شوه جرجي سيرة أبطال الإسلام
البعض يعتقــد أن جرجي هـــذا مؤرخ عظيم ، حر الفكر ، منور العقل ، منصف في كتاباته ، داعية إلى الرقي بالأمة العربية ، كــاره للاستبداد .............. لكـــن الــواقع يكشف عكس هــذا تمـــاما ، ذلك لأن جرجي هــذا لم يكن سوى منفــذ لرغبات الإنجليز والقوى الاستعمـــارية ، عميل للمـــاسونية العالمية ، ممتليء القلب بالحقد على العرب والمسلمين وتاريخهم ، وتبيين ذلك فيما يلي :
1 _ عمــالته للمخــابرات البريطــانية يأتمر بأمرها ويسعى لمصالحها ، وهذا ما أكـــده الدكتور عمر الدســوقي في كتابه ( في الأدب الحديث : 1 / 348 ) ، والدكتور شوقي أبــو خليل في كتابه ( جرجي زيــدان في الميــزان : 16 ) وغيرهما بل إن عمالته معرفة مشهورة ، وقد نال لقـــاء خدماته الجليلة للإنجليز ثلاثة أوسمة وهي : الميدالية الإنجليزية و النجمة المصرية والعروة المختصة بأبو طليح .
2 _ صلته الوثيقة بالمستشرقيــن ألـــد أعــداء الإســلام كالإنجليزي مرجوليوث والمجــري جــولد تسيهر اليهودي والأمريكي كريفلوس فانديك والمبشر المتعصب ماكدونالد الأمريكي ..... وثنـــاؤهم عليه وتقريظاتهم لبعض تآليفه وزياراتهم المستمرة له .
3 _ انتســـابه للماسونية العالمية ، هذه المنظمة الخطيرة ، ذات التوجهات الإلحادية والصهيونية ، ولقـــد دافع عنها جرجي أشرس دفــاع ، وألف فيها تأليفه المشهور " تاريخ الماسونية العــام " حشد فيه كل ما يستطيع لإبراز عظمة هذه الهيئة ، وكيف أن كبار عظمـــاء التاريخ انتسبوا إليها ، منهم على سبيل المثال لا الحصـــر : السلطــان الناصر صــلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه ، والملك الإنجليزي ريتشارد قلب الأســـد ...... فاقرأ واعجب .
4 _ تشـــويهه التاريخ الإســلامي ، وذلك بوصف المسلمين بالحفـــاة العـــراة القتلــة وبالانتقــام والشـــر والجاسوسية والنهب والسلب ، وبرمي تاريخنا المجيد بــ : عصر الظلم والاستعباد والسطو والمؤامــرة والدسائس واللصوصية والقهــر ..... بل بلغ الحقد الدفين به أن يرجـــع سبب الفتوحات العظيمة للإســـلام إلــى وهن الدول التي دخلها الإســلام وتفرقها وكثرة الدسائس فيها ، وربمــا إلى تواطؤ عناصر منها مع الفاتحين العظـــام ، وإلا لكــان الأمــر مختلفا حسب رأي جرجي ، وأمثلة ذلك كثير في تآليفه ، وسننقل غيضا من فيض ما ورد فيها من المغالطــات والأكــاذيب ليكــون طالب الحقيقة عموما والمسلم خصوصا على بينة منها ، والله ولي التوفيــــق.
تطـــــــاول جرجي على رسول الله سيــــدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والإســــلام .
_ كــان جرجي يعيش في بيئة إســلامية ، وجو متدين لا يقبل المس بعقيدته ، ويستبسل في الدفاع عنها إذا شعر بأي خطر يتهددها ، ولأن جرجي كــان يعرف تمــام المعرفة أن من خطط أسياده المستشرقين والأوروبيين والماسونيين عموما المرسومة مسبقا ، أن تُوجــه كتبه إلـــى الجمهور المسلم لتطعن في ثوابته وأمجاده من طـــرف خفي ، فإنه لجــأ إلى التلميح والغمــز ، وكــان هذا منهجه في أعماله كلها وصولا إلى هدفه المنشود ...... لذلك يقـــول في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في روايته الخيالية ( أرمانوسة مصر : 12 ) : " رجــل عظيم ، سن دينا جديدا ، وتبعه جمع غفير " ، وكــأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اخترع الإسلام وجــاء به للنــاس من عنده .... أليس في هــذا غاية الاستفزاز للمسلمين ..؟؟؟؟ و في رواية ( فتاة غسان : 5 ) يصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : " صاحب الشريعة الإسلامية " وفيها من الطعن ما لا يخفى على عاقل ، أمـا قصة الغرانيق المكـــذوبة فيزعم أنها وقعت حقيقة ( فتاة غســان : 75 ) وما ذلك إلا لمزيد التشويه للدين الحنيف ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، ويضيف بعد ثلاث صفحات من روايته هذه ليقــول على لسان أحد أبطالها الوهميين : " فإنه _ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم _ لم يدع قافلة لنا تمر بالمدينة إلا غـــزاها وفـــرق أسلابها وأمــــوالها بين رجـــاله " ، ألا ترى أيها القاريء الكريم كيف يجعل هذا الصليبي الكــذاب نبينا العظيم صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه عبارة عن عصابة تترصد الذاهب والآتي للانقضاض عليه ، أولم يترك المهاجرون الأوائل رضي الله عنهم أموالهم في مكة حيث صادرها المشركون ، فلم يجد الصحابة بدا من اعتراض بعض القوافل لاسترداد ما سلب منهم قهرا ، لكن لم يكن هــذا دأبهم ، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقام بالمدينة المنورة 8 سنوات قبل فتح مكــة ، فمن أين كانت تمر قوافل قريش التي تحمل ضروريات العيش ، أليس بمحاذاة المدينة ، ومع ذلك لم ينقل لنا المؤرخـــون الثقات أنه وقع اعتداء عليهم أو هوجموا سوى ما حدث قبيل غــزوة بدر ؟؟؟؟؟ ، ويقول كذلك " وقد انتشرت سطوته في كل جزيرة العرب ويسمى أتباعه بالمسلمين " ( فتاة غسان : 35 ) لاحظوا جيدا كلمة " سطوة " وابحثوا عن معناها في اللغة لتعرفوا ما يريده جرجي و يصبو إليه لا أقر الله عينه ....... ، أما الإسلام فلا ينقــاد له إلا عوام الناس من الجهال والمغفلين كما يلمح هذا الماسوني فيقـــول : "إن هــؤلاء العوام لا يقــادون إلا بالدين " ( الأمين والمأمون : 77 ) ، وَ " لأن العامة لا تحكم بشيء حكمها بالديــن " ( ن . م : 129 ) ، أرأيتم أيهــا السادة قيمة ديننا الحنيف عند هذا الكــافر ، دين عـــامة وخــداع وتلبيس لا ينطلي إلا على ضعاف العقول من رعاع النــاس ، ولاحــول ولا قــوة إلا بالله العلي العظيم .
طعنه في كبــــــــــار الصحابة رضي الله عنهم أجمعيـــن
_ لــم يسلم عظماء الصحابة رضــوان الله عليهم من طعن هذا المفتري ، كونهم أنصــار الدين وأعمدته ، فصب عليهم جرجي وابلا من الأكاذيب قصد تشويه صورتهم الناصعة عند الأمة ، لذلك لجــأ إلى عادته من اللمز والغمز فقــال في حق سيدنا علي أن النظر إلى فتاة شغله عن واجباته وأذهله عنها ( عذراء قريش : 20 ) ، كما أنه وصف السيدة نائلة بنت الفرافصة زوج أمير المؤمنين سيدنا عثمان رضي الله عنهما بألفــاظ مشينة يتعفف أحدنا عن ذكرها ( عذراء قريش : 32 ) وقال عن محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما : " ويمسك محمد بن أبي بكر بلحية عثمان ويقول له: " قــد أخزاك الله يا عثل " ، ويلتفت إلى حبيبته _ وهي امرأة خيالية يقال لها أسماء _ ليقول لها عند جثة عثمان رضي الله عنه : " إني صريع حبك " ( عذراء قريش : 58 ) فلعنة الله على جرجي ما أكذبه وأجرأه ، أما الصحابي المجاهد سيدنا ضرار بن الأزور رضي الله عنه فــ "جبــار عنيد " ( فتاة غســان 2 : 292 ) ، وغير ذلك كثير ..
اترك تعليق: