إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدولة العثمانية مالها وما عليها بحيادية وموضوعية

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صباحو
    رد
    يوم سقطت الخلافة العثمانية




    في يوم 3 مارس 1924 صوَّت البرلمان التركي على إلغاء نظام الخلافة، بعد أنْ كان مصطفى كمال قد أعلن قيامَ الجمهورية التركية، وبذلك طُوِيَت صفحة بدأت مسيرتها منذ وصل الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة المنورة، وأقام أوَّل دولة إسلامية؛ لتستمرَّ بعد وفاته حاملة اسم الخلافة؛ لتكون رمز وحدة الأمة الإسلامية، وراعية شؤونها الدينية والدُّنيوية، فلم يكن للمسلمين جنسية إلاَّ هي، ولا عرفوا دُولاً قوميَّة، ولا انضَوَوا تحت رايات جاهلية، حتى احتلَّ الغربيون معظم البلاد الإسلامية، وعملوا على إزالة هذا الرَّمز الذي يمثِّل قوة المسلمين، حتَّى في حالات الضَّعف التي آل إليها أمرهم في القرون المتأخِّرة.

    وحدث ما لم يكن يتصوَّره مسلم، فقد تولَّى مصطفى كمال مُهمة إلغاء الخلافة؛ ليتفرَّغ لتغيير وجه تركيا جذريًّا؛ حتَّى لا تبقى لها صلة بالإسلام والعربية، فبدأ بإعلان “أنقرة” عاصمة للبلاد، خلفًا لمدينة الإسلام (إسلامبول)، بعد أن توَّج نفسه رئيسًا للجمهورية، ثم اتَّخذ تدابير صارمةً لبلوغ غاياته، فأعلن الحرب على التديُّن، وجعل مدار نشاطه توطيد أركان العلمانيَّة، وإعادة “الهوية التركية” للشعب، وتخليصه من التأثير والقيم الإسلامية، ففي 1925 فرض ارتداء القبعة للرِّجال بدل الطربوش كإجراء رمزي لتطليق العادات الإسلاميَّة، وتبنِّي التحول إلى العادات الغربيَّة، فعل هذا باسم الديمقراطية التي زعموا أنَّها تحترم الحياة الخاصة والاختيارات الشخصية فلا تتدخل فيها.
    لكنه كان يرفع شعارها؛ ليغطي نزعته الاستبداديَّة التي تغذيها عداوته الشرسة لدين الله ولغة القرآن، حتَّى إنه منع الحجاب وكلَّ الملابس الدينيَّة على الرِّجال والنِّساء، وقد سمح برفع الأذان في المساجد لكن باللُّغة التركية، وكم كان يتضايق من لفظ الشهادتين؛ لأن فيهما تعظيمًا للرسول – صلى الله عليه وسلَّم – وقد كان يرى أنه أجدرُ بالذِّكر منه!
    وحوَّل مسجد “آية صوفيا” في مدينة الإسلام (إسلامبول) إلى متحف، وأعاد الحياة لماضي تركيا ما قبل الإسلام، وألغى التاريخ الهجري؛ ليعتمد التاريخ الميلادي، كما اعتمد الحروف اللاتينية لكتابة اللُّغة التركية بدل الحروف العربيَّة، وغيَّر العطلة الأسبوعيَّة من الجمعة إلى الأحد، وألغى كُلَّ الضوابط الشرعية المتعلقة بالمرأة؛ لتتساوى مع الرجل تمامًا من غير اعتبار للفوارق الطبيعية بين الجنسين، كلُّ هذا؛ لِيُخرجَ تركيا – بزعمه – من الظلمات إلى النُّور، ولا نورَ عنده إلاَّ بإلغاء الشخصية الإسلامية، والذَّوبان في الحضارة الغربية، واعتمادها بخيرها وشرِّها، وحُلْوِها ومرِّها، ما يُحمد منها وما يُعاب.
    لذلك أقْدَمَ على أخطر إجراءاته على الإطلاق، وهو إلغاء أحكام الشَّريعة الإسلاميَّة، وتبنِّي القوانين الوضعية، ففرض القانون المدني السويسري، والقانون الجنائي الإيطالي، والقانون التجاري الألماني، فاحتكم المسلمون لأول مرَّة في تاريخهم إلى قوانين غير ربَّانية، بل وضعية وأجنبية.
    وقد اعتمد مصطفى كمال في حملته الشرسة لِمَحْو آثار الإسلام والعربيَّة على سياسة قمعيَّة وحشية، استهدفت علماءَ الدِّين بالدرجة الأولى، وطالت كُلَّ من اعترض على توجُّهاته، فكان التقتيل والسجن والتشريد إلى جانب السُّخرية الرسمية بمظاهر التديُّن كلِّها، وانتهاك أبسط الحريات الشخصية، كلُّ هذا باسم الديمقراطية.
    وأغرب من هذا أنَّ الغربيين وأتباعهم في البلاد العربية ما زالوا يمتدحون مصطفى كمال، باعتباره مستنيرًا أخرج تركيا من ظلمات القرون الوسطى، وأدخلها أنوار الحضارة والازدهار، ويُعدِّدون “مآثره” العظيمة، وعلى رأسها: النظام العلماني المعادي للدِّين – وليس الفاصل بين الدولة والدين فقط كما كان في الغرب – وتحرير المرأة من قيود الشريعة، وهم يعلمون أنه كان مستبدًّا طاغيةً، لم يفوضه الشعب لمُعاداة الإسلام، ولا لتغيير وجهة البلاد، كما لم يحترم رأيًا مخالفًا؛ أي: إنَّه لم تكن له علاقة بما يَدْعونه بالديمقراطية في قليل ولا كثير.
    وبعد أن ألغى الخلافة، وضيَّق على المسلمين في عباداتهم وشعائرهم، وقطع صِلَةَ تركيا بماضيها الإسلامي، وحوَّلها إلى دُويلة فقيرة ضعيفة تخطب وُدَّ الغرب، وتعتمد على اليهود، وبعد أن وضع البلاد تحت سيطرة العسكر، وجعل من العلمانيَّة دينًا بديلاً عن الإسلام، وعيَّن مؤيديه في جميع مفاصل الدَّولة، وظنَّ أنَّه قد قضى على الإسلام نهائيًّا، مات مصطفى كمال يوم 10/11/1938 بمرض أصاب كبده؛ بسبب إسرافه في تناول الخمر، مات مَن سَمَّاه أتباعه – وليس الشعب التركي، كما يوهم بذلك بعض المؤرخين والكتاب – أتاترك؛ أي: أبو الأتراك، وقد أحيا القومية الطورانية، وغالى فيها أشدَّ المغالاة؛ لتحلَّ محلَّ الانتماء العقدي للإسلام.
    هكذا سقطت الخلافة بعد أن عمَّرت 1292 سنةً، فانفرط عقدُ الأمَّة، وتهدَّدها الضياع، لكن الأمل في عودة الخلافة لم يبرح المسلمين، وها هي تركيا أخذت تعود إلى الإسلام، فهل هي بُشرى بين يدي عودة الخلافة الإسلاميَّة؟


    المصدر: موقع الألوكة – عبدالعزيز كحيل

    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    حكاية دراكولا






    عند ذكر اسم دراكولا أمام أي شخص يتبادر إلى ذهنه أسطورة دراكولا مصاص الدماء الذي يمص دماء ضحاياه ليلا، ويمكنه التحول إلى خفاش وإلى ذئب… الخ كل هذه ترهات و (شغل سينما).


    ولكن الحقيقة أن دراكولا شخصية حقيقة بالفعل عاشت في رومانيا، هو (الكونت فلاد) وكان أميرا، وكان مصاصا للدماء ولكن من خلال قتله الأبرياء وتعذيبهم بدون أي رحمة ولا شفقة والتلذذ بمنظرهم وهم يتألمون قبل أن يموتوا، ولكن الحقيقة الكبرى التي أخفاها الغرب الصليبي عنا هي (أن دراكولا الذين يعتبرونه بطلا قوميا في رومانيا، وأنه منقذ أوروبا الصليبية من هجمات وفتوحات المسلمين العثمانيين، ما هو إلا مجرد جبار من الجبابرة الذين أذلهم الله على أيدي المسلمين وتم تأديبه وتشريده وجعله عبرة لمن يعتبر على أيدي المسلمين) وفيما يلي القصة الحقيقية لمصاص الدماء دراكولا (تأليف ومونتاج وبطولة وإخراج المسلمين العثمانيين الأبطال الذين حموا الإسلام والمسلمين لـ600 سنة ووقفوا كالغصة المؤلمة في حلوق نصارى أوروبا واليهود الملاعين وجميع أعداء الدين).


    البداية كانت في رومانيا:
    • تقع الأفلاق والبغدان “Walachia and Moldavia” الرومانيتين شمال نهر الدانوب، تحيطها ثلاث دول كبيرة (بولندا – المجر – الدولة العثمانية)، فكانتا بحكم الموقع الجغرافي الذي تشغلانه تحالفان هذه الدولة تارة وتلك تارة أخرى حسب ما يتراءى لهما، وحسب ما توحي به الظروف، كما أنهما كانتا لا تكفان عن الخصام فيما بينهما.


    • كان أول اتصال للعثمانيين بهذه البلاد في عهد السلطان بايزيد الأول سنة (1393م) حيث قام بإخضاع ولاشيا لسلطان العثمانيين في عهد أميرها (مركيا الأول)- الكبير – عقابا على تكاتفها مع الصرب في محاولة استرداد أدرنة من العثمانيين واشتراكها في معركة كوسوفو إلى جانب النصارى سنة (1389م) – وعندما نشبت معركة نيقوبولس سنة (1396م) قاتل مركيا إلى جانب النصارى، ثم أعلن استقلاله بها بعد الهزيمة التي لحقت ببايزيد في أنقرة سنة (1402م).
    • ولكن السلطان محمد الأول (1313م – 1421م) بعد أن استتب له الأمر، اخضع ولاشيا مرة أخرى سنة (1416م)، وصارت تدفع له الجزية. ومنذ ذلك الوقت وجد مركيا وخلفاؤه أنفسهم مرتبطين بعجلة التبعية للعثمانيين، وقد اخضع الأفلاق الجنوبية، لسيادة العثمانيين في نهاية القرن الـ14م. ومنذ هذا الوقت أصبحت هذه الإمارة حليفا للعثمانيين تدفع لهم جزية سنوية.


    من هو دراكولا:
    • دراكولا هو الأمير الروماني فلاد تيبيس (فلاد الرابع)، ويعني لقبه الشهير ابن الشيطان.


    • ولد (فلاد تيبيس) في رومانيا في شهر نوفمبر 1431م بمدينة (سيغيوشوارا).- وفي نفس العام، قام ملك المجر (سيجيسموند) بتعيين والده (دراكول) كحاكم عسكري لترانسلفانيا (الفلاخ بالتركية).
    • يعتبر فلاد تيبيس (فلاد الرابع) بطلاً قومياً في رومانيا لنجاحه في احتواء الاجتياح العثماني لأوروبا (مؤقتا). حكم رومانيا بين عامي ١٤٥٦م و١٤٦٢م، عرف بتعامله الوحشي مع المسئولين الفاسدين واللصوص، وخصوصاً أعدائه.

    • تم إطلاق اسم (دراكولا) عليه نسبة إلى والده (دراكول) حيث أن كلمة دراكولا تعني (ابن الشيطان)، – يعرف في المصادر التركية باسم (قازقلي فويفودا) أي – الأمير ذو الأوتاد (المانياك) – أي المجنون -، سمي أيضا بـ(المخوزِق) لأنه أول من استعمل الخازوق كوسيلة للإعدام وسماه المجريون (بالسفاح).


    دراكولا الأب & السلطان مراد الثاني:
    … في سنة (1433م) اعترف أمير الفلاخ (فلاد) الملقب بلقب (دراكول – أي الشيطان) (1432م – 1446م) بسيادة الدولة العثمانية، تخلصا من حرب كان لا يساوره الشك أبدا في خطورة نتائجها عليه. غير أن هذا الخضوع لم يكن إلا ظاهريا ومؤقتا، إذ لم يلبث أن انضم إلى أمير الصرب بناء على تحريض ملك المجر، وأعلنا الحرب على السلطان مراد الثاني، فحاربهما السلطان، وانتصر عليهما، ثم سار إلى بلاد المجر، فخرب كثيرا من مدنها، وعاد منها في سنة (828هـ – 1438م) وقد دفع أمامه حوالي 70 ألف من الأسرى.


    السلطان مراد الثاني رحمه الله:
    … كان من نتيجة هذا الأمر أن أخذ السلطان مراد الثاني ولدين من أولاد (دراكول الأب) كرهائن عنده في قصره (فلاد تيبس – راؤول / رادو الوسيم) حتى يضمن ولاء أمير الفلاخ للدولة العثمانية.


    في عام 1447م أطلق الأتراك سراح (فلاد الابن) بعد مقتل أبيه وأخيه الأكبر وظل أخيه (راؤول) يتربى في كنف السلطان محمد الفاتح.
    … لم تمض عدة سنوات حتى تمكن (دراكولا) في عام 1456م من استعادة ملك أبيه بمساعدة العثمانيين، ولكنه سرعان ما غلبت عليه الروح الصليبية الحاقدة على الإسلام وأهله فبدأ الاحتكاك بالدولة العثمانية والسلطان (الفاتح رحمه الله)، مما جعل هذا إيذانا بنهايته.
    السلطان مراد الثاني يباشر تدريباته العسكرية بنفسه رحمه الله:
    دراكولا الابن & السلطان محمد الفاتح:
    في عام (866هـ – 1462م) قام الفاتح بفتح مدينة (أمستاريس) الخاضعة للجنويين، ثم تلاها فتحه لمدينة (سينوب)، ومدينة (طرابزون) التي دخلها بدون مقاومة شديدة، وقبض على ملكها وأولاده وزوجته وأرسلهم إلى العاصمة (إسلام بول – القسطنطينية).


