كيف ومتى وصلت انباء المأساة الأندلسية الى العثمانيين؟
أشار المؤرخ العربي المعاصر الدكتور عبدالجليل التميمي إلى أن أهالي غرناطة أرسلوا في سنة 1477م سفارة إلى السلطان العثماني محمد الفاتح طالبين تدخله لإنقاذهم.
وقد نقل ذلك عنه مجموعه من الباحثين في تاريخ الدولة العثمانية منهم د. عبدالعزيز الشناوي ود. نبيل عبد الحي رضوان. أما المصدر الذي استقى منه المؤرخ التميمي هذه الرواية هو كتاب عزيز سامح التر، وهو تركي معاصر لأواخر عهد الدولة العثمانية والعهد الجمهوري بعنوان “الأتراك العثمانيون في أفريقيا الشمالية”.
بينما يذكر د. عبد اللطيف الحميد في كتاب “موقف الدولة العثمانية تجاه مأساة المسلمين في الأندلس” غير ذلك بقوله: بالرجوع الى المصادر العثمانية التركية (القديمة والمتأخرة) لا نجد اي اشارة الى تلقي السلطان محمد الفاتح لرسالة او سفارة غرناطية اندلسية. ويشير بذلك الى المصادر التي ذكرت ذلك: أحمد جودت باشا – تاريخ جودت، ضيا باشا – أندلسي تاريخي، محمد شكري – أسفار بحرية عثماني.
ويضيف د. الحميد ” تجمع هذه المصادر على ان السلطان العثماني بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الفاتح هو أول سلطان عثماني يتلقى نداء استغاثة ونجدة من الأندلس. وبالبحث ايضاً في أوراق الأرشيف العثماني في استانبول، وخاصة في تصنيف علي أميري الذي رتب وفهرس الوثائق العائدة لسلاطين الدولة العثمانية الأوائل، لا نجد بين هذه الأوراق ما يدل على وجود اتصال أندلسي بالسلطان محمد الفاتح.”
وعلى الرغم ان المصادر العثمانية تشير إلى ان الإتصال الأول كان في عهد بايزيد الثاني، فإن هناك تساؤلات تفرض نفسها. لماذا تأخر الأندلسيون في ارسال طلب النجدة الى ذلك التاريخ؟. وهل يمكن ان يكون لدى الدولة العثمانية معلومات في ارسال عن المأساة الأندلسية قبل سقوط غرناطة وبالتحديد قبل عهد بايزيد الثاني؟.
يجيب د. الحميد على ذلك بأن هناك اشارة يمكن ان تكون دليلا على إمكان وصول أنباء المأساة الى العثمانيين في فترة مبكرة. وهي عندما استقبلت دولة المماليك في مصر أول سفارة أندلسية في عهد السلطان المملوكي الظاهر جقمق 1440م وعندما وصل سفير غرناطة إلى بلاط المماليك، عُرضت القضية وفق النقاش التالي:
“يا مولانا نصركم الله، هذا كتاب من صاحب جزيرة الأندلس يشتكي لك ما أصابه من الإفرنج المجاورين له ويطلب منك نجدة تعينه بها…”.
وكان رد الظاهر جقمق:
“سأبعث إلى ابن عثمان يُعينكم إن شاء الله”
فقال السفير:
“يامولانا السلطان نصركم الله أنت هو كبير الملوك والسلاطين وخديم الحرمين الشريفين، ولم نجئ إلا الى حضرتكم وحاشاك أن تردنا خائبين”.
فقال السلطان المملوكي:
“إن بلادكم بعيدة، ولا يمكننا أن نجهز لكم عسكراً”
فاقترح السفير:
“إذا لم يمكنكم تجهيز العسكر الينا فلتعنا بالمال والعدة وما كان لله فهو يحفظه”
فقال السلطان: “نعم، اعينكم ان شاء الله بالمال والعدة”.
ويحلل الدكتور الحميد موقف المماليك وهو عزم المماليك توجيه أنظار الدولة العثمانية وتشجيعها لمساعدة مسلمي الأندلس، عندما قال سلطان المماليك لسفير غرناطة “سأبعث الى ابن عثمان يعينكم ان شاء الله” . والسلطان العثماني المقصود هو السلطان مراد الثاني الذي حكم ( الفترة الأولى 1421-1444 والفترة الثانية 1446-1451 )، وهذا يعني ان العلاقات العثمانية المملوكية حسنة وقابلة لتفاهم الجانبين لصالح الأندلسيين، وهذ اشارة كما ذكرنا سابقا ان تكون وصلت أنباء المأساة الأندلسية الى العثمانيين في فترة مبكرة.
ولكن رغم ذلك لا يمكن سوى الإعتماد على حقيقة أن الإتصال بالعثمانيين بشكل رسمي تم في عهد السلطان بايزيد الثاني وذلك لتوافر الأدلة وهي السفارتين: الأولى من أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك بني الأحمر في غرناطة سنة 1486م، والثانية قصيدة شعر طويلة تصف حال الأندلس ومسلميها في اللحظات التي تلت السقوط مباشرة، بعثها مسلمو الأندلس سنة 1501.
أشار المؤرخ العربي المعاصر الدكتور عبدالجليل التميمي إلى أن أهالي غرناطة أرسلوا في سنة 1477م سفارة إلى السلطان العثماني محمد الفاتح طالبين تدخله لإنقاذهم.
وقد نقل ذلك عنه مجموعه من الباحثين في تاريخ الدولة العثمانية منهم د. عبدالعزيز الشناوي ود. نبيل عبد الحي رضوان. أما المصدر الذي استقى منه المؤرخ التميمي هذه الرواية هو كتاب عزيز سامح التر، وهو تركي معاصر لأواخر عهد الدولة العثمانية والعهد الجمهوري بعنوان “الأتراك العثمانيون في أفريقيا الشمالية”.
بينما يذكر د. عبد اللطيف الحميد في كتاب “موقف الدولة العثمانية تجاه مأساة المسلمين في الأندلس” غير ذلك بقوله: بالرجوع الى المصادر العثمانية التركية (القديمة والمتأخرة) لا نجد اي اشارة الى تلقي السلطان محمد الفاتح لرسالة او سفارة غرناطية اندلسية. ويشير بذلك الى المصادر التي ذكرت ذلك: أحمد جودت باشا – تاريخ جودت، ضيا باشا – أندلسي تاريخي، محمد شكري – أسفار بحرية عثماني.
ويضيف د. الحميد ” تجمع هذه المصادر على ان السلطان العثماني بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الفاتح هو أول سلطان عثماني يتلقى نداء استغاثة ونجدة من الأندلس. وبالبحث ايضاً في أوراق الأرشيف العثماني في استانبول، وخاصة في تصنيف علي أميري الذي رتب وفهرس الوثائق العائدة لسلاطين الدولة العثمانية الأوائل، لا نجد بين هذه الأوراق ما يدل على وجود اتصال أندلسي بالسلطان محمد الفاتح.”
وعلى الرغم ان المصادر العثمانية تشير إلى ان الإتصال الأول كان في عهد بايزيد الثاني، فإن هناك تساؤلات تفرض نفسها. لماذا تأخر الأندلسيون في ارسال طلب النجدة الى ذلك التاريخ؟. وهل يمكن ان يكون لدى الدولة العثمانية معلومات في ارسال عن المأساة الأندلسية قبل سقوط غرناطة وبالتحديد قبل عهد بايزيد الثاني؟.
يجيب د. الحميد على ذلك بأن هناك اشارة يمكن ان تكون دليلا على إمكان وصول أنباء المأساة الى العثمانيين في فترة مبكرة. وهي عندما استقبلت دولة المماليك في مصر أول سفارة أندلسية في عهد السلطان المملوكي الظاهر جقمق 1440م وعندما وصل سفير غرناطة إلى بلاط المماليك، عُرضت القضية وفق النقاش التالي:
“يا مولانا نصركم الله، هذا كتاب من صاحب جزيرة الأندلس يشتكي لك ما أصابه من الإفرنج المجاورين له ويطلب منك نجدة تعينه بها…”.
وكان رد الظاهر جقمق:
“سأبعث إلى ابن عثمان يُعينكم إن شاء الله”
فقال السفير:
“يامولانا السلطان نصركم الله أنت هو كبير الملوك والسلاطين وخديم الحرمين الشريفين، ولم نجئ إلا الى حضرتكم وحاشاك أن تردنا خائبين”.
فقال السلطان المملوكي:
“إن بلادكم بعيدة، ولا يمكننا أن نجهز لكم عسكراً”
فاقترح السفير:
“إذا لم يمكنكم تجهيز العسكر الينا فلتعنا بالمال والعدة وما كان لله فهو يحفظه”
فقال السلطان: “نعم، اعينكم ان شاء الله بالمال والعدة”.
ويحلل الدكتور الحميد موقف المماليك وهو عزم المماليك توجيه أنظار الدولة العثمانية وتشجيعها لمساعدة مسلمي الأندلس، عندما قال سلطان المماليك لسفير غرناطة “سأبعث الى ابن عثمان يعينكم ان شاء الله” . والسلطان العثماني المقصود هو السلطان مراد الثاني الذي حكم ( الفترة الأولى 1421-1444 والفترة الثانية 1446-1451 )، وهذا يعني ان العلاقات العثمانية المملوكية حسنة وقابلة لتفاهم الجانبين لصالح الأندلسيين، وهذ اشارة كما ذكرنا سابقا ان تكون وصلت أنباء المأساة الأندلسية الى العثمانيين في فترة مبكرة.
ولكن رغم ذلك لا يمكن سوى الإعتماد على حقيقة أن الإتصال بالعثمانيين بشكل رسمي تم في عهد السلطان بايزيد الثاني وذلك لتوافر الأدلة وهي السفارتين: الأولى من أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك بني الأحمر في غرناطة سنة 1486م، والثانية قصيدة شعر طويلة تصف حال الأندلس ومسلميها في اللحظات التي تلت السقوط مباشرة، بعثها مسلمو الأندلس سنة 1501.
اترك تعليق: