يابني،
إذا غضضتَ من صوتك،
ولم تتكلمْ إلا عند الضرورة،
وإذا تكلمتَ فبهدوءٍ وميزان،
فإنه دليلُ عقلٍ وعلمٍ وتواضع،
فهنيئًا لكَ هذا الخُلقُ العالي.
• يا بني،
أطعِ الله وكنْ على بصيرة،
فإنه لا يعصيهِ إلا كافرٌ أو مستكبرٌ أو فاسق،
وإذا عصيتَ عن جهلٍ فاستغفرِ اللهَ وعُدْ إليه،
فإنه يقبلُ توبةَ عبادهِ المخطئين ويغفرُ لهم.
• الذي يفسدُ في الأرضِ يعودُ ضررهُ على أهلهِ وجيرانهِ ووطنه،
وقد لا يجني من وراءِ فسادهِ سوى القليل،
أما الضررُ فيزيدُ وينتشرُ ويعمّ.
• النفوسُ المظلمةُ لا تطيقُ النور،
يعني لا تقدرُ على العيشِ فيه،
بل لا تريده،
ولذلك لا يَهديها الله،
إنما يَهدي مَن كان عندهُ استعدادٌ لتقبُّلِ الحق،
وعزمٌ على المضيِّ في سبيلهِ ولو طالتهُ منغِّصات؛
ويكونُ قادرًا على السيرِ في طريقِ النورِ والاهتداءِ به،
ويكرهُ الظلامُ بذلك.
• رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شاهدٌ على مَن بُعِثَ إليهم،
يبشِّرُ المؤمنين المطيعين بالجنة،
ويُنذرُ الكافرين العاصين بالنار،
وهذا من أسسِ الدعوةِ القائمةِ على العدل.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
كلمات في الطريق
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
• نادَى منادي الموتِ أنْ هلمُّوا إلى القبور،
فإنها جسركم الذي لا بدَّ منه للعبورِ إلى القيامة،
فقال بعضهم: نحن جاهزون،
وقال آخرون: لا نريدُ الموت،
ولا نريدُ القبور،
نريدُ أن نستمتعَ بالحياةِ أكثرَ وأكثر.
قال المنادي:
الموتُ نهايةُ كلِّ البشر،
والقبرُ آخرُ بيتٍ يسكنونَهُ في الحياةِ الدنيا،
مَن أرادَ ومَن لم يُرد.
• مصطلحُ "الوجود" هو لمن كان حيًّا،
بجسدهِ وروحه،
أما الجسدُ وحدَهُ فلا يقالُ إن صاحبَهُ موجود،
وإذا قيلَ فما فائدته؟
إلا أن يكونَ استعمالهُ في ثلاجةِ الموتَى!
ويقالُ مجازًا لمن لا ينفعُ في شيء: لا حياةَ لمن تنادي،
يعني ولو كان شخصهُ ماثلاً أمامك،
فإنه لا نفعَ منه،
فكأنه لا حياةَ له،
وكأنهُ غيرُ موجود.
• الشبابُ لا يعرفون قيمةَ المالِ كما ينبغي،
لأنهم يحصِّلون مبالغهم بغيرِ تعبٍ من عند والدِيهم،
فإذا كبروا قليلاً واستقلُّوا،
ولسعتهم الحاجة،
وذاقوا شيئًا من مرارةِ الفقر،
عرفوا قيمةَ المال،
وقيمةَ والدِيهم.
• الصديقُ المخلصُ هو الذي لا يقومُ بأمرٍ في غيابِ صديقهِ إلا إذا علمَ رضاهُ بذلك،
ولا يمدُّ يدَهُ إلى متاعهِ إلا بعد أن يستأذنَ منه،
أو يكونُ موجودًا عنده،
أو يعلمُ رضاهُ كذلك.
ولا حرجَ على الصديقِ في أشياءَ خفيفةٍ أخرى يفعلها،
كأنْ يأكلَ من طعامِ صديقهِ ولو لم يكنْ موجودًا في بيته..
• إذا شكرتَ الله فإن الفائدةَ تعودُ إليك؛
لأنه سبحانهُ يؤجركَ على ذكرِكَ ويزيدُكَ من فضله،
ولا ينفعهُ شكرك،
فلا يزيدُ ذلك من مُلكه.
وإذا كفرتَ بنعمتهِ فالمضرَّةُ تعودُ عليك؛
لأنك آثم،
ولا يضرُّ اللهَ كفرُكَ ولا كفرُ العالمين.
اترك تعليق:
-
• يا بني،
أراكَ تفهمُ مني أمورًا بسرعة،
وأخرى أجهدُ نفسي معكَ فلا تتقبلها،
ولا تتفاعلُ معها،
فلعلك وضعتَ حاجزًا أمامَ عقلكَ لئلا تسمعَ ما سبقتْ لك نظرةٌ فيه،
وإن عليك أن تفتحَ ذهنكَ وتتقبَّلَ النصيحة،
فإنه خيرٌ لك.
• يا بني،
وددتُ لو ملأتُ صفحاتِ الحياةِ وجداولها نصائحَ لك،
وعندما أراكَ جادًا تأخذُ بها،
أو ببعضها،
ينشرحُ الصدرُ مني وينفتحُ القلب،
وأعلمُ أني أقطفُ ثمارًا زرعتها،
أنبتها الله بفضلهِ ورعايته.
• تكثرُ الشياطين في مواطنِ الحرامِ والإفكِ والخيانة،
وتوقِعُ العداواتِ بين الناس،
وتحضُّهم على السُّكرِ والزنا والقتل،
وعلى القمارِ والسرقةِ وأكلِ الحرام..
﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ
فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾؟
سورة المائدة: 91.
• للميتِ أمنية،
هل تعرفُ ما هي؟
إنك تستطيعُ أن تحققها لنفسِكَ قبل أن تصيرَ إلى حاله.
إنه يريدُ أن يرجعَ إلى الحياة،
ويحيا كما أنتَ حيّ،
ولكن لا بقصدِ التمتعِ بالملذّاتِ ورؤيةِ الأهلِ والأصدقاء،
بل ليعملَ أعمالاً طيبةً تنوِّرُ عليه قبره،
وترفعَ قدرهُ وتسعدهُ في اليومِ الآخر،
وليُقلعَ عن أعمالٍ سيئةٍ أثقلت ظهره،
وينجوَ بذلك من نيرانِ الآخرة.
• في أرضِ المحشر،
وفي ساعةِ الحساب،
يتذكَّرُ الإنسانُ ثلاثةَ أصنافٍ من الناس:
والديه، وأصدقاءه، وقادته؛
لأنهم كانوا يشكِّلون أسبابًا رئيسيةً في تربيتهِ واتجاههِ الفكري وسلوكهِ في الحياة،
ومن ثمَّ كانت هدايتهُ أو انحرافه،
ويعني: إلى الجنةِ أو إلى النار.
اترك تعليق:
-
• استرْ على أخيكَ ما رأيتَ عليه من انحراف،
بدلَ أن تغتابَهُ أو تفضحه،
عظهُ برفق،
وذكِّرهُ وأنتَ مشفقٌ عليه،
فلعلهُ يفكرُ بينه وبين نفسه،
ويعودُ إلى رشده،
ويُقلعُ عمّا كان عليه من سوءٍ وفحشاء.
• من غباءِ بعضِ الناسِ وقصرِ نظرهم،
أن أحدهم إذا (فلتَ) من مصيبةٍ ظنَّ أنه لن يعودَ إليها!
بينما هي إشارات ونُذرٌ من ربِّ العالمين لعباده،
ليعلموا أن لهم ربًّا،
هو الذي يمتحنهم،
فيُحِلُّ بهم المصائب،
وينجِّيهم أيضًا.
• إلى القابضين على الجمر ،
في بعضِ بلادِ الغرب أو تحت سطوةِ الطغيان،
صبركم وعزمُكم من إيمانكم،
فاثبتوا،
واضربوا المثلَ بالتعاملِ الطيبِ مع الناس،
وأبرزوا جمالَ الإسلامِ في شمائلِ أخلاقكم،
فإنكم أبناءُ هذا الدينِ العظيم،
ودعاتهُ وحُماته.
• لقد شنَّعَ الله على الكافرين والمشركين بأنهم يتَّبعون الظنّ،
من ذلك قولهُ تعالى:
﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ﴾ [سورة النجم: 23]
والظنُّ هو الأمرُ غيرُ المتحقَّقُ منه،
يعني أنه اعتقادٌ واهمٌ لا يترقَّى إلى درجةِ اليقين،
وبما أنهم اتَّبعوا الظنِّ فقد جعلوا الهوى منهجًا في البحثِ والمعتقَد،
ونتيجةُ الظنِّ والهوَى بطبيعةِ الحالِ هي الضلال:
﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [سورة الأنعام: 119]،
ويكونُ هذا النهجُ بعيدًا عن الحق:
﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴾ [سورة النجم: 28].
وحذَّرَ الله المسلمين من هذه الطريق،
وبيَّن لهم أن بعضَ ما يُتَّبَعُ من الظنِّ إثم؛
لأنه خلافُ الحقِّ المراد،
وخلافُ نهجِ الإسلامِ في البحثِ والتحرِّي وطلبِ الحق:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾
[سورة الحجرات: 12].
• من وظائفِ الشيطانِ الكبيرة،
ووسائلهِ الخبيثة،
أنه يحسِّنُ القبيح،
ويقبِّحُ الحسن،
ولا يزالُ يلبِّسُ بهما على الإنسانِ حتى يصدِّقه!
فاتخذْ دينَ الله ميزانًا لمعرفةِ الحلالِ والحرام،
والمعروفِ والمنكر،
والجمالِ والقبح،
حتى لا يلتبسَ عليك أمر،
ولا يجدَ الشيطانُ طريقًا إليك.
اترك تعليق:
-
• من رأيتَ له جرأةً على محارمِ الله،
فقد كشفَ لكَ نفسه،
وستراهُ صاحبَ عيوبٍ أخلاقية،
وانحرافاتٍ فكرية،
فالذي لا يكون أمينًا مع الله،
لا يكونُ صادقًا مع عباده،
ولا يؤتمنُ على أماناتهم.
• من الرحمةِ والمودَّةِ بين الزوجِ وزوجه،
أنه ينتظرُ العودةَ إلى البيتِ ليجدَ عندها السكنَ والراحة،
وينسَى بذلك همومَ العمل،
وما يصادفهُ من مصاعبَ خارجَ البيت.
والمؤمنةُ الصالحة، الهادئة، المبتسمة، الحنون،
هي التي تكونُ كذلك،
وقارنْ بينها وبين مَن تجعلُ البيتَ هياجًا وزعيقًا وسبًّا ونيرانًا،
وتزمجرُ وكأنها إعصارٌ يقلعُ البيتَ من أساسه،
وتعاملُ زوجها الطيبَ معاملةَ الندِّ للندِّ،
وتكيلُ له الكلامَ كيلاً وزيادة،
فلا عفوَ ولا تسامحَ في قاموسها،
فيشيبُ لذلك الزوجُ ويمرض،
وتنقلبُ حياتهُ إلى جحيم،
وينحرفُ الأولادُ بسببِ ذلك،
وتفسدُ أخلاقهم بالنظرِ إلى جوِّ البيت،
وخاصةً البنات،
اللاتي ينظرن إلى أمهاتهنَّ غالبًا..
ويفترشُ الشقاءُ نفوسَهم جميعًا.
• هناك من يجادلُ وأدلَّتهُ أوهنُ من بيتِ العنكبوت،
فلا يخدعُ إلا نفسه،
وعاقبةُ السوءِ تعودُ عليه،
فنفسهُ الخاسرة،
وليندمنَّ حيثُ لا ينفعُ الندم،
أو أن يتركَ الجدلَ المقيتَ ويعودَ إلى الحقِّ بنفسٍ راضية.
• يشتهي المرءُ ما كان لذيذًا،
مؤمنًا كان أو كافرًا.
وبما أن الكافرَ لا دينَ له،
فلا يتورَّعُ عن الحرام،
ويأكلُ كلَّ ما كان لذيذًا،
حلالًا كان أم حرامًا،
نافعًا أو ضارًّا،
كالخمرِ ولحمِ الخنزير،
أما المؤمنُ فيلتزمُ بقيودٍ محكمةٍ مفيدة،
فلا يأكلُ إلا الحلال،
أما الحرام، ومنه الضارّ،
فلا يقربها،
ومن فعلَ فقد عصَى ربَّ العباد،
وجنَى على نفسه.
• أقربُ العبادِ إلى ربهم أتقاهم له،
وأكثرهم توكلاً عليه،
وتعلقًا به،
وحبًّا له،
وسجودًا له،
وشوقًا إلى لقائه،
وفداءً لدينه.
اترك تعليق:
-
• يا بنتي،
استري جسدكِ حتى لا يقعَ عليه الذباب،
فإن أعينَ الذئابِ ملتهبة،
تدورُ في محاجرها باحثةً عمّا يوافقها لتسقطَ عليها،
ونفوسُهم دنيئة،
لا تتورَّعُ عن جريمة،
وأياديهم قذرة،
لا تتعافَى عن نجاسةٍ أو حرام.
• إلى الخائضين في أوحالِ الباطل،
والوالغين في حمأةِ الجرائم،
والراقصين حولَ معابدِ الهوى،
انسحبوا من مواقعكم قبلَ أن يحلَّ بكم الموتُ فجأة،
فإن توبةَ أحدكم تُقبلُ عند الله إذا كانت صادقة،
ولو كان قاتلاً مسرفًا في القتل،
أو زانيًا بعيدًا عن العفاف،
أو سارقًا لم يفكرْ بحلال.
• الحياةُ صعبةٌ لأن المرءَ لا يستقرُّ فيها على حال،
ولا يطمئنُّ إلى مآل،
لا يعرفُ هضابها من سهولها ووديانها،
فقد يكونُ سعيدًا في لحظاتٍ وتفجؤهُ مصيبةٌ في أهلٍ أو مالٍ أو ولدٍ وهو مايزالُ يضحك،
وقد يحصِّلُ مقصودهُ بعد انتظارٍ طويل،
ولكن يفلتُ منه بعد استقرارٍ قليل..
وهكذا..
ولا راحةَ للمؤمنِ إلا بلقاءِ ربِّه،
أما غيرُ المؤمنِ فحياتهُ متأرجحةٌ بين الفرحِ والترح،
ليُجزَى على ما عملهُ من خيراتٍ فيها،
حتى لا يبقَى له ثوابُ عملٍ في الآخرة،
ويدخلَ النار.
• معرضكَ الشخصيُّ يومَ القيامةِ هو ما زرعتهُ من خيرٍ وشرٍّ في الحياةِ الدنيا،
هو صحيفةُ أعمالِكَ التي تنطقُ حروفُها بكلِّ ما عملت،
وهي إما أن تكونَ بيضاءَ متلألئةً تملأُ نفسكَ سرورًا وحبورًا،
أو سوداءَ قاتمةً تشجي حلقكَ وتنغِّصُ عليك نفسك،
فإذا كانت الأولَى ناديتَ مَن حولكَ من شدَّةِ فرحِكَ ليأتوا وينظروا معرضك:
﴿ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ ﴾،
وإذا كانت الأخرَى انكفأتَ على نفسكَ وقلتَ وقد عضَّكَ الألمُ ومضَّكَ الحزن:
﴿ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ ﴾
﴿ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴾
• إذا أردتَ أن يكونَ لكَ قدرٌ عالٍ عند (الربّ)،
فاتَّصفْ بصفاتٍ (ربّانية)،
كما قال الله تعالى:
﴿ كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ ﴾ [سورة آل عمران: 79]
أي: كونُوا حكماءَ علماءَ حُلماء،
متمسِّكينَ بطاعةِ اللهِ ودينه.
اترك تعليق:
-
• لماذا يقرأ بعضُ الناسِ القرآنَ ولا يؤثِّرُ فيهم،
وبعضهم يقرؤونهُ فيزدادون به إيمانًا ونورًا؟
لأن كتابَ الله تعالى قائمٌ على التدبُّر،
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾ سورة محمد: 24.
فمن لم يتدبَّره،
أي: لم يقرأ تفسيرهُ أو لم يسألِ العلماءَ عنه،
فلم يعرفْ مواعظهُ وأحكامه،
وزواجرَهُ ونواهيه،
لم يؤثِّرْ فيه إلا قليلاً،
ومن تدبَّرهُ بقصدِ فهمه،
ومعرفةِ الحقِّ واتِّباعه،
ازدادَ به إيمانًا وثباتًا،
ونورًا مبينًا.
• إذا كان متوسطُ عملِ الإنسانِ ثماني ساعاتٍ في اليوم،
فماذا يختارُ لنفسهِ في الساعاتِ الباقية؟
لعلَّ أكثرهم يجعلها في (الترويح) عن النفس،
وما لا يعودُ عليه وعلى مجتمعهِ بالنفع.
والترويحُ يكفي ساعةَ زمانٍ في اليومِ كلِّه،
وسوف يُسأل كلٌّ يومَ القيامةِ عن وقتهِ وفيما أمضاه.
• الناسُ لا يعرفونَ قيمةَ الماءِ والهواء،
إلا عند فقدهما أو تلوثهما،
وذلك للألفةِ والعادةِ التي هم فيها،
ولو قُطعا عنهم لمدةٍ قصيرةٍ لماتوا جميعًا،
ولم يبقَ منهم على وجهِ الأرضِ أحد،
فهما أغلَى عنصرين في الحياة،
ولكنهما أرخصُ مادَّتين فيها،
لأن الله تعالَى جعلهما أكثرَ شيءٍ في معيشتنا؛
للحاجةِ المستمرةِ والواسعةِ إليهما.
• الذين يتنحنحون باستمرار،
أو يؤدُّون حركاتٍ زائدة،
عندهم قلقٌ أو أمراضٌ أو عُقدٌ نفسية،
وذكرُ الله تعالى يخفِّفٌ من ذلك كثيرًا،
واطمئنانُ القلبِ به يكادُ أن يقضي عليه.
• تزدانُ المجالسُ بأهلِ العلمِ والعلماء،
كما تزدانُ البساتينُ بالورودِ الجميلةِ والثمارِ الشهية،
والفوائدُ التي تُجنى من المجالس،
كرطبِ النخيلِ ورمّانِ الطائف.
اترك تعليق:
-
• الدنيا صعبة؛
لأنها امتحانٌ ومسؤولية،
والامتحانُ يكونُ صعبًا غالبًا،
والمسؤوليةُ تكليفٌ وأمانة،
وسمِّيت مسؤوليةً لأن المسؤولَ يُسألُ عن عمله،
في الدنيا وفي الآخرة،
والمسلمُ يخاف،
ويدعو الله تعالى أن يُعينَهُ على ما امتحنَهُ به في هذه الحياةِ الدنيا،
فلا توفيقَ إلا به،
ولا هدايةَ ولا تيسيرَ إلا منه.
أما الذين ينظرون إلى الدنيا على أنها (كيفٌ) ولهوٌ فهم مخطؤون،
وسيعرفون ذلك عندما يدخلُ عليهم ملكُ الموتِ بدون استئذان،
ويسلبهم أرواحَهم وهي لذيذةٌ عندهم.
نسألُ الله العافية،
وأن يقبضنا إليه وهو راضٍ عنا.
• فهمكَ للأمورِ لا يكفي،
فهناك كثيرون يعملون بخلافِ ما يعتقدون وما يفهمون،
وانظرْ كم هم الذين يفهمون القرآنَ ولكنهم يعملون بخلافه.
ألا ينتشرُ الانحراف الفكري والاعوجاجُ السلوكيُّ بذلك؟
أليس من العدلِ أن يحاسبَ هؤلاءِ على عدمِ عملهم بالحق،
وعلى نشرهم الفوضى والرياءَ والانحرافَ والفسادَ في المجتمعات؟
• يقولُ ربُّنا سبحانه:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً ﴾ [النساء: 144].
أي: لا تتَّخذوا من الكافرينَ أولياءَ لكم تصحبونَهم وتُصادقونهم،
وتُناصِحونَهم وتُوادُّونَهم،
وتُفشونَ أسرارَ المسلمينَ إليهم،
أتريدونَ بذلكَ حجَّةً ظاهرةً للهِ عليكم ليعاقبَكم عليها ويعذِّبَكم لأجلها؟
• الصبرُ عند المصيبة،
والإصرارُ بعد التشرد،
والعزيمةُ على الجهاد،
والثباتُ عند الحرب،
كلُّ ذلك إيمانٌ وقوة،
وتأكيدُ موقفٍ لا يلين،
ونصرُ الله من وراءِ ذلك،
وإنْ تأخَّر.
• الغربُ يريدُ أن نكونَ تابعين له،
أو نبقَى تحت حكمِ صنائعهم الطغاة،
يعني لا يقبلون أن نبقَى مستقلين بذواتنا.
ولم يرضوا بحكمِ الإسلاميين (المعتدلين).
وقد ولَّدت لهم هذه السياسةُ تنظيمَ القاعدة،
ودولةَ الخلافة،
والباقي في الطريق.
اترك تعليق:
-
• حياةُ الترفِ تؤثّرُ على الاتجاهِ الفكري لدى الإنسان،
وعلى سلوكهِ وشعورهِ بالناسِ وأحوالِ المجتمع،
ويكونُ بعيدًا عادةً عن بيئةِ الفقراءِ وأحوالهم المعيشية،
ولذلك لم يفضِّلها رسولُنا الكريمُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم،
وهو أكملُ الخلقِ إنسانية،
وأكرمُهم على الله تعالى.
• ليس من متطلباتِ القوةِ أن يُلقيَ المرءُ بنفسهِ إلى التهلكة،
فيصعدَ الجبالَ الشاهقةَ لساعاتٍ طويلة،
في طلعاتٍ حرجةٍ وطرقٍ ضيِّقةٍ خطرة،
أو يتسابقَ في سياراتٍ بسرعاتٍ جنونية،
أو يُلقي بنفسهِ في دوائرَ تحيطُ بها النيران،
أو يضعَ رأسَهُ بين فكَّي أسد.
فمثلُ هذه الأمورِ لا تدلُّ على قوة،
ولا تقدِّمُ فائدةً أو منفعة.
والمسلمُ الملتزمُ يبتعدُ عنها؛
لأنها شجاعةٌ مرفوضة،
بل هي محرَّمةٌ في الإسلامِ إذا غلبَ على الظنِّ هلاكُ المرءِ بها أو تعرُّضهِ لأذيَّةٍ بسببها.
والمسلم يُقبلُ على ما فيه نفعٌ وفائدة،
ويتقوَّى على الجهادِ بفنونٍ رياضيةٍ أخرى.
• عدمُ القدرةِ على التركيز،
يعني أن هناك ما يشغلُ فكركَ بأقوى مما تريدُ أن تركزَ عليه،
ويأتي حلُّ تلك المشكلةِ أولاً،
ثم يكونُ التركيزُ بدون بذلِ جهدٍ كبير.
• إذا لم يتضحْ لكَ الخيرُ في أمر،
أو من بين عدَّةِ أمور،
فصلِّ صلاةَ استخارة،
داعيًا فيها اللهَ تعالَى أن يقدِّرَ لكَ الخيرَ من بينها.
وتكونُ بذلكَ قد فوَّضتَ أمركَ إلى الله،
وأسلمتَ نفسكَ إليه،
وما يجري بعد ذلك يكونُ خيرًا إن شاء الله،
إذا كان توكلُكَ صحيحًا،
ونيَّتُكَ صادقة.
• يا بنتي،
ليس كلُّ ما تقولهُ صديقتكِ صحيحًا وبلسمًا،
ثقي بكلامِ والديكِ ونصائحهما أكثرَ منها،
فإن خبرتهما ومعرفتهما بكِ أكثر،
وشفقتهما وحرصهما عليكِ أكثر،
وحنانهما ورعايتهما لكِ أكثر.
اترك تعليق:
-
• يا بني،
كنْ فعلاً أكثرَ من كونكَ قولاً،
فقد تعبَ الناسُ وملُّوا من الكلامِ بعدما كثرَ وفاض،
وصارَ نظرهم فيما يعملون،
ويقينهم فيما يرون.
• يا بني،
أتقنِ الخطَّ وتفنَّنْ فيه،
فإنه جمالٌ وإبداع،
وهوايةٌ وذوق،
يوضِّحُ مقصودك،
ويؤنسكَ إذا كنتَ وحدك.
• يا بني،
سيارتكَ لا تفهم،
فلا تكنْ مثلها،
ولكنْ قُدها بذوقٍ وعقلٍ وحكمة،
ولا تفرِّطْ فيها ولا تهملها،
فإنها مال،
والمالُ أمانةٌ عند المسلم.
• يا بنتي،
كوني عاقلةً حكيمة،
فقد عُرفتِ النساءُ بفيضِ العاطفة،
فتفكري وتأنَّي قبل أن تتصرفي،
ولا تكنْ عاطفتكِ حجابًا أمامَ عقلك،
ولا يكنْ حبُّكِ وحنانُكِ سببًا لتفلُّتِ أولادك.
• يا بنتي،
أنتِ مَدرَسةٌ وأكبرُ من مُدرِّسة،
فأنتِ مع أولادكِ في كلِّ يومٍ وفي كلِّ ساعة،
تربينهم وتؤدِّبينهم في معظمِ تصرُّفاتهم،
وتعلِّمينهم آدابَ الإسلامِ ونظرتَهُ إلى الحياة،
قبلَ أن ينطلقوا إلى عالمٍ أرحبَ من أسرتهم الصغيرة،
فإذا أحسنتِ في تربيتكِ عرفَ أولادُكِ كيف يتصرَّفون،
وإذا كنتِ كسولةً مهملةً فقدتِ راحةَ أعزِّ أهلكِ وأحبابك،
ويصيرُ أولادكِ عبئًا وغمًّا لكِ طوالَ عمرك.
اترك تعليق:
-
• من صفاتِ المؤمنين الذين يُجزَون الجنةَ أنهم ﴿ لَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾،
كما في الآية 68 من سورةِ الفرقان،
فليتنبهِ المجاهدون خاصَّةً إلى ذلك،
فإنه كلامُ الله الحقّ.
• فسدَ بنو إسرائيلَ عندما فسدَ علماؤهم،
وها هي أمتنا قد أصابها ما أصابهم،
فما أكثرَ العلماءَ الفاسدين في عصرنا،
الذين يُرضون الحكّامَ ويُسخطون ربَّ العالمين،
وما أكثرَ ما فسدَ من عامةِ الأمةِ نتيجةَ ذلك،
وكلهم محاسَبون،
العامةُ والخاصَّة.
• إن الله يعلمُ عددَ سجداتكَ في الليل،
وما تذرفُ من دموعٍ من خشيته،
وما تدعوهُ به رهبةً منه ورغبةً إليه،
فلن يَضيعَ أجركَ عنده،
وخاصةً في عصرٍ قلَّ فيه المخبتون إلى ربِّهم،
وكثرَ فيه الفاجرون المجاهرون بالمعاصي.
• اجعلِ الكتابَ مخدتك،
والقلمَ مقودك،
وقهوتكَ محبرتك،
والحكمةَ غرَّتك،
ورضا الله وجهتك.
• المروجُ الخضراءُ تصبحُ بلقعًا إذا لم تُسقَ بالماء،
والقلوبُ المطمئنةُ تغدو خرابًا إذا لم تعمَّرْ بذكرِ الله،
والصداقاتُ الحميمةُ تنقلبُ إلى عداواتٍ إذا لم تتعاونْ بمودَّةٍ وإخلاص.
• يا بني،
كنْ غصنًا مورقًا تَنبتُ عليه الزهور،
يشمُّك الناسُ فيحمدونك،
ولا تكن شوكًا تجرحُ الناسَ بلسانك،
وتؤذيهم بيديك.
اترك تعليق:
-
• مرَّ جيشُ النبيِّ سليمانَ بمنطقة،
فقالت نملةٌ لأخواتها خوفاً من أن يُحطَمهنّ:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾
سورة النمل: 18.
فماذا تقولُ نمالُ سوريةَ الجريحةَ وهوامُّها وخَشاشُها،
والحربُ مستمرةٌ منذ سنوات؟
هل تجدُ لها مخبأً تحت الأرض؟
وكيف تحصلُ على رزقها فوقها؟
ألا تطالها قذائفُ الطاغوتِ وبراميلهُ أيضًا؟
وماذا يقولُ أطفالُ سوريةَ وشيوخها ونساؤها ونازحوها،
وقد كُسرت أجنحتهم وفَرغت أيديهم وعَريت بيوتهم؟
وأهلها المقيمون فيها وهم يعيشون أسوأ حياةٍ على وجهِ الأرض؟
اللهم عليك بالظلمة ومن عاونهم،
فقد سفكوا الدماءَ بغيرِ حق،
وخرَّبوا البلاد،
وانتهكوا الأعراض،
ونهبوا الأموال،
ولا ينتهون إلا بانتصاركَ للمظلومين،
وبقوتكَ التي تؤيدُ بها المجاهدين.
• الكفرُ بعد الإيمانِ يعني الفسقَ والخذلانَ والنكوص،
وتركَ الحقّ،
وإحباطَ العمل،
والرضا بحكمِ الشيطان،
والركونَ إلى الدنيا،
وتركَ الآخرةِ وما وعدَ الله فيها المؤمنين العاملين بالفوزِ بالخلودِ في الجنان.
• أهلُ الأعذارِ معذورون،
أما الأصحّاءُ فليسوا معذورين،
إلا في ظروفٍ استثنائية،
فعليهم بالعملِ لأمتهم بما يقدرون عليه،
حتى تبرأَ ذمتُهم عند الله تعالى،
فالدينُ حق،
والقيامةُ حق،
والمحاسبةُ حق.
• البصيصُ من الأملِ يكبرُ إذا كان اليقينُ قوياً،
ونقطةُ الضوءِ تكبرُ وتملأ البيتَ كلَّهُ إذا فُتحَ لها الباب،
وكلمةُ الحقِّ تدخلُ القلبَ وتسكنُ فيه وتطمئنُّ إذا قُبلت،
وترحلُ بعد حينٍ إذا أُهملت.
• أهلُ الباطلِ يصبرون على باطلهم،
ويدافعون عنه حتى الموت،
أما قال الكافرون لرسولِ الإسلامِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام:
﴿ إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا ﴾؟ سورة الفرقان: 42.
أي: كادَ أن يَصرفنا هذا الرجلُ عن عبادةِ أصنامنا لو لم نثبتْ عليها.
وهم لا يرجون من وراءِ صمودهم مردوداً يُذكر،
ولكنه موروثٌ وعقيدة.
والمسلمون لهم عزيمةٌ وثباتٌ وجهادٌ أكبر،
لأنهم يطلبون حقًّا أكيدًا مدعمًا بالدليل،
وهم يرجون من الله ما لا يرجوهُ الكافرون.
اترك تعليق:
-
• إلى المهمومين بإطالةِ عمر الإنسان،
ومسألةِ خلوده،
لن تصلوا إلى نتيجة،
لأن الخلودَ لا يكونُ إلا بالقضاءِ على مسألةِ الموت،
والموتُ لا يُقضَى عليه إلا بإيقافِ عمرِ الإنسانِ في زمنٍ يكونُ حيًّا لا يتجاوزهُ إلى الموت،
ويلزمُ من هذا إيقافُ مسيرةِ الزمن،
ويتعلَّقُ الأمرُ بحركةِ الشمسِ والقمرِ والأرضِ في الكون...
وإذا لم يوقَفِ الزمنُ فيعني الكبرَ والمضيَّ إلى الهرم،
والهرمُ ينتظرهُ الموت.
لا بدّ.
كما أن على المهتمين بذلك أن يمنعوا انتقالَ الأمراضِ الوراثيةِ إلى الأبناء،
التي تودي بهم إلى الموت،
وتأتيهم من سلالاتِ أجدادٍ بعيدة،
وهذا فوق طاقةِ الطبِّ والكيمياءِ والأشعة؛
لأن الأمرَ يتعلَّقُ بتكوينِ النطفة.
ولعلَّ هذا القولَ يمثِّلُ رأيًا بدائيًّا عند المتخصصين،
ولكنه حقّ.
وصدق الله إذ يقول:
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [سورة العنكبوت: 57]
وصدقَ رسولهُ الكريمُ إذ يقول:
"إن الله تعالَى لم يضعْ داءً إلا وضعَ له دواءً،
غيرَ داءٍ واحد: الهرم".
• بالإيمانِ والعملِ الصالحِ تكتملُ شخصيةُ المسلم،
وبالتواصي بقولِ الحقِّ واتِّباعه،
والصبرِ على طاعةِ الله والجهادِ في سبيله.
ومن كان بعيدًا عن هذا فهو في خُسرٍ ونقصان.
• يبلغُ الانحرافُ في المرءِ عندما يتلذَّذُ بقولِ الكذب،
ويضحكُ وهو يستهزئ بالناس،
ولا يعرفُ أدبًا ولا خُلقًا في التعاملِ مع الأصدقاء والجيران.
ويظنُّ هؤلاءِ وأمثالهم أن الدنيا طيفٌ يمضي،
وزمنٌ يغبر،
وما عرفوا أن الحسابَ على كلِّ قولٍ وعملٍ آت،
ولو كان ذلك قليلاً.
• هل هناك من لا يحبُّ النصائح؟
نعم، بالتأكيد،
وهم كثر.
إنهم المنحرفون،
الذين يجدون سهولةً في اتباعِ الانحرافِ والباطل،
ويلقونَ صعوبةً في اتباعِ الحقِّ والالتزامِ بآثاره،
ولا يريدون من أحدٍ أن يتدخَّلَ في شؤونهم ويصرفهم عن شهواتهم.
أما قال نبيُّ الله صالحٌ للعصاةِ من قومه:
﴿ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴾؟
[سورة الأعراف: 79].
• أهلُ الباطلِ يريدون أجرًا عاليًا على باطلهم،
في مقابلِ طمسهم الحقَّ أو سكوتهم عنه؛
لإرضاءِ رؤسائهم الضالِّين،
وكبراؤهم لا يقصِّرون معهم،
فيعطونهم أكثرَ مما يستحقون،
حتى يَبقوا ساكتين،
ولا يساعدوا الشعوبَ في حقوقهم،
ولا يثيروهم عليهم.
أما قال سحرةُ فرعون لسيِّدهم:
﴿ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴾،
فأجابهم فرعونُ بكلِّ تأكيد:
﴿ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾.
[سورة الشعراء: 41-42].
اترك تعليق:
-
إذا جاءكَ الطفلُ فهو يريدُ أن تلعبَ معه،
فإذا لم تلعبْ معه ظنَّكَ لا تحبه،
وهو إما أن يبكي بعد قليل،
أو يترككَ وهو مجروحُ القلب.
هذه هي حياتهُ ومفاهيمه،
لأنه لم يكتملْ عقلهُ بعد،
فيظنُّ أن الدنيا مقصورةٌ على اللعب.
ومن الكبارِ أيضًا من يظنُّ أن الدنيا لعبٌ ولهوٌ فقط!
وهذا يدلُّ على نقصِ عقولهم،
وقصرِ نظرهم،
مثلَ الأطفال!
• المغرورون أصناف،
يختلفون باختلافِ ثقافاتهم وخبراتهم وأعمالهم،
فقد يكونُ منهم مثقفٌ نال حظًّا من الثقافة،
أو نالَ شرفَ حرفِ الدالِ أمامَ اسمه،
فظنَّ أنه وصلَ إلى آخرِ التخصص،
وليس وراءهُ من يجاريه،
ولكنه يتفاجأ بسؤال "بسيط" من طالبِ علمٍ لا يعرفه،
هو أقلُّ من مستواهُ العلميِّ بكثير.
أو يكونُ تاجرًا خبيرًا يرَى أنه لا يُخدَع،
ولكن تاريخه لا يخلو من صفقاتٍ خاسرة،
وفواتِ أرباحٍ لا تقدَّر،
نتيجةَ نظرتهِ القاصرة،
وعدمِ علمهِ بالغيب.
أو يكونُ حِرَفيًا،
معلمَ بلاطٍ مثلاً،
فيرَى الخبرةَ والذوقَ في جانبه،
والإتقانَ في عملهِ بما لا مثيلَ له،
ولكنه يعرفُ كم مرةً دُعيَ إلى إصلاحِ أعمالٍ له في البيوتِ والمعاملِ والساحات.
فالكلُّ يخطئ،
ويحتاجُ إلى الاعترافِ بقصورِ عمله،
وهذا لقصورِ عقله،
عقلِ كلِّ إنسان،
في كلِّ الأعمال.
• من كان همُّهُ الآخرةَ يسَّرَ الله له أمورَ الدنيا،
ولكن لا بدَّ لبني آدمَ من منغِّصاتِ الدنيا،
وهي اختباراتٌ وتنبيهاتٌ للشخص،
مؤمنًا كان أو كافرًا.
فإذا تجاوزها المؤمنُ بعفَّةٍ وصبرٍ وإيمان،
فقد أفلحَ وفاز.
• عبادةُ الله تعالى سهلةٌ على المؤمن؛
لأن قلبهُ يحبُّ ذلك،
فتطيعهُ جوارحه،
وتسارعُ إلى ذلك وتصبرُ عليه طوعًا،
وهي صعبةٌ على الفاسقُ والمنافق؛
لأن قلبهُ لا يريدُ ذلك،
فتتكاسلُ جوارحهُ عن تلبيتها،
فيؤدِّيها - إذا أدَّاها - بصعوبة،
من غيرِ رغبة.
• متى يتنبَّهُ الكافرون إلى أنهم في ضلالٍ وعلى خطأ؟
هل يلزمُ أن يتذكروا ذلك عند دخولهم النارَ وخلودهم فيها وهي تتأجَّجُ بهم؟
أم عليهم أن يتفكروا ويتدبَّروا ويرجعوا إلى الحقِّ وما زالتِ الفرصةُ سانحةً لهم؟
﴿ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴾
سورة الأحزاب: 66.
اترك تعليق:
-
• إلى النفسِ التي لا تجدُ اطمئنانًا في الجسد،
ولا تعرفُ طعمَ الهدوءِ لتهدأ،
هذه وصفةُ علاجٍ من دينِ الإسلام:
ابتعدي أيتها النفسُ عن الحرام،
وعن الظلم،
والشبهات،
والحسد،
واشتغلي بالاستغفار،
وكوني في شأنك،
فستجدين الهدوءَ مؤكدًا.
• كان لقمانُ أبًا مربيًا صالحًا،
يخافُ على ابنهِ من الهوَى والضلال،
فنصحهُ حبًّا له وشفقةً عليه،
حتى لا ينحرف،
ولا يسلكَ سبيلَ الكافرين والمنحرفين،
ولئلا يكونَ مصيرهُ مصيرهم.
وينبغي أن يكونَ الآباءُ مثلهُ في النصحِ والشفقةِ والرحمةِ بأولادهم،
وخاصةً في عصرنا الذي يموجُ بالإغراءاتِ والفتن.
• إذا سجدتَ سجدةَ تلاوةٍ فقل،
كما وردَ في الحديث:
"اللهم اكتبْ لي بها عندكَ أجرًا،
وضعْ عني بها وزرًا،
واجعلها لي عندكَ ذخرًا،
وتقبلها مني كما تقبلتَ من عبدكَ داود".
• من آداب المجالسِ العاليةِ أن يكونَ الصوتُ منخفضًا،
وصدرُ الكلامِ لأكثرهم علمًا،
ثم وجاهة،
ثم أدبًا وخُلقًا،
• والجالسون ساكتون يجلِّلهم أدبُ الموقف،
يستلهمونَ القدوةَ والخُلقَ الرفيع،
وكذلك كانت مجالسُ سلفنا الصالح،
وقارنْ بينها وبين المجالسِ في هذا العصر.
• الذين يدَّعون الازدواجيةَ في الألوهية،
كمن يدَّعي قلبين في جوفِ الرجل،
هذا يأمرهُ بشيء،
وذاكَ يأمرهُ بخلافه!
ويكونُ مآلهُ تفطُّرُ القلب،
أو تمزُّقُ الجسد،
كما يكونُ فسادُ الكونِ بتعدُّدِ الآلهة.
﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾
سورة الأنبياء: 22.
اترك تعليق:
اترك تعليق: