إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمات في الطريق

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هنيبال
    رد
    • الورودُ لا تحلُّ المشكلاتِ في بلادنا،
    فقد فشا الظلم،
    وتحكَّمَ الفساد،
    وقستِ القلوب،
    وتعقَّدتِ الأمور،
    وتفكَّكتِ الأواصر،
    وتمكَّنتِ العداوات،
    وتكدَّستِ الثارات،
    حتى ودِّعَ الحوار،
    وحُمِلَ السلاح..

    • دوامُ الصفاءِ في العلاقاتِ الزوجيةِ نادر،
    وليس لذلك سببٌ معيَّن،
    بل هو لأسباب،
    مثلُ اختلافِ الطبائع،
    وتضاربِ الآراء،
    وتباينِ السلوكِ والرغبات،
    والتدخلِ في شأنِ الآخر،
    كأن تتدخلَ الزوجةُ في ظروفِ العملِ وأصدقاءِ الزوجِ وتصرفاتهِ مع أهلهِ أو أهلها،
    ويتدخلَ الزوجُ في إدارةِ المنزلِ ومصاريفهِ وتصرفاتِ الأولاد..
    كما يتصارعُ العقلُ مع العاطفةِ في أمور..
    والتناغمُ الفكريُّ والمنهجُ العقديُّ المتوافقُ بين الزوجين،
    يقرِّبُ المسافاتِ بينهما كثيرًا،
    بل تكونُ المشكلاتُ قليلةً وخفيفة،
    ومعروفٌ لدى التربويين أن الأسرةَ المسلمةَ الملتزمةَ هادئةٌ متحابَّةٌ متعاونة،
    ويأتي تعاونهما من طبعِ الأسرةِ وتسييرها على نهجِ الإسلام.

    • يا بنتي،
    السرُّ وراءَ اهتمامِ وسائلِ الإعلامِ بالمرأةِ أكثرَ من الرجل،
    هو استغلالُ كرامتها وعرضها وجمالها للإفساد،
    وللاستفادةِ منها تجاريًا،
    وأين هذا مما أكرمها به الإسلام،
    كجوهرةٍ مكنونة،
    طاهرةٍ عفيفة،
    لا تمتدُّ إليها يدٌ آثمة،
    ولا تخرقُ حجابها عينٌ خائنة،
    ولا تبيعُ شرفها بمال،
    مهما كان كثيرًا ومغريًا.

    • يا بني،
    إذا ساءكَ أمرٌ من والدِكَ فلا تُظهرْ له مساءتك،
    ولكن ابتعدْ قليلاً وتنفَّس،
    وتذكَّرْ كيف كان يلاعبُكَ وأنت طفلٌ تحبو،
    ويحنو عليكَ وأنت إليه ترنو،
    ويلاطفكَ وأنت ما زلتَ تنمو،
    وينصحُكَ وأنت فتى،
    وينفقُ عليكَ وأنت تدرس،
    ولن تقدرَ على عدِّ فضائلهِ عليك،
    فتحمَّلْ بعضَ قسوتهِ عليك،
    فإنه قد يكونُ في مصلحتِكَ مستقبلًا.

    • لا بدَّ من الرجوعِ إلى العلماءِ في طلبِ العلم،
    وإلا تخبَّطَ المرءُ ووقعَ في مطبّات!
    قرأتُ لعالمٍ أن أحدهم طالعَ في صحيحِ البخاري،
    فجاءَ على حديثِ "الحبَّةُ السوداءُ شفاءٌ من كلِّ داء"،
    فقرأها: "الحيَّةُ السوداء" بالياء!،
    فذهبَ وبحثَ عن حيَّةٍ سوداء،
    ثم قتلها وأكلها،
    فماتَ من أثرِ السمّ!
    ولو أنه طلبَ العلمَ عند عالم،
    لعرفَ اللفظةَ الصحيحةَ بقراءتهِ عليه،
    أو بقراءةِ العالمِ له.
    وقرأتُ في مصدرٍ أن مستشرقًا قرأ أو كتبَ "المؤمنُ كيسُ قُطن"،
    بدلَ اللفظِ الصحيحِ لحديثِ "المؤمنُ كيِّسٌ فَطِن"،
    وما كان سمعَ بكلمةَ "كيِّس"!


    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد

    • إذا قدَّمتَ اختبارًا،
    وفيه أسئلةُ (صح وخطأ)،
    و(نعم ولا)،
    ألا تُحاسَبُ على أخطائكَ إذا قلتَ (صح) لما هو خطأ،
    و(خطأ) لما هو صح،
    و(نعم) لم هو منفيّ،
    و(لا) لما هو موجود؟
    كذلك ستُحاسَبُ أيها الإنسان إذا قلتَ (لا) لدينِ الله وما أنزلَ من الحقّ؛
    لأنه صحيح،
    وأنت تقولُ إنه خطأ،
    وسوف تُحاسَبُ على قولِكَ (نعم) لكلِّ ما هو منحرفٌ وضارّ.
    ولا يفيدُ قولُك: أنا حرٌّ فلماذا يعذِّبني الله على اختياري ولو كان خطأ،
    كما لا يفيدُ قولُك: لماذا يرسبونني في الاختبارِ إذا أجبتُ على الأسئلةِ خطأ،
    فأنا حرّ،
    أُجيبُ كما أشاء،
    وبما أشاء!
    أما علمتَ أن الدنيا دارُ اختبار،
    والآخرةَ دارُ حسابٍ وجزاء؟
    هل تظنُّ أنكَ خُلقتَ عبثًا،
    تأكلُ وتشربُ وتنامُ كالحيواناتِ ثم لا شيء،
    وأنكَ لا تُسألُ عن هذا العقلِ الذي أكرمكَ الله به،
    وعن هذا الوحي الذي أنزلهُ على رسوله؟

    • وصفَ نبيُّ الله شعيبٌ ربَّهُ بقوله:
    ﴿ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾
    سورة هود: 90.
    أي: إن ربِّي عظيمُ الرحمةِ لمن تابَ وأناب،
    كثيرُ الودِّ والمحبَّةِ للمؤمنين.
    الله اجعلنا منهم.

    • من لم يغفرِ الله له ولم يرحمهُ كان من الخاسرين.
    قال نبيُّ الله نوحٌ يعتذرُ من ربِّهِ ويرجو رحمته:
    ﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾
    سورة هود: 47.
    والفائزُ يفوزُ بالجنة،
    والخاسرُ يخسرها.

    • يا بني،
    من طلبَ منك العفوَ فسارعْ إلى قبوله،
    فإن العفوَ من شيمِ الكرام،
    ولا تتعمَّقْ في المشكلةِ التي حالت بينكما،
    وأعرضْ عن الجدالِ واللغوِ فيها،
    حتى لا تعودَ إليكما الخصومة.

    • الكتبُ مثلُ أنواعِ الأطعمةِ والفواكه،
    تشتهي بعضَها دون الآخر،
    وبعضُها كنباتاتٍ سامَّة،
    هذه تهلكُ الجسد،
    وتلكَ تخرِّبُ الفكر.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    • تركيبةُ الإنسانِ المعقَّدةُ والمعجزة،
    التي ما زالَ الطبُّ يكتشفُ أشياءَ جديدةً فيها،
    ذكرَ الله تعالى أن خلقَ السماواتِ والأرضِ أجلُّ وأعظمُ منها،
    فقال سبحانه:
    ﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
    [سورة غافر: 57].
    فخلقُ السماواتِ والأرضِ العظيمتين،
    وما بثَّ اللهُ في السماءِ الدنيا وحدَها من ملايينِ النجومِ والكواكبِ المتناثرة،
    مع توازنٍ وتناسقٍ ونظامٍ دقيق،
    وما في الأرضِ من ماءٍ ونباتٍ وشجر،
    وبحارٍ وقفار،
    ومعادنَ وكنوز،
    وغيرها...
    كلُّ هذا أكبرُ وأعظمُ من خَلقِ الإنسان،
    ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يفكرون فيه،
    ولا يتصوَّرون عظمةَ هذا الكونِ الكبيرِ ونسبتَهم إليه،
    ولا يستدلُّون به على قدرتهِ تعالَى على إعادةِ إحيائهم بعدَ الموت.

    • قد تكونُ النتيجةُ بعد قليلٍ من الانتظار،
    وقد تكونُ بعد مدَّة،
    وقد تكونُ بعيدة،
    والمهمُّ أن تكونَ الأسبابُ التي قدَّمتها مناسبة،
    والخطواتُ التي اتبعتها سليمة،
    والباقي على الله تعالى.

    • أنت عليكَ قولُ الحقّ،
    بالحكمةِ والأسلوبِ الحسن،
    وبالوسيلةِ المناسبة،
    أما أين يبلغ،
    وأين يرسو،
    وفيمن يؤثِّر،
    فهو عند الله،
    قد تعلمُ به وقد لا تعلم.

    • إذا لم يحصلِ المسلمُ على حقهِ كاملاً في هذه الحياة،
    فإنه لا يرضَى بذلك،
    بل يطالبُ بحقَّه،
    ولكنه لا يتعقَّدُ ولا يُجرم؛
    لأنه يعلمُ أنه سيحصلُ على حقهِ كاملاً يومَ القيامة،
    وأن الظالمَ لن يفلتَ من العقاب،
    عدلاً من الله.

    • الحياةُ في السجونِ مظلمةٌ كالموت،
    وكأن أصحابها في حُفَرٍ أو قبور،
    إنها قيدٌ لحركاتِ الإنسانِ وانطلاقاته،
    وآمالهِ ورغباته،
    فكيف بحياةِ المظلومين فيها؟
    ومَن يعذَّبُ ويُفتَنُ فيها حتى تزهقَ روحه؟
    إنها لا شكَّ رهيبةٌ مُفزعة!
    وكيف بمن يولَدُ ويعيشُ حياتَهُ كلَّها تحت حكمِ الطغاةِ وظلمهم،

    الذين يُحيلون حياةَ الناسِ إلى سجنٍ كبير،
    وقد ولَدتهم أمهاتهم أحرارًا؟!


    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد



    • يا بني،
    اعرفِ الناسَ من تعاملِكَ معهم،
    وصنِّفهم كما صنَّفهم القرآن،
    بين مسلمٍ وكافر،
    ومؤمنٍ ومنافق،
    وصديقٍ وعدوّ،
    ومجاهدٍ ومتخلِّف،
    وصادقٍ وكاذب..

    • طوبى لمن جهدَ واجتهد،
    فعبَدَ وتعبَّد،
    وصامَ وسجد،
    وبذلَ من مالهِ وأخلص،
    ودنا من العبادِ ولم يتكبَّر،
    ودعا إلى الله ولم يزغ.

    • من خلا قلبهُ من ذكرِ الله فهو ذو قلبٍ قاس،
    وويلٌ لهؤلاءِ وأمثالهم من الغافلين،
    لأنهم لا يذكرون الله،
    وإذا ذُكرَ فلا تخشعُ قلوبهم لذكرهِ ولا تلين.
    يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالى:

    ﴿ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
    سورة الزمر: 22.

    • الذين يعودون إلى الإسلامِ بصدقٍ وإخلاص،
    يتذكَّرون ذنوبهم وجرائمهم الفظيعة،
    ويشكُّ بعضهم في أن يغفرها الله لهم،
    لفظاعتها وكثرتها،
    وقد يقوِّي الشيطانُ هذا الشكَّ عندهم حتى يُقنطهم من رحمةِ الله،
    فتعتريهم أفكارٌ شيطانيةٌ من جديد،
    ويضعفُ عندهم وازعُ اليقين،
    ويعودون إلى سيرتهم السابقةِ وسلوكهم الإجرامي.
    وقد أكدَ الله تعالى لهؤلاءِ وأمثالهم أن رحمتَهُ واسعة،
    لا يُستثنَى منها إلا الكافرُ والمشرك،
    وأن غفرانَ الذنوبِ يكونُ لكلِّها دون استثناء،
    فهو سبحانه غفورٌ واسعُ المغفرة،
    رحيمٌ كثيرُ المرحمة.
    يقولُ عزَّ اسمه:


    ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [سورة الزمر: 53].
    وقد بيَّنَ العلماءُ أن المغفرةَ تكونُ في حقِّ الله تعالى وحدوده،
    أما حقوقُ العبادِ فتخصُّهم،
    فيلزمُ إعادتها إليهم،
    فإذا لم يعرفهم تصدَّقَ بقدره.

    • يقولُ الله تعالى للكافرِ حين يعرِّفهُ مكانَهُ من النار،
    مبيِّنًا له سببَ مصيرهِ هذا:

    ﴿ بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾
    [سورة الزمر: 59]
    التكذيب.. والكِبْر..
    ما أخطرهما في حياتِكَ أيها الإنسان..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد

    • الكتابُ دليلُكَ إلى المعرفة،
    ومربعُكَ في عالمِ الفكر،
    وموئلُكَ في عالمِ الأُنس،
    ومفتاحُكَ لاكتشافِ المجهول.

    • أذنكَ مخلوقةٌ لتسمعَ بها ما تريدُ من خيرٍ أو شرّ،
    فأنتَ حرّ،
    لكنَّ وراءَ هذه الحريةِ مسؤوليةً وحسابًا،
    فما الذي يدفعكَ إلى وقفها على سماعِ الحرامِ سوى الانحرافِ واللذةِ الحرام؟
    وكذلك بصرُك،
    وفؤادك،
    تستطيعُ أن تستعملها جميعًا فيما يحلُّ وفيما يحرم،
    ولكنكَ ستُسألُ عن هذا وذاك.
    ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾
    سورة الإسراء: 36.
    وبُدئ بالسمعِ لأهميته،
    فأنتَ تسمعُ الحقَّ كما تسمعُ الباطل،
    وتسمعُ كلامَ المؤمنِ وكلامَ الكافر،
    وتستمعُ إلى القرآنِ الكريمِ وقد تستمعُ إلى الأغاني الخليعةِ والقصصِ والرواياتِ الماجنة،
    فأيًّا منها تتبع؟
    ولأيِّهم تستجيب؟

    • لو نظرتَ في حياةِ الإنسانِ وواقعهِ العملي،
    لرأيتَ أنه لا يستغني عن الإشاراتِ الخضراءِ والحمراء،
    يعني الأمرَ والنهي،
    والممنوعَ والمسموح،
    وهذا في جميع المللِ والجماعات والأحزاب.
    وهي موجودةٌ في الإسلامِ كذلك،
    بما يسمَّى الحلالُ والحرام،
    أو الحظرُ والإباحة،
    والفرقُ بينه وبين ما هو وضعيٌّ من جوانب،
    منها أن الإسلامَ أوسعُ تقسيمًا وتنويعًا،
    ورأفةً ورحمةً بالناس،
    فلا يوجدُ حلالٌ وحرامٌ فقط،
    بل يوجدُ هذا وما بينهما،
    وما بين بينِهما،
    فهناك الفرض، والواجب، والندب، والمباح، والحرام، والمكروه،
    وهذا الأخيرُ قد يكونُ مكروهًا خفيفًا أو شديدًا.
    وهذه الأحكامُ كلها تعبدية،
    يعني إذا فعلتَ ما هو واجبٌ أو مندوبٌ أُجرتَ عليه،
    وما تركتَ من حرامٍ أو مكروهٍ أُجرتَ عليه أيضًا،
    فإذا أخللتَ بما حدَّهُ الله لكَ أثمت،
    أما الندب فتعاتبُ على تركهِ ولا تأثم،
    والمكروهُ تعاتبُ على فعله.

    • من فضلِ الله عليكَ أنه يوفقُكَ إلى العملِ الصالحِ ثم يؤجركَ عليه،
    فهو الذي يُلهمكَ عمله،
    ويحبِّبهُ إليك،
    ويزيِّنهُ في قلبك،
    ويقوِّي إرادتكَ لعمله.
    فما تكتسبهُ من فضلٍ هو من عند الله تعالى،
    وهكذا حسناتُكَ وأعمالُكَ الصالحةُ كلُّها،
    فإذا أدخلكَ الله جنتهُ يكونُ بفضلهِ أيضًا.

    • يا بني،
    جنَّتُكَ في الدنيا والداك،
    فهما بابان مفتوحانِ لكَ إلى جنّاتِ الله،
    فأطِعهما ولا تعقَّهما ليسمحا لكَ بالدخولِ من بابيهما،
    فإذا ماتا أُغلِقَ البابان،
    وتبقَى أبوابٌ أخرى من رحمةِ الله مفتوحة،
    والله أعلمُ من أيِّ أبوابِ الرحمةِ يكونُ دخولُكَ إلى جنَّته،
    إذا كنتَ من أهلها.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد


    • لا يُخشَى على المؤمنِ أن تمرَّ به لحظاتٌ من الشكِّ حتى في الحقّ،
    فإنه أطيافٌ وخيالاتٌ تذهبُ وتجيءُ بدون عمقٍ ولا تعمد،
    وهي مثلُ أحلامٍ أضغاث،
    مختلطةٍ مضطربة.

    • إذا أكرمكَ الله بالجنةِ بعد العفوِ عنك،
    ستذكرُ أشياءَ في الدنيا تستحي منها كيف عصيتَ الربَّ الكريم،
    الذي عفا عنك،
    وأكرمكَ بهذه الجنانِ المنعَّمةِ الخالدة،
    فأقللْ من المعاصي ما استطعت،
    حياءً من الله،
    ومن يومٍ تدخلُ فيه جنته.

    • يا بني،
    الوجهُ الآخرُ للمعروفِ أنه غلٌّ وعبودية،
    فكنْ عصاميًّا ولا تحوجْ نفسكَ إلى أحد،
    واصبرْ فإنه أفضلُ لك،
    فإن مَن قدَّمَ لك معروفًا صرتَ كالعبدِ له،
    وقد لا تطاوعُكَ نفسُكَ على تخطئتهِ من بعدُ ولو كان خطؤهُ ظاهرًا،
    حياءً من معروفهِ معك!

    • يا بني،
    إذا أعطيتَ حريةً كاملةً لعقلِكَ فلتَ منك،
    فأخطأَ وأضرَّ وربما أهلَك،
    ولكن أعطهِ مسافةً طيبة،
    فإذا كان هناك وحيٌ قطعيُّ الثبوتِ والدلالةِ فأسكته،
    وإذا لم يكن،
    فلينطلق،
    ولكن بحدودٍ أيضًا،
    فإن هناك قواعدَ متفقًا عليها بين أهلِ كلِّ علمٍ وفنّ،
    مَن تجاوزها لم يُلتَفتْ إلى كلامه،
    ومن تجاهلها لم يُنظَرْ إليه على أنه عاقلٌ سويّ،
    أو مُدركٌ فاهم.

    • إن الله لم يعطِ الكمالَ للعقل،
    يعني أنه سبحانه خلقهُ ناقصًا،
    فهو غيرُ كاملٍ أصلاً،
    ولذلك فهو يخطئ،
    وكثيرًا ما يحكمُ على أشياءَ بالخطأ،
    على الرغمِ من كونها أمامه،
    وعلى الرغمِ من قلبها على وجوهها وبذلِ جهدهِ في التفكر،
    ولذلك فهو يستشيرُ آخرين ليعرفَ ويتعرَّفَ أكثرَ ويتأكد.
    وقد جبرَ الله هذا العقلَ الناقصَ بالوحي،
    لتستقيمَ حالُ الإنسانِ في أمورٍ لا بدَّ منها،
    فالوحيُ أعلى وأجلُّ من العقل،
    لأن العقلَ يخطئ،
    والوحيُ لا يخطئ.
    ولأن الوحي من عند الربِّ الخالق،
    والعقلُ من عند مربوبٍ مخلوق.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد


    • يا بني،
    إذا جانبكَ الصوابُ فلا تزددْ جهلاً،
    بأنْ تصرَّ على الباطلِ وتجادلَ بغيرِ علم،
    ولكنْ ارجعْ إلى الحق،
    فإن الرجوعَ إلى الحقِّ من شيمِ الفضلاءِ والأوَّابين.

    • يا بني،
    من صفاتِ المؤمنِ أنه لا يقبلُ الظلم،
    ومن صفاتهِ أيضًا الحِلمُ والصبر،
    ليوازنَ شأنَهُ في ظرفهِ ويُصدرَ قراره،
    بعد الاهتداءِ بهدي الله ورسوله:
    متى يحلم،
    ومتى يصبر،
    ومتى يدفعُ الظلمَ عن نفسه.

    • أثنى الله تعالى على من أوتوا حكمةً وعلمًا، فقال سبحانه:
    ﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ﴾ [سورة البقرة: 269].
    والحكمةُ كما استُفيدَ من أقوالِ العلماء:
    العقلُ السويّ،
    والعلمُ النافع،
    والفقهُ في الدين،
    والإصابةُ في القولِ والفعل،
    والقصدُ والاعتدال،
    والبصيرةُ المستنيرة،
    فيُدرِكُ بها المؤمنُ الأشياءَ على حقيقتها،
    ويَفهمُ الأمورَ على واقعها كما ينبغي،
    فيَهتدي ويُصيب.
    فالذي يؤتَى هذا كلَّهُ في خيرٍ عظيم،
    وهبةٍ جليلة، فإنهُ أُخرِجَ من ظلماتِ الجهلِ فكان في نورِ الهُدى،
    ومن الانحرافِ إلى الاستقامةِ والرزانةِ والسداد.
    ولا يَعرفُ قدرَ هذا العطاءِ الجليلِ والنعمةِ الكبيرةِ إلا أولو الأحلامِ والنُّهى،
    الذين يعرفون النافعَ فيعملونَ به،
    ويعرفونَ الضارَّ فيتجنَّبونه.

    • إذا عاملتَ الكتابَ معاملةَ الجماداتِ لم تدمِ العلاقةُ بينكَ وبينه،
    فإذا احترمتهُ وربتَّ على غلافه،
    عقدَ معكَ معاهدةَ حبٍّ ووفاء.

    • الرسومُ التوضيحيةُ قد تكونُ مفيدةً أكثرَ من الكلامِ المكتوب،
    على الرغمِ من كونها تابعةً للأصل؛
    لأن الصورةَ توضحُ المبهم،
    وتختصرُ الكلامَ الكثير.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    • إذا كرهتَ فلا تكرهْ مؤمنًا،
    فإنه مطيعٌ لله ورسوله،
    فإما أن يكونَ الخطأُ منك،
    أو أنه نُمَّ خبرٌ له إليكَ من غيرِ حق،
    أو يكونُ مقصِّرًا في أمرٍ لو ذكَّرتهُ رجع.

    • ما أحلى الحياةَ مع الأصحابِ والأحبابِ الطيبين،
    وما أسوأها مع الأصحابِ السيئين،
    فهم الذين يدلُّون زملاءهم على جهنم،
    بسوءِ فعالهم.

    • يقال: نجا فلانٌ من الموتِ بأعجوبة،
    فمن نجَّاه؟
    المؤمنُ يقول: الله.
    والملحدُ يقول: الصدفة.
    ولو أن هذا الملحدَ وقع في مأزقٍ لا يرى خلاصًا لنفسه،
    لما قال إلا: الله.

    إنه الإنسان،
    الذي يرى ولكنهُ لا يعتبرُ إلا قليلاً،
    أو يعتبرُ في لحظتهِ ثم ينسى!

    • يا بني،
    استعدَّ للامتحانِ الأكبرِ يومَ القيامة،
    وإن كلَّ امتحاناتِكَ التي قدَّمتها في مراحلِ دراستِكَ لا تساوي لحظةً منه،
    إلا من يسَّرَهُ الله عليه،
    فعفا عنه وتجاوز،
    واعلمْ أن من عفا عن الناسِ جديرٌ بأنْ يعفوَ الله عنه.

    • أتابعُ بشغفٍ تغريداتِ الأساتذةِ المفكرين والمنظرين:
    محمد المختار الشنقيطي،
    عبدالله النفيسي،
    أحمد موفق زيدان،
    جمال سلطان،
    ياسر الزعاترة،
    وليد الطبطبائي،
    وأمثالهم حفظهم الله،

    وتمنيتُ لو أُوتيتُ شجاعتهم،
    وفهمهم وتحليلهم للواقعِ الإسلامي،
    وما يحاكُ للمسلمين في الزوايا المظلمة،
    وبيانِ كيدِ أعداءِ الإسلامِ في كلِّ مكان،
    وإنهم ليسهمون في إثراءِ الرأي العامِّ الإسلامي،
    ويبصِّرون الشبابَ خاصةً بما يجري حقيقةً في واقعنا،
    وأدعو إلى متابعةِ نشاطهم الإعلامي،

    جزاهم الله عنا خيرَ الجزاء.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد



    • القوةُ والأمانة صفتانِ مهمَّتان،
    بل أساسيتان،
    وخاصةً فيمن يعملُ عند آخرين.
    والقوةُ تعني القدرةَ والاستطاعة،

    ويدخلُ فيها الحذقُ والإتقانُ والخبرةُ والجودةُ في الأداء،
    فلا معنَى للقدرةِ وحدها بدونِ تطبيق،
    والأمانةُ هي التزامُ الصدقِ والاستقامةِ والإخلاصِ في العمل.

    وفي القرآنِ الكريمِ على لسانِ ابنةِ شعيبٍ عن موسى عليه السلام:
    ﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ سورة القصص: 26.

    • من لطفِ الله وقدرهِ أنه إذا أرادَ أمرًا لكَ فيه خير،
    ولكنك تتوجَّسُ منه خيفةً ولا تحبه،
    يسَّرَ لك جوانبه،
    وهيَّأ لكَ مداخله،
    حتى تدخلَ فيه وقد أدركتَ غوره،
    ولمستَ خيره،
    وسهلَ عليكَ ممارسته.

    • ألا تعجبُ من قومِ نوحٍ وقد خبَروا صدقه،
    ولكنهم كفروا به وتمادوا في كفرهم،
    على الرغمِ من انصرامِ أجيالٍ منهم (950 سنة) وهو بينهم،
    ولم يجرِّبوا عليه كذبًا أو خيانةً أو انحرافًا في سلوكه،
    وهم مصرُّون على الكفر؟

    إنها التربيةُ والوصيةُ المتتالية،
    حيثُ كان الآباءُ والأجدادُ يوصون أبناءهم وأحفادهم بأن لا يؤمنوا بنبوَّةِ نوح،
    ويقولون لهم إنه مجنون.

    وكان الجيلُ الأصغر يتلقَّى هذه الوصيةَ من أقربِ الناسِ إليهم،
    فيثقون بهم أكثرَ من ثقتهم بنوح،
    وينشأون بذلك على الكفرِ ولا يدَعونه،
    فالتربيةُ والتعليمُ أخطرُ وأهمُّ شيءٍ في الحياة.

    • يقولُ ربُّنا سبحانهُ وتعالَى:
    ﴿ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [سورة الروم: 53]
    أي: أنت لا تُسمِعُ إلاّ الذين فتحوا قلوبَهم للإيمان،
    وصدَّقوا بأن القرآنَ من عندِ الله،
    فهؤلاءِ هم الذين يَسمعونَ حقًّا ما تَتلو عليهم وما تُرشِدُهم إليه؛
    لأنهم مسلمونَ مخلصون في إيمانِهم،
    منقادون للحقّ.

    • الأنفاسُ الأخيرةُ لا تحدِّدُ آخرَ محطةٍ في حياتِكَ الدنيا فقط،

    بل تحدِّدُ أيضًا مصيركَ الآتي،
    إلى منطقةِ سلامٍ أم إلى منطقةِ خطر.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد

    • إن الحدودَ التي حدَّها الله لعباده،
    من حظرٍ وإباحة،
    في عقيدةٍ وعبادة،
    وفي معاملةٍ وسلوك،
    هي مثلُ السدودِ التي على الأرض،
    لتسدَّ أمرًا،
    أو تمنعَ خطرًا،
    فلا يطغى أمرٌ على أمر،
    ولا نظامٌ على آخر.
    ومثلُ الأبوابِ التي تُفتَحُ أو تُغلَقُ عند اللزوم،
    ومثلُ الشوارعِ والطرقاتِ التي تكونُ مفتوحةً عادةً للعبور،
    ولكنها قد تُغلَقُ لترميمٍ أو لأسبابٍ أمنية،
    فمن سلكها وقعَ في حُفَرٍ أو قُبِضَ عليه؛
    لأنه خالفَ ولم يلتزمْ بالتعليمات،
    فمن قال بعدمِ حرمةِ شيء،
    فكأنما يقولُ بعدمِ أهميةِ السدود،
    وعدمِ لزومها،
    وعدمِ لزومِ غلقِ الأبوابِ والشوارعِ والطرقِ وما إليها،
    وهي لا بدَّ منها في حينها،
    فالمنعُ والسماحُ سمةٌ في حياةِ الإنسانِ وتعاملهِ مع الأشياءِ والناس،
    وبمصطلحِ الشرع: الحلالُ والحرامُ لا بدَّ منهما في حياةِ البشر.


    • أمزجةُ الناسِ وتأثرهم في الحياةِ ومدى تحملهم الأمورَ تختلف،
    فإذا رأيتَ صورًا ومناظرَ تشوِّشُ عليك فكركَ وتخرِّبُ أعصابك،
    فتجنَّبها.

    • لو كان استئناسُ الناسِ بشيءٍ واحدٍ لضاقت عليهم الدنيا،
    ولكن كلٌّ يستأنسُ بما وهبهُ الله من هواية،
    إضافًة إلى رغباتٍ عامةٍ واهتماماتٍ مختلفة،
    كحبِّ المالِ والأسرةِ والخضرة.

    • متى يقولُ المرء: ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ﴾؟
    يقولُ ذلك عندما يعرفُ مصيرَهُ إلى النار،
    ويدركُ أن أصدقاءَهُ حرَّفوا أفكارهُ في الدنيا،
    ثم خذلوهُ وتركوهُ يعاني آلامَ العذابِ في النارِ يومَ القيامة.
    يقولُ ذلك يومَ لا ينفعُ هذا الكلام؛
    لأن كلَّ شيءٍ قد انتهى،
    فهذا يومُ الحسابِ والجزاء،
    فهل من معتبرٍ قبلَ أن يأتي ذلك اليوم؟

    • وعدَ نبيُّ الله موسى ربَّهُ ألاّ يكونَ ﴿ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ ﴾،
    كما في الآيةِ (17) من سورةِ القصص،
    يعني ألاّ يكونَ قوةً لهم،
    ولا مدافعًا عنهم.
    والمجرمُ هو كلُّ ظالم،
    وكلُّ من لم يكنْ على نهجِ الحقّ،
    فكلُّ كافرٍ ظالم؛
    لأن الظلمَ يعني تجاوزَ الحقّ.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    • يا بني،
    اقرأ القرآنَ وافهمه،
    ليكونَ ميزانًا لكَ تزنُ به كلامَ الناس،
    فما وافقَهُ أخذتَ به،
    وما لم يكنْ تركته،
    فإذا لم تفهمِ القرآنَ لم تعرفْ ما وافقَهُ وما خالفه.

    • من كان عميقَ الإيمانِ حمدَ الله تعالَى أنْ خلقَهُ عبدًا له،
    ودعاهُ سبحانهُ أن يكونَ أهلاً لهذه العبادة،
    وأن يُعينهُ على ذلك.
    ومن كان (سطحيًّا) في إيمانهِ لم يفهمْ هذا الكلام،
    ولم يتفكرْ فيه.

    • للفردِ المسلمِ قيمة،
    ولرأيهِ وزن؛
    لأنه منضوٍ تحت مظلةِ الإسلام،
    وقد عرفَ حدوده،
    وحلالهُ من حرامه؛
    ولذلك قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
    "استفتِ قلبك".
    ولا يقالُ مثلُ هذا للكافر؛
    لأن قلبهُ مظلم،
    فيه الكفرُ والشركُ والباطل،
    فلا يُستفتَى.

    • إذا خاصمكَ فاجرٌ فأنتَ في مأزق،
    إنْ لم تردَّ عليه فكأنكَ المهان،
    وإن رددتَ عليه زادت خصومته،
    ولكلِّ موقفٍ ظرفه،
    والحكمةُ شعارُ المؤمن،
    والحِلمُ رائده،
    والظلمُ يرفضه.

    • الأكلُ الكثيرُ يملأ معدتك،
    ويدغدغُ أمعاءك،
    ليرفِّهَ شخصيتك،
    ويطلبُ من حواسِّكَ وأعصابِكَ أن تشاركها في فرحتها ورفاهيتها،
    وهذا ما يُبعدُكَ عن الحكمةِ وإصابتها والاشتغالِ بها،
    فجسمُكَ كلهُ صارَ مسخَّرًا للطعام،
    من الاهتمامِ به والتلذُّذِ بآثاره،
    وسيطلبُ منكَ المزيد،
    حتى تكونَ عبدًا له.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    الأستاذ "محمد قطب" رحمهُ الله كان مفكرًا إسلاميًّا عاليَ الثقافة،
    ومن علماءِ النفسِ الكبارِ أيضًا،

    يعرفُ هذا من قرأ كتبه:
    "الإنسان بين المادية والإسلام"،
    و"دراسات في النفس الإنسانية"،
    و"في النفس والمجتمع".
    وقد جمعني به لقاءٌ في أوائل هذا القرنِ الهجري،
    فطرحتُ عليه فكرةَ إنشاء مصحَّاتٍ نفسيةٍ إسلامية،
    يتعالجُ فيها المرضَى النفسانيون من المسلمين،
    بما يتناسبُ عقائدهم وسلوكياتهم وبيئاتهم الإسلامية،
    بدلَ أن يرتادوا عياداتٍ نفسيةً لا اهتمامَ لأصحابها بالجوانبِ الإسلاميةِ من النفسِ البشرية،
    فدراستهم وثقافتهم كلها من كتبٍ وأفكارٍ أجنبيةٍ لا ذكرَ للإسلامِ فيها،
    ويُبنَى على ذلك معالجاتهم المبتسرةَ للمرضَى المسلمين.
    ولكنهُ رحمَهُ الله لم يتشجَّعْ لذلك،
    وذكرَ أن المساجدَ موجودةٌ وهي كافية.
    وربما قصدَ تثبيتَ وتفعيلَ جهدِ العلماءِ والدعاةِ في ذلك،
    وليبقَى دورهم راسخًا في المجتمع،
    فهم أطباؤهُ ومُسعفوه.

    وما زلتُ عند رأيي،
    فليس كلُّ العلماءِ على علمٍ وثقافةٍ بالنفسِ البشريةِ وأدوائها وعللها،
    وخاصةً ما يعاني منه الشبابُ وغيرهم من الآثارِ الضارَّةِ للمدنيةِ الغربية،
    ومشكلاتهم الناجمةِ عن الظلمِ والفقرِ والذلِّ والهوانِ في بلادهم.
    وتبقَى الحاجةُ إلى من يجمعُ بين الثقافتين الإسلامية والنفسية.
    وقد وُجدت مراكزُ ومشافٍ للعلاجِ النفسي الإسلامي،
    ونجحَ بعضها بفضلِ الله،
    على قلَّتها.


    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    هل تتصورُ أن يحتسيَ المرءُ سمًّا وهو يعرفُ أنه سمّ،

    ولا يريدُ بذلك الانتحار؟
    الجوابُ نعم،
    وهم بالملايين،
    كمن يشربُ الدخان،
    فقد أثبتتِ التحليلاتُ الكيميائيةُ والتجاربُ الطبيةُ أنه سمٌّ قاتل،
    وإنْ كان قتلهُ بطيئًا،
    ومعظمُ الذين يشربونهُ يعرفون ذلك،
    ومع هذا يشربونه،

    فلماذا!!
    هناك سببان:
    أحدهما ظاهر،
    والآخرُ خفيّ،
    أما السببُ الظاهرُ فلأن المدخنين لا يرون ما يجري بداخلهم نتيجةَ شربهم،
    فلا يرون التغيراتِ الطارئةَ على عنصرِ الدمِ وتلافيفِ المخِّ وشُعَبِ الرئتين،
    ولو رأوا رئاتهم وقلوبهم المريضةَ المفحَّمةَ المهترئةَ لعجبوا ولما صدَّقوا أنها تخصُّهم!!

    ولو أن الطبيبَ وضعَ صورةَ رئةِ المدخِّنِ المريضِ أمامهُ وقال له:
    ستموتُ إذا تابعتَ التدخين،
    لما شربهُ من بعد.
    وأما الأمرُ الخفيُّ،
    وهو المهمُّ والأساس،
    فهو الإرادة،
    فالمثقفون والأطباءُ المدخنون يعرفون ذلك كله،
    ولكنهم ضعفاءُ الإرادة،
    يضحُّون بصحتهم الغاليةِ في سبيل لذَّةٍ أو عادة سيئةٍ لا قيمةَ لها،
    بل فيها مضرَّةٌ مؤكدة،
    وهدرٌ للمال،
    وإفسادٌ للجوِّ والبيئة،
    والمسلمُ إذا تيقَّنَ من حرمتهِ تركه،
    فإذا لم يتركهُ أثم،
    والمسلمُ إرادتهُ نابعةٌ من عقيدته،
    فإذا كان قويَّ الإيمانِ كانَ قويَّ الإرادة،
    وإذا كان ضعيفَ الإيمانِ كان ضعيفَ الإرادة.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    • "الهاشتاغ" له مدلولٌ عربيٌّ أخذَ به المكتبيون والمشتغلون بنظمِ المعلوماتِ في البلادِ العربية،
    وهو "رؤوس الموضوعات"،
    وقد صدرتْ كتبٌ بهذا العنوان،
    وتحتوي على ألفاظٍ ومصطلحاتٍ موجزةٍ معبِّرة،
    تدلُّ على معانٍ وموضوعاتٍ ومسائلَ وعلومٍ وفنونٍ عديدة،
    قديمةٍ وحديثة،
    وهي بالآلاف،
    ويمكنُ أن يستخدمَ الكتّابُ والإعلاميون هذا المصطلحَ بدلَ كلمةِ "الهاشتاغ" الثقيلةِ على اللسان،
    المدوِّخةِ للمخّ،
    وأن يستعملوا المصطلحاتِ الجاهزةَ في كتبِ "رؤوسِ الموضوعات" ليُثروا بها الساحةَ الإعلاميةَ وقنواتِ التواصلِ الاجتماعي.

    • الحكوماتُ تركزُ على العلماءِ والدعاة،
    أما العامةُ في نظرهم فلا شيء؛
    لأن حركتهم بحركةِ العلماء،
    وهم قوةٌ كبيرة،
    وحرارةٌ تموجُ في جسدِ المجتمعِ إذا حرَّكهم الدعاةُ والمفكرون المصلحون،
    وهؤلاء معرَّضون دائمًا للاستجوابِ والتهديدِ والتعذيبِ والاغتيال،
    وهم في محنةٍ كبيرةٍ في بلادٍ يسودها الظلمُ والطغيان،
    وبعضهم لا يتحمَّلُ هذا الضغطَ فيهربون إلى بلادٍ أخرى،
    أو يسكتون،
    أو يدَعون مبادئهم إلى حين.

    •كُذِّبت رسلٌ من قبل،
    وكُذِّبَ العلماءُ المخلَصون وأُوذوا على مدَى قرون،
    وثبتَ الكثيرُ منهم،
    ومنهم من آثرَ السلامةَ في الحياةِ الدنيا فسكت،
    مع اعتقادِ ما هو حقّ،
    ومنهم من ضعفَ فلم يقلْ خيرًا ولا شرًّا،

    وآخرون لم يثبتوا،
    بل انقلبوا على أعقابهم،
    فانحرفوا وركنوا إلى الظالمين،
    وما زالوا على هذه الأحوال.
    اللهم ثبِّتنا على الحق،
    واجعلنا من أهلِ العزم.

    • شنَّعَ الله على النصارَى القائلين بألوهيةِ المسيح،
    وبعضهم يزيدُ فيقولُ بألوهيةِ مريم (المريميون)،
    بأنهما كانا يتغوَّطان،
    فهل يليقُ بالإلهِ أن يتغوَّط؟
    وانظرْ إلى أدبِ القرآنِ الكريمِ في ذلك،
    حيثُ وردَ في الآيةِ (75) من سورةِ المائدةِ قولهُ تعالى:
    ﴿ مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾


    فالذي يأكلُ يجبُ أن يتغوَّط.

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    • من أحسَّ بدنوِّ أجله،
    لمرضٍ لم يتعافَ منه،
    أو لرؤيا مخيفةٍ رآها،
    خارتْ قُواه،
    وفقدَ لذَّاته،
    وخوَت نفسه،
    وتعلَّقت عينهُ بالسماء،
    وهو يردِّدُ ويقول: هل سأنجو؟

    • من فتحَ عينيهِ على الخنا والفجور،
    خاضَ فيه،
    واستلقَى في زرائبه،
    ولم يعرفْ نعمةَ الإيمانِ والاطمئنان،
    إلا أن يتداركهُ ربُّهُ برحمته،
    فيُسمعَهُ كلمةً مؤثِّرةً من داعية،
    ويُلقيها في رُوعه،
    فيهتدي بها،
    ثم يستهدي بهدي الصالحين.

    • كثيرٌ من الآباءِ يعلمون أن أسلوبَ الأمِّ أنجعُ من أساليبهم في التربيةِ والتفاهمِ مع الأبناء،
    وأنه لا صبرَ لهم على ذلك كثيرًا،
    وإذا زادَ الأمرُ غضبوا وربما هدَّدوا،
    ولكنهم أصحابُ كلامٍ ونظرياتٍ وأوامر!
    والأمهاتُ للواقعِ والممارسةِ العملية.
    وشتّان بين الأمرين!

    • هناك مسابقاتٌ أثيرةٌ عن أعمال خفيَّةٍ لا يُعلَنُ عنها؛
    لأنها سرٌّ بين العبدِ وربِّه،
    وجوائزها عند الله،
    لا يعلمُ قيمتها إلا هو،
    وتكونُ غالبًا في وقتِ السحَر،
    وربما في مجتمعِ الناس،
    ولكن عند الطبقاتِ الضعيفةِ والمهملة،
    وأصحابها يتسابقون في طاعةِ الله سبحانه وتعالَى والاجتهادِ في نيلِ رضاه،
    بإخباتٍ وخشوعٍ وعبادةٍ خالصةٍ لا يراهم فيها أحد،
    أو بتقديمِ خدماتٍ وأعمالٍ وصدقاتٍ خيرية لا يعرفها أحدٌ كذلك،
    سوى الفقراءِ والمظلومين والمنكوبين،
    ولا يرون أنهم عبدوا الله حقَّ عبادته،
    ولا شكروهُ كما ينبغي،
    وهم يدعونهُ سبحانهُ أن يتقبَّلَ منهم ما وفَّقهم إليه من أعمالِ البرّ،
    وأن يوفِّقهم للأفضلِ دائمًا.

    • أنت تقرأ عنوانَ الكتابِ في ثوان،
    وتقرأ مقدِّمتَهُ وفصولَهُ في دقائق،
    وتطَّلعُ على محتواهُ في ساعاتٍ أو أيام،

    ولا تعرفُ كم بقي معه المؤلفُ وبذلَ فيه من الفكرِ والجهد،
    من شهورٍ أو سنوات.

    اترك تعليق:

يعمل...
X