    عندما عاد السلطان محمد إلى عاصمة ملكه علم بأن أمير الفلاخ (دراكولا الابن) قد ارتكب بحق المسلمين في بلاده من التجار وغير التجار، فظائع رهيبة من قتل وسبي ونهب للأموال، فأسرع السلطان محمد لقيادة جيشه وسار به لتأديب هذا المتمرد.
    … لما اقترب من حدود إقليم الفلاخ (رومانيا)، أرسل (دراكولا) وفدا عرض على السلطان محمد الخضوع، ودفع جزية سنوية قدرها عشرة آلاف دوكا، والالتزام بكافة الشروط التي نصت عليها معاهدة سنة (1393م)، والتي كانت قد أبرمت بين أمير الفلاخ إذ ذاك وبين السلطان بايزيد، فقبل السلطان محمد، وعاد بجيوشه.
    … ولكن سرعان ما تبين أن العرض الذي تقدم به (دراكولا) إلى السلطان محمد لم يكن إلا وسيلة لكسب الوقت، وإكمال استعداداته القتالية، وتنسيق التعاون بينه وبين ملك المجر لحرب المسلمين.وعلم السلطان محمد باتفاق (دراكولا) وملك المجر على حربه، فأرسل مندوبين من قبله لاستيضاح حقيقة الموقف، فما كان من (دراكولا) إلا أن ألقى القبض عليهما، وقتلهما بوضعهما على عمود خشبي محدد (خازوق)، وأغار بعدها على بلاد بلغاريا التابعة للدولة العثمانية فقتل وسبى ونهب وعاث في البلاد فسادا، وعاد ومعه خمسة وعشرون ألف أسير من المسلمين. فأرسل إليه السلطان محمد يدعوه إلى الطاعة، وإخلاء سبيل الأسرى، فلما مثل الرسل أمام (دراكولا) أمرهم برفع عمائمهم لتعظيمه. وعند رفضهم طلبه المخالف لتقاليدهم، أمر بأن تسمر عمائمهم على رؤوسهم بمسامير من الحديد.

    الفاتح يفتح رومانيا ويضمها إلى الدولة العثمانية:
    …. ثار غضب السلطان محمد عندما علم بما ارتكبه (دراكولا) من الجرائم، وما أقدم عليه من الانتهاكات، فتولى على الفور قيادة جيش من مائة وخمسين ألف مقاتل، وسار لتأديب هذا الشقي الظلوم المجرم، ووصل بسرعة إلى مدينة (بوخارست – عاصمة رومانيا الحالية) فمزق جيش (دراكولا) وهزمه، لكنه لم يتمكن من إلقاء القبض عليه لتوقيع العقاب العادل عليه، جزاء ما ارتكبه من الفظائع والأعمال الوحشية، وذلك بسبب هروبه والتجائٍه إلى ملك المجر. وتابع السلطان محمد طريقه لدخول (بوخارست) فوجد حول المدينة جثث الأسرى المسلمين الذين اقتادهم (دراكولا) من بلاد بلغاريا، وقتلهم عن آخرهم بمن فيهم من الشيوخ والنساء والأطفال. ودخل السلطان محمد (بوخارست) حيث عمل فيها على تنصيب (راؤول -رادو الوسيم) أخي (دراكولا)، والذي كان قد نشأ في كنف السلطان محمد منذ نعومة أظفاره، فعرفه عن قرب، ووثق به، وولاه إمارة (الفلاخ) التي أصبحت اعتبارا من هذا التاريخ ولاية عثمانية.


    وأمر السلطان محمد الفاتح ببناء المدفع السلطانى، واستعمل فيما بعد كقوة ضاربة فى الجيوش العثمانية ضد النصارى.
    نهاية دراكولا:
    • ظل (دراكولا) في المجر 15 سنة (ذكرت بعض المصادر أنه ظل أسيرا عند ملك المجر – وقيل انه تزوج من العائلة المالكة هناك).


    • في عام 1476م استطاع (دراكولا الابن) أن يجمع جيشا لبدء حرب استرداد لملكه وملك أبيه، وتشير بعض المصادر إلى أنه هزم وقتل على يد العثمانيين وقيل في مصادر أخرى أنه قتل على يد أحد أتباعه وكان ذلك في عام (1476م) وطيف برأسه في البلاد ليعلم القاسي والداني بنهاية هذا الشقي.


    المصدر: موقع الألوكة – لواء د. عادل عفيفي


    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    الخيانة بين القبودان أحمد فوزي باشا ومحمد علي باشا!!





    بعد الكارثة العسكرية التي تعرضت لها الدولة العثمانية في معركة نصيبين في 24 يونيو 1839م على يد الجيش المصري بقيادة ابراهيم باشا، ووفاة السلطان محمود الثاني في 1 يوليو 1839م، حدثت واقعة هزت أركان الدولة وجيشها فقد رأى القبودان أحمد فوزي باشا قائد الأسطول العثماني أن يلجأ بأسطوله إلى محمد علي باشا والي مصر المتمرد آنذاك ويسلمه هديه له. وقد كان هناك عداء شخصي بين فوزي باشا والصدر الأعظم الجديد خسرو باشا الذي عينه السلطان الجديد عبد المجيد الأول. وخشي فوزي باشا أن يلجأ الصدر الأعظم إلى قتله.

    هذا التصرف أربك أركان الدولة ويصفه التاريخ العثماني بالخيانة العظمى، على الرغم من أن هناك تبرير بأنه لم يسلم الأسطول الى محمد علي باشا، وأن المسألة لا تعدو مجرد نقل الأسطول من ميناء من موانئ الدولة العثمانية الى ميناء آخر تابع للدولة؛ وهو الإسكندرية لكن هذا القول لا يزيد عن كونه تبريرا؛ لأن القصد كان واضحا. وهو يأخذ هذا الأسطول وبرفقته محمد علي ويتجهان به الى اسطنبول ليمنح السلطان الصدارة العظمى لمحمد علي باشا ويجعله الرجل الثاني في الدولة.
    المهم أن الدولة خسرت اسطولها الذي بناه السلطان محمود الثاني بجهود جبارة وتضحيات كبيرة بعد واقعة نفتارين قبل 12 سنة. ونقل الأسطول الى الإسكندرية جعل من محمد علي باشا يملك ثاني أقوى اسطول في العالم بعد انجلترا، ووجدت الدولة صعوبة لتقوميه بواسطة الجيش مما دعى مصطفى رشيد باشا اللجوء الى الطرق الدبلوماسية لتنحية محمد علي باشا.
    أما الأسطول العثماني الذي أبحر به فوزي باشا الى الإسكندرية كان يتكون من 9 بوارج كبيرة و 11 سفينة فرقاطة، و 5 من نوع الكورفت، وعلى ظهرها 16107 من الملاحين، وألايان من الجنود يبلغ عددهم 5000 فكان مجموع البحارة والجنود 21107.

    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    مهاجمة العصابة الأرمنية البنك المركزي العثماني






    الصورة مقر البنك العثماني اليوم

    في يوم الأربعاء 26 أغسطس 1896م، قامت مجموعة من عصابة الطاشناق الأرمنية يقودهم ” كاريكين باسترمادجيان” و “بيدروس باريان” بالسطو على البنك المركزي العثماني، وكان عددهم 26 مقاتل يحملون القنابل اليدوية وقنابل الديناميت وبأيديهم المسدسات والخناجر.


    بدأت العملية بمحاولة اقتحام العصابة الأرمنية لمقر البنك ووقع اطلاق نار كثيف بينهم وبين حراس البنك وحاصرهم الجنود العثمانيين وألقت العصابة القنابل واستطاعوا اقتحام البنك ووضعوا القنابل في أنحاء المبنى، وأخذوا رهائن من الموظفين العثمانيين والاوروبيين، وهددوا بنسف المبنى بمن فيه إن لم تؤخذ مطالبهم بعين الاعتبار وبلغ عدد القتلى من الجانبين نحو عشرة في اليوم الأول بما فيهم احد قادتهم “بيدروس باريان”.
    تشير الروايات أن جواسيس السفارة البريطانية في اسطنبول مدوا أعضاء العصابة الأرمنية بالسلاح للسطو على البنك العثماني، وكان الهدف من العملية لفت انتباه العالم والأوروبيين خاصة الى المسألة الأرمنية الذين كانوا يطالبون بالإستقلال عن الدولة العثمانية أو منحهم الحكم الذاتي.
    استمر احتلال البنك لمدة 14 ساعة، وطالبت العصابة الأرمنية السلطات العثمانية بالوعد بإجراء إصلاحات سياسية، وتحسين أوضاع الأرمن في الدولة العثمانية، بالإضافة الى عدم القبض على المشاركين في هذه العملية.
    توسط القنصل الروسي ورئيس البنك السيد أدجر وينسنت (Sir Edgar Vincent) واستطاعوا اقناع الأرمن على مغادرة البنك ووعدهم بتنفيذ مطالبهم فضلا على منحهم ممراً أمناً لهم للخروج من البنك، كما تم الإتفاق على اخلاء سبيل الرهائن الأوروبيين والعثمانيين ومغادرة أفراد العصابة العاصمة العثمانية اسطنبول مع الضمان الشخصي لأمنهم.
    غادر 17 من أفراد العصابة الأرمنية اسطنبول على ظهر باخرة فرنسية مكتفين بإثارة إنتباه العالم الى المسألة الأرمنية، ومحققين بذلك اول عملية للارهاب الإعلاني في العصر الحديث وقلدهم في ذلك الكثيرون لاحقا!!
    وهكذا انتهت مهاجمة مقر البنك العثماني ولكن القنابل والرصاصات التي أمطرها الأرمن على الجنود والشرطة والمدنيين أدَّت إلى غليان سكان إسطنبول المسلمين ضدهم..

    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    سنان باشا .. رائد العمارة العثمانية


    ان فترة بروز وظهور المعماري سنان باشا كانت من أقوى عصور الدولة العثمانية قاطبة، فالفترة من منتصف القرن الخامس عشر الميلادي وحتى نهاية القرن السادس عشر، تمثل فترة الازدهار والقوة في تاريخ الدولة العثمانية. ومع ترعرعه في ظِل دولة السلطان سليمان القانوني، تأثر المعماري سنان باشا بما يدور حوله من أمور وأحداث تتعلق بكافة الميادين، ومنها بالطبع فن العمارة.


    المؤثر الخارجي في عقلية سنان باشا المعمارية
    لم يقتصر الازدهار العثماني في ذلك العصر على الفنون والآداب فحسب، بل امتد إلى كل المجالات ومنها العمارة. ومن الحقائق البارزة في تاريخ الدولة العثمانية الاهتمام بالمدارس العسكرية؛ ومن ثم كان التحاق سِنان باشا بالمدرسة العسكرية في إستانبول، وتخرّجه فيها. وبما أن ميمار سنان قد صحب السلطان سليمان القانوني في فتوحاته الأوروبية بمنطقة البلقان، باعتباره مهندسا عسكريا، فقد توفرت لسنِان فرصة الاطلاع على العمائر الأوروبية التي عرف عنها تميزها بالضخامة والاهتمام بالزينة والزخارف. هذا ما يمكن قوله عن الجانب أو المؤثر الخارجي في عقلية سنان باشا المعمارية.


    المؤثر التركي في عقلية سنان باشا المعمارية
    أمّا الجانب أو المؤثر التركي في مدرسته البنائية والمعمارية، فقد تفتحت عينا المعماري سنان في الأناضول على رؤية العمائر السلجوقية التي لا يخلو موقع في مناطق الأناضول من وجودها. وإذا كان سنان باشا قد تأثر بفكرة العمائر الضخمة والعالية الارتفاع عند زيارته لأوروبا، فإنه أخذ جانب العمارة الشاملة بمفهومها الإسلامي من المدرسة المعمارية السلجوقية.


    تأثير كنيسة آيا صوفيا على سنان باشا
    هناك أيضا مؤثر ثالث في الفكر البنائي المعماري لسنان باشا وهو كنيسة “آيا صوفيا” بإستانبول، التي تحوّلت لجامع إسلامي بعد فتح السلطان محمد الفاتح للقسطنطينية في عام 857هـ / 1453م. ومن آيا صوفيا أخذ ميمار سنان فكرة العمل المعماري الديني الضخم، الذي ترسخ في ذهنه بتمعنه ونظراته الطويلة لآيا صوفيا. باختصار إذن نقول: إن المعماري التركي العثماني سنان باشا قد تأثر فكره الهندسي في مجال العمائر الدينية بروافد ثلاثة هي على التوالي: سلجوقية، وأوروبية، وبيزنطية.


    أعمال سنان باشا المعمارية
    اهتم سنان باشا بدراسته الهندسية حتى أصبح أستاذا بارعا في هندسة القباب، وتنسيق المساحات الفضائية الواسعة داخل البناء، وترك لنا ميمار سنان 441 أثرا هندسيا رائعا، من بينها 80 مسجدا سلطانيا، و50 مسجدا عاديا، والعديد من المستشفيات، والقصور الفخمة، والحمامات التركية الشهيرة، والجسور، والأضرحة، وبيوت القوافل، والخزانات لحفظ المياه للشرب، وغيرها من الآثار المعمارية، وخلّف لنا بصمة تاريخية تمجده وتنشئ مدارس تابعة ومقلدة لأسلوبه وطرازه المعماري.


    لم تقتصر أعمال سنان المعمارية على العاصمة، بل امتدت لتشمل كثيرا من أنحاء الدولة العثمانية، فشيد جامع محمد باشا البوسني في صوفيا عاصمة بلغاريا، وجامع خسرو باشا المعروف بجامع الخسروية في حلب، وجامع السلطان سليمان، ومطعم السلطان الخيري في دمشق، وقام في مكة بترميم قباب الحرم المكي وبناء مطعم خيري باسم خاصكي سلطان عام 945هـ / 1539م، فاستخدم العقد الركني ذا الفصوص الظاهرة على شكل محارة، ويشبه إلى حد بعيد مسجدا في كبزة لأحد ولاة مصر السابقين جوبان مصطفى باشا، وله كذلك مدرسة السلطان سليمان، وله إلى جانب ذلك أعمال معمارية في البصرة والقدس والمدينة المنورة.

    أهم مراحل سنان باشا المعمارية
    وقد مر المهندس سنان باشا في تطوره المعماري بثلاث مراحل كل منها يتمثل في مبنى من مبانيه، وقال هو عنها أن الأول يمثله صبياً يتعلم، والثاني معمارياً متمكناً، والثالث أستاذاً، أما المبنى الأول فهو مسجد شاه زاده في إسطنبول (951هـ – 955هـ / 1544م – 1548م)، الذي يسير فيه على نسق جامع المحمدية، والثاني هو جامع السلمانية في إسطنبول أيضًا (957هـ – 964هـ / 1550م – 1557م)، الذي يرتد فيه إلى أصول آيا صوفيا ويتقنها اتقاناً كاملاً، أما الثالث فهو عمله الأكمل في مسجد السليمية في أدرنة عام (975هـ – 982هـ / 1568م – 1574م)، فهذه الأعمال هي التي حفرت اسمه بين عباقرة العمارة في التاريخ.


    • ويصف سنان عمارة مسجد شاه زاده – بأنه وليد تجربته الأساسية في الولوج بطريق تصميمي خاص به في تعاملـه مع الفضاءات المقبّبـة؛ وإذ يعتبر عمارة مسجد السليمية في أدرنه بمثاية رائعته التصميمية، فإنه يشير إلى عمارة مجمع السليمانية كونها مرحلة تتسم بنضوجه المهني في تعاطيه مع عمارة القباب والفضاءات المقبّبـة.

