتمي إلى نفس النوع ،
                  لكن صفات هذه الذرية تختلف عن كل من الأبوين ، فلا يكون الأبناء صورة طبق الأصل من الأب أو من الأم ، بل هجين بينهما .

                  فالتطور الصغير يشير إلى التنوع والاختلاف داخل النوع الواحد من الكائنات الحية وإلى التنوع والاختلاف داخل نفس تركيب الحمض النووي .

                  يجدر بنا في هذه النقطة أن نذكر بأننا قصدنا بتركيب الحمض النووي الذي يميز نوع معين أن الحمض النووي للشريط الوراثي له نفس الطول والهيكل البنائي ونفس منظومة الجينات ومواضعها ،
                  لكن النيوكليوتيدات في الجين الواحد قد تختلف لتعطي صفات مختلفة وأنماط مختلفة من هذا الجين ،
                  وضربنا المثال بالجين المسئول عن لون العينين ، فقد يحمل اللون الأسود أو الأزرق أو الأخضر أو العسلي .. إلخ .. لأجل هذا قد يبدو كائنان متماثلين أو مختلفين قليلاً أو مختلفين تمامًا رغم انتمائهما لنفس النوع .

                  وهذا هو نفس ما يحدث مع الكلاب (كنوع) . فما يحدث في التطور الصغير عند تزاوج الذكر والأنثى – سواء في الطبيعة أو في أنبوبة اختبار – وإنجابهم ذرية قادرة على التكاثر بدورها ،
                  هو أن الحمض النووي للأبناء يكون خليطًا من الحمض النووي للأبوين ، لأنهم سيحصلون على شريط من الأب وآخر من الأم ليكون الشريط الوراثي المزدوج الذي سيكون له نفس تركيب الحمض النووي للأبوين والذي يميز نوع الكلاب .
                  ورغم أنهم سيبدون مختلفين عن أبويهم إلا أنهم يحملون نفس تركيب الحمض النووي وينتمون لنفس النوع .

                  نفهم مما سبق :

                  أن التطور الصغير لا يخلق أنواعًا جديدة ، لكنه قادر على خلق أفراد جديدة من نفس النوع أو سلالات جديدة داخل النوع الواحد ،
                  وهؤلاء الأفراد أو السلالات الجديدة يملكون نفس تركيب الحمض النووي وينتمون لنفس النوع .
                  قد يكون للأبناء ألوان مختلفة أو أحجام مختلفة أو أشكال مختلفة ، لكنهم سيظلون – مثلاً – كلابًا من نفس نوع الكلاب ، وسيظل لهم نفس تركيب الحمض النووي بكل خصائصه ومواصفاته المميزة للنوع .

                  عندما نرى خصائص ظاهرية بارزة وسمات مميزة لمجموعتين من الحيوانات التي تحوي نفس تركيب الحمض النووي ، فنحن نشير إليهم بأنهما سلالتان مختلفتان .

                  مثال : الشيواوا والدانماركي الضخم سلالتان مختلفتان من نوع الكلاب . أو بتعبير آخر ، السلالات المختلفة لها نفس تركيب الحمض النووي ،
                  لكنها لا تملك نفس ترتيب النيوكليوتيدات في الجينات داخل هذا التركيب .
                  الجين في الشريط الوراثي قد يكون غاية في الطول ، لكنه يتكون من أربعة أصناف من النيوكليوتيدات
                  A C G T في الحمض النووي DNA .
                  يؤدي التطور الصغير إلى وقوع تغير في ترتيب النيوكليوتيدات داخل الجينات ، مما قد يؤدي إلى ظهور صفات مختلفة مثل تغير لون الفراء في الكلب ، لكن طول الجين وعدد النيوكليوتيدات فيه يظل ثابتًا كما هو .

                  فحقيقة التطور الصغير أنه عبارة عن تغير يقع في المظهر الخارجي أو الوظائف الحيوية أو القدرة على التكاثر أو تتابع النيوكليوتيدات داخل الجين الواحد ،

                  لكنه لا يشمل التغير في تركيب الحمض النووي المميز للنوع .

                  وبينما يقوم تركيب الحمض النووي بتحديد كل نوع ، يقوم ترتيب النيوكليوتيدات داخل الجينات بتحديد التنوع والاختلافات بين سلالات النوع الواحد ، وهذا هو التنوع هو المقصود بالتطور الصغير .

                  فخلاصة الموضوع أنه مع التطور الصغير لا توجد أنواع جديدة ، قد توجد سلالات جديدة ، أما أنواع جديدة فلا !
                  نشوء أنواع جديدة يتطلب وقوع التغير في تركيب الحمض النووي نفسه ، وهذا ما سوف نناقشه عند الكلام عن التطور الكبير في المقال القادم .

                  باختصار فإن مصطلحات النوع وتركيب الحمض النووي والتطور الصغير كلها تدور حول نفس الشيء ، وهو نفس النوع أو نفس تركيب الحمض النووي ،

                  فلو هناك كائنان على وجه الأرض من نفس النوع لكنهما يبدوان مختلفين ظاهريًا ، فهذا يعني أنهما ينتميان لسلالتين مختلفتين ، والسلالات تظهر عن طريق التطور الصغير .

                  من المهم جدًا أن نستوعب مفهوم النوع الذي يملك جميع أفراده نفس تركيب الحمض النووي لأنه سيقودنا إلى نقطة مهمة بخصوص الذرية القادرة على الإنجاب والتكاثر ,

                  فإذا تزاوج ذكر وأنثى من نفس النوع لكن من سلالات مختلفة ، هل ستكون ذريتهما قادرة على الإنجاب ؟
                  الإجابة هي نعم ، لأن تركيب الحمض النووي عند تخصيب بويضة الأنثى بالحيوان المنوي الذكري سيكون متوافقًا ،
                  وبالتالي سيتكون شريط وراثي يمكنه نقل صفاته لأجيال أخرى مقبلة .

                  لكن هل سيبدو الأبناء مثل الآباء في هذه الحالة ؟

                  هنا الإجابة ليست بالضرورة نعم ، فقد يشبهون أحد الأبوين أو لا ، وقد يشبه أحدهم أحد الأبوين في صفة أو أكثر ولا يشبهه في البقية ، وقد تكون بعض صفات بعض الأبناء مختلفة تمامًا عن صفات الأبوين ، وباب الاحتمالات مفتوح على مصراعيه .

                  والحقيقة أن القائمين على تربية الحيوانات والطيور وغيرها لديهم خبرة كبيرة في تزويج السلالات المختلفة وتهجينها لإخراج سلالات ذات صفات معينة ومميزة ومخصوصة ، لكنهم يدركون جيدًا أن هناك حدودًا لهذا التهجين الانتقائي ،

                  وذلك لأنه لا توجد جينات جديدة يمكن إضافتها من الخارج ، بل هم محكومون بالجينات المتاحة في تركيب الحمض النووي للنوع .

                  فالقضية المحورية هي أن الأبناء الناتجين عن تزاوج الذكر والأنثى من سلالتين مختلفتين سيكونون من نفس النوع ولهم نفس تركيب الحمض النووي كأبويهم ، وسيكونون بالتالي قادرين على الإنجاب في الظروف الطبيعية ، وستكون ذريتهم المستقبلية من نفس النوع ، لكن لا يشترط أن تكون من نفس السلالة .

                  في هذا الإطار نستطيع أن نضع عصافير داروين Darwin's finches كمثال على التطور الصغير .

                  كل هذه العصافير تنتمي لنفس النوع وتملك نفس تركيب الحمض النووي ، لكن كل سلالة منها تحمل صفات مختلفة على جيناتها مما أدى إلى وجود اختلافات بينها في العديد من الصفات مثل حجم ولون الريش وقوة وشكل المنقار .
                  الانتخاب الطبيعي أو قانون البقاء للأصلح يمكن تطبيقه على هذه العصافير المختلفة نظرًا لوجود هذه الاختلافات فيما بينها .

                  قبل اكتشاف الحمض النووي DNA لم تكن هناك وسيلة للتميز بين التطور الصغير microevolution والتطور الكبير macroevolution ،

                  ولأجل هذا كانت تعتبر عصافير داروين أمثلة سليمة على صحة التطور في أيام داروين .

                  أما الآن :

                  فنستطيع تصنيفها كأمثلة على التطور الصغير .

                  بعد اكتشاف الحمض النووي ، أدركنا أن عصافير داروين تقع في نفس النوع لأن الحمض النووي فيها يختلف فقط في إطار التطور الصغير .

                  قد يعتبرون سلالات مختلفة ، لكنهم من نفس النوع .

                  وهذا ما نود تنبيه القارئ الكريم إليه , فإن التطور الصغير في أيام داروين كان يُشار إليه باسم التطور evolution لأن الحمض النووي كان مجهولاً ومصطلح التطور الصغير لم يكن قد ظهر إلى الوجود .

                  اختلاف تتابعات النيوكليوتيدات يمكنه أن يخلق أحجام وأشكال ووظائف مختلفة لمناقير العصافير وأنماط وألوان مختلفة للريش وغيرها من الاختلافات ، لكنه لا يقدر أن يخلق نوعًا جديدًا تمامًا لأن كل عصفور سيكون له نفس تركيب الحمض النووي .

                  نعم ، يستطيع التطور الصغير أن يؤدي إلى إمكانيات أفضل للبقاء والتكيف ، ثم يقوم الانتخاب الطبيعي بعمله على التطور الصغير . مفهوم البقاء للأصلح لا ينطبق إلا في حدود التطور الصغير .

                  كان داروين مخطئًا في اعتبار العصافير أنواعًا مختلفة ، لكنه توفى قبل اكتشاف الحمض النووي فهو معذور من هذه الجهة ، ولم يكن هناك مصطلح يصلح لوصف مشاهداته إلا التطور .

                  المسألة المهمة في هذه المقالة هو التأكيد على حقيقة أن التطور الصغير لا يمكنه خلق أنواع جديدة ,

                  أي: لا يمكنه خلق تركيب جديد للحمض النووي سواء كان أطول أو يحتوي جينات جديدة أو منظومات جينية جديدة .

                  وبما أن تركيب الحمض النووي سيكون ثابتًا ، فإن الذرية ستكون من نفس النوع لا غير .

                  التطور الصغير:
                  لا يغير طول الحمض النووي ،
                  ولا يغير عدد الجينات ،
                  ولا وظائف الجينات ،
                  ولا أطوال الجينات ،
                  لكنه يستطيع أن يؤثر على مواضع النيوكليوتيدات داخل الجين .

                  وبالتالي فهو لا يمكنه خلق أنواع جديدة أو تركيب جديد للحمض النووي ،
                  لكنه يستطيع أن يؤثر على المظهر الخارجي للحيوان أو النبات وأن يخلق سلالة جديدة ضمن سلالات النوع الواحد .

                  لو وضع العلماء أنواعًا مختلفة من الحيوانات ، ذكورًا وإناثًا ، على كوكب بعيد يحوي الهواء والغذاء وتركوهم لملايين السنين ، ثم عادوا إليها لوجدوها قد تكاثرت وتنوعت إلى العديد من الأشكال والأحجام والألوان ،

                  لكن كل نوع من الحيوانات سيكون له نفس تركيب ونفس طول الحمض النووي الذي كان عليه أسلافه الذين جاؤوا الكوكب أول مرة ،

                  وسيكون الحمض النووي له نفس الحجم والطول والوظائف ، إنما سيقع التنوع والاختلاف داخل الجينات أنفسها ، وليس في طول الحمض النووي أو تركيبه .

                  لاحول ولاقوة إلا بالله

                  تعليق


                  • #39

                    سلسلة : نظرية التطور - رؤية نقدية (3) التطور الكبير


                    التطور الكبير

                    Macroevolution

                    من العسير في الحقيقة وضع تعريف للتطور الكبير نظرًا لأنه لم يسبق رصده أو رؤيته في الطبيعة أو حتى في معامل الاختبار .

                    التطور الكبير عبارة عن مفهوم نظري افتراضي يشير إلى نشوء أنواع جديدة ، أي: نشوء تركيب جديد ومختلف للحمض النووي ،

                    ويفترض العلماء التطوريون أن التطور الكبير قد وقع ملايين المرات على كوكب الأرض ، لكنهم لم يسبق لهم رؤيته يقع سواء في الطبيعة أو في المعمل .

                    فهم في حقيقة الأمر لا يدرون كيف حدث ، كل ما في الإمكان هو تخمين كيف يمكن أن يكون قد حدث ، وهذا بالطبع لا يعني أنه حقيقة .
                    الاحتمال الأول : هو أن التطور الكبير يحدث عن طريق حدوث طفرة في الحمض النووي الخاص بأحد الأبوين أو كلاهما ، مما أدى إلى نشوء أبناء ذوي حمض نووي متطفر ومختلف وجديد تمامًا وقابل للحياة ،

                    أي: نوع جديد بتركيب جديد للحمض النووي . وهذا هو السيناريو الأشهر بين التطوريين لتفسير كيفية نشوء نوع جديد أو تركيب جديد للحمض النووي عن طريق التطور الكبير . لكنه لم يسبق أن رصده أو لاحظه أحدٌ من قبل .

                    الاحتمال الثاني : هو أن يحدث التطور الكبير عن طريق تزاوج ذكر وأنثى من نفس النوع لكن الابن ليس من نفس نوع أبويه بسبب حدوث طفرة في تركيب الحمض النووي الخاص به بعد حدوث التخصيب ،
                    بالإضافة إلى هذا سيكون الابن قادرًا على الانجاب . لكن للأسف لن يكون هناك حيوان آخر قابل للتزاوج معه يحمل نفس تركيب الحمض النووي .

                    الاحتمال الثالث : هو أن يحدث التطور الكبير عن طريق تزاوج ذكر وأنثى من نوعين مختلفين لكن متقاربان جدًا ، مما يؤدي إلى نشوء أبناء بتركيب حمض نووي جديد ونشوء نوع جديد .
                    وفي هذه الحالة سيكون الابن قادرًا فقط على التزاوج من أقرانه الذين يملكون نفس الطفرة لا غير .


                    ما الذي يجمع هذه الاحتمالات الثلاثة ؟

                    فيها جميعًا
                    لابد من نشوء تركيب جديد للحمض النووي !

                    بخصوص الأنواع التي تحوي ذكرًا وأنثى ، فإن الحيوان الأول الذي يملك تركيب جديد للحمض النووي لن يجد من يتزاوج معه إلا ربما ابن آخر لنفس الأبوين .

                    أما في حالة الاحتمال الثاني فإنه من المستحيل تقريبًا أن ينشأ نوع جديد , لأن الحيوان الأول لن يجد من يتزاوج معه نظرًا لوقوع الطفرة والتغير في تركيب الحمض النووي بعد الإخصاب . وبالطبع لن يحل التوائم المتماثلة هذه المشكلة لأنهم سيكونون من نفس الجنس ذكرانًا أو إناثًا .

                    ثم هناك نقطة أخرى محورية وهي أن الحمض النووي الجديد لابد أن يحوي على الأقل جينًا واحدًا جديدًا ،
                    وأن يكون فاعلاً ، أي يقوم بخلق بروتين جديد نافع ومفيد وظيفيًا .


                    وهذا هو السبب الرئيسي في استحالة وقوع التطور الكبير , لأنه لا يكفي أن يوجد جين جديد مميز من النيوكليوتيدات فقط ، بل لابد أن يملك القدرة على تكوين بروتينات ذات وظيفة جديدة إضافية للكائن الحي .

                    نحن إذن بحاجة إلى جين واحد فقط لتجوز تسمية الابن بأنه نوع جديد ، ولن يكون نوعًا جديدًا حتى تكون له وظائف جديدة ، والوظائف الجديدة تتطلب جينات جديدة أو جينًا جديدًا واحدًا على الأقل . وإن لم يحتو التركيب الجديد للحمض النووي على جين جديد واحد على الأقل ، فلن نعتبره نوعًا جديدًا ، بل مجرد طفرة لا نوع جديد . فإنه لا يكون نوعًا جديدًا إلا إذا أضيف إليه جين جديد مما يعني أن يكون الشريط الوراثي أطول .

                    يضاف إلى كل هذا أن نشوء نوع جديد قادر على الإنجاب ويحوي تركيبًا جديدًا للحمض النووي أمرٌ لم يسبق رصده بواسطة أي من العلماء ،

                    وبالتالي فهذه الاحتمالات كلها افتراضات نظرية لا أكثر .

                    بمعنى آخر , فإنه لم يسبق لأحد من العلماء أن شاهد نشوء أي نوع جديد سواء في الطبيعة أو في المعمل عن طريق أي من هذه الوسائل .

                    فنحن إذا اعتبرنا أن نشوء نوع جديد يعني نشوء حمض نووي جديد مما يتطلب نشوء جين واحد على الأقل ، ففي هذه الحالة تكون كل هذه الاحتمالات نظرية لا أكثر لأنه لم يسبق حدوثها لا في الطبيعة ولا في المعمل .
                    وسنرى عند تناول المشاكل الرياضية المرتبطة بحدوث التطور الكبير أن القضية كلها أوهام وضلالات .


                    في حالة الاحتمال الأول تحدث الطفرات قبل التزاوج ، أما في حالة الاحتمال الثاني فتقع في الأبناء بعد التزاوج ، أما في الحالة الثالثة فالتوعان مختلفان أصلاً لكنهما متقاربان جينيًا ، فهما يتزاوجان وينجبان أبناء أحياء .

                    الفكرة المحورية في التطور الكبير هي نشوء تركيب جديد للحمض النووي فيه على الأقل جين واحد جديد ونافع وفعال وظيفيًا ، أي: بروتين وظيفي واحد أو أكثر .
                    كذلك سيكون من المطلوب أن يكون الحمض النووي الجديد أكبر في الطول من القديم بسبب إضافة الجين الجديد .

                    ولنضع في اعتبارنا أنه :

                    في حالة
                    التطور الصغير فإنه لم يؤد أبدًا إلى نشوء نوع جديد بمعنى أنه لم يؤد إلى نشوء تركيب جديد للحمض النووي .

                    أما في حالة
                    التطور الكبير ، فإن هناك دومًا تركيب جديد للحمض النووي ، مما يعني وجود جينات جديدة أو أطول في تتابع النيوكليوتيدات .

                    نفهم من هذا ان طول الحمض النووي في حالة التطور الكبير سيزداد عما كان عليه في الآباء .
                    من الناحية النظرية يمكن أن يكون أقصر ،
                    لكن التطوريين يقولون إن الأبناء يكونون أرقى وأفضل من الآباء مما يتطلب وجود ميزات إضافية ، أي: جينات إضافية .


                    لم يسبق لأحد من التطوريين أن تكلم عن نشوء أنواع أدنى من آبائها عن طريق التطور ،

                    بل الحقيقة أنه لم يسبق لأحد أن شاهد أو رصد نشوء نوع جديد أصلاً عن طريق التطور !

                    لكنهم مع هذا يزعمون أن الأنواع الجديدة تكون أرقى من أسلافها ،

                    وبالتالي فنحن نتوقع أن يكون الشريط الوراثي أطول لاحتوائه على المزيد من الجينات الجديدة التي تضيف ميزات

                    إضافية جديدة للنوع الجديد .


                    وكما أوضحنا سالفًا فإن الكلام عن التطور الكبير يدور كله في إطار نظري محض طالما لم يسبق لأحد رصده .

                    ومن هذه الجهة فإن من غير المحتمل أن تؤدي أي حالة من هذه الاحتمالات إلى نشوء ذرية قادرة على الإنجاب والتكاثر والاستمرار ، وهذا ما سوف نتناوله بالتفصيل في هذا المقال .


                    - من الناحية العملية :
                    بعيدًا عن المشاكل الإحصائية بخصوص وقوع نفس الطفرات في كل من الذكر والأنثى ، هناك مشاكل عملية ,

                    فالحمض النووي موجود في كل الخلايا الحية ، كل حيوان وكل نبات يحوي الحمض النووي المميز له في خلاياه بحيث تحوي خلايا الكائن نفس الحمض النووي .

                    لكن ما الفرق بين هذه الخلايا داخل الكائن الواحد ؟
                    الفرق هو الجينات التي يتم تفعليها ، فهي تختلف من خلية لأخرى ، فالجينات الفعالة في الخلية العصبية تختلف عن الجينات الفعالة في خلايا الكبد تختلف عن الجينات الفعالة في خلايا القلب ، وهكذا ..

                    معظم هذه الخلايا ليس لها علاقة بعملية التزاوج والتكاثر ، أما الخلايا المتخصصة في عملية التكاثر فهي الخلايا التي سيكون حمضها النووي مؤثرًا في الأجيال التالية .

                    فالخلية الموجودة في الجلد أو في القلب أو في المخ لن يكون لها دورٌ في التزاوج ، وبالتالي لن تؤثر أي طفرة فيها في الأجيال التالية حتى لو كانت طفرة مفيدة ونافعة وظيفيًا .

                    فلكي ينشأ نوع جديد لابد أن تقع الطفرة أو الطفرات في العدد المحدود من الخلايا المختصة بعملية التكاثر ، فمن بين كل خلايا الجسم فإن نخبة قليلة ونادرة من الخلايا هي التي لابد أن تقع فيها الطفرات الصحيحة لكي تنقلها إلى الجيل القادم . فلو حتى وقعت هذه الطفرات في خلية بالجلد أو القلب أو الطحال أو أي خلية اخرى غير مختصة بالتكاثر ، فلن يكون لها أي تأثير على الجيل القادم .


                    لنقولها بطريقة أخرى :

                    في الأنواع المشتملة على ذكر وأنثى لابد أن تقع نفس الطفرة أو الطفرات في الحيوان المنوي الذكري والبويضة الأنثوية اللذين سيتم وقوع التزاوج أو التخصيب بينهما (وليس في أي حيوان منوي وأي بويضة) حتى تظهر الطفرة في الجيل التالي .

                    وهذا يعني أنه من بين كل الخلايا القادرة على التكاثر (الحيوانات المنوية والبويضات) لابد أن تقع الطفرة في الحيوان المنوي المعين والبويضة المعينة اللذين سيتم تزاوجهما وليس غيرهما .

                    فهل هذه الكيفية الموغلة في الندرة واللااحتمالية هي التي يمكن أن تكون الآلية الطبيعية لنشوء الأنواع الجديدة ؟


                    تعقيد الخلية :
                    وظيفة الجينات هي تخليق البروتين ، ويقوم الحمض النووي البشري – على سبيل المثال – بتخليق آلاف البروتينات المختلفة عن طريق الجينات ،
                    هذه البروتينات إما تدخل في تركيب الخلية أو يكون لها أدوار وظيفية .
                    ما يحدث داخل الخلية عبارة عن تفاعلات موغلة في التعقيد ،
                    والعلماء يفنون أعمارهم في تعلم جزء يسير مما يحدث داخل الخلية ، فمن السخيف إحصائيًا أن تنشأ جينات جديدة من النوع الذي يضيف ميزات أو وظائف جديدة للخلية بهذه الطريقة العشوائية .

                    ولكي نفهم هذا الأمر بطريقة أفضل دعونا نفكر في عملية إضافة جين جديد يقوم بتخليق بروتين جديد ليحسن من تعقيد ووظائف بروتينات الخلية المتداخلة والمتشابكة العلاقات كمثل إضافة قطعة معدنية جديدة في ساعة حائط متوقعين أن تجعلها تعمل بطريقة أفضل .

                    الفكرة هنا أن تروس الساعة مصممة لكي تعمل معًا بشمل متكامل ، فكيف يمكن لقطعة معدنية إضافية أن تعشق بنجاح معها بشكل صحيح وتساهم في تحسين عمل التروس المتكاملة في الساعة ؟

                    إنها ستكون كالرجل غير المناسب في المكان غير المناسب ، ستكون قطعة غير مناسبة في مكان شيء كان يعمل بطريقة جيدة .


                    على نفس المنوال فإن البروتينات داخل الخلية مصممة لتعمل بشكل جماعي متكامل ، وإضافة أي بروتين جديد عن طريق جين جديد سيضر أكثر مما ينفع ، وفي الحقيقة فإن ما يحدث داخل الخلية أعقد بمراحل مديدة مما يحدث داخل ساعة الحائط .


                    حتى الآن نحن وصلنا لإدراك حقيقة أن النوع المشتمل على ذكر وأنثى من المستبعد أن يقع فيه التطور الكبير عن طريق بعض الصدف السعيدة التي لابد أن تقع في نفس الذكر والأنثى وفي الخلايا الصحيحة وفي نفس الوقت ،
                    وهذه البروتينات الجديدة لابد أن تكون مفيدة ونافعة . طبعًا من غير المعقول أن نصدق أن هذا يمكن أن يقع مرة واحدة ، فضلاً عن أن يقع ملايين المرات على هذا الكوكب .

                    لاحول ولاقوة إلا بالله

                    تعليق


                    • #40

                      سلسلة : نظرية التطور - رؤية نقدية (4) تابع التطور الكبير


                      تابع : التطور الكبير


                      لم يسبق لأحد من العلماء أن شاهد نشوء نوع جديد من الكائنات الحية ، لهذا فهم ليس لديهم علم حقيقي بكيفية نشوئها .

                      رغم هذا سوف نقوم بافتراض – على سبيل المجاراة – أن الطفرات تؤدي بكيفية ما إلى نشوء نوع جديد يشتمل على ذكر وأنثى يحمل كل منهما تركيبًا جديدًا تمامًا للحمض النووي ، وسوف نتناولها بالتفصيل من الناحية الرياضية والإحصائية إن شاء الله في أحد مقالات هذه السلسلة .

                      وكما تكلمنا عن التطور الكبير فدعونا نضع له تعريفًا مناسبًا ,

                      التطور الكبير هو نشوء نوع جديد من الكائنات الحية عن طريق التغيرات العشوائية في تركيب الحمض النووي في أبوين من نوع آخر موجود مسبقًا أو في الحمض النووي للأبناء أنفسهم أو عن طريق تزاوج نوعين مختلفين مما يؤدي إلى نشوء تركيب جديد تمامًا ومختلف عن الأبوين للحمض النووي ، أي: نشوء نوع جديد .

                      وحسب هذا التعريف فإن التركيب الجديد للحمض النووي يقتضي نشوء جين جديد واحد على الأقل على الأقل يكون فعالاً وظيفيًا ، أي: يقوم بتخليق بروتين مفيد ونافع وله وظيفة داخل الخلية .

                      التطور الكبير يقع عندما ينشأ نوع جديد – أي: تركيب جديد للحمض النووي – عن طريق الطفرات العشوائية في الحمض النووي للذكر أو للأنثى أو كلاهما قبل التزاوج ، أو في الحمض النووي للأبناء بعد التزاوج ، أو تزاوج ذكر وأنثى من نوعين مختلفين لينجبا أبناء من نوع ثالث جديد تمامًا ومختلف .

                      ومن الجدير بالذكر في هذا المقال أن نؤكد على فكرة أن وقوع التطور الكبير من نوع يشتمل على ذكر وأنثى مستبعدٌ تمامًا نظرًا للكم المهول من المصادفات العشوائية المتجانسة المطلوب توافرها في الطفرات الجينية المفترض وقوعها في الحمض النووي للأبوين أو للأبناء ، إنه احتمال أبعد بمراحل من احتمال تلاحم قطرتين من ماء المطر في المحيط بينهما مسافة ألف كيلومتر !

                      في إطار نظرية التطور ، فإن الطفرات العشوائية للحمض النووي سواء قبل أو بعد أو أثناء التزاوج والتخصيب هي السبيل الوحيد لنشوء نوع جديد ، وهذا ما لم يسبق رصده علميًا على الإطلاق .

                      ننتقل الآن إلى الكلام عن تعريف التطور من وجهة نظرنا ، فكيف نعرفه إذن ؟

                      مصطلح التطور كان موجودًا قبل اكتشاف الحمض النووي ، وبالتالي فنحن بحاجة إلى التفكر في معناه بعد اكتشافه .

                      يدور مفهوم التطور حول نشوء الإنسان من الخلية الحية الأولى ،

                      لم يكن داروين يعلم ماهية الخلية الحية الأولى في زمنه ،

                      ولا حتى الآن بالمناسبة !

                      لكنه افترض أن كل نوع من الكائنات الحية تطور عن نوع آخر بدائي عنه ،

                      وهذا ينطبق على كل الحيوانات والنباتات . لم يكن داروين يعلم شيئًا عن الحمض النووي ، وبالتالي فعلماء اليوم عليهم أن يقوموا بتأويل نظريته في ضوء الاكتشاف الجديد ،
                      فقالوا إن الحمض النووي البشري تطور عن حمض نووي صغير وقصير وبدائي في الخلية الأولى عن طريق آلاف الأنواع الوسيطة ،
                      وفي كل مرحلة من مراحل التطور كان الحمض النووي للنوع الجديد يزداد طولاً عن أسلافه مع وضع في الاعتبار أن يكون أرقى من هؤلاء الأسلاف .

                      عند هذه النقطة نلاحظ أن مفهوم التطور الذي وضعه داروين وتم إعادة تخريجه بعد اكتشاف الحمض النووي يتطابق مع ما نعرفه نحن باسم التطور الكبير .
                      يُعرف التطور الكبير بأنه الوسيلة التي يتم بها ارتقاء الأنواع ونشوء أنواع جديد ،
                      ويدور مفهوم التطور الدارويني حول فكرة أن العديد من الأنواع الوسيطة المتتابعة تنشأ خطوة بخطوة حتى يخرج إلينا الإنسان منحدرًا من الخلية الأولى ،
                      وكل نوع وسيط في هذه السلسلة هو في الحقيقة عبارة عن نوع جديد ينشأ عن سلفه .

                      من هنا يظهر لنا أن مفهومي التطور الدارويني والتطور الكبير يعنيان نفس الشيء بمعنى أن تركيبًا جديدًا للحمض النووي يتخلق منشئًا نوعًا جديدًا في كل مرة .

                      هنا تظهر حاجتنا إلى مصطلح التطور الكبير ليؤكد على حقيقة أن التطور الصغير لا يخلق تركيبًا جديدًا للحمض النووي ،

                      وكلا المصطلحين يعتمدان في تعريفهما على تركيب الحمض النووي
                      DNA oriented ،

                      لكن الفارق أن التطور الصغير لا يؤدي إلى نشوء تركيب جديد للحمض النووي ،

                      بينما التطور الكبير هو الوسيلة الوحيدة لنشوء تركيب جديد أطول أو أحسن أو أرقى من الحمض النووي .

                      لكن لماذا لا ندخل التطور الصغير داخل مفهوم التطور الدارويني ؟

                      يمكننا ذلك لكن المشكلة أن التطور الصغير لا يؤدي إلى نشوء تركيب جديد للحمض النووي ،

                      ولأجل أن تكون نظرية داروين صحيحة لابد من أن يكون التطور قادرًا على تخليق ملايين التراكيب الجديدة المتتابعة من الحمض النووي ، وهذا ما لا يحققه التطور الصغير إطلاقًا ،

                      وليس هو مقصود التطوريين عند الكلام عن نظرية التطور ، ولأجل هذا فهو لا يصلح لإدخاله في مصطلح التطور الدارويني .

                      نشوء نوع جديد من نوع قديم هو قلب وروح الداروينية ،

                      رغم أن داروين نفسه لم يكن لديه أي معرفة بالفارق بين التطور الصغير والتطور الكبير .

                      نعم ، هو لاحظ التطور الصغير وسماه تطورًا ، لكن جوهر نظريته يدور حول مفهوم تطور الإنسان من أنواع أخرى أدنى ، مثل الرئيسيات ، وهذا يتطلب أن يكون التطور الكبير حقيقة ثابتة .

                      فرغم أن داروين استعمل لفظ التطور ليشير إلى أمثلة من التطور الصغير والكبير على السواء إلا أننا ينبغي أن نضع في الاعتبار جوهر النظرية ، ألا وهو نشوء الأنواع الجديدة من أخرى قديمة صعودًا حتى الإنسان .

                      فقط التطور الكبير يحقق هذا المقصود ، وبالتالي فإن مقصود النظرية في الحقيقة لا يتفق إلا مع التطور الكبير القادر على تخليق أنواع جديدة ،

                      ولأجل هذا فنحن نستعمل مصطلح (التطور) لنقصد به التطور الكبير فقط لا غير .


                      ما تحتاجه نظرية التطور لكي تكون حقيقة هو تفسير هذا الصعود أو الارتقاء من الخلية الحية الأولى (مفهوم الخلية الأولى هو أحد فرضيات نظرية التطور) حتى الإنسان مما يتطلب العديد والكثير جدًا من تراكيب الحمض النووي الوسيطة .
                      لو كان التطور حقيقة ،
                      فإن الحمض النووي للخلية الأولى المفترضة ينبغي أن يكون قصيرًا جدًا وبدائيًا جدًا ، لأنه نشأ – من وجهة نظر التطوريين – عن طريق التفاعلات العشوائية بين الماء والطين والتربة والبرق الكهربي .

                      ففي سبيل تفسير كيف نشأ الحمض النووي للإنسان لابد أن يوضح علماء التطور بدءًا من الخلية الأولى جميع مراحل هذا التطور والارتقاء بالحمض النووي في الأنواع المختلفة ليصير أطول وأكثر تعقيدًا حتى نصل في نهاية المطاف إلى الحمض النووي البشري .

