الأوضاع السكانية في فلسطين في عهد التنظيمات العثمانية
كما شهدت فلسطين في أواخر ستينيات القرن التاسع عشر هجرة مجموعات من الألمان من أتباع طائفة المعبد (الهيكل) ، التي نشأت في الأربعينيات من القرن التاسع عشر ” كحركة دينية انشقت عن الكنيسة البروتستانتية”. وفي عام 1858، قام عدد من أعضاء هذه الجمعية برحلة استكشاف إلى فلسطين لدراسة ظروف الاستيطان فيها. وبعد صدور قانون تمليك الأرض للأجانب، أسس “الهيكليون”، في سنة 1869، مستوطنتين رئيسيتين في فلسطين: واحدة في حيفا والأخرى في يافا ، كما أسسوا، سنة 1873، مستوطنتين أصغر حجماً في سارونا شمال يافا وفي القدس. وكان المجموع الكلي لسكان هذه المستعمرات الأربع ” الألف نسمة في أواخر السبعينات “. بيد أن هذا المشروع الاستيطاني لم ينجح ” بسبب عدم تجنيد الكم الكافي من التمويل والمستوطنين “.
___________________
كان المجتمع الفلسطيني ينقسم إلى ثلاث فئات اجتماعية رئيسية هي: سكان المدن، وسكان القرى من الفلاحين، والبدو. وبحسب تقديرات سالنامه العام 1288 هجري/1871-1872 ميلادي، التي يستشهد بها عبد الكريم رافق، كان عدد سكان ألوية فلسطين 317195 نسمة، بلغ عدد المسلمين منهم 269960 نسمة، يمثّلون 11، 85 في المئة من مجموع السكان، بينما بلغ عدد غير المسلمين 47235نسمة، شكّل المسيحيون نحو 11 في المئة منهم، في حين بلغت نسبة اليهود أقل من 4 في المئة، عاشوا في مدن القدس والخليل وصفد وطبرية. وبينما كانت الأغلبية الساحقة من سكان فلسطين من الفلاحين الذين يسكنون في مئات القرى، عاش نحو خمس السكان في المدن، وقُدّرت نسبة البدو بحوالي 10 في المئة من مجموع عدد السكان. وفي الفترة 1865-1866، أصيبت فلسطين ” بخسائر بشرية عالية نتيجة وباء الكوليرا الذي انتشر في معظم مدنها “. لكن البلد شهد بعد ذلك ” نمواً سريعاً للسكان حتى وصل عددهم، في أوائل الثمانينات، إلى نحو 470000 نسمة تقريباً”، وهو ما عكس، ” التحولات الإيجابية في أوضاع البلد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في فترة التنظيمات العثمانية “.
وإلى جانب التنوع الديني الذي كان عليه سكان فلسطين، كان هناك تنوع في أصول السكان وفي الأماكن التي قدموا منها، حيث، يتفق الباحثون، على أن فلسطين شهدت، في القرن التاسع عشر، عدة هجرات سكانية، بعضها سببه سياسي، كهجرة المغاربة والشراكسة، وبعضها سببه ديني، للمجاورة في الأماكن المقدسة، كما كان هناك، أحياناً، سبب اقتصادي للهجرة، كهجرة المصريين، وسبب عسكري، حيث كان بعض المجندين الأجانب يستقرون في فلسطين بعد تأديتهم الخدمة العسكرية فيها. وكانت أكبر الجاليات العربية في فلسطين، من خارج بلاد الشام، هي الجالية المصرية، التي كان معظم أفرادها يقطنون في قضاء غزة. وبينما كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين مقتصرة، خلال القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر، على اليهود ” المتدينين “، ومعظمهم من الفقراء المسنين الذين كانوا يعيشون على الإعانات الخارجية ويتجمعون في القدس وطبرية وصفد، راحت هذه الهجرة تتزايد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتتخذ طابعاً ” سياسياً واستعمارياً “، حيث صار اليهود يستغلون تبعيتهم للدول الأوروبية كي يقوموا بشراء الأراضي في فلسطين وإقامة المستوطنات اليهودية عليها.كما شهدت فلسطين في أواخر ستينيات القرن التاسع عشر هجرة مجموعات من الألمان من أتباع طائفة المعبد (الهيكل) ، التي نشأت في الأربعينيات من القرن التاسع عشر ” كحركة دينية انشقت عن الكنيسة البروتستانتية”. وفي عام 1858، قام عدد من أعضاء هذه الجمعية برحلة استكشاف إلى فلسطين لدراسة ظروف الاستيطان فيها. وبعد صدور قانون تمليك الأرض للأجانب، أسس “الهيكليون”، في سنة 1869، مستوطنتين رئيسيتين في فلسطين: واحدة في حيفا والأخرى في يافا ، كما أسسوا، سنة 1873، مستوطنتين أصغر حجماً في سارونا شمال يافا وفي القدس. وكان المجموع الكلي لسكان هذه المستعمرات الأربع ” الألف نسمة في أواخر السبعينات “. بيد أن هذا المشروع الاستيطاني لم ينجح ” بسبب عدم تجنيد الكم الكافي من التمويل والمستوطنين “.
___________________
المراجع:
1. زهير عبد اللطيف محمود غنايم، ، لواء عكا في عهد التنظيمات العثمانية 1281-1337 هجرية/1864-1918 ميلادية، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2005.
2. عبد الكريم رافق، فلسطين في عهد العثمانيين (2)من مطلع القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي إلى العام 1326 هجري/1918 ميلادي”؛ في: الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني (الدراسات الخاصة)، المجلد الثاني، بيروت، 1990.
3. مناع، عادل، تاريخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700-1918 (قراءة جديدة)، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2003 (الطبعة الثانية
1. زهير عبد اللطيف محمود غنايم، ، لواء عكا في عهد التنظيمات العثمانية 1281-1337 هجرية/1864-1918 ميلادية، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2005.
2. عبد الكريم رافق، فلسطين في عهد العثمانيين (2)من مطلع القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي إلى العام 1326 هجري/1918 ميلادي”؛ في: الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني (الدراسات الخاصة)، المجلد الثاني، بيروت، 1990.
3. مناع، عادل، تاريخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700-1918 (قراءة جديدة)، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2003 (الطبعة الثانية
اترك تعليق: