إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمات في الطريق

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هنيبال
    رد


    ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ [سورة الكهف: 54]
    وقد جادلَ كثيرٌ منهم وخاصمَ حتى قال: لا إله.
    فاتركِ الجدلَ ما قدرت،
    إلا إذا كان دفاعًا عن الحقّ،
    أو دفعًا للباطل.
    وليكنْ جدالكَ بأسلوبٍ حسن،
    لا غيظًا وتشفيًا.
    • • •

    المزاجُ لا يكون ميزانًا للحقِّ والصواب،
    وعادةً ما يأتي من نظرةٍ أولية..
    والحبُّ والكرهُ من المزاج،
    ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ﴾ [سورة البقرة: 216].
    فليس هو حكَمًا في الخيرِ والشرّ،
    ولا في الحقِّ والباطل،
    وينبغي أن يطوَّقَ هذا المزاجُ بالعقلِ والحكمةِ بما وافقَ الشرع،
    حتى لا تنتشرَ آثاره،
    ويستسيغها البعضُ بدونِ تفكيرٍ وتحكيمِ رأي.
    • • •

    الكلامُ فيما هو قديمٌ وحديث،
    أو ما سمِّيَ أصالةً ومعاصرة،
    حديثٌ لا ينتهي،
    وقد حسمهُ الإسلام،
    فهذا وذاكَ يخضعان لميزانِ الكتابِ والسنة،
    واجتهاداتِ العلماءِ الحكماء،
    فما وافقَ الإسلامَ أُخذَ به،
    وما خالفهُ نُبذ،
    قديمًا كان أو حديثًا،
    وحاضرًا أو مستقبلاً.
    • • •

    اللهم اجعلني عبدًا مؤمنًا صالحًا تقيًّا محسنًا،
    اللهم اجعلني عبدًا حليمًا أوَّاهًا منيبًا،
    اللهم اجعلني عبدًا أوَّابًا حفيظًا،
    اللهم إني أسألكَ لسانًا ذاكرًا يحبِّبني إليك،
    اللهم يا رحيمُ يا ودودُ أستغفركَ وأتوبُ إليك،
    اللهم يا قريبُ يا مجيبُ أستغفركَ وأتوبُ إليك،
    اللهم إني أسألكَ رفقةً صالحةً،
    وبطانةً ناصحةً،
    وأحبَّةً مخلصين،
    اللهم إني أسألكَ ذرِّيةً صالحةً تزيدُ بها أجري،
    وترفعُ بها درجتي في جنّاتكَ جنّاتِ النعيم،
    اللهم اجعلني من أوليائكَ الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون،
    وأسألكَ البشرَى في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة،
    وأسألكَ الفوزَ العظيم،
    اللهم اجعلني ممن يخشونكَ بالغيب،
    ويأتونكَ بقلبٍ منيب،
    اللهم إني أسألكَ الجنةَ والمزيد.


    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    إذا أردتَ أن تبالغَ في تحقيرِ أحدٍ قلتَ له:

    أنتَ أحقرُ من هذا الترابِ الذي أدعسه!
    ولكنَّ هذا الترابَ يكونُ أغلى من روحكَ عندما تفديه بنفسك،
    وتخلِّصهُ من عدوٍّ يريدُ أن ينتزعَهُ منك.

    بما أن الأرضَ ماءٌ ووحل،
    وزهرٌ وشوك،
    وحَرٌّ وقَرّ،
    ونورٌ وظلمة،
    وطراوةٌ وذبول،
    فليستعدَّ مَن يمشي عليها للسعادةِ والشقاء،
    والغنى والفقر،
    والصحةِ والمرض،
    والحبِّ والكره،
    والحياةِ والموت.

    الملاعبُ لا تخرِّجُ علماءَ وقادة،
    وإن كان أصحابها أنشطَ حركةً وأقوى بنية،
    الرياحُ لا تجلبُ لكَ عُروضًا وأموالاً،
    وإن حرَّكتْ واقفًا ودحرجتْ ساكنًا،
    الماءُ لا يسقيكَ بنفسهِ شربة،
    وإن كان شلاّلاً دافقًا وماؤهُ سلسبيلاً.
    إنما هو العملُ والحركةُ والتخطيطُ والتوجيهُ من الإنسان.

    فرقٌ بين الغايةِ والهدف،
    فالهدفُ سببٌ للإقدامِ المباشرِ على الفعلِ لتحقيقه،
    والغاية: الدافعُ الأساسيُّ لتحقيقِ الهدف،
    وغايةُ المؤمنِ من كلِّ أعمالهِ الموافقةِ للشريعةِ هي إرضاءُ ربِّ العالمين،
    والغايةُ عند غيرِ المؤمنِ قد تكونُ الهدفَ نفسه،
    وقد تكونُ لها أبعادٌ أخرى في ذهنهِ لا نعرفها،
    فالهدفُ من مساعدةِ فقيرٍ هو سدُّ حاجته،
    عند المؤمنِ والكافر،
    والغايةُ عند المؤمنِ هي إرضاءُ ربِّهِ بالتقرُّبِ إليه بتنفيذِ أمرهِ في مساعدةِ الفقير،
    وعند غيرِ المؤمنِ هي عملٌ "إنساني"،
    أو طلبُ "شهرة"،
    أو "لفتُ نظر"،
    أو دعايةٌ وإعلانٌ عن مشروعهِ أو تجارتهِ أو معمله،
    أو ينتظرُ بذلك تعويضًا اقتصاديًّا من جهات..
    ومثلُ هذا.

    وصفَ الله تعالى أهلَ الشمالِ بأنهم ﴿ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ﴾ [سورة الواقعة: 45]
    أي: كانوا في دارِ الدنيا منعَّمينَ مرفَّهين،
    منهمكينَ في الشهوات.
    وكم هو مؤلمٌ العذابُ بعد النعيم!
    اسألْ غنيًّا افتقر،
    ينهشهُ الدائنون من كلِّ صوب،
    ما حاله؟
    وكيف حياته؟!
    فكيف بالآخرة،
    والنارُ هي التي تنهشه؟!

    المشكلاتُ والمصائبُ الكبيرةُ تُحدِثُ خللاً في نفوسِ بعضِ الناس،
    فيهيجُ المصابُ وتتوتَّرُ نفسه،
    ويزدادُ قلقًا ورعبًا،
    حتى يظنَّ أن الأرضَ كلَّها لا تسعه!
    ... ثم يخفَّفُ عنه،
    أو تزولُ المشكلةُ التي أفزعته،
    وريما شكرَ شخصًا ساقهُ الله إليه لينقذهُ من مصابهِ أكثرَ من شكرهِ ربَّه،
    وقد تمرُّ الأيامُ وينسَى فضلَ الله عليه!
    إنه "الإنسان"!



    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    من قالَ إن الهواءَ الذي تستنشقهُ يأتيكَ مجانًا فلا تصدِّقه،
    إن وراءهُ ضريبةَ الحياةِ بكلِّ أتعابها وممارساتها،
    أنتَ تُعطَى هواءً في مقابلِ أن تحيا،
    إن الحياةَ هي أكبرُ ضريبةٍ للهواءِ الذي تختزنهُ ثم تنفثه،

    والحياةُ ليستْ سهلة،
    ولا رخيصة،
    إنها لا تقلُّ قيمةً عن الهواء،
    الذي لا تحيا بدونه!

    هناكَ أمورٌ تنالها بسهولةٍ في الحياة،
    وبعضها تنالها بصعوبة.
    وكذلكَ الطريقُ إلى الجنة،
    فيها مكارهُ وصعوبات،

    وبعضها سهلة،
    وخاصةً لمن نشأ على الطاعةِ منذُ الصغر،
    فتصيرُ عندَهُ شيئًا كالطبعِ والعادة،
    لملازمتهِ لها،
    وحرصهِ عليها.

    النقطةُ السوداءُ في ثوبكَ الأبيض،
    إذا لم تهتمَّ بها تكثرُ وتكبر،
    إما بانضمامِ أمثالها إليها،
    أو بتكبيرها إذا أصابها البلل.

    وكذلك الذنوبُ الصغيرة،
    تكثرُ إذا انضمَّ إليها غيرها من الصغائر،
    أو تكبرُ بالإصرارِ عليها وعدمِ الاستغفارِ منها.

    من استيقظَ والناسُ نيام،
    كان عليه إيقاظهم،
    كمن وجدَ نفسَهُ بين ضُلاّلٍ وجبَ عليه دعوتهم إلى الهدَى،
    ومن كان عندهُ فضلُ ماءٍ سقَى غيرهُ من العطشَى،
    ومن كان عندهُ فضلُ مالٍ أطعمَ مَن حولهُ ممن لا مالَ له.

    الوردةُ البيضاءُ جميلة،
    وهي رمزٌ للنقاءِ والصفاء،
    وعندما ترى وردةً داكنةً حمراء،
    أو غامقةً زرقاء،
    يعتلجُ في نفسِكَ شيءٌ آخر،
    وتذهبُ في خيالاتٍ بعيدةٍ من عالمِ الجمال،
    وفي إبداعِ الله في خلقه.

    عن عبدالله بن عمر قال:
    كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا قفلَ من الجيوشِ أو السرايا أو الحجِّ أو العمرة،
    إذا أوفَى على ثنيَّةٍ أو فَدفدٍ كبَّرَ ثلاثًا، ثم قال:
    "لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، آيبونَ تائبونَ عابدونَ ساجدون، لربِّنا حامدون، صدقَ اللهُ وعدَه، ونصرَ عبدَه، وهزمَ الأحزابَ وحدَه".

    رواه الشيخان، واللفظ لمسلم (1344).

    يتبع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد


    اللهم احفظني في صلاتي حتى أكونَ من الخاشعين،
    ووفقني إلى ذكركَ في كلِّ حين، حتى أكونَ عندكَ من الذاكرين،
    وألهمني دعاءكَ وسدِّدني لأكونَ من المهتدين المسدَّدين،
    واهدني للعملِ الصالحِ حتى أستقيمَ وأكونَ من الفائزين،
    وحبِّبْ إليَّ الإيمانَ وزيِّنهُ في قلبي حتى أكونَ من عبادكَ الراشدين،
    وسلِّم عقيدتي من الشركِ والرياء، وأعوذُ بكَ أن أكونَ من المرائين،
    وزدني إيمانًا ويقينًا لأكونَ حقًّا من المؤمنين المحسنين،
    وجمِّلني بالعلمِ وزينِّي بالحِلمِ حتى أكونَ من خيارِ عبادكَ الصالحين،
    ووفقني لطاعتكَ دائمًا حتى تكونَ عني من الراضين،
    واكلأني بحفظكَ ورعايتكَ حتى لا أضيعَ وأكونَ من الهالكين،
    وألهمني شكركَ والثناءَ عليكَ واكتبني عندكَ من الشاكرين،
    وسدِّدني في كلامي حتى لا ألغوَ وأكونَ من الزائغين،
    وأدِّبني في طعامي وشرابي حتى لا أكونَ أكولاً من الشَّرهين،
    وأبعدْ عني وساوسَ الشيطانِ حتى لا أكونَ من المـُهذِين،
    واطردْ عني نفثهُ ونفخهُ حتى لا أزيغَ وأكونَ من الطائشين الممسوسين،
    وجنِّبني مقتكَ وغضبكَ حتى لا أكونَ من الهالكين،
    واعصمني من الكبائرِ لأكونَ من الناجين،
    ﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47]،
    اللهم ثبِّتني على دينكَ حتى أموتَ على كلمةِ الإخلاصِ وعليها أكونَ من المبعوثين،
    وأسكنِّي الفردوسَ الأعلى مع النبيِّين والصدِّيقين والشهداءِ والصالحين،
    واجمعني بأهلي وأحبابي المؤمنين في جنّاتكَ جنَّاتِ النعيم.

    يتبع..



    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد


    انظرْ إلى غرورِ الإنسان،
    إذا أُوتيَ مالاً اغترَّ ونفخ،
    وظنَّ أنه سيعمَّرُ ويَنعم،
    ولن يبورَ ماله..
    وما هي إلا مدَّة...
    حتى يتفاجأ!
    كما تفاجأ غيره..
    وكم يتكرَّرُ هذا مع البشر!
    • • •


    انظرْ إلى الزرعِ كيف ينمو ويكبرُ يومًا بعد يوم،
    ويصبحُ أخضرَ جميلاً،
    وثمرًا مفيدًا..
    ثم يَيْبسُ ويصيرُ هشيمًا..
    ولا يُنتفعُ به إلا قليلاً.
    كذلك أنت أيها الإنسان..
    تنمو يومًا بعد آخر،
    وشهرًا وسنةً بعد أخرى،
    فتبدو جميلاً متنعِّمًا،
    قويًّا نشيطًا،
    تنتجُ وتجمع،
    وتأكلُ وتتلذَّذ،
    ثم يقلُّ نشاطك،
    وتشيخُ حتى تصيرَ كعودٍ أعوج،
    ثم تهرمُ وتصيرُ عِبئًا..
    وتموتُ كما ماتَ الزرع،
    .. وسوفَ تحيا كما حيي..
    • • •


    الإنسانُ الآلي الذي تطوِّرهُ اليابانُ منذ عقودٍ من الزمن،
    وتقفُ وراءهُ عقولٌ ذكيَّةٌ عملاقة،
    وتُصرَفُ على بحوثهِ الملايين..
    تجدُ داخلهُ آلاتٍ وأسلاكًا وألواحًا إلكترونيةً مبرمجةً كثيرةً ومعقَّدة..
    كلُّ ذلك حتى يستطيعَ أن يحرِّكَ يدهُ الصناعية،
    ويؤدِّيَ بعضَ الحركاتِ بنفسه،
    أو يخطوَ بعضَ الخطواتِ بالمفتاح (الريموت) الذي بيد صاحبه..
    أو يحيِّي الجمهور،
    أو يتناولَ حاجة،
    أو يقومَ بعملٍ متواضع..
    هذا الإنسانُ الآليُّ البسيطُ يجذبُ أنظارَ الملايينِ من البشرِ في المعارض،
    وتُبهرهم العقولُ اليابانيةُ الفذَّةُ التي تصنعهُ وتطوِّرهُ باستمرار..
    وبين هؤلاء ملحدون..
    إذا قال لهم أحدهم: إن هذا الإنسانُ الآليَّ لم يصنعهُ يابانيون ولا غيرهم،
    ضحكوا عليه وأشفقوا على عقله،
    ولا يجذبُ نظرَهم الإنسانُ "العادي" الذي يعمِّر هذا الكون،
    والذي استطاعَ أن يخترعَ أشياءَ مبهرة،
    منها هذا الإنسانَ الآليَّ نفسه!
    إذاً ربما يؤمنون بصانعي الإنسانِ الآليِّ لأنهم يرونهم..
    فإذا لم يروهم قالوا مثلما قالوا في خالقِ الإنسانِ وإلهِ الكون: لا خالقَ ولا إله!
    وما ذنبنا إذا قلنا عندئذ: إن هؤلاء لا يرونَ عقولهم،
    فعقولهم غيرُ موجودة؟!
    أما إذا قالوا إنهم يرونَ آثارَ عقولهم عيانًا..
    فإنهم كذلك يرونَ آثار الخالقِ عزَّ وجلّ..
    إذًا فالأمرُ يتعلَّق بعمَى القلب،

    لا بعمَى العين!

    يتبع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    إذا عاهدتَ الله على شيءٍ حسنٍ فعليكَ بتنفيذِ العهدِ إذا استطعت،
    فإنكَ مسؤول،
    ومعاقبٌ على تركه،

    معاقبةً في إيمانك،
    معاقبةً شديدةً قد لا تشعرُ بها،
    أو لا تحسبُ لها حسابًا.

    اقرأ قولهُ تعالَى:
    ﴿ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾
    ﴿ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴾
    ﴿ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ﴾ [سورة التوبة: 75 - 77]
    أي: فجعلَ الله عاقبةَ أمرِهم نفاقاً في قلوبهم،
    وحرَمهم من التَّوبةِ حتَّى الموت،
    وذلكَ لغدرِهم بعهدِ اللهِ الذي عاهدوهُ عليه،
    ونقضِهم ميثاقَهُ الذي واثقوهُ عليه،
    وبما كانوا يكذبون ويقولون إنَّهم سيكونونَ صالحين يؤدُّون حقَّ اللهِ إذا أغناهم،

    فالتهَوا بالمال،
    واستسلموا للشَّهوات،
    وركنوا إلى الدُّنيا،
    ونَسُوا الله.

    اثنانِ درَسا معًا في كليةِ الطبّ،
    درَسا الموادَّ نفسها،
    ودرَّسهما نفسُ الأساتذة،
    تخرَّجَ أحدهما بزيادةِ إيمانٍ بمعجزةِ الله في خلقه،
    وتخرَّجَ الآخرُ ملحدًا لا يؤمنُ بإله،
    ويكفرُ بكلِّ حجَّةٍ ودليل.

    أما الأولُ فقد فتحَ حواسَّهُ لقبولِ الحقّ،
    فانتظمَ الإيمانُ في قلبه،
    ورسخَ الحقُّ في ذهنه،

    وأما الآخرُ فسدَّ منافذَ حواسِّه،
    ولجَّ في الخصومةِ والجدالِ بدونِ حقّ،
    فالتوَى طريقه،
    واسودَّ قلبه،
    وأظلمَ باطنه..
    ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾،
    فقد نالَ كلٌّ ما يحبُّه،
    ولم يُمنَعْ منه.
    والحسابُ "بعدين".

    قولهُ تعالَى:
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [سورة التوبة: 119].
    أي: احذروا مخالفةَ أمرِ الله،
    وتجنَّبوا ما لا يرضاه،
    والزموا الصدقَ لتكونوا من أهلهِ وتَنجوا من المهالك،
    وليَجعلَ اللهُ مِن أمرِكم فرَجًا ومخرَجًا.
    (الواضح في التفسير/ محمد خير يوسف 1/533)

    انتبهْ لعباداتِكَ أيها المؤمن،
    حتى لا تصبحَ عندكَ عادةً تؤدِّيها كتمارينَ أو طقوسٍ وحركاتٍ بدونِ معنى،
    فأنتَ تعبدُ ربًّا،
    وعليكَ أن تعرفَ معنى العبادةِ جيِّدًا،
    حتى تلقَى رضًا وقبولاً.

    ماذا تفعلُ إذا كان هناكَ عملٌ صالحٌ تحبُّه ولكن لا تقدرُ على فعله؟
    لقد بكى صحابةٌ فقراءُ لأنهم لم يستطيعوا المشاركةَ في الجهاد،
    فما كانوا يملكون دوابَّ يركبون عليها مثلَ غيرهم من الصحابةِ رضوانُ الله عليهم،
    وطلبوا ذلكَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فلم يجد،
    فرجعوا وهم يبكون،
    حزينين مغمومِين،
    لأنَّهم لا يجدون ما يشترون به مستلزماتِ الجهادِ ليقاتلوا في سبيلِ الله.

    قال الله تعالى:
    ﴿ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ﴾ [سورة التوبة: 92].
    إن المؤمنَ مطبوعٌ على حبِّ فعلِ الخيرِ والعملِ الصالح؛
    لأن فطرتهُ سليمة؛
    ولأن دينهُ يأمرهُ بذلك،
    فإذا حيلَ بينه وبينه اغتمَّ وبكى،
    ودعا الله أن يمكِّنهُ من فعله.
    يتبع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    عليكَ الدعوةُ والتبليغ،

    وليس عليكَ هدايةُ الناسِ وصلاحهم.
    أنت لا تعرفُ بواطنهم وما تُخفي صدورهم،
    ومدَى قابليتهم للهدايةِ أو الضلال،
    فهذا شأنُ الله وأمره.

    ذمَّ الله أقوامًا بأنهم:
    ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [سورة الروم: 7]،
    فكنْ أنتَ عالمًا بحقيقةِ الدنيا،
    متبصِّرًا بأمورِ الآخرة.

    لو قرأتَ سيرةَ فرعون،
    لرأيتَ أن من أكبرِ جرائمهِ وأعظمها ذبحُ الأطفالِ الصغار.
    وانظرِ الآنَ إلى فراعنةٍ مثله،
    كيف قَتلوا وذبحوا آلافَ الأطفال،
    بل عشراتِ الألوفِ منهم.
    اعرفهم جيدًا،
    واعرفْ مَن يساندهم،
    لتحكمَ عليهم بميزانِ القرآنِ الذي لا يُخطئ.

    الخشوعُ مهمٌّ للمؤمن،
    وإلاّ لما قال الله تعالى:
    ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [سورة الحديد: 16].
    والخشوعُ وجَلٌ وخشيةٌ تعتري المؤمنَ عندما يستشعرُ عظمةَ الله،
    مما يؤدِّي إلى طاعةٍ أكثر،
    وعبوديةٍ أشملَ وأقوم.

    إن الله تعالى لا يمنعُ الإنسانَ من اكتشافِ أسرارِ الكون،
    بل يحثُّ على التفكرِ بآلائهِ وأسرارِ خَلقهِ وسننه،
    ليَستدِلَّ بها عليه،
    ليُعرَفَ أنه الخالقُ المدبِّرُ المتصرِّفُ في الكونِ كلِّه.
    ولكنَّ المشكلةَ في هؤلاء الذين يتعرَّفون أسرارَ الكون،
    وهم غافلون عن الله،
    فلا يتفكرون في الخالقِ ومدبِّرِ أمرِ الناسِ والكون.
    وهم يستمرُّون في كشفِ النواميس أو القوانينِ الإلهية حتى تُسخَّرَ لهم الأشياءُ بسرعةٍ أكثر،
    وبنسبةٍ أكبر.
    وقد يصلون في عصرٍ ما إلى أقاصي الدنيا في ساعة،
    ويستخرجون من الأرضِ الكنوزَ من المعادنِ في سويعات،
    ويمدُّون أيديهم إلى كواكبَ أُخرَ ليستعملوا موادَّ منها في صنائعَ لهم..
    ويظنون بذلك أنهم عرفوا أسرارَ كلِّ شيء،
    وأنهم بذلك استطاعوا السيطرةَ على الأرض،
    والتحكمَ في قوانينها،
    ونسوا ربَّهم وربَّ الكون،
    ومالكهُ ومالكهم،
    وخالقَ هذه القوانين وموجدها من غيرِ مثالٍ سابق...

    من بركةِ الزهدِ في الدنيا،
    أن المؤمنَ الزاهدَ لا يطولُ تفكيرهُ بنعيمِ الجنة؛
    لأنه لم يجعلهُ هدفًا له،
    فقد تعلَّمَ حياةَ الشظف،
    ورضيَ بالقليلِ من المأكلِ والمشرب،
    حتى تمرَّسَ جسمهُ وتآلفَ معه،
    وصارتْ عبادتهُ وتقواهُ لذاتهِ سبحانه؛
    لأنه يستحقُّ العبادة،
    سواءٌ أكان هناكَ حسابٌ أم لم يكن،
    وسواءٌ أُعطيَ الجنةَ أم لم يُعطَها،
    فعبادتهُ واستقامتهُ لا لطمعٍ في الجنة،
    ولا لخوفٍ من النار،
    بل هي خالصةٌ تمامًا لله تعالى،
    إرضاءً له،

    وهي أعلى مقاماتِ العبودية.

    يتبع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    أنت لا تحتاجُ إلى مَن يحاسبكَ يومَ القيامةِ أيها الإنسان،

    فإن أعمالكَ كلَّها ستكونُ حاضرةً أمامك،
    فهي التي تحاسبك،
    أو أنت بنفسك.
    ﴿ اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ﴾ [سورة الإسراء: 14].

    هؤلاء الأمواتُ الذين لا تسمعُ لهم رِكزًا،
    كانوا في يومٍ من الأيام يملؤون الكونَ ضجيجًا،
    وهؤلاء الذين يملؤون الكونَ ضجيجًا الآن،
    سيكونونَ في يومٍ من الأيامِ موتَى لا حراكَ بهم،
    ثم يجتمعون كلُّهم عندَ ربِّهم ليحاسبهم على ضجيجهم.

    من ظنَّ أن كلَّ شيءٍ يحصِّلهُ يتمُّ بجهدهِ فقد ضلّ.
    وهو مثلُ قارونَ الذي قال: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾ [سورة القصص: 78]،
    أي: هذه الأموالُ التي عندي حصَّلتُها بعلمي وخبرتي في المكسبِ والتِّجارة.
    ولم يسندْ توفيقهُ في جمعِ هذا المالِ إلى فضلِ الله خالقهِ ورازقه.
    فالملكُ لله،
    يهبُ لمن يشاءُ بقدرتهِ وحكمته،
    ويستطيعُ أن يقطعها عنه في أيِّ وقتٍ أراده،
    وفي لحظةٍ لا يتوقَّعها،
    وهو غافلٌ لا يشعر،
    كما خسفَ بقارون وبمالهِ وحتى مفاتحهِ فجأة!
    والمسلمُ يعرفُ هذا،
    ويعلمُ أن الله يحفظُ مَن شاءَ من عبادهِ مِن السوء،
    ويوفِّقهم للخيرِ والبرِّ والتقوى،
    ويسهِّلُ لهم الأمورَ لينالوها،
    وييسِّرُ لهم الأسبابَ ليحصِّلوها،
    ويليِّنُ لهم قلوبَ العبادِ ليساعدوهم..
    وقسْ على ذلكَ أمورَ الحياة..
    ولكنْ هناك غافلونَ لا يفكرون بهذا..
    فلا يشكرون الله على ما هم فيه من نعمة..
    وهم كثر.

    قولهُ تعالى:
    ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾ [سورة الإسراء: 53 ].
    أي: وقلْ لعباديَ المؤمنينَ يتحلَّوا باللِّينِ والحِلمِ في كلامِهم وحوارِهم مع الآخرين،
    ويقولوا الكلمةَ الطيِّبة،
    ويختاروا أحسنَ الكلامِ ومُهَذَّبه،
    ليكونَ أوقعَ في النَّفس،
    وأكثرَ تأثيرًا،
    وأفضلَ استجابة.
    والشَّيطانُ يتحيَّنُ الخطأ لينفُخَ فيه ويجعلَهُ سببًا للعداوةِ والبغضاءِ بين المؤمِنين،
    وهو ظاهرُ العداوةِ لهم.
    والكلمةُ الطيِّبةُ تُبعِدهُ عن مجلسِ أصحابِها وأحاديثِهم،
    فيكونونَ متآلفينَ متوادِّين،
    بعيدينَ عن همزاتهِ ونزغاته.


    (من: الواضح في التفسير/ محمد خير يوسف)

    يتبع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    هناكَ من خطباءِ الجمعةِ مَن يشجِّعُ المستمعين على النوم،

    فلا يكادُ يُسمَعُ له صوت،
    على الرغمِ من لاقطِ الصوتِ الذي يستعينُ به،
    ويقرأُ من ورقةٍ في يديهِ ولا يتحرك،
    وكأنه يهدهدُ طفلاً،
    أو يخشى أن يوقظَ نائمًا،
    وفي حديثِ جابر رضيَ الله عنه:
    "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا خطبَ احمرَّتْ عيناه،
    وعلا صوته،
    واشتدَّ غضبه،
    حتى كأنهُ مُنذِرُ جيشٍ،
    يقول: صبَّحَكم ومسَّاكم...".
    رواه مسلم في صحيحه، كتاب الجمعة (867).

    إذا قال لكَ المجرم: أنظرني،
    فاعلمْ أنه ينوي التخطيطَ لشرّ،
    فلا تثقْ به ولا تسمعْ منه،
    ولو حلفَ على ذلك،
    ولا تمكِّنهُ من الفرار،
    فالشيطانُ أقسمَ لآدمَ وحوَّاءَ أنه ينصحهما،
    ﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [سورة الأعراف: 21]،
    فكان كذاَّبًا، خائنًا، مجرمًا.

    هل تتصوَّرُ مؤسَّسةً كبيرةً فيها آلافُ الموظَّفين يعملون بدون رواتب؟
    لا ، فلا عملَ بدون راتب.
    وهل تتصوَّرُ دولةً بدونِ محاكمَ وبدونِ قوانينَ وشرطةٍ وسجون..؟
    لا، فلا يرتدعُ الناسُ إلا بالقوةِ والترهيب.
    كذلكم عبادُ الله في دينه،
    لا ينفعُ معهم إلا الثوابُ والعقاب.
    وقد أنزلَ الله عليهم الكتب،
    وذكرَ فيها كلَّها أنهم يثابون على أعمالهم الحسنة،
    ويعاقَبون على أعمالهم السيئة.

    ألا ترى إلى دقَّةِ تركيبِ الساعةِ ونظامها الدقيقِ في الحركةِ والدوران؟
    كلُّ ذلك ليتوافقَ عملها مع وقتِ طلوعِ الشمسِ والقمرِ ودورانِ الأرض،
    ليعرفَ الناسُ مواقيتَ أعمالهم، ومواعيدَ أسفارهم،
    ومسافاتِ طرقهم،
    وأوقاتَ عباداتهم،
    ومواسمهم،
    وأعمارهم...
    فإذا جاءَ أحدهم وقال لك: هذه الساعةُ التي تقولُ إنها مركبةٌ بدقَّة،
    وتعملُ بشكلٍ دقيق،
    لم يصنعها أحد،
    وإنما هي موجودةٌ هكذا منذ أزمانٍ بعيدة،
    وتركَّبتْ هكذا بنفسها،
    جاءتْ صدفة،
    أو صنعتها "الطبيعة"..
    بمَ تصفُ الذي يقولُ هذا؟
    وماذا تقولُ لمن يأتي من بعدُ ويدَّعي أن الشمسَ والقمرَ وغيرها من الكواكبِ والنجومِ والمجرَّاتِ والأرضَ وما فيها من أحياءٍ كلَّها جاءت من غيرِ قدرةِ قادر؟
    من أيهما تعجبُ أكثر؟
    إنها فلسفةُ الملحدين،
    أو قل: فلسفةُ المجانين!


    يتبع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    لو فكِّرَ المرءُ بالحروبِ التي خاضها البشر،
    والملايينِ الذين قُتلوا ظلمًا على طولِ التاريخ،
    لأدركَ معنى قولهِ عزَّ وجلَّ في الإنسان:
    ﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾ [سورة الأحزاب: 72]،
    أي: كثيرُ الظلمِ لنفسهِ والإضرارِ بها،
    مبالغٌ في الجهل،
    كثيرُ الاعتدادِ بنفسه.
    وهذا حصيلةُ استقراءٍ مِن عمله،
    واستنتاجٌ عامٌّ مِن تاريخه،
    ولو أطاعَ ربَّه،
    والتزمَ شرعَه،
    لتأدَّبَ به،
    وكفَّ عن الظلمِ والشرّ،
    ونالَ شرفَ التقوى والعملِ الصالح،
    فأفلحَ وفازَ ونجا،
    يقولُ الربُّ الكريم:
    ﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [سورة الأعراف: 35]
    ♦ ♦ ♦ ♦

    ما أكثرَ الفِرقَ والأحزابَ والجماعاتِ في عصرنا،
    و﴿ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [سورة الروم: 32]،
    فهم مُعجَبونَ بما هم عليه،
    ويظنُّ كلُّ واحدٍ منهم أنه على حقّ!
    فيكونُ الحقُّ ألفًا وألفينِ وعشرةَ آلاف!
    وهذا لاختلافِ عقولِ البشرِ وتنوعِ مصالحهم،
    فلا يجتمعونَ بعقولهم على حقٍّ أبدًا؛
    لأن الحقَّ واحد،
    وليس عشرةَ آلاف،
    وإنما يمكنُ اجتماعهم على كلامِ من خلقهم وخلقَ عقولهم،
    وهو كتابُ الله الحقّ،
    ودينهُ الإسلام،
    ولا ثاني لهذا الطريقِ ولا ثالثَ له.
    ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [سورة آل عمران: 85].
    ♦ ♦ ♦ ♦

    المسلمُ إذا اعترتهُ شكوكٌ تكدِّرُ خالصَ إيمانه،
    هي حالاتٌ يلزمهُ فيها إسعافٌ فكريٌّ إيمانيّ،
    فما هي سوى نزغاتِ شيطانٍ ووساوسه،
    فيهرعُ إلى بيتٍ من بيوتِ الله،
    ويستغرقُ في ذكرِ الله والدعاءِ وتلاوةِ القرآن،
    كما يُنقلُ المريضُ إلى المستشفى ليُسعَفَ بالحبوبِ أو الإبرِ أو الجراحة،
    حسبَ حالته،
    فإذا لم يطمئنَّ قلبهُ تردَّدَ إلى العلماءِ وسألهم،
    أو الأصدقاءِ الذين هم أعلمُ منه وصارحهم،
    أو قرأ كتبًا في الموضوعِ لأعلامِ الفكرِ والدعوة،
    حتى يطمئنَّ قلبه،
    وهي مناطقُ إسعافٍ جيدةٌ قبلَ العنايةِ المركزة،
    بعنايةِ الله وتوفيقه.
    ♦ ♦ ♦ ♦

    الانغماسُ في حياةِ اللهو والترفِ تحبِّبُ الدنيا إلى المرء،
    وتُنسيهِ الموتَ والحياةَ الآخرة.
    ♦ ♦ ♦ ♦

    إذا ابتليتَ بجليسٍ مهذارٍ في الكلام،
    فافسحْ لخيالك،
    ابنِ قصورًا لكَ في الهواء،
    وخطِّطْ لمشاريع،
    ناجحةٍ أو غيرِ ناجحة،
    وتمتَّعْ بأموالٍ تربحها بدونِ مقابل!
    فهذا أفضلُ من الاستماعِ إلى الكلامِ الذي لا خيرَ فيه،
    بل قد يكونُ فيه لغوٌ وإثم،
    وهو الغالب،
    فإذا زادَ على ذلك وكان ثقيلاً،
    فلكَ أن تنامَ في أحدِ تلك القصورِ التي بنيتها،
    فإنه أفضلُ من أن تقومَ مريضًا من مجلسك.

    يتبع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    العملةُ المعمولُ بها يومَ الحسابِ هي الحسناتُ والسيِّئات،
    فإذا كنتَ وضعتَ نقودكَ وجهودكَ في بنكِ الآخرة، فتلكَ حسناتٌ يُرجَى ثوابها،
    وإذا صرفتها في الربا والحيلِ والمعاصي والمؤامرات، فتلكَ سيِّئاتٌ تُردي وتؤلمُ وتُحرق.


    تعوَّذْ بالله من القلبِ القاسي، فإنه منبعُ كلِّ شرّ،
    فالقاسيةُ قلوبهم يقطعون أرزاقَ الناسِ كما يقطعون طريقهم،
    ويغتصبون الأبرياءَ كما يغتصبون أموالَهم،
    ويتجسَّسون على الناسِ ويُخبرون عنهم لأجلِ المال،
    وهم الذين يقتلون الناسَ بغيرِ حقّ،
    هم الذين يفتنون الناسَ في السجونِ ويعذِّبونهم حتى الموت..
    وقد ذمَّ الله تعالى بني إسرائيلَ في طورٍ من تاريخهم لقسوةِ قلوبهم،
    فقال عنهم في القرآنِ الكريم:
    ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ [سورة البقرة: 24]
    فكانت قساوةُ قلوبهم سببَ انحرافهم، وسببَ مقتِ الله وغضبهِ عليهم،
    اللهم إنّا نعوذُ بكَ من القلبِ القاسي،
    ونعوذُ بكَ أن نكونَ ﴿ كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [سورة الحديد: 16].
    فكرْ بجدِّيةٍ واستنتج:
    هل أنتَ أقربُ إلى الدينِ أم إلى الدنيا؟
    هل أنتَ أقربُ إلى الحقِّ أم إلى الباطل؟
    وهل أنتَ مستعدٌّ للتضحيةِ بمصلحتكَ لأجلِ مصلحةِ الآخرين؟
    وهل أنتَ في ذلكَ صاحبُ أقوالٍ أم أفعال؟
    إن الأقربَ إلى الله،
    وإن الذي يؤثِرُ الحقّ،
    والذي نفسهُ مفتوحةٌ ومشرئبَّةٌ لخدمةِ الآخرين،
    لهو نعمَ الرجل،
    الذي يجمعُ أفضلَ الصفاتِ وأجملها.
    الذين يخافون الله ويتَّقون عذابه،
    هم الذين يعتبرون من آياتِ الله،
    أما الجاحدون المستكبرون فيقولون:
    هذا "طبيعي" أو "صدفة".
    قالَ الله تعالَى: ﴿ إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 6].
    فمن كان فيه خيرٌ اهتدَى،
    فآمنَ واتَّقى،
    ومن أبَى، فقد كابر، وعلى نفسهِ جنَى.
    أجلُّ شهرةٍ وأكرمها لكَ أن تُذكرَ في السماء،
    حين يذكركَ الله في نفسه،
    أو يذكركَ عند ملائكته.
    فإذا ذكرتَ الله في نفسِكَ ذكركَ في نفسه،
    وإذا ذكرتهُ عند الناسِ ذكركَ في ملأ خيرٍ منهم،
    وهم الملائكةُ المقرَّبون.
    يتع..



    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    الدوراتُ العلميةُ والتدريبيةُ كثيرة،
    أما الدوراتُ الإسلاميةُ العمليةُ فقليلةٌ جدًّا،
    وهي المهمة،
    والمفيدةُ أكثر،
    يتدرَّبُ فيها المسلمُ الناشئُ على أصول الأخوَّةِ والمحبَّةِ الإيمانيةِ عمليًّا،
    وعلى العملِ الجادِّ والمسؤول،
    وعلى الصلاةِ جماعةً باستمرار،
    والاستيقاظِ باكرًا،
    وعلى أعمالِ وفنونِ الكشَّافةِ بشكلٍ عام،
    وخاصةً الأعمالَ التطوعية،
    وعلى أساليبِ الدعوةِ عمليًا،
    وآدابِ القراءةِ والاستماع،
    والخطابةِ والمناظرة،
    والرحلاتِ العلمية،
    والمسابقاتِ النافعة،
    الفكريةِ والجسدية،
    وفنونِ الدفاعِ عن النفس،
    وما وراءَ ذلك،
    ويخالطُ الناسِ بأصنافهم وأعمارهم وميولهم وطبائعهم المختلفة،
    ويكتسبُ معارفَ وصداقات.
    كما يطَّلعُ ويتدرَّبُ على أصولِ الأخذِ والعطاء،
    ويتعلَّمُ أصولَ التعاملَ الماليِّ و المعاملاتِ الشرعية،
    وآدابها الإسلامية،
    لئلا يَخدعَ أو يُخدَع،
    ويزورُ مصانعَ وموانئ،

    ومعارضَ واجتماعات،
    وشواهدَ حضارية،
    ومراكزَ علمية،
    ومكتباتٍ عامةً وتجارية،
    كما يطَّلعُ على تقنياتِ المعلوماتِ والاتصالاتِ المتطوِّرة،
    ويلتقي بأربابِ العلمِ والفكرِ والدعوة،
    ويكتسبُ بذلك علمًا ومعرفةً وخبرةً عن رؤيةٍ ويقين،
    وبفكرٍ متفتِّحٍ وقلبٍ متبصِّر،
    فيتنوَّر،
    ويعرفُ ماذا يختار،
    وكيف يشقُّ طريقهُ في الحياة،
    وهو بعدُ فتى،
    فينشأ رجلَ دنيا وآخرة.
    وعلى مسؤولي الشبيبةِ الإسلاميةِ أن يركزوا على هذا،
    ويدرسوهُ ويخطِّطوا له بحكمةٍ وعناية،
    وينفِّذوه،
    فإن آثارَهُ الإيجابيةَ مؤكدة،
    القريبةَ والبعيدةَ المدى.



    يتع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    اكسبْ أجرًا،

    عندما تكونُ قائمًا،
    وعندما تكونُ قاعدًا،
    وعندما تكونُ مستلقيًا،
    لا يصرفنَّكَ أمرٌ عن هذا.
    ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ ﴾ [سورة آل عمران: 191].

    العملُ الصالحُ دليلٌ على الإيمانِ الصحيح،
    ودليلٌ على النجاحِ والفلاح،
    فكم وردَ ثناءُ الله تعالى على ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ في القرآنِ الكريم؟
    وأين يكونُ موقعُ من آمنَ "ولم يعملْ صالحًا" في الإسلام؟
    الذين يعتنقون دينَ الإسلام،
    يتحدَّثون عن عالمهِ الرحب،
    وملاءمتهِ لنفسِ الإنسان،
    وسهولةِ عقيدته،
    وواقعيةِ نظامه،
    والمنطفئون الهاربون من نورهِ إلى ظلامِ الدنيا وفتنتها،
    يتحدَّثون عن رجعيتهِ وعدمِ ملاءمته...
    وهكذا يحيا ناسٌ ويموتُ آخرون،
    ليتجدَّدَ الإسلام،
    وينشطَ بجهودِ أبنائهِ الجددِ وحرارةِ إيمانهم،
    وليتخلَّصَ من الضعفاءِ والمرجفين والمتشككين،
    الذين يضرُّون ولا ينفعون.
    وما يضرُّون إلاّ أنفسَهم لو يعلمون.

    من رآكَ متخفيًا متضعفًا منـزويًا شكَّ فيكَ واحتقرك.
    ومن رآكَ مقبلاً متصدِّرًا تمشي واثقًا أكبركَ ولم يتعرَّضْ لك.

    إذا لم يطمئنَّ قلبكَ بذكرِ الله،
    وبقراءةِ القرآن،
    فأعدْ ذلكَ مرات،
    فإذا لم تُفلح،
    فإن نفسكَ مظلمة،
    تحتاجُ إلى جلي،
    إنها ذنوبكَ التي تراكمتْ حتى اسودَّ قلبك،
    لم تتبْ منها،
    أو تبتَ وعدتَ إليها،
    إذًا تُبْ بصدق،
    ثم عدْ فاقرأ،
    وسترى.


    يتع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    قلبُ الأمِّ أعمَى!

    إنه لا يفرِّقُ بين عاقلٍ وآخرَ مجنون!
    عرفتُ أمًّا لها خمسةُ أولادٍ أو ستَّة،
    كلُّهم مجانينُ إلّا واحدًا،
    فكانت تعتني بهم كثيرًا،
    وتحبُّهم بشكلٍ لا يوصف،
    وتغضبُ إذا قيلَ إنهم مجانين!
    وأمٌّ لها أولادٌ زمنَى،
    لا يكادون يقدرون على الحركة،
    وقد ربَّتهم حتى صاروا شبابًا،
    وهم لا يقدرونَ على الوقوف،
    ولا الأكلِ بأيديهم،
    وهي لا تملُّ من خدمتهم،
    بل تحنُّ عليهم،
    وترأفُ بهم،
    ولا تقدرُ على تركهم أكثرَ من ساعةٍ أو ساعتين،
    ومع ذلك لا تتصوَّرُ فراقَهم،
    من كثرةِ تعلُّقها بهم وحرصها عليهم!
    وأمٌّ لها أولادٌ عقلاءُ مؤدَّبون،
    وآخرون سفهاءُ مشاكسون،
    تحبُّهم جميعًا،
    فقلبها لا يفرِّقُ بين بارٍّ وآخرَ عاقّ!
    بل تقتربُ من المنحرفين أكثر!
    لا لانحرافهم،
    بل لتنصحهم وتذكِّرهم،
    ولا تملُّ من ذلك،
    وتصبرُ على عقوقهم،
    وكلماتهم الجارحةِ
    وتصرفاتهم الفاجرة،
    وتدعو لهم في السرِّ والعلن،
    وتكونُ واسطةَ خيرٍ بينهم وبين أبيهم،
    وتخفِّفُ من الصدام بينه وبينهم.
    إن لها قلبًا واحدًا،
    ولكنهُ كبيرٌ جدًّا،
    ولو كان أعمَى،
    فلا يضرُّها ذلك،
    فهو يسعُ لما لا يسعُ له قلوبُ الرجال،

    ولهذا وغيرهِ لها حقوقٌ على أولادها أكثرَ من حقوقِ أبيهم عليهم.

    يتبع..

    اترك تعليق:


  • هنيبال
    رد
    في شهرِ رمضان،
    كنتَ قريبًا من الرحمن،
    بعيدًا عن الشيطان،
    واقفًا عند بابِ الريّان،
    ترجو خيراتٍ حسان،
    تملأ بالحسناتِ كفَّةَ الميزان،
    وقلبكَ عامرٌ بالإيمان،
    ومتابعٌ لقراءةِ القرآن،
    ولسانكَ رطبٌ بذكرِ الرحمن،
    تطلبُ منه الصفحَ والغفران،
    لتنجوَ من العذابِ والنيران،
    وتسعدَ في غرفاتِ الجنان،
    والله يقبلُ من أهلِ الصيام،
    والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ العدنان.

    رؤيةُ الأحفادِ تجدِّدُ نشاطَ الكبار،
    وتبهجُ قلوبهم،
    وتحبِّبُ إليهم الحياة،
    وتبعثُ فيهم الأمل،
    حيثُ يرونهم خلَفًا لهم،
    واستمرارًا لحياتهم،
    التي توشكُ أن تنتهي.

    أنتَ تحتاجُ إلى أن تقفَ أحيانًا لتلتقطَ أنفاسك،
    كما تحتاجُ إلى أن تسكتَ لتفكرَ بما قلتَ سابقًا،
    وما إذا كان الأصلحُ لكَ أن تستمرَّ في المشي أو الكلام،
    أو تقفَ وتؤثرَ السكوت.
    ومحطاتُ الإنسانِ مكابحُ مشروعة،
    يقفُ فيها ليحاسبَ نفسه،
    وينظرَ حواليهِ ويستشير،
    حتى لا يخوضَ في الأوحال،
    ويُحاطَ بالأخطاء.

    إذا قرأتَ كتابَ الله فأنتَ قارئٌ تؤجَر،
    وإذا سكبتَ الدمعَ فأنتَ خاشعٌ متبتِّل،
    وإذا تفكرتَ فأنتَ متدبِّرٌ متفكِّر.

    هل يعقلُ أن يندمَ المرءُ على استجابةِ اللهِ دعاءَه؟
    هذا ما حصلَ لكثيرٍ من الناس،
    أنهم لم يسألوا الشهادةَ بدلَ ذلك!

    عندما تكونُ واقفًا تحملُ جزأكَ العلويَّ والسفلي،
    وعندما تكونُ قاعدًا تحملُ جزأكَ العلويَّ فقط،
    وعندما تكونُ مستلقيًا تحملُ همًّا وراءَ همٍّ حتى تقوم!

    يتبع..

    اترك تعليق:

يعمل...
X