                      لكن هذا الارتقاء بالحمض النووي ليصير أطول وأكثر تعقيدًا لا يقع إلا عن طريق التطور الكبير فقط ، لأن التطور الصغير لا يغير من تركيب ولا طول الحمض النووي .

                      إذن فالتطور الكبير فقط لا غير هو المسئول عن تطور كل الأنواع على هذا الكوكب ما عدا الخلية الأولى المزعومة .

                      وعليه فلكي نعلل وقوع التطور فإنه يلزمنا خلق الملايين من تراكيب الحمض النووي عن طريق الطفرات العرضية والعشوائية في الحمض النووي بما يؤدى إلى نشوء كل أنواع الكائنات الحية الموجودة والمنقرضة .

                      لو عددنا كل الجينات الفعالة في كل أنواع الكائنات الحية الموجودة والمنقرضة سنجد أنه يوجد ما يقرب من مليار جين على وجه الأرض .
                      رغم هذا فإنه لم يسبق رصد نشوء جين واحد فعال جديد عن طريق الصدفة ، إنما فقط عن طريق التلاعب بالمصطلحات يقوم القوم بخداع العوام والطلبة ليحسبوا أن هناك دليل على وقوع التطور الكبير .

                      باختصار فإنه حسب نظرية التطور فإن كل نوع من الكائنات الحية ما عدا الخلية الأولى على وجه الأرض قد نشأ عن طريق طفرات صدفية عشوائية للحمض النووي إما قبل التزاوج أو بعده أو أثنائه .

                      دعنا الآن نرى الفرق بين التطور الكبير والتطور الصغير :
                      التطور الصغير لا يؤثر على تركيب الحمض النووي ، هو يؤثر فقط على تتابع النيوكليوتيدات داخل نفس هذا التركيب ،

                      التطور الصغير قد يخلق سلالات جديدة لكنه لا يخلق أنواعًا جديدة لأنه لا يستطيع أن يخلق تركيبًا جديدًا للحمض النووي .
                      وبالتالي فإن التطور الصغير ليس له أي علاقة بنظرية داروين ، لأنه لا يغير طول أو تركيب الحمض النووي ، ولا يمكن للبشر أن ينشؤوا من الخلية الأولى أو أي من الرئيسيات عن طريق التطور الصغير لأن تركيب الحمض النووي سيظل ثابتًا . فلو كان التطور الصغير هو السبب لكان تركيب وطول الحمض النووي في الإنسان مماثلاً لذلك في الخلية الأولى وفي كل الأنواع .

                      أما التطور الكبير فهو قادر على خلق تركيب جديد وفريد للحمض النووي ،
                      وهو السبيل الوحيد لنشوء الأنواع الجديدة ذات التراكيب الجديدة للحمض النووي .
                      وبالتالي فإن التطور الكبير هو الوحيد القادر على خلق تركيب جديد للحمض النووي لملايين الأنواع التي عاشت أو تعيش على كوكب الأرض .

                      وهذا يؤدي بنا إلى ملاحظة أنه بهذا التفريق فكل من التطور الكبير والتطور الصغير يحمل مفهومًا مغايرًا تمامًا للآخر ،

                      وكل منهما يؤدي إلى نتائج مختلفة تمامًا ،

                      فالتطور الصغير لا ينتج عن الصدفة ولا يؤدي إلى نشوء أنواع جديدة ، بينما التطور الكبير ينتج عن الصدفة ويؤدي إلى نشوء أنواع جديدة .

                      إذن لماذا استغرقنا كل هذا الوقت وكل هذه الصفحات في التعريفات والمصطلحات ؟

                      الغرض من هذا هو عدم إضاعة الوقت في جدل عقيم حول قضايا فرعية ، أو بمعنى آخر: تعريف هذه المصطلحات يبين الفرق بين سلالة جديدة (التطور الصغير) ونوع جديد (التطور الكبير) .

                      فلو زعم أحد الناس أن التطور حدث في الطبيعة ، فعليه إثبات أن هناك جينات جديدة مختلفة قد نشأت ملايين المرات من قبل مما يعني نشوء تركيب جديد للحمض النووي في كل مرة .

                      فإذا لم توجد جينات جديدة ، فهذا يعني أنه لا تطور هاهنا ، لأنه لكي ترتقي من الخلية الأولى حتى الحمض النووي البشري فأنت بحاجة إلى ملايين الجينات الجديدة الفريدة التي يتم تخليقها عن طريق الصدفة العمياء والعشوائية المحضة .
                      هذا الجين الجديد يجب أن لا يكون موجودًا في النوع القديم ولا بد أن يحمل وظيفة فعالة في النوع الجديد ، أي: يقوم بتخليق بروتينات ذات وظيفة .


                      من المهم لقارئ هذا المقال أن يدرك الفارق بين التطور الصغير والتطور الكبير ،

                      وأنهما مفهومان مختلفان تمامًا ،

                      وأن التطور الكبير يعني زيادة في طول الحمض النووي وإضافة جينات جديدة ونشوء نوع جديد ،

                      وأن التطور الدارويني يساوي ويطابق مفهوم التطور الكبير ، وأنه لا علاقة للتطور الدارويني بالتطور الصغير .


                      لاحول ولاقوة إلا بالله

                      تعليق


                      • #41

                        سلسلة : نظرية التطور - رؤية نقدية (5) النوع


                        ا
                        لنوع
                        Species

                        يستخدم العلماء المؤيدون للتطور والمعارضين نفس المصطلحات العلمية تقريبًا ،لكنهم يقصدون بها معان مختلفة تمامًا

                        فمثلاً ظهر لنا في المقالات السابقة أن هناك فرقًا شاسعًا بين التطور الصغير والتطور الكبير وأنهما شيئان غاية في الاختلاف ،

                        لكن التطوريين يرون أنهما نفس الشيء ولا فرق بينهما ولا داعي للتفريق ، كيف هذا ؟
                        هذا هو الحاصل وذلك لأنهم يسعون للتدليس على الطلبة بخصوص حقيقة التطور وحقيقة الأدلة عليه .

                        القوم لا يملكون أي دليل علمي على وقوع التطور الكبير الذي هو حقيقة التطور الدارويني ، فبالتالي هم يقومون بالتدليس ليتظاهروا بأنه يوجد دليل علمي على التطور ، ثم يستعملون نفوذهم العلمي والإعلامي للحط من مخالفيهم . فلا بد لهم من التظاهر بوجود دليل علمي على التطور حتى يقنعوا الآخرين ، ولأنهم لا يملكون هذا الدليل المادي فهم يسعون للتدليس في المصطلحات .

                        لأجل هذا استغرقنا كل هذه الصفحات لتوضيح وبيان المقصود بهذه المصطلحات .

                        إذا كانت كل المصطلحات مبينة على تركيب الحمض النووي ، وكان التطوريون مخلصين في استعمالها بشكل صحيح لما اقتنع بالتطور الدارويني أي شخص على الإطلاق ،

                        لهذا فهم بدلاً من استعمال مصطلحات دقيقة مبنية على الحمض النووي ، يقومون باستخدام المصطلحات بشكل ضبابي فيه الكثير من الغموض والتلاعب والتدليس .

                        وفي نهاية المطاف سيظهر أنه لا دليل حقيقي على الداروينية إلا التدليس والتلاعب بالمصطلحات ، فإنه في واقع الأمر لا يوجد أي دليل على حدوث التطور الكبير الذي هو التطور الدارويني .

                        طبعًا يعي القارئ أن مفهوم التطور الكبير مرتبط بمفهوم النوع الذي هو بدوره مرتبط بمفهوم تركيب الحمض النووي ، وذلك لأن مصطلح النوع ومصطلح تركيب الحمض النووي يعنيان نفس الشيء في الحقيقة .

                        مع اكتشاف الحمض النووي في 1953 كان من المنتظر من كتب العلوم أن يتم ربط كل المصطلحات العلمية بتركيب الحمض النووي ،

                        لكن هذا لم يحدث ، وليس من المتوقع أن يحدث ، فمؤيدو التطور حريصون على أن يظل الغموض محيطًا بالمصطلحات العلمية .

                        ورغم أننا لا يمكننا التحصل على الحمض النووي الخاص بالعديد من الكائنات المنقرضة إلا أن لدينا ثروة من الأحماض النووية المختلفة لكل الأنواع الحية وبعض الأنواع المنقرضة ،

                        بالإضافة إلى أن تقنية قراءة النيوكليوتيدات في الحمض النووي قد تقدمت كثيرًا .

                        لكن الحقيقة أنه حتى لو حصلنا على الحمض النووي الخاص بكل حيوان ونبات وكائن وحيد الخلية أو عديد الخلايا على وجه الأرض ، فلن يتم ربط مصطلح النوع بتركيب الحمض النووي ، لماذا ؟

                        لأن هذا الغموض والاضطراب يخدم في الحقيقة الأيديولوجيا الإلحادية .

                        من المؤكد أن القارئ العزيز يتساءل الآن عن تعريف مصطلح النوع عند الداروينيين ،

                        في الحقيقة لا أحد يمكنه أن يجيب عن هذا التساؤل لأن القوم ليس لديهم حتى الآن تعريف للنوع !

                        وهذا يعطيهم الكثير من المرونة عند الحديث عن التطور .

                        بكلمات أخرى ، فإنه إذا لم يكن للنوع تعريف محدد عند القوم فليس عليهم حرج في عدم ربط التطور بالنوع ،

                        وبالتالي يكون لديهم مساحة للمراوغة في الكلام عن نظرية التطور دون الرجوع للحمض النووي أو تركيبه ،

                        ويبدو هذا واضحًا في كون أمثلتهم على صحة الداروينية لا تشترط إطلاقًا نشوء جينات جديدة .

                        الغموض يولد مزيدًا من الغموض ومع تعريف غامض أو حتى بدون تعريف محدد للنوع يستطيع التطوريون أن يزعموا وجود أدلة على صحة التطور كما يشاؤون دون أي قيود .

                        لكن قبل أن نحكي تعريف التطوريين للنوع دعنا نؤكد على تعريفنا نحن له :

                        النوع المحدد المعين هو الذي يكون له تركيب محدد معين للحمض النووي . تعريف غاية في الدقة ، أليس كذلك ؟

                        رغم هذا نجد التطوري الشهير
                        إرنست مايرErnest Meyer يقول بخصوص عدم قدرة التطوريين على وضع تعريف محدد للنوع :

                        ((
                        لا يستطيع المرء أن يدرس أصل الفجوات بين الأنواع إلا إذا درس ما معنى الأنواع أصلاً . لكن الطبيعيين يمرون بوقت مرير عند محاولة الوصول لإجماع على هذه النقطة . في كتاباتهم يُعرف هذا الأمر بمشكلة الأنواع species problem . حتى الوقت الحاضر لا يزال لا يوجد اتفاق على تعريف النوع . هناك أسباب عديد لهذه الخلافات ،
                        لكن أهمها اثنان . الأول هو أن مصطلح النوع يستعمل للإشارة إلى أشياء مختلفة كثيرًا ، للنوع كمفهوم وللنوع كتصنيف . مفهوم النوع يشير إلى معنى الأنواع في الطبيعة وإلى دورها في البيئة الطبيعية . أما تصنيف النوع فيشير إلى موضوع خاص بعلم الحيوان ، إلى تجمع سكاني يقوم سويًا بتحقيق مفهوم النوع .
                        تصنيف الإنسان العاقل homo sapiens هو تجمع من السكان الموزعين جغرافيًا يندرج ككل تحت مفهوم نوع معين .

                        السبب الثاني هو أن مفهوم النوع قد تغير على أيدي الطبيعيين في المائة عام الأخيرة من كونه لصيقًا بمفهوم النوع التوبوجرافي إلى قبول مفهوم النوع البيولوجي .

                        لو كانت الاختلافات بين السكان عبر نطاق جغرافي لنوع ما قليلة ولا تندرج تحت فروق تصنيفية ، فالنوع يسمى أحادي الصورة monotypic . رغم هذا ففي الغالب تكون السلالات الجغرافية من نوع ما مختلفة بشكل يبرر تصنيفها إلى أنواع فرعية subspecies ، وتصنيف النوع الذي يتكون من عدة أنواع فرعية يسمى متعدد الصور polytypic
                        )). أ.هـ.

                        هل سبق لكم أن قرأتم مثل هذا الهراء ؟

                        لم يتم ربط مصطلح النوع بتحمعات سكانية موزعة جغرافيًا أو مفهوم توبولوجي أو مفهوم بيولوجي .. إلخ ، ماذا دهى هذه العقول ؟

                        لاحظ أنه على مدار هذه الفقرات الطويلة لم يخرج لنا ماير بتعريف للنوع ، بل إنه لم يذكر الحمض النووي ولو لمرة واحدة !

                        لماذا لا يقوم هؤلاء القوم بتعريف النوع حسب تركيب الحمض النووي ؟ إنهم يتصرفون كما لو كان الحمض النووي لم يكتشف بعد !
                        هم يتعمدون الغموض لأن الحقيقة ستهدم مكرهم بالليل والنهار ، لابد لهم من التضليل والتدليس في المصطلحات وإظهار المسألة بصورة معقدة متحذلقة بحيث لا يفهم طلبة العلوم ما الذي يجري .

                        كل ما عليهم أن يفعلوه هو أن يعرفوا النوع بأنه التركيب المعين للحمض النووي ، ثم يربطون كل مصطلحاتهم بهذا التعريف .

                        لكنهم لن يفعلوا هذا ، لابد من تغليف المسألة بسحابة من الغموض والرطانة العلمية غير المفهومة .

                        العلماء المؤمنون بالخلق لا يحتاجون إلى هذه الأساليب المخادعة ، فمصطلحاتهم مرتبطة بتركيب الحمض النووي ، وهم يعلمون جيدًا أن الحمض النووي اكتشف عام 1953 .

                        لهذا ينبغي التنبيه على أن تعريفاتنا للمصطلحات لا تتفق وتعريفات التطوريين المبثوثة في كتب علم الأحياء التي يدرسها الطلاب في بلادنا . لن تجد في كتب علم الأحياء أي ذكر للتطور الصغير أو التطور الكبير ، وهذا مقصودٌ ومتعمدٌ بالطبع .


                        كذلك من الأمثلة الفجة على هذا التدليس كلامهم عن
                        الانتواع speciation وهو افتراق نوع واحد إلى نوعين ،

                        ولأنهم لا يملكون تعريفًا واضحًا محددًا للنوع ، فمفهوم الانتواع عندهم مضطرب بشدة كذلك .

                        فلا تعرف هل هم يقصدون به نشوء سلالة جديدة بدون استحداث تركيب جديد للحمض النووي
                        أم نشوء نوع جديد بتركيب جديد للحمض النووي .

                        ولأجل هذا تجدهم يأتون بأمثلة على التطور وهي في الحقيقة أمثلة على التطور الصغير لا الكبير ،

                        لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي أمكن رصده في الطبيعة ،

                        أما التطور الكبير فلم يسبق رصده أبدًا ، وبالتالي فليس عليه دليل واحد .

                        رغم هذا كله يقولون إن لديهم جبالاً من الأدلة على التطور مستعملين أسوأ أساليب التدليس والتضليل .

                        لاحول ولاقوة إلا بالله

                        تعليق


                        • #42

                          سلسلة : نظرية التطور - رؤية نقدية (6) التدليس في المصطلحات

                          قمنا حتى الآن بوضع تعريفات لمصطلحات النوع والتطور الصغير والتطور الكبير حسب وجهة نظر العلماء المؤمنين بالخلق ، فدعونا ننظر كيف يقوم العلماء التطوريون بتعريف هذه المصطلحات .

                          في الواقع موقف التطوريين ليس على ما يرام !

                          هم لديهم جبال من الأدلة على التطور الصغير لكنهم لم يسبق لهم رصد التطور الكبير ، وبالتالي فهم لا يملكون دليلاً على التطور الدارويني .

                          هذه مشكلة عويصة للقوم ، فإنه إذا لم يوجد دليل على التطور الكبير ، فلا يوجد دليل على نظرية داروين ،

                          فإنه لم تسبق مشاهدة التطور الكبير إطلاقًا من قبل سواء في الطبيعة أو في المعمل مما يعني أن التطور الحقيقي لم تسبق رؤيته في أي مكان .

                          ما رصده ولاحظه العلماء في هذا الصدد ينحصر في شيئين :

                          الشيء الأول هو طفرات جينية لا تؤثر على تركيب الحمض النووي ، أي: لا تؤدي إلى نشوء جينات جديدة ، وفي بعض الأحيان تؤدي هذه الطفرات إلى بعض الميزات في الصراع من أجل البقاء ,

                          والشيء الثاني هو التطور الصغير . لكن لا شيء منها قادر على تفسير التطور الدارويني , لأن الأخير يتطلب النشوء العشوائي لملايين الجينات المعقدة إلى أقصى درجة والتي تحمل شفرات معقدة إلى أقصى درجة ،

                          بينما لم يشهد العلماء أي جين جديد نشأ عن طريق التطور أصلاً ، ولم يروا شريط الحمض النووي يزداد طولاً بإضافة جينات جديدة إطلاقًا .

                          فعلم الأحياء التطوري إذن في أزمة ، فليس لديهم دليل علمي على صحة نظرية التطور ، إذن ما العمل ؟

                          كيف يقنعون طلبة العلوم وغيرهم بأن نظرية التطور حقيقة بينما لا يوجد دليل علمي واحد ولا مشاهدة علمية واحدة للتطور الكبير ؟

                          الحل هو دفن الحقيقة !

                          الحل هو ممارسة الخداع عن طريق التلاعب بالمصطلحات والتعريفات ، ولننظر كيف قام هؤلاء القوم بهذه الممارسات .


                          (1) جعل التطور مصطلحًا مائعًا:

                          سعينا في هذه السلسلة من المقالات إلى بيان الفرق الشاسع بين التطور الصغير والتطور الكبير .

                          لهذا قام التطوريون بجعل مصطلح التطور مصطلحًا مائعًا يصلح للمعنيين ، فقد يشير إلى التطور الصغير وقد يشير إلى التطور الكبير .
                          حسبما اتفقنا فإن المصطلحين يعنيان شيئين مختلفين تمامًا ،

                          لكن التطوريين يستعملون للاثنين نفس المصطلح : التطور .

                          وهذا يعطيهم مرونة كبيرة عند الكلام عن التطور ، فقد يتكلمون عن التطور الصغير أو الكبير وهم يقصدون الداروينية والتطور الدارويني .

                          هذه الميوعة في الاصطلاح تجعل المصطلح يعني شيئًا ما في وقت ، ثم في الدقيقة التالية يعني شيئًا مختلفًا تمامًا ، هذا الغموض غير القابل للسيطرة والتوقع مقصود ،

                          فأنت لن تعرف ما الذي يقصده المتكلم التطوري حقًا عندما ينطق كلمة "التطور" ، وبالتالي لن يقدر طلبة العلوم والأحياء على اكتشاف الحقيقة أو تحديد موطن الخلل ، وهذا لأن المصطلح المائع قد يعني التطور الصغير أو التطور الكبير .

                          مثلاً إذا كان موضوع الكلام هو عصافير داروين Darwin's finches وأنهم أدلة على وقوع التطور في الطبيعة ، بل هم في الحقيقة من أيقونات نظرية التطور ، ففي هذه الحالة يمكن استخدام مصطلح التطور بغض النظر عن حقيقة الموضوع ،
                          وبهذه الطريقة سيظل الطلبة متعلقين بنظرية التطور وأنها تملك أدلة علمية على صحتها .
                          وفي هذا نحن نرى أنه لا غضاضة في استخدام مصطلح التطور ليشير إلى التطور الكبير باعتبار أنهما يعنيان نفس الشيء ،
                          لكنه من الغش والتدليس أن يتم استخدامه ليشير إلى التطور الصغير الذي يحمل معنى مغايرًا تمامًا .

                          فأهم وأخطر جانب في هذه الحيلة الخداعية هو أن مصطلح التطور صار يستعمل للإشارة إلى التطور الصغير الذي يخالفه في المعنى عند الكلام عن أمثلة على صحة الداروينية ونماذج حقيقية واقعية ،

                          وهذا من أبشع التدليس والغش والتضليل الذي يمارسه القوم في الحقيقة .

                          يتكلمون عن التطور كمصطلح بديل عن التطور الصغير لأنه توجد أمثلة عديدة جدًا ولا حصر لها على التطور الصغير ،

                          ولأنه قد وقع وحدث وعليه شواهد وأمثلة وأدلة لا يمكن منازعتها ، إذن فالتطور الدارويني حقيقة ووقع وحدث وعليه

                          شواهد وأمثلة وأدلة لا يمكن منازعتها ، ما رأيكم في هذه الخدعة ؟


                          (2)
                          التجاهل التام لمصطلحات التطور الكبير والتطور الصغير:

                          أفضل طريقة لعدم التورط في استعمال مصطلح التطور بدلاً من التطور الصغير هو إلغاء مصطلحات التطور الصغير والتطور الكبير من القاموس !

                          لا تؤدي هذه الطريقة إلى جعل مصطلح التطور مصطلحًا مائعًا فحسب ، بل تعمل كذلك على تجاهل المصطلحات الصحيحة وإقصائها .

                          مصطلحات التطور الصغير والتطور الكبير مصطلحات دقيقة ومحددة ومرتبطة بتركيب الحمض النووي . رغم هذا لا يسمع عنها طلاب العلوم ، بل يسمعون فقط عن التطور خصوصًا عند الكلام على أمثلة التطور الصغير مما يجعل الطلبة يقتنعون بالداروينية .

                          مصطلحات التطور الصغير والتطور الكبير كانت ستؤدي بالطلبة إلى التساؤل والتشكك في الداروينية ، لهذا كان لابد من تجاهلها وإقصائها تمامًا ، خصوصًا مصطلح التطور الصغير .

                          (3)
                          التظاهر بأن التطور الصغير والكبير يعنيان نفس الشيء :

                          لأن العلماء المؤمنين بالخلق يواظبون على استعمال مصطلحات التطور الصغير والتطور الكبير ، فإن التطوريين لم يتمكنوا من التجاهل التان لهذه المصطلحات وأصبحوا مضطرين إلى الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بهذين المصطلحين ،

                          وعندها كان منهجهم هو التظاهر بأن كل من التطور الصغير والكبير يعنيان نفس الشيء ، وهذا هو مسلكهم في التهرب من هذا الإشكال الجوهري .

                          كنا قد تكلمنا في مقال سابق عن تناولهم المراوغ والسخيف لمصطلح النوع ، وأنه بهذا المسلك لا يعود هناك أي معنى للتطور الصغير والتطور الكبير ، وعليه فيمكنهم الزعم بأنهما نفس الشيء . بكلمات أخرى ، كيف يمكن وضع تعريف دقيق ومحترم للتطور الصغير والتطور الكبير دون وجود تعريف للنوع ؟

                          لهذا لا غرو أنهم يزعمون أن التطور الصغير والتطور الكبير يعنيان نفس الشيء . لكن هل هما فعلاً كذلك ؟

                          لقد فصلنا هذا الموضوع تفصيلاً في المقالات السابقة ، ورغم أنه من الواضح أنهما لا يعنيان نفس الشيء إلا أنه يتم التعامل معهما رسميًا كنفس الشيء !!

                          دعونا نقتبس كلام الملحد التطوري الشهير ريتشارد دوكينز Richard Dawkins بخصوص هذه القضية :

                          (( حسنٌ ، لابد أن أشير إلى التفرقة المزعومة بين التطور الكبير والتطور الصغير ، وأنا أقول "مزعومة" لأن وجهة نظري أن التطور الكبير (التطور على مدار ملايين السنين) هو ما نحصل عليه عندما يعمل التطور الصغير (التطور على نطاق دورات حياة الأفراد) لملايين السنين ... أنا لا أجد أي سبب وجيه للشك في هذه المقولة : التطور الكبير هو عبارة عن العديد من قطع التطور الصغير بعد ضمها إلى بعضها البعض على مدار الزمن الجيولوجي واكتشافها بواسطة الحفريات بدلاً من العينات الجينية ))
                          ا.هـ.

                          لاحظ أنه يستعمل مصطلحات التطور الصغير والتطور الكبير دون أي إشارة لمعنى مصطلح النوع ،

                          بمعنى آخر هو يظن أنه إذا حصل على العديد من الأمثلة على التطور الصغير التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤدي إلى زيادة حجم أو طول الحمض النووي مهما كان عددها ،

                          سوف يصل في النهاية إلى وقوع زيادة في طول وتعقيد الحمض النووي !

                          كيف يمكن لصفر + صفر + صفر + صفر + ........ +صفر من النيوكليوتيدات الإضافية والجينات الإضافية أن تساوي 3 بليون نيوكليوتيدة ؟!

                          هذه فضيحة رياضية بكل المقاييس !

                          لكن الحقيقة أنه لو لم يكن لديك إلا تطور الصغير لملايين السنين وبدأت بكائن دقيق وحيد الخلية ، فسوف تحصل في النهاية على كائنات دقيقة عديدة لكنها كلها لها نفس تركيب الحمض النووي ونفس عدد الجينات ونفس طول الحمض النووي ،

                          بمعنى آخر ستكون كل الكائنات عبارة عن سلالات مختلفة من نفس هذا الكائن الدقيق وحيد الخلية .

                          لكن
                          دوكينز على ما يبدو لا يعرف أنه مهما كان طول الزمن فإن مجموع الأصفار لن يصل أبدًا إلى 3 بليون تيوكليوتيدة .

                          التدليس من خلال المصطلحات وسيلة ماكرة لجعل الناس يعتقدون صحة نظرية التطور ، لكنها في النهاية ليست إلا كذبة !

                          التطور الصغير والتطور الكبير عبارة عن شيئين مختلفين ، أحدهما حقيقة والآخر زائف ،

                          لهذا عندما يزعم أحد التطوريين أنهما نفس الشيء فهو يرتكب خطيئة كبرى في جناب العلم وفي جناب الحقيقة .

                          (4) الخلاصة :

                          أول خطوة في إقناع الناس بصحة الداروينية هي الزعم بأن التطور الصغير والتطور الكبير يعنيان نفس الشيء أو أن التطور الكبير ليس إلا مجموع العديد من أمثلة التطور الصغير .

                          هذا سمح للتطوريين أن يقوموا بإقصاء هذين المصطلحين من كتبهم .

                          وبهذا صار مصطلح التطور يستعمل عند الكلام على أمثلة التطور الصغير ،

                          والحقيقة أن الغرض الرئيسي من كل هذه الأساليب الخادعة هو أن يوضع مصطلح التطور في محل التطور الصغير عندما لا توجد أمثلة على التطور الكبير .

                          القوم يريدون إقناع الناس بصحة نظرية داروين وهذا غير ممكن إذا استعملوا مصطلح التطور الكبير لأنه لا توجد عليه أي أمثلة تم رصدها أو من الممكن تكرارها ،

                          وهم لا يريدون استعمال مصطلح التطور الصغير وحده لأنه سيثير تساؤلات حول كفاية التطور الصغير لتفسير نشوء الأنواع الجديدة .

                          لأجل هذا كله هم يستعملون مصطلح التطور بدلاً من هذين المصطلحين ، وبهذه الطريقة لن يكتشف أحد الخدعة الكبيرة التي وقعوا فيها . وبالطبع فإن التعريف غير الموجود لمصطلح النوع يقدم لهم خدمة كبرى في هذا الصدد .

                          وبناء على هذا كله يستطيع التطوريون أن يظهروا الأمثلة على التطور الصغير على أنها التطور الدارويني الذي يعمل في

                          الطبيعة Darwinian evolution in action
                          وبهذا تكون الداروينية حقيقة !

                          لاحول ولاقوة إلا بالله

                          تعليق


                          • #43

                            سلسلة : نظرية التطور - رؤية نقدية (7) نموذج تطبيقي


                            نموذج تطبيقي


                            دعونا ننظر في كتاب:
                            (
                            أعظم استعراض على وجه الأرض – البرهان على صحة التطور)
                            The Greatest Show On Earth – The Evidence For Evolution

                            وهو أحدث كتب
                            ريتشارد دوكينز العالم البيولوجي الملحد .

                            دوكينز في الحقيقة يعبد داروين ويقدسه ، وعنوان كتابه يوحي بأن نظرية داروين قد صارت حقيقة لا مراء فيها وأنه يوجد أطنان من الأدلة والبراهين على صحتها !

                            نحن لو عملنا استفتاءً على أفضل كتاب عن نظرية التطور في التاريخ سيحصل كتاب (أعظم استعراض على وجه الأرض) على العديد من الأصوات

                            ولمن لا يعرف دوكينز فهو أشهر الملاحدة في زماننا هذا وأبرز المؤيدين لنظرية التطور وهو نفسه يرى أن كتابه (أعظيم استعراض على وجه الأرض) هو أفضل كتاب كتبه في حياته عن نظرية التطور .

                            اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	1210021.JPG 
مشاهدات:	1 
الحجم:	29.4 كيلوبايت 
الهوية:	738748

                            إليكم المفاجأة إذن : كل الأدلة العلمية التي ذكرها دوكينز في هذا الكتاب للدلالة على صحة نظرية داروين هي أمثلة للتطور الصغير ، وليس فيها دليل واحد على التطور الكبير بأي صورة من الصور ! وكما نتوقع جميعًا فدوكينز لم يذكر مصطلحات التطور الصغير أو التطور الكبير بطول الكتاب ، ولا مرة واحدة !

                            نعم هو ذكرها في كتب سابقة لهذا الكتاب ، لكنه عندما ذكرها جعلهما نفس الشيء عن طريق التلاعب بالمصطلحات كما بينّا سابقًا .

                            أما في (أعظم استعراض على وجه الأرض) فلم يكلف نفسه حتى بذكرهما ، فالمسألة لا تعنيه أصلاً .

                            ثم هو استعرض عددًا هائلاً من الأمثلة على التطور الصغير ليثبت أن الداروينية صحيحة وأنه لا يوجد إله .

                            كل ما كان على دوكينز أن يقوم به هو التخلص من مصطلحات التطور الصغير والتطور الكبير ، واستعمال أمثلة التطور الصغير لكن باستخدام لفظ التطور فقط ،

                            مما يسمح له بالزعم بأنه توجد أمثلة كثيرة جدًا على صحة التطور الدارويني (الذي هو في الحقيقة ليس إلا التطور الكبير) .

                            ودعونا نتناول مثال محدد على هذا المسلك لدوكينز :

                            في الصفحات من 116 حتى 133 يحكي دوكينز عن سلسلة من التجارب طويلة الأجل ومغرقة في التعقيد أقيمت في جامعة ولاية ميتشجان على يد البروفيسور ريتشارد لينسكيRichard Lenski ،

                            هذه التجارب تم إجرائها على الباكتيريا المعوية المعروفة باسم إي كولاي
                            E. Coli ،

                            ويصفها دوكينز بقوله : "عرض بديع للتطور وهو يعمل" ص117 ،

                            فما حكاية هذه التجارب ؟

                            في عام 1988 قام د. لينسكي مع فريق العمل التابع له ببدء هذه التجارب عن طريق وضع سلالة معينة من الباكتيريا المعوية في 12 أنبوبة معمل مختلفة بحيث توضع كميات محسوبة من الغذاء في كل أنبوبة ثم يتم نقل نسبة معينة من الباكتيريا الناجية من كل أنبوبة إلى أنبوبة أخرى جديدة تمامًا .

                            غرض هذه التجربة هو رصد كيف تتغير أحجام وعادات الغذاء وغيرها في الباكتيريا مع الوقت في الـ12 أنبوبة ،

                            وطبعًا هذه التغيرات في كل مجموعة تقع بمعزل عن المجموعات الأخرى تمامًا لأنه غير مسموح بخلطها أو المزج بينها إطلاقًا .

                            ولأكثر من عشرين عامًا حتى وقت تأليف دوكينز لكتابه (أعظم استعراض على وجه الأرض) استمرت التجربة وربما هي

                            مستمرة حتى هذه اللحظة .

                            كل الاثني عشر مجموعة من الباكتيريا زادت في الحجم عن طريق الانتخاب الطبيعي – أي: البقاء للأصلح – وهو ما يعد مثالاً على التطور الصغير .

                            ولم يوجد أي جين جديد أو زيادة في طول الحمض النووي ، فقط تغير في بعض تتابعات النيوكليوتيدات عن طريق الطفرات فيها ، لكن دون نشوء أي جين جديد ، أثناء انقسام الخلية .

                            أحد هذه الاثني عشر قبيلة – بتعبير دوكينز- اكتسب القدرة على هضم السترات
                            citrate كما لو كانت جلوكوز glucose

                            لكن سائر القبائل لم تكتسب نفس القدرة . هذه القدرة في الحقيقة تطلبت وقوع طفرتين متتابعتين ، وليست واحدة فقط ، ولهذا لم تقع إلا في قبيلة واحدة فقط .

                            هنا لم يتم اكتشاف جين جديد ولم ينشأ حمض نووي جديد ، فقط تبدل في تتابعات النيوكليوتيدات التي تتحكم في هذه الصفة .

                            ما الذي نريد اثباته من هذا النموذج ؟

                            على مدار 18 صفحة كتبها دوكينز عن هذه التجربة استعمل مصطلحات التطور والتطوري ومتطور ويتطور وتطور 47 مرة ، بينما لم يستعمل لفظة التطور الصغير أو التطور الكبير مرة واحدة ،

                            ما الإشكال هنا ؟

                            على مدار تجربة
                            لينسكي لم يحدث أن نشأت مادة وراثية جديدة ، لا جينات ولا تركيب جديد للحمض النوي ولا نوع جديد من الباكتيريا ولا أمكن رصد التطور الكبير . فما تم رصده طوال هذه التجربة هو التطور الصغير ،

                            فلماذا إذن حافظ دوكينز على ترديد مشتقات كلمة التطور العديد من المرات ؟

                            ولماذا يعتقد أن هذا الأمر مثال ناجح على وقوع التطور ؟

                            في الإجابة على هذه التساؤلات نحتاج إلى استحضار معنى أنه لكي يقوم التطور بإيجاد الحمض النووي البشري من الخلية الأولى فإنه يلزمه آلاف المرات من إنشاء معلومات جينية جديدة أو مادة وراثية جديدة في كل نوع جديد ينشأ عن سلفه مؤديًا إلى نشوء آلاف الأنواع والتي تتمايز عن بعضها البعض بجينات إضافية على شجرة التطور المزعومة ، ولكل نوع جديد على الأقل جين واحد جديد وإلا فلن يكون جديدًا .

                            لم تتم ملاحظة أو رصد نشوء أي مادة وراثية جديدة في تجارب لينسكي ،

                            لكن تمت ملاحظة التطور الصغير بوضوح شديد من خلال الطفرات التي تعني استبدال نيوكليوتيدة بأخرى في الشريط الوراثي وهو ما يعرف بالتطور الصغير .

                            بكلمات أخرى فهذه التجارب ليس لها أي علاقة بالتطور الكبير الذي هو حقيقة الداروينية ، وكل اكتشاف في هذه الدراسة لم يكن إلا مثال على وقوع التطور الصغير
                            microevolution in action .

                            ولك أن تتخيل عزيزي القارئ عدد المرات التي استعمل فيها دوكينز مصطلح التطور الصغير في هذه الصفحات أو حتى بطول الكتاب , ولا مرة !

                            بل الحقيقة أنك لو ذهبت لفهرس المصطلحات في نهاية الكتاب ، لن تجد أي ذكر للتطور الصغير أو التطور الكبير .

                            وهذا هو بالضبط ما نود إظهاره والتأكيد عليه . أمثلة التطور الصغير يتم استعراضها وإظهارها لكن باستعمال لفظ التطور فقط ، وليس التطور الصغير ،

                            وهذا المثال تعبير نموذجي عن هذا المسلك للتطوريين في إثبات صحة التطور ،

                            هم يستخدمون أمثلة التطور الصغير تحت مسمى التطور فيعتقد القارئ أو الطالب أو الدارس وغيرهم أنهم يقصدون التطور الكبير ، وليس الأمر إلا خدعًا وتدليسًا .

                            وكل هؤلاء العلماء مثل دوكينز يستعملون مصطلح التطور بدلاً من المصطلح الأدق التطور الصغير لأجل هذا الغرض .

                            لأجل هذا فإن قارئ هذا الكتاب عليه أن يعتاد فكرة أنه عندما يزعم أحد هؤلاء أن لديه دليلاً أو برهانًا على صحة التطور

                            فلابد حينئذٍ أن نسأله هل سبق اكتشاف مثال لجين جديد وظيفي نشأ عن طريق الطفرات العشوائية ،

                            ولن تكون الإجابة بنعم أبدًا .

                            وسوف نتناول في مقال قادم إن شاء الله استحالة هذا الأمر تمامًا .

                            ما قام به دوكينز في كتابه يحدث في أحكم المجلات العلمية وفي حصص علم الأحياء كل يوم للأسف .

                            كل هؤلاء العلماء بحاجة إلى إثبات صحة الداروينية ولأجل هذا الهدف قاموا بإلغاء مصطلحات التطور الصغير والتطور الكبير من كتاباتهم أو تظاهروا بأنهما نفس الشيء ،

                            ثم أثبتوا صحة التطور والداروينية والإلحاد بهذه الطريقة !

                            ولك أن تتعجب من هذا التلاعب المضلل ومكر الليل والنهار الذي يمارسه القوم لإثبات نظرية علمية ليس عليها دليل علمي واحد !
                            لاحول ولاقوة إلا بالله

                            تعليق


                            • #44

                              سلسلة : نظرية التطور - رؤية نقدية (8)


                              نظرة أعمق للفرق بين التطور الصغير والتطور الكبير


                              سوف نتناول في هذا المقال الفرق بين الحمض النووي للخلية الحية الأولى والحمض النووي البشري ، لكننا سنتناوله من منظور يتعلق بمدى تعقيده وتركيبه .

                              فلو وجدت الخلية الحية الأولى ، كيف نقارن حمضها النووي بالحمض النووي البشري من جهة التعقيد ؟ ستكون أشبه بالمقارنة بين قارب خشبي صغير ويخت حديث فاخر !

                              لكي يقفز التطور من القارب الخشبي إلى اليخت الفاخر يحتاج إلى انتاج مقادير مهولة من المادة الوراثية المغرقة في التعقيد في كل مرة ينشأ فيها نوع جديد من الكائنات الحية حسب شجرة التطور المفترضة ،

                              فيزيد تبعًا لذلك طول الحمض النووي وتزداد الشفرات الوراثية تعقيدًا وتركيبًا بصورة مطردة .
                              فلو فرضنا على سبيل المثال أن الخلية الحية الأولى تحوي عددًا قليلاً من النيكليوتيدات مقارنة بـ3,2 بليون نيوكليوتيدة في الحمض النووي البشري ، ولنقل مثلاً 200 مليون ،

                              كيف يمكن للتطور أن يضيف 3 بليون نيوكليوتيدة للشريط الوراثي الخاص بالخلية الأولى ؟

                              سيقول التطوريون طبعًا إن هذا حدث تدريجيًا على دفعات متتالية من خلال أنواع متتالية متتابعة على سلم التطور .


                              حسن ، فلنفترض – مجرد افتراض – أن كل نوع وسيط بين الخلية الأولى والإنسان أضاف للحمض النووي للنوع الذي يسبقه 300 ألف نيوكليوتيدة ،
                              فإذا أردنا أن نحسب عدد الأنواع الوسيطة بين الخلية الأولى والإنسان بشكل تقريبي ، فسوف يكون حوالي 10 آلاف نوع , حيث أن حاصل ضرب 10 آلاف في 300 ألف يساوي 3 بليون نيوكليوتيدة جديدة .

                              هؤلاء يمثلون 10 آلاف نوع متتابعين وليسوا في نفس الوقت ولا في أي وقت ،
                              كل نوع يعتمد على ظهور النوع السابق عليه بنجاح ،
                              فإذا فشل أي نوع وسيط في زيادة عدد النيوكليوتيدات المطلوب ، فلن تستمر السلسلة .
                              فلابد أن يتم هذا التطور بالترتيب ،
                              فهم ليسوا 10 آلاف حزمة من الطفرات فقط ، بل 10 آلاف حزمة معينة من الطفرات المتتابعة في ترتيب دقيق ومحسوب ومدروس .

                              بمعنى آخر ، فإن النوع الأول لابد أن ينشأ من الخلية الأولى ثم النوع الثاني من الأول ثم النوع الثاالث من الثاني وهكذا .. ولن يستقيم التطور إلا بمراعاة ترتيب الأنواع وترتيب وقوع الطفرات التي تزيد طول الحمض النووي .
                              كذلك ستختفي العديد من الجينات في هذا المسار ،

                              فلا يمكن على سبيل المثال أن نتصور أن جينات النوع الخمسين بعد الخلية الأولى ما زالت موجودة في الحمض النووي البشري .

                              لهذا فسوف تختفي آلاف الجينات في نفس الوقت الذي سوف تنشأ فيه آلاف الجينات الجديدة الأكثر طولاً والأكثر تعقيدًا وتركيبًا .

                              لكن الحقيقة المرة – بالنسبة للتطوريين :

                              أن نشوء نوع جديد عن طريق الطفرات العشوائية في الحمض النووي أبعد احتمالاً من محاولة كسب قرعة اليانصيب ،

                              بل إن كسب اليانصيب أسهل بمراحل من نشوء نوع جديد ، ومسابقات اليانصيب هذه لابد من كسبها على التوالي واحدة تلو الأخرى .

                              لهذا من منظور إحصائي محض فإن احتمالية التطور تساوي احتمال كسب نفس العائلة لقرعة اليانصيب 10 آلاف مرة على التوالي !

                              بل إن احتمالية نشوء نوع جديد واحد عن طريق سلسلة من الطفرات العشوائية أبعد احتمالاً بمراحل متجاوزة من ربح مسابقة يانصيب على مستوى الشرق الأوسط كله كما سنتناوله في مقالة قادمة بإذن الله تعالى .

                              مفهوم الاحتمالات المستحيلة المتتابعة هذا هو أحد الأمثلة أو أحد الأدلة على سخافة نظرية التطور من الجهة الرياضية أو الحسابية البحتة . فهو يتطلب وقوع حدث ، احتمال غير قابل للحدوث ، ويريد منه أن يتكرر عشرات الآلاف من المرات مرة تلو الأخرى في ترتيب معين ،

                              وبالتالي فإن شجرة التطور حتى بلوغ الإنسان سيكون عليها ما يقرب من 10 آلاف نوع مختلف متتاليين الواحد تلو الآخر حسب هذه التوقعات .

                              طبعًا مع 10 آلاف نوع على شجرة التطور ، فإن نظرية التطور تعتمد على أنه من السهل ومن اليسير إضافة جزء جديد للحمض النووي الموجود في كل نوع لينشأ نوع جديد ،

                              لكن للأسف سيظهر لنا مع قراءة هذا المقال أنه من المستحيل تمامًا نشوء نوع جديد واحد عن طريق التطور على وجه الأرض أو حتى على أي كوكب آخر .

                              تذكر عزيزي القارئ :

                              أنه لكي يمضي هذا التطور في خلق 10 آلاف نوع من الخلية الحية الأولى حتى الجنس البشري لابد من إضافة قطعة جديدة من الحمض النووي في حدود 300 ألف نيوكليوتيدة متتابعة بشكل معقد ومشفر في كل نوع من العشرة آلاف نوع .

                              تذكر كذلك :

                              أن التطور الصغير لا يقوم بإضافة مادة وراثية جديدة ، وبالتالي فهو لا يؤدي إلى نشوء أنواع جديدة ، وليس له أي دور في شجرة التطور المفترضة .

                              وإذا وضعنا في الاعتبار كل أنواع الكائنات الحية التي تعد بالملايين ، سنجد أن لكل منها تركيب فريد غاية في التعقيد للحمض النووي يختلف عن سلفه المفترض ،

                              ومن المفترض – حسب نظرية التطور – أن هذا التركيب الفريد للحمض النووي قد جاء عن طريق الطفرات العشوائية غير المقصودة وغير الموجهة في الحمض النووي لأسلافها بواسطة التطور الكبير .

                              فمفهوم نشوء تركيب جديد للحمض النووي هو موضوع جوهري في الجدل الدائر حول نظرية التطور ، لكنه يتم تجاهله باستمرار . وهذا عجيب جدًا حيث نجد أن القضايا المحورية يتم تجاهلها والتدليس فيها باستخدام المصطلحات المائعة والتكتيكات الخادعة الأخرى لصرف أنظار الطلبة والدارسين عنها . لأجل هذا فإن القضية المحورية التي لابد من استحضارها دومًا هي أن الحمض النووي للخلية الحية الأولى يختلف تمامًا عن الحمض النووي البشري ،

                              وبالتالي فهناك الكثير جدًا من تراكيب الحمض النووي الوسيطة على امتداد شجرة التطور من الخلية الأولى حتى الإنسان ، ولنفترض أن عددهم مثلاً 10 آلاف نوع متتابعين ، فيكون مثلاً عدد النيوكليوتيدات المطلوب إضافتها لكل نوع في السلسلة هو 300 ألف من النيوكليوتيدات الجديدة المتطورة والأكثر تعقيدًا وتركيبًا .

                              ولو حاولنا تخفيض عدد النيوكليوتيدات في كل خطوة سنحتاج إلى زيادة عدد الأنواع الوسيطة التي ستنشأ على هذا المسار ،

                              فإذا فرضنا مثلاً أننا بحاجة في كل نوع جديد إلى 150 ألف نيوكلوتيدة جديدة ، فهذا سيستغرق 20 ألف جيل من الأنواع الوسيطة ، وهذا يصعب الأمور أكثر وأكثر .


                              الحقيقة المحورية :

                              الحقيقة الناصعة في وسط كل هذا هو أنه بينما يعتبر التطور الصغير حقيقة علمية ثابتة بشكل كامل وعليها أطنان من الأدلة ،

                              فإن التطور الكبير ما زال مجرد فرضية نظرية لم يثبت وقوعها ولو مرة واحدة في التاريخ الطبيعي أو في المعمل . بمعنى آخر فإنه لا يوجد في العلم إطلاقًا أن مادة وراثية جديدة ، أي تركيب جديد للحمض النووي ، قد نشأت عن طريق التطور الكبير .

                              فالتطور الكبير هو افتراض أو نظرية بلا دليل ،
                              أما التطور الصغير فهو حقيقة علمية ثابتة بالعديد من الأدلة بما فيها عصافير داروين .

                              فلو كان التطور حقيقة :
                              فلابد أن ملايين الأنواع من الكائنات الحية قد نشأت عن طريق نشوء حمض نووي جديد للنوع الذي ينشأ من نوع آخر سلف له ،
                              فيكون لدينا الحمض النووي بتركيبه المميز للنوع السلفي والحمض النووي الجديد للنوع الجديد .

                              لكن الواقع هو أن هذا لم يثبت حدوثه ولا حتى مرة واحدة في تاريخ العلم .

                              وبالتالي تظل الداروينية مجرد نظرية أو فرضية وليست حقيقة علمية ،

                              أما من الناحية الرياضية الإحصائية فهي لا تبلغ حتى مبلغ النظرية ، بل هي أضغاث أحلام !

                              فإذا جاء أحدهم واستغل الأدلة والأمثلة على وقوع التطور الصغير ليبرهن بها على صحة نظرية داروين ،

                              فهو إما جاهل جهلاً عميقًا أو متعمد للكذب والخداع ,


                              فإنه لا يوجد دليل علمي واحد على صحة التطور ولا يوجد مثال واحد له في الطبيعة أو حتى في المعمل . فضلاً عن هذا ، فإنه إذا زعم أحدهم أنه يوجد دليل على التطور الكبير فإنه إما جاهل يهرف بما لا يعرف أو كذاب أشر !

                              أي شخص يسعى لتوظيف أمثلة التطور الصغير كأدلة على صحة الداروينية قبل اكتشاف الحمض النووي عام 1953 فهو معذور ،
                              لأنه حتى هذا التاريخ لم يمكن التفرقة بين التطور الصغير والتطور الكبير ، ولأن فهم الفرق بين الاثنين يتطلب معرفة الحمض النووي
                              DNA ،

                              لكن بعد أعوام قليلة من اكتشاف الحمض النووي صار بالإمكان تعريف التطور الصغير والتطور الكبير وبيان الفرق بينهما .
                              وعليه فإن داروين نفسه كان معذورًا في الخلط بين الاثنين واستخدام عصافير داروين كدليل على صحة التطور لأن الحمض النووي لم يكن قد اكتشف بعد .


                              مثال على التدليس :
                              تجارب
                              لينسكي التي تناولناها سابقًا تتعامل فقط مع الكائنات وحيدة الخلية ، لكن ماذا عن الطفرات التي تقع في الكائنات المماثلة وتؤدي إلى اكتسابها مميزات في الصراع من أجل البقاء ؟

                              بالفعل قد تؤدي طفرة في الشريط الوراثي إلى نشوء ميزة إضافية للكائن الحي في الصراع من أجل البقاء ، لكنها لا تساهم بالضرورة في عملية التطور أو التطور الكبير لأنه لم تحدث إضافة لأي جينات جديدة أو مادة وراثية جديدة ،

                              فشرط وقوع التطور الكبير هو استحداث مادة وراثية إضافية أو جينات إضافية للشريط الوراثي .


                              فعلى سبيل المثال ، إذا وجد العلماء أن حيوانًا ما قد اكتسب ميزة معينة تساعده في الصراع من أجل البقاء بين غيره من الحيوانات من نفس نوعه ، فقد يقولون إن هذا الحيوان قد تطور على النمط الدارويني ،

                              فيخمن القارئ أو الطالب أن هذا يعني نشوء جين جديد أو مادة وراثية جديدة عن طريق طفرة عشوائية في الحمض النووي ، لكن هذا التخمين ليس في محله إطلاقًا .

                              فالحقيقة التي لا يتم ذكرها هو أنه لم يثبت في تاريخ العلم بأكمله أن نشأت ميزة إضافية لكائن حي عن طيرق طفرة أضافت جينًا جديدًا أو مادة وراثية جديدة للحمض النووي ،

                              بل ما يحدث هو تغير في الحمض النووي ،
                              مجرد تبدل في النيوكليوتيدات ، وليس إضافة ، فما يقع حقيقة هو فقد مادة وراثية عن طريق الطفرات .

                              لكن كيف يؤدي ضياع المادة الوراثية إلى اكتساب ميزة للكائن في صراع البقاء ؟

                              لنستوعب إجابة هذا السؤال

                              دعونا نضرب مثالاً بحيوان وقعت له طفرة أدت إلى جعله عديم الشعر . في البلاد الحارة ستعتبر هذه ميزة يتفوق بها على غيره ، أما في البلاد الباردة فسوف تكون سببًا في هلاكه !
                              فهذه الميزة التي اكتسبها هذا الحيوان ليست بسبب مادة وراثية جديدة أو جين جديد ، بل بسبب ضياع مادة وراثية + الظروف البيئية ، فهذا ليس مثالاً على التطور عن طريق اكتساب جينات جديد .

                              أو بمعنى آخر فهذا المثال إنما يشير إلى طفرة مدمرة أدت إلى حدوث ميزة للبقاء بسبب ظروف البيئة المحيطة .

                              لأجل هذا يجب أن يتسلح القارئ بالفهم والمعرفة الكافيين للتمييز بين التطور الصغير و التطور الكبير والأمثلة عليهما .

                              لاحول ولاقوة إلا بالله

                              تعليق


                              • #45

                                اعترافات صادمة للتطوريين عن شجرة التطور والجينات


                                اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	15151515.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	643.0 كيلوبايت 
الهوية:	738749

                                نسمع كثيرا أن الأدلة الوراثية والجينية الحديثة اليوم : صارت تؤكد أكثر شجرة التطور وتتوافق معها !!!

                                فهل هذا الكلام صحيح ؟!

                                ====================


                                يعترف الدكتور كارل هوز Carl Woese الرائد في علم الأحياء الدقيقة والفيزياء الحيوية بالتضارب الكبير والمنتشر في كل جزء من شجرة التطور المزعومة قائلا :

                                يمكن ملاحظة التضارب والتعارض في كل مكان بشجرة النشوء والتطور الشاملة، خلال الجذور والتشعبات الكبرى بين الفئات التصنيفية المختلفة، وداخلها، وحتى بين هياكل المجموعات الرئيسيه نفسها ” !!
                                Phylogenetic incongruities can be seen everywhere in the universal tree, from its root to the major branchings within and among the various taxa to the makeup of the primary
                                groupings themselves
                                المصدر :
                                Carl Woese “The Universal Ancestor,” Proceedings of the National Academy of Sciences USA, 95:6854-9859 (June, 1998) (emphasis added)

                                ====================


                                ولم يخفي الميكروبيولجي مايكل سيفانين Michael Syvanen خيبة أمله حين حاول رسم العلاقات التطورية من خلال المحتوى الجيني أو الوراثي لـ 2000 مجموعة حيوانية مختلفة فكانت النتيجة هي الفشل الذريع وكسر الكثير من العلاقات المورفولوجية التي كان يُظن أنها صحيحة من قبل حسب خرافات التطور !!
                                فلم يسعه إلا ان يقول :
                                لقد أبدنا للتو شجرة الحياة تماما ” !!
                                we’ve just annihilated the tree of life
                                المصدر :
                                Michael Syvanen, quoted in Lawton, “Why Darwin was wrong about the tree of life.”

                                ==================


                                وأما الوضع في الدورية العلمية للإيكولوجي والتطور trends in Ecology and Evolution في ورقتها البحثية منذ عام 2008 فكان أكثر وضوحا في التعبير عن المعاناة الكبيرة الدائرة في أوساط التطوريين أمام التناقضات الواضحة بين نظرية التطور الحديثة المعتمدة على الطفرات والتكيفات ونحوه :
                                وبين تفسير التطور الكبير (أي تطور الأنواع من بعضها لبعض بالفعل) يقولون :

                                هناك نقاشات صحية حول كفاية النظرية الداروينية الجديدة في تفسير التطور الكبير ” !!
                                healthy debate concerning the sufficiency of neo-Darwinian theory to explain macroevolution
                                المصدر :
                                Michael A. Bell, “Gould’s Most Cherished Concept,” Trends in Ecology and Evolution, Vol. 23: 121-122 (2008) (reviewing Stephen Jay Gould, Punctuated Equilibrium (2007)).

                                ==================

                                وفي ورقة أخرى حديثة من 2009 تقر الدورية العلمية أيضا بالصعوبة البالغة في التوفيق بين المعلومات الجينية والوراثية الهائلة لأنواع الكائنات الحية وبين توقيعها أو أدخالها في الاستدلال بشجرة التطور :

                                تحدي رئيسي لدمج هذه الكميات الكبيرة من المعلومات في الاستدلال بأشجار الأنواع : هو أن تاريخ الأنساب المتضاربة في كثير من الأحيان موجود في جينات مختلفة في جميع أنحاء الجينوم ” !!
                                A major challenge for incorporating such large amounts of data into inference of species trees is that conflicting genealogical histories often exist in different genes throughout the genome.
                                المصدر :
                                James H. Degnan and Noah A. Rosenberg, “Gene tree discordance, phylogenetic inference and the multispecies coalescent,” Trends in Ecology and Evolution, 24 (2009): 332-340

                                -نقلاً من موقع الباحثون المسلمون-
                                لاحول ولاقوة إلا بالله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X