    وفاة سنان باشا
    امتدت حياة سنان باشا حتى اقترب من المائة، وعاصر خمسة من سلاطين الدولة العثمانية، هم بايزيد الثاني، وسليم الأول، وسليمان القانوني، وسليم الثاني، ومراد الثالث، وبعد حياة مليئة بجلائل الأعمال توفي سنان باشا في (996هـ / 1588م) تاركا ذكرى لا تضيع.



    المصدر: موقع قصة الإسلام – أحمد عبد الحفاظ


    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    مراحل الحياة الدستورية في تاريخ الدولة العثمانية



    مرت الحياة الدستورية بمعناها الحديث في تاريخ الدولة العثمانية بثلاث مراحل:
    المرحلة الأولى: وتبدأ بصدور الدستور في 23 ديسمبر 1876 حتى صدور أمر سلطاني بحل البرلمان وإيقاف الدستور في 14 فبراير 1878.
    المرحلة الثانية: وتبدأ في يوليو 1908 حين قرر السلطان عبد الحميد الثاني إعادة العمل بالدستور وسُمي باسم المشروطية الثانية. واستمرت هذه المرحلة حتى 18 مارس 1920 حين قرر البرلمان إيقاف جلساته إلى أجل غير مسى ثم أصدر السلطان محمد السادس قراراً في 11 أبريل 1920 بحل البرلمان.
    المرحلة الثالثة: وتبدأ باجتماع المجلس الوطني الكبير في أنقرة في 23 أبريل 1920، وظلت الهيئة النيابية التي تحمل هذا الإسم قائمة حتى سقوط الدولة العثمانية وإعلان قيام النظام الجمهوري في تركيا في 29 اكتوبر 1923.


    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    لماذا رفض وحيد الدين الخلافة المجردة من السلطنة؟!





    في يوم 1 نوفمبر 1922 أصدر مجلس الأمة التركي الكبير بقيادة مصطفى كمال قراراً بإلغاء السلطنة العثمانية، وبعد 5 أيام استولى رفعت باشا على مقاليد الأمور في العاصمة اسطنبول بإنقلاب مفاجئ، وتم اسقاط حكومة السلطان محمد وحيد الدين. وقابل رفعت باشا السلطان وحيد الدين في قصره، وطلب منه الموافقة على قبول مقام الخلافة بدلاً من سلطنة المشروطية المحددة بالقانون الأساسي، حتى ينقذ نفسه ومكانته. وأخبره إنه سيقوم بإرسال برقية حتى تعترف حكومة أنقرة وقانون التشكيلات الأساسية بذلك، وسيتولى مسؤولية إقناع مصطفى كمال.


    رفض السلطان قبول تولي مقام الخلافة مجرداً من السلطنة، بعد فصل الخلافة عن السلطنة، لأنه كان يرى أن هذا الفصل يجعل المقام الذي يجمع العالم الإسلامي مجرد لفظاً بلا معنى، ويلقي بمقر الخلافة في وضع خطير، يقول السلطان وحيد الدين:
    “إن الخلافة في حد ذاتها سلطة. فهي تعني رئاسة القوة التنفيذية والتشريعية. فالخلافة مندمجة أساساً في السلطنة، ولكنها ليست من موجبات السلطنة، أي ليس كل سلطان يكون خليفة. إن حضرة نبينا جمع في شخصه المبارك بين السلطة والنبوة. فموكلي ذي الشأن كان يجمع بين القوة التنفيذية والقيادة.
    أما الخلفاء الراشدين الذين خلفوه كانت لديهم السلطة التنفيذية والقضائية، وذلك بموجب اسم الخليفة الذي يعني الوكيل. فكان كل واحد منهم في مقام السلطان. إن الخلافة بدون سلطنة تصير خلافة معلولة وموهومة، وذلك لأن حضرة رسول الله جمع بين النبوة والسلطنة. فلم يكن مبعوثا من أجل قومه فقط مثل الأنبياء الآخرين، بل بُعث لنشر الدين بين الأمم جميعاً. ولكن لأن صفته كانت رسول الله وخليفة الله، فلا يمكن إطلاق وصف سلطان عليه.
    أما الخلفاء الراشدين، كانوا خلفاء حضرة محمد، وكانوا سلاطين على الأمة. ولذلك يستحيل أن تكون هناك خلافة بدون سلطنة، وإلا أصبحت مثل البابوية، وهذا أمر غير مشروع لأن الدين الإسلامي ليست فيه سلطة روحية. والشكل الأخير الذي يريد الكماليين إعطائه للخلافة، لا يصل حتى لمرتبة البابوية المستقلة في الفاتيكان. ولهذا فإنني لآ أوافق على هذا الشكل، وإذا وافقت على ذلك فستكون إهانة لموكلي ذي الشأن ولأسرتي العلية.”

    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    السلطان سليمان وملك فرنسا الأسير






    وقع ملك فرنسا “فرنسيس الأول” (1494-1547م) أسيرا في يد امبراطور ألمانيا “شارلكان” بعد هزيمته في معركة “بافيا” التي جرت في 24-02-1525م.
    على إثر هذا الأسر، بعث كل من ملك فرنسا الأسير وأمه الدوقة “دانجو” رسالة الى أكبر أمبراطور، وأكبر سلطان آنذاك في أوروبا وفي العالم، وهو السلطان “سليمان القانوني”، يرجوان منه التدخل لإنقاذ الملك “فرنسيس الأول”، وقام سفير فرنسا لدى الدولة العثمانية الكونت “جان دو فرانجيان” بإيصال هاتين الرسالتين إلى السلطان “سليمان القانوني”.

    كانت رسالة أم الملك الأسير خاصة مؤثرة ومؤلمة إذ كانت خلاصتها هي (لقد كنت اعتمد حتى الآن في خلاص ابني من الأسر على إنصاف ومروءة “شارلكان” ولكن خاب ظني فيه، إلا أنه مستمر في ايقاع باني، وبما أن الدنيا تعرف عظمتكم، وشهرتكم ومجدكم، قإني أتوسل إليكم يا صاحب الجلالة أن تسعوا لخلاص ابني ولإنقاذه).
    بعد أن قرأوا الرسالة على السلطان، وترجموها له، التفت إلى وزرائه وإلى اصحابه قائلاً لهم بألم:
    - أرأيتم كيف يخفق قلب الأم حزناً وألماً على ولدها؟
    ثم أمر بإرسال رسالتين إحداهما للملك الأسير “فرنسيس الأول” والأخرى لوالدته، وكان ملخص رسالته للملك هو:
    (إلى “فرنسيس” ملك “ايالة” فرنسا… لقد وصلت رسالتك إلى السلطنة بوساطة رجلكم “سفيركم” “فرانجيان”، كما بعثتم بوساطة شفوية، فهمت منها أن الأعداء دخلت بلدكم، وأنكم لا تزالون حتى الآن في الحبس، وترغبون معاونتنا في هذا الخصوص.
    ليس عجيباً أن يُهزم الملوك وأن يُحبَسُوا؛ لذا فعليكم ألا تبتئسوا إن خيولنا، وسيوفنا مستعدة على الدوام في الليل والنهار، وسيكون وفق ما تريده مشيئة الله سبحانه -وتعالى- من أمر أو خير).

    من تدقيق رسالة السلطان هذه، نرى أن السلطان لا ينظر إلى فرنسا كدولة وما يَعُدُّها إلا “إيالة” أي مقاطعة من المقاطعات، ولا يرى ملكها إلا بمثابة ملك على مقاطعة، وهو يطيب خاطره، ويهون عليه هزيمته، وحبسه ويعده بالمستقبل بشكل غامض قائلاً:
    إن ما أراده الله كان، وإن خيوله وسيوفه مستعدة على الدوام.
    والحقيقة أنه لم يكن يرغب في إظهار خططه، ونيته في التوجه الى الحرب. فقد وصلته الأخبار بأن العالم المسيحي يعد حملة صليبية كبيرة ضد الدولة العثمانية؛ لذا كان يستعد لمواجهة هذه الحملة، وبعد أن تم استعداده توجه الى “المجر”، حيث قابل هناك جيوش الدول الأوروبية المشتركة في هذه الحملة الصليبية، وكانت أهم هذه الدول هي: المجر، وألمانيا، وإيطاليا، وأسبانيا، وتشيكوسلوفاكيا، وأفلاك، بفدان، وبولنده، كما اشترك البابا ايضاً بجنوده، ووقعت هناك معركة “موهاج” التاريخية بين الطرفين في 29 من آب سنة 1526 م ، وكانت معركة قاسية؛ لضخامة الجيوش المشتركة فيها، وكانت النتيجة نصراً ساحقاً للجيش الإسلامي، وهزيمة كبيرة لملوك أوروبا، ولجيوشها الجرارة.

    بعدما تلقى “شارلكان” امبراطور ألمانيا (الذي كان مشتركاً في هذه الحرب) هذه الهزيمة الشنيعة، تخلى أولاً عن مطامعه في بعض الممتلكات العثمانية في أوروبا، كما اضطر إلى إخلاء سبيل “فرنسيس الأول” ملك فرنسا الأسير لديه، لعلمه برغبة السلطان في ذلك.

    المصدر: روائع من التاريخ العثماني – أورخان محمد علي


    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    براءة وحيد الدين من (مشروع) معاهدة “سيفر”!!





    معاهدة سيفر هي مشروع معاهدة قام بتوقيع عليها الداماد فريد باشا في 10 أغسطس 1920، ورفض السلطان التصديق عليها.


    كانت المعاهدة تنص على:
    حصول أرمينيا ومنطقة الحجاز على الإستقلال، وضم جزء كبير من شرق تركيا إلى أرمينيا. وأن تكون سوريا وفلسطين ولبنان دولاً مستقلة، تتولى الوصاية عليهم القوات المنتدبة من عصبة الأمم. فتم وضع سوريا ولبنان تحت الإنتداب الفرنسي، والعراق وفلسطين وشرق الأردن تحت الإنتداب البريطاني. وأن تتخلى الدولة العثمانية عن سلطاتها الإقليمية في شمال أفريقيا. وتتخلى عن تراقيا الشرقية واليونان، ومنح إزمير والأقسام الداخلية التابعة لها استقلالا ذاتياً تحت إشراف اليونان لمدة 5 سنوات وأن تحصل اليونان على جزر بحر إيجة، ومنطقة تراقيا، باستثناء رقعة ضيقة. ووضع منطقة أضاليا تحت الإشراف الإيطالي.. وبنود أخرى..


    بالنسبة لاتهام السلطان وحيد الدين بالتوقيع على معاهدة سيفر، فهو لم يصدق عليها، لأنها أصلاً لم تكن معاهدة بل مسودة معاهدة، ولم تأخذ أية صفة رسمية حتى وقتنا هذا، ولم تُنفذ. وتوقيعها ليس كافياً لإعطائها شرعية، بل كان يجب التصديق من جانب السلطان حتى تأخذ هذه الصفة، وهو ما لم يتم. فقد كان المفروض أن يقوم مجلس المبعوثان العثماني بالتوقيع عليها أولاً، ثم تُعرض بعد ذلك على وحيد الدين فيقوم بالتصديق عليها، ولكن هذا لم يحدث.
    ففي 11 ابريل 1920 كان المجلس مغلقاً، وبذلك لم يقم وحيد الدين في أي وقت بالتصديق على هذه المعاهدة. الواقع أن الصدر الأعظم فريد باشا هو الذي وقع على مسودة المعاهدة، إذ كان يرى أن توقيعها قد ينقذ اسطنبول، ظناً منه أن الإنقاذ سيأتي على يد الإنجليز. بينما السلطان كان يرى أن كسب الوقت أفضل،
    وكان كلما طالبه الإنجليز بالتصديق على المعاهدة كان وحيد الدين يقول: “إن التصديق عليها سيزيد من ثورة الأناضول والثوار هناك سيتهمون الحكومة بالاستسلام”
    ويقول اسماعيل حقي ابن الصدر الأعظم توفيق باشا: “إن السلطان وحيد الدين لم يوقع ولم يصدق على معاهدة سيفر، ولكن فريد باشا هو الذي وقع عليها على سبيل إنه توقيع مؤقت نتيجة للضغط عليه، وحتى السلطان نفسه كان رافضاً هذا التوقيع المؤقت، وأبدى بشكل واضح أنه لا يقبل شروط الصلح التي تتضمنها هذه المعاهدة”.
    أما مصطفى كمال فقد كان يرى أن معاهدة سيفر مجرد مشروع معاهدة. فقد تحدث في خطابه (نطق) عن معاهدة “سيفر” قائلا: “أيها السادة بعد هدنة موندوروس، اقترحت الدول المخاصمة لتركيا شروطاً للصلح أربع مرات، أولها مشروع معاهدة سيفر التي تم وضعها، وتنظيمها من جانب دول الحلفاء..، .. وقامت حكومة وحيد الدين بتوقيعها في 10 أغسطس 1920 …” إذاً نلاحظ من الخطاب السابق قول مصطفى كمال تم توقيعها من جانب حكومة وحيد الدين، ولم يقل وحيد الدين قام بتوقيعها.
    وذكر عصمت أينونو أن سيفر كانت مشروع معاهدة ويفيد أحمد رشيد ري وزير الداخلية في ذلك الوقت أن السلطان وحيد الدين لم يصدق على هذه المعاهدة، وهذا أمر مؤكد ولكن فريد باشا اضطر الى توقيعها.

    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    لماذا اتجهت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم الأول نحو المشرق الإسلامي؟!






    أحدث السلطان سليم الأول تغييراً جذرياً في سياسة الدولة العثمانية الجهادية فقد توقف في عهده الزحف العثماني نحو الغرب الأوروبي أو كاد أن يتوقف واتجهت الدولة العثمانية اتجاهاً شرقياً نحو المشرق الإسلامي، وقد ذكر بعض المؤرخين الأسباب التي أدت الى تغيير السياسة العثمانية منها:
    1- التشبع العسكري العثماني في أوروبا، إذ يرى أصحاب هذا الرأي أن الدولة العثمانية قد بلغت مرحلة التشبع في فتوحاتها الغربية بنهاية القرن الخامس عشر، وأنه كان عليها في أوائل القرن السادس عشر أن تبحث عن ميادين جديدة للنشاط والتوسع وهذا الرأي يخالفه الصواب لأن الفتوحات العثمانية لم تنقطع من الجبهة الغربية، ولكن لا ريب في أن مركز الثقل في التوسع العثماني قد انتقل نهائياً من الغرب إلى الشرق ليس بسبب التشبع كما تقول بعض المصادر غير المدركة للواقع.
    2- كان تحرك الدولة العثمانية نحو المشرق من أجل إنقاذ العالم الإسلامي بصورة عامة والمقدسات الإسلامية بصورة خاصة من التحرك الصليبي الجديد من جانب الأسبان في البحر المتوسط والبرتغاليين في المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر، الذين أخذوا يطوقون العالم الإسلامي، ويفرضون حصاراً اقتصادياً حتى يسهل عليهم ابتلاعه.
    3- سياسة الدولة الصفوية في إيران والمتعلقة بمحاولة بسط المذهب الشيعي في العراق وآسيا الصغرى، هي التي دفعت الدولة العثمانية الى الخروج الى المشرق العربي لحماية آسيا الصغرى بصفة خاصة والعالم السني بصفة عامة.
    إن سياسة السلطان سليم سارت على هذه الأسس ألا وهي القضاء على الدولة الصفوية الشيعية، وضم الدولة المملوكية، وحماية الأراضي المقدسة وملاحقة الأساطيل البرتغالية ودعم حركة الجهاد البحري في الشمال الأفريقي للقضاء على الأسبان ومواصلة الدولة جهادها في شرق أوروبا.

    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    وثيقة عثمانية تكشف محاربة فرنسا للإسلام في الجزائر




    تنص الوثيقة على ما يلي:

    لقد تم تقديم عرضحان من قبل أهالي “تلمسان” يحمل توقيع الحاج محمد بن منصور ليتمّ عرضه على العتبة العليا لحضرة السلطان، ويفيد بأنّه بعد أن تم الاستيلاء على الجزائر من قبل الحكومة الفرنسية تم منع الأهالي المسلمين من عقد الزواج على الطريقة الإسلامية، ومنع الطلاق، وغلق المدارس الإسلامية، ومنع تحصيل العلوم الإسلامية، وتحويل التعليم ليصبح باللغة الفرنسية، وإضافة لقب إلى الأسماء الإسلامية على طريقة المسيحيين،. ومع أن الأهالي معفيّون من الخدمة العسكرية فقد تم تكوين قوات عسكرية تتكون من 300 ألف من الأهالي الجزائريين قسرًا وجبرًا. هذا بالإضافة إلى مُعاملات وتكاليف أخرى مخالفة للديانة الإسلامية”.

    8 حزيران سنة 1308
    (الموافق لـ 20 حزيران سنة 1892م)


    _________________________
    الوثيقة المنشورة من الأرشيف العثماني ، رقم: Y.PRK.AZJ 19/47





    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    السلطان عبد الحميد الثاني يخصص راتبا شهريا لأحد علماء تونس




    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    السلطان عثمان الثاني (1618-1622)






    لقب “كنج عثمان” وتنطق “جانش عثمان” أي عثمان الشاب، وهو الإبن الأكبر للسلطان أحمد الأول. ولد عام 1604 وتولى السلطنة وعمره 14 عاماً. كان واسع الثقافة يميل إلى دراسة الأدب والتاريخ، ويتقن اللغة العربية، والفارسية، والإيطالية.


    قامت الإنكشارية بقتله، حيث هجموا عليه في قصره، وانتهكوا حرمته بعد عزله، وقادوه عنوه الى ثكناتهم، وأوسعوه سباً وإهانة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الدولة العثمانية ثم نقلوه الى قلعة يدي كوله –أي القلعة ذات الأبراج السبعة- حيث أعدموه عام 1623.



    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    شخصيات عربية قريبة من عبد الحميد || شخصيات دينية




    أولى السلطان عبد الحميج الثاني العرب اهتماماً خاصاً ضمن سياسته الإسلامية، وتودد الى العرب عن طريق ضم شخصيات دينية ومدنية ومن الأعيان الى حاشيته، أوتعيينهم في مراكز الدولة العليا في الولايات.
    وبسبب نمو الطرق الصوفية في عصره؛ قرّب إليه شيوخاً صوفيين عرباً، إدراكاً منه لأهمية هؤلاء في التأثير الجماهيري ولترويج مشروع الجامعة الإسلامية الذي دعى اليه السلطان. ومن المعروف ان السلطان عبد الحميد انتمى للطريقة الشاذلية اليشرطية ومن مريدي الشيخ محمود ابي الشامات شيخ الطريقة اليشرطية في دمشق.
    وتذكر الوثائق البريطانية عن وجود “مجلس سري عربي” في قصر السلطان خلال ثمانينات القرن التاسع عشر لعب دور حلقة الإتصال بين السلطان وقيادات إفريقية.
    ومن الشخصيات الدينية القريبة منه:
    1- الشيخ الصوفي ابو الهدى الصيادي شيخ الطريقة الرفاعية في سوريا ومن ألمع الشخصيات العربية لدى السلطان العثماني وهو الذي استلم ترويج مشروع الجامعة الإسلامية وقوّى من سمعة الخليفة في البلاد العربية وكان حلقة الوصل مع شيوخ سوريا والجزيرة العربية.
    2- الشيخ الصوفي محمد ظافر المدني من مدينة مصراته بليبيا، وهو شيخ الطريقة المدنية المتفرعة عن الشاذلية. وكان الشيخ ظافر مسؤولا عن ترويج الجامعة الإسلامية في شمال أفريقيا، واستخدمه السلطان لمناهضة نفوذ فرنسا في المنطقة. كما كان الشيخ ظافر وسيلة الإتصال بين السلطان عبد الحميد وشيخ الطريقة السنوسية في “ليبيا” محمد المهدي السنوسي لتنسيق المقاومة والتوسع الأجنبي في وسط أفريقيا.
    3- الشيخ فضل العلوي من ظفار، فكان الشخصية الدينية الثالثة حول السلطان، ولم يكن صوفياً، وبعد تعيين عبد المطلب منصب شريف مكة عام 1880؛ عينه السلطان مساعداً للشريف المذكور ليكون مسولاً عن ترويج الجامعة الإسلامية في الجزيرة العربية.

    اترك تعليق:


  • صباحو
    رد
    بكر باشا صوباشي بين الطموح والخيانة والغدر




    تعتبر حركة بكر باشا صوباشي من اكثر الحركات التي جلبت الويلات والخراب على أهل العراق وبغداد خاصة، فقد طمع الباشا بالسلطة ودخل في لعبه نصفه فيها انه كان عبارة عن لاعب صغير بين لاعبين كبار وهما الدولة العثمانية السُنية والدولة الصفوية الشيعية. بكر باشا كان رئيس شرطة بغداد وأحد قادة الإنكشارية وكان تحت قيادته 1200 من العزاب. وتبدأ قصة هذا الباشا المتمرد عندما أقدم على قتل يوسف باشا والي بغداد، وعلينا ان نشرح بإيجاز كيفية وثوبه على السلطة، فقد خرج بكر باشا على رأس مجموعة من اتباعه عام 1621م غلى منطقة الفرات الأوسط بعد أن أناب ابنه محمد آغا بدلا عنه في بغداد.وتضاربت اراء المؤرخين حول سبب توجه بكر صوباشي الى منطقة الفرات الأوسط، فاسكندر بك يقول إنه توجه الى الحلة لجباية الضرائب من الفلاحين الذين امتنعوا عن دفعها الى السباهية، ويوافقه في الرأي مرتضى نظمي زاده، أما مصطفى نعيما فيذكر أن صراعا عنيفا خاضه بكر صوباشي مع الجورجية وبعض كبار الإنكشارية الذين لجؤوا الى السماوة فأخذوا يحرضون الفلاحين للتمرد على السباهية. لقد وجد المعارضون لبكر صوباشي ان غياب خصمهم خير فرصة لهم للإطاحة به وابعاده عن بغداد، كان على رأس هؤلاء محمد آغا قمبر الذي اجتمع مع بعض كبار الإنكشارية وأشراف المدينة وأوضح لهم نوايا صوباشي وانفراده بالسلطة. ثم أعلن عن عزمه على التخلص منه.
    توجه محمد آغا قمبر مع اتباعه نحو دار صوباشي فنهبها غير إنه جوبه بمقاومة عنيفة من قبل ابن صوباشي والكهية الذين استطاعا ان يجبراه على اللجوء الى القلعة الداخلية حيث كان يقيم والي بغداد يوسف باشا الذي كان متواطئاً معه. وعندما تلقى بكرا صوباشي خبر تمرد محمد آغا قمبر أسرع في العودة الى بغداد، وأول عمل قام بع ان فرض حصارا شديدا على القلعة وأمر بقصفها من الجوانب كلها، وقد قتل في أثناء الحصار والي بغداد يوسف باشا إذ اصابته رصاصة عندما كان يصدر أوامره العسكرية إلى المدافعين عن القلعة التي أخذت تعاني نقصا في الذخيرة والعتاد. ولم يبق آغا قمبر ازاء هذه الحال الا طلب الأمان والإستسلام لبكر صوباشي فسلم نفسه لخصمه الذي عامله بمنتهى القسوة والكراهية، إذ وضعه واتباعه في قارب وأمر ان يصب الكبريت والقار عليهم فأحرقوا جميعا.
    أصبح بكر صوباشي بعد القضاء على التمرد الأخير سيد بغداد بلا منازع، وكتب إلى الباب العالي في الأستانة يطلب ان ينعم عليه السلطان بباشوية بغداد لقاء قضائه على التمرد الأخير، وقبل أن يتلقى جوابا وزع منشوراً مزوراً أعلن فيه انه اصبح واليا على بغداد، ورفض السلطان العثماني آنذاك السلطان مصطفى الأول طلب صوباشي وعين سليمان باشا واليا على بغداد وكان هذا واليا لديار بكر. فأرسل متسلمه علي آغا بتسليم الباشوية. ورفض بكر صوباشي مقابلة المتسلم وأعلن تمرده على أوامر الباب العالي فأصدر السلطان أوامره لوالي ديار بكر حافظ باشا لتوجيه حملة عسكرية تتولى الإطاحة بالصوباشي واستعادة بغداد.
    توجه حافظ باشا علي زاده على رأس حملة عسكرية الى بغداد لتأديب الثائر صوباشي ووصلت قواته مشارف بغداد وفرض حصاراً عليها. أراد صوباشي منذ اليوم الأول من الحصار ان يباغت الجيش العثماني ليلا ويلحق به خسائر فادحة حتى استطاع مرة ان يفرق شمل الجيش العثماني الذي تراجعت قطاعاته الى ديالا. وجمع حافظ باشا جيشه المشتت وقرر القيام بهجوم شامل على المدينة بعد قطع جميع الطرق الموصله اليها بهدف فرض حصار اقتصادي على المدينة.
    وعلى الرغم من هذا الهجوم فقد بدت أثار الحصار واضحة في المدينة التي بدأت تعاني المجاعة القاتلة وأصبح هلاك المحاصرين في بغداد قاب قوسين أو أدنى وهو ما حدا ببكر صوباشي ان يبعث إلى الزعيم الصفوي الشاه عباس الكبير بواسطة حاكم لرستان حسين خان مفاتيح بغداد مقابل ان ينقذ الشاه مدينة بغداد من حافظ باشا وجيشه، وفي الواقع كان الشاه عباس يراقب التطورات العسكرية عن كثب، اذ كانت الإستعدادت قد اتخذت قبل مدة فالحدود الشرقية كانت تشهد كل يوم حشد فريد من القوات الصفوية، فجاء طلب صوباشي بمثابة فرصة ذهبية لشاه عباس الكبير.
    عقد حافظ باشا اجتماعا مع قادته بعد ان تأكد له اتصال صوباشي مع الشاه عباس واحتمال قيام بكر صوباشي بصك النقود باسم الشاه. وعندما كانت المنافسات مستمرة حول كيفية حل هذه المشكلة جاء رسول من القائد الصفوي (قرقجي خان) الى حافظ باشا يطلب منه الإنسحاب من حول بغداد لأنها اصبحت فارسية واستعمل القائد الصفوي سياسة الوعيد لإرهاب حافظ باشا واجباره على الإنسحاب بينما اصبح الهم الأول لحافظ باشا بعد رجوع الرسول الفارسي هو اقناع بكر صوباشي بالعدول عن رأيه بالتعاون مع الشاه عباس الصفوي فعرض عليه باشوية الرقة وعلى ابنه حكم سنجق الحلة إلا أن هذا العرض رفضه صوباشي بشدة فاستمر الحصار على بغداد. غير ان حافظ باشا قرر في النهاية الخوع للأمر الواقع حقنا للدماء من جهة وحفظا لكرامة الدولة العثمانية من جهة أخرى وذلك بمنح حكم ولاية بغداد لبكر صوباشي واسناد مهمة الدفاع عنها إليه.
    كتب بكر صوباشي الى الشاه عباس يخبره ويرجوه سحب جنوده وكان الجيش الصفوي قد وصل أطراف خانقين. فلما تسلم الشاه الكتاب المذكور تملكه الغضب الشديد فقرر دخول بغداد بنفسه عقابا لصوباشي. وألقى الحصار عليه لمدة ثلاثة أشهر وكان محافظ قلعة بغداد محمد اغا ابن بكر صوباشي قد شعر بأن لا قبل لأبيه بالإستمرار على المقاومة بعد ان تملك اليأس النفوس بسبب المجاعة التي اودت بحياة الوف البشر. اكل الناس فيها لحوم الكلاب والدواب وبلغت قيمة الحمار 1000 أقجة فضغط الحصار بشدة على الأهالي وامتلأ الجو بدوي الألغام المتفجرة، ولم يكن من المستغرب ازاء هذا الوضع المزري ان ينسال الى معسكر الشاه كل ليلة اتباع لينجوا بأنفسهم من الموت المحتوم.
    استطاع الشاه استمالة ابن بكر صوباشي المسى محمد الى جانبه بعد ان اغراه بمنصب الولاية حال فتح ابواب سور بغداد للجيش الصفوي وبالفعل قام محمد هذا بفتح ابواب سور بغداد للغزاة فدخلت جيوش الشاه واستولت عليها في 21 تشرين الثاني 1623.
    أمر الشاه عباس بالقبض على بكر باشا صوباشي وتلقى تعذيباً شديداً، وأمر الشاه بإيقاد النار، وخلعت ملابس بكر باشا وعرض على النار حتى بدأت شحوم جسمه تذوب كي يعترف بمكان أمواله، حتى اعترف بها جميعا، ثم وضعوه في قفص حديدي، وعذبوه 7 أيام بلياليها، وكل هذا تحت نظر ابنه الخائن محمد، ثم أمر الشاه بوضع بكر باشا في قارب مملوء بالزفت والكبريت واضرموا النار وألقوه في نهر دجله، فاحترق داخل القارب أمام أعين الناس. أما ولده الذي كان يطمح بحكم بغداد فقد خُذل ونكب ولقي جزاءه، وأعطى الشاه حكم بغداد لصاري خان.
    وبهذه النهاية المأساوية طويت صفحة بكر باشا صوباشي وابنه محمد وخرجت بغداد من السيطرة العثمانية لتصبح بيد الصفويين، وفي عام 1638 قاد السلطان مراد الرابع الحملة العسكرية لإسترداد بغداد وبعد حصار دام أكثر من أربعين يوماً دخل مراد الرابع بغداد، لتعود العراق مرة أخرى تحت السيطرة العثمانية.



    اترك تعليق:

يعمل